أهمية درس التعبير ( الإنشاء )
للتعبير أهمية كبيرة في حياة الإنسان ، تبرز من خلال نشاطاته وتفاعله مع أبناء مجتمعه ، ولا غنى له عن التعبير ، فهو بحاجة إليه في كل لحظة من حياته ؛ وحاجته إليه كحاجته إلى الهواء والماء والطعام ، مما هو ضروري لإستمرار حياته ليس هناك على وجه البسيطة من لا يمارس التعبير ، فمن ذا الذي يستطيع أن يصمت ويعطل نشاطه التعبيري يوماً ، أو ساعة ، أو أقل من ذلك دون أن يعبي عمّا يدور في خلده من مشاعر تجيش بها نفسه، فيرسم هذه المشاعر حروفاً وكلمات .
فالإنسان يعبر بدافع من حاجته متفاعلة مع محيطه ، فإذا كانت حاجات الإنسان متجددة ومتكررة بتجدد الزمن الذي لا يتوقف ، فإن حاجة الإنسان متجددة بطبيعة الحال . والتعبير حالة إنسانية عامة يشترك فيها أفراد النوع البشري على اختلاف لغاتهم وبيئاتهم ، وليست عملية التعبير حكراً على فرد معين بل كل الموجودات في الكون تعبر عن نفسها ؛ فالحيوانات والطيور ، وحتى ديدان الأرض تعبر عن نفسها بحال أو بآخر ، ولكنها لا ترقى إلى حالة التعبير الصادر عن العقل المتحكم بالأشياء ، حيث التفكير الإنساني يتخطى الحدود والموازين ، كون الإنسان يمتلك جوهرة العقل الذي أهداه الله تعالى إليه ليكون المسيطر به على كل القوى عدا قدرته تعالى . والتعبير الذي يصدر عن العقل المفكر المدبّر إنما هو نتيجة حتمية لعدة عمليات ذهنية خبرها من خلال التجارب العملية في الحياة ، فجعلته يترجم نشاطه بكل صورة تعرض لها وخبرها ، لكن هذا التعبير يتفاوت بين إنسان وآخر نظراً لطبيعة الحياة التي يعيشها ، ومدى الممارسات الفكرية التي خبرها وتعلمها .
فالإنسان يترجم أفكاره وخواطره ، ومشاعره ، وآراؤه ، وخبراته عن طريق التعبير الذي يستخدمه بوسائل مختلفة كاللغة المنطوقة ــ بالكلام ــ أو المكتوبة أو أحياناً عن طريق الحركة ، والإشارات ، وقد يعبر عن ذلك بواسطة الرسم والموسيقى أو الرقص أو أي أسلوب يرى أنه مناسب لحالته ، ولكن القدرة التعبيرية بين إنسان وآخر مختلفة ، وإن تساويا في الثقافة ، والمستوى العلمي والفكري ، والإختصاص ، والسن ، وحتى البيئة . يبقى هناك عاملاً مهماً يجب الأخذ به ؛ وهو أن الطاقة أو القدرة على التعبير تتباين من فرد لآخر ، وهذا ناتج عن المستوى الفكري وانفتاح الذهن وتراكم الخبرات المكتسبة ، ومدى معرفته باللغة وفنونها . وهنا يتبادر لنا سؤال يجب أخذه بمحمل الجده مفاده : إذا كان لدى الإنسان قدرة تعبيرية بوسعه أن يستخدمها في التعبير عن نفسه سواء كان صغيراً ، أو كبيراً مثقفاً أو غير مثقف ، عالماً أو مُتعلماً ، فلماذا تخصص حصة لمادة التعبير ــ الإنشاء ـ في المدارس ؟ ، وما الغاية من هذه الحصة ؟ .
بطبيعة الحال أن الواقع يفرض علينا إدخال مادة التعبير كدرس منفرد يدخل ضمن مفردات منهج اللغة العربية ، الأساس منه رفع المستوى التعبيري للطالب ، وجعله أكثر قدرة على التعبير عن نفسه بشكل سليم يخلو من العيوب ، والأخطاء اللغوية ، والأسلوبية وبعيد عن التمرد الفكري ، ويصبح أكثر مراساً على التفكير المنطقي المتسلسل ، وله القدرة على تنظيم الأفكار وعرضها واستثمار خياله في صياغة مقدمات مناسبة ، ونتائج لما صاغه من تفكير بأسلوب فنيّ مهذّب ، ومصقول في اللغة والعبارة .
ولدرس الإنشاء أهمية كبيرة في صقل مواهب الطالب الفنية ، وقدراته الفكرية ، وجعله أكثر اندماجاً مع ما يتلقاه من مواد في علوم اللغة ، والعلوم العامة الأخرى ، وما هذه العلوم التي يدرسها إلا عوامل متآلفة بين بعضها بعضاً في خدمة التعبير ، والصياغة التعبيرية لدى الطالب ، ولكن حصة التعبير ، وحصة المطالعة ؛ إنما هما حصتان وجدتا لغاية هامة هي رفع المستوى التعبيري في ذهن الطالب ، لكنهما وللأسف الشديد ، لم يحصلا ومن الغالبية العظمى من مدرسي اللغة العربية على الاهتمام الكافي بل ذاقتا من الإهمال ، واللامبالاة الكثير ، وأصبح وقتهما نهباً على بقية الدروس ، تجاهلاً بالقيمة العلمية لهما ، والغاية التي وجدتا من أجلها ، ومن خلال هذا الإهمال أصبح درس التعبير شديد الوطأة على الطالب بل صار يمثل مشكلة عنده ، وهي ليست بالمشكلة السهلة كما يراها بعض المتخصصين ، إنما هي مشكلة لا يستهان بها ، بل يجب على الجميع البحث عن علاج لها ، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجيالنا الذين أخذت منهم صعوبة الحياة في بلدنا العزيز ما أخذت .
فوائد الدرس الإنشائي
يعطي درس الإنشاء للطالب فوائد جمّة تجعله يدرك تماماً كثير من الأمور التي لم يأخذها من خلال دراسته للمواد المنهجية الأخرى ، بينما يضعه الدرس الإنشائي في مواجهة نفسه وخياله ، فيستثير فيها الإبداع ، والتفنن ، فيرسم ما يريد بلوحةٍ جميلة نثرها بكلام معطر ببلاغة اللغة وفنونها ، حيث تدفع في نفسه عدة مهارات يثيرها التعبير الإنشائي الشفوي ، والتحريري بنوعيه فيعطي كل منهما فوائد تختلف عن الآخر وتعزز فيه القدرة والجرأة والشجاعة ، وندرج الخبرات التي يعطيها الإنشاء ( التعبير الشفوي ) كما أراها وهي :
1. جعل الطالب أكثر جرأة في التعبير عمّا في داخل نفسه من مشاعر دون خجل وحرج .
2. القدرة على استخدام صيغ ملائمة للإقناع والإمتاع .
3. قدرته على إدارة الحوار حول أي موضوع يهمه أو يهم مجتمعه .
4. يمكنه من اختيار الأمثلة والشواهد والأدلة الأفضل لتعزيز وجهة نظره وفكرته .
5. ترتيب الأفكار وتواصلها في الحديث بأسلوب واضح .
6. يمكنه من تحديد مواضع الخطأ في حديث غيره ، لغةً وتركيباً ، وعلاقة لفظ بآخر .
وهذه المهارات أو الخبرات لا يمكن أن تأتي دفعة واحدة بل يكتسبها الطالب من خلال تجاوزه لعدة مراحل دراسية إن كان هذا الأسلوب متبعاً فيها .
أما الخبرات التي يعطيها الإنشاء التحريري ، الذي يوظفه المدرس أو المعلم لخدمة مهارات الطالب وميوله فهي :
1. يتمكن الطالب من خلاله بإعداد خطة مرتبة للكتابة من حيث تحديد الأفكار ومراعاة ترتيبها في جمل مفيدة .
2. يتمكن الطالب من التعبير عن عواطفه وخيالاته تبعاً للموقف الذي إستثاره الموضوع المطروح للكتابة في نفسه .
3. يجعل الطالب يبحث عن المقدمة الجيدة ، محاولاً صياغتها ، واختيار ألفاظها بشكل يجذب القاريء سواء كان مدرّسه أو شخص آخر غيره .
4. يعطيه الإنشاء التحريري خبرة في الإيجاز ، والوضوح مع الدقة في التعبير عن الموضوع بصورة صادقة الشعور .
5. يجعل الطالب ذا قدرة على الاعتماد على نفسه في التعبير عن أي موضوع اجتماعي أو موقف فردي يمرّ به من خلال ما تعلمه من صياغة الجمل والعبارات ، وما أعطاه من خبرة عقلية أغنت أفكاره وقدراته .
6. تعلّمه على استخدام علامات الترقيم وقواعد اللغة .
7. يستطيع الطالب البحث عن شواهد ، وأمثلة يعزز بها فكرته التي يريد رسمها .
عناصر الدرس الإنشائي
هناك عناصر أساسية تشكل عاملاً مهماً بل عماد النجاح في بناء الموضوع الإنشائي أجمل هذه العناصر كما أراها ببعض النقاط التي توصلت إليها من خلال خبرات اهتديت إليها عن طريق العمل وسؤال أصحاب الخبرة والاختصاص ، فوجدت هذه العناصر أساساً في نجاح أي موضوع إنشائي مشتمل على الإبداع والجمالية وهي :
1. كتابة الموضوع باللغة العربية الفصحى أو الفصيحة .
2. ضرورة مراعاة النظافة التي تعبر عن الذوق السليم عند كتابة الموضوع الإنشائي .
3. المفارقة بين الأسطر ، وذلك لإمكانية القراءة بلا تعب أو إرهاق من قبل المصحح أو المطالع .
4. إتباع علامات الترقيم عند الكتابة ، وذلك بوضع النقاط في نهاية الجمل المنتهية ، ووضع الفوارز، وعلامات الاستفهام ، والتعجب كل في موضعه .
5. مراعاة قواعد النحو العربي عند الكتابة حيث يجب مراعاة الرفع والنصب والجر ، ووضع الكلمة في موضعها الصحيح لتؤدي الغاية من وجودها في الجملة .
بهذه النقاط يمكن إجمال القول بنجاح الموضوع الإنشائي ، وتحديد هدفه المرسوم من أجله ، فعلى الطالب مراعاة تلك النقاط والإهتداء بمدرّسه في توضيح غموضها عليه لتصبح لديه القدرة على رسم الصورة بشكل مبدع وفني .
مشـــكلات التعبير الإنشائي
من خلال ممارسة عملية قمت بها في مدرستين مختلفتين من المرحلة المتوسطة بنين وبنات ، أجريتها على عينات من الطالبات والطلاب ، فوجدت مشكلات فنية كثيرة لعل أبرزها :
أ. ضعف القدرة التعبيرية لدى الطلبة .
إن مستوى الطلبة في درس الإنشاء بصورة عامة ضعيف ، وخصوصاً التعبير الشفوي ، فإذا طلب المدرس من أحد الطلاب أن يعبر بشكل شفوي عن موضوع يختاره ــ حتى وإن كان الاختيار بنفسه ــ بما يتلاءم مع رغبته هو ، نراه قد اضطرب ، وتحيّر ، وأصيب بالحرج الشديد ، وكأنه يخوض عباب بحر هائج ، وإن أمتلك زمام نفسه أو حمل عليها فلا يستطيع الوصول إلا إلى بعض الجمل التي يكابدها الضعف في كثير من الأحيان ، وإن زادت فهي لا تزيد على سطرين أو بضعة أسطر لا تخلو من الأخطاء اللغوية والأسلوبية ، وقد يمزج فيها بين العامية والفصيحة أو يجرفه منزلق العامية . وقد يكون يسيراً على الطالب إذا طُلب منه كتابة موضوع ما تحريراً وهنا يجد خلاصه من الحرج ، فتراه يهوي على الورقة كتابة رغم عدم عنايته باللغة وأسلوبها والإملاء وصحته ، لكنه يعتبر الإنشاء التحريري فرصة له للبقاء مع نفسه يعبر من خلاله عن مشاعره وما يجول في خاطره من أفكار حيث يشعر بحرية أكثر بعيداً عن الحرج ، ويعطيه متسعاً من التأني والأمان في التعبير لكنه لا يبعده عن أطار الضعف المشار إليه .
وهذا الضعف لم يكن إلا حصيلة لعدّة أسباب نوجزها بما يأتي :
1. عدم الجرأة في طرح أفكاره متأتي من الخجل وقلة الشجاعة .
2. قلة ثقافة الطلبة اللغوية والعلمية ، وهو نتيجة عدم تشجيعه على قراءة الكتب والمعارف غير المنهجية .
3. ضعف ممارسة التعبير الشفوي ، فالغالب على درس الإنشاء الكتابة تحريرياً .
4. إهمال أغلب المدرسين لمادة الإنشاء ، وعدم أعطائها الحيز الأوفر من الإهتمام والجهد .
5. عدم حرص المدرس على المدارك الذهنية للطالب ، ومنحه المجال الأوسع في التعبير عمّا يدور خلده .
6. قلّة الخبرات الحياتية عند أكثر الطلبة .
ب. قلّة المكتبات في المدارس
المشكلة الأخرى الجديرة بالإهتمام ؛ هي قلّة المكتبات في أغلب مدارسنا بل عدم توفرها أحياناً ، وإن وجدت في بعض المدارس ، فلا يشكل وجودها أهمية تذكر ، ولا يمكن لأحد استعارة أو مطالعة كتاب منها إلاّ إن كان ذو حظٍ وفير عند مدير المدرسة أو مسؤول المكتبة ، ولا ندري هل سيبقى الحال كما هو أم تتطور مكتبات مدارسنا لتصبح معيناً ينهل منه طلبتنا ثقافة أخرى غير المنهجية ؟ . كما أن أغلب الكتب الموجودة في الموجود من المكتبات المدرسية لاتمت بعلاقة للعلم بل أكثرها سياسية ..
جـ . اختيار الموضوعات
تشكل عملية انتقاء الموضوع واختياره أهمية كبيرة في الدرس الإنشائي ، من حيث أثر الموضوع على الفرد أو المجتمع والمشكلة التي يعالجها ، والتعبير عنه يعكس قدرة الطالب في الاستيعاب ، ورسم الفكرة المرجوة نحو الوصول إلى تعبير جيد .
وقد يتفق الموضوع المطروح مع نفسية الطالب أو يناغي عاملاً مكنوناً في داخله فيؤدي به إلى الإبداع فيه ، والتفنن في كتابته . وغالباً ما نجد المدرس يفرض موضوعاً ما على الطالب دون اشراكه في عملية الاختيار ، وهذا يؤدي إلى ضعف في مستوى الأداء .
د . تصحيح الدفاتر
إن عملية تصحيح الدفاتر لها انعكاساً واضحاً في عملية نجاح مادة الإنشاء وتأثيرها في الطالب ، بحيث تكون عملية التصحيح عملية مضيئة ودقيقة تدل على جهد القائم به ، وتغني الطالب الذي بذل جهداً في كتابة موضوعه ، كما يقوم المدرس بتحديد مواضع الخطأ وتصويبها من حيث الإملاء واللغة ، وسلامة العبارة ، وفائدتها ، مما يؤدي بالنتيجة إلى اهتمام الطالب بدرس الإنشاء . ولكن ما نجده هو عدم اكتراث أغلب المدرسين بعملية التصحيح هذه ، وبعضهم يكتفي بوضع علامة صح أو كلمة ( لوحظ ) دون إشارة لأي خطأ أو تصويبه ، أو تميز درجة الطالب في الدرس وتحفيزه على نشاط أفضل .
معالجة مشكلات التعبير الإنشائي
بعد عرض موجز لمشكلات الدرس الإنشائي أرى من المناسب جداً أن أطرح بعض التي رأيتها مناسبة لمعالجة تلك المشكلات من خلال استطلاع بعض الآراء ومراجعة لمصادرنا العربية ، وجدت أن الأمور الآتية تشكل حلولاً مهمة وهي :
1. رفع قدرة الطالب التعبيرية
متابعة الطالب متابعة جيدة ، وإعطائه الفرصة الحقيقية للتعبير عن نفسه ، ومنحه وقتاً يوضح فيه الصورة التي يريد رسمها من خلال مساحة زمنية غير محددة ، ومحصورة بمعنى أن السبيل لرفع هذا المستوى هو تشجيع الطالب في التعبير عن نفسه بالصورة التي يراها هو ، مع تصحيح مساره بشكل بعيد عن الخدوش ، ودفع الطالب إلى رسم صورة واضحة من خلال تحريك مشاعره ، التي تمثل عماد التعبير الإبداعي بل الباعث عليه . إن توضيح معالم الفكرة للموضوع المطروح ، وتحريك مشاعر الطالب تجاهها مما يترك لمسات واضحة تجعل الطالب يهتدي إلى ما يريد بصورة جلية ، ومن خلال التكرار في دفع الطالب للكتابة بموضوعات لها علاقة بعواطفه ، كإثارة عواطفهم الوطنية ، أو الدينية ، أو كإرسال بطاقة تهنئة لأحد الأهل أو الأصدقاء... أو غير ذلك .
2. نشر المكتبات في المدارس
يمثل نشر المكتبات في مدارسنا بصورة جيدة أسلوباً صائباً في بناء مجتمع مثقف ، يعتمد على الكلمة البناءة البعيدة عن القيد والتخصص في مدرجات ورفوف المكتبة ، وإعداد مكتبات واسعة المعنى ، بحيث تحتوي كل العلوم الصرفة ، والقصص التراثية الجميلة . وأن يقوم بإدارة المكتبة المدرسية موظف متخصص عمله فقط لها ، بحيث يتيح وجوده بقاء المكتبة مفتوحة ساعات الدوام ، وتشجيع الطلبة على استعارة الكتب وقراءتها ، مما يساعد في بناء مدراكهم الفكرية ، وقدراتهم التعبيرية .
3. الدقة في اختيار الموضوع
يمثل اختيار الموضوع عاملاً مهماً في نجاح الطالب وتوسيع مقدرته الإبداعية والأسلوبية ، فيجب أن يتوفر في الموضوع الإنشائي عاملان العاطفة والخيال ، وهذا يساعد على انسجام الطالب مع الموضوع ، ودفعه لرسم صورة فنية بديعة ، ويكون لإشراك الطالب في اختيار الموضوع من عدة موضوعات طرحت له أهمية كبيرة في إعطائه فرصة أكبر يعرف فيها نفسه ، وأهميته عند مدرّسه .
4. البناء اللغوي
إن جمالية لغتنا العربية ، وما فيها من أسرار وبلاغة ، وصور نقدية ، وقواعد متداخلة وثروة هائلة من المفردات والمعاني التي تعزز هيبة الموضوع الإنشائي ، فاللغة هي عماد الحياة العربية . فعلى مدرّسي اللغة العربية تقع مسؤولية استخدام موضوعاتها بصورة مبسطة وواضحة ومحببة تهدي الطالب إلى حلاوة هذه اللغة وجمالها ، إتقان المدرس للغته التعبيرية ، وتقريب ما صعب منها الى ذهن الطالب ، قراءة الأشعار الجميلة ، وطرح بعض المعاني المحببة أمام الطلبة ليكونوا على استعداد تام لتقبلها .
5. تصحيح الدفاتر
على المدرس الناحج الذي يريد بناء جيل صحيح وهادف ، أن يقوم بتصحيح دفاتر طلبته بشكل دقيق ، موضحاً لهم مواضع الخطأ ، وطريقة تصويبه لهم ليقف الطالب عنده ، فيعرف كيف يعالجه في المرة القادمة ؟ .
وضع درجة ملائمة لكل موضوع وتمييز الطالب الجيد ، مما يدفع الطلبة إلى المثابرة في سبيل الحصول على درجات أعلى .
نتائج
بحمد الله وتوفيق من عنده سبحانه أتممت هذا الموضوع اللطيف عن أهمية الدرس الإنشائي في بناء شخصية الطالب ، وقد توصلت لعدّة نتائج مهم منها :
1. أن الضعف الحاصل والمنتشر بين كثير من طلبتنا في كتابة الإنشاء وطرق التعبير الفني ، إنما سببه الرئيس هو من وضع المناهج التربوية أولاً ، والمدرس ثانياً .
2. تشجيع عوامل الثقافة ، من خلال تحفيز الطلبة على مراجعة المكتبات بل وإعارتهم الكتب والمجلات التي تنمي أفكارهم وتصقل مواهبهم ، ليتمكنوا من إغناء عقولهم بالأفكار الجديدة والمتنوعة .
3. كتابة موضوعات إنشائية تدريبية على السبورة من قبل المدرس أمام الطلبة كمثال لموضوع متكامل العناصر الفنية ، ليشكل هذا دافعاً عندهم ، ويعرفهم الطرق الصحيحة في الكتابة .
4. تحفيز الطلبة على الخطابة أمام المجموع ، والتعبير الشفوي ، ليجعلهم أبعد ما يكون عن الإحراج ، ويمكنهم من التعبير عن أنفسهم في كل وقت .
بهذا أكون قد أنهيت ما ابتدأت ، فإن أجدتُ فنعمة من الله سبحانه أجاد بها عليّ ، وإن أخطأت فمن نفسي ، والحمد لله وصلى الله على محمد وآله وصبحه أجمعين
ستارأبو حسن الرماحي