1- إقناع السائل: أحيانا بالقياس، وأحيانا بضرب المثل.
فمن الأول: قصة الرجل الفزاري الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن امرأتي ولدت غلاما أسود، وإني أنكرته، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل! قال: نعم، قال: فما ألوانها؟ قال: حمر، قال: هل فيها من أورق؟(1) قال: إن فيها لورقا، قال: فأنى ترى ذلك جاءها، قال: يا رسول الله: عرق نزعها، قال: ولعل هذا عرق نزعه)(2).
ومن الثاني: قصة الرهط الذين سألوه صلى الله عليه وسلم قائلين: (ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل؟ قال: لا تستطيعونه، قال: فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا، كل ذلك يقول: لا تستطيعونه، وقال في الثالثة: (مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم، القائم، القانت بآيات الله، لا يفتر من صيام ولا صلاة، حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى)(3).
2- الرفق والرحمة بالطلاب، والتيسير عليهم:
وقصته صلى الله عليه وسلم مع الأعرابي الذي بال في المسجد مشهورة، إذ لما زجره الناس، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وهريقوا على بوله سجلا من ماء، أو ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين،ولم تبعثوا معسرين)، فلما انتهى الرجل من بوله دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه في رفق قائلا له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول،ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل ،والصلاة، وقراءة القرآن)(4).
3- استعمال العبارات الرقيقة التي تستميل القلوب وتؤلفها، وترغبها في التعلم والتنفيذ والتطبيق.
يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه – وهو يعلمهم آداب البول والغائط -: (إنما أنا لكم مثل الوالد، أعلمكم، إذا ذهب أحدكم إلى الخلاء،فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، ولا يستنج بيمينه....)(5).
(1) الأورق: هو الأسمر أو هو الأسود الذي ليس بصاف،انظر النهاية لابن الأثير 4/205. وزهر الربى على المجتبى للسيوطي 6/146.
(2) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح:كتاب الطلاق: باب إذا عرض بنفي الولد 7/68-69، وكتاب الحدود:باب ما جاء في التعريض 8/215، وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: باب من شبه أصلا معلوما بأصل مبين قد بين الله حكمها ليفهم السائل 9/125. ٍ
ومسلم في الصحيح: كتاب اللعان:باب منه 2/1137-1138 رقم 18، 20.
(3) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب الجهاد، باب فضل الجهاد والسير 4/18 من حديث أبي هريرة بلفظ: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد،قال: لا أجده، قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر؟ قال: ومن يستطيع ذلك).
ومسلم في الصحيح: كتاب الإمارة: باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى 3/1498 -1499 رقم 110.
(4) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب الوضوء:باب صب الماء على البول في المسجد،وباب يهريق الماء على البول 1/65، وكتاب الأدب: باب الرفق في الأمر كله، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا 8/14،37 من حديث أبي هريرة، وأنس بن مالك.
ومسلم في الصحيح: كتاب الطهارة: باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد 1/236-237 رقم 98، 99، 100 من حديث أنس بن مالك.
(5) الحديث أخرجه أبو داود في السنن: كتاب الطهارة: باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة 1/2-3.
* والنسائي في السنن: كتاب الطهارة: باب النهي عن الاستطابة بالروث 1/35-36.
* وابن ماجه في السنن: كتاب الطهارة: باب الاستنجاء بالحجارة، والنهي عن الروث والرمة 1/114رقم 313.
وأحمد في المسند 2/247، 250 كلهم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.