محمود أسد كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 188 نقاط : 566 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 18/08/2010 العمر : 73
| موضوع: هذه حكايتي مع حرف الشين الجمعة 29 أكتوبر 2010 - 19:29 | |
| هذه قصّة حرف الشّين محمود أسد جلسات المقهى وما فيها من فواصل وقواطع ، وما فيها من عجائب وغرائب وشوارد . ومظلّيين مشرّدين ، وملحقين بالثقافة وسوقها ، ومتقاعدين متشدِّقين في أمور الحياة والفكر والسياسة أوحت إليَّ بسلسلة بل مجموعة من المفردات التي يشبّ فيها حرف الشين شاهراً نزقه وتمرّده. وحديث المقهى حُذِّرْتُ منه كثيراً ومراراً ، ولكن وقعت في شركه وشباكه وانضممتُ إلى جيوشهِ العاطلةِ إلاَّ عن النهش والهمز واللمز ... حرف الشين الدارج في الكثير من الكلمات الدارجة والمحكية والمعجمية فيه الكثير من الدلالات المتشعّبة والتصاوير الجاذبة لما يجري في هذا المشهد الثقافي الذي ينهش فيه أبناؤه نهشاً لا هوادة فيه . قد يوصل بَعْضَهم إلى حبل المشنقه . فهذا يكمش من كلِّ طاولة خبراً ، ويفضي عليه من النفش والنقش والحكش فيرشُّه هنا وهناك ، فينهش بالمقرّبين ، ويصفع بالأدب والأدباء دون أن تجد من ينكش هذا الأحمش الذي عرف بنهشه ونكشه وحكشه ونبشه وكشف سوءات من غادروا مراكز عملهم ومسؤوليتهم وكان من قبل يشيد ويثني ويغدق الألقاب . وهناك آخر يشدو متشدِّقاً بمن ينشر له ، ويبشُّ بوجهه له ، فيشيد بالأديب والمجلة ، وسرعان ما يشهق ، فيشرذم من أغلق الباب في وجهه ، وحَشَرَ أساليبه الملتوية . فتجاهله وهمَّشه ... وهناك من يتعب ويكدّ وهو ينبش في طيِّات وثنايا الكتب بحثاً فيحوش من أطايبها ، ويجمع من أشلائها ، فيغطس في أعماقها باحثاً وحاكشاً ليقدِّم مادة غنيَّة مجموعة ومنسوجة من الشوارد السائبة الهائمة . ينقشها نقشاً ، يناقش وينقش ويهمس هنا ليهمِّش هناك . فيقدِّم لنا عقداً فريداً جمعه من شعابِ هذه الكتب وبعد كلِّ هذا الشقاء يأتيه من اشتدَّ شؤمه وقويت نارُ الشرِّ في أعماقه فيشعل شَرَرَ التهميش والتطفيش . فيلغي ويضيف ويشير بشكل مشوّه بقصد رفع صوته متبجّجاً بجهله وحماقته ويوشك أن يشمِّعَ بصيرته وبصره . ما أجدر الأديبَ الذي اختصَّ بالحكمة والرؤية والموضوعية ، وتناسى الحذلفة وفلسفة الإدهاش السلبي ، وتحلّى بالشأن الجميل المعبّر . وراح يشيّد شواهق شاهقات من لَمَمِ الكلم العذب الماتع . إلى متى وهؤلاء المهمّشون ينهشون كالوحوش ، وقدْرُهم أرخص من القروش . يخدشون جمال المكان والزمان والحضور والجملة المنتظرة ، ويرمون قذائفهم لتلتهم فريستهم كسمك القرش ، ثم تراهم يمشون في شعاب الشرود كالشاةِ ، افترشت أرضاً بلا عشب وشجراً بلا ورق وشوكاً بلا رحمة هل حاولْتَ ألاَّ تعمِّشَ بصيرتك وألاَّ تنغمس في شؤونهم المشوَّهة ، لترى حقيقة الأمورِ ، فلا تلتفتْ إلى الحواشي المضلِّلة والنهشِ المهمِّشِ لنقوش من زخرفوا معرفتهم بشؤون أعينهم ، وأمضوا العمر في نبش كنوز المعرفة وإعادة تبويبها وترقيمها وفرشها . هل فكَّرْت أن تكشَّ عنك هذه الوساوس ، وأن تتوجَّهَ إلى بذور أفكارك النيرة الساطعة لمواجهة الوحوش التي تنقضَّ على أمتك والإنسانية؟ وهل رحْتَ تناوش أولئك الشواذ من الحفاة عقليّاً ؟. كن من الباحثين العاشقين الذين يرصفون معرفتهم ، وينقِّحونها ، ويرشّون عطرَ حبِّهم وجهدهم ، بعد مراحل من النبش المنهك ، ولا تبطش بالآخرين مفوِّتاً جهدهم وحقَّهم ولا تبخسْهُم حقَّهم مصادراً نور معرفتهم وأفكارهم وتدّعيها لبنات أفكارك ومن مساعيك ، فلندافع عن ميادين الأدب ، ومساحاته ولندفع عنها تلك الجيوش الزائفة وتلك الآشنيات الناهشة وذاك الأطرش الذي أصمَّ أذنيه والأعشى الذي أعمى بصيرته . إذا كان الأدب والفكر بحاجة إلى النبش الجميل المفيد ، فإنه بحاجة إلى لكز وتطنيش وتهميش وتنغيص أولئك الطفيليين على موائده والذين طَفَوا على الهامش ، فطالتْ أنيابهم ومخالبهم ، وقويت شوكتهم على حساب تشعبِّنا وتشتُّتنا ‘ فصاروا وحوشاً في الطحش والدفشِ واللطش والنشلِ . شيِّدْ بشاعريتك وحسِّك وشموخِك شاهقاتٍ لا تطالُها الفؤوس ، ولا تنكشها معاوِلُ المتشرذمين . لا أعرف إن وفَّيْتُ الشينَ شيئاً من حقِّها وما عشقنا للفكر الساطع الصافي الذي نبتغيه إلاَّ بابٌ من أبواب العشق | |
|
سارة عمر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 3690 نقاط : 4949 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 03/04/2010 العمر : 40
| موضوع: رد: هذه حكايتي مع حرف الشين الجمعة 29 أكتوبر 2010 - 20:47 | |
| وبعيدا عن النكش و الحكش
سنكون ممن ينبشون المعرفة نبشا يودي بنا إلى عظيم الفائدة
بارك الله بك أستاذي
رائع تصويرك شيق كلامك
لك تقديري
و احترامي | |
|
أحمد الهاشمي مدير عام
عدد المساهمات : 10896 نقاط : 13569 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
| موضوع: رد: هذه حكايتي مع حرف الشين الخميس 4 نوفمبر 2010 - 14:38 | |
| بديع حرفك بكل المقاييس
سيدي الغالي
محمود اسد
دمت لنا مبدعا
جميلا
تحياتي لك
| |
|