اللغة والأدب البابلي وأثرهما في لغة وتراث أوربا
ليس غريبا أن يترك الأدب العراقي القديم أثراً واضحاً في آداب الأمم القديمة ، والحديثة إذ انتشرت ملحمة كلكامش في أرجاء المعمورة وملأت شهرتها العالم آنذاك ، وقدعثر على أجزاء منها في ( بوغاز كوي ) عاصمة الامبراطورية الحيثية في آسيا الصغرى .
وتشير بعض النصوص المكتشفة في وادي النيل إلى وجود نسخة من القصة البابلية ، ومن آثارها في أدب اليونان والاغريق ماجاء من تشابه في الأوديسة مما لاقاه بطلها أوديسيوس في طريق عودنه إلى بلاده وبين مغامرات كلكامش في رحلته إلى رجل الطوفان أوتنابشتم ، وما جاء في الأدب اليوناني من تشابه في بطولات هرقل ، والأفعى التي تسرق النبات السحري والتي في رأيي أراها اقتباسا من ملحمة الخلود البابلية كلكامش .
أما في اللغة
فاللغة ومفرداتها فقد دخل الكثير من هذه المفردات في بعض اللغات الأوربية عن طريق ما ترجمه اليونانيون من الكلمات الأكدية ومن تلك الكلمات نذكر لكم قسماً بسيطا على سبيل المثال فإنها كثيرة وخاصة في أسماء النباتات والمعادن المستخدمة في الطب ومنها :
الكلمة البابلية في اللغة الانكليزية
خروب ( خرنوب ) carob
كركم crocus
زعفران saffron
كحل alcohol
آتون utunu
بلور burallu
سفرجل supurgillu
سوسن shisnu
وليس هذا حسب وإنما هناك الكثير الكثير من المفردات المنقولة والمستمدة من لغة أهل العراق القديمة ، وكذلك هناك أمور أخرى في مجالات كثيرة كالمعتقدات الدينية والعلوم والفنون ... قد يأتي الحديث عنها لاحقاً ...
بالنتيجة نجد أن لعراق الرافدين رفداً كبيراً لأهل المعمورة بما لديه من نتاج فكري وعقول نابضة بالعلم والمحبة لا نهاية لها .. وأن كل هذه الأساطين والمعارف لابد وأن تجد لها جذوراً إن لم تكن عراقية أو من حضارة العراق ، فمن حضارة العرب الإسلامية ....
هذه جزء بسيط من أثر تراثنا وحضاراتنا العربية في الغرب ، لغرض الاطلاع والتمعن الدقيق بخفايا وأسرار عراقتنا وجلال مكانة أمتنا العربية ، فهي ما تزال تنثر خيرات علومها في كل مكان من الأرض ، ودليل ذلك أقلامكم التي تنير حروفها دروب الصمت ، وتثبت للجميع بأننا ما نزال كأجدادنا الإبداع التجديد يجري مع النبض في القلوب ....
ستار أبو حسن الرماحي