واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 ذاكرة ملك(كتاب قرأته)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Empty
مُساهمةموضوع: ذاكرة ملك(كتاب قرأته)   ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Icon_minitimeالأحد 25 أبريل 2010 - 1:51

ذاكرة ملك(كتاب قرأته) 6c3d542a9c


[size=25]ذاكرة ملـــــــك
الجزء الاول

" لا خير في ابن لم يقف موقف تأمل في كلام ابوه الروحي الملك المغربي الشريف العلوي من أل البيت الشريف الحسن الثاني رحمه الله"
اقف وقفة تامل
وأجد في البحث عن كل مايخص ابي الروحي
زي ماصاح الشباب المكلوم بوفاة ملكه و هو ينادي بهذه العبارة المغربية " مات بانا ربي معانا " وكانت جماهير غفيرة من شعبه ووفود من كل الاقطار العربية و الأوربية قد حضرت جنازته وهي تتالم لوفاة ملك يشهد له بالحكمة والرأي الحسن.
ولن انسى ذلك اليوم ابدا من حياتي حيث تهت بين الجماهير الغفيرة
التي
جاءت من كل صوب ومن كل المدن المغربية لتشهد جنازة ملك لم يكن اي ملك عادي ابدا "

ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Fff429ed16
ذاكرة ملك(كتاب قرأته) 75012
ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Awt20
"لا يهمنا العالم الذي سنتركه لأبنائنا وإنما الأبناء الذين سنتركهم للعالم"
27mars 2006

[b][size=21]تداعيات من الذاكرة حول الملك الراحل في هذه التداعيات يسترجع الصحافي والكاتب طلحة جبريل لحظات الإعداد لإصدار كتاب "ذاكرة ملك" باللغة العربية، وهو الكتاب الذي حمَّله الملك الراحل مذكراته عن حكمه الذي طال زهاء أربعة عقود.




ذاكرة ملك(كتاب قرأته) 7768383_p
في شتاء عام 1992 أتصل بي الصديق والزميل عثمان العمير الذي كان تولى رئاسة تحرير >الشرق الأوسط< منذ العام 1987 وكان وقتها في مدينة الرياض، وقال عبر الهاتف: لدي أخبار سارة.. نلتقي في فاس.


كنا قبل ذلك حاولنا كثيرا إجراء حوار مع الملك لكن جميع تلك المحاولات انتهت الى فشل. التقينا في فاس و أوضح لي الزميل العمير أن >الشرق الأوسط< حصلت على حق نشر كتاب >ذاكرة ملك< وأن المؤسسة ستتولى طبع النسخة العربية. وزاد: سيستقبلنا الملك في فاس لبحث التفاصيل. كان عراب هذا المكسب هو المستشار أندري ازولاي. ذلك الصباح من صباحات خريف مدينة فاس انتقلنا الى فندق قصر الجامعي. اجتمعنا هناك الى السيد ازولاي وقدم لنا إيضاحات حول الموضوع. وأكد ان اللقاء حول الكتاب، مشددا أن الأمر لا يتعلق بحوار صحافي. ثم انطلقنا إلى القصر الملكي في فاس ذات القصر التي رأيت فيه الملك لأول مرة منذ ما يزيد عن عقد من الزمان.


دخل المستشار ازولاي يرافقه الزميل عثمان العمير الى مكتب الملك وكان هناك بعض المستشارين والمسؤولين.


طُلب مني البقاء في قاعة جانبية الى أن يتم استدعائي. ثم بعد فترة استدعيت حيث طلب مني الدخول الى حيث يوجد الملك.


بعد السلام، قدمني الزميل العمير على أنني سأتولى الإشراف على مراجعة الكتاب في نسخته العربية وعملية الطباعة. جلست واستأنف الملك الحديث، ومما بقي في ذاكرتي أنه ألح أن تنزل الطبعة العربية الى الأسواق المغربية قبل الطبعة الفرنسية التي كان بدء في توزيعها في الخارج.



ذاكرة ملك(كتاب قرأته) 7768461_p
قال أنا ملك عربي ومسلم ولا بد أن تسبق الطبعة العربية الطبعة الفرنسية. وأشار الى أن ريع الكتاب يجب أن يخصص لرعاية الطفولة في المغرب.


ثم جرى نقاش حول شكل النسخة العربية. وختم الملك اللقاء موجها كلامه للزميل العمير: إنني على يقين من أنكم ستعتبرون هذا الكتاب كتابكم والتفت إلي قائلاً من المؤكد انكم ستولون الأمر الأهمية التي يستحق. وأحسست أنني طوقت بشرف كبير في أن يسند إلي أمر الإشراف على طباعة كتاب (ذاكرة ملك.)


تسلمت المخطوط الأصلي وكان علي الإشراف على تصفيفه ومراجعته ثم إرساله الى لندن ليتم تنسيقه وإخراجه وسحبه على أفلام.


وبعد اتصالات ومشاورات أبلغت إدارة الصحيفة أن أفضل مكان لطبع الكتاب سيكون في إحدى المطابع الإسبانية الكبرى في ضواحي مدريد، فقد اتـضح لي من خلال المعلومات التي جمعتها أنها من أفضل المطابع التي تعاملت مع الكتاب العربي لا من حيث الجودة أو التكلفة.


سافرت إلى مدريد وجاء إلى هناك اثنان من الزملاء من لندن لمساعدتي. أمضينا أسبوعا ونحن نصارع الزمن مع مطبعة "متا كرومو"، وهي من أكبر المطابع الإسبانية، حتى استطعنا إنجاز مهمتنا بنجاح. هاتفت الزميل العمير وقلت له: تم كل شيء بنجاح وبحوزتي الآن خمسة آلاف نسخة تشكل الدفعة الأولى من الكتاب، سأعود بها الى المغرب وستصل بعد ذلك الدفعات تباعا. حال عودتي إلى مطار محمد الخامس وجدت من كان ينتظرني ليحمل نسخا من الكتاب الى القصر الملكي في فاس ليطلع الملك عليها ثم يأذن بتوزيعه.


بعدها طلبنا حوارا صحافيا مع جلالة الملك.


وبعد بضعة أسابيع وفي يناير من عام 1993 تحدد موعد الحوار مع الملك. ذهبت إلى فاس وجاء الى هناك الزميل العمير وتفاكرنا حول محاور الحديث ثم انتقلنا الى القصر الملكي في فاس وكان الوقت بعد الظهر، دخلنا قاعة كبيرة من قاعات القصر الملكي فوجدنا الأستاذ عبد الحق المريني في انتظارنا. أذكر أنه استفسر عن كلمة ما ثم عاد إلى حيث يوجد جلالة الملك.


لم يطل انتظارنا، فطلب منا الدخول إلى قاعة آية في الجمال وكانت مفاجأة سارة أن وجدنا أنفسنا أمام الملك رحمه الله. قال أرجو أن لا تطيلوا لأنني سأستقبل بعدكما الأمير محمد شقيق الملك حسين وقد كان آنذاك داخل القصر.


جلس الملك على كرسي أحمر وجلسنا قبالته على كرسيين من الجلد لونهما أحمر كذلك. أمامنا طاولة سوداء اللون رتبت فوقها باقات من الزهور.



