واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 القضايا الوطنية والقومية في شعر جعلوك

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمود أسد
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
محمود أسد


عدد المساهمات : 188
نقاط : 566
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 73

القضايا الوطنية والقومية في شعر جعلوك Empty
مُساهمةموضوع: القضايا الوطنية والقومية في شعر جعلوك   القضايا الوطنية والقومية في شعر جعلوك Icon_minitimeالجمعة 11 مارس 2011 - 6:32

القضايا الوطنية و القومية
فـي شعر المربي المرحوم خليل عارف جعلوك
محمود أسد


التقاء الجانب التربوي و الشعري في شخصٍ باعِثٌ للتعبير عنه و محرِّضٌ للتماسِّ مع القضايا الساخنة التي عبَّرَ عنها و موحٍ لملامسةِ الحارِّ ممَّا يجولُ في الخاطر . فالعمل التربوي مرهون بزرع القيم و إنبات أزهار الفضيلة و رعايةِ محاصيل المستقبل و إعدادِ البيدرِ لها . و ارتكابُ جنايةِ قولِ الشعرِ الاختيارية مُحرِّضٌ جميلٌ و ناهض بالهمم و لاقِطٌ بعدسةِ النقد للزوايا الخفيَّة يعيدُ رسمَ معالمها و جمالها . وبذلك تتألَّق صورةٌ الواقع التي يمضي إليها المرءُ الشريفُ المخلص . و المربّي خليل عارف جعلوك واحدٌ من هؤلاء الذين عَنَيتُهُم في المقدِّمة فهو من منبتٍ حسنٍ و عاصَرَ مراحلَ هامةً و مصيريَّةً فيها ما يحزن و يقلق و فيها ما يُسِرُّ و يفرح ... إذا عرفنا أنّه ولد عام ألف و تسعمئة و اثنين و ثلاثين . و نحن نعلم ما يعني هذا العام في ظلِّ الاحتلال الفرنسي . فقد فتح عينيه و دَرَجَ على تراب الوطن و هو يرى الجنودَ المحتلين بخوذهم و تجهمهم و أسلحتهم . و عاصَرَ الأيَّام الأخيرة للمحتل و شهد إشراقة الجلاء و هو فتى في مدينة حماه .... عمل في التدريس و الإدارة و التفتيش الإداري و استقال من عمله الوظيفي عام سبعة و سبعين و تسعمئة و ألف و التفت إلى الأعمال الحرّة أولى قصائده المثبتة ترجع إلى عام ألف و تسعمئة و اثنين و خمسين و قد ثبتها في ديوانه الأول (( ضحايا )) 1973 . و بعنوان ( طفل )) صدر للشاعر عدَّة مجموعات و هي : ضحايا – 1973 ، 2) رحلة قلب : 1993 ، 3) مرافىء الذهول : 1999 ، 4 ) غضب : 2000 ، 5 ) الشرق و الطاغوت : 2002 ، 6 ) صلوات راعفة : 2002 7) أغاني يارا : 2004 و هو للأطفال ...هذا يدّلنا على أنه بدأ نشرَ مجموعاته متأخِّراً و ألحقها في آخر عمره بمجموعات شعرية بعضها ذكر فيها تاريخ نظم القصيدة . للشاعر أسلوبه الخاص الذي يميل بجملته إلى البساطة و العفوية و الانسيابية . فيه نبض إنسان يقدِّر الجمال و يرعاه و يحسُّ بعالم الطفولة فيتوجَّه إليها ، و يقلقه حال الوطن و الأمة فيلتهب في ثنايا جمله و قصائده . لا تقلقك حداثته التي يتوخَّاها و يميل إليها بالشكل أحياناً قليلاً بالمضمون . فالشاعر لم يخضْ في متاهات التنظير في الأدب و شكله و مضمونه و مدارسه و هو الذي عاصر كلَّ هذه التيارات ، هو شاعر عفويّ و حسبه ذلك . في شعرِه نبضٌ يشعرك بحرارةِ مشاعرِ الشاعر . هذا النبض تبوحُ به المعاني الواضحة التي لا تنفِّرُك . يؤلمك لِسوءِ الحالِ الذي يصفه و يفتح أمامك سجلاً من العوائق و الحوائل و لكنّه لا يأخذك إلى الجحيمِ و النهاية المأساوية بل يترك أمامك فرجةً ضيّقة يشعُّ منها بريق الأمل . و الوطني و القومي عنده ملتحمان و هذا عين الصواب فالإخلاص الحقيقي يبدأ من الدوائر الصغيرة فإخلاصه لمهنتِهِ في التعليم دافع لبناء جيلٍ محامٍ عن الوطن . و هذا ما ساعَدَه على تربية النشء و أولادِهِ الذين تفوَّقوا في دراساتهم فالوطن ملازم للأمة و هذا شأن العربي الناضجُ . فهو محبٌّ للوطن و يبارك خطواته فيقول في قصيدة (( بوركت يا شام )) من ديوان (( غضب )) و هو يشيد بحرب تشرين .


