توطين العراقيين في أمريكا .. خدمة إنسانية أم تجنيدمرتزقة؟

توطين العراقيين في أمريكا .. خدمة إنسانية أم تجنيدمرتزقة؟
مصطفى العبيدي


بدأت أخيرا تظهر حقيقة النوايا الأمريكية الخبيثة وراء منح التوطين لعدد من العراقيين من داخل العراق وخارجه بعد عام 2003 ، حيث تبين أن الهدف الأهم هو تجنيد أكبر عدد منهم للعمل في القوات المسلحة والشركات الأمنية الخاصة الأمريكية في مختلف دول العالم وذلك لمواجهة النقص الكبير في المجندين في الجيش الأمريكي وخصوصا بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدتها القوات الأمريكية في حربي العراق وأفغانستان
وقد ذكر العديد من العراقيين المقيمين في سوريا من الذين يرغبون بالتوطين خارج العراق نتيجة ظروف البلد بعد الاحتلال, ان الوفود الأمريكية التي قابلتهم بهدف اختيار العائلات المناسبة منهم لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة, كانت تركز في الاختيار على الشباب من الذكور المؤهلين لأداء الخدمة العسكرية وأحيانا تفصل ملفات الشباب عن عائلاتهم وخاصة العزاب منهم فتأخذ الشباب مع أو بدون عائلاتهم الى أمريكا. كما أن تلك الوفود تبلغ الشباب صراحة أنهم إذا قبلوا للتوطين فعليهم توقيع تعهد بقبول أداء الخدمة العسكرية عندما يطلب منهم ذلك, وقد رفض العديد من العراقيين هذا الشرط فألغى الوفد الأمريكي ملف توطينهم , بينما وافق آخرون دون إدراك للمخاطر المترتبة على ذلك
وتحدثت بعض مواقع التواصل عبر الانترنيت للعراقيين المقيمين في الولايات المتحدة مؤخرا أن بعض العراقيين الذين حصلوا على التوطين في الولايات المتحدة قبل سنوات قد طلبت منهم الحكومة الأمريكية الآن الالتحاق بالخدمة العسكرية في العراق وأفغانستان ولكنهم رفضوا ذلك فترتب عليهم الإحالة الى المحاكم المختصة بتهمة التهرّب من الخدمة العسكرية بينما قام المذكورون بتوكيل المحامين للدفاع عنهم
ومن ناحية أخرى ذات صلة بالموضوع , فإن بعض الوثائق التي سربها موقع ويكلكس مؤخرا قد أشارت الى قيام القوات الأمريكية وخلال عدة سنوات بنقل 320 من ضباط الحرس الجمهوري المعتقلين في سجون الاحتلال في العراق الى الولايات المتحدة مع عائلاتهم عبر قاعدة انجرليك التركية . ومن المؤكد أنها لم تقم بأخذ هؤلاء الى أمريكا لهدف إنساني بل لتحقيق أهداف تخدم نواياها الاستعمارية

إنّ أمريكا استغلت بصورة خبيثة اضطرار الكثير من العراقيين لمغادرة بلدهم بسبب الظروف غير الطبيعية وغير الآمنة التي خلقها الاحتلال وأعوانه وعدم قدرة بعضهم للعودة الى العراق إضافة الى الصعوبات التي يواجهها هؤلاء في تأمين متطلبات معيشتهم في بلدان اللجوء المؤقت فقامت بإغرائهم بإعادة التوطين في الولايات المتحدة التي قبلها الكثير من العراقيين مضطرا رغم قناعته بسوء نوايا أمريكا وأنها كانت السبب الرئيس في تدمير العراق قبل وبعد عام 2003 , ودون أن يدركوا أبعاد أو مخاطر ذلك التوطين .
وهكذا تتضح بصورة علنية حقيقة نوايا الحكومة الأمريكية التي ظلت تغلف بها تحركها لقبول توطين العراقيين فيها تحت غطاء الدوافع الإنسانية أو الحماية بينما كانت وراء ذلك نوايا غير بريئة منها سحب الكفاءات العراقية البارزة للعمل في أمريكا وحرمان بلدهم منها , إضافة الى توفير المزيد من الشباب وخصوصا المتعلم منهم لتجنيدهم في قواتها المسلحة وإرسالهم الى البلدان التي تحتلها ليكونوا وقودا لحروبها الاستعمارية وليعوضوا عن الخسائر البشرية الهائلة التي تكبدتها في حربي العراق وأفغانستان على أيدي أبطال المقاومة الباسلة في تلك البلدان .
وهنا يتوجب على كل القوى الوطنية والحكومة العراقية والجهات الدولية الخيرة القيام بما يلزم لتوعية العراقيين اللاجئين في دول العالم بالتنبه لهذه المكيدة والمخاطر المترتبة عليها ومساعدتهم على البقاء قريبين من وطنهم حتى تحين ظروف العودة بدلا من تركهم لقمة سائغة للأمريكان وغيرهم ليكونوا جنودا مرتزقة قد يعودون الى المنطقة ضمن جيوش الاحتلال الأمريكي مستقبلا لا سمح الله

كاتب عراقي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ للتذكيرـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيخ القرضاوي: تجنس العراقي بالجنسية الأمريكية حرام شرعاً








أفتى الدكتور "يوسف القرضاوي" رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بحرمة تجنس العراقيين بالجنسية الأمريكية لأنها تحتل دولتهم وجاءت فتوى القرضاوي رداً على سؤال حول تحريم بعض العلماء لـ "التجنيس "، فقال "إن العلماء قديما حرموا التجنس بجنسية المحتل، وبعض مشايخ تونس في أيام مقاومة تونس للاحتلال الفرنسي، أفتوا بأن من يتجنس بالجنسية الفرنسية فهو مرتد، باللغة الوطنية يسموه خائن وبلغة الفقه يسمونه مرتدًا، وذلك معقول، إنما إذا لم يكن الأمر كذلك، فيمكن للإنسان أن يتجنس بجنسية أخرى،"
وقال القرضاوى : "ونحن نجيز للمسلمين في أوربا وأمريكا أن يأخذوا الجنسية، مخالفين بذلك ما أفتى به شيخنا الإمام حسن البنا ـ رحمه الله ـ الذي شدد في هذه القضية، وقال إنها كبيرة من الكبائر، وجريمة من أعظم الجرائم، ولم يجز هذا بحال من الأحوال، ولعله كان متأثرًا بمقاومة الاستعمار، ويرى أن هذه البلاد كلها بلاد مستعمرة،"
وأضاف ، وأعتقد لو امتد به الحال حتى رأى الأقليات الإسلامية أصبحت تتجنس بالجنسيات، فهناك أربعة ملايين أو أكثر من المسلمين في ألمانيا أكثرهم أتراك، ومثلهم في بريطانيا وأكثرهم باكستانيون وهنود، وأكثر من هؤلاء في فرنسا منهم مغاربة، وجزائريون، وتونسيون، وليبيون، وموريتانيون، وسنغاليون، أنكفر كل هؤلاء؟"
وحول سؤال بشأن العراق وتجنس العراقي المهاجر، قال القرضاوي، "في هذه الفترة بالذات لا نجيز له، لكن هناك عراقيين تجنسوا بهذه الجنسية قبل ذلك في فترة الهجرة من البلاد والفرار من الاضطهاد والملاحقة .. فهؤلاء لا مشكلة بالنسبة لهم، إنما الآن لا يجوز لعراقي أن يتجنس بالجنسية الأمريكية."