واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 في صالون نون بعنوان: بين المقال السياسي والقصة القصيرة "تجربة إبداع" للكاتبة نيروز قرموط

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فتحية إبراهيم صرصور
الأعضاء
الأعضاء



عدد المساهمات : 137
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/11/2010
العمر : 71

في صالون نون بعنوان:  بين المقال السياسي والقصة القصيرة "تجربة إبداع" للكاتبة نيروز قرموط Empty
مُساهمةموضوع: في صالون نون بعنوان: بين المقال السياسي والقصة القصيرة "تجربة إبداع" للكاتبة نيروز قرموط   في صالون نون بعنوان:  بين المقال السياسي والقصة القصيرة "تجربة إبداع" للكاتبة نيروز قرموط Icon_minitimeالثلاثاء 1 أغسطس 2017 - 19:59

بسم الله الرحمن الرحيم
عند الخامسة من بعد عصر الثلاثاء الأول من أغسطس كان اللقاء في صالون نون بعنوان: بين المقال السياسي والقصة القصيرة "تجربة إبداع"
افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالجمهور فقالت:
الحضور الكريم، رواد صالون نون الأفاضل... أهلا بكم ومرحبا
أهلا بكم في لقاء جديد من لقاءات صالوننا العتيد، لقاء الكرامة والانتصار على الجبابرة والجلاد، بعد أن قال أهل القدس كلمتهم، وصدح صوت الحق من فوق مآذن الأقصى المبارك بالأذان
فسلام من الله عليك يا أقصى/ يا قبلة المسلمين والمسرى
سلام عليك من قلوب بك تعلقت/ وبوابة السماء أبدا لن تنسى
ثم قالت: نلتقي اليوم مع الربيع، مع الفرح وجمال النيروز، ضيفتنا لهذا اليوم هي الكاتبة المتميزة والمتنوعة؛ إنها نيروز أحمد قرموط
بفعل نكبة فلسطين في العام 1948م خرجت العائلة من دير سنيد، لتدخل في عداد الأسر اللاجئة
درس والدها في الجامعات المصرية ولأن كل حدث ينعكس على الفلسطينيين بالسلب، كانت مقتل يوسف السباعي في العام 1977م، فتم ترحيله قبل أن يكمل دراسته
رست به سفينة الترحال في دمشق عاصمة الجمهورية السورية، هناك تزوج وفي الرابع عشر من نيسان من العام 1984م ولدت نيروز، وكانت المولودة الأولى للوالدين
قضت طفولتها الأولى في مخيم اليرموك، مع أطفاله لعبت وعلى أرضه درجت، ثم بمدارس المخيم درست، فسكنت سوريا ومخيمها قلبها وكانت وطنا آخر لها، وإن لم تكن يوما بديلا عن فلسطين عشقها الأول
بمجيء السلطة في العام 1994م، عادت لأرض الوطن وهي تحمل سنواتها العشر
هنا وعلى أرض الوطن بدأت صفحات جديدة في حياتها، صفحات شكلت شخصيتها وأوقدت عزيمتها
كتبت المقال بأنواعه خاصة المقال السياسي، ثم كتبت قصص قصيرة وحازت على جائزة مؤسسة القلم البريطاني بترجمة كتابها القصصي الأول لهذا العام 2017م
في وزارة شؤون المرأة..
ثم قالت الأستاذة فتحية: سأتنحى جانبا وأترك لها مساحة للحديث عن هذه الصفحات التي تتحدث عنها بأسلوبها الممتع، ونعيش مع نيروز الفرح والربيع بين المقال وقصة الحال،
لعلها بهذه التجربة تمنح الشباب وجبة من الحماس وعدم الاستسلام، لأي عوائق قد تعترضهم

