الشريف د.محمد علي النجار كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 56 نقاط : 88 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/09/2010 العمر : 72
| موضوع: ذو القعدة ومحطة عزة وكرامة الإثنين 11 أكتوبر 2010 - 20:50 | |
| ذو القعدة ومحطة عزة وكرامة د. محمد علي النجار في مثل هذا الشهر ذي القعدة من سنة 464للهجرة كان التاريخ على موعد مع انتصار الإيمان ، كان ذلك عندما خرج أرمانوس ملك الروم على رأس جيش قوامه ما يزيد على مئتي ألف من الروم، والفرنج ، والروس، والبجناك، والكرج، وغيرهم من الأجناس ، من طوائف تلك البلاد، وقد تسلحوا بكل ما جادت به بلادهم من أنواع الأسلحة في ذلك الزمان ، قاصدين ديار المسلمين ، فوصل جيش الروم إلى ملازكرد من أعمال خلاط . فبلغ السلطان السلجوقي ألب أرسلان خبر جيش الروم وكان في أذربيجان ، فركبه هم كبير وتوجه من فوره باتجاه جيش الروم بالرغم مما عرفه من كثرة جموع جيوشهم ، وبالرغم من ضيق الوقت أمامه ، حيث لم يتمكن من جمع عساكره ، فقام من فوره بتسيير ما معه من الأثقال إلى همذان، وسار هو فيمن معه من العساكر الذين لم يتجاوز عددهم خمسة عشر ألف فارس . ومضى يجد في السير باتجاه ملازكرد، ومما روته المصادر التاريخية أن السلطان السلجوقي قال لجنوده: إنني أقاتل محتسباً صابراً، فإن سلمت فنعمة من الله تعالى، وإن كانت الشهادة فإن ابني ملكشاه ولي عهدي . ولما اقترب ألب أرسلان من المدينة جعل لجيشه مقدمة، تصادمت عند مدينة خلاط، مع مقدمة الروسية وكانوا في نحو عشرة آلاف من الروم، فاقتتلوا قتالا شديدًا ، وانهزمت الروسية، بعد أسر مقدمهم،الذي حمل إلى السلطان، فجدع أنفه، وأنفذ الغنائم إلى وزيره نظام الملك، وأمره أن يرسلها إلى بغداد، وكان هذا النصر دافعًا للصمود وأملا في النصر ، لكنه لم يكن ليقودهم نحو الغرور ، فلما تقارب العسكران أرسل السلطان إلى ملك الروم طالبًا منه المهادنة، فكان رد ملك الروم يتسم بالعنجهية عندما رد عليه قائلا: لا هدنة إلا بالري، فانزعج السلطان السلجوقي من هذا الرد واستشعر الخطر خاصة وهو ينظر إلى جيشه الصغير في عدده مقابل جيش الروم الذي يبلغ أضعاف أضعاف جيشه. وهنا تدخل الإيمان .. والتوكل على الله ، عندما قال له إمامه وفقيهه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري، الحنفي: إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله تعالى قد كتب باسمك هذا الفتح، فالقهم يوم الجمعة، بعد الزوال، في الساعة التي تكون الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر، والدعاء مقرون بالإجابة. فلما كانت تلك الساعة صلى بهم، وبكى السلطان، فبكى الناس لبكائه، ودعا ودعوا معه، وقال لهم: من أراد الانصراف فلينصرف، فما ها هنا سلطان يأمر وينهى، وألقى القوس والنشاب، وأخذ السيف والدبوس، وعقد ذنب فرسه بيده، وفعل عسكره مثله، ولبس البياض، وتحنط، وقال: إن قتلت فهذا كفني . وهنا تكمن لحظات الصدق مع النفس والصدق مع الله ، والإخلاص لهذا الدين ، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى ، زحف السلطان باتجاه الروم وزحف الروم إليه، فلما قاربهم ترجل وعفر وجهه ومرغه بالتراب، وبكى، وأكثر الدعاء، ثم ركب وحمل وحملت العساكر معه، فحصر المسلمون لقلتهم في وسطهم ، لكن الله منجز وعده ، فحجز الغبار بينهم، وأخذ المسلمون تقتيلا في عساكر الروم ، وأنزل الله نصره عليهم، فانهزم الروم، بعد أن قتل منهم ما لا يحصى، وامتلأت الأرض بجثث القتلى، وأسر ملك الروم، أسره أحد الغلمان وأراد قتله وهو لا يعرفه، فقال له خادم مع الملك: لا تقتله، فإنه الملك. وكان هذا الغلام قد عرضه كوهرائين على نظام الملك، فرده استحقاراً له، فأثنى عليه كوهرائين، فقال نظام الملك: عسى أن يأتينا بملك الروم أسيراً، فكان كذلك. فلما أسر الغلام الملك أحضره عند كوهرائين، فقصد السلطان وأخبره بأسر الملك، فأمر بإحضاره، فلما أحضر ضربه السلطان ألب أرسلان ثلاث مقارع بيده وقال له: ألم أرسل إليك في الهدنة فأبيت؟ فقال: دعني من التوبيخ، وافعل ما تريد! فقال السلطان: ما عزمت أن تفعل بي لو أسرتني؟ فقال: أفعل بك القبيح. قال له: فما تظن أنني أفعل بك؟ قال: إما أن تقتلني، وإما أن تشهر بي في بلادكم ، والأخرى بعيدة المنال ، وهي العفو، وقبول الأموال، واصطناعي نائباً عنك. قال: ما عزمت على غير هذا. ففداه بألف ألف دينار وخمسمئة ألف دينار، وأن يرسل إليه عساكر الروم أي وقت طلبها، وأن يطلق كل أسير في بلاد الروم، واستقر الأمر على ذلك، وأنزله في خيمة، وأرسل إليه عشرة آلاف دينار يتجهز بها، فأطلق له جماعة من البطارقة، وخلع عليه من الغد، فقال ملك الروم: أين جهة الخليفة؟ فدل عليها، فقام وكشف رأسه وأومأ إلى الأرض بالخدمة، وهادنه السلطان خمسين سنة، وسيره إلى بلاده، وسير معه عسكراً أوصلوه إلى مأمنه، وشيعه السلطان مسافة فرسخ . فلما وصل أرمانوس الملك إلى قلعة دوقية جمع ما عنده من المال فكان مائتي ألف دينار، فأرسله إلى السلطان، وطبق ذهب عليه جواهر بتسعين ألف دينار، وحلف له أنه لا يقدر على غير ذلك. وقد كان لهذا الانتصار صدى في شعر الشعراء سجلته كتب الأدب ، وخلده الشعراء ، فذكروا هذا الفتح الذي كان عنوانًا للكرامة والعزة والأنفة التي نشتاق إليها في عالمنا اليوم !! | |
|
أحمد الهاشمي مدير عام
عدد المساهمات : 10896 نقاط : 13569 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
| موضوع: رد: ذو القعدة ومحطة عزة وكرامة الإثنين 11 أكتوبر 2010 - 22:01 | |
| نعم سيدي دكتورمحمد علي النجار انه الفخرلكل مؤمن والعزة للاسلام جزاكم الله خيرا مقال رائع ودي لكم وتقديري لاحرمنا الله تواجدكم | |
|
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: ذو القعدة ومحطة عزة وكرامة السبت 16 أكتوبر 2010 - 10:54 | |
| شكرا لمقالكم الرائع دكتور محمد النجار دمت فى حفظ الله وامنه | |
|
زينب بابان مشرفة عامة
عدد المساهمات : 10543 نقاط : 16309 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 04/05/2010 العمر : 53
| موضوع: رد: ذو القعدة ومحطة عزة وكرامة السبت 16 أكتوبر 2010 - 11:56 | |
| الدكتور محمد النجار
موفق بهذا الطرح
امنياتي اليك بالموفقية والسعادة
مودتي | |
|
جهاد أحمد الهاشمي إدارة
عدد المساهمات : 636 نقاط : 679 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 27/06/2010
| موضوع: رد: ذو القعدة ومحطة عزة وكرامة الأربعاء 20 أكتوبر 2010 - 22:52 | |
| جزاك الله خير الجزاء العم الشريف الدكتور محمد علي النجار لك مني اجمل تحيه | |
|