قولي لهم ...
يوماً من الأيام زارني طيف في المنام كلمته وكلمني ... لمسته ولمسني ... أعجبته وأعجبني .. أحببته وأحبني ... وبعد مدة من الزمان صار هذا الطيف حقيقة .. وجدت رجل غريباً عرض قلبه علي .... وقال أدخلي قلبي فبابه مفتوح لك ... فدخلت ... وصار هو قلبي وصرت أنا قلبه ... أعيش معه في خياله وعقله وقلبه ... ويعيش معي هو ... أحبه ويحبني ... كل يوم أراه كالفجر ... أشمّه كرائحة الزهر... أقرأه كقصة جميلة رائعة الخيال... وهو يراني كل يوم في المساء قمراً يناغيه في سماه ، يسرح ساعات معه ... يهدي إليه ما معه من حبّه إلي .... ما رأيكم هل تقبلون أن يأتي إليكم فيأخذني ويطير بي لعالم مجهول ...؟؟
قولي لهم ...
أن حبيبي صار لي كدفتر أكتب فيه ما أشاء ... وصرت في يديه قلم يرسم بي لوحاته الخضراء ... يرسم تارة شعري المجنون متطايراً يداعب الهواء ... أو يرسم قربي فراشة ً ووردة حمراء ... وأغفوا أنا من جديد ... أ كان هذا حلماً كسائر الأحلام ... أم أنّه حقيقة باتت معي تنام ؟ ...
قولي لهم ....
قصة طيفي هذه رسمتها نسجتها عزفتها لحناً جميلاً ... قصة طيفي قصةٌ الحياة والأمل ..هي حقيقة صارت بعدما كانت خيال ... حقيقة حبي ههنا بين ضلوعي تنبض ... تصوّروا معي رسماً نسجته خيوط الشمس في الخيال ... تصوروا لوحة فنية في غاية الجمال ... قد صار حبّاً صادقاً ... قد صار رمزاً خالداً ... وكل يوم يرني وأراه ... أحكي له قصة حلمي الغريب ... ويحكي هو عن صورة رسمها لي في المنام ... تجسدّت أرواحنا وانسجمت آمالنا واجتمعت في قالب جميل لترسم تحت لواء الحب بيتنا السعيد ....
قولي لهم ....
من يزرع الورود يشمُّ دوماً عطرها .... ويحصد الطيب من رحيقها ...
قولي لهم ...
أحبّه ... أحبّه ... أحبّه .... منذ كنت في صلب أبي ... وعندما ولدت يداعبني عيني خياله في المهد وأهجع لسكون همسه وأنام ... كان حبيبي حلمي ... وصرت أنا وصار هو وبعد أعوام طويلة .... ورغم آلاف المسافات بيننا ... ألتقينا هنا في هذا المكان ... تعارفنا ... فعرفته وعرفني ... وكأننا كنّا هنا من أول العمر هنا ....
قولي لهم ...
قولي لهم ....
وأروي حديثنا معاً .... وارسمي للأطفال حكاية يرونها يحفظونها ... بأنّ هذا الحبّ ليس له مثال ....
أبو حسن الرماحي