بدأت نيروز حديثها مقدمة الشكر لصالون نون والقائمات عليه، والترحيب بالحضور، ثم بدأت بقراءة ورقتها وعن الطفولة والعودة للوطن وسنوات الدراسة قالت: قضيت طفولتي في الشام، كما اعتدنا تسميتها وكثيرا ما أشتاقها، فهي مسقط رأسي وأول مياه الحياة التي ارتشفتها، وأول تراب وطأته قدماي في ذاك العمر من الطفولة، طفولة الشتات، أكملت دراستي في غزة.
ثم درست الثانوية الفرع العلمي، كان لي طموح أن أغادر للدراسة في الخارج لإتمام دراستي الجامعية، لكني لم أمتلك هوية شخصية ولا جوازا للسفر حتى نهاية عام 2009م، فدرست في جامعة الأزهر في غزة، درست الصيدلة لمدة ثلاث سنوات ونصف ولكني لم أكملها، فابتعدت عن رغبة والِدَي، وانتقلت لدراسة الاقتصاد، وحصلت على بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم الإدارية وتخصصت في إدارة الأعمال.

عن خربشاتها الأولى قالت:
لطالما كتبت أوراقا متناثرة، أذكر أني كتبت في طفولتي دفترا من الشعر وأضعته، ونحن نتنقل من بيت إلى بيت، بعد عودتنا إلى غزة، كما أذكر وأنه رغم اتجاهاتي العلمية في الدراسة المنهجية وحبي لمادتي الرياضيات والعلوم، إلا أني كنت أبرع في كتابة موضوع التعبير وقراءته، كنت استمتع في رسم صوره وبناء خياله وتكوين فكرته، ورصف لغته وإيقاعها، عندما درست الصيدلة كثيرا ما كنت أهرب بكتابة شعر موزون القافية، أو كتابة نص أدبي نثري.. أو كتابة عبارات فلسفية تأملت جيدا في محتواها وأبعاد مفرداتها، وفي عملي في إعلام النوع الاجتماعي تارة ورصد شكاوى العنف ضد المرأة تارة أخرى.
في وزارة شؤون المرأة كنت قد ساهمت في رؤية لعمل الوزارة بعد الانسحاب الاسرائيلي (أحادي الجانب) من غزة عام 2005م صغت الرؤية وصنعت أفكارها بنفسي رغم صغر سني في ذلك الوقت، كانت وزيرتي هي السيدة " زهيرة كمال" أمين عام الاتحاد الديمقراطي "فدا"، تأثرت بنضالها وإيمانها بقضية المرأة العادلة بالحقوق والمساواة، كثيرا ما طلب مني العمل في الاعلام. وفي الاذاعة والتلفزيون، كنت أخوض التجربة وأنجح بها، لكني أعود وأتراجع لخوض تجربة أخرى لم أعلم ما هي لكن يبدو أنها كانت مشواري في الكتابة.

حدث الاقتتال الداخلي في قطاع غزة فأحدث عصفا في وجداني من أفكار ومشاعر، لقد شعرت بشرخ في الذاكرة، شعرت أن وطني بأرضه يبكيان أمامي، تاريخي يتهاوى، لم أتحمل راقبت وشاهدت كل ما حدث، تذكرت شتاتي، حرماني من هوية تعريف، نضال والدي ووالدتي، وبالنهاية نمزّق الحلم الفلسطيني بالحرية والاستقلال وبأيدينا، أفرطت بالبكاء واهتز كياني لكني تمالكت نفسي.
في ذات الوقت عصفت بي ظروف عدة؛ كاستشهاد عمي بصاروخ اسرائيلي بعد أن التحق بأحد التنظيمات الفلسطينية الجهادية، عمي الذي تحول من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين من أجل فكرة واحدة يريد تحرير فلسطين كل أرض فلسطين، كنت اختلف كثيرا معه لكني كنت أحبه كثيرا وفقدانه أثّر بي الكثير، وفقدت غيره الكثير من الأصدقاء.

كان من المقرر في ذاك الوقت أن أنتقل للعيش في الضفة الغربية لأتزوج وأكمل دراستي هناك، وهذا ما لم يتحقق فالفصل الجغرافي والسياسي تعمّق أكثر وأكثر، ولم أستطع السفر.
بدأت بكتابة مقالات سياسية فلسفية أدبية اجتماعية تحليلية، وفي العام 2009، بدأت أرسل مقالاتي لمواقع الكترونية محلية؛ فأرسلتها لموقع دنيا الوطن ونشروها على الفور.
في يوم قرأ رئيس تحرير موقع أمد حسن عصفور (المفاوض والوزير السابق) مقالات لي على صفحتي الفيسبوك، قال لي " لم لا تنشري معنا، لديك قلم جميل، حصيلة لغوية أحترمها، ونادرا ما تكتب لدينا فتاة فلسطينية مقال سياسي بهذا الشكل التحليلي، كوني حرة بآرائك وسأنشر لك كل ما تكتبن، يبدو أنك يسارية ".
قلت له " أنا لا أنتمي لأي تنظيم، لكني نعم كبرت في بيئة يسارية " شجعني على المضي بكتابة المقال السياسي، وفعلا لم أتوقف عن كتابة المقال لأعوام متتالية، وأذكر في يوم قال لي " يا فتاة، أنت قصصية سردية وتمتلكين فكرا وحسا أدبيا، ستكتبن الأدب في يوم ما"
لا أعلم لربما انتقالي للعيش في سن مبكرة من مجتمع عروبي شرقي لكنه أكثر انفتاحا إلى مجتمع أخر شرقي وعربي لكنه أكثر انغلاقا، أعطاني هذه العين التي تحاول مقارنة كل شيء تراه، فالمظاهر من حولي اختلفت تماما منذ اليوم الأول الذي دخلت به المدرسة في غزة.

عن تشكل ثقافتها قالت: كان لدي شغف للقراءة في صغري، أذكر أنه كان لدينا مكتبة ضخمة في بيتنا في سوريا، وكان هناك صوفيات مزركشة باللون البني والبيج، تستطيع فتح ظهر الصوفة وقاعدتها أيضا، كانت الصوفيات مملوءة بالكتب وأشرطة تسجيل موسيقا غربية وشرقية، كنت استمتع عندما أفتح ظهر الصوفة؛ كما وكأني افتح عالما بعيدا عني، كأليس في بلاد العجائب، كنت أمسك بأي كتاب حتى إن كان لا يناسب عمري وأبدأ بقراءته، لم أكن أنهي قراءة الكتاب، لكني كنت أتخيل الجمل التي أقرأها وارسم لها صورا في مخيلتي الطفولية، مهما كبر المعنى ولم أفهمه، لكني كنت أحاول رسمه في فهمي الصغير، وتبسيط الاصطلاحات المعقدة إلى اصطلاحات بسيطة وناعمة، ولا أتوقف عن سماع الموسيقا ومحاولة الرقص بما يروق لي في كل الوقت، لكن عندما عدنا إلى الوطن لم نستطع نقل مكتبتنا معنا، فلم يكن سفرن سهلا، هنا في غزة عانيت من شح في كثير من الكتب، وانشغلت العائلة في بناء حياة جديدة لها في غزة.
كنت أحب سماع المثقفين بإنصات كما اعتدت السماع لوالدي ووالدتي وأصدقائهم المتنورين، وأما عن صداقاتي من أبناء وطني من لم أعايش انتفاضتهم الأولى إلا من شاشات التلفزة، كنت أحب الاستماع إلى ذكرياتهم مع المحتل؛ كيف هو التعايش مع احتلال مباشر للأرض والإنسان؟
هل كانوا يخافون؟ هل كانوا يعيشون الطفولة؟ هل كانوا يلعبون يعبّرون؟ لأني منذ عدت رأيت الاطفال لا يعرفون كيف هو اللعب، كيف هو المرح، وحزنت.
كنت أتمعن في نظرة ابن المخيم إلى ابن المدينة، وكيف ينظر ابن الريف لكليهما، وكيف ينظر ابن المدينة لابن المخيم وابن الريف، وكيف ينظر ابن غزة للضفة والعكس، وكيف ينظر جميعهم إلى فلسطيني عائد من بلاد بعيدة، وكيف ينظر العائدين إلى ذويهم ومجتمعهم، وما هي نظرة الجميع إلى الفلسطينيين في مناطق 48 من يعيشون في أرضنا المحتلة، مفارقات عديدة ومتشعبة، إن أحد أهم الحقائق التي تلت اتفاقية أوسلو، ومحاولة عرقلة تنفيذ كامل بنودها، هو ضرب وحدة النسيج الوطني الفلسطيني، تباينات سياسية فلسطينية عمّقت شروخ اجتماعية أكبر بعد أن كنا قد تجاوزناها تحت غطاء منظمة التحرير الفلسطينية، الكيان المعنوي للفلسطينيين.

عن كتاباتها قالت نيروز:
عباءة بحر.. قصة قصيرة، كانت أول قصة أكتبها عام 2014م وجاءت على سبيل المزاح مع محرّر كتاب غزة الدكتور عاطف أبو سيف حيث أكتب معه مقالات سياسية في "مجلة سياسات" فصلية سياسية تصدر عن معهد سياسات عامة في رام الله، قال لي: " أرى في كتاباتك للمقالات لغة أدبية، أنت ترين الأمور بطريقة مختلفة، وتمتلكين ميكروسكوبا في رؤية مجتمعنا، لماذا لا تكتبي القصة القصيرة؟ "ارتعبت في البداية، خفت من نفسي، خفت أن أطرق إحساسي، فكتابة السياسة تصلّب من مشاعرك، أما الأدب فحتما إنه سيفتتها، وفي داخلي الكثير لأقوله وكنت لم أقل بعد.
قلت له "لا؛ دعني من الأدب، ربما أستطيع لكن لا أريد!" قال لي "إذن اسمعي إن غيّرت رأيك أريد قصة اجتماعية تتحدث عن غزة، وأتمنى أن تنجزيها هذه الليلة
وهو ينطق بكلماته لاحت لي هذه العباءة السوداء والبحر؛ إنها (غزة) تتوسل الحرية.
كتبت في قصتي هذه الكلمات: "شاطئ غزة ليس بالنظيف، يفتقد ترتيب أشيائه، تتراكم النفايات على رماله، تتناثر خيامه، كومات قش تبعثر أرواحا تؤنس ظلالها، هكذا هي غزة فتاة لم تتأنق بعد ولم تحصل على عطرها الخاص، لكي تتعطر بعطر الجميع وإن كان غصبا عنها".

بعد عباءة البحر كتبت قصة قصيرة أخرى بعنوان "أم أحمد خبر عاجل" قصة مستوحاة من الحرب الأخيرة على غزة، كتبتها والحرب مازالت مشتعلة، وأرسلتها على الفور لدار النشر البريطانية كوما برس، وعندها طلبت مني الدار أن أكتب يومياتي في الحرب، لم أتردد كتبتها، وترجمت جميعها إلى اللغة الانجليزية.
الآن أنا أعمل مع كوما برس على إنجاز كتاب لي يضم مجموعة من القصص القصيرة، أعتقد أننا شارفنا على المرحلة النهائية من إعداده، وأتمنى أن يلاقي نجاحا.
أعطيته من وقتي وفكري وروحي ما أعطيت طوال العام الماضي، ومؤخرا بلّغت بخبر جميل؛ لقد كنت إحدى الفائزين بجائزة مؤسسة القلم البريطاني لترجمة كتابي القصصي الأول لهذا العام 2017م
بالترجمة أنت تضفي لحنا جديدا للغة الأصلية للكتابة، هذا اللحن سيكون إبداعا إن تناغم والمعنى بالشكل الصحيح للأفكار والصور والاستعارات المكتوبة، أحب المترجم الذي يحترم لغة النص الذي يعمل عليه، والأكثر أنا أحترم المترجم المثقف بلغة الترجمة التي يتقنها، والذي يستطيع أن يتخيل النص، أي عليه أن يمتلك مخيلة القراءة قبل الترجمة، لأنه وحتما سيحلّق بعيدا في المعنى وسيكون خلاقا في ترجمة الصور والاستعارات والمفردات بفكر ولغة أكثر عمقا، سيصبح فعلا انسانا راقيا؛ لغويا وفكريا، اللغة ليست حروفا فقط، اللغات ثقافات أصحابها وسمفونياتها، لطالما أحببت محمود درويش، لا أعلم أشعر أنه قريب مني
قرأت كثيرا لكتاب وشعراء من العالمين العربي والغربي

عن طقوس الكتابة لديها قالت:
أحب الموسيقا بكافة أشكالها، غالبا ما أكتب وأنا أستمع للموسيقا، أشعر أني أعزف نصي كما تعزف مقطوعة لملحّن ما، أحب حفيف أوراق الشجر، أحب زقزقة العصافير، أحب صوت قطرات الماء، أحب صوت أمواج البحر، أحب ضجيج الشارع، أحب صوت الصمت، أحب صوت الرياح، حتى أنني أحببت صوت الطائرات قبل أن تقصف وتقتل وتفجّر، أحب الشجن في الألحان، تأخذني بعيدا في نصوصي، أحب صوت الناي والعود والقيثارة والكمان والبيانو، أحب السيمفونيات والأوركسترا، وأستمع لأغاني الروك والبوب وأستمع لمزيجهما، أحب صوت الانسان، أحب أن أغني لكني نادرا ما أحفظ الكلمات، وخضت تجربة الغناء في صغري كانت ممتعة.
عن السينما في بيئة صغيرة كمجتمع غزة، فإن الأفلام السينمائية كانت تساعدني طوال الوقت على الاتصال بالعالم من حولي.
شاهدت على مدار السنوات مئات الأفلام الأمريكية والأوروبية والهندية والكورية والعربية والكثير.

أما آلية الكتابة وماذا أكتب؟
فأنا أسمع صوت الحياة، لحنها، لحن القصة هو ما يأتي أولا، ثم تدور حوله الشخصيات، حتى تغرق باللحن وتجذّف بقوة لتخرج منه، من قلقي، فما الذي يقلقني وعن ماذا أكتب؟ أكتب عن الإنسان، أعشق هذا الإنسان الذي لا أعرفه، لا أعرف له اسما ولا وجودا ولا مكانا، لكنه موجود، أكتب عن الحرية، عن جمال الطبيعة والأرض أكتب عن الجبل والبحر، أكتب عن الظلم، ظلمنا لأنفسنا وذواتنا، لماذا نعيش؟ كيف نحاول أن نعيش؟ رغم كل التناقضات بنا ومن حولنا؟ أكتب مأساة الوجود.
أشعر أن لغتي تتطور مع تطور المعنى في نصي؛ فلغتي تنحت نفسها بنفسها، أنا أحب اللغة العربية، أحترمها، كثيرا ما أجدت قواعدها وبلاغتها ومفرداتها، تعلّمتها منذ دراستي للشعر الجاهلي، شعر ما قبل الإسلام، وما بعد الإسلام حضارة الأمويين والعباسيين تركت الكثير.

وقالت: أنا امرأة وأحب كوني امرأة، وأشعر أنها نعمة رفدتني بالكثير، عملت في وزارة شؤون المرأة وكتبت العديد من سيناريوهات لأفلام قصيرة، تعالج التمييز ضد النساء لمؤسسات أهلية تهتم بقضايا المرأة في مجتمعنا.
اختتمت نيروز بالحديث عن الأسرى
هذه الفئة الشفافة من شعبي، مع أن كل فرد من شعبي هو أسير، أو يكاد أن يكون رهينة ولكن بشروط مختلفة من حق الأسرى في السجون الاسرائيلية المطالبة بحقوقهم، أنا لست سعيدة وأنا أرى أسرى قضيتي يحاولون تحسين مناخات أسرهم، هم لا يستحقون غير الحرية، جميعهم لم يفعلوا إلا الدفاع عن انسانيتهم عن كرامتهم، عن حقوقهم المنتهكة يوميا، في كل حياة يجابهوها من أجل لقمة العيش من أجل الطموح بواقع أفضل، والإنسان عندما يعبّر عن حنقه لا يعبر بذات الأداة وبذات المستوى كل له طريقته في التعبير وهم أبدعوا تعبيرهم نعم استطاع إضرابهم أن ينجح بقيادة الأسير مروان البرغوثي (مانديلا فلسطين) وعميد الأسرى كريم يونس والأسير أحمد سعدات الذي عاش بالسجون الاسرائيلية أكثر ما عاش بيننا إضرابهم أعطى زخما للمشهد السياسي والوطني
كان قد قال كامو " إن المعاناة في الثورة تجربة جماعية أنا أتمرد إذا نحن موجودون "وأقول للأسرى: أنا أسيرة مثلكم، وما كتبت إلا عن أسري.

بعد أن عرضت نيروز ورقتها فتحت الأستاذة فتحية الباب لمداخلات الجمهور فكانت المداخلة الأولى للشاب محمد تيم الذي أعرب عن استمتاعه وإعجابه بما سمع، وقال ذكرت ما تحبينه من موسيقى وأصوات، فما الشيء الذي لا تحبينه؟
وسألها عن الحالة التي تنتابها وهي تكتب؛ هدوء أم عصبية، وسألها لماذا تكتبين؟

الأديب غريب عسقلاني أثنى على ما سمع وقال: جميل أن نسمع فتاة منفتحة على الحياة لأنها تريد الحياة، وجميل أن نرى انطلاقتها وتنوعها، رأينا إبحارا في كل شيء وانطلاقا بهواجس وأفكار كثيرة، لكني ألفت الانتباه لبعض الأمور ومنها: تدقيق اللغة، ثم إن نيروز قرأت الكثير من الكتب، وهذا شيء مفيد، لكن ما لفتني أنها اختزلت الأدب الفلسطيني في جبرا وغسان علما بأن لدينا طابور من الكتاب الفلسطينيين، حوالي مائتي كاتب فلسطيني بالشام، ومائة كاتب في بيروت، أنت تتبعتي العناوين
ثم قال الأستاذ غريب: أرى أحلام الفتاة لا تختلف عن أحلام الفتاة الدمشقية، كنت أتمنى أن أسمع منها حال الفلسطيني في اللجوء، والتعليم وغيره
اختتم بقوله: نحن أمام حالة إبداعية، محصنة بالفكر والسياسة وهو ما يلزم للكاتب المبدع الذي يحاول أن يكون النابض المشترك لروح هذا الشعب لأنه يخاطب الضمير الجمعي وليس الفردي، والأديب الناجح هو الذي يصعد على أي فصيل

الإعلامية روان الصوراني قالت: استمتعت بسرد نيروز، وقالت: أعتقد أن ليس من مهمة الكاتب أن يكون مدققا لغويا، خاصة أن ما كتبته نيروز تُرجم وفاز بالجائزة

الأديب شفيق التلولي قال: سجلت شهادتي لنيروز مرتين؛ يوم فوزها بجائزة المرأة المبدعة، ويوم فوزها بجائزة القلم، واليوم أسجل ثالثتهما
نيروز سليلة عائلة مناضلة، حملت الحب والياسمين الدمشقي وطارت به إلى جباليا
نحن أمام فتاة مبدعة وأعتقد أن سيكون لها مستقبلا باهرا، أقول لنيروز: تقدمي وأبدعي.


فادي مهدي قال في مداخلته: لقد لخصت نيروز في قصة عباءة البحر قصة الإنسان، فهي متأثرة أن بلغ الإنسان مرحلة اللا حياة خاصة أننا في غزة.

المهندس عمر الهباش قال: السيرة الذاتية التي استمعنا لها من نيروز هي سيرة ناضجة وبداياتها قوية.

السيد نضال شراب قال: نيروز تمثل الإبداع والتميز والتألق، أقول لها استمري، وجهدك مبارك، وأعتز بأن لدينا فتيات في غزة كنيروز.

الشابة أمل العصار سألت نيروز: هل الكتابة والقراءة هي التي جعلت شخصيتك مميزة أم أن هناك عوامل أخرى.

الأستاذة إنعام البطريخي سألت عن قصة عباءة البحر واللجنة التي قيمتها.

الإعلامية ميسون كحيل قالت: نحن نفتخر بنيروز فهي مثل أعلى للشباب، لابد أن يشتغل الشباب على أنفسهم.

السيدة منال الزعانين قالت: لقد قرأت قصة عباءة البحر، وهي تعبير عن نبض غزة، ما أعجبني بها هو تمازج الألوان والصور المتحركة.

السيد محمود الغفري وجه تحيته لأسرة نيروز التي تربطه بهم علاقة خاصة عمها الشهيد، وكان له سؤال حول أكثر من تأثرت بهم من الكتاب.

الأستاذ عبد الكريك عليان قال: نحن فرحين بك، وجميل أن نستمع لشابة تعددت الثقافات عندها، ولها فلسفة قلما نجدها عند الشباب، لكن كنا نرجو لو اطلعنا على القصة، واختتم بقوله لنيروز: إذا أردت أن تكتبي ابتعدي عن السياسة.

الأستاذ محمود روقة قال: أنا كمتخصص في الفيلم بأنواعه، الوثائقي والتسجيلي أستطيع من خلال ما طرحته نيروز أن أبني فيلما عن شخصيتها، فتاة عاشت الغربة والشتات، واختتم بقوله: لقد قالت لنا نيروز فعرفناها.

في الختام أجملت نيروز ردودها فقالت: أنا إنسان، وكل إنسان يخطئ ويصيب، ومن المؤكد أنه قبل أن أنشر كتاباتي باللغة العربية سيكون لدي مدقق لغوي، وعن سقوط أسماء بعضا من الكتاب من الذكر قالت: الوقت لا يتسع لذكرهم، وكان ذلك على سبيل المثال لا الحصر، لقد قمت بطرح أمثلة ليس إلا.
ثم قالت: أنا لم اتحدث عن دمشق، إنما تحدثت عن فلسطينية عاشت في سوريا، وتحدثت عن قدرة الفلسطيني على البقاء رغم كل المعيقات.
وقالت: العالم الغربي لم ير نيروز لكنه أعجب بما كتبته نيروز فقرر أن يترجمه
أنا أركز في كتاباتي على المعنى، لا أحب الزخرفة الخالية من المعنى، من حقي أن أجدد.
وأضافت: أنا لا أكتب للنخبة، أنا أريد أن أوسع قاعدة النخبة في مجتمعي، الأسماء القديمة تحدث عنها الكثيرون، نريد أن نكتب عن الشباب

وعن الكتاب المترجم قالت: يضم أربع عشرة قصة؛ قصصها متنوعة منها: عباءة البحر، وتحدثت عن الدم، وعن العادات والتقاليد، وعن الاجتماعيات

وعمّا شكل شخصيتها وجعلها مميزة قالت: عدم امتلاكي لهوية كان له كبير الأثر على شخصيتي
واختتمت بقولها: أنا أقرأ وأكتب طوال الوقت

بعد ذلك رفعت الأستاذة فتحية الجلسة على وعد بأن يظل صالون نون وتستمر لقاءاته طالما فينا عرق ينبض.
@@
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في صالون نون بعنوان: بين المقال السياسي والقصة القصيرة "تجربة إبداع" للكاتبة نيروز قرموط
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صالون نون الأدبي يطرح في جلسته موضوع المرأة والقصة القصيرة
» صالون نون الأدبي ومريم لولو إبداع لا يتوقف
» صالون نون الأدبي والبعد الوطني في تجربة جواد الهشيم الشعرية
» صالون نون الأدبي والإبحار في تجربة الأسيرة المحررة وفاء البس
» صالون نون الأدبي يعرض تجربة لرياديات بالفكر والجهد تحدين الواقع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام الأدبية :: واحة المقهى الادبي-
انتقل الى: