ذات الرداء الاسود

ذات الرداء الأسودِ

تمهلي تمهلي

تذكري

شخوص عينيّ

حين داهمني لحظكِ المظللِ

وهدبكِ الناري المُتعجلِ

وتنهيدة الهمس الرقيق

المُدجج بالجمال

وبخير الخصال مُكللِ

رفقا

بروحي السقيمة

فقد

أضناني حسنكِ المبجلِ

رفقاً

حبيبة الروح ومنيتي

رفقاً

بعاشق مُولع مُتبتلِ

ذات الرداء

تمهلي

خُطاكِ تخطف اللُب

وتهز حصون مَعاقِلي

رفقا برجلٍ هائمٍ

عاشقٍ متوددِ

فدلالكِ يداعب الحشى

ويثير حمقي ومواجعي

رداؤكِ الأسود بات

بالجمال مُكللِ

إذا أطلقتِ للريح ساقيكِ

خفقت قلوب

وأرواح

إذ عانق الثوب المفاصلِ

ودق كعبكِ كالغزال الشاردِ

مُذ وطأ الثرى

فسرى

وتراقص

خلفكِ كل صاحب مقصدِ

أنثى وحيدة

رقيقة

نابغة

يانعة

تمايلت تدللت

وأقبلت

قلبي تمايل وأنحنى

مُستقبلاً

مُقبلاً

جبينها اللامعِ

ومعصمها المُحجلِ

تلاشت المسافات

هُزم الزمان

فلا ترحلي

تساقطت أوراق وأشواك

وبقى غصنها المتمردِ

وتطاير شعرها المُبللِ

راقصتها

داعبتها

وعمَ السكون المنزلِ

عطرٌ هنا

مسكٌ هناكَ

بخور

وريحان

بأرجاء أركاني فأنهلي

وبين ذراعيّ قري واسعدي

على كتفي ضعي خدكِ

وتوسدي

ودعيني أنتشي

بعبقٍ من عطركِ المتجددِ

فأغيب بلا سُكر

وتتلاشى بمقلتيّ صور المشهدِ

وتنصهر ذرات كياني

في تيه سرمدي

بمنية القلب والروح والنفسِ

ذات الرداء الأسودِ

أحمد الهاشمي