قُمْ عانقِ الشامَ ...... و الثم مجدَها حاضِرِهِ
تشرينُ عادَ ربيعاً ..... في خمائِلِهِ







و استلهم الشعرَ ...... من عيني جآذرِهِ[1]
فأشرق الروض ... في أبهى مآزره



و يتابع إلى أن يقول في آخر المقطع و قد ربط الوطنيَّ بالقوميّ :


يا للشموخ ...... و في تشرين ملحمةٌ
لن يُرجِعَ الأرضَ بَسْماتٌ يوزِّعها
لن يُرجعَ القدسَ آمالٌ يُنَمِّقها
هناك في بيدرِ الجولانِ موعدنا



من وحي حطّين من رؤيا قساورهِ[2]
داعي العدوِّ .... و حقدٌ في سرائرِه ...
في مجلسِ الأمنِ وَعْدٌ في مشاعِرِهِ
و في السويسِ .... فسائِلْ عن بيادرِهِ



للشاعرِ مساحات أملٍ ينطلق منها . و يستشفُّ المستقبل بعين ٍ مشرقةٍ للتفاؤل .

ومع ذلك نراه غاضباً و عنيفاً في بعض جملِهِ التي تقودُها أحاسيسُهُ اللاهبة في قصيدة (( من وحي العيد )) حفلة من أجل / 5 / حزيران و يذكرنا بمسرحية المرحوم سعد الله ونّوس (( حفلة سمر من أجل 5 حزيران )) لا يؤمن سوى بالفعل و النار و الرصاص و يدعو للصمت و توقُّفِ الخطابات و الأناشيد كغيره من الشعراء و الأدباء الذين دعوا للعمل و التزام الصمت :


حطّمي النايَ .. و اخرسي كلَّ شادي
و استعدِّي .... فذروةُ المجدِ ... و الأحلامِ
افهميني ... ما بهجةُ العيد هذا
أنذيب الألحان تطغى ... على الأحزانِ
و نصوغُ الآلامَ ... ألحانَ أعـرا



و اسكبي النفسَ .... ثورةً ... في اربدادِ
لا تُمتطى بغير الجلادِ
و جروحي ... تئنُّ تحت الضمادِ
طرّاً ... و عربداتِ العوادي ... ؟
سٍ و سحرُ العدوِّ ... في الأكبادِ ؟



و لنتأمَّل هذا الصوتَ العفويَّ النقيَّ ... إنه صوت الألم . فيه جرح لا يندمل :



إيهِ يا أمّتي ... و قد لُجَّ صوتي
أتلظّى على لهيبِ ... حشايا
يا بنة العربِ ... يا نشيدَ المعالي
قد حماك ... أجدادنا الغرُّ الميامين



في ندائي ... و قد تنزَّى .... فؤادي
ي و أغفي على رؤى .... إنشادي
في بعيد الأحقابِ ... و الآمادِ
فهزِّي ... حميَّةِ الأحقادِ



للشاعرِ لغتهُ التي لا تخرج عن القاموسِ العربي ، و له إرثُهُ الثقافيُّ الذي نَهَلَ من تاريخ أمّته فلا عجبَ أن تظهر جملته واضحةً تقريريّة و هذا يتناسب مع روحِ تكوينهِ ووظيفةِ الشعرِ كما عايشها و اقتنع بها .

