شهيد للبيع
عذرا شريعة السماء
سعدَ معظم الشعب العربي بثورات الربيع العربي
وكذا شعوب العالم المُحبة للحرية
وكذا رموز النضال بالعالم
وكذا كل من يهتم بالحريات العامة والخاصة للشعوب.
وفي ربوع ودروب الربيع العربي ظهر تداخل بين مصطلحات سياسية وشرعية وانسانية واجتماعية.
من بين هذه المسميات والمصطلحات ((الشهيد))
لاشك ان منقبة الشهادة ومنزلة الشهيد هي حلم معظم المخلصين من المسلمين خاصة والانسانية المحبة للعدل والحرية جميعها.
وعندنا من الثوابت والنصوص مايجعلنا نحلم بالشهادة ونتمنى ان ننال شرف هذه المنقبة .
لكن أليس هناك ضوابط لهذه الشهادة؟
بالطبع لها ضوابط , فمن مات دون دينه ووطنه وعرضه وماله وشرفه فهو شهيد ,
واسمى هذه المطالب التي يكون فيها الاستشهاد هو الموت دون كلمة الحق
والتوحيد ( الايمان بالله تعالى).
والشهادة من الأمور التي لايعلم تأكيداً بلوغها إلا الله.
حيث لا يستطيع أحدنا أن يكشف عن قلب ذاك المقتول ليتأكد أنه كانت تنطبق عليه وتتوفر لديه من الاسباب ما يجعله حال قتله يكون شهيداً.
فمثلا: المقبل غير المدبر في قتال اعداء الله وكذا المؤمن بقضية عادلة
المُطالب بحق مسلوب ,وكذا صدق نية المقتول في اقباله على ذلك,وكذا في حال
الحروب المنظمة بين دولة الاسلام ودولة غير مسلمة (لابد من ان يكون المقاتل
تحت راية آمر مسلم مُبايع من عامة المسلمين وخاصتهم),وكذا ان يكون المقتول
حال خروجه لم تساوره ظنون تخرجة من الملة او تغير معتقدة بالقضية التي خرج
من اجلها.
كل هذا وشروط اخرى لم يتسع المقام لذكرها ,كلها امور لايعلمصدقها إلا الله سبحانه جل شأنه.
فكيف لنا أن نوزع لقب الشهيد ونياشين الشهادة وكأنها رتب وأنواط من حقنا أن نحكم لمن تكون ؟.
وكيف لنا ان نحكم ان من خرج اثناء تظاهرة بمصر ويحمل سيفاً وقد يكون تحت
تأثير مادة مخدرة ويموت بقنص أو تحت عجلات سيارة او يسقط من علٍ (أمثال احد
الخطرين بجوارنا اسمه ميمي ودنو كيف نحكم انه شهيد؟) واسرته تطالب تعويضات وقصاص وتتظاهر وتكفر وتسب المجلس العسكري!!.
( الغريب أن هناك من ينادي بتشريع يصبغ صفة الشهيد على كل من قتل بالفترة التي كانت بها التظاهرات بل والفترة التي تمر بها البلاد حتى تستقر الاوضاع)
أشهد أن الثائر الحق هم هؤلاء الفتية اصحاب
القلوب الطاهرة والنفوس المخلصة والصدور العارية الذين خرجوا سلمياً
يطالبون بحق وقالوا كلمة حق في وجه سلطان جائر أشهد أنهم أحسبهم شهداء
وأدعوا الله أن يتقبلهم في الصالحين والشهداء ويجعلهم بمعية النبيئين
والصديقين,انه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين
أحمد الهاشمي