ذاكرة ملك(كتاب قرأته) 7768476_p
كان الملك بادي الانشراح ورحنا نفرغ ما في جعبتنا من أسئلة. وخلال ذلك اللقاء الذي استمر زهاء ساعة ونصف تأملت الملك كثيرا. كان يرتدي بذلة تميل إلى اللون الأخضر. قميص أزرق مع ربطة عنق سوداء. ومنديل أبيض وضع بعناية داخل الجيب الأعلى للبذلة. أنيق المحيا. عينان تقدحان وتتألقان ذكاء وحزما. تعابير وجه تدل على السطوة وقوة الشكيمة. يتحدث بصوت خفيض لكن له صدى وجاذبية. تحس في كلامه ان التاريخ تجمع كله في لحظة مجد شامخة. عقب اللقاء استأذنت الملك في أن اقدم له الإصدارات الجديدة للمؤسسة فكان أن طلب التقاط بعض الصور أثناء تقديم تلك الإصدارات. وشكرني كثيراً على الجهد الذي بذل في مراجعة وطباعة النسخة العربية من كتاب "ذاكرة ملك". سألني هل تحتاج شيئاً. أجبت وكان هناك عبدالحق المريني وعثمان العمير "لا شيء رضاكم". بعد أشهر من ذلك اللقاء تقرر تنظيم احتفال بمناسبة صدور كتاب (ذاكرة ملك)، استدعي لذلك الاحتفال نخبة من المفكرين والمؤرخين والصحافيين من جميع أنحاء العالم العربي. وترأس الاحتفال ولي العهد آنذاك الأمير سيدي محمد (جلالة الملك محمد السادس) وشقيقه الأمير مولاي رشيد. وسعدت كثيرا بأن اقدم لهما لمحة عن ظروف طباعة الكتاب وعن مزايا النسخة العربية.


وفي اليوم التالي، وكان يوم أحد كانت مفاجأة سارة في انتظارنا فقد قرر جلالة الملك رحمه الله إقامة حفل شاي تكريما للضيوف العرب الذين حضروا الحفل.



ذاكرة ملك(كتاب قرأته) 7768517_p
انتقلنا الى الرباط وكانت هناك مفاجأة أخرى، فقد قرر جلالة الملك استقبالنا في الجناح الخاص به من القصر الملكي في الرباط.


دخلنا جميعا الى قاعة جانبية وجاء الأستاذ عبد الحق المريني وأبلغ الزميل العمير بأن عليه تقديم الضيوف العرب لجلالة الملك. وتوقعنا أن تنشأ حساسية في مثل هذه المواقف. فاقترحت أن يتم تقديم الجميع طبقا لتسلسل الحروف الأبجدية اعتمادا على الاسم الشخصي. وهكذا سيكون الكاتب الفلسطيني الراحل إميل حبيبي أول من سيتقدم للسلام على الملك.


أخبرنا أن الملك قادم. فتأهب الجميع. وقف جلالته أمام ساحة داخل القصر وشرع الضيوف يسلمون عليه الواحد تلو الآخر. وبالفعل كان إميل حبيبي هو الأول. أتذكر أن الملك خاطبه قائلا: لا ندري هل نرحب بك أم نلومك لأنك تأخرت كل هذا الوقت لتزور المغرب. وكنت آخر من سلم على جلالته. فعبر لي من جديد عن رضاه لما قمت به في الإشراف على طباعة كتاب (ذاكرة الملك.)


وبعد ان تناولنا المشروبات والحلويات. جلسنا في قاعة جانبية. وسحب الملك لفافة تبغ وقال ممازحا الجميع: لا بد أن يشاركني أحدكم التدخين، فتناول الشاعر العراقي المرحوم بلند الحيدري لفافة هو الآخر وراح يدخن بدوره. بعدها جرى حوار لم يكن للنشر حول كتاب ذاكرة ملك. ولعل من أهم الأسئلة التي طرحت على جلالته وعلقت بذهني كان سؤالا حول ما إذا كان قد مارس رقابة على نفسه وهو يتذكر فأجاب رحمه الله: يجب على رجل الدولة ان يمارس دائما الرقابة على نفسه حتى لا يحرج الآخرين.


غطيت بعد ذلك أنشطة ملكية متعددة داخل وخارج المغرب، لكن لقاء مساء الأحد في القصر الملكي في الرباط كان آخر لقاء لي مع الحسن الثاني عن قرب.


الآن سأختم هذه التداعيات بجملة قالها الملك قبل ما يقارب أربعة أشهر من رحيله المفاجئ: لا يهمنا العالم الذي سنتركه لأبنائنا لكن المهم هم الأبناء الذين سنتركهم لهذا العالم. رحم الله جلالة الملك الحسن الثاني.
[/size][/b]
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذاكرة ملك(كتاب قرأته)   ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Icon_minitimeالأحد 25 أبريل 2010 - 1:54

ذاكرة ملـــــــك
الجزء التاني
ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Fff429ed16
ذاكرة ملك(كتاب قرأته) 75012
ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Awt20
"لا يهمنا العالم الذي سنتركه لأبنائنا وإنما الأبناء الذين سنتركهم للعالم"
لملك الحسن التاني"
" رحمه الله"

[b][size=21]ذاكرة ملك(كتاب قرأته) 7768476_p

في سوسيولوجيا الطاقة ــ المغرب العربي نموذجاً....النفط.. ملك متوج علي الجميع التعايش تحت سقفه -
رياض الصيداوي
يقول الملك الراحل الحسن الثاني في كتابه ذاكرة ملك انه حينما كنا نزرع الطماطم والخضار في الأرض المغربية، كان إخواننا في الجزائر يسخرون منا حيث كانوا يبنون محطات ضخ النفط والمجمعات البتروكيمائية.. والآن لننظر إلي النتائج...
صحيح أن النفط نعمة ولكنه نقمة أيضا واكتشافه في المغرب الأقصي حديثا بكميات كبيرة مشجعة يعني أن نمطا جديدا من الحياة قد يحل بهذا البلد. فالنفط يفرز عادة ما نسميه في أدبيات علم الاجتماع بالمجتمع النفطي. هذا المجتمع له خصائص عديدة وله إفرازات سياسية متنوعة بل حتي أنه كثيرا ما يحدث نوعا من الشيزوفرينيا السيكولوجية فتصاب القيادة السياسية بجنون العظمة وتنظر خارج حدود بلادها لأن لها التمويل اللازم لإدارة النفوذ الوهمي .
هذا الحديث المجرد لا بد من تفكيكه أكثر وتطعيمه بالأمثلة حتي نفهم معناه ولا يتحول إلي مقال رموز.
وقبل ذلك مبروك للشعب المغربي فقد اكتشف أخيرا النفط.
حدثت تحولات مجتمعية (ولا أقول اجتماعية) كبيرة في الوطن العربي بسبب النفط. ارتبط اسمه بمفهوم الريع: أي عائد مالي ضخم بدون مجهود يبذل، مثله مثل ريع العقارات أو الأراضي حينما تؤجر. وارتبط اسمه أيضا بصراعات داخلية عنيفة حول من يقود البلاد وبالتالي يستحوذ علي هذا الريع. وارتبط اسمه بالحروب الخارجية. فهو تسبب في أكبر كارثة حلت بالعرب عندما دخلت قوات صدام حسين الكويت باحثة عن توسيع الريع. وتبعها تدخل دولي، فحرب، فحصار، فكارثة حضارية عربية علي نطاق واسع. وهو سبب الحرب الداخلية اليمنية.

فما ان أعلن عن اكتشاف النفط في الجنوب حتي سال لعاب علي سالم البيض وقيادة الحزب الاشتراكي لتنفرد بهذه الثروة الجديدة فسعوا للانفصال. وهذا النفط جعل من الشمال وقيادته علي عبد الله صالح قيادة مصممة علي خوض الحرب وكسبها. لأن في الجنوب نفطا. وهذا النفط أطال من عمر النزاعات العسكرية والسياسية في السودان، فكلما كثر الحديث عنه إلا وازدادت الصراعات دموية. والنفط أيضا تسبب في حصار ليبيا لمدة عقد من الزمن. فالنفط مرتبط عائده بالدولار.
ومن يمتلك سيولة كبيرة منه يستطيع أن يشتري فضاءات سياسية وإعلامية وحتي قبلية في أي مكان علي هذا الكوكب الأرضي.
النفط تسبب في حدوث ثلاثة مآس عربية. مأساة العراق بكل إفرازاتها وتشعباتها. ومأساة ليبيا بحصارها الطويل. ومأساة الجزائر بحربها الأهلية التي لا أري نهاية لها في الأفق.
في العراق، حدث أولا صراع دام عنيف علي المستوي الداخلي سببه من يحكم وبالتالي سيتصرف بمفرده في الريع النفطي. تقاتل البعثيون والشيوعيون في الشوارع بسبب كثير من الأفكار ولكن بالذات بسببه. وهو زين لقيادة هذا البلد حروبها الخارجية، فمرة مع إيران، ومرة مع العالم بسبب غزو الكويت.

