بسم الله الرحمن الرحيم
من أقبية السجون إلى مرافئ النقد الأدبي
عند الرابعة والنصف من بعد عصر يوم الأحد الموافق 15 أكتوبر 2017م كان اللقاء في صالون نون الأدبي ودوحته، افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالحضور وقالت: الحضور الكريم،، أهلا بكم في لقاء جديد من لقاءات دوحة الأدب في صالون نون الأدبي، أهلا بكم في أول لقاء لنا وقد تجسدت الوحدة على أرض الواقع، الوحدة التي نرجوا لها التمام بخير فـــ: الوحدة طريق النصر
حيا الله يا النشامى بالوحدة الوطنية..
يوم تشرق شمسنا من شرق القدس الأبية..
*
تسلم الايد تضعها في أيدينا
ربك ناصرنا يسدد خطاوينا
**
يا خيي اليوم تصالحنا وطوينا صفحة الانقسام ..
لا اعاتبك ولا تعاتبني ولا نقول جرى منك أو كان ..
انسى الأسى وافتح قلبك للحب وازرع الزهر ف كل مكان
**
ثم قالت: ضيفنا لهذا اليوم شاب غيبته سجون المحتل لثمان سنوات، في السجن كتب أدبا
اندرج تحت مسمى أدب السجون
لا شك أنه كما يقع الخلاف والاختلاف في شتى الموضوعات كذلك يختلف تعريف أدب السجون من ناقد لآخر، فمنهم من يرى أن أدب السجون هو ما يكتبه الأسرى في المعتقلات ويستوفى الحد الأدنى من الشروط،
فيما لا يُعَدْ أدب سجون، ما يكتب عن السجون والأسرى خارج السجن من غير الأسرى أو من المحررين، ومن الممكن تسميته " أدب عن السجون ".
ومنهم من عرّفه بأنه "ما يكتبه الأسرى داخل الأسر، أو ما كتبه الأسرى من مذكرات بعد التحرر، أو ما كتب عنهم وعن السجون من غيرهم
ومنهم من عرّف الإنتاج الأدبي بما يكتبه الأسرى خلال اعتقالهم، حتى لو لم يكن عن السجن، وأدب السجون فهو كل إنتاج لغوي كتب في السجون، واتخذ الأسلوب الجميل وسيلة لإيصال محتوى ما، على أن يكون في مجالات الرواية، والقصة، والشعر، والمسرحية، والخاطرة الأدبية، والنقد الأدبي، وألوان الأدب الأخرى، ولا يندرج تحت مصطلح أدب السجون إنتاجات الأسرى من الدراسات والأبحاث والكتب في مجالات من غير الإنتاج الأدبي.
ثم قالت: تنسم ضيفنا الحرية وخرج من أقبية السجون في صفقة العام 1994م، ليخرج منها أكثر صلابة وقوة وتحدي، وإن كان يقاوم المحتل بالحجر والمقلاع، فهو اليوم يقاومه بالأدب والإبداع
فبعد الإفراج عنه عاد لمقاعد الدراسة فأنهى دراسته الثانوية ومن ثم درس في جامعة الأزهر بغزة كلية الآداب، لغة عربية
إنه معاذ محمد عبد الهادي الحنفي سكرتير هيئة التنسيق العليا للدفاع عن الأسرى، وعضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
ولد في العام 1968م في مخيم النصيرات، حيث استقر والده بعد اللجوء من قرية أسدود الفلسطينية
في السجن كانت له نشاطات أدبية فاعلة منها:
الإشراف على مجلة صدى نفحة: والتي صدرت في سجن نفحة في العام 1989، كنشرة أدبية، بعد ترحيله إليه، وهي مجلة وطنية تعنى بشؤون الأدب
كما شارك في الإشراف على تحرير مجلة "إبداع نفحة": والتي صدرت عن اللجنة الثقافية الوطنية في معتقل نفحة
في السجن تعلم اللعب على آلة الكمان، وكتب القصيدة المغناة
من أعماله:
1. ديوان أوراق محررة من سجن نفحة الصحراوي، صدر عن اتحاد كتاب فلسطين.
2. وديوان أعلق في ليلك الليلك، صدر عن اتحاد كتاب فلسطين، غزة، 1998.
3. رواية قمر سجين وجدران أربعة" وقد صدرت ضمن سلسلة إبداعات فلسطينية بالتعاون مع اتحاد الكتاب الفلسطينيين
وله دراسات نقدية وهي:
"البنية الإيقاعية في الشعر الفلسطيني المعاصر"- بحث الماجستير من الجامعة الإسلامية
"المنجز النقدي بين النقد البلاغي والنقد الأدبي الحديث في الأدب الفلسطيني المعاصر" بحث به حصل على درجة الدكتوراة من الجامعة الإسلامية بغزة في العام الحالي
إضافة لبحثين محكمين في النقد
له ديوان شعري تحت الطبع بعنوان صدف الحوت
ومما يُلفت له أنه في رواية "قمر سجين وجدران أربعة" يسهب معاذ في وصف المعاناة التي عايشها الراوي في أقبية السجون، فمن يستطيع الوصف أكثر ممن عايش المحنة؟، لقد كتبها في السجن، وأي سجن؟ في سجن نفحة الصحراوي سيء السمعة كتبها ما بين العامين 1989-1990م.
استعان الكاتب بأسماء وهمية لشخصيات حقيقية ليمنح نفسه مساحة من حرية وصف المواقف والأحداث بتفصيل يتيح للمتلقي الوقوف على ما يعانيه الأسرى وما يواجهون به شيطان السجان
ويتحدث عن العمل الفدائي
وجاء على ذكر شدة التعذيب الذي أفرد له عدداً كبيراً من الصفحات حيث يقول "أحببت الاغماء ولكنهم كانوا سرعان ما يسكبون الماء فوق وجهي، لتعود ثانية فترات التعذيب المتواصل"
يتدارك هذا البطل الواقع وسرعان ما كان يقاوم الانكسار فيقول "يريدوني محطماً هشاً لا أعرف ترديد كلمة لا"
ويعاود مرة أخرى ويلملم جروحه قائلاً "السجن مقاومة الجدران والسجان والقضبان وانحسار الذكريات رويداً رويداً وهجوم الهواجس والكوابيس.."
ثم يلوذ البطل مرة أخرى لذكرياته فتعصف بذهنه محاولته للهروب مع صديقه وقد قام بسرد هذه المحاولة ذاكرا تفاصيلها بدقة، فالمعاناة التي يعيشها هذا البطل مهولاً لذا لم تتسع مخيلته لتلك الذكريات الجميلة حينها يقول "وتمر أيام الصحوة في ذاكرتي، لا وقت للحب أو للتفكير بصوت العصافير".
ومن خلال هذه الرواية يعرض البطل أسماء السجون التي قد أعتقل فيها ولكن كان سجن نفحة أكثرها مرارة "معتقل نفحة الصحراوي ليس كباقي السجون فقد أنشىء لعزل قيادات الاسرى كان البرد قارصاً"
وكما أن منّا من هو وطني يقاوم المحتل فإن منا المستغل الذي يسترزق من عذاباتنا
يذكر البطل في سرده أحداث محاولته الهرب مع بعض الأصدقاء أثناء إقامته في معتقل نفحة وكيف تم القبض عليهم مرة أخرى فما زالت مرارة الاسر تلاحق هذا البطل "أعادونا " إلى معتقل عسقلان، مع أحقاد تمزقنا من الداخل حول كيف تم تسليمنا؟
من الخائن الذي باعنا؟ لم نمض أكثر من سنة أخرى حتى أعادونا إلى معتقل نفحة؟
لكن سيحين موعد اللقاء وستشرق شمس الحرية وسيتنسم هذا البطل نسيم الحرية الذي حرم منه طيلة العشرين عاماً
ورغم طبيعة الحوار عن الأسرى ونضالاتهم، إلا أن المرأة لم تغب عن مشهد ذكرياته؛ فيتحدث عن ابنة جيران الأسير العاشق (ليلى) ورحلته معها إلى المدرسة وتبادل الكتب، أحبها لكن حبه للوطن أكبر، فضحى بحبه الأول لأجل حبه الآخر"لا أجرؤ أن أبثها همومي!! لذا سأخونها مع حبيبتي الاخرى، بندقيتي"
عندما عادت السلطة الوطنية الفلسطينية تم تحرير الكثيرين من الأسرى وكان هذا البطل واحداً منهم فوجد عائلته وأصدقائه وعلى رأسهم قائد مجموعته ورفيق ذكرياته كلهم في انتظاره فرحين بعودته ويخرج الراوي من هذا السياق ويرفض عقله موت حبيبته "ليلى" إلا أنه في نهاية روايته يقول "تزوجت ابنه ليلى رغم معارضة جميع من حولي آمل أن أكون سعيداً فقد كنت أؤجل الفرح دوماً"
وقالت: هذا هو الدكتور الشاعر الراوي معاذ الحنفي، نستضيفه اليوم ليحدثنا عن:
1- تجربته الأدبية في السجون الإسرائيلية.
2- انتاجاته الأدبية ورسالة الماجستير.
3- النقد الأدبي ورسالة الدكتوراة ونتائجها.
بعد أن أنهت الأستاذة فتحية حديثها أحالت الكلام للدكتور معاذ فابتدأ حديثه قائلا:
تحضرني الهيبة والوقار وأنا في حضرة هذا الملتقى الأدبي النشط والذي أحدث حراكا مشهودا له على الساحة الثقافية في قطاع غزة، فكل الشكر للأستاذة فتحية صرصور والدكتورة مي نايف، ثم قال:
عند الحديث عن تجربة أدب السجون لابد من تناول قضايا مهمة منها:
المعاناة والإبداع، فلو تساءلنا عن العلاقة بينهما نقول إن المعاناة تولد الإبداع، فعملية الإبداع عبارة عن تعبير عن تجربة غير عادية، والفنون بأنواعها هي المثقف الأول للشعوب إذا كانت تقدم مضمونا واضحا يتميز بالعمق
والألم البدني يحدث تهتكا، لكن كي يحسن الفنان التعبير عن ألمه لابد أن يكون شُفي منه، وعليه؛ يجب أن يكون لدى الأديب بئرا يُلقي فيه كل ما يراه، إلى أن يمتلئ فتطفو على السطح وعندها هي التي تستدعيه، لا هو من يستدعيها
وعلم النفس الحديث يشير إلى الإبداع والروح المتقدة لأدب المقاومة.
الأديب الفلسطيني يكتب من داخل اللحظة والألم، فهو يكتب بدمه على جدران الزنازين، وقبل أن يشفى من حالة الأسر والألم.
ثم قال: لقد تسيّد الأدب المقاوم الفلسطيني على كافة الآداب العالمية
التركيز على أدب السجون يظهر مدى الإيمان بعدالة القضية، ورفد الحركة لدعم الأسير كي يأخذ حقه في عملية الإبداع
وعن التجربة الشعرية قال:
بداية نقول يستحيل الحديث عن الشعر القومي المقاوم دون المرور عن التجربة الثورية للشاعر، فهي تجربة حياتية عامرة بالحب، يقدم نفسه وأدبه وروحه من أجل قضيته
وقال: لقد اتصل الشعر الفلسطيني داخل السجون بالشعر العربي بالخارج، فكان الشاعر المقاوم أول من كتب في قصيدة التفعيلة، وتميزت كتاباتهم بالتعلق القوي بالأرض وتغني عميق بالحرية
الأسرى الفلسطينيين لم يكونوا يمتلكون ورقة وقلما ليكتبوا أشعارهم، فاستعانوا بالبدائل، كانوا يجففوا الورق ويكتبون عليه بالخط المائل كي يتسع لكتابات أكثر
استمرت حركة الأسرى من 1948م حتى سبعينيات القرن، كان العدو يضيق على الأسرى في إدخال الكتب أو السماح لهم بالقراءة، وكان الأسرى يحصلون على المكتسبات بإضرابهم؛ في بداية السبعينيات كان في السجن إضراب عن الطعام واستشهد على إثره الشهيد عبد القادر أبو الفحم
في السجون برز كثير من الشعر لشعراء كقصيدة (عاشق من فلسطين) لمحمود درويش
وقال الدكتور معاذ: لقد سجنت قبل الانتفاضة الأولى، في الثمانينيات كان أكثر من نصف مليون شاب فلسطيني داخل سجون الاحتلال، وهو ما يوازي أكثر من 75% من عدد الشباب
مرحلة الكتابة في المعتقلات كانت مبتكرة رغم قمع السجان، وامتازت هذه التجربة عن كل التجارب الأدبية في كل دول العالم
كنت أتناول الكتب الأدبية التي أصبحت تغمر المكتبات في السجون، كانت مكتبة عسقلان تحتوي على أكثر من عشرة آلاف كتاب، وهذا كان نتاج شهداء ومعاناة بعدها سمح بإدخال الكتب
في أواخر الثمانينيات بدأوا في تهريب كتاباتهم لخارج السجون، بوسائل مختلفة، أحيانا عبر المحامين وأحيانا مع الزوار، وهكذا خرج ديواني الأول وطبع في العام 1989م وأنا في السجن، إضافة لطباعة إبداع نفحة، في كتاب
بعدها قرأ الدكتور معاذ قصيدتين من دواوينه المطبوعة، الأولى بعنوان الكسل موسمي، والأخرى لمحمد الدرة
وعن البحث الأدبي قال: رحلة البحث الأدبي طويلة شاقة لا يلجأ لها إلا من كان ذا عزيمة وإصرار
في أطروحة الماجستير تناولت: "البنية الإيقاعية في الشعر الفلسطيني المعاصر"
تحدثت عن تطور الإيقاع، وعن التطور في الشعر العربي، والفرق بين شعر المقاومة والشعر الأدبي
أما أطروحة الدكتوراة فكانت بعنوان: "المنجز النقدي بين النقد البلاغي والنقد الأدبي الحديث في الأدب الفلسطيني المعاصر" تحدثت فيها عن تطور النقد الأدبي عند العرب عبر العصور المختلفة وتم التركيز على الفروق الدقيقة بين النقد الأدبي والبلاغي، وتناولت فيها المذاهب النقدية والأدبية الحديثة، وما يميز هذا الفصل هو ما ظل تائها وغائما في تصنيف شعر الشعراء الأسرى هل هو شعرا واقعيا أم رومانسيا؟
وتم التعرض لبعض الأشكال الأدبية الحديثة وهي الأشكال المسكوت عنها لعدم اعتراف النقاد بها كقصيدة الهايكو والومضة وغيرها
في الفصل الثالث تحدثت عن مناهج البحث الأدبي الحديث، وتناولت ما اعتمده النقاد القدامى والفرق بين النقد الأدبي والنقد الانطباعي
في الفصل الأخير تحدثت عن المنجز النقدي لأهم النقاد الفلسطينيين في القرن الماضي أمثال: النشاشيبي والسكاكيني وروحي الخطيب وغيرهم، ثم تناولت بعض النقاد المتأخرين كإحسان عباس وغيره
هنا توقف الدكتور معاذ عن الكلام وفتحت الأستاذة فتحية باب النقاش فكانت المداخلة الأولى للشاب محمد تيم قال فيها: قلت الألم يولد إبداع، فهل المجرمين والجناة يبدعون
وسؤال آخر عن عملية النقد في تحكيم المسابقات إذ يختارون النصوص الحداثية.
الأديب خلوصي عويضة قال في مداخلته نريد أن تحدثنا عن رواية قمر سجين التي كتبتها وأنت في السجن؟
وهل تبوأت الرواية عرش الأدب؟
وقال: رواية شرق المتوسط لعبد الرحمن منيف تتحدث عن الأسرى رغم أنه لم يكن أسير، لقد جعل المكان مختفيا.
الأستاذ نبيل عابد قال: تجربة الأسر واحدة فهل تكون كتاباتهم متشابهة؟ وهل يقع التكرار في كتاباتهم؟
الدكتورة مي نايف: بعد التهنئة للدكتور بحصوله على الدكتوراة قالت: أسأل عن أدب السجون هل هناك ما يميزه عن أدب الآخرين؟ أم أن كتابات من هم بالداخل سواء مع كتابات من هم بالخارج إيقاعا وموضوعا؟
ثم قالت: لماذا أفردت في أطروحة الدكتوراة فصلا تحدثت به عن المناهج النقدية؟
الأستاذ أسامة الدحدوح شكر الدكتور على هذه التقدمة، وشكرا لهذا الإنجاز، ديوانين وثالث تحت الطبع ورواية إضافة للدراسات النقدية وقرأ أبيات ارتجلها مدحا للدكتور معاذ:
نقش البيان على الضياء سباني
وأناخ لي في شرفة الألوان
أحييت بالحرف البديع هياكلا
كانت بلا روح تعيش زماني
وسكبت في سمع الحياة فضائلا
تبقى منائر في الوجود الثاني
هذا معاذ الصدق باح بقلبه
مطرا شهي الفتح هز العاني
الأستاذ أدهم السكني قال في مداخلته: عندما يكتب الأديب يضع للمتلقي اعتبارا، لكن أدب السجن يضع لكل قارئ ألف اعتبار، فهل قلم أديب السجون هل يتجه للثوري أم الأدبي
الأستاذة نعمة وادي قالت: بعد شكر الدكتور أقول: البوتقة كبريت ومفتاحها النار، وكلما أصبحت البوتقة مغلقة كان الإبداع، فهل للشخصية دور في الفكر والإبداع إذا ضيق عليها
بعد هذه المداخلات أجمل الدكتور معاذ ردوده فقال:
بشأن الجاني والإبداع قال: الشاعر الشنفرة كان لصا ويسلب الناس أموالهم، ويكتب الشعر، وعندما طُلب منه أن ينشد قال: الإنشاد حين المسرة
الأستاذة إيمان أبو شعبان شكرت الدكتور ثم قالت في مداخلتها: موضوع التعقيد في الأدب والحداثة وما بعد الحداثة، وما يتبعه من تعقيد في النقد
الهايكو والومضة التقطناها من الأدب الغربي، لابد للناقد أن يشرح ويفسر.
عن روايته وعد بإرسال نسخ لتزويد الحضور بها، أما الرواية فقال عنها: أقدر انحيازك للرواية لأنك راوي، لكن أيضا الشعراء يعتبرون الشعر يتبوأ العرش
وعن التكرار والتشابه في كتابات الأسرى قال: جدران السجن لا تحيط الفكر، القراءة هي صاحبة الامتياز، فمن يقرأ أكثر يُنتج أدبا أكثر، قد نجد كثيرا من الموضوعات تجمع بين الأدباء الأسرى، والأسرى أشبه بالمجتمع الخاص، مجتمعا قريب من المثالية، لذا يُصدم بالواقع بعد أن يخرج من السجن، لذا نجد للأسرى مميزات خاصة حتى بالوزن، وغالبا قصائدهم مغناه.
وعن المناهج الأدبية قال: لا يمكن لباحث أن يتناول النقد دون تناول المناهج النقدية والاتجاه للمناهج التطبيقية يحاكم النص وفق المناهج النقدية
في دراستي تناولت ما فعله النقاد في تطبيق هذه المناهج، ليس كل ناقد يستطيع أن يطبق أي منهج، فمثلا طه حسين تناول المنهج النفسي، في حين لم يوفق الآخرين في تناوله لأنه صعب
أيضا الدكتور نبيل أبو علي تناول هذا المنهج في دراسة عن نزار قباني
وقال: عند الكتابة الإبداعية لابد أن تتجرد من كل مفاهيمك النقدية، ومن الصعب أن يتحدث الإنسان عن نفسه أو يصنف كتاباته
عند الحديث عن أدب السجون أنا استثنيت نفسي من البداية لأنني لا أستطيع محاكمة نفسي، التجربة الإنسانية هي الأساس
أما عن التعقيد فقال: النقد الأدبي لا يوجه للعامة، فهو للمتخصصين بالنقد والمثقفين
إلى هنا انتهت ردود الدكتور معاذ فرفعت الأستاذة فتحية الجلسة على وعد بلقاءات ثقافية قادمة بإذن الله.