بسم الله الرحمن الرحيم
في يوم أشرقت شمسه رغم هواء الشتاء الذي تداعى طربا وشوقا للقائهم، استقبلت أسرة مدرسة الحاج هاشم الشوا الثانوية (أ) للبنات أبطال الشرف رمز التضحية والفداء أسرانا المحررين من تنسموا عبير الوطن بعد أن قبعوا في غياهب السجون السنين الطوال، استقبلت أسرة المدرسة عميد أسرى قطاع غزة البطل سليم علي الكيال والذي دخل السجون الإسرائيلية منذ العام 1974 وحتى العام 2011 لفترات متقطعة ليصل مجموعها لما يزيد عن اثنين وثلاثين عاما،
واستقبلت البطل زياد سلمي الذي دخل سجون الاحتلال وهو ابن الثامنة عشرة وحكم عليه بمؤبدين ومائتي عام؛ قضى منها تسعة عشر عاما.
كان الترحيب بهما من مديرة المدرسة والهيئتين التدريسية والإدارية، وبصيحات الكشافة
بعدها بدأ الحفل بعرافة الأستاذة ميسر أبو شمالة فقالت:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، رافع السماء بلا عمد، وناصب الجبال بلا وتد، منزل المطر بلا عدد، وخالق الليل والنهار، مقلب القلوب والأبصار.
والصلاة والسلام على نبينا المصطفى المختار، وآله الأخيار وأصحابه الأبرار الأطهار، أما بعد: الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدنا في هذا اليوم الجميل أن نحتفل بوجود كوكبة من أسرى الحرية بيننا، الأسيرين المحررين: سليم الكيال وزياد سلمي، وأول ما نبدأ به برنامجنا الاحتفالي: القرآن الكريم نستمع إليه بصوت الطالبة رحاب سعد.
ثم قالت:
من آخر السجن طارت لفُّ أشعاري
تشدُّ أيديكم ريحا على نار
أنا هنا وراء السور أشجاري
تُطوع الجبل المغرور أشعاري
مع كلمة مديرة المدرسة الأستاذة فتحية إبراهيم صرصور قالت فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين/ والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين/ محمد بن عبد الله الصادق الوعد الأمين/ قال تعالى عن نبيه يوسُف عليه السلام: وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.
أما بعد: الحضور الكريم كلٌّ باسمه وصفته، الزميلات والزملاء الأفاضل، بناتي الطالبات، الأستاذة رجاء السيقلي ممثلة مديرية التربية والتعليم، أبطالنا الأشاوس، القائد المحرر سليم الكيال، المناضل المحرر زياد سلمي، أهلا بكم بين أهليكم، أهلا بكم وقد أنرتم لنا دروب العز والفخار، يا من علمتمونا كيف تكون التضحيات، وعلمتمونا كيف نسمو على الصغائر والتفاهات، يا من جعلتم الوطن أكبر من كل الخلافات.
أهلا بكم؛ أهلا بكم وقد قدمتم أعماركم رخيصة للوطن، وضحيتم بحريتكم لتسطع علينا شمسُ الحرية، وتصلوا بنا لروافد وشطئان الدولة الإسلامية.
لقد حاول المحتل أن يُخرجكم من حيز الزمن، فدخلتم التاريخ بصفحات مضيئة، وأخرجتم عدوكم من وعيه، وأعجزتموه بصبركم وعطائكم، أذهلتموه بصمودكم وبتحدي سجانيه، إن الكلمات لتعجز عن وصفكم، واللسان يصمت أمام نضالاتكم، إننا أصغر من أن نكرمكم، وأقل من أن نرفعكم، إلا أننا أردنا بلقائنا بكم اليوم أن نعبر عن امتناننا لكم وتقديرنا لجميع الأسرى ممثلا في شخصكم الكريم، وإننا إذ نحتفل بوجودكم بيننا فإن الفرح لا يكتمل إلا بخروج جميع الأسرى، فكل مَن لازال يقبع خلف القضبان لهم منا العهد والوعد ألا نألوا جهدا بالحث على تحريركم/ والدعاء لكم طبتم وطاب حضوركم، طبتم وطاب مقامكم بين محبيكم، ولنرفع سويا أكفنا ضارعين للمولى أن يحرر أرضنا كما حرر الإنسان، وأن يفك أسر معتقلينا جميعا لننعم بالخير والسلام، ونملأ قلوبنا بالمحبة والوئام. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ* دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. فالحمد لله رب العالمين.
بعد كلمة مديرة المدرسة قالت الأستاذة ميسر: إن للحرية والاستقلال ثمنا باهظا يدفعه في الغالب النخبة الثورية في المجتمع، فمنهم من يرتقي شهيدا، أو يقع في يد المحتل أسيرا، حتى أصبحت السجون الإسرائيلية تعجُّ بالأسرى الفلسطينيين المناضلين الذين ضحوا بحياتهم حبّا لهذا الوطن المعطاء الذي يستحق منّا كل تضحية، لأننا نولد وهذا الوطن فينا،:
نسميك عنبر وأرضك سكر وقلبك أخضر
وإني طفل هواك على حضنك الحلو أنمو وأكبر
مع الطالبة حنين أبو سمرة و"ا لله أكبر يا بشائر النصر زغردي "
الله أكبر الله أكبر، الله أكبر زغردي يا بشائر النصر في عنان السماء، وهلّي يا شمس النصر على ربوع الأوطان، برجال تنحني لهم الجباه، في زمن عزّ فيه الرجال.
إليكم سلامي أسرى الرباط الأحرار، يا نورا ساطعا في عنان السماء، إليكم المجد يا أسود شامخة في الميدان، يا من أضأتم لنا الشمس في الظلام، فتلألأ لنا قمرا مضيئا في السماء، يا من قهرتم الزنازين والسجّان، يا من كنتم أسودا شامخة خلف القضبان، يا من أذقتم العدو كأس المرار، يا من سطرتم بزهرات أعماركم معنى الانتصار، يا من أثبتم للعالم كله بأن لابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر، وها هو القيد ينكسر وها أنتم تستنشقون فجر الانتصار ونسيم الحرية في وطنكم الذي هو حنان لكم وزاد، فلكم منا سلام يا أسرانا وأسيراتنا الأحرار، وإنه لموعد قريب بإذن الله ليلتئم جرحنا وتعم فرحتنا في تبيض تلك السجون من كافة الأسرى والأسيرات كما في هذا اليوم ونسأل الله أن يثبت أسرانا الذين مازالوا يقبعون في سجون الاحتلال ويمدهم بقوة الصبر والثبات وليس ذلك على الله ببعيد، فلكم منا كل التقدير والاحترام والسلام عليكم يا أعز الأحرار.
وقالت عريفة الحفل: لقد سطّر الأسرى بصبرهم وعزيمتهم أسمى آيات التصدّي والصمود، فكانت قضيتهم ثابتا وطنيا يستحيل التنازل عنه، فعملنا ومازلنا نعمل من أجلهم حتى يتحرروا من هذه القيود، فقضية الأسرى أكبر من أن تختصرها الكلمات ومعاناتهم لا تستطيع أن تعبر عنها أبلغُ العبارات
يا أمنا انتظري أمام الباب إنا عائدون
هذا زمان لا كما يتخيلون
بمشيئة الملاح تجري الريح
والتيار يغلبه السفين
تجربة السجن تجربة قاسية، ومن شعرائنا من خاض هذه التجربة المريرة، فانعكس ذلك علي شعرهم نجد ذلك في قصيدة محمود درويش الذي عاني من ظلمة السجن وقهر السجان فكانت كلماته رصاصاً يزلزل أرض العدو مع قصيدة لمحمود درويش بعنوان "رد الفعل" إلقاء الطالبة دينا القايض
وطني يعلمني حديد السلاسل
عنف النسور ورقة المتفائل
ما كنت أعرف أن تحت جلودنا
ميلاد عاصفة.. وعرس جداول
سدّوا عليّ النور في زنزانة
فتوهجت في القلب.. شمس مشاعل
كتبوا على الجدران رقم بطاقتي
فنما على الجدران مرج سنابل
رسموا على الجدران صورة قاتلي
فمحت ملامحها ظلال جدائل
وحفرت بالأسنان رسمك داميا
وكتبت أغنية العذاب الراحل
أغمدت في لحم الظلام هزيمتي
وغرزت في شعر الشموس أناملي
والفاتحون على سطوح منازلي
لم يفتحوا إلا وعود زلازلي
لن يبصروا إلا توهج جبهتي
لن يسمعوا إلا صرير سلاسلي
فإذا احترقت على صليب عبادتي
أصبحت قديسا بزي مقاتل
بعدها قالت الأستاذة ميسر: لطالما انتظرنا هذا اليوم وقدمنا الكثير لنعيش لحظات الفرح بالإفراج عن أسرانا البواسل، وهنا نتذكر عمليات التبادل السابقة، وهذه لم تكن الأولي ولن تكون الأخيرة بإذن الله، فكلنا يعرف أنه في عام 1969م أفرج عن سبعة وثلاثين أسيراً من ذوي الأحكام العالية حيث كان عدد الأسري قليل ثم تبعتها عملية تبادل أخري عام 1979م حيث أفرج عن ستة وسبعين أسيراً ثم في عام 1982م أفرج عن أربعة آلاف وستمائة أسير مقابل ستة جنود صهاينة كانوا قد أسروا في لبنان وفي عام 1985م عملية التبادل الشهيرة وأفرج عن ألف ومئة وخمسين أسيراً مقابل ثلاثة جنود وكان المحرون من ذوي المؤبدات والأحكام العالية وفرضت كل الشروط علي المحتل في هذه الصفقة.
توجت كل هذه العمليات بعملية التبادل الأخيرة (وفاء الأحرار) التي أفرج بموجبها عن ألف وسبع وعشرين أسيراً مقابل جندي إسرائيلي وهي أول عملية بادل صريحة تتم داخل الأراضي الفلسطينية وفي هذه العملية تم الإفراج عن أسري القدس وأسري فلسطين 1948م وكذلك الحدث الأعظم في هذه الصفقة تحرير الأسيرات الفلسطينيات.
لعميد الأسرى البطل المحرر سليم الكيال كلمة يوجهها لأبناء شعبه ولبناته الطالبات، ولكن لأنه مُتعب يلقيها نيابة عنه السيد حامد طلبة:
بسم الله الرحمن الرحيم/ الأخت مديرة المدرسة المحترمة/ الأخوات أعضاء الهيئة التدريسية الكرام/ بناتي الطالبات الماجدات، أسعد الله أوقاتكم بكل الخير
أحييكم بتحية الإسلام قائلا: السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن" وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين
بداية أتقدّم بجزيل الشكر والعرفان على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، فأنتم أقدر الشعوب على اختزال الزمان، فقد طويت تسعة وعشرين عاما من القهر والعزلة، وفي لحظات استقبالكم لنا، لقد أدركت أن هذا الشعب يستحق أن ينحني الظهر ويشيب الشعر من أجله.
اليوم ننعم بنسيم الحرية بفضل دعائكم وحملكم مشاعل الثورة.
لقد كذّبتم مقولة العدو أن السجون تبنى على ساكنيها، وأن من ضحيتم من إجلهم نسوكم.
ولكن حين يخرج شعب فلسطين في غزة والضفة، الشباب والشيوخ والأطفال ليبرهن أن السجون إن حبست الأجساد لا تحبس الإرادة، وأن من ضحينا من أجلهم لم ينسونا..
لقد زدتم اليقين يقينا، فإننا غرسنا وإن غراسنا أنبت ثمرا طيبا يفيض وعيا وعلما وفكرا.
وأسأل الله أن ينعم أبناء شعبي بالأمن والسلام، ويحلق علم فلسطين عاليا خفاقا فوق ربوع القدس وما فيها، وفلسطين ومن عليها، ومن عليها وأن يتم تحرير باقي الأسرى
أملنا بالله كبير، وفي الأخوة في القيادة الفلسطينية وبالمقاومة الباسلة
في الختام أكرر شكري لجميع المحتفين بخروجنا من السجن، وأنصح بناتي الطالبات بالتمسك بالقيم الفضيلة وبالثوابت الوطنية وبالعلم
كما أتقدّم بعظيم الامتنان لجميع سكان حي الزيتون الصمود والإباء
وأترحم على شهداء فلسطين عامة، وحي الزيتون خاصة، ومن قام ببناء هذا الصرح العظيم وأتمنى لكم عاما دراسيا موفقا بتقدم ونجاح إن شاء الله
المجد والخلود للشهداء
الحرية للأسرى
الشفاء للجرحى
والعودة للمبعدين
وإنها لثورة حتى النصر حتى النصر حتى النصر
بعد كلمة المناضل قالت: والآن مع قصيدة هذا الأسير من يكون والطالبة هبة عبد الحليم:
أوتسألين؟ أم تجهلين؟ لو تعرفين
اسمي ورسمي من يكون..
وتسألين من حطم الأغلال؟ ومن دك السجون؟
هل تعلمين أن الحياة بدونه تبقى سكون؟
أنا من به الأوطان تحيا في أمان
وكرامة الأقصى تعلو ولا تهان
وغزة شعب صابر من هدم تُصان
أو بعد ذلك تسألين
ألان لقاء مع الأسير زياد سلمي تجريه المعلمة نسرين مرتجي زوجة الأسير سمير مرتجى، فك الله أسره.
س: أولا نريد من الأسير المحرر أن يعرفنا بنفسه، وعن مدة حكمه والمدة التي قضاها بالسجن؟
ج: أنا المحرر زياد سلمي، من حي الزيتون، سُجنت وعمري أقل من ثماني عشرة سنة، قضيت 19 سنة في السجن، كانت محكوميتي مؤبدين و200 سنة.
س: في المحكمة وعندما تلقيت هذا الحكم، كيف كانت ردة فعلك وكيف كان وقع الخبر عليك؟
ج: لم أتفاجأ ولم أهتم؛ فالحكم حكم الله وليس حكم المحتل، وكنت على ثقة بأن الله لن يضيعنا، وأن شعبنا لن ينسانا، ومجاهدينا لن يتركونا.
س: تسعة عشر عاما في السجن، هي ليست بالمدة البسيطة، هي عمر، كيف أثرت هذه المدة الطويلة وهذه التجربة على أسيرنا المحرر زياد؟
ج: اخترنا طريقنا ونحن نعلم المشقة التي تنتظرنا، وهذا قدر هذا الشعب، كان الأمل دائما رفيقي، كنت على ثقة بأن الفجر قريب والفرج من عند الله، فكان تأثير تلك السنين زيادة لي في الإيمان والصبر. وهذه التجربة بلا شك صعبة، لا يتمناها أحد ولكن نحن فداء للدين والوطن نعيشها ونحياها ونستفيد منها لنخرج منها أقوياء.
س: عملية الوهم المتبدد، وخطف الجندي جلعاد شاليط كيف كان وقعها عليكم داخل السجن وكيف تفاعلتم مع هذه القضية؟
ج: جددت تلك العملية الأمل الذي لم يمت ولم ينعدم أبدا، أثبتت أن هنالك رجال في غزة، ولم يخب أملنا؛ سعدنا كثيرا وباركنا جهودهم ودعونا الله ليلا نهارا ألا يضيع تعبهم سدى.
س: ما هي الرسالة التي حملك إياها إخوانك خلف القضبان، وما هي الرسالة التي ترسلها إليهم؟
ج: شعورنا بالفرحة والسعادة لم يكتمل، لأننا تركنا جزء منا هناك، تركنا أصحابا وأصدقاء عشنا معهم طويلا، ودَّعونَا وعيونهم ترنو إلى الحرية، خرجنا وفؤادنا ينفطر على من سنتركهم، ولكنهم عظماء، الأمل لديهم أقوى من محاولات الطغاة، بلغونا أن نبقى على العهد ونبلغ سلامهم إلى الأهل، والمقاومة وأن نشد على أياديهم.أما رسالتنا لهم فهي "إن الشعب كله معكم، والمقاومة لن تنساكم، وأن صابروا واصبروا فإن الله معكم" .
س: ما شعوركم عندما وطأت أقدامكم أرض الوطن، ورأيتم هذه الجموع تغمرها الفرحة في استقبالكم؟
ج: شعور لا يوصف، وفرحة لا تصدق، لا يمكنني أن أوفي هذا الشعب ما قدمه لنا، غمرونا بكرمهم وحبهم، استقبلونا بكل حفاوة وترحيب، خرج الجميع لاستقبالنا، شعرنا بهم كأن كل بيت له ابن يريد أن يستقبله.
س: هل انتهت مرحلة النضال بالنسبة للأسير المحرر؟
ج: أنا بالنسبة لي اعتبر أن مرحلة النضال لا تنتهي، وأنها للتو بدأت.
س: كلمة أخيرة لمن توجهها؟
ج: أوجهها لهذا الشعب المعطاء الكريم الذي بكرمه غمرنا، وللمجاهدين المناضلين، لأخواني الذين تركتهم خلف القضبان، لأخواني الذين سبقونا في الشهادة، تمنيت أن أراهم، ولكنهم في الجنان ينعمون، التحية كل التحية والحب لهؤلاء جميعا، ولكم في مدرستكم مدرسة الحاج هاشم عطا الشوا على حسن استقبالكم لنا وكرم ضيافتكم.
بعد اللقاء مع المحرر قالت: في هذه الأيام التي غمرتنا فيها الفرحة بخروج أسرنا واستنشاقهم هواء الحرية ونسائم الوطن يوجد في الحلق غصة وفي القلب حزن كبير علي أؤلئك الذين مازالوا يقبعون خلف القضبان ينتظرون الفرج القريب، وسنعمل جاهدين من أجلهم حني يلحقوا بركب الأحرار، وعلي رأسهم المناضلين الكبيرين أحمد سعدات ومروان البرغوثي فلن يغمض لنا جفن ولن يسكن لنا فؤاد حتى نراهم بقربنا، والآن مع "ارحل يا غاصب عنا" بصوت الطالبة صفاء ارحيم
ارحل يا غاصب لا تعود هادي غزة صابرة
من الدم بتصنع بارود رح تسمع انفجارى
شهداء الأقصى مع حماس أبطالك ترفع الراس
والجهاد بترمي رصاص تنحرر أراضيها
غزة يوم الانتصار لاغني واهنيها
زغرد يا رصاص الثوار بأرض الشهداء وحييها
غزة في يوم التحرير لبست للعرس ثيابها
إعلى يا صوت الجماهير غني أوف وعاتابا
عرسك يا شعبي الأصيل بكرة بنابلس والخليل
والناقورة حتى الجليل بترجع روابيها
غزة بيوم الانتصار لغي وأهنيها
زغرد يا رصاص الثوار بأرض الشهداء وحييها
حررناها بسيل الدم وبتشهد إلنا التاريخ
غزة حرة وما تهتم وبتتحدى الصواريخ
للجريح وللشهيد غزة رنت زغاريد
للأسرى خلف الحديد بتغني بعلاليها
بعد هذه الكلمات الحماسية، بدأ البطل المناضل أبو علي "سليم الكيال" بتحية الطالبات والدعاء لهن بالنجاح والتوفيق، مؤكدا لهن أنه يرى النور في وجوههن، ويرى صورة ابنته التي تمنى أن يحضنها وهي صغيرة فحرم من ذلك ليحضنها وزوجها وحفيدته معا
بعدها قالت: الآن تقدّم مديرة المدرسة للبطلين المحررين هدية رمزية، لكنّها عظيمة بمحتواها، إنها آية كريمة وقول عظيم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً}
بعد ذلك الأستاذة رجاء السيقلي ممثلة قسم الأنشطة بالمديرية قالت كلمة رحبت فيها بالمحررين وهنأتهما بسلامة العودة لبيوتهم، وشكرت إدارة المدرسة التي تحرص دوما على أخذ زمام المبادرة، ولا يفوتها أن تحتفي بهذه الكوكبة من الأبطال المحررين، ثم قدّمت التهاني للمحررين والرحمة للشهداء عامة وشهداء الزيتون خاصة، مذكرة بأن حي الزيتون هو حي النضال والأبطال ويكفي أن القائد أحمد ياسين من هذا الحي.
كان الختام كلمة: وفي الختام نرجو أن تتكرر هذه الصفقات دائماً لتُبَيض السجون من الأسري والأسيرات مع تمنياتنا لهذا الشعب دوام الوفاق والمصالحة وأن يعُم السلام هذا الوطن لنعيش كبقية شعوب العالم، ونترك الخلافات جانباً ونعمل سوياً علي دحر المحتل عن أرضنا بإذن الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.