و الشاعر جعلوك وحدويٌّ عربيٌّ آلَمَهُ و أدُ الوحدة الأولى بين مصر و سوريا عام 1961 و اعتبرها طفلةً تعرَّضَتْ للقهرِ و الحرمان و هي في نشأتها الأولى و ربيعها الجديد فيقول فـي (( مصرع طفلة )) من ديوان غضب :


يا طفلةً ... ما استشرفَتْ أربعا
كانَتْ عبيرَ الكونِ .... ملء الدُّنا ...
تشدو فتُحيْي ... زاهراتِ المنى
قائِلُها ... شُلّتْ شرايينُهُ ...
يا إخوتي ... قولوا لمن أفسدوا



حتى دعاها الموتُ ... ما أَفْجعا ...
من القلوبِ .... اتَّخذَتْ مَرْتعا
و تعتلي من مجدِها الأروعا ....
قاتِلُها ... يُحْقَرُ أن يُصْفعا
تنظَّروا ... فالشعبُ ... لن يَخْضَعا



يتَّحِدُ الفرحُ إلى جانب الألم و لكنّه سرعان ما يضيء الدربَ للأملِ القادم ...

و تشتدُّ لغتُهُ قسوة و عنفاً و هي موجَّهة إلى أعداء الوطن و العروبة . فيدعوهم للرحيلِ ... و يحضُّ الشعب على طردهم و إعادة بناءِ نهضتهم .


لن تُخضعونا بالحديد ... فبأسُنا
لن تخدعونا ... بالبيانِ ... مُنمَّقاً
لا الدارُ داركمو... و لستم أهْلَها
فخذوا عصاكم ... و ارحلوا ... عن أرضنا



أقسى ... فذوقوا الهولَ ... و الأصفادا
فالعربُ من صاغ البيانَ ... و سادا
لم تقربوا الآباءَ ... و الأجدادا
أكرِمْ بأرضٍ ... في الوجودِ ... بلادا



و قد أشاد بالانتفاضة الفلسطينية و أطفال الحجارةِ فأهداهم قصيدته (( إصرارْ )) في ديوان مرافئ الذهول :


لن توقفوا زحفي فلست بيائسٍ
إعلامُكُمْ يرتدُّ في آذانكمْ
لن تخدعوا أحداً فحقّي واضحٌ
لن تطفئوا ... غضب السلاحِ .. و سُخْطَهُ



مهما تنكَّرَ خانعٌ لقراري
كذِبا .... و بهتاناً ... و سوءَ حوارِ
شمسٌ تَوَهَّجُ في انتصافِ نهارِ
و ستُسْحَقون ... على مدى ... إصراري



هذه روحٌ ثائرةٌ و نفسٌ طاهرةٌ ترفض الذلَّ و تَبْعَثُ في النفسِ دربَ النضالِ و قد تجلَّتْ هذه الروحُ السمحاءُ العطرة في تعبيره عن الشوقِ للوطنِ و هو في الغربةِ . فعَبَقُ الحروفِ روضُ نفسِهِ التوّاقةِ لتراب الوطن .. في قصيدة / حنين / من ديوان مرافئ الذهول . و قد حنَّ إلى أولاده في حلب و هو في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يزور ولده في 1 / 2 / 1995


قلبي هنالك يشكوني و يبكيني
تركتُ في حلبِ الشهباءِ أفئدتي
لو خيَّروني بمال الأرض قاطبةً



من يشتري البعدَ منّي ... من يواسيني
و رحْتُ أمخر ... و اللِّقيا ... تناديني
لاخترتُ قربكمُ ... يا قرَّةَ العينِ



و في قصيدة (( ذكرى و عَبْرة )) هاجه الشوق و هو في حلب إلى زوجته في أمريكا ... و لكنه استطاع أن يدمج حبَّ الوطنِ بالأهلِ و هذا هو المنطق ...


طاحَتْ بيَ الأقدارُ ... حتّى أنني
وطني حبيبٌ ، لا أقرُّ بدونِهِ
لولا الإلهُ عبدْتُهُ .... و ترابُهُ



لم أدرِ ما وطني ... و ما هو مهجري
فيهِ الأحبَّاءُ الكرامُ ... و مَسْحَري
من قدسِ أقداسِ النعيمِ ... و أطْهَرِ



و هناك جانب هام في شعر خليل عارف جعلوك و هو الشعر الأسروي و العلاقات الأسرية بينه و بين أولاده و زوجته و هو مجالٌ للدراسة ...

و له مواقف قومية و إنسانية في ديوان ( أغاني يارا ) و هو موجّه للأولاد و فيه يقدِّم نفسه أباً و أستاذاً و جدّاً و إنساناً مجرِّباً و بأسلوب قصصي . فيعتزُّ باللسان العربي و لغة الضاد (( اللسان العربي ))


يحيا اللسانُ العربي
و إخوتي و جدَّتي
به الإله أنزل القرآنا
فالتزموا يا اخوتي بما وجَبْ
عاش العرب



لسانُ أمّي و أبي
و خالتي و عمّتي
و قال : اِقْرأ يا بني فكانا
عاش العربْ .... عاش العربْ
عــــــــــــــاش العــــــــــــــربْ




هذه الخاتمة تنبي عمَّا يحسُّه و يدعو إليه . تكرار الجملة في المجالسِ و المناسبات لا يلغي قيمتها و مدى عمق إحساس الشاعر و تفاؤله و في الديوان ذاته (( يارا )) يسرد قصة عيد الجلاء للأطفال و يحكي للأطفال حكاية النضال و الثوار و يعيد إليهم صورََ الأمسِ المشرقة كيلا تنسى و تموتُ مع مرور الأيَّام . فيسعى لتجسيد قيم التضحية و حبِّ الوطن و الإيثار في سبيله .


قوموا معي .... قوموا معي أبنائي
مَنْ قاوموا العدوَّ و المحتلاّ
قوموا لننشد كلُّنا للوطنْ



هيَّا نحيّي صانعي الجلاءِ
طردُوهُ و سقَوْهُ ذلاً
للعلَمِ الجميلِ طولَ الزمنْ



ثم يسرد لهم قصة الاحتلال و إنذار غورو و بطولة الشهيد يوسف العظمة و عرض للثورات والثوّار


في جبلِ الزاويةِ العظيمِ
قادَ ( الجَتا ) ثوّار شعبي الظافر
عيدُ الجلاءِ عيدُنا قد عادا
عادَ بفضلِ الشهداءِ
عادَ بفضلِ الأوفياءِ



ثارَ هنانو قائدَ التنظيم
و مزَّقَ العدوَّ بالأظافر
فلْنَحْتَفِلْ و نرقصِ الأولادا
عادَ بفضل الشرفاءِ
إنّهُ عيد الجلاءِ



هذه وقفات تضيء إلينا معالم شخصية المرحوم الشاعر جعلوك . شخصية وطنية ، يحملُ الهمَّ و يرعاهُ بالأحداق و الأشعار . فتأتي المقاصدُ النبيلة و الأغراضُ المحبَّبة إلى الأفئدة على حساب السويَّةِ الفنيّة و النضجِ الفنّي الذي لا يعيرُه الرعاية الكافية فتنحلُّ عقدةُ المعادلة و التوازن بين الشكل و المضمون فحامِلُ المضمونِ لدى الشاعر يحتاج إلى جملٍ أكثر تألُّقاً و إلى صورٍ تضفي على النص رونقاً .و هذا لا يعمَّمُ على مجملِ تجربته .

