..........و حان وقت الفرح ، كنتُ كما الطّفلة الصّغيرة أنتظرُ بشغف ساعة الميلاد ، وإذ بها تدقّ على حين غفلة ، سمعتُ
طرقًا خفيفًا يُدغدغ مسمعي ، توّقفتُ هنيهة و ركنتُ في مكاني ، لم أكن أحسبُ أنّي بهكذا شجاعة ، همستُ لقلبي بهمهمات ربما
أيقنها ، فتحتُ الباب ، تذكرْت في هذه اللحظة ماكنا مُنزوٍ في ذاكرة جسدي ، إسرائيل وراء الباب ، ولكن ماهذه إسرائيل ، حبيبي
وراء الباب ، لكن لماذا اجتمعت هكذا ضدّية في دقيقةٍ مليئة بشوق الوِصال ، لم أُعِرها اهتماما .
حَبستُ أنفاسي ، و لملمتُ شتات نفسي ، و تقهقرتْ بين دقّاتِ قلبي أشجان الحب ، فتحْتُه ، إنّي أنا ، من زمن العشق ، وُلدتَ
السّاعة و اللّحظة و الآن الآن ، تداخَلَتْ في فكري خواطرٌ شقيّة ، أتسمعين تلك الخواطر ، طبّقيها و لا تخافي ، شيطان الهوى
ألقى في خلجاتي ماكنتُ أخشاه ، تلَعْثَمتُ ، خطَوْتُ خُطوات متحركة ، ثابتة ، أسمَعُكَ ا
الآن ، أنفاس ، و دموع مكبوتة ، رغِبْتُ فيكَ و لم أترَددْ ، جنون الحبّ يا عزيزي و لم أتردّد ، و حان الميعاد ، أوصَدْتُ أفكاري
و الحرف تلّقى عيون المكر ، عيون لطالما فهمنا كُنهها ،.....آهٍ أسمَعُك ،: أُحبُكِ ، أُحبُكِ ، أرتعِشُ سيّدي ، تكادُ تقتلني أشواقُك ،
و قُلتَها : أحبكِ ، حروف أربع لكنها ليست ككل الحروف ، لمَسْتُها من غير قول ، تشّجَعْتُ أكثر ، و كنتُ كفتاةٍ جريئة لم ترعو
دفئًا و حنانا ، كلَّمْتَني برفق ، بقوة ، بقوة الرّفق ، و سمٍعْتُكَ برفق ، بقوّة ، بقوة الرّفق ،:
أنتَ : أحسبُكِ قاتلةً أتَتْ من جزر الهوى ، فمن أنتِ ؟
أنا : امرأةٌ و حسب ، أسُكوتي يُرضيك ؟
أنتَ : لا أرجوكِ ، سكوتُكِ مُلهمي ، ولكن أراكِ متكلمة فأحتمي وراء قلبِك ، فكوني كما المتكلمة السّاكتة .
أنا : لم أفهم ، و كأنّي بكَ في صحوةِ نفسي ، أوراق تكدّسَتْ في حضرةِ وُجدِك ، فعِطرُكَ سيّدي ألقاهُ عليّ بحر بعيد ، و جدْتُهُ
في زجاجة مكتوب عليها : تعالي ........ و ترفقي .
أنت :و أين وجدتها ، أكملي فإنّكِ تنسجين من بناتِ فِكري ما كنتُ أستُرُه ، أكملي رجاءً .
أنا : و الآن فهِمْتُك ، المتكلّمةُ السّاكتة ، سأكملُ عزيزي .
أنا : و إذ بي أمشي في غسقِ الفجر ، راودني طيف مُتوهج من بعيد ، أنارَ ظلُماتِ الكون الدّامسة ، تقَدّمت بحذرٍ شديد .
( لَزِمْتُ الصّمتَ و لزمني لدقائق معدودات )
أنتَ : ها ، لماذا ألِفَكِ الصّمت فجأة ، أكملي و لا تترك ذهني يرتج منكِ زخّاتِ همسِك
أنا : .....و فجأة ، قذَفَتني رجليَّ نحو تلك الزّجاجة ، رمقْتُها بنظراتٍ لا أعرفُ مغزاها ، شُدِدتُ إليها و لا أعرفُ لماذا .
أنتَ : ها ، ماذا حصل ؟
أنا : تَعِبْتُ عزيزي ، سأشربُ فنجان قهوة حتّى يُصحصحَ رأسي .
بعد مُضّيِّ ربع ساعة تقريبا ، أكمَلْتُ واجمة .
أنا : كنتُ أقول : لا أعرفُ سبب انجذابي نحوها ، فتحتُها و إذ ببريقِ الحبّ أضاء شاطئ بحري ، ياقوتة هي ، عطرُها كعطرِ
حبيبي ، بَعْثَر كوامن جسدي ، لابدّ هو ..... ، أينَ أنت؟
أسرَعْتُ لرُؤية ما بداخلها ، و كانتِ المفاجأة .
أنتَ : طبعا مفاجأة ، وجدتِ ما كنتُ أريدُ رسمهُ في خدّيكِ ، أتعرفين قلبي المنصهرمن شدّةِ شوقي ، أحرَقْتِني بنارِكِ فاحترقي
بناري ، ولا تبتعد فدعينا نعيشٌ اللّحظة و كلّ اللحظة .
يا حبيبتي ، كما الهواء الصّافي ينبعثُ في رمشة عيني ، و الشّجر و القمر و كلّ البشر ، لو يعرفونَ ما يجيشُ بداخلي من لآلئ
الحب النّقي الّذي منحتنيهِ لأدركوا حقًا سببَ جُهدي و تعبي .
أنا :و لمَ كلّ هذا التّعب ، لماذا لا تَتّخِذُ من حُبّكَ مساحةً للتّأمل فتغتدي في ورَقِكَ حرفًا نابضا .
أنتَ : أقُلْتِ في ورقي ، صدّقيني ، أنتِ الورق فما إن أجلِسُ في مكتبي و آخُذُ دواتي و قلمي ، أجِدُكِ واقفةً أمامي بِثوبكِ الأبيض
و شعركِ المِخمليّ الناعم ، و تِلكَ البّسمة ، آهٍ ربّاه تأسرُني بين جنباتِ أحضانِك ، فأشعُرُ بدُوارٍ خفيف.......................
هو : أبي.....أبي ـ أختي تبكي من شدّة الألم .
أنتَ : ها ، تبكي ، جِئني بها .
يا حُلوتي.......... يا حُلوتي
مِنكِ أحبُ.............قهوتي
أنا : هههههه ، و صرتَ تُحبُ قهوتكَ بابنتِك ، يا بابا ، اُسكُت و اتلم .
أنتَ : في ايه يا أمي ، انتِ بتغاري من دلعي لأبنتي ، ماتسكتي و تتلمي .
أنا : حاضر يا باشا ..........
............................................................................................
تُتبـــــــــــع .