واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 0:19

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال



شرح



الحديث الاول
________


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
شرح رياض الصالحين لشرح حديث (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى



الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى



من كتاب:




رياض الصالحين للشيخ العثيمين / النسخة الإلكترونية



عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رباح بن
عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤس بن غالب القرشي العدوي ـ
رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (( إنما
الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوي فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ،
فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها
، فهجرته إلى ما هاجر إليه))؛ متفق على صحته



رواه إماما المحدثين : أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ابن
المغيرة بن بردزبة الجعفي البخاري ، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج ابن مسلم
القشيري النيساوي ـ رضي الله عنهما ـ في صحيحيهما اللذين هما اصح الكتب
المصنفة


************


لما كان هذا الباب في الإخلاص ، إخلاص النية لله عز وجل، وأنه ينبغي أن
تكون النية مخلصة لله في كل قول، وفي كل فعل، وعلى كل حال، ذكر المؤلف من
الآيات ما يتعلق بهذا المعني، وذكر ـ رحمه الله ـ من الأحاديث ما يتعلق به
أيضاً، وصدر هذا بحديث عمر بن الخطاب الذي قال فيه : سمعت رسول الله صلي
الله عليه وسلم يقول:




(( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي)):





هاتان الجملتان اختلف العلماء ـ رحمهم الله ـ فيهما:


فقال بعض العلماء: إنهما جملتان بمعني واحد ، وإن الجملة الثانية تأكيد للجملة الأولي.


ولكن هذا ليس بصحيح، وذلك لأن الأصل في الكلام أن يكون تأسيسا لا توكيداً
، ثم إنهما عند التأمل يتبين أن بينهما فرقاً عظيماً؛ فالأولي سبب،
والثانية نتيجة:


الأولي: سبب يبين فيها النبي صلي الله عليه وسلم أن كل عمل لابد فيه من
نية، فكل عمل يعمله الإنسان وهو عاقل مختار، فلابد فيه من نية، ولا يمكن
لأي عاقل مختار أن يعمل عملاً إلا بنية؛ حتى قال بعض العلماء: (( لو كلفنا
الله عملاً بلا نية ، لكان من تكليف ما لا يطاق!)).


وهذا صحيح ؛ كيف تعمل وأنت في عقلك، وأنت مختار غير مكره، كيف تعمل عملاً
بلا نية؟ ! هذا مستحيل؛ لأن العمل ناتج عن إرادة وقدرة ، والإرادة هي
النية.


إذن: فالجملة الأولي معناها أنه ما من عامل إلا وله نية، ولكن النيات
تختلف اختلافاً عظيماً، وتتباين تبتيناً بعيداً كما بين السماء والأرض.


من الناس من نيته في القمة في أعلي شيء، ومن الناس من نيته في القمامة في
أخس شيء وأدني شيء؛ حتى إنك لتري الرجلين يعملان عملاً واحداً يتفقان في
ابتدائه وانتهائه وفي أثنائه، وفي الحركات والسكنات، والأقوال والأفعال،
وبينهما كما بين السماء والأرض، وكل ذلك باختلاف النية.


إذن : الأساس أه ما من عمل إلا بنية، ولكن النيات تختلف وتتابين


نتيجة ذلك قال:


(( وإنما لكل أمري ما نوي))؛ فكل امريء له ما نوي: إن نوي الله والدار
الآخر في أعماله الشرعية ، حصل له ذلك، وإن نوي الدنيا ، قد تحصل وقد لا
تحصل


قال الله تعالي: )مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا
مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ)(الاسراء: الآية18) ما قال: عجلنا له ما يريد
؛ بل قال: (عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ) ، لا ما يشاء هو؛ (لِمَنْ
نُرِيدُ) لا لكل إنسان ، فقيد المعجل والمعجل له؛ فمن الناس: من يعطي ما
يريد من الدنيان ومنهم: من يعطي شيئاً منه، ومنهم: من لا يعطي شيئاً أبدا.


أما : (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ
مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) (الاسراء:19) لابد أن
يجني ثمرات هذا العمل الذي أراد به وجه الله والدار الآخرة.


إذن (( إنما لكل امري ما نوي))



وقوله: (( إنما الأعمال بالنيات..إلخ)) هذه الجملة والتي قبلها ميزان لكل
عمل؛ لكنه ميزان الباطن، وقوله ص فيما أخرجه الشيخان عن عائشة رضي الله
عها: (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))(7) ميزان للأعمال الظاهرة.