في ديوان الشرق و الطاغوت عدّة قصائد تنضح من هذا الواقع و ما فيه من مآسٍ و آلام .... ديوانٌ يرصُدُ مسارَ الواقع السياسي في العالم العربي و العالم و ما يعتريهما من غدرٍ و ضياعٍ و سوء نوايا ... و قد صدر عام 2002 في أواخر أيَّامه – رحمه الله –

الديوان حافل بالزفرات و الآهات الموجعة ... و يضيء ظلمة تلك الانكسارات النفسية التي رَمَتْ أعباءَ ها على كاهل الانسان العربي :


الشرقُ غصَّ برحبِهِ .... بالنائحين و بالمقابرْ .
باليتمِ .... و التشريدِ .... و البؤسِ المسربلِ بالصغائرْ .
بالحقدِ يعتصرُ القلوب هوىً .... و يعصف بالضمائرْ .
الشرق شاخَ .... و أطبق الطاغوتُ .... يمتلك الجناجرْ .



فالشاعر يرفع من وتيرة التعبير و يصادمُ الواقع دون مداراة أو مواربة فلا شيء يخسره بعد هذا .... و لذلك تعلو نبرةُ صوته و ثورته على الواقع في قصيدة (( بيروت و الضباب الأحمر ))


ما دام في الشرق فردٌ .... لا يصاولهُ
على مباذله شعبٌ .... بكلِّ يدِ
فلستُ آمنُ في داري .... على ولدي
و لست آمنُ في فكري .... و معتقدي
فيا بيروت اركعي في كلِّ زاويةٍ ..
على الرؤوسِ .... و لا تُبقي على أحد ...



غضبُ الشاعر انفعالي .... ابنُ وقته .... ليسَ مبنيّاً على منطلقاتٍ سياسية تنتمي إلى خطٍّ فكريٍّ واحد .... هو قولٌ وطنيٌّ من محبٍّ غيور ..... هو ينظر بعين الواقع و يعبِّرُ بقلبٍ صافٍ و بلغةٍ تحمل في حناياه الواقع المضني :

عندما .... تاه الطريقْ / و تلاشى العشبُ في آلافِ .... آلافِ .... / الحقولْ ... / أمعن الجزّارُ ..... ذبحاً / بالقطيع .... / و بأسياخِ الحديدْ ..../ كان يشوي اللحم ... لا يشبعُ و الدنيا /. قُتارْ .... / (( و القتار رائحة اللحم المشوي )) .

/ و القطيعْ ... / سائرٌ ...نحو المصيرْ / بعيون أفْرغَتْ من كلِّ معنى ... / شاخصات .... / و الوجوه ... هرمَتْ فيها .... الحياة / و القطيع سائر نحو المصيرْ / .... و قرأنا : /



إذا ما غضبنا غضبةً مضرَّيةً

هتكنا حجابَ الشمسِ أو تقطرَ الدّما .. /

/ فسُرِرْنا .... و انتشينا .... / ثم نِمْنا .... و انتهينا .... /

هذا شعرٌ يلامسُ الواقع يَنْهَلُ منه و يصبُّ في مجاريه و صورة فلسطين يجسِّدها أَلَمُهُ و نزيفُ حروفه فيقول فـي قصيدة ( السجينة الحبيبة )

سجنوا محبوبتي .... في سجن يافا /

ثمَّ عرّوْها ...

و راحوا يثملون ....

و أنا .... أصرخُ في وجه الرفاقْْ ....

و رفاقي كلُّهم ... صرعى البطونْ ...

ماتتِ النخوة ... في أعماقهمْ

و غدوا نشوى حماقاتِ السنينْ ...

