أوراق مستبدَّة
محمود أسد
سلبَتْ منِّي قوَّتي ورقادي
واستقرَّتْ في أضلعي وفؤادي
قُبَلٌ بيننا . فتأتي صباحا
ًومساءً لم تلتفِتْ للمنادي
هِيَ فوقَ الَّلمى تضوع وتحنو
قبَّلت ثغري ،ثم شاءت قيادي
هي تُغْريني دون وعدٍ فتأتي
وتلبِّي … تقودُني لانفرادِ
وأتتْ مستعارةً – جَذَبَتْ من
يُكتوى بالهمومِ عند السُّهادِ
تطلبُ الودَّ ، تسكبُ الحسنَ شكلاً
ومذاقاً ، وعشقُها في ازديادِ
عشقها داءٌ ، لا يرى مَنْ يداوي
هيَ من مُغْرياتِ تلكَ البلادِ
فهنا من يحرِّم القربَ منها
ينظرُ الآنَ ، تُشْتهى في النوادي
وهناك المفتونُ صارَ أسيراً
فتهاوى ، ثمَّ ارتمى كالرّمادِ
هيَ أنثى حطّتْ على كلِّ بابٍ
فاستباحت واستحكمتْ بالعِبادِ
زرعَتْ في البيوتِ أَلْفَ وباءٍ
وتجلَّتْ على شفاهِ الغوادي
ولَجَتْ صدرَ كلِّ أنثى ، وتاهَتْ
في الحشايا ، وغازَلَتْ في البعاد
ِلا نراها إلاَّ بزيٍّ رشيقٍ
فاتنٍ عذبٍ جاذبٍ كلَّ غادِ
كم رَمَتْ في جمرِ الهوى من عليلٍ
كانَ بالأمسِ ذاهباً للحصادِ
فَحَصَدْتِ الشبابَ يومَ تداعَوا
واستلذُّوا ، كنتِ المنى في الوهادِ
أنتِ من كانَتْ تُرْتمى في طريقي
تقبلين الحرقَ قبيل الرّمَادِ
ما شكوتِ الأنامَ يوماً .وما قلْـ
تِ لهمْ : هذا مذهبي ومرادي
لم تزالي ناراً على نارِ صدري
تشعلين الآلامَ مثلَ القتادِ
كلُّ داءٍ يأتي إلينا ، يداوى
غيرَ أنَّ التدخينَ فوقَ القيادِ
هُوَ موتٌ يأتي سريعاً ، فمنذا
أعلن الحربَ وابتدى بالرشادِ؟