ولهذا قال أهل العلم : (( هذان الحديثان يجمعان الدين كله)) حديث عمر: ((
إنما الأعمال بالنيات )) ميزان للباطن ، وحديث عائشة : (( من عمل عملاً
ليس عليه أمرنا)) ميزان الظاهر


*****************


ثم ضرب النبي صلي الله عليه وسلم مثلاً يطبق هذا الحديث عليه، قال: (( فمن
كانت هجرته إلي الله ورسوله ، فهجرته إلي الله ورسوله، ومن كانت هجرته
لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلي ما هاجر إليه))



(( الهجرة)): أن ينتقل الإنسان من دار الكفر إلي دار الإسلام . مثل أن
يكون رجل في أمريكا ـ وأمريكا دار كفر ـ فيسلم، ولا يتمكن من إظهار دينه
هناك، فينتقل منها إلي البلاد الإسلامية، فهذه هي الهجرة



وإذا هاجر الناس ، فهم يختلفون في الهجرة.


الأول: منهم من يهاجر ، ويدع بلده إلي الله ورسوله ؛ يعني إلي شريعة الله
التي شرعها الله على رسوله صلي الله عليه وسلم هذا هو الذي ينال الخير،،
وينال مقصوده؛ ولهذا قال: (( فهجرته إلي الله ورسوله))؛ أي فقد أدرك ما
نوي.


الثاني من المهاجرين: هاجر لدنيا يصيبها ، يعني : رجل يحب جمع المال، فسمع
أن بلاد الإسلام مرتعاً خصباً يصيبها خصباً لاكتساب الأموال، فهاجر من بلد
الكفر إلي بلد الإسلام؛ من أجل الماء فقط، لا يقصد أن يستقيم دينه، ولا
يهتم بدينه، ولكن همه المال.




الثالث: رجل هاجر من بلد الكفر إلي بلد الإسلام؛ يريد امرأة يتزوجها، قيل
له: لا نزوجك إلا في بلاد الإسلام، ولا تسافر بها إلي بلد الكفر ، فهاجر
من بلده ـ إلي بلاد الإسلام ؛ من أجل أن يتزوج هذه المرأة


فمريد الدنيا ومريد المرأة، لم يهاجر إلي الله ورسوله، ولهذا قال النبي
صلي الله عليه وسلم (( فهجرته إلي ما هاجر إليه))، وهنا قال (( إلي ما
هاجر إليه)) ولم يقل (( فهجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها )) فلماذا؟




قيل: لطول الكلام؛ لأنه إذا قال: فهجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها؛ صار الكلام طويلاً ، فقال: (( هجرته إلي ما هاجر إليه)





وقيل : بل لم ينص عليهما؛ احتقاراً لهما، وإعراضاً عن ذكرهما؛فلأنهما
حقيران؛ أي: الدنيا، والزوجة. ونية الهجرة ـ التي هي من أفضل الأعمال




- لإرادة الدنيا والمرأة؛ نية منحطة سافلة، قال: (( فهجرته إلي ما هاجر إليه)) فلم يذكر ذلك احتقاراً ، لأنها نية فاسدة منحطة.


وعلي كل حال ، سواء هذا أو الجميع؛ فإن هذا الذي نوي بهجرته الدنيا، أو
المرأة التي ينكحها ، لا شك أن نية سافلة منحطة هابطة، بخلاف الأول الذي
هاجر غلي الله ورسوله صلي الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 0:20

باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال

وعن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم)) قالت: يا رسول الله، كيف تخسف بأولهم وآخرهم وفيهم اسواقهم ، ومن ليس منهم؟ قال: (( يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم))(12) ( متفق عليه) هذا لفظ البخاري

الشرح
حديث عائشة ـ رضي الله عنها- أن النبي صلي الله عليه وسلم أخبر أنه يغزو جيش الكعبة، الكعبة المشرفة حماها الله وأنقذها من كل شر.

هذه الكعبة هي بيت الله؛ بناه إبراهيم ، وابنه إسماعيل - عليهما الصلاة والسلام - وكانا يرفعان القواعد من البيت ويقولان ) رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(البقرة: من الآية127)

هذا
البيت أراد ابرهة أن يغزو من اليمن ، فغزاه بجيش عظيم في مقدمته فيل عظيم؛
يريد أن يهدم به الكعبة - بيت الله - فلما قرب من الكعبة ووصل إلي مكان
يقال له المغمس حرن الفيل، وأبي أن يتقدم ، فجعلوا ينهرونه ليتقدم إلي
الكعبة فأبي ، فإذا صرفوه نحو اليمن هرول وأسرع؛ ولهذا قال الرسول - عليه
الصلاة والسلام - في غزوة الحديبة لما أن ناقته حزنت ، وبركت من غير علة -
قال الرسول صلي الله عليه وسلم : (( ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق!))(13) فالنبي - عليه الصلاة والسلام - يدافع عن بهيمة ، لأن الظلم لا ينبغي، ولو على البهائم.

(( ما خلات القصواء وما ذاك لها بخلق - أي عادة- ولكن حبسها حابس الفيل)) وحابس الفيل: هو الرب سبحانه وتعالي، (( والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطتيهم إياها))

المهم
أن الكعبة غزيت من قبل اليمن، في جيش عظيم ، يقوده هذا الفيل العظيم،
ليهدم الكعبة، فلما وصلوا إلي المغمس أبي الفيل أن يمشي ، وحرن ، فنتهروه،
ولكن لا فائدة، فبقوا هناك وانحبسوا ، فأرسل الله عليهم طيراً أبابيل ،
والأبابيل : يعني الجماعات الكثيرة من الطيور ، وكل طير يحمل حجراً قد
أمسكه برجله، ثم يرسله على الواحد منهم،حتى يضربه مع هامته ويخرج إلي دبره
)فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (الفيل:5).كأنهم زرع أكلته البهائم ،
وأندكوا في الأرض ، وفي هذا يقول أمية بن الصلت:

حبس الفيل في المغمس حتى ظل يحبو كأنه معقور



فحمي
الله عز وجل بيته من كيد هذا الملك الظالم الذي ججاء ليهدم بيت الله، وقد
قال الله عز وجل، : )وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ
مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)(الحج: من الآية25)

في آخر الزمان يغزو قوم الكعبة، جيش عظيم.

وقوله : (( حتى إذا كانوا بيداء من الأرض)) أي بأرض واسعة متسعة، خسف الله بأولهم وآخرهم.

خسفت بهم الأرض ، وساخوا فيها هم وأسواقهم، وكل من معهم.

وفي هذا دليل على أنهم جيش عظيم؛ لأن معهم اسواقهم؛ للبيعوالشراء وغير ذلك.

فيخسف الله بأولهم وآخرهم.لما قال الرسول صلي الله عليه وسلم هذا، ورد على خاطر عائشة - رضي الله عنها- سؤال، فقالت: يا رسول الله(( كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم، ومن ليس منهم ؟))
أسو أقهم: الذين جاءوا للبيع والشراء؛ ليس لهم قصد سيء في غزو الكعبة،
وفيهم أناس ليسوا منهم تبعوهم من غير أن يعلموا بخطتهم، فقال الرسول صلي
الله عليه وسلم : (( يخسف بأولهم وآخرهم وأسواقهم ومن ليس منهم ثم يبعثون يوم القيامة على نياتهم)) كل له ما نوي.

هذا فرد من أفراد قول الرسول - عليه الصلاة والسلام -: (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي)).

وفي
هذا الحديث عبرة: أن من شارك أهل الباطل وأهل البغي والعدوان، فإنه يكون
معهم في العقوبة؛ الصالح والطالح، العقوبة إذا وقعت تعم الصالح والطالح،
والبر والفاجر، والمؤمن والكافر، والمصلي والمستكبر، ولا تترك أحداً، ثم
يوم القيامة يبعثون علي نياتهم.

يقول الله عز وجل: )وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ

اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
(لأنفال:25) والشاهد من هذا الحديث قول الرسول صلي الله عليه وسلم : (( ثم يبعثون علي

نياتهم))فهو كقوله: (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي)).

وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت: قال النبي صلي الله عليه وسلم (( لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استفرتم فانفروا))(13) متفق عليه.

ومعناه : لا هجرة من مكة؛ لأنها صارت دار إسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 0:21

باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال
الحديث الثالث
وعن
عائشة - رضي الله عنها- قالت: قال النبي صلي الله عليه وسلم (( لا هجرة
بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استفرتم فانفروا))(13) متفق عليه.

ومعناه : لا هجرة من مكة؛ لأنها صارت دار إسلام.

الشرح
في
هذا الحديث نفي رسول الله صلي الله عليه وسلم الهجرة بعد الفتح، فقال: ((
لا هجرة))وهذا النفي ليس على عمومه، يعني أن الهجرة لم تبطل بالفتح، بل
إنه (( وهذا النفي ليس على عمومه ، يعني أن الهجرة لم تبطل بالفتح، بل إنه
(( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من
مغربها))(14) _ كما جاء ذلك في الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم -
لكن المراد بالنفي هنا نفي الهجرة من مكة كما قاله المؤلف - رحمه الله-؛
لأن مكة بعد الفتح صارت بلاد إسلام، ولن تعود بعد ذلك بلاد كفر ، ولذلك
نفي النبي صلي الله عليه وسلم صلي الله عليه وسلم أن تكون هجرة بعد الفتح.

وكانت
مكة تحت سيطرة المشركين، وأخرجوا منها رسول الله صلي الله عليه وسلم ،
فهاجر صلي الله عليه وسلم بإذن ربه إلي المدينة وبعد ثمان سنوات رجع النبي
صلي الله عليه وسلم إلي مكة فاتحاً مظفراً منصوراً- صلوات الله وسلامه
عليه-.

فصارت مكة كونها بلد كفر النبي صلي الله عليه وسلم صارت بلد إيمان وبلد إسلام، ولم يكن منها هجرة بعد ذلك.

وفي هذا دليل على أن مكة لن تعود بلاد كفر، بل ستبقي بلاد إسلام إلي أن تقوم الساعة، أو إلي أن يشاء الله.

ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((ولكن جهاد ونية)) ؛ أي الأمر بعد هذا جها؛ أي يخرج أهل مكة من مكة إلي الجهاد.

و(( النية)) أي النية الصالحة للجهاد في سبيل الله، وذاك بان ينوي الإنسان بجهاده، أن تكون كلمة الله هي العليا.

ثم
قال عليه الصلاة والسلام(( وإذا استنفرتم فانفروا)) يعني : إذا استنفركم
ولي أمركم للجهاد في سبيل الله، فانفروا وجوباً، وحينئذ يكون الجهاد فرض
عين، إذا استنفر الناس للجهاد؛ وجب عليهم أن ينفروا، وألا يتخلف أحد إلا
من عذره ، لقول الله تعالي: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ
إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى
الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا
مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) (إِلاّ
تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً
غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئا)(التوبة: من الآية38/39)، وهذا أحد
المواضع التي يكون فيها الجهاد فرض عين.

الموضع الثاني: إذا حضر
بلدة العدو، أي جاء العدو حتى وصل إلي البلد وحصر البلد، صار الجهاد فرض
عين، ووجي علي كل أحد أن يقاتل، حتى على النساء والشيوخ القادرين في هذه
الحال، لأن هذا قتال دفاع.

وفرق بين قتال الدفاع وقتال الطلب.

فيجب في هذا الحال أن ينفر الناس كلهم للدفاع عن بلدهم.

الموضع
الثالث: إذا حضر الصف ، والتقي الصفان؛ صف الكفار وصف المسلمسن؛ صار
الجهاد حينئذ فرض عين، ولا يجوز لأحد أن ينصرف كما قال الله تعالي: )يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً
فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ)(وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ
إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ
بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
(لأنفال:15،16) .

وقد جعل النبي صلي الله عليه وسلم التولي يوم الزحف من السبع الموبقات.(14)

الموضع
الرابع: إذا احتيج إلي الإنسان ؛ بأن يكون السلاح لا يعرفه إلا فرد من
الأفراد، وكان الناس يحتاجون إلي هذا الرجل؛ لاستعمال هذا السلاح الجديد
مثلاً؛ فإنه يتعين عليه أن يجاهد وإن لم يستنفره الإمام وذلك لأنه محتاج
إليه.

ففي هذه المواطن الأربعة، يكون الجهاد فرض عين.

وما سوي ذلك فإنه يكون فرض كفاية.

قال
أهل العلم: ويجب علي المسلمين ان يكون منهم جهاد في العام مرة واحدة،
يجاهد أعداء الله؛ لتكون كلمة الله هي العليا ، لا لأجل أن يدافعوا عن
الوطن من حيث إنه وطن، لأن الدفاع عن الوطن من حيث هو وطن يكون من المؤمن
والكافر، حتى الكفار يدافعون عن أوطانهم، لكن المسلم يدافع عن دين الله،
فيدافع عن وطنه؛ لا لأنه وطنه مثلاً، ولكن لأنه بلد إسلامي؛ فيدافع عنه
حماية للإسلام الذي حل في هذه البلد.

ولذلك يجب علينا في مثل هذه
الظروف التي نعيشها اليوم النبي صلي الله عليه وسلم يجب علينا أن نذكر
جميع العامة بأن الدعوة إلي تحرير الوطن، وما أشبه ذلك دعوة غير مناسبة،
وأنه يجب أن يعبأ الناس تعبئة دينية ، ويقال إننا ندافع عن ديننا قبل كل
شيء؛ لأن بلدنا بلد دين، بلد إسلام يحتاج إلي حماية ودفاع، فلابد