هيت عشقي هي منبع اصالتي ومنها انتهل العلم والمعرفه
--------------------------------------------------------------------------------
تقع مدينة هيت عند دائرة عرض (38 33 ) شمالا مع خط طول (53 42 ) شرقا . لذلك تتمتع مدينة هيت بمركز متميز على نهر الفرات وعند بداية السهل الرسوبي وعلى الطريق البري الذي يربط العراق بالحدود الاردنية من جهة وبالحدود السورية من جهة اخرى . ومع ذلك ما توفر للمدينة من عوامل بيئية ( تربة ، مناخ ، ماء ) جعلها ان تكون منطقة زراعية تنتج المحاصيل الوفيره والظرورية لادامة الحياة لسكانها اضافة لما توفره من مواد تدخل في الصناعات الغذائية المختلفة كصناعة الدبس والراشي والخل ..... الخ ، وكذلك ما توفره من مواد تدخل في الصناعة كالاخشاب التي تستعمل لاغراض صناعية شتى .
اما تربة المدينة فقد ساهمت في ازدياد اهمية المدينة لما يتوفر فيها من معادن ومواد اولية ذات اهمية كبيرة كالاملاح والقير واحجار الكلس التي تدخل في عمليات البناء ، كل ذلك ساعد على قيام منطقة للصناعات الحرفية المختلفة . وان هناك بالقرب من مدينة هيت توجد اثار مدينة تعرف ( المقلوبة ) التي يعتقد البعض بانها مركز لنحت الصخور وصناعة الالهه والمنحوتات الحجرية الاخرى .
كذلك يجب ان لانغفل الدور الذي لعبه موضع المدينة على الضفة اليمنى لنهر الفرات فاصبحت حلقة وصل بين شرق الفرات وغربه من جهة ونقطة تبادل تجاري وتموين لسكان الهضبة الرحل من منتجات المزارعين في السهل الرسوبي من جهة اخرى . كما انها تمثل محطة تحول من البيئة السهلية الى البيئة الهضبية وهذا كله ساعد على قيام عمليات تبادل تجاري واسعة وتلاقي حضاري وثقافي بين مختلف البيئات وبين اناس من مختلف العوالم وبمختلف الصفات الاجتماعية والاقتصادية والحضارية مع مكان هذه المدينة . وتجدر الاشارة هنا الى دور القلعة المرتفعة التي ساعدت هذه المدينة على النجاة من فيضانات الفرات العارمة التي كانت تدمر الكثير من القرى والارياف والمدن وتدخل الخراب اليها اما مدينة فقد كانت بمأمن من خطر الفيضانات .
كانت قلعة هيت بنيت على شكل شبه دائري ومحاطة بخندق وسور بنيت له ثلاثة ابواب هي الباب الشرقي والباب الغربي وباب السنجه الذي يواجه النهر حي يدخل منه اهل القرى والارياف القادمون بطريق النهر من الضفة الثانية ، وكان الخندق والسور يحميان الندينة من الغزاة والطامعين اضافة الى ما يؤديه من تنظيم لحركة التجار والزوار القادمين اليها وتمكين السلطات من جباية رسوم الدخول اليها او منع الاشخاص المشبوهين ، وكانت هذه الابواب توصد امام حركة الدخول او الخروج ليلا .
اما شوارع المدينة فهي ضيقة وتكفي للمارة والحيوانات ويسمح بعضها للعربات التي تجرها الحيوانات بالمرور وكانت تخلو من الشوارع العريضة . ومن الملاحظ على شوارع القلعة اضافة لضيقها انها متعرجة حيث يندر وجود زقاق مستقيم فيها وتكثر فيها الازقة غير النافذة والتي تمكن من السيطرة على محلات المدينة المختلفة اثناء الفتن والاضطرابات او في حالة تسلل الغزاة الى داخلها وقد جاءت ازقة وطبقات المدينة مراعية للعوامل المناخية والرغبة في توفير نوع من الخصوصية للبيوت المشتركة في الطريق . ويبدو ان السور الذي كان يحيط بالمدينة قد اثر على اتجاهات ومقاييس الشوارع والازقة والوحدات السكنية فيها مما اثر بدوره على استغلال مساحة المدينة استغلالا مكثفا عن طريق تقلص مساحات الشوارع والبوت والتوسع العمودي مثل انشاء بيوت ذات طبقتين وانشاء السراديب فيها للاستفادة منها في خزن المواد الغذائية او القيلولة فيها ايام الصيف الحارة . وكان سوق المدينة يمتد على طولها من الباب الشرقي الى الباب الغربي وتميزت بعض شوارع المدينة بوجود ( السقيفة ) التي كان الغرض منها استغلال المساحة فوقها وحماية بعض الشوارع من العوامل الجوية وكانت طرق وازقة المدينة مكسية بطبقة من القير الذي يتوفر في المدينة بكثرة ولكن هذه الطرق والازقة تخلو من المجاري المغطاة وكانت القناديل النفطية الوسيلة الوحيدة لانارة الطرق والازقة وكان جامعوا النفايات يجوبون المدينة لجمع القمامة على ظهور الدواب . اما توزيع المساكن في المدينة فقد كان متاثرا بما يوفره هذا الموقع او ذاك من مكانه اجتماعية لسكانه وغالبا ما كانت الدور الواقعة على ضفة النهر في مركز المدينة هي المفضلة لذلك فقد تركز سكن الاغنياء فيها
نقول لهيت انتي الام الحنونه نفديكي بارواحنا باموالنا باولادنا فانتي لنا ونحن لكي طبتي سالمه
لاتنسونا من خالص الدعاء
اخوكم خالد الهيتي - الانبار - العراق