هذا الواقع المأساوي الذي يلفُّ بشباكه أعناق العرب ، و ينخر في أجسادهم و أرواحهم ... ليصنع منهم تماثيل ورق ... رأى الشاعرُ دواءً لعلاجِهِ و بعث الروح فيه من جديد ... رأى في الحبِّ وعودتِهٍِِ خلاصاً و انطلاقاً ... في قصيدة (( الحبّ و الحقيقة ))


لا شيءَ غيرُ الحبّ
لا شيءَ غيرُ الحبّ
لا شيءَ غيرُ الحبّ
لا شيء يمسحُ جرحَنا



أُعلنها على الدنيا حقيقة
يغسِلُ كلَّ أدران الخليقةْ
يفتحُ للدُّنى سُبلا طليقة
أو ضارَنا .... أحزاننا


حقداً يمزِّق صدرَنا
حسداً ..... يفتِّتُ قلبنا ..... ثأراً علينا أَوْ لنا
غيرُ التعطُفِ و الصفاء

غيرُ المحبة و الوفاءِ
غيرُ الإخاءِ يضمُّنا




هذا إحساسُ شاعرٍ واعٍ ... أَمْسَك بمبضعه موضِعَ العلَّة و الداء ... فكان العناقُ الانساني متجاوزاً الوطنية و القوميَّة إلى ما هو أسمى ... فرأى بالحبِّ سبيلاً لتجاوز الأحقادِ و نزعِ الحسدِ و الضغينة و بلغة ارتقت إلى مستوى رؤيته و موضوعه .

آمن الشاعر برسالتِهِ و دورِ الشعرِ ... و كان هاجِسُهُ الوصولَ إلى الحقيقة و التعبيرَعنها ، فاقتربَ من همومِ الآخرين و لامَسَ القضايا الكبرى ... فأشاد بالشاعر الذي غنّى و أطرب و اقتربَ من الشعبِ فألهبهُ و أهداه قصيدته (( صلاة و ترانيم قدسيه لشاعر الشعب )) .


أبتِ القوافي أن تنامَ و تهجعا
أطربْتُمو الأسماعَ إذْ أنشدتمو
الشعرُ يهزم ... مَنْ أرادَ بدارِنا
و لذا الغشومُ يكمُّ أفواهَ الألى
و الشعرُ يرفَعُ مَنْ أراد بشعبنا
إنَّ القريضَ هويَّةٌ لوجودنا



لمّا رأتكُمْ للمكارِمِ .... مَرْجِعا
دُرَرَ القصائدِ ... فاستُطيبَتْ مَسْمعا
شرّاً فما أبهاهُ بَلْ .... ما أروعا
عرفوا الحقيقة .... أو يظلُّ مروَّعا
خيراً و يمنع غادراً أن يَصْدعا
أدبُ الشعوبِ .... وجودُها .... فَلْتَسْمعا



هذا بعضٌ ممَّا عبَّرَ عنه الشاعر خليل عارف جعلوك الذي كان يعمل على عدَّة جبهات متلاحمةِ البنيانِ و المصير فكان أباً ناجحاً و مربيّاً مُخْلصاً و شاعراً متفاعلاً مؤمناً برسالة الشعر . و ما أجملها من رسالة ... !







مفردها جؤذر : البقرة الوحشية1


جمع قسور : الأسد2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

القضايا الوطنية والقومية في شعر جعلوك Empty
مُساهمةموضوع: رد: القضايا الوطنية والقومية في شعر جعلوك   القضايا الوطنية والقومية في شعر جعلوك Icon_minitimeالجمعة 11 مارس 2011 - 9:31

الرائع

محمود اسد

سلمت اديبنا القدير

رؤية بحثية ونقدية راقية

وجهد طيب

لك خالص تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القضايا الوطنية والقومية في شعر جعلوك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أشهر القضايا فى التاريخ
»  القضايا الاجتماعية في شعر حافظ ابراهيم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: أقسام الكتاب و الأدباء و الشعراء :: واحة الأديب الأستاذ..(((محمود أسد)))-
انتقل الى: