محمود أسد كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 188 نقاط : 566 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 18/08/2010 العمر : 73
| موضوع: القضايا الوطنية والقومية في شعر جعلوك الجمعة 11 مارس 2011 - 6:32 | |
| القضايا الوطنية و القومية فـي شعر المربي المرحوم خليل عارف جعلوك محمود أسد التقاء الجانب التربوي و الشعري في شخصٍ باعِثٌ للتعبير عنه و محرِّضٌ للتماسِّ مع القضايا الساخنة التي عبَّرَ عنها و موحٍ لملامسةِ الحارِّ ممَّا يجولُ في الخاطر . فالعمل التربوي مرهون بزرع القيم و إنبات أزهار الفضيلة و رعايةِ محاصيل المستقبل و إعدادِ البيدرِ لها . و ارتكابُ جنايةِ قولِ الشعرِ الاختيارية مُحرِّضٌ جميلٌ و ناهض بالهمم و لاقِطٌ بعدسةِ النقد للزوايا الخفيَّة يعيدُ رسمَ معالمها و جمالها . وبذلك تتألَّق صورةٌ الواقع التي يمضي إليها المرءُ الشريفُ المخلص . و المربّي خليل عارف جعلوك واحدٌ من هؤلاء الذين عَنَيتُهُم في المقدِّمة فهو من منبتٍ حسنٍ و عاصَرَ مراحلَ هامةً و مصيريَّةً فيها ما يحزن و يقلق و فيها ما يُسِرُّ و يفرح ... إذا عرفنا أنّه ولد عام ألف و تسعمئة و اثنين و ثلاثين . و نحن نعلم ما يعني هذا العام في ظلِّ الاحتلال الفرنسي . فقد فتح عينيه و دَرَجَ على تراب الوطن و هو يرى الجنودَ المحتلين بخوذهم و تجهمهم و أسلحتهم . و عاصَرَ الأيَّام الأخيرة للمحتل و شهد إشراقة الجلاء و هو فتى في مدينة حماه .... عمل في التدريس و الإدارة و التفتيش الإداري و استقال من عمله الوظيفي عام سبعة و سبعين و تسعمئة و ألف و التفت إلى الأعمال الحرّة أولى قصائده المثبتة ترجع إلى عام ألف و تسعمئة و اثنين و خمسين و قد ثبتها في ديوانه الأول (( ضحايا )) 1973 . و بعنوان ( طفل )) صدر للشاعر عدَّة مجموعات و هي : ضحايا – 1973 ، 2) رحلة قلب : 1993 ، 3) مرافىء الذهول : 1999 ، 4 ) غضب : 2000 ، 5 ) الشرق و الطاغوت : 2002 ، 6 ) صلوات راعفة : 2002 7) أغاني يارا : 2004 و هو للأطفال ...هذا يدّلنا على أنه بدأ نشرَ مجموعاته متأخِّراً و ألحقها في آخر عمره بمجموعات شعرية بعضها ذكر فيها تاريخ نظم القصيدة . للشاعر أسلوبه الخاص الذي يميل بجملته إلى البساطة و العفوية و الانسيابية . فيه نبض إنسان يقدِّر الجمال و يرعاه و يحسُّ بعالم الطفولة فيتوجَّه إليها ، و يقلقه حال الوطن و الأمة فيلتهب في ثنايا جمله و قصائده . لا تقلقك حداثته التي يتوخَّاها و يميل إليها بالشكل أحياناً قليلاً بالمضمون . فالشاعر لم يخضْ في متاهات التنظير في الأدب و شكله و مضمونه و مدارسه و هو الذي عاصر كلَّ هذه التيارات ، هو شاعر عفويّ و حسبه ذلك . في شعرِه نبضٌ يشعرك بحرارةِ مشاعرِ الشاعر . هذا النبض تبوحُ به المعاني الواضحة التي لا تنفِّرُك . يؤلمك لِسوءِ الحالِ الذي يصفه و يفتح أمامك سجلاً من العوائق و الحوائل و لكنّه لا يأخذك إلى الجحيمِ و النهاية المأساوية بل يترك أمامك فرجةً ضيّقة يشعُّ منها بريق الأمل . و الوطني و القومي عنده ملتحمان و هذا عين الصواب فالإخلاص الحقيقي يبدأ من الدوائر الصغيرة فإخلاصه لمهنتِهِ في التعليم دافع لبناء جيلٍ محامٍ عن الوطن . و هذا ما ساعَدَه على تربية النشء و أولادِهِ الذين تفوَّقوا في دراساتهم فالوطن ملازم للأمة و هذا شأن العربي الناضجُ . فهو محبٌّ للوطن و يبارك خطواته فيقول في قصيدة (( بوركت يا شام )) من ديوان (( غضب )) و هو يشيد بحرب تشرين . قُمْ عانقِ الشامَ ...... و الثم مجدَها حاضِرِهِ تشرينُ عادَ ربيعاً ..... في خمائِلِهِ
| | و استلهم الشعرَ ...... من عيني جآذرِهِ[1] فأشرق الروض ... في أبهى مآزره
|
و يتابع إلى أن يقول في آخر المقطع و قد ربط الوطنيَّ بالقوميّ : يا للشموخ ...... و في تشرين ملحمةٌ لن يُرجِعَ الأرضَ بَسْماتٌ يوزِّعها لن يُرجعَ القدسَ آمالٌ يُنَمِّقها هناك في بيدرِ الجولانِ موعدنا
| | من وحي حطّين من رؤيا قساورهِ[2] داعي العدوِّ .... و حقدٌ في سرائرِه ... في مجلسِ الأمنِ وَعْدٌ في مشاعِرِهِ و في السويسِ .... فسائِلْ عن بيادرِهِ
|
للشاعرِ مساحات أملٍ ينطلق منها . و يستشفُّ المستقبل بعين ٍ مشرقةٍ للتفاؤل . ومع ذلك نراه غاضباً و عنيفاً في بعض جملِهِ التي تقودُها أحاسيسُهُ اللاهبة في قصيدة (( من وحي العيد )) حفلة من أجل / 5 / حزيران و يذكرنا بمسرحية المرحوم سعد الله ونّوس (( حفلة سمر من أجل 5 حزيران )) لا يؤمن سوى بالفعل و النار و الرصاص و يدعو للصمت و توقُّفِ الخطابات و الأناشيد كغيره من الشعراء و الأدباء الذين دعوا للعمل و التزام الصمت : حطّمي النايَ .. و اخرسي كلَّ شادي و استعدِّي .... فذروةُ المجدِ ... و الأحلامِ افهميني ... ما بهجةُ العيد هذا أنذيب الألحان تطغى ... على الأحزانِ و نصوغُ الآلامَ ... ألحانَ أعـرا
| | و اسكبي النفسَ .... ثورةً ... في اربدادِ لا تُمتطى بغير الجلادِ و جروحي ... تئنُّ تحت الضمادِ طرّاً ... و عربداتِ العوادي ... ؟ سٍ و سحرُ العدوِّ ... في الأكبادِ ؟
|
و لنتأمَّل هذا الصوتَ العفويَّ النقيَّ ... إنه صوت الألم . فيه جرح لا يندمل : إيهِ يا أمّتي ... و قد لُجَّ صوتي أتلظّى على لهيبِ ... حشايا يا بنة العربِ ... يا نشيدَ المعالي قد حماك ... أجدادنا الغرُّ الميامين
| | في ندائي ... و قد تنزَّى .... فؤادي ي و أغفي على رؤى .... إنشادي في بعيد الأحقابِ ... و الآمادِ فهزِّي ... حميَّةِ الأحقادِ
|
للشاعرِ لغتهُ التي لا تخرج عن القاموسِ العربي ، و له إرثُهُ الثقافيُّ الذي نَهَلَ من تاريخ أمّته فلا عجبَ أن تظهر جملته واضحةً تقريريّة و هذا يتناسب مع روحِ تكوينهِ ووظيفةِ الشعرِ كما عايشها و اقتنع بها . و الشاعر جعلوك وحدويٌّ عربيٌّ آلَمَهُ و أدُ الوحدة الأولى بين مصر و سوريا عام 1961 و اعتبرها طفلةً تعرَّضَتْ للقهرِ و الحرمان و هي في نشأتها الأولى و ربيعها الجديد فيقول فـي (( مصرع طفلة )) من ديوان غضب : يا طفلةً ... ما استشرفَتْ أربعا كانَتْ عبيرَ الكونِ .... ملء الدُّنا ... تشدو فتُحيْي ... زاهراتِ المنى قائِلُها ... شُلّتْ شرايينُهُ ... يا إخوتي ... قولوا لمن أفسدوا
| | حتى دعاها الموتُ ... ما أَفْجعا ... من القلوبِ .... اتَّخذَتْ مَرْتعا و تعتلي من مجدِها الأروعا .... قاتِلُها ... يُحْقَرُ أن يُصْفعا تنظَّروا ... فالشعبُ ... لن يَخْضَعا
|
يتَّحِدُ الفرحُ إلى جانب الألم و لكنّه سرعان ما يضيء الدربَ للأملِ القادم ...و تشتدُّ لغتُهُ قسوة و عنفاً و هي موجَّهة إلى أعداء الوطن و العروبة . فيدعوهم للرحيلِ ... و يحضُّ الشعب على طردهم و إعادة بناءِ نهضتهم . لن تُخضعونا بالحديد ... فبأسُنا لن تخدعونا ... بالبيانِ ... مُنمَّقاً لا الدارُ داركمو... و لستم أهْلَها فخذوا عصاكم ... و ارحلوا ... عن أرضنا
| | أقسى ... فذوقوا الهولَ ... و الأصفادا فالعربُ من صاغ البيانَ ... و سادا لم تقربوا الآباءَ ... و الأجدادا أكرِمْ بأرضٍ ... في الوجودِ ... بلادا
|
و قد أشاد بالانتفاضة الفلسطينية و أطفال الحجارةِ فأهداهم قصيدته (( إصرارْ )) في ديوان مرافئ الذهول : لن توقفوا زحفي فلست بيائسٍ إعلامُكُمْ يرتدُّ في آذانكمْ لن تخدعوا أحداً فحقّي واضحٌ لن تطفئوا ... غضب السلاحِ .. و سُخْطَهُ
| | مهما تنكَّرَ خانعٌ لقراري كذِبا .... و بهتاناً ... و سوءَ حوارِ شمسٌ تَوَهَّجُ في انتصافِ نهارِ و ستُسْحَقون ... على مدى ... إصراري
|
هذه روحٌ ثائرةٌ و نفسٌ طاهرةٌ ترفض الذلَّ و تَبْعَثُ في النفسِ دربَ النضالِ و قد تجلَّتْ هذه الروحُ السمحاءُ العطرة في تعبيره عن الشوقِ للوطنِ و هو في الغربةِ . فعَبَقُ الحروفِ روضُ نفسِهِ التوّاقةِ لتراب الوطن .. في قصيدة / حنين / من ديوان مرافئ الذهول . و قد حنَّ إلى أولاده في حلب و هو في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يزور ولده في 1 / 2 / 1995 قلبي هنالك يشكوني و يبكيني تركتُ في حلبِ الشهباءِ أفئدتي لو خيَّروني بمال الأرض قاطبةً
| | من يشتري البعدَ منّي ... من يواسيني و رحْتُ أمخر ... و اللِّقيا ... تناديني لاخترتُ قربكمُ ... يا قرَّةَ العينِ
|
و في قصيدة (( ذكرى و عَبْرة )) هاجه الشوق و هو في حلب إلى زوجته في أمريكا ... و لكنه استطاع أن يدمج حبَّ الوطنِ بالأهلِ و هذا هو المنطق ... طاحَتْ بيَ الأقدارُ ... حتّى أنني وطني حبيبٌ ، لا أقرُّ بدونِهِ لولا الإلهُ عبدْتُهُ .... و ترابُهُ
| | لم أدرِ ما وطني ... و ما هو مهجري فيهِ الأحبَّاءُ الكرامُ ... و مَسْحَري من قدسِ أقداسِ النعيمِ ... و أطْهَرِ
|
و هناك جانب هام في شعر خليل عارف جعلوك و هو الشعر الأسروي و العلاقات الأسرية بينه و بين أولاده و زوجته و هو مجالٌ للدراسة ...و له مواقف قومية و إنسانية في ديوان ( أغاني يارا ) و هو موجّه للأولاد و فيه يقدِّم نفسه أباً و أستاذاً و جدّاً و إنساناً مجرِّباً و بأسلوب قصصي . فيعتزُّ باللسان العربي و لغة الضاد (( اللسان العربي )) يحيا اللسانُ العربي و إخوتي و جدَّتي به الإله أنزل القرآنا فالتزموا يا اخوتي بما وجَبْ عاش العرب
| | لسانُ أمّي و أبي و خالتي و عمّتي و قال : اِقْرأ يا بني فكانا عاش العربْ .... عاش العربْ عــــــــــــــاش العــــــــــــــربْ
|
هذه الخاتمة تنبي عمَّا يحسُّه و يدعو إليه . تكرار الجملة في المجالسِ و المناسبات لا يلغي قيمتها و مدى عمق إحساس الشاعر و تفاؤله و في الديوان ذاته (( يارا )) يسرد قصة عيد الجلاء للأطفال و يحكي للأطفال حكاية النضال و الثوار و يعيد إليهم صورََ الأمسِ المشرقة كيلا تنسى و تموتُ مع مرور الأيَّام . فيسعى لتجسيد قيم التضحية و حبِّ الوطن و الإيثار في سبيله . قوموا معي .... قوموا معي أبنائي مَنْ قاوموا العدوَّ و المحتلاّ قوموا لننشد كلُّنا للوطنْ
| | هيَّا نحيّي صانعي الجلاءِ طردُوهُ و سقَوْهُ ذلاً للعلَمِ الجميلِ طولَ الزمنْ
|
ثم يسرد لهم قصة الاحتلال و إنذار غورو و بطولة الشهيد يوسف العظمة و عرض للثورات والثوّار في جبلِ الزاويةِ العظيمِ قادَ ( الجَتا ) ثوّار شعبي الظافر عيدُ الجلاءِ عيدُنا قد عادا عادَ بفضلِ الشهداءِ عادَ بفضلِ الأوفياءِ
| | ثارَ هنانو قائدَ التنظيم و مزَّقَ العدوَّ بالأظافر فلْنَحْتَفِلْ و نرقصِ الأولادا عادَ بفضل الشرفاءِ إنّهُ عيد الجلاءِ
|
هذه وقفات تضيء إلينا معالم شخصية المرحوم الشاعر جعلوك . شخصية وطنية ، يحملُ الهمَّ و يرعاهُ بالأحداق و الأشعار . فتأتي المقاصدُ النبيلة و الأغراضُ المحبَّبة إلى الأفئدة على حساب السويَّةِ الفنيّة و النضجِ الفنّي الذي لا يعيرُه الرعاية الكافية فتنحلُّ عقدةُ المعادلة و التوازن بين الشكل و المضمون فحامِلُ المضمونِ لدى الشاعر يحتاج إلى جملٍ أكثر تألُّقاً و إلى صورٍ تضفي على النص رونقاً .و هذا لا يعمَّمُ على مجملِ تجربته . في ديوان الشرق و الطاغوت عدّة قصائد تنضح من هذا الواقع و ما فيه من مآسٍ و آلام .... ديوانٌ يرصُدُ مسارَ الواقع السياسي في العالم العربي و العالم و ما يعتريهما من غدرٍ و ضياعٍ و سوء نوايا ... و قد صدر عام 2002 في أواخر أيَّامه – رحمه الله – الديوان حافل بالزفرات و الآهات الموجعة ... و يضيء ظلمة تلك الانكسارات النفسية التي رَمَتْ أعباءَ ها على كاهل الانسان العربي : الشرقُ غصَّ برحبِهِ .... بالنائحين و بالمقابرْ . باليتمِ .... و التشريدِ .... و البؤسِ المسربلِ بالصغائرْ . بالحقدِ يعتصرُ القلوب هوىً .... و يعصف بالضمائرْ . الشرق شاخَ .... و أطبق الطاغوتُ .... يمتلك الجناجرْ .
|
فالشاعر يرفع من وتيرة التعبير و يصادمُ الواقع دون مداراة أو مواربة فلا شيء يخسره بعد هذا .... و لذلك تعلو نبرةُ صوته و ثورته على الواقع في قصيدة (( بيروت و الضباب الأحمر )) ما دام في الشرق فردٌ .... لا يصاولهُ على مباذله شعبٌ .... بكلِّ يدِ فلستُ آمنُ في داري .... على ولدي و لست آمنُ في فكري .... و معتقدي فيا بيروت اركعي في كلِّ زاويةٍ .. على الرؤوسِ .... و لا تُبقي على أحد ...
|
غضبُ الشاعر انفعالي .... ابنُ وقته .... ليسَ مبنيّاً على منطلقاتٍ سياسية تنتمي إلى خطٍّ فكريٍّ واحد .... هو قولٌ وطنيٌّ من محبٍّ غيور ..... هو ينظر بعين الواقع و يعبِّرُ بقلبٍ صافٍ و بلغةٍ تحمل في حناياه الواقع المضني : عندما .... تاه الطريقْ / و تلاشى العشبُ في آلافِ .... آلافِ .... / الحقولْ ... / أمعن الجزّارُ ..... ذبحاً / بالقطيع .... / و بأسياخِ الحديدْ ..../ كان يشوي اللحم ... لا يشبعُ و الدنيا /. قُتارْ .... / (( و القتار رائحة اللحم المشوي )) . / و القطيعْ ... / سائرٌ ...نحو المصيرْ / بعيون أفْرغَتْ من كلِّ معنى ... / شاخصات .... / و الوجوه ... هرمَتْ فيها .... الحياة / و القطيع سائر نحو المصيرْ / .... و قرأنا : / إذا ما غضبنا غضبةً مضرَّيةً هتكنا حجابَ الشمسِ أو تقطرَ الدّما .. // فسُرِرْنا .... و انتشينا .... / ثم نِمْنا .... و انتهينا .... / هذا شعرٌ يلامسُ الواقع يَنْهَلُ منه و يصبُّ في مجاريه و صورة فلسطين يجسِّدها أَلَمُهُ و نزيفُ حروفه فيقول فـي قصيدة ( السجينة الحبيبة ) سجنوا محبوبتي .... في سجن يافا / ثمَّ عرّوْها ...و راحوا يثملون ....و أنا .... أصرخُ في وجه الرفاقْْ ....و رفاقي كلُّهم ... صرعى البطونْ ...ماتتِ النخوة ... في أعماقهمْ و غدوا نشوى حماقاتِ السنينْ ...هذا الواقع المأساوي الذي يلفُّ بشباكه أعناق العرب ، و ينخر في أجسادهم و أرواحهم ... ليصنع منهم تماثيل ورق ... رأى الشاعرُ دواءً لعلاجِهِ و بعث الروح فيه من جديد ... رأى في الحبِّ وعودتِهٍِِ خلاصاً و انطلاقاً ... في قصيدة (( الحبّ و الحقيقة )) لا شيءَ غيرُ الحبّ لا شيءَ غيرُ الحبّ لا شيءَ غيرُ الحبّ لا شيء يمسحُ جرحَنا
| | أُعلنها على الدنيا حقيقة يغسِلُ كلَّ أدران الخليقةْ يفتحُ للدُّنى سُبلا طليقة أو ضارَنا .... أحزاننا
| حقداً يمزِّق صدرَنا حسداً ..... يفتِّتُ قلبنا ..... ثأراً علينا أَوْ لنا غيرُ التعطُفِ و الصفاء غيرُ المحبة و الوفاءِ غيرُ الإخاءِ يضمُّنا
|
هذا إحساسُ شاعرٍ واعٍ ... أَمْسَك بمبضعه موضِعَ العلَّة و الداء ... فكان العناقُ الانساني متجاوزاً الوطنية و القوميَّة إلى ما هو أسمى ... فرأى بالحبِّ سبيلاً لتجاوز الأحقادِ و نزعِ الحسدِ و الضغينة و بلغة ارتقت إلى مستوى رؤيته و موضوعه . آمن الشاعر برسالتِهِ و دورِ الشعرِ ... و كان هاجِسُهُ الوصولَ إلى الحقيقة و التعبيرَعنها ، فاقتربَ من همومِ الآخرين و لامَسَ القضايا الكبرى ... فأشاد بالشاعر الذي غنّى و أطرب و اقتربَ من الشعبِ فألهبهُ و أهداه قصيدته (( صلاة و ترانيم قدسيه لشاعر الشعب )) . أبتِ القوافي أن تنامَ و تهجعا أطربْتُمو الأسماعَ إذْ أنشدتمو الشعرُ يهزم ... مَنْ أرادَ بدارِنا و لذا الغشومُ يكمُّ أفواهَ الألى و الشعرُ يرفَعُ مَنْ أراد بشعبنا إنَّ القريضَ هويَّةٌ لوجودنا
| | لمّا رأتكُمْ للمكارِمِ .... مَرْجِعا دُرَرَ القصائدِ ... فاستُطيبَتْ مَسْمعا شرّاً فما أبهاهُ بَلْ .... ما أروعا عرفوا الحقيقة .... أو يظلُّ مروَّعا خيراً و يمنع غادراً أن يَصْدعا أدبُ الشعوبِ .... وجودُها .... فَلْتَسْمعا
|
هذا بعضٌ ممَّا عبَّرَ عنه الشاعر خليل عارف جعلوك الذي كان يعمل على عدَّة جبهات متلاحمةِ البنيانِ و المصير فكان أباً ناجحاً و مربيّاً مُخْلصاً و شاعراً متفاعلاً مؤمناً برسالة الشعر . و ما أجملها من رسالة ... !
مفردها جؤذر : البقرة الوحشية1 جمع قسور : الأسد2 | |
|
أحمد الهاشمي مدير عام
عدد المساهمات : 10896 نقاط : 13569 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
| موضوع: رد: القضايا الوطنية والقومية في شعر جعلوك الجمعة 11 مارس 2011 - 9:31 | |
| الرائع
محمود اسد
سلمت اديبنا القدير
رؤية بحثية ونقدية راقية
وجهد طيب
لك خالص تحياتي
| |
|