1-انكسار محمودأسد
أسند رأسه على وسادته طلباً للراحة . بعد أن تطابق عقربا الساعة على بعضهما . الساعة تعلن الثانية عشرة . النوم هرب منه ، وأحاطه القلق . الآلام تنصبُّ عليه كما ينصبُّ الغلاء في مثل هذه الأيام المحرقة للجيب والبدن والروح . تعوَّذ من الشيطان وأسبل عينيه ، فلم تكن الأحلام كما يرام . فاستيقظ وأسلم ظهره للحياة على موعد مع ليلة ثانية وثالثة ..
2- استرخاء
أتعبته الكلمات والطلبات في البيت . أخذ لفافة من الدخان . فرك جبينه المقطب ، فارتسمت أمامه تلك المفارقات في حياته وحياة الآخرين. تناول لفافة ثانية . فوجد نفسه لا يستطيع حراكاً . فانسدَّتِ السبل في وجهه وأسلم نفسه للتفكير . لليأس والقنوط .. استرخى وهو رافع رجليه إلى الأعلى ..
3-المنبوذ محمودأسد
mahmoudasad953@gmajl.comخرج من بيته الذي تلفّه الرطوبة من كلِّ جهاته . خرج والأمل يدفعه رغم كثرة عياله . يريد تغيير أحوال أسرته . فإذا الخيبة تلاحقه في كل مكان . وجد مثاليته في واد وسلوك الآخرين في واد آخر . التفت حوله ، أدار ظهره . وقف في وجه التيار ، واتَّجه في عكس السير فوجد نفسه مكروهاً ومنبوذاً من الآخرين . تصدَّق أحدهم عليه بنصيحة فجَّة دون طلب منه : درِّبْ وعوِّدْ عينيك على رؤية كل شيء دون تذمُّر وعوِّد أذنيك وعينيك ومنخاريك على سماع ومشاهدة وشمِّ كل شيء ولكن لا … لا تتذمَّرْ ..
4 تحسُّر
أحب أن يهرب من ازدحام الحياة . فلجأ إلى حديقة قريبة . علَّه ينسى شيئاً من معاناته ، فإذا به يجد الحديقة وقد تحوَّلت إلى ملعب وسوق للبضاعة والأخلاق وماسحي الأحذية و.. و.. فنظر حوله باستغراب .. وقال : ألا أين أيام زمان ؟! .
5 المصيدة محمودأسد
mahmoudasad953@gmajl.com أحبَّ أن يجرِّب حظَّه ، ويهرب إلى حياة الآخرين . فحضر مسرحية بعنوان » المصيدة « فاصطادته فعلاً مع المتفرجين . عندما وجد فيها كل ما يخرج عن المسرح من مواصفات وأسس فنِّيَّة في الأداء والإخراج . كانت تعجُّ بالسفاف والحديث العادي والتهريج المفرَّغ من المعاني . وكأنها حكاية من حكايات أولاد الشارع . فلعن حظه وأعلن توبته إلى الأبد
6صدمة
.. وجده مصادفة على رصيف مزدحم بالمارة بعد غياب طويل . التقى به . أخذه بالعناق والقبلات الحارة . قَبِلَ دعوته على فنجان قهوة في مكان ما . فعلم مع أول رشفة إن صاحبه قد تغيَّر وأحسن طرق الالتواء والاحتيال . ولا يتكلَّم إلا بالدولار والذهب والبناء والسيارات الفارهة . هزَّ رأسه وقال : التهمته الحياة بمفاسدها .. ثم هرب وهو لا يلتفت إلى الوراء .. وترك فنجانه مع صاحبه ..