تقاليد الأكل العراقية : رأس "الباجة" للشيخ واللسان للنساء!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ماجد الكلابي من بغداد : يبدأ سيد حميد وهو مصلح سيارات يومه صباحا بفطور من " صحن تشريب " . وليس في الأمر ما يثير الدهشة لدى حميد، فقد تعود على هذا الأمر منذ عقد وأكثر .
ويفضل حميد في فطوره ثلاث أنواع من الأكلات الشعبية الدسمة، التشريب أو الكباب أو الباجة أو " الباقلاء" بالدهن .
ولا يعترف حميد بالحليب أو ب" سندويجة " صغيرة أو قطع الكعك فطورا، ويقول أنه فطور العصافير .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فطور " الباجة" و"التشريب "
ويرجع حميد بدء صباحه اليومي ب"أكلة دسمة " إلى عمله الشاق في نهاره الطويلة وما يتطلب ذلك من صرف جهد وطاقة .
وذات الأمر كان مع (ابو علي) وهو حداد، فهو يفضل التشريب مع قطعة لحم كبيرة في الصباح . ويفضل بعض أصحاب المهن الشاقة بالعراق " نفر كباب " مع الخبز بالتنور .
لكن أبو علي يصر على أن تضخم بطنه وتدلي " كرشه " ليس بسبب الكباب أو التشريب بل بسبب الحالة النفسية " القلقة التي يعيشها .
ويتناول عراقيون كثر " الباجة " في الفطور، وهي اكلة عراقية شعبية تتألف من الخبز المبلل في حساء ولحم رأس واقدام وكرشة البقر او الغنم.
يقول أبو عمار وهو في عقده الستيني وصاحب مطعم " باجة" .. أن هذه الأكلة في العراق مشهورة من قديم الزمان وتتكون من رأس الخروف والأرجل و "الكرشة" وهي معدة الخروف .
يصف أبو عمار طريقة عملها على النحو التالي: تطبخ "الباجة " ليلا فينظف الرأس من الشعر بوضعه في ماء حار جدا وبواسطة اللهب القوي يتم التنظيف الكامل بالدلك بالسكين.
ويضيف: بعد التنظيف نقطعها إلى عدة أجزاء ونضعها على نار قوية لفترة ليست بالقصيرة حتى "تستوي" ونقدمها إلى زبائننا .
أما في التقاليد العشائرية فتمثل موائد الطعام أو ما يسمى ب" العزائم " ركنا مهما في العرف الاجتماعي، حيث يوضع "رأس الباجة " أمام الشيخ أو رئيس العشيرة، ولا يمكن التغاضي عن هذا العرف، وتناسيه يعد اهانة كبيرة للعشيرة .
و عباس عامل بناء في الثلاثينات يعتبر " الباجة " فطوره المحبب، حيث يقول ل " العراقي " .. هذه الأكلة تعطيني القوة والنشاط والحيوية وهي رخيصة الثمن ولا اشعر بالتعب بعد أكل "الباجة مع التشريب" صباحا .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ويعتقد وسام وهو بائع متجول أن أكل "راس الباجة" صباحا ينعش الدماغ .
ويضيف .. ومن يأكل العين يقوى نظره، ومن يأكل اللسان يطول لسانه وكثير من الناس يفضلون أكل الإذن وتسمى بلغة العراقيين اليومية "الكرواطه" .
واحتل تقليد " أكل " الباجة ركنا في الثقافة الشعبية العراقية حتى تداول الناس مقولات بحقها مثل "عند أكل الباجة الكلوب تتحاجه" .
وايضا .. "مَنْ ياكل الباجة ما يتحاجه .
ولا يقدم اللسان مع رأس الخروف إلى المشايخ والسادة في الولائم،
وبحسب الشيخ مسعد فان الأمر يعود إلى اعتقادات شعبية تقول أن اللسان يقدم إلى النساء فقط لأنهن كثيرات الكلام اما الرجال فقليلو الكلام .