بسم الله الرحمن الرحيم
مقتطفات من وريقات الرّفض
محمودأسد
تريدُ من الشّعرِ رمزاً ولغزاً
وهمساً شفيفاً ..
وصورة أنثى طليقة .
تريدُ انزياحاً يكسِّرُدرعَ البيانِ
يُبَعْثِرُعِطرَالبهاءِ ،
تريدُ انعتاقاً من الماءِ والحبِّ
بعد سعيرِ المكائدْ .
تريدُ انطلاقاً وراءَ التغرُّبِ
تجرحُ تاريخَ روضٍ
تألَّقَ خيراً ونورا..
تريدون غوصاً سحيقاً
يُطَلْسِمُ زهرَ الحروفِ
ويطمِسُ سِحْرَ وجوده ..
يريدونَ سمَّ التغرُّبِ
لوحلَّ بين الطّعامِ
وبينَ الشراب
وبين الحلالِ النقيِّ
وبين رعافِ الحرامِ ..
ولو سرقَ الأمنياتِ ،
ولوَّثَ شَهْدَ الحروفِ
وطُهْرَ البلاغه …
تريدالأديبَ أسيرَ الغَوايةِ
يُلْبَسُ ثوبَ الضياعِ المخبَّأَ
بين ثنايا السّطور ..
تريدُ الجَمالَ رداءً غريباً
ووقعاً نشازاً ونسجاً كسيحاً ،.
يحطِّمُ موروثَ شعبٍ
تساقى كؤوسَ الحضاره ..
وها أنتَ ترمي لُهاثَك في الوحلِ
تبذرُ عوسجَ حقدٍ تمادى
وليْتكَ أحْسَنْتَ نسجَ الحروفِ المضيئةِ،
أتْقَنْتَ ضَفْرَ القصائدِ،
حبَّ البلادِ العزيزه …
تريدُ من الشّعراءِ ابتعاداً
عن القلبِ والغمِّ ،
تدعوهُمُ أن يكونوا الهَيولى ..
تريدُ مواضيعَ
مصنوعةً في الخفاءِ
ومجلوبةً من موائدَ
حلَّتْ عليها الرّطانه..
مباشَرَةُ الشاعر المستباحة أرضُهْ.
تراها بياناً ووعظاً
وقولاً ثقيلاً ..
تريد التقوقُعَ في الرّكنِ
والغوصَ في الجنسِ ،
والطّعنَ في كلِّ ضوء..
تريدون خصيَ الحروفِ
ونفيَ القصيدِ
وإبهارَنا بالملوحه ..
تريدون أن نطفِىءَ النّارَ
بالوردِ والبوحِ
أن تُسْتباحَ المروءه ..
أمامك حربٌ وأهلٌ,
ودمعٌ يراقُ
وإرثٌ يُمزَّقْ
وتأتي إليَّ
تريدُ انزياحاً ورمزا.
أمامك ينهارُ إرثٌ ثريٌّ
وخلفك لصٌّ يقيمُ الحدودَ،
يربّي الذئابَ ،
يهدِّمُ نبضَ المساجدِ
يُصْمِتُ صوت النّواقيسِ
يرميك بالنّارِ والغدرِ
حتى استباح الرجولةََ ،
واستعذبَ الخوفَ فينا
وأبكى الطّفولةَ ثمَّ الحرائرْ ..
تريدُغموضاً أمامَ الجحافلِ
والنّارُ تحرقُ حسَّ الحجَاره ..
تريد شفافيَّةً في الخطاب
وما حولنا صارخٌ وجليٌّ
تريدُ التّهرُّبَ من إلتزامِكَ
تجري إلى التَعْميه ..
وتخشى من التعْريه ..
تُدير إلى الأهل ظهراً ،
وتطمسُ عينيكَ عند الحقيقه ..
وما زلْتَ يا شاعرَالعصر
ِ في القاعِ تغرق ..
-أريدُ من الشّعرِ ناراً وزورقْ
أريدُ البيانَ حقولَ ورودٍ
وبيدرَ عشقٍ
وقبضة منجلْ …
وبارودةً للسّلامِ تُغرِّدُ
تعزف لحن الوئامِ العنيدِ المكابرْ..
أريدُ القصائِدَ زيتاً وزعترْ
وطاقةَ فلٍّ
على صدرِ أمِّي تنامُ
وفوقَ المقاعِدِ تُفْرَطْ ..
تغنّي لطفلي ،
تلوِّنُ للطّيفِ نبضَه .
أريدُ البيانَ نقيّاً شفيفاً
يرفرفُ صوبَ الجمالِ ،
ويرسمُ ثوبَ الزّفافِ
لمن كان يعشقْ ..
أريد البيان شقيَّاً عتيّاً
يقاوِمُ ،
يُحْرِقُ ،
يزرعُ
يبني ليبعثَ من كان أقوى
ليدفنَ من كان أشقى ..