الشخصية : تعريفها ، نظرياتها

الشخصية : تعريفها ، نظرياتها
د. محمد علي النجار

كثرت الدراسات والأبحاث التي دارت حول الشخصية ، وسبرت أغوارها وتعددت في ضوء ذلك التعريفات تبعًا للزاوية التي ينظر منها هذا الباحث أو ذاك.
 تعريف الشخصية :
لغويـًا :
الشخص : سواد الإنسان وغيره تراه من بُعد، ويُطلق على الإنسان أيضًا ، ذكرًا أو أنثى وفي المعجم الوسيط ” كل جسم له ارتفاع وظهور وغلب في الإنسان .. والشخصية : صفات تميز الشخص من غيره ، ويقال فلان لا شخصية له : ليس فيه ما يميزه من الصفات الخاصة“ويقترب هذا التعريف من وجهة نظر النفسانيين إلا أن تعريف الشخصية في صيغتها الأجنبية Personality)) فمشتقة من الكلمة اليونانية (Persona) وهي ” تعني القناع الذي كان يضعه الممثلون على وجوههم في المسرح للتعبير عن الدور الذي كانوا يمثلونه “.
اصطلاحيًا :
وإذا عدنا إلى علماء النفس وجدناهم ينظرون إلى الشخصية على أنها ” مفهوم معقد يتكون من عوامل كثيرة ومتداخلة بحيث لا يمكن فصلها أو تحليلها على انفراد .. إلا أنه يمكن الاتفاق على بعض الخطوط العريضة التي تدور مفاهيم الشخصية في إطارها “ فهناك تعريفات للشخصية تهتم بالشكل وبالمظهر الخارجي ، وأخرى تهتم بالمفاهيم الدينامية ، وتعريفات اجتماعية تركز على عمليات التوافق ، وأخرى يمكن اعتبارها تعريفات مركبة ، إلى غير ذلك من تعريفات .
ومن هذه التعريفات ما ذكره ( ألبورت ALLPORT) فقال : ” الشخصية هي الترتيب الدينامي في الفرد لجميع الأجهزة النفسية الجسمية الذي يحدد توافقه الفريد مع بيئته “.
أما ( أيزنكEYSENCK ) فيعرّف الشخصية بأنها ” المجموع الكلي للأنماط السلوكية الفعلية والممكنة للكائن الحي ، كما تتحدد بالوراثة والبيئة ، وهي تنشأ وتنمو من خلال التفاعل الوظيفي للأجزاء المكونة التي تنتظم فيها هذه الأنماط السلوكية “ فيما يعرفها (جريفيث GRIFITHS) بأنها ” مجموع الصفات التي يتصف بها الفرد و الناتجة عن عملية التوافق مع البيئة الاجتماعية .
وهي تظهر على شكل أساليب سلوكية معينة للتعامل مع العوامل المكونة لتلك البيئة “ .
هذه بعض التعريفات التي تلتقي كبقية التعريفات ـ على كثرتها ـ في خطوطها العامة ، إلا أننا نستطيع أن نعرّف الشخصية بإيجاز بأنها : ” جملة الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تميز الشخص عن غيره “.
 نظريات الشخصية :
وللشخصية نظريات تقوم عليها دراسات علماء النفس ، حيث نجد نظرية الأنماط و هي أقدم نظرية في هذا الإطار عند أبوقراط ( القرن الخامس قبل الميلاد ) وقد قامت عنده على الطبائع الأربعة ، حيث قسم الشخصية إلى أربعة أنماط (طبائع) . ومثله فعل ( كرتشمر KRETSCHMER) أما ( شلدون SHELDON) فجعل أنماط الشخصية ثلاثة ، ويعتبر (يونج JUNG ) صاحب النمط الانبساطي ، والنمط الانطوائي حيث قسم كل نمط إلى أربعة أخرى فرعية .
أما نظرية السمات فمن أشهر رموز هذه النظرية ( ألبورت ALLPORT) و(ايزنك EYSENCK) الذي استفاد من (يونج )فذكر الانطواء والانبساط ، وأضاف إليها العصابية والذهانية. أما (كاتل CATTELL) فذكر عددًا من السمات .
وتقابلنا بعد ذلك النظرية السلوكية ، أو نظرية المثير والاستجابة ، ويقترن اسم (بافلوف PAVLOV) بهذه النظرية بجانب عدد آخر من العلماء والباحثين .
ومن النظريات المعروفة والمشهورة نظرية التحليل النفسي ومؤسسها (فرويد FREUD ) .
 الانبساط والانطواء :
ولما كان موضوع البحث يدور حول التلميذ الانطوائي ، فإنه من الأهمية بمكان أن نقف قليلا عند النظرية التنميطية التي تتحدث عن الانطواء والانبساط ، فقد قسم (يونج) الناس إلى نمطين أساسيين للشخصية : المنبسط والمنطوي . وهذا النمط الأخير هو موضوع بحثنا .
فالانطوائي ” هو الشخص الذي يفضل العزلة وعدم الاختلاط ، وتحاشي الصلات الاجتماعية .. وهو دائم التفكير في نفسه ، يُخضع سلوكه لمبادئ مطلقة ، وقوانين صارمة ، دون مراعاة للظروف .. تعوزه المقدرة على التكيف السريع ، أو التوافق الاجتماعي .. يحقق التوافق عن طريق النكوص والخيال والوهم .. “
وقد تبنى هذه المفاهيم عدد من السيكولوجيين من بعد (يونج) وفي مقدمتهم (أيزنك EYSENCK) الذي استطاع أن يحدد السمات بشكل أدق .
فبالرغم من أن (يونج) قال بوجود أربعة أنماط و ظيفية (FUNCTIONALTYPES) تتفاعل مع النمطين الأساسيين ، وأوضح أن هذه الوظائف هي طرق اتصال المرء بالعالم بواسطة (التفكير THINKING) و (الوجدان FEELING) و(الإحساس SENSING) و(الحدس INTUITING) إلا أنه أبقى على تقسيمه الثنائي ، وحدد سمات كل نمط منها ، فأصبح من الصعب حصر شخصية ما في نموذج معين ؛ لعدم انطباق هذا النموذج أو ذاك انطباقا تاما عليه ، فكل شخصية لا بد أن تشتمل على مجموعة من الصفات التي تقربها من هذا النموذج أو ذاك ، وهذا ما ذهب إليه إيزيك عندما قال : ” إن لدى غالبيتنا كثيرًا من الصفات ، ولكن بدرجات متفاوتة ، أي إن غالبيتنا ليسوا بالمنطوين أو المنبسطين ، وإنما نجمع بين خصال كل منهما “.وينبه إلى أنه ” لا يجوز أن ننسى أنه عند استخدامنا لمفاهيم مثل منطوٍ ومنبسط فإننا نقصد الحالات المتطرفة لأن غالبية الأفراد يجمعون بين خصال كل منهما ، أي متوسطون في الانطوائية والانبساطية معًا “ .
وبمعنى آخر : إن أصحاب الشخصية الانطوائية ، وأصحاب الشخصية الانبساطية هم القلة وأن الأكثرية هم أصحاب الشخصية الواقعة بين هذين النموذجين ، أو أصحاب الشخصية الـتي
تشمل مزيجًا من هذين الصنفين . و إنه من الخطأ أن نعتقد أن جميع الناس لا بد أن يكونوا متمركزين في إحدى الفئتين دون الأخرى .
إذًا فالسلوك السوي هو ما شاع وأصبح مقبولاً في المجتمع ، وما تباعد عن هذا السلوك في اتجاهين متباعدين فهو شاذ ، ويدلل د. محمود الزيادي بمثال على ذلك فيقول : ” إذا طبقنا مقياسا للانطواء والانبساط على عينة ممثله للمجموع العام سوف نجد قلة من الناس منطوين بشدة وفي كل المواقف ، وقلة أخرى منبسطين بشدة وفي كل المواقف ، أما معظم الناس فنجدهم يقعون في الوسط بين انطواء وانبساط ، فمن وجهة النظر الإحصائية هؤلاء المعتدلون هم الأسوياء ، أمـا الشواذ في طرفي المنحنى الاعتدالي فهم أصحاب السلوك المرَضي “ .
ولعل الصفراوي عند (أبقراط) والدماغي النشط عند (شلدون) ، أقرب إلى النمط الانطوائي عند (يونج).

بحث قيم جدا العم القدير دكتور محمد
لك مني اجمل تحيه
ابنتكم جهاد

جزاكم الله خيرا سيدي

بحث قيم هادف

اثريت العقول والافهام

لكم مودتنا ايها الشريف

دكتور محمد علي النجار

وتقدري والتحيات

بحث رائع و مهم

بارك الله بك أستاذ

شاكرة لك دقة المعلومات

لك جزيل شكري

و تقديري

لكم شكري وتقديري .. تقبلوا تحياتي ..

» درب جسدك على قوة الشخصية
» معالم الشخصية الجذابة
» مقال : أنفلاث الشخصية
» الأسرار الشخصية لجمال عبد الناصر
» الشخصية والعوامل التي تساهم في تكوينها