الشريف د.محمد علي النجار كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 56 نقاط : 88 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/09/2010 العمر : 72
| موضوع: من هم السلاجـقـــة ؟ السبت 11 ديسمبر 2010 - 3:49 | |
| من هم السلاجـقـــة ؟ د. محمد علي النجار
يرى ابن طباطبا أن السلاجقة ”قوم أصلهم من الترك الخزر، كانوا يخدمون مع ملوك الترك“ ويذكر عدد من المصادر التاريخية ، أن (تقاق) الذي اختلف مع ملك الترك (يبغو) “كان مقدم الأتراك الغز ، ومرجعهم إليه لا يخالفون له قولاً، ولا يتعدون أمراً“، وقد وُلِدَ له (سلجوق) الذي كَبُرَ، وظهرت عليه أمارات النجابة ، ومخايل التقدم ، فقرّبَه ملكُ الترك ، وقدّمه ، إلا أن أمرأة الملك كانت تخوّفهُ من (سلجوق) وتغريه بقتله ، فما كان من سلجوق إلا أن”سار بجماعته كلهم، ومن يطيعه ، من دار الحرب ، إلى ديار الإسلام ، وسعد بالإيمان ومجاورة المسلمين.. وأقام بنواحي جند “. وجاء في دائرة المعارف السوفيتية : أنَّ “السلاجقة فرعٌ من الغز الأتراك ، الذين هم أصلاً من منطقة (سيرداريا Syrdarya) وعرفوا بهذا الاسم نسبة لزعيمهم سلجوق“. فيما ذكرت دائرة المعارف الأمريكية : أن السلاجقة “هم أصلاً من قبائل التركمان الذين شقوا طريقهم إلى غرب أسيا وأقاموا كياناً في بلاد الفرس ، وبلاد الرافدين ، وسوريا وآسيا الصغرى “، وقد اضطر هؤلاء السلاجقة بسبب ازدحام ديارهم ، وضيق مراعيهم ، أن ينزحوا من (تركستان) إلى ما وراء النهر، فكانت منازلهم في الشتاء في (نور بخاري) ، وفي الصيف في (سغد سمرقند) ، إلا أن المكان ضاق بهم ، وشعروا بالحاجة إلى أرض جديدة تتسع لرجالهم ، وتوفر المراعي لمواشيهم ، وطلبوا من السلطان محمود بن سبكتكين ، أن يأذن لهم في عبور النهر ، وأن يقيموا بين نسا وباورد وكان لهم ما أرادوا. ولما توفي السلطان محمود ، خلفه ابنهُ السلطان مسعود ، الذي شعر بخطر السلاجقة ، فأرسل جيشاً لقتالهم ، فهزمهم في بادئ الأمر “ ثم عاد جيش السلاجقة الكَرَّةَ ، فوقعت بينهم وبين جيش مسعود معارك شديدة ، وانتهى الأمر بهزيمة جيش مسعود هزيمة منكرة ” ، فوجد السلطان مسعود نفسه مضطراً لمهادنة السلاجقة ، ممّا أدى إلى علو مكانتهم ، وقوة شوكتهم ، الأمر الذي دفع السلطان إلى تجريد عدة حملات عسكرية ضدهم ، وأسفرت جميعها عن فشلٍ في هزيمة السلاجقة ، أو مصالحتهم ، مما دفعه لتجريد حملة قادها بنفسه ، لوضع حدٍ لهذا الخطر الداهم فالتقى السلطان مسعود وجيشه ، بجيش السلاجقة بقيادة الملك (جغربك) في الصحراء الواقعة بين سرخس ومرو، وكانت النتيجة فرار السلطان مسعود وعساكره منهزمين… سنة إحدى وثلاثين وأربعمئة. وبإحراز السلاجقة هذا النصر ، ازدادوا قوة ، ثم لحقت بهم جيوشهم المتفرقة في أطراف خراسان ، واستحقوا السلطان عن جدارة واستحقاق، فأرسلوا إلى الخليفة العباسي في بغداد القائم بأمر الله (ت467هـ) كتاباً يعلنون فيه الطاعة له . ويذكر الراوندي أن أمير المؤمنين أمر سنة سبع وثلاثين وأربعمئة بأن يُخطَبَ على منابر بغداد باسم طغرلبك(ت455هـ) ، الذي دخل بغداد في أواخر شهر صفر من عام أربعمئة وخمسين ، بناء على طلب من الخليفة ، ليخلصه من تسلط البساسيري الذي “ كان في أيام الخليفة القائم بأمر الله ، مقدم الأتراك... كان يخاطبُ القائمَ بتحكم لا يرعى فيه جانب الحرمة ، ويُجرّعه أنواعَ الغصص.. فلما وصل إلى حدود بغداد ، فر البساسيري“. وكان طغرلبك “ أول من دخل من السلجوقية بغداد “، فألقى القبض على الملك الرحيم وسيره إلى الرى ، وبذلك انتهى ملك البويهيين . ثم خرج السلطان السلجوقي طغرلبك في أثر البساسيري للقضاء عليه ، إلا أنه اضطر إلى التوجه لمحاربة أخيه من أمه، إبراهيم بن ينال ، الذي تمرد عليه ، فاهتبل البساسيري الفرصة وعاد إلى بغداد ، وأخرج الخليفة منها ، وخُطِبَ ببغداد يوم الجمعة ، الحادي والعشرين من شوال سنة خمسين وأربعمئة ، للمنتصر بالله العبيدي صاحب مصر، فلما فرغ طغرلبك من أمر أخيه رجع وأخمد فتنة البساسيري ، فعاد الخليفة إلى بغداد “وكان دخوله إليها في مثل اليوم الذي خرج منها بعد حول كامل” . وفي عام أربعمئة وخمسة وخمسين ، مات طغرلبك في الري، وبموته برز نجم السلطان ألب أرسلان (ت465هـ) ، الذي كان من أبرز أعماله ، انتصاره على ( رومانوس Romanus) ملك الروم الملقب بـ(ديوجينس Diogenes) ، الذي خرج في سنة ثلاث وستين وأربعمئة في مئة ألف ، فوصل إلى ملازكرد، فأسرع إليه ألب أرسلان في خمسة عشر ألف فارس، وتزاحف الجيشان يوم الجمعة ، فانهزم الروم ، وقتل منهم خلق ، وأسِرَ الملك ، وكان هذا الانتصار ـ كما يرى بعضُ المؤرخين الأوروبيين ـ بداية النهاية للأمبراطورية الرومانية ، حيث كان الأتراك السلاجقة ، أولَ من ظهر من الأمم التي قدِّرَ لها أن تقضيَ نهائياً على الامبراطورية الرومانية. وفي سنة خمس وستين وأربعمئة ، توفي ألب أرسلان بعد تسع سنوات ، وشهور من الحكم ، فبدأ الاختلاف بين السلاجقة على العرش ، حتى استقر الأمر لملكشاه (ت485ﻫ) بتدبير من وزيره نظام الملك، ومع رحيل سلطان سلجوقي ، واستتباب الأمر لملكشاه ، كان رحيل الخليفة العباسي القائم بأمر الله ، في شعبان سنة سبع وستين وأربعمئة ، وتولى المقتدي بأمر الله (ت487ﻫ) الخلافة في بغداد.ويُذكر أن ملكشاه دخل بغداد ثلاث مرات ، كان آخرُها في الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة خمس وثمانين وأربعمئة ، بعد مقتل نظام الملك . وكانت وفاة ملكشاه فيها في شوال ، وكانت قد جرت بينه وبين الخليفة في تلك الأيام وحشة.. ومن أسباب الوحشة ، اقتراحه على الإمام المقتدي ، انتقاله عن بغداد إلى حيث يختاره من دمشق أو الحجاز، وبالرغم من الخلاف القائم بين المقتدي وملكشاه ، فإن المصادر التاريخية تثني على السلطان السلجوقي وتصفه بأنه “ملك سيرته العدل ، وسريرته الإنصاف والفضل ، شجاع ، مقدام صائب الرأي والتدبير” وقد استطاع أن يبسط سيطرةَ السلاجقة على مساحات شاسعة من الأرض “ وكانت مملكته قد اتسعت اتساعاً عظيماً ، وخطب له من حدود الصين إلى الداروم من أرض الشام ، وأطاعه صاحب طراز، واستيجاب وكاشغر، وبلاسغون ، وغيرها من الممالك البعيدة ، ومَلكَ سمرقند ، وجميع ما وراء النهر” ، وله الكثير من أعمال البر والخير ، ولكن المصادرَ لا تنسى أن تشير إلى أن هذا ما كان ليتحقق لولا وجود وزيره نظام الملك ، الذي أجمع عدد من المصادر التاريخية على مكانته وفضله وذكرت أن خلافاً وقع بين نظام الملك وملكشاه ، مما جعل بعضَ المؤرخين يتهمون السلطانَ ملكشاه بتدبير مقتل وزيره ، بسبب هذا الخلاف ، أو لأنه سئم طول عمره ، وقد خلفه في الوزارة تاج الملك أبو الغنايم الفارسي (ت 486هـ) ، الذي لم تطل ، أيامه فقد “ توفي السلطان بعد قتل الوزير بثلاثة وثلاثين يوما ً، ولم يعش تاج الملك بعد ذلك أكثر من ثلاثة أشهر” . وبموت السلطان ملكشاه ، بدأ الخلاف على الحكم يدب في البيت السلجوقي ، فقد بايع العسكر ابنه محموداً وهو طفل صغير ، بتدبير من أمه تركان خاتون (ت487هـ) ، فانحازت جماعة على رأسها مماليك نظام الملك إلى بركياروق بن ملكشاه (ت498هـ) ، وبدأت الحروب بين الأطراف المتنازعة على الحكم “وفي هذه الحروب والاختلافات ، انتقل الإمام المقتدي فجأة يوم السبت خامس عشر المحرم سنة سبع وثمانين وأربعمئة إلى رحمته تعالى ، وبويع بالخلافة الإمامُ المستظهر بالله (ت512هـ) ، فأخِذَ منه كتابُ التقليد لبركياروق الذي كُفِي شرَّ بعض خصومه ، فقد “مات محمود ، وماتت والدته ولم تنقض سنة ، وتم الملك لبركياروق “ الذي أنقذه موت أخيه محمود بالجدري من الكحل والسمل . وفي ذي الحجة من سنة سبع وثمانين وأربعمئة ، استوزر السلطان بركياروق مؤيدَ الملك أبا بكر عبيد الله بن نظام الملك ، الذي كان من أول أعماله ، التصدي لتُتُش عم بركياروق الذي بدأ ينازعه الحكم ، فانتصر مؤيدُ الملك عليه وقتله ، وقضى على جيشه في صفر من سنة ثمان وثمانين وأربعمئة ، وكان هذا الانتصار مصدرَ سرور وإعجاب السلطان بركياروق بوزيره ، ولم يطل هذا الإعجاب ، فقد دارت حول مؤيد الملك الدسائس والمؤامرات ، فاعتقِلَ وحُبسَ ، ثم خلص من الاعتقال ، وقصَدَ الملكَ محمد بن ملكشاه (ت511هـ) أخا بركياروق ، فقوّى فيه طلبَ السلطنة وتسلم وزارته ، واستطاع أن يستميلَ العساكر، وقبض على الخاتون زبيدة أم بركياروق ، وسعى في خنقها فَخُنِقَت ، إلا أن مؤيد الملك نفسَهُ وقع ـ في إحدى المعارك التي دارت بين الأخوين محمد وبركياروق ـ أسيرًا ، فما كان أمام بركياروق إلا قتله ، انتقاماً لمقتل أمه ، ولتحريضه لأخيه محمد على قتاله ، ومنازعته السلطنة ، فضرب عنقه ، واستمر الخلاف بين محمد وأخيه بركياروق على السلطنة ، ودارت بينهما خمس معارك ، كانت الغلبة في أربع منها لبركياروق ، وانتهى الأمر بفوز محمد ، وهزيمة بركياروق في الخامسة . وقد تخللت هذه المعارك اتفاقات للصلح ، سرعان ما كانت تنفرط عقودها ، إلى أن توفي السلطان بركياروق “ في ربيع الآخر سنة 498 ، فتفرد بالسلطنة أخوه محمد” . ومما يُذكرُ للسلطان محمد ويُحمدُ عليه ، محاربته لرجال الباطنيةِ الذين اشتد أمرُهم وقويت شوكتهم ، لانشغال السلاطين عنهم ، والخُلف الواقع بين السلطانين بركياروق ومحمد ، ومما يؤخذ عليه ، قتله لملك العرب ، سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس الأسدي ، الذي كان له وزنه السياسي ، والعسكري في ذلك الوقت ، وكان قد وقف إلى جانب السلطان محمد نفسِهِ ، وأيده وشدَّ من أزرهِ ضدَ أخيه السلطان بركياروق . وفي عهد السلطان محمد ، تولى الشاعر أبو المظفر الأبيوردي إشراف المملكة ، وتوفي في أصبهان سنة سبع وخمسمئة . أما السلطان محمد فقد توفي في ذي الحجة من سنة إحدى عشرة وخمسمئة ، وخطب لابنه محمود بالسلطنة ، وبعد شهور ، وبالتحديد في سادس عشر ربيع الآخر توفي الخليفة العباسي المستظهر بالله ، ليبدأ عهد جديد ، كتبه من جاء من سلاطين السلاجقة، وخلفاء بني العباس الذين اشتد فيه عودهم ، واتسعت لأحداثه صفحات التاريخ مداً وجزرًا ، وانتهى بانقراض الدولة السلجوقية في هذه المنطقة ، بمقتل السلطان طغرل بك أرسلان شاه ، في أيام الخليفة العباسي الناصر ، وذلك سنة تسعين وخمسمئة ، فكان آخر ملوك السلجوقية في العراق .
[b] | |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 63 نقاط : 121 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
| موضوع: رد: من هم السلاجـقـــة ؟ السبت 11 ديسمبر 2010 - 7:54 | |
| جزاك الله عنا خيرا
وبارك لك
وزادك من كل خير
لك خالص حبتي
دكتور محمد علي النجار
دمت ببهاء | |
|
نبض أنثى الأعضاء
عدد المساهمات : 298 نقاط : 294 السٌّمعَة : -1 تاريخ التسجيل : 17/04/2010 العمر : 44
| موضوع: رد: من هم السلاجـقـــة ؟ الأحد 19 ديسمبر 2010 - 19:06 | |
| جميل ما رأيت هنا تسلم استاذنا دكتور محمد جزاك الله خيرا | |
|