وحقيقة الفرق بين شخصية صدام حسين مثلا وشخصية حافظ الأسد يبدو كبيرا. فالاثنان ينهلان من منبع فكري وأيديولوجي واحد هو المنبع البعثي. أما تصرفاتهما فهي متناقضة. فالأسد رحمه الله تميز بحنكة سياسية وبحذر شديد حينما يتعلق الأمر بالحرب. فهو يخوض الصراع السياسي بصلابة لكنه يركز كل جهده علي تجنب ورقة الحرب.. لأن تكاليفها المادية كبيرة والبشرية أكبر. في العراق كان هناك نفط كثير أغري القيادة بإمكانة التفوق والنصر.. فأصبحت الحرب هي القاعدة وليست الاستثناء.
في ليبيا، توافر النفط بشكل كبير فانطلقت القيادة السياسية لهذا البلد في عمليات خارجية في كل مكان، وعلي الرغم من أن دافعها كانت الأفكار الكبري ومقاومة الإمبريالية الأمريكية، فإنها توصلت أخيرا بعد حصار طويل إلي تعديل سلوكها وخطابها، فتحول إلي مغازلة الغرب بدل محاربته وإلي التخلي عن شعارات القومية العربية الكبري التي كانت ترفعها، لقد اكتشفت وهم النفط بدون حرب باردة بين اتحاد سوفياتي وولايات متحدة أمريكية.. واكتشفت أن النفط وحده لا يساوي شيئا، لا بد من مشتر، وهذا المشتري هو الغرب الذي حاربته.. وحمدت الله علي أن حصارها بقي جويا وعسكريا ولم يمتد إلي النفط وإلا كان كارثة. وتفطنت أخيرا إلي ضرورة مشاركة الغرب وقاسمته هذه النعمة بدل محاربته.
في الجزائر، يقول علماء الاجتماع في هذا البلد أن ظهور الجبهة الإسلامية للإنقاذ هو احتجاج اجتماعي علي عملية غير عادلة في توزيع الريع النفطي. أي أن الذين انتخبوا عام 1991 كانوا يريدون ببساطة نصيبهم من الريع النفطي. كانوا يرون طبقة أثرياء جدد تكونت من المجاهدين القدامي ومن المغامرين الجدد استولت علي الريع. وكانت الحياة اليومية تستفزهم كلما رأو الفارق يتسع بين المستفيدين والمستثنين..

وكانت وعود الجبهة الدائمة هي إعادة التوزيع لعائدات هذه الثروة. حدثت الفتنة بسبب هذا النفط.
ولكن نفس هذا النفط الجزائري حمي الدولة ونظامها من السقوط. فقد مول عملية مقاومة الحركات الإسلامية المسلحة في مرحلة أولي ثم الهجوم عليها في مرحلة ثانية. وعائداته التي احتكرتها المؤسسة العسكرية ساعدت الجيش علي تعبئة الأنصار وإضعاف جبهة الخصم. فبدون مال لا تقوم حرب. وكثرته تقرب من يوم الانتصار.
ولكن النفط نفسه أيضا عمق من الصراعات الداخلية التي تخترق النخب الحاكمة في الجزائر. فكثرة هذه الصراعات وسهولة استقالة أو إقالة رئيس دولة هو نتيجة لكثرة الطامعين في الحكم..لأن من مزاياه أيضا الاقتراب من ينبوع الريع النفطي.
اكتسبت القيادة السياسية المغربية منذ الاستقلال، وربما بسبب شح مواردها الطبيعية، عقلانية خاصة في إدارة الشؤون السياسية الداخلية والخارجية علي حد سواء. ففي الداخل، تميز النظام المغربي بقدرة فائقة علي التراجع وإبداء المرونة حينما تحدث أزمة. فهو سجن مثلا ابراهام السرفاتي، لكنه أكرمه فيما بعد وأوكلت إليه مهام رسمية. يعتقل المعارضين السياسيين لكنه يفرج عنهم لاحقا ويحاول إدماجهم في الحياة السياسية.

يقسو تارة ويتسامح أحيانا أخري. وتوصل إلي معادلة داخلية شديدة الذكاء. الملك يملك والحكومات المتعاقبة المتغيرة تحكم. الملك مقدس بالبيعة وهو ثابت. والحكومات منتخبة بصناديق الاقتراع وهي متحولة. وحدث توازن انتخابي بين يمين ويسار مستقرين. وحتي التهديد الأصولي لا يبدو جديا بسبب بداية نهاية المد الأصولي في العالم من جهة وبسبب محاولات الأحزاب الدينية الأصولية الاندماج في الحياة السياسية المدنية والتخلي عن برامجها الجهادية القديمة. حدث توازن سياسي طريف وفعال في المغرب، حيث لا يوجد حكم الحزب الواحد ولا حكم الحزب المهيمن. هذا التوازن الفعال سيمتص موجة الريع النفطي وسيحسن التصرف فيها لأن كل طرف يراقب الآخر بعيون حذرة ويتصيد أخطاءه.
الريع النفطي المغربي الجديد سيساعد القيادة السياسية في هذا البلد علي حل مشكلة الصحراء. فهو أولا سيقوي من مجهودها الحربي إن لزمت القوة. وهو ثانيا، سيجعلها أكثر اطمئنانا من ناحية الجزائر، الدولة النفطية القوية. فسيحدث توازنا إقليميا جديدا علي الساحة. فقوة الجزائر الدائمة ونفوذها في المنطقة كان يتكل في أحد وجوهه علي ثروتها النفطية الغازية وقدرتها علي تمويل العمليات الخارجية، وبخاصة دعمها المالي والعسكري لجبهة البوليزاريو. اكتشافه في المغرب هو إعادة رسم جديد لتركيبة توازن أقطاب النفوذ في المغرب العربي.
الريع النفطي لا يؤثر فقط في القيادة السياسية وإنما يمس حياة المواطن مباشرة. فالدولة النفطية تصبح دولة الرعاية الاجتماعية eWelfare Stat أي أنها تهب مواطنيها كثيرا من الامتيازات المادية المجانية مثل الرعاية الصحية أو التعليم، أو حتي مساعدات مباشرة.
النتيجة هي أن المواطن يصبح أكثر تكاسلا، أكثر اتكالا علي الدولة في تمويل احتياجاته..ومن ثمة ينهار الانتاج ومعدل الانتاجية..فيحدث تخلف اقتصادي. يصبح السلوك الاجتماعي سلوكا نفطيا . يفقد المواطن تواضعه، وتضعف قيمة العمل عنده، ويحس بنوع من الزهو والتفوق الذي يصيب ورثة الأثرياء. وتصبح علاقاته بالدولة علاقات طمع واتكال. فهي تعطيه نصيبه مقابل صمته وعدم مشاركته في السلطة السياسية.
لكن الشعب المغربي اعتاد علي العمل وعلي قسوة الطبيعة التي كثيرا ما تهز مخططاته التنموية. وعدد سكانه كبير جدا، حيث يتجاوز الثلاثين مليون نسمة. ومهما تضخم ريعه النفطي، فلن يستطيع أن يمس كل السكان. وبالتالي سيكون تأثيره محدودا علي سلوكات الأفراد.
يبدو واضحا أن النفط أخر الديمقراطية في الوطن العربي لمدة لا تقل عن نصف قرن. فبسببه لم يحدث نمو سياسيي واقتصادي واجتماعي متوازن. حدث خلل بين المال والسياسة. وأصبح الريع النفطي والحصول عليه غنيمة لمن يملك السلطة. وحافز كبير لمن يملكها حتي يحافظ عليها بشتي الطرق. وبين الحصول والمحافظة تخلفت العملية الديمقراطية ولم تأخذ مسارها الطبيعي في التطور. يكفي إلقاء نظرة واحدة علي الصحافة العربية في الأربعينيات والخمسينيات ومقارنتها بصحافة اليوم. حدث تراجع كبير في المسار الديمقراطي..
لكن المغرب الأقصي محظوظ لأن العملية الديمقراطية فيه سبقت اكتشاف النفط. ولأن النفط المكتشف ليس بكميات هائلة قد تقلب كل ما تم بناؤه رأسا علي عقب. فالمفترض أن يدعم النفط المغربي خطوات الديمقراطية التي قطعها هذا البلد. حيث سيحد ريعه من التوتر الاجتماعي القائم بين كثير من الفقراء وقليل من الأغنياء. فإن تم استخدامه في مقاومة الفقر فسيصبح نعمة علي الديمقراطية حيث سينفتح النظام أكثر وستتسع المشاركة الشعبية في الحياة السياسية لأنه لن يخاف من ثورة الأحياء القصديرية شديدة الفقر. ولأنه سيصبح بإمكانه عمليا امتصاص خريجي الجامعات العاطلين عن العمل من حملة الشهادات العليا والدكتوراه الذين يؤرقون النظام أخلاقيا واقتصاديا.
وسينهي الاكتشاف النفطي الجديد معاناة المغرب من فاتورة سنوية باهضة تدفعها بالدولار من أجل استيراد النفط. فهو أولا سيوقف استنزاف ميزانية الدولة، ليضخ فيها بدلا من امتصاصها.
وسيساهم الريع النفطي في توسيع القاعدة الصناعية لهذا البلد. فهو قد خطي خطوات كبيرة في توسيع صناعاته الخفيفة، وسيمكنه الريع الجديد من التركيز علي الصناعات التحويلية الثقيلة. هذه الصناعات كلفتها باهضة وعائداتها علي مدي بعيد.. ولكنها ضرورية استراتيجيا لأي دولة تريد أن ترسخ صناعاتها. وهذا الريع النفطي سيحمي المغرب من ضغوط السوق الأروبية وكثرة شروطها التعجيزية التي تصل إلي حد الإذلال في بعض الأحيان. والأهم من ذلك سيحد من نزيف الهجرة المغربية إلي الشمال. هذه الهجرة المذلة للكرامة البشرية التي أرقت مثقفي الغرب ووطنييه. وتوصل الجميع إلي وجوب ايقافها.
[/b][/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذاكرة ملك(كتاب قرأته)   ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Icon_minitimeالأحد 25 أبريل 2010 - 1:55

ذاكرة ملك(كتاب قرأته) 2458241641_6c8677695f_o


[size=12]ستطاع المؤلف الفرنسي وكاتب الروبورتاجات الشهير إيريكذاكرة ملك(كتاب قرأته) 23174296_p لورون معرفة الحسن الثاني والمغرب معرفة جيدة، والسبب في ذلك أنه تمكن في صيف 1992 من التقاء الحسن الثاني وحاشيته بشكل يومي. وكان الحسن الثاني قد طلب منه كتابة مذكراته، وهذا تم بالفعل، حيث قام إيريك لورون بإصدار كتاب اختار له كعنوان: الحسن الثاني، ذاكرة ملك. وقد صدر هذا الكتاب في يناير 1993. إن ما يلاحظ حاليا هو أن إيريك لورون قطع كل ما يربطه من صلة بالمغرب وراح يشتغل على مواضيع أخرى. فبعد إصداره لكتابين كان أفردهما للحديث عن الإدارة الأمريكية في عهد جورج بوش، ها هو يقوم بإصدار كتاب آخر عن الملف النووي الإيراني اختار له كعنوان: بوش، إيران والقنبلة
* كيف جاءت فكرة تأليف كتاب «الحسن الثاني، ذاكرة ملك» الذي كتبتموهذاكرة ملك(كتاب قرأته) 23174274_p برفقة الملك الراحل؟
**بطريقة مفاجئة. كل شيء بدأ باستجواب كنت أجريته مع الملك سنة 1992 عندما كنت أشتغل مع مجلة لوفيغارو. لقد كانت المرة الأولى التي ألتقيه فيها. في ذلك الوقت، كانت العلاقات المغربية-الفرنسية تمر بمرحلة عصيبة بسبب إطلاق سراح الأخوين بوريكات.
سألت الحسن الثاني مرة في استجواب صحفي عما إن كان يظن أن هذه الفضيحة ناجمة عن خطأ فادح ارتكبه القضاء، فأجابني بأنه يتفق تماما معي في طرحي، لذلك قلت لنفسي إنه سيقوم بالاعتراف بهذا الخطأ القضائي. لكن عكس هذا تماما هو ما حصل، حيث استطرد قائلا: إن تركهم يخرجون من السجن كان خطأ فادحا. وبالطبع نقلت بأمانة ما قاله الملك وتم نشره بالضبط. ومن دون أن تحدث أية مفاجآت، تم استدعائي فورا للتحقيق على خلفية قضية الأخوين بوريكات.
* ما هو الانطباع الذي تركه الحسن الثاني لديك بعد إجراء اللقاء الأول معه؟
** لقد وجدت الرجل ذكيا وداهية... لقد كان من المفيد جدا اكتشاف الطريقة التي يشتغل بها ملك ذو سلطة مطلقة، لأن أمثاله باتوا نادرين. ولما افترقنا بعد تلك المقابلة، لم يحصل بيننا أي اتفاق على اللقاء مجددا.
* كيف تجدد اللقاء بينكم وبين الحسن الثاني مرة أخرى؟
** في أحد الأيام، اتصل بي أحد مستشاري الحسن الثاني وسألني إن كنت أحبذ فكرة تأليف كتاب رفقة الحسن الثاني، فأجبته: نعم، ما المانع في ذلك.
* ما الذي دفعكم إلى قبول هذا المقترح؟
** لقد كنت مهتما باستكشاف شخصية الحسن الثاني، لكونها كانت مثار جدل كبير بفرنسا. لقد كان لدي فضول مهني كبير لسبر أغوار الشخصية والوصول إلى خبايا القصر، كما كانت لدي رغبة جامحة في معرفة حقيقة بعض المواضيع المسكوت عنها، كقضية المهدي بنبركة وأبناء أوفقير، وبالتالي فأنا لم أكن مخطئا في تقديري للأمر.
* التقيت الحسن الثاني مرة أخرى سنة 1992، كيف كان التلاقي بينكما مجددا؟
**حدث ذلك في مدينة إفران، حيث جعلني الراحل أقوم بزيارة حديقة لتربية الأسماك تقع بالقرب من قصره. ذهبنا معا في سيارة واحدة كان يقودها هو بنفسه. وبعد أن قمنا بزيارة أحواض السلمون المرقط، مررنا أمام بركة مائية فراودت الحسن الثاني فكرة تجريب حظه في الصيد. وبعد أن حاول مرات عدة من دون أن يتمكن من اصطياد أي سمكة، سمعته يتمتم متحدثا عن أسماك السلمون: «آه، إنها لا تريد الإذعان». لقد كان يتحدث مع نفسه من دون شك، إذ لم يكن يدرك أني كنت أقف وراءه.
* من وجهة نظركم، ما الدافع وراء قيام الحسن الثاني بكتابة مذكراته؟
** خلال الزيارة الثانية، حين أكد لي الحسن الثاني أنه يريد كتابة مؤلف عنه،ذاكرة ملك(كتاب قرأته) 23174479_p اقترحت عليه صيغتين مختلفتين، إما كتاب سيرة ، يدع لي فيه المجال مفتوحا للوصول إلى أرشيفه، دون أن يمارس علي أي رقابة على ما أضمنه فيها، وإما كتابا على شكل مقابلات أجريها معه، وهذا ما شكل الحل الأسرع. وشهرين بعد ذلك، بدأنا في الاشتغال.
أظن أن هناك سببان رئيسيان دفعاه إلى القيام بكتابة مذكراته: كتاب جيل بيرو، بالتأكيد، المعنون بـ»صديقنا الملك»، الذي أساء إلى الحسن الثاني بشكل كبير. في هذا الصدد، من خلال المقابلات المتكررة التي أجريتها معه، فوجئت كثيرا باكتشاف أن الحسن الثاني لم يفهم أبدا ما حدث. لقد كان يعتقد أن كتاب بيرو حقق نسبة مبيعات كبيرة بين الفرنسيين، لأن الفرنسيين كانوا يحبونه، خاصة وأن الناشر ساهم في ذلك بأن اختار للغلاف صورة ظهر فيها الحسن الثاني أنيقا، يرتدي بذلة سموكينغ، لقد قال لي هذا بنفسه وبكل عفوية.
* هل هناك من أسباب أخرى دفعت الحسن الثاني، في نظركم، إلى كتابة مذكراته؟
** لقد صدمني إدراكي لكونه يشعر أنه في حرب مع الوقت. أظن أنه كان مستعجلا جدا وأنه كان موقنا بأنه يتوجب عليه، قبل رحيله، أن يقوي وضع المؤسسات، وذلك من أجل استقرار العرش. لقد كانت تلك محاولة من قبله لتوضيح أمور تتعلق بفترة حكمه، محاولة لفك شفرة تلك الأمور وجعلها أكثر تجانسا. لم يكن يريد توضيح ذلك فقط للرأي العام الدولي، بل كان يريد أن يتوجه بتوضيحاته إلى المغاربة أولا، ويخاطبه بشأن مواضيع لم يطرقها أمامهم على مدى ستة وثلاثين سنة من الحكم. لقد كنت مدركا تمام الإدراك أن هذا الكتاب سيكون كتابا ناقصا، إذ تصعب الإحاطة بكل الأسرار التي طبعت فترة حكم الحسن الثاني والإجابة عن كل التساؤلات. بل إنه هو نفسه كان يدرك ذلك.
* بدأتم في إجراء المقابلات مع الحسن الثاني في غشت 1992. كيف كانت تتم هذه اللقاءات؟
** كنا نلتقي مرتين يوميا لمدة شهر ونصف، المرة الأولى في آخر الصباح، وهو ما يعني الثانية بعد الظهر بالنسبة إليه. بعد ذلك نعود لنلتقي في العاشرة ليلا.
وحتى لو اختار أوقاتا متباعدة نوعا ما فإنه كان يحترم مواعيده. لم يسبق له أن طلب مني إطلاعه مسبقا على الأسئلة التي أنوي طرحها عليه أو المواضيع التي أنوي التحدث معه فيها قبل أي لقاء عمل. لم يفعل ذلك ولو مرة واحدة.

حاورته من باريس كاترين كراسيي
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذاكرة ملك(كتاب قرأته)   ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Icon_minitimeالأحد 25 أبريل 2010 - 1:57

(الحسن الثاني والمغرب كما يراهما إيريك لورون)


*هل حدث أن كان الحسن الثاني، في إحدى المرات، متوترا أو واجهتكذاكرة ملك(كتاب قرأته) 23191948_p صعوبة في إجراء الحوار معه؟
** حين شعر بأن الوقت حان للحديث عن ملف الجنرال أوفقير، قدِم وعلامات الحزن والحيرة بادية على وجهه. سألني عما ننوي التحدث فيه اليوم، أجبته قائلا: «عن أوفقير»، فأجابني بأنه لا يرغب في الحديث عنه. فقلت له إنه من غير الممكن طرح الموضوع جانبا أو القفز عليه وطلبت منه أن يرسم لي بورتريها عن أوفقير ويحدثني عما كان يخطط له. فأجابني: إذا أسهبت في الحديث عنه فسأعري حقيقة الرجل. لكن توتره خف بعد ذلك. الأمر المثير في الحسن الثاني أنه كان يجيد حبك التفاصيل الحقيقية بدقة، وكانت له قدرة كبيرة على المراوغة لعدم قول الحقيقة. وقد كنت قلت في ديباجة مذكراته إن إجاباته عن الأسئلة التي كنت أقوم بطرحها عليه، خصوصا تلك المتعلقة بأبناء أوفقير وبتازمامارت، لم تكن كافية في غالب الأحيان.
* فقرة واحدة فقط حذفت من الكتاب تتعلق ببعض السلوكات التي كان يصنفها الحسن الثاني في خانة الغربية... كيف ترون هذا؟
** بالفعل، فقد تم حذف فقرة صغيرة كانت عبارة عن إيحاء عام متعلق بتطور الطبائع والتدهور الذي أدى إليه ذلك لدى الغرب. في بعض الأحيان، كان الحسن الثاني يبدو ذا فكر رجعي، إذ كان يؤمن بأن المجتمع الغربي، وخاصة الأوربي، يسمح بالكثير من التجاوزات.
* كيف تفاعل محيط الملك مع مشروع كتابة مذكراته هذا؟
** لم يكن لمحيط الحسن الثاني ذلك الحس النقدي القوي. ففي اليوم الذي أنهيت فيه كتابتي لمخطوطة المذكرات، عقد اجتماعا مع عدد من مستشاريه (إدريس البصري، السلاوي وآخرون). طلب منهم إبداء رأيهم حول الكتاب؟ فأجابوا كلهم للتو بصوت واحد: «جلالة الملك، لم يسبق لنا أن رأينا مخطوطة رائعة تعكس فكركم واستراتيجيتكم إلى هذا الحد...».
لم يكن الحسن الثاني مغفلا، فبينما كان يقوم بجولة حول قصره سمعهم يتحدثون وأومأ إليهم بإشارة حتى يتوقفوا عن الكلام. فكلما طلب من أحد مستشاريه رأيه إلا وردد على مسامعه نفس الخطاب، هذا يعني أن بعض أصدقاء المغرب الفرنسيين الذين استفادوا من النظام ومن سخائه ذهبوا إلى أبعد الحدود في إطرائه والثناء عليه.
يمكننا، إلى حد ما، فهم عقلية حاشية الحسن الثاني من المغاربة، لكن في ما يخص الفرنسيين يصعب إيجاد تسمية نطلقها على ما كان يصدر منهم. أنا لم أكن قط رجلا من رجال القصر ولم أهدف أبدا إلى التقرب من القصر والاستفادة من خيراته.
* من تقصد من الفرنسيين بالتحديد؟
** أفضل ألا أعطي أية أسماء.
* لاحظت أنكم في كتابكم حين تخاطبون الحسن الثاني، تقولون «سيدي»، لكن حين تتحدثون عنه تقولون «حسن». بماذا كنتم تخاطبونه حين كنتم أمامه وجها لوجه؟
** كنت أقول: مرحبا جلالة الملك وأقوم بمصافحته، هذا كل ما في الأمر. قمتذاكرة ملك(كتاب قرأته) 23192021_p باستعمال كلمة «سيدي» في الكتاب لأنه طلب مني استعمال هذه الصيغة. أظن أن أندري أزولاي من طلب مني ذلك. هذا يذكرني بحادثة طريفة تتعلق بالعقد الخاص بهذه المذكرات. هذا العقد يضم الحسن الثاني، دار بلون للنشر وأنا أيضا. في أحد الأيام، طرحت مسألة التوقيع على العقد مع الملك. هل سيقوم بوضع ختمه أسفل هذه الوثيقة الفجة؟ لقد طال أمد هذه القصة، حيث لم يجرؤ أي من المحيطين بالملك على طلب توقيعه على الوثيقة، إلى أن جاء أحد المقربين منه ووقعها بالأحرف الأولى نيابة عنه.
*كيف تم الاتفاق على حقوق المؤلف؟
** في أحد الأيام سألني الحسن الثاني عما إن كان لازال هناك «شيء من مستحقاته لم يتسلمه بعد». وحين راسلني قلت له إنه لازال يستحق مبلغا من المال لم يحصل عليه بعد يقدر بـمائتين وخمسين ألف فرنك. وفور علمه بهذا، طلب مني إرسال الشيك إليه حتى يتسنى له أخذ المال والتبرع به لإحدى الجهات الخيرية. وبالفعل، قامت دار النشر بلون بإرسال شيك بنكي لفائدة «جلالة الملك الحسن الثاني».
* عندما صدر الكتاب، قام بعض الصحفيين والمثقفين الفرنسيين بمهاجمتكم بدعوى تواطئكم مع الحسن الثاني. كيف تفاعلتم مع هذا الأمر؟
** يجب أن نتذكر أن تلك الفترة كانت حساسة بالنسبة إلى المغرب، حيث كانت المملكة، كما هي شخصية الحسن الثاني، محط هجوم شديد بفرنسا. لكن الحقيقة تتجلى في أن العالم كله كان يريد كتابة هذا الكتاب. فمعظم الانتقادات أتت من أولئك الذين كانوا يرغبون في القيام بنفس الشيء: فجول دانييل والصحفي ستيفان سميث كانا على استعداد للسجود بين رجلي الحسن الثاني، وهذا ما أضحكني كثيرا

حاورته من باريس كاترين كراسيي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذاكرة ملك(كتاب قرأته)   ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Icon_minitimeالأحد 25 أبريل 2010 - 1:58

إيريك لورون: الحسن الثاني لم يكن يثق في أداء الطبقة السياسية

هل كانت هناك، بالمقابل، أي ملفات أخرى تستأثر باهتمامه لكنه لم يكن يفضل الخوض فيها؟
< أظن أن كل ما كان يتعلق بالسياسة الداخلية، بالسياسة البوليسية، كان يحظىذاكرة ملك(كتاب قرأته) 23445610_p باهتمامه. قال لي ذات مساء قبيل الانتخابات التشريعية لسنة 1992: «رأيت المناظرات الانتخابية في التلفزة والبرامج المخصصة للحملات الانتخابية، لكني صدمت برداءة التدخلات. سيكون من الصعب جدا إقناع الناس بالذهاب إلى صناديق الاقتراع». لم يكن يثق في أداء الطبقة السياسية المغربية. أتذكر أنه أخبرني في نهاية جلسات عملنا بأنه نظم حفل عشاء مع زعماء الأحزاب السياسية المغربية بالرباط في ذلك المساء. في اللحظة التي أخبرني فيها بهذا، كنا في الصخيرات وكانت الساعة تشير إلى الـحادية عشرة ليلا. سألته إن كان يشاطرني الرأي في أن الوقت تأخر، فأجابني: «لا أبدا، إنهم ينتظرونك». بقينا نتحدث بعض الشيء وتركته في منتصف الليل لأصل إلى الرباط حوالي الواحدة ليلا. كل مسؤولي الأحزاب السياسية (الاتحاد الاشتراكي والاستقلال وأحزاب أخرى) كانوا قد ناموا ليستفيقوا عند دخولنا، فقالوا لي: «ما أطيبها من فرصة أن نراك هنا»...
- هل هناك من رؤساء دول كانت تربط الحسن الثاني بهم علاقة خاصة؟
< كان يحب الشيخ زايد كثيرا (رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة)، حيث كان يقدره عاليا. وبعد أن كان يكره فرانسوا ميتران كثيرا، أصبح يكن له الكثير من الود. فبعد أن كانت العلاقة فيما سبق علاقة كراهية، أصبح الحسن الثاني يكن الود لميتران لكونه قال له في أحد الأيام: «إنه لمن الجميل جدا أن تكون ملكا، فلن تكلف نفسك عناء التقدم لخوض الانتخابات، فبقاؤك في عملك مضمون مدى الحياة». هل كان ذلك بحسن نية أم إن مسائل أخرى هي التي دفعت فرانسوا ميتران إلى قوله؟ كان الحسن الثاني يقول لي متفكها إن الحكام الفرنسيين يكرهونه لكونه أمضى سنين كثيرة في سدة الحكم.
- هل انتابكم أي شعور بالخوف وأنتم تجرون المقابلات معه؟
< لا، لكن في إحدى المرات جاء أندري أزولاي للقائي وأخبرني بأنه كان قلقا، حيث إن الحسن الثاني كان يريد أن أوقع أنا المذكرات باسمي وليس هو. وقال لي أزولاي: «سوف يطلعك على هذا في المساء». فأجبته: هذا ليس له معنى وإلا فما الداعي إلى كتابة شهادته. فقال لي أزولاي إن الحسن الثاني سيناقش معي ذلك في المساء. وصلت إلى القصر في المساء، فقدم الحسن الثاني وعلامات التجهم بادية على وجهه وقال لي فورا: «حسب ما فهمت فإنكم تنوون التنصل من اتفاقنا السابق الذي ينص على أنكم أنتم من يؤلف الكتاب ومن يوقعه»، فقمت بتذكيره على الفور بأن العكس تماما هو ما اتفقنا عليه وبأنه ليس من المنطقي تماما أن أقوم بتوقيع مذكراته عوضا عنه. فتوقف الحسن الثاني للحظة وقال لي: اسمع، ألا يمكن أن نصل إلى حل وسط يكون أساس اتفاق بيننا؟ لقد كانت نزوة عابرة أوعزت له أن يعرض علي ذلك، فاستطعنا بعدها الوصول إلى اتفاق يقضي بتوقيعه على مذكراته كما سبق أن اتفقنا على ذلك.
- لاحظنا أن الحسن الثاني يتحدث عن وفاة أبيه محمد الخامس بكل حسرة، ما مدى صدق مشاعره هذه؟ *
< أظن أن ذلك الأمر حقيقي. المشكل هو أن نظام حكم الحسن الثاني كان محاطا بالكثيرذاكرة ملك(كتاب قرأته) 23445660_p من الأسرار جعلت منه شخصية جذابة، وفي الوقت نفسه أدت إلى التحفظ عليه في الأوساط الغربية. لقد كان يعطينا الانطباع بأنه ملك يعيش في زمان غير زمانه. يملك الكثير من الأسرار والتجاوزات التي نسبت إليه، كل شيء كان عابرا بالنسبة إليه إلا ما كان يعتبره هو تلك الخطيئة التي لا تغتفر والتي يحمل نفسه جزءا من المسؤولية عنها ألا وهي وفاة والده، أنا لا أصدق ذلك. لكن، كان الحسن الثاني يتحدث عن وفاة أبيه بكل أسى وحسرة.
كيف كان يتحدث عن جنرالاته، وأخص بالذكر أوفقير، الدليمي وبنسليمان؟ *
< لم يتحدث قط عن بنسليمان. في ما يخص أوفقير، كنا نحس بأنه حانق عليه وممتعض من خيانته له. بينما لم ينبس ببنت شفة عن الدليمي.
- لقد قمتم بقطع كل ما كان يربطكم من صلات بالمغرب، لكن إذا رجعنا إلى الخلف ما الذي يمكن أن تقولوه لنا عن هذا البلد؟
< إذا كنت صرحت فيما قبل بأنني معجب بشخصية الحسن الثاني، فالأمر ليس كذلك بالنسبة إلى المغرب. لطالما أحببت تقلبات هذا النظام وسعيت إلى البحث عن حقيقة ما يخبئه. بهذا الصدد، أتذكر أن الحسن الثاني قال لي في إحدى المرات: كما تعلمون، ضروري لمن يمارس السياسة أن يكون محظوظا. خذوا عائلتي العلوية كمثال: «إننا من سلالة الرسول. وفي أحد الأوقات، اجتاح الجراد الدولة وقضى على المحصول الزراعي بأكمله. دام هذا وقتا طويلا. وفي فترة ما خلص المسؤولون إلى قرار يقضي بجعل المسؤوليات السياسية في يد شخص ينتسب إلى الرسول، هؤلاء هم أجدادي. هكذا، تولى هؤلاء مقاليد الحكم.. وهكذا، ولى الجراد إلى غير رجعة. هذا ما أعنيه بالحظ في السياسة».
كان بإمكانه القول: «إن نسبنا يعود إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لقد صار حلمنا حقيقة، لكنه لم يفعل ذلك. لكنني، على العكس من هذا، لم أكن معجبا بالنخب المغربية. أعلم بأنني أصدر حكما قاسيا في حقها، لكن ما قلته لا ينطبق على كل المغاربة. لقد التقيت أشخاصا بدون هوية ثقافية، أشخاصا مصالحهم مرتبطة بالطبقة الحاكمة في باريس ونيويورك، أشخاصا لا يعيرون وطنهم وشعبهم أي اعتبار. هنا يكمن مشكل المغرب الكبير في نظري. لقد كان الحسن الثاني يعرف كل هذا. من الصعب جدا تسيير شؤون بلد لا تملك طبقته السياسية أي حس وطني أو شعور بالمسؤولية. من بين كل من التقيتهم، لم أجد ولو شخصا واحدا يهمه أمر البلاد والعباد. من يدري، ربما يكون من بين مقاولي المغرب الحاليين أشخاص يقدرون بلدهم وشعبهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذاكرة ملك(كتاب قرأته)   ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Icon_minitimeالأحد 25 أبريل 2010 - 2:09

إيريك لورون: بالنسبة لمحمد السادس أنا أنتمي إلى عصر انتهى

في ذلك الوقت، ما هو الانطباع الذي تركه ولي العهد لديكم، أي محمد السادس الحالي؟ *
**كان وسيما، وحسن التربية. أتذكر أنه كان يمتلك فندقا بالصخيرات بالقرب من قصرذاكرة ملك(كتاب قرأته) 23445784_p الحسن الثاني حيث كنت أقطن وحيث كان ولي العهد يقضي فترة الزوال يمارس رياضة الجيت سكي. في صيف 1992، قام ولي العهد بتنظيم حفلة وقدم إلينا وأخبرنا بأنه سيكون هناك بعض الضجيج. لقد كان مهذبا. كانت آخر مرة أراه فيها بمناسبة عيد العرش حوالي سنة واحدة قبل وفاة الحسن الثاني. كان الحفل رهيبا. كان الحسن الثاني قلقا وحائرا، يجد صعوبة في المشي وفي الوقوف. لقد انتهى الحفل في وقت وجيز، مما مكن الحسن الثاني من القيام والانصراف صاعدا السلم نحو إقامته. رأيته فنظر إلي وهو مستاء، إذ لم يكن ليرضى أن يراه أحد وهو على تلك الحال من الضعف والمرض. بعد ذلك، قصدت تلك الزمرة من المتملقين في الحفل الذي يقيمه محمد السادس.
ففي الوقت الذي كان فيه الملك المنزوي يصعد السلم، رأيتهم جميعا يندفعون تجاه محمد السادس أملا في كسب وده وتقبيل يديه. كنت بالقرب من ولي العهد حين قال لي: «لم أكن أبدا أظن أنني سأصل إليك، لقد كان الأمر معقدا». تبادلنا الكلام، هذا كل ما في الأمر. لقد كان المشهد محيرا، فقد تولد لدينا انطباع بأن كل أولئك الأشخاص تنكروا لفترة حكم الحسن الثاني التي دامت 37 سنة، حيث تمكنوا من الاغتناء،. لقد كان هذا قبل سنة من وفاة السلطان. هذا يشبه إلى حد ما: «مات الملك، عاش الملك». لقد كان الأمر ذا دلالة وكان مثيرا للشفقة في نفس الوقت.
- ألم يحدث اتصال بينك وبين محمد السادس منذ تلك اللحظة؟
-استدعائي في إحدى المرات لحضور حفل عشاء بالقصر الملكي، حدث ذلك سنتين أو ثلاث سنوات بعد وفاة الحسن الثاني. كان ذلك بمناسبة زيارة سلطان بروناي وملك الأردن، لكن بعد ذلك انقطعت الصلةذاكرة ملك(كتاب قرأته) 23316360_p. لم أحاول قط ربط أي علاقة، فأنا لا أنتمي إلى أي طرف كان. على العكس مما يفعله بعض الأشخاص الذين يبقون حريصين على التقرب من القصر. في ما يتعلق بمحمد السادس، أظن أنني، بالنسبة إليه، أنتمي إلى عصر انتهى.
-كيف كان الحسن الثاني، الذي عرفتموه، يتخذ قراراته بوصفه حاكما للبلاد؟
< لقد كان شخصا يتروى كثيرا قبل اتخاذ أي قرار. كان شخصا نادرا ما يتسرع في أموره. أتساءل حتى وإن بشكل متناقض - لست متأكدا ولكن هذا انطباع- إن لم يكن يواجه صعوبات بالغة في اتخاذ القرارات والحسم في عدة قضايا. قد يبدو هذا غريبا، إذ إنه بعيد عن الصورة التي يعرفها الناس عن الحسن الثاني، لكن هذا يبقى اجتهادا مني. لم يكن ذلك الشخص المتردد دائما، لكنه كان كثير الشك وكان لا يحبذ اتخاذ القرارات بسرعة، لكن حين يقوم باتخاذ قرار ما فإنه يكون صائبا.
- هل ينطبق ما قلته حتى على القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية، التي عرف الحسن الثاني بحنكته فيها؟
< في ما يخص السياسة الخارجية قال لي: «دولة مثل المغرب ليست هي من سيحدث البلبلة في العالم»، وقال لي أيضا: «تدركون أنه حين تكون إنسانا ذا توجه علمي فإنه يكون من الواجب عليك متابعة تطورات الأحداث للحفاظ على مستوى من الكفاءة، لكن في السياسة يظل الأمر مختلفا تماما، فنحن نقوم بتصرفات سيستمر تأثيرها إلى الأبد». تعني مهنة ملك بالنسبة إلى الحسن الثاني المودة الإنسانية، السعي إلى إسعاد الآخرين، معان أبدية، كما قال...
- بوصفه ملكا، ما هو الملف الذي كان يستأثر باهتمامه؟
< الموضوع الذي كان يستهويه كثيرا والذي أعطاه شهرة على المستوى العالمي كان هو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لقد أحب هذا الملف كثيرا، فكان أول زعيم يقوم بالتدخل ويلتقي إسرائيليين في سرية تامة. لقد انتهجذاكرة ملك(كتاب قرأته) 23316369_p مقاربة سلسة للصراع، وكان يرى أن المقترحات التي رأت النور في حقبة السبعينيات والقاضية بتدمير إسرائيل، فظيعة. مثله مثل شاه إيران، كان الحسن الثاني محاطا بالعديد من المستشارين اليهود وكان يعتقد أنه يستفيد من تقدير إسرائيل له ومن ود الجالية اليهودية في كل أرجاء العالم، خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية. وبالرغم من هذا، فقد كان يتوفر على هامش ضيق للمناورة ولم يكن بمستطاعه الذهاب أبعد مما ذهب إليه.
- وماذا عن ملف الصحراء الغربية؟
< شكلت المسيرة الخضراء أبرز حدث في فترة حكم الحسن الثاني. بالنسبة إليه، كانت هناك «مسيرة خضراء» قبلية وأخرى بعدية. فقد لعب هذا الملف دورا حاسما وكان عاملا فعالا في تزكية شرعية الملكية في المغرب. أما الملفات الأخرى، فكانت ملفات عابرة في نظر الحسن الثاني. لازلت أتذكر أنه كان يحب الاستخبارات وكل ما يتعلق بعالم التجسس. كان يحبذ ملاقاة مسؤولي الاستخبارات الدوليين والاجتماع بمسؤولي استخبارات الدول المعادية على التراب المغربي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذاكرة ملك(كتاب قرأته)   ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Icon_minitimeالأحد 25 أبريل 2010 - 2:11

إيريك لورون: الحسن الثاني كانت له أفضال على أشخاص حقيرين لا يستحقون إحسانه

[size=16]*[size=12]هل تعلم السبب وراء اختيار الحسن الثاني لك ؟[/size]يبدو أن الحسن الثاني أحب المؤلفات التي كتبتها عن حرب الخليج الأولى ذاكرة ملك(كتاب قرأته) 23241436_pوكذا الكتاب الذي ألفته رفقة بيير سالينجير، المستشار السابق للرئيس الأمريكي كينيدي.
لقد قال لي الحسن الثاني إنه قرأها باهتمام بالغ، ينضاف إلى هذا أنه كان يفضل الاشتغال مع شخص محايد تجاه المغرب. لم تعلق بمخيلتي سوى صورتين له: الأولى تعود إلى سنة 1972، حيث استمعت إلى الندوة الصحفية التي عقدها الحسن الثاني بعد محاولة الانقلاب الثانية. لقد كان عنفا كبيرا ممزوجا بالسخرية والتهكم، في الحقيقة كان فجا. أما الصورة الثانية والتي صدمتني في ذلك الوقت فكانت تهم صور الحاشية واقفين أمام الملك وظهورهم مقوسة في ملاعب الكولف، إذ قلت لنفسي: «أي حكم وأي نظام هذا»، سنوات بعد ذلك اكتشفت أن هذا النظام كان كما تخيلته، يطبعه الفساد ويغيب عنه مفهوم الدولة.
- بعدما صدرت مذكرات الحسن الثاني في يناير 1993، هل بقيتم على اتصال بالمغرب وهل رجعتم إلى هناك؟ *
< ذهبت إلى هناك في بعض احتفالات عيد العرش، وفي كل مرة كنت أذهب فيها إلى هناك كنت أذهل من العدد الهائل من الأطباء الموجودين، أغلبهم فرنسيون كانوا يجلسون في الصفوف الأولى، فرحين ومتباهين بما هم فيه. كان بينهم موريس دريون الذي لا يفوت مثل هذه الفرص. فقد كان قد تعرف على الحسن الثاني منذ أن كان شابا وربط علاقة صداقة قوية معه، فقد كان فخورا بمرافقة ملك.
- خلال مناسبات أعياد العرش، كيف كان يتصرف الأشخاص الذين شكلوا حاشية الحسن الثاني؟
< لقد عايشت حاشية الحسن الثاني حتى في أسوأ حالاتها. بطبيعة الحال، كان هناك العديد من الفرنسيين الذين لم يكونوا يحلمون إلا بشيء واحد هو التقرب من الملك والدخول في محيطه. لازلت أذكر جيدا واقعة لا تنسى تتعلق بالحسن الثاني تأثرت بها بشكل كبير، كان ذلك خلال أحد احتفالات رأس السنة التي دأب على تنظيمها كل سنة في أحد قصوره. هذه المرة، نظمت في فاس وكان هناك احتفال برازيلي بحضور مغنيين وراقصات. جلس الرجال في الطابق الأول، بينما جلس الحسن الثاني والزوجات بالطابق الأرضي. وعند نهاية الحفل، نهض الكل بقصد التوجه إلى قاعة أخرى بالقصر والاحتفال بدخول السنة الجديدة، بينما بقيت أنا بالطابق الأول واستمتعت بنظرة شاملة إلى المشهد. بدأ الحسن الثاني يتجاذب أطراف الحديث مع الفرقة الموسيقية، كان الموسيقيون يومئون إليه برؤوسهم وكانت القاعة خالية تماما. بعدها، أخذ الحسن الثاني العصا الصغيرة وبدأ يقود الفرقة خلال تأديتها لقطعتين أو ثلاث قطع ضابطا الإيقاع بحركات جسمه. كان جليا أنه وجد في ذلك متعة كبيرة. لقد كان مسرورا بانتهاء الحفل وانصراف الآخرين. دام المشهد حوالي 15 دقيقة، فقد كان يطلب من الفرقة الموسيقية تأدية قطع مختلفة وبعدها انصرف للقاء مدعويه.
- كيف كان الحسن الثاني يتعامل مع رجال بلاطه، سواء كانوا فرنسيين أو مغاربة؟
*
< لم يكن قاسيا أبدا. أظن أنه كان شخصا مخلصا في صداقته، أعتقد أنه كانتذاكرة ملك(كتاب قرأته) 23241457_p له أفضال كبيرة على أشخاص حقيرين لا يستحقون إحسانه، وأن الكثيرين مدينون له بالكثير. لقد أسر لي، وأعاد هذا لاحقا، بأن ظنه خاب في العديد من الناس. أظن أن ما قاله صحيح، فقد كانت اختياراته سيئة في الكثير من المرات بما فيها تلك التي تتعلق بالناس المحيطين به.
- من هم أولئك، في نظركم؟ *
< هناك الكثير من الأشخاص، لكنني لن أذكر أي اسم لكوني لست هنا في معرض تصفية الحساب مع أي كان. فباستثناء شخص أو شخصين، كانت البقية عبارة عن أشخاص فاسدين.
- من هم هؤلاء الأشخاص الذين استثنيتهم من دائرة الفساد؟ *
< في نظري، كان هناك كديرة الذي تعرفت عليه بعض الشيء، كانت شخصيته قوية كما كان ذا فكر مستقل. هناك نموذج آخر مختلف تماما يمثله إدريس البصري، فسواء أحببنا أم لم نحب، والله يعلم أن لدينا تحفظات عليه، لكن البصري كان خادما وفيا للملكية. لو كان فعلا يوجد نصير للملكية وخادم حقيقي لأعتابها الشريفة فلن يكون ذلك الشخص سوى إدريس البصري.
- هل كان الحسن الثاني مدركا لإخلاص البصري للعرش العلوي؟ *
< لم يكن لدي اتصال مباشر بالبصري، لكنني التقيته كثيرا بحكم تردده المستمر على القصر. لقد كان يتصرف كخادم للملك. كان رجلا يختلف تمام الاختلاف عن الآخرين. حين كان الحسن الثاني يذهب للعب رياضة الكولف، كان البصري دائما هناك، لكن وعلى عكس الآخرين الذين كانوا يلبسون لباس الكولف، كان هو دائما وفيا لبذلته وربطة العنق ويتأبط دائما رزمة من الملفات التي يدون فيها كل شيء.
- كيف كان الحسن الثاني يتعامل مع أبنائه، وأخص بالذكر ولي العهد، الذي سيصبح لاحقا الملك محمد السادس؟ *
< كانت العلاقة طبيعية بين الأب وابنه. كل ما أتذكره أنه في أحد الأيام كنا جميعنا في ملعب للكولف، فقال لي الحسن الثاني: «سأتركك رفقة ولي العهد، هو من سيتكفل بالاعتناء بك». فاقترب مني محمد السادس وقال لي ضاحكا: «احذر من أبي، إنه ذو شخصية جذابة لكنه قد يوجهك دون أن تدري
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سارة عمر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
سارة عمر


عدد المساهمات : 3690
نقاط : 4949
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 03/04/2010
العمر : 41

ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذاكرة ملك(كتاب قرأته)   ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Icon_minitimeالخميس 29 أبريل 2010 - 16:57

جميل جدا أستاذ



فعلا جميل



بارك الله فيك و زادك



لك جزيل الشكر



تحياتي و مودتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذاكرة ملك(كتاب قرأته)   ذاكرة ملك(كتاب قرأته) Icon_minitimeالسبت 19 يونيو 2010 - 0:30

اشكركِ

سارة

بارك الله فيكِ

لكِ ودي


وتحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذاكرة ملك(كتاب قرأته)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 89 كتاب كتاب طبخ مصور
» حمل كتاب (إعراب القرآن الكريم )
» كتاب الطاقة غذاء النفس
» كتاب (( سير اعلام النبلاء ))
» كتاب قصة الحضارة(لـ ول ديورانت)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: قسم العلوم و المكتبة و الفنون :: واحة المكتبة والتراث العلمي-
انتقل الى: