واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 الوفاء...لزمن الحب والحرب(7)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
قصي المعتصم-1
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip



عدد المساهمات : 21
نقاط : 45
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/10/2010
العمر : 69

الوفاء...لزمن الحب والحرب(7) Empty
مُساهمةموضوع: الوفاء...لزمن الحب والحرب(7)   الوفاء...لزمن الحب والحرب(7) Icon_minitimeالجمعة 12 نوفمبر 2010 - 2:14



الوفاء لزمن الحب والحرب - 7
الموت أسرع

(قصي المعتصم)
تعودت أن أعود إلى وحدتي في البصرة مستقلاً قطار المساء من محطة بغداد، والذي يصل الى البصرة عند الفجر ، ومن هناك تقلني عجلة عسكرية إلى مكان عملي..
كنت أتخطى أقرب كابينة قطع التذاكر، حينما لمحته من بعيد ... عرفته، انه (أحمد) الضابط المجند الذي كنّا معاً حينما جئنا بإجازتنا قبل عدّة ايام ، وفوجئت بوجوده في محطة القطار، ومعه امرأة وشخص آخر، كانت المرأة التي معه يبدو عليها بأنها حامل وهي تستند على يد والدها..والتعب واضح عليها..وقفوا قليلاً على بعد أمتار مني ولم ينتبه لوجودي.
دقائق ثم ودّعوه وغادروا، توجه إلى الكابينة لقطع التذكرة، كنت قد سبقته بالصف بعد أن بدأ الموظف عمله، عندما شاهدني أشرت إليه بيدي، سلّم عليّ بحرارة وشعرت أنه مسرور كثيراً بوجودي رفيقاً معه في العودة بعد أن كنا في الذهاب معاً..طلبت منه ألاّ يقف بالصف، فسأحجز له ولي، في غرفة واحدة لنكون معاً ، أخذت هويته لغرض الحجز، ذهبنا بعدها إلى غرفتنا في القطار المتوجه إلى البصرة، كان الوقت بحدود السادسة مساءً ..جلسنا وبدأ يحدثني.
كانت تلك الشابة التي معه زوجته (إيمان) وهي حامل في شهرها الأخير، هي من أهالي بغداد، تعرف عليها في الجامعة عندما كانا يدرسان معآ ، وبعد التخرج قررا الزواج..
كانت عند أهلها في بغداد بسبب الشهر الأخير للحمل، اتفقوا أن تذهب غداً إلى الموصل مع والدها لتجلب بعض الأغراض ومستلزمات الوليد التي اشتراها أهله لهم، وتعود بعد يومين لتستقر عندهم بانتظار المولود الجديد..
بقينا نتحدث بأمور كثيرة وخلالها ، طلب مني مشاركته العشاء الذي أعدته له زوجته، عرفت منه حجم الحب الذي يربطهما وسعادته بقدوم الوليد الجديد، وبالحياة التي يتطلع إليها بعد أن ينهي خدمته العسكرية، وبمشاريعه المشتركة مع زوجته التي ارتبط بها بعد قصة حب استمرت لأربع سنوات ، تكلم عن أحلامه وطموحاته ...حتى غلبنا النّوم ....
صحونا على صافرة القطار يعلن وصولنا محطة البصرة ..كانت العجلة العسكرية بانتظاري وكذلك عجلته . ودّعنا بعضنا وغادرنا كل منّا إلى وحدته..
كانت إيمان قد غادرت محطة القطار مع والدها بعد أوصلوا أحمد لأنها لا تستطيع الوقوف لفترة طويلة وهي في حملها الأول وفي الشهر الأخير، إضافةً ، إلى طلب زوجها ذلك لكون المحطة كانت مليئة بالجنود المغادرين إلى البصرة.
في صباح اليوم التالي ..وهو الصباح نفسه الذي وصلنا فيه إلى البصرة..استعدت إيمان للذهاب مع والدها بسيارته إلى الموصل..خرجوا بعد الغداء بحدود الساعة الثالثة عصراً، لكي يصلوا قبل غياب الشمس.
كانت فرحةً جداً ومتلهفةً لرؤية الأشياء التي أخبروها بها فيما يخص مستلزمات الطفل التي ابتاعوها أم زوجها وأخواته، لأن أحمد هو الأخ الوحيد لهم والابن الوحيد في عائلة من 4 بنات معه، خاصةً وأن الفحص تبين أنه صبياً..واختاروا له اسم ( وسام).....
وصلت إيمان ووالدها إلى الموصل..إلى المنطقة التي يسكن فيها أهل (أحمد)...
كانت الشمس قد اختفت ولكن ما زال يمكن الاعتماد على ضياءها في السير والرؤية..
وصلوا إلى مدخل الشارع الذي فيه بيت أحمد..أبطأوا بالسير بسبب حركة مفاجئة في الشارع الذي كانوا في بدايته.
كان الجميع يتوجه إلى منتصف الشارع وتحركات الناس كانت عشوائية وغير منسقة بحيث اضطر والدها أن يسير ببطء شديد ويتوقف أحياناً..أبصرت من بعيد عجلة صغيرة تحمل نعشاً ملفوفاً بالعلم العراقي..تألمت بشدة، وهي تقول لوالدها..الله يكون بعون أهله..هذا المسكين ..كانت على وشك أن ينساب الدمع من عينيها لفرط حزنها على هذا الشهيد القادم وأهله...بادر والدها بالقول..يبدو أنه أحد أبناء جيران أهل زوجك، لأن النعش متوقف قريب منهم ..تلك الكلمات، اعتصرت قلبها وقالت: "أخشى أن يكون أحد أصدقاء أحمد".
قالتها وهي تتألم..." سيتألم عندما يعرف أن أحد أصدقائه أو من جيرانه استشهد".
لم يخطر ببالها شيء يقلقها، لأنها كانت مساء أمس مع أحمد وودعته وهو ذاهب إلى البصرة، وبالتأكيد وصل صباح اليوم اليها ،تمنّت أن يحفظ الله (أحمد) من كل مكروه..
وصلت مع والدها بصعوبة أمام بيت أهل أحمد..فوجئت بمكان وقوف السيارة وهم ينزلون النعش من فوقها لوضعه على الأرض، حالما نزلت من السيارة جاءتها أم أحمد وهي تصرخ وتبكي، وأخواته هائمات على وجوههن لا يعرفن ما يفعلن ونساء الجيران تمسك كل منهن بواحدة لتخفيف الألم والصدمة عنهن..انسابت الدموع من عيني إيمان لحزن هؤلاء الناس دون أن تعرف من الذي في النعش.. ولم وجود أهل أحمد حوله ..من هو؟! هل هو قريب العائلة؟! هل هو ؟..هل هو ؟..لا تدري كيف تعلل !.. حتى وصلت قرب النعش لتزداد الصرخات بوجه إيمان..لقد اتصلت بهم ظهراً لتعلمهم بخروجها من بغداد وموعد وصولها..
تصرخ أم احمد بلوعة وألم: "إيمان..أحمد سبقك بالوصول..إيمان أبو وسام لن يرى ولده..إيمان ..حافظي على ولده".
لم تعرف إيمان ماذا تقول وهي تصرخ بوجههم: "ماذا تقولون؟!..ماذا بكم؟! ودعت أحمد مساء أمس..ووصل صباح اليوم إلى البصرة..أكيد أنتم متوهمون ! متى استشهد ؟..متى وصل من البصرة إلى الموصل ..أرجوكم أفهموني الحقيقة، ما الذي يجري؟".
لم تجد منهم جواب سوى العويل والصراخ..تقدم منها المأمور الذي رافق نعش الشهيد من البصرة، كان أحد منتسبي وحدته وهو من أهالي الموصل ويعرف بيت أحمد لذا كلفوه بإيصال جثمانه إلى أهله.
كان والدها واقفاً بجانبها وممسكاً بها يحاول أن يخفف من هول الصدمة التي لم يستوعبها هو نفسه بعد..قال للمأمور: "أخبرني بهدوء مالذي حصل..هل هذا النعش يحوي جثة أحمد؟!"
أجابه: "نعم".. واخرج له ورقة الوفاة...... قرأ الورقة ...
"الاسم ...........الرتبة.............وقت الاستشهاد :" الساعة السابعة صباحاً "..نوع الإصابة شظايا متعددة في الرأس الصدر...وصل إلى المستشفى متوفياً اثر جراحه..انتهت".
استشهد أحمد ..لم تدري ما تقول بعد أن نطق والدها بهذه الكلمات....أبي ، مستحيل !!! أرجوك تأكد من الأمر ، أحمد قبل ساعات وصل البصرة كيف يكون هنا في الموصل ..شهيدآ؟
نظر والدها الى المأمورمستغربآ ، ثم سحبه من يده قليلاً عن مكان النعش لكي يستمع جيداً لما سيقوله..كانت إيمان شبه منهارة متكئةً على باب سيارة والدها وعيونها حيرى..ممتلئة بالدموع..لا تكاد تقتنع بما يدور.........بآنتظار الحقيقة .....
أخبره المأمور..أنه حينما وصل (أحمد) بالعجلة العسكرية التي أقلّته من محطة قطار البصرة إلى موضع وحدتنا ، وقبل توقفها أمام المقر ، سقطت قذيفة مدفعية معادية قرب العجلة أدّت إلى إصابة السائق بجروح بسيطة، أما أحمد فكانت إصابته شديدة، هرعت إلى العجلة لأتبين من فيها ونحاول إنقاذهم، نزل السائق قبل أن أصل والدماء تغطي وجهه وصرخ بوجهي : "الحق...الملازم أحمد".
ركضت باتجاهه وفتحت الباب وحملته الى داخل الملجأ خشية سقوط قذائف أخرى، بعد أن وضعته على أحد الأسرة ، تبين لي أن إصابته شديدة جداً وأن صدره شبه ممزق والدماء تنزف بشدة من رأسه..ركض احد الجنود ليجلب عجلة لنقله إلى المستشفى، أمسك بيدي بقوة . وقال لي: "أخبر إيمان أن تحافظ على وسام...وسام أمانة لديها".
قلت له: "قل يا الله ..ستنجو ...سننقلك حالاً إلى المستشفى".
دخل الجندي ليخبرني بأن العجلة جاهزة لنقل الجريحين وأن السائق الجريح صعد إليها، جاء ليساعدني وكان هناك اثنان من الضباط معنا، حملناه إلى العجلة، وصعدت معهم، لم يستطع أحمد أن يتفوه بأية كلمة، كنت طوال الطريق أكلمه دون أن يجيبني، انتبهت إلى يده اليمنى وهو يحركها قليلاً ويرفع إصبع السبابة للحظات...وبعدها أحسست أن جسده قد فارق الحياة..لم يكن أمامنا سوى دقائق لوصولنا المستشفى، لكنه فارق الحياة قبل أن نصل..وحين وصولنا تم إكمال الإجراءات والفحص لتحديد وتدوين سبب الوفاة....اتصلت بآمر الوحدة من المستشفى لأعلمه بالأمر، فأمرني أن أصطحب جثة الشهيد إلى أهله..خرجنا من البصرة الساعة الثامنة صباحاً..وكما ترى ..ها نحن وصلنا قبلك بقليل..هذا كل ما جرى.
أخذ الرجل الورقة واتجه صوب ابنته المتلهفة لسماع الحقيقة، قال لها: "انه أحمد..أحمد". صرخت إيمان وركضت باتجاه النعش المسجى على الأرض، لتضع رأسها فوقه وتحتضنه بكلتا يديها..وتصرخ.........
أحم..................................د.............
أبو وساااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام............
آه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه...........
ثم أغمي عليها .........
..................................
هنيئاً لك يا وسام ......بأبٍ حماك قبل أن تأتي إلى هذه الدنيا ......
هنيئاً لك سيدتي .........بزوج ..........روى بدمه أرض وطنه.....ليحمي عرضك........
............
هل سيجد وسام من يعوضه حنان الأب ويرعاه ؟!!
هي ستجد إيمان من يمد لها يد العون ؟!! وهي زوجة الشهيد لتعيش مرفوعة الرأس وتحافظ على الأمانة التي وضعها أحمد بين يديها ؟!!
............................عسى !!!!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

الوفاء...لزمن الحب والحرب(7) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوفاء...لزمن الحب والحرب(7)   الوفاء...لزمن الحب والحرب(7) Icon_minitimeالجمعة 12 نوفمبر 2010 - 3:13

لهم الجنة

فهم احياء عند ربهم يرزقون

ولاهلهم الصبر

ولنا الاسوة بهم

رائع سيدي

قصي

لله درك من رجل

لك خالص ودي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

الوفاء...لزمن الحب والحرب(7) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوفاء...لزمن الحب والحرب(7)   الوفاء...لزمن الحب والحرب(7) Icon_minitimeالثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 4:20

كل عام وانتم بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوفاء...لزمن الحب والحرب(7)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: أقسام الكتاب و الأدباء و الشعراء :: واحة الأديب قصي المعتصم-
انتقل الى: