محمود أسد كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 188 نقاط : 566 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 18/08/2010 العمر : 73
| موضوع: الطيران خارج السرب الثلاثاء 11 يناير 2011 - 14:35 | |
|
الطّيران خارج السّرب
مِنْ دَفْتَرِ الأيَّامِ جئْتُ أُلَمْلِمُ الأحزانَ، أقبض جَمْرَها، وَألوكُ جرحاً في الملامةِ غارقاً، وبدا على كلِّ الدّروب مُمَازحاً غَضَبَ الرّصيفِ وجلَّ من تاهوا وباعوا عَصْرَهُمْ، ثمَّ استدانوا خُطْبةً وتقَوَّلوا بالزّور، راحوا يبحثونَ عَنِ الحكايةْ ............... "الكرنفالُ" بدا غريباً، فالعيونُ تصافحَتْ، وشفاهُ مَنْ أحْبَبْتُهُمْ كانَتْ بيادرَ تنثُرُ الأصواتَ والآلامَ لكنِّي وَجَدْتُ بجانبي حسناءَ، تَمْسَحُ دمعةً، فأَخَذْتُ وعداً واشْتَهَيْتُ لقاءَها بَعْدَ الغيابْ.. ................ قرأتْ عليَّ بيانَ عيْنَيْها، ورُحْتُ أردِّدُ الأخطاءَ والأنفاسَ، أسْلَمْتُ المراكبَ والقواعدَ، ثمَّ قلتُ: هوايةٌ مُسْتَقْبَحَةْ.. وهوايةٌ في البحرِ أمضَتْ عُمْرَها صادَتْ عناوينَ الولادةِ، أغْرَقَتْ سُفُنَ المتاهةِ، أبْحَرَتْ في سرِّها، يعلو على يحبو على أعطافها سحر المغامرِ زعفرانُ القلبِ رجَّحَ حَقَّنا, لا.. لا.. أتيتُ إليكِ أُعْلِنُ أنَّني مُذْ سافَرَتْ أرواحُنا ماتَ البَصَرْ ماتَ البَصَرْ.. .................. وَدَمُ الطّفولةِ والأنوثةِ واقفٌ لم يرتجفْ مِنْ طلقةٍ لم يرتعشْ مِنْ وحْدةٍ إنْ كبَّلوهُ بحزننا فهو المسافِرُ صَوْبَهُمْ وَهُوَ المزعْزِعُ صَمْتَنا، لم يبقَ يا ساداتِ عصري مُتَّسعْ لم تبقَ فينا شهقةٌ إنّي أراها في زوايا حلمِنا مثل المطرْ قد علَّقَتْ آهاتِنا فوق المنابر بين أتباعِ الولايةِ للسَّفرْ.. ................... تلك الأماسي تبسُطُ الظلَّ الغريبَ لتعْلِنَ الأنباءُ بَعْدَ ترهُّلِ المستغضبينَ نهايةَ الأبعاد واستقبالَ عهدٍ من جليد.. كانَتْ على شرفاتِ يومٍ ليس كالأيّام، ليس مكابراً، فيه الحجارةُ أعلنَتْ عرسَ الطفولةِ, عرسَ من ساروا على غضبِ الوعودِ وأعلنوا يومَ الزفافِ على موائدَ لامسَتْ حزنَ الشهيد.. ................... بيني وبينَ الواقفين على مشارفِ عشقِنا شيْءٌ من الأشواقِ، والأفلاكُ تفتحُ والأفلاكُ تفتحُ ثَغْرَها وتُقَبِّل الأمواجَ، فالآمالُ رَمْلٌ شاردٌ والرّيحُ تقبضُ فيئَنا، وبقيّةٌ من دمعِها قد لامَسَتْ نبضَ البيوتِ وبيتُها ما زال يُغلقُ نافذاتِ قلوبنا لا بدَّ من سِربٍ سيختصر البدايه.. ................. لو أنَّني قاسمتُكم – يا إخوتي – أحزانَكم لو شارفَتْ عيني خطوطَ حضوركم وصمودكم لقبضتُ جمرَ مواسمي، وقَطفتُ وردَ بزوغكم ثمّ استدرتُ لأقبضَ الشّمس التي نامتْ على شفق التّشوُّق، واستعانتْ بالصّبايا, والثّكالى رُحْنَ ينسجْنَ الدّموع على دروب متاهتي ................. في الفجر أندُبُ حظَّ كلِّ أحبّتي، إنّ الأحبّة غرّدوا حتى انتهاء وصيّتي، يا لَلوصيّة أغلقَتْ أفواهَنا واستمطرتْ لوزاً وتيناً، أحضرتْأحض أحضرت ْنزفَ الحصار وبرّرتْ للتائهين شرودها وعنادَنا راحت تمتّع ناظريْها بالوفودِ على الموائد.. كم رافقتْني توصياتُ الأمِّ تلعقُ صبرها كم لازمتْني صورةُ الأنثى وقد جاءَتْ كعصفورٍ يصافحُ خاطري، هذا إذا كانتْ رياحي ماطرة.. وإذا أدَرْتُ الوجهَ قبلَ تقابلِ الأشباهِ، والأشباهُ صاغوا قصّةً لا ريشَ فيها، لا تُحلِّقُ فوق أصقاعِ القيامة.... هَلْ تقدرُ الأيّامُ فضَّ رسائلي؟،ورسائلي ملغومةٌ بالحزن والغضب الجميل وما تبقّى ليس فيه بقيَّةٌ من خافقي.. لي في الوعودِ بشارةٌ منقوشةٌ بالدّمع والدّم، حاوروها، قاسموها خبزَها، فالماءُ من بينِ اليدين مُسَرَّبٌ ومُلَوَّعٌ، والرّاجماتُ على النهودِ تمدَّدتْ حتى استحال الحبُّ نصفَ هديَّةٍ، والنصف أضحى ذاكرةْ.. ............. .... | |
|
أحمد الهاشمي مدير عام
عدد المساهمات : 10896 نقاط : 13569 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
| موضوع: رد: الطيران خارج السرب الأربعاء 12 يناير 2011 - 1:44 | |
| الرائع الاديب محمود اسد
ابدعت كما انت دوما
لك خالص الود
ولقلبك بتلات الجوري | |
|