محمود أسد
كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 188
نقاط : 566
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 73
 |  موضوع: بطاقات من وحي المقاومة  الثلاثاء 8 فبراير 2011 - 5:38 | |
| بطاقات من وحي المقاومة
محمود أسد - دماء المجاهدين ستزهر اطفالاً ، تزيّنُ أرض الجنوب ، وتكتب للتاريخ عزمَ آبائهم وأجدادهم في زمن الصّمْتِ والخنوعِ العربي والعالمي والإنساني . - لأوَّل مرَّةٍ في تاريخنا المعاصرِ نشعر بالتواصل مع الأجدادِ والتابعين فها هو صلاح الدين والظاهر بيبرس وطارق وخالد يُبْعَثون من جديد . فبُشراكِ أيتهُا النفسُ العربية المحطّمة يأساً وإحباطا .. - متى كانت الجولةُ الأولى نهاية المطاف ؟ ومتى كان الهدف الأولُ انتصاراً نهائيَّاً . هذه المعادلة غيرُ المتوازنة غيَّرَها رجالُ المقاومة المخلصون. فالحرب جولات وأيَّام وشهورٌ وسنوات . الصمود والعقيدة وصدقُ الهدف، ونبلُ الغاية أقوى من كلِّ سلاح بيد جبان رعديدٍ من يقول ويعتقد بغير هذا ؟ - أعمارُ الشعوبِ لا تقاسُ بالسنين ولا بالعددِ والعُدَّة . فقد قال لنا الجنوبُ غيرَ هذه المعادلات وسطَّرها فصيحة رآها بوحدةِ الصفِّ ، وتفهُّمِ المقصدِ ، والوعي العقائدي ، والثقةِ بالقيادة الواثقةِ الواعيةِ المضحيَّةِ . فكان الزمن متعجِّباً . وكانتِ الحساباتُ خاطئةً عند المغرورين والحمقى والأميّين في معرفة النفس البشرية .- لم يقرأ ذاك الصهيوني الأحمقُ تاريخنا جيِّداً .وربَّما قرأ ما يناسبه وهذا ينطبق على كثيرٍ من أبناء أرومتي وعقيدتي . فلم يتوقفوا عند المحطّات المضيئة الساطعة . فقامتِ المقاومة بهذا الدورِ العظيم فنقلتها إليه عبرَ رسالة الفعل والوعي . و عبرَ مقولات الصمتِ الملغومِ . فكانت صدمتُهُ مخيفةً . وتبدو أنَّ هذه الصدمةَ هزَّت حُطامَ من يدَّعون الانتماء للعروبة والإسلام . أرجو أن تبعث فيهم الحياة.- ستبقى موادُّ الامتحان مفتوحةً . فهناك إكمال وإعادة وترفيعٌ وهناك خلاص ولكن في النهاية نجاح وتخرُّج . وهذا هو حال جامعة المقاومة التي ألغَتْ كثيراً من المقررات والمفاهيم الثقافية المتكئة على الخوف والذعرِ وعدم المغامرة . فقدَّمت ثقافةَ معرفةِ الإمكانات والقدراتِ أوّلاً ومعرفة العدوِّ بدقّةٍ أوَّلاً أيضاً .- هلْ فكَّرْنا في استخلاص الدروسِ وحسنِ الاستفادة من هذا الموسمِ البطوليّ الناضجِ الوفير الذي امتلأت سلّتُه بالعنب ؟ وهل فكَّرْنا بقراءة نصوص المقاومةِ أمام الشباب والأطفال والنساء؟ أم أنَّنا اكتفينا بمتابعة الخبر و إحصاء العدد . وعبارة (( يا حرام ... الله ينصرهم )) وانتهى كلُّ شيء وغاب دورُنا ... - هناك مَنْ يعتقد أنَّ أَجَلَ المقاومةِ محدودٌ وأنَّها ومضةٌ ، وراهنوا على الأيَّام الأولى . لكنَّهُ لم يتابعْ جيِّداً ، ولم يقرأْ ما سطَّرهُ المقاومون في الجنوب من عشرين سنة ونيف. هذه السنوات التي (( خربطت )) أوراق العدوّ ن وأدخلته في صراعاتٍ داخلية واضحة ، ولكنها لم تُزِحْ غبارَ الركودِ ، وكسادَ العطاءِ عن بعض رؤوسِنا المتحجّرةِ والمتعفنَّة ... - كلُّ المباريات الرياضية والمناسبات تقاسُ بالفوز والخسارة ، وتقاس بعددِ الأهداف والهدّافين والأرقام القياسيّة . وهكذا راحتِ المقاومةُ تصنعُ الهدّافين الذين أحسنوا رمي الأهداف ، فحسَّنوا أرقامهم القياسية . وما أحوجَنا لمثل هؤلاء الهدّافين! لا أظنُّ أنَّ ذاكرتنا مثقوبةٌ . فنحن بحاجةٍ للكشَّافين والمعدِّين والصانعين للهدّافين. - كلَّما استمعت إلى حديث المجاهد الشيخ حسن نصر الله - قوّاه الله وأيَّده بنصره - شَعَرْت بعظمة بلاغتنا العربية وفصاحتنا العربية لأنه أخذ منها سلامة النطق وهدوءَ الأعصاب و (( خير الكلام ما قلَّ ودلَّ )) و (( البلاغة في الإيجاز )) حَمَدْتُ الله أنَّني لا أملك أرشيفاً للخطباء العرب المحدثين .- منذُ الأزل قوى الشرِّ والطغيان مستبدّةٌ وحمقاء ، وقوى الخيرِ ذكيةٌ محاطةٌ بحماية الرحمن ، ومحاصَرَةٌ بعدوانية البشرِ . وهذا حالُ المقاومة . يأتيها المددُ من الله ومن أهل الخير ذوي النفوسِ الطاهرة والنوايا الصادقة وتبقى صامدةً أمام حصار الكائدين والأعداء المنافقين . - يقيني أنَّها تُدْرِك ذلك ، وتعرف أبعادَ ما يجري وتقرؤه جيّداً . وهذا سرُّ صمودِها ومواجهتها الرائعة في زمن عزَّ فيه الصمود واللقاء . فاسألوا من كان بها خبيرا.- مع شديد حبِّي وعظيم إجلالي للمقاومة في الجنوبِ الباسل المجاهد . يجب ألاّ ننسى طهارة دماءِ أشقّائنا وأهلنا في العراق الصامد وفلسطين الأبيّة . - أؤكد لكم أنَّ أحداً من أصحاب الأمرِ وأولي الشأن والقرارِ لن يقرأ هذه البطاقات. فلم يقرأْ لمن سبقني . وإلاَّ ما وصلْنا إلى ما نحن عليه . وأظنُّ أنَّ هذه البطاقاتِ لا تعنيه من قريب أو بعيد ولن يحتاج لمعرفتي فحسبُه نياشينه وعبارات التبجيل في الإعلام والمؤتمرات والألقاب المشوّهة. - تحيّتي للمقاومة وإجلالي لرجالٍ شاهَدْنا أفعالَهم أكثر من أشكالهم . وصورَتُهم النقيَّةُ الطاهرةُ رسمَتْها تضحياتُهم وسطَّرَتْها دماؤُهم ودماءُ أبنائِهم فهل نحن مقدِّرون وفاعلون ؟! سؤالٌ موخزٌ وموجعٌ في زمن البلادة . | |
|
أحمد الهاشمي
مدير عام
عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010
| | موضوع: رد: بطاقات من وحي المقاومة الثلاثاء 8 فبراير 2011 - 12:21 | |
| السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اشكرك اخي الحبيب الاديب محمود أسد
مقال رائع
يحث على الوطنية والحرية ويحمل بين طياته
روح الكرامة والعزة
مع تحفظي لأني أؤمن بوجوب طاعة ولي الأمر(وعدم تخريب المنشآت)
جزاكم الله خيرا
ولكم تحياتي وتقديري
| |
|
