قراءة في "النشوء والإرتقاء "لـــ داروين بين الصدفة والقدر
3 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
???? زائر
موضوع: قراءة في "النشوء والإرتقاء "لـــ داروين بين الصدفة والقدر الخميس 27 مايو 2010 - 17:10
قراءة في “النشوء والارتقاء” لـ داروين بين الصدفة والقدر – نظرية خاصة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يختلف الناس في تعريفهم للقدر، فأغلبهم يرونه قوة عليا مسيطرة ومسيرة لكل نواحي هذه الحياة وأحداثها، سواء من يؤمنون بوجود إله خلق هذا الكون وهو مرجع هذا القدر، أو الذين يؤمنون من ماديين بوجود نظام كوني دقيق وموحد فقط وقوة داخلية تحدد هذا القدر وتتحكم به. القدر هو مجموع خياراتنا في هذه الحياة، فلسنا من وجهة نظري مسيرين إلا ربما في المرض والموت، إذا لم يكن حتى الموت نتيجة لخيارنا أو خيار شخص آخر، فالشخص حين تدوسه سيارة مثلاً فإنما يأتي ذلك نتيجة لاختيار شخص آخر للقيادة مسرعاً والمرور في ذلك الشارع في تلك اللحظة بالذات، واختيار الشخص المداس نفسه أن يعبر الشارع في تلك اللحظة ذاتها أيضاً، كثيرون مثلاً حين تواجههم صعوبات في حياتهم يلقون باللوم على القدر، بينما الحقيقة الساخرة هي أن الصعوبة جاءت نتيجة لاختيار قاموا به أو قام به شخص آخر، مثلاً إذا ما قدم أحد ما طلباً لوظيفة ورفض، فإما أن يكون السبب أنه اختار ألا يحضر نفسه بما يكفي، ربما علمياً، وربما نفسياً، وربما في القدرة على التعبيرعن نفسه، أو أن يكون ذلك نتيجة لاختيار صاحب العمل شخصاً آخر لهذه الوظيفة، وحين نُظلم فذلك لأن شخصاً آخر اختار أن يظلمنا، وذات الشيء ينطبق على ما نسميه بالصدفة، فما هي الصدفة ؟ إذا قلنا مثلاً أننا نصطلح على تسمية لقاء غير مقصود وغير مبرمج مسبقاً مع صديق بـ ” الصدفة “، وعدنا إلى وجهة النظر السابقة عن القدر، فإن هذه الصدفة ليست إلا تلاقي خياراتنا وخيارات الآخرين للتواجد في ذلك المكان في نفس الوقت، فيحدث اللقاء، أما حين تبحث عن شيء ما وتجد شيئاً آخر كما حدث مع كثير من العلماء، فإن الأمر لا يتعدى وجود شيء ينتظر الاكتشاف مسبقاً وكل ما يحدث هو انتباه الإنسان إليه واكتشافه، ولا يعني هذا أن ما لم نكتشفه بعد ليس موجوداً، ولا زال اختيار الإنسان هو الفيصل، فالعلماء الذين اختاروا أن يبحثوا، ثم أن ينتبهوا ويلاحقوا ما تنبهوا إليه، هم أساس ما اكتشفوه، دون أن نخوض في “كيف وجد أصلاً ؟”. هناك ما اكتشف دون بحث، سقطت التفاحة فوق رأس نيوتن فاكتشف الجاذبية، بهذه البساطة، أليست هذه “صدفة” ؟، ولكنه اختار – على عكس ملايين الناس الذين سقط تفاح فوق رؤوسهم على مر الزمان- أن يفكر، كما أن الجاذبية موجودة أصلاً وتعطي ملايين الشواهد يومياً على ذلك، كانت فقط بحاجة إلى خيار التفكير في الأمر، يتخذه شخص كنيوتن في لحظة ما ليس إلا.ٍ ضربت صاعقة شجرة، فاكتشفت النار “بالصدفة”، أحقاً ؟، ألم يختر الإنسان أن يحاول إشعالها مجدداً ؟، ألم يختر أن يجد لها فوائد واستخدامات ؟، لكن ذلك لا ينفي اكتشافها بالصدفة، ودون تخطيط مسبق، هل شوهدت بالصدفة؟ لا لأنها ظاهرة متكررة، كما سقوط التفاحة، هل اكتشفت بالصدفة ؟ لا لأن ذلك ينفيه التنبه لها وبحثها ومحاولة إشعالها مجدداً، نعود لنقول أنها كانت موجودة سلفاً ، وما حذث هو تنبه لوجودها واختيار للتفكير وتتبع هذه الملاحظة. التفاحة كانت على وشك السقوط، بفعل النضوج، ومرور الزمن، ولأن شخصاً لختار أن يزرع شجرة تفاح في ذلك المكان، واختار نيوتن أن يجلس هناك في تلك اللحظة ذاتها، سقطت التفاحة، فاختار أن يفكر في الأمر ويبحث فيه ويجري عليه التجارب، واكتشف أن هنك قوة تفسر الكثير من الشواهد، وأننا ملتصقون من خلالها بالكوكب الذي نعيش عليه، أين هي الصدفة ؟؟ نخلص مما سبق أنه ليس هناك ما يسمى بالصدفة إنما هي جزء من القدر أي مجموع اختيارات البشر وأفكارهم والتقاطعات فيما بينها، مضافاً إليها الحقائق الموجودة سلفا وتنتظر الاكتشاف، وهذا يقودنا ملياً بعد أن عرفنا مصطلح الصدفة، كيف نشأ الكون من وجهة نظر داروين ؟، نشأ النظام الكوني الكبير والدقيق بـ “الصدفة “، انفجار كبير، لا ندري ما الذي انفجر، وكيف كان موجوداً ولنفترض أن العدم انفجر، وأدى هذا الانفجار إلى خلق ما لم يكن موجوداً وبالصدفة، الصدفة التي أوضحنا أن لا وجود لها دون إرادة ذاتية تؤدي إليها، أو حقائق ثابتة مسبقة. لنفترض أن تعريف الصدفة، هو “كل حدث غير مخطط له”، الانفجار الكبير غير مخطط له، أدى إلى تكون الحياة والمجرات والنجوم والكواكب والبشر الذين يمتلكون إرادة ذاتية تصنع الصدفة كما أشرنا، ويمتلكون العقل الذي يحلل ويتنبه إلى أعراض وجود ما هو موجود سلفاً عند حدوث ما لم يخطط له، هذه هي الصدفة، فكيف تغير قانونها وأنتجت شيئاً من العدم؟ ، أليست نظرية داروين مبنية على قوانين عقلية؟ بعيداً عن الغيبيات، وبعيد عما لا يوافق فهم البشر للأمور؟، أين الحقائق المسبقة التي أدت إلى الانفجارالكبير؟، كما أدت الجاذبية إلى سقوط التفاحة، أو كما أدى تصادم السحب إلى الصاعقة التي أظهرت النار، وإذا لم يكن هناك حقائق مسبقة فأين هي الإرادة الذاتية أو مجموع الإرادات التي أدت إلى تلك الصدفة؟، قد نجد أحدأ يجيب بأن هناك حقائق مسبقة وراء الانفجار لكننا لم نعرفها بعد، ألا يتعارض هذا مع جوهر النظرية الذي يقول أنهاعقلية، وتغسير لحقيقة الكون علىأساس ما نعرفه لا ما لا نعرفه ؟؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قمرالواحة كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 9221 نقاط : 12107 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 14/04/2010 العمر : 52
موضوع: رد: قراءة في "النشوء والإرتقاء "لـــ داروين بين الصدفة والقدر الخميس 27 مايو 2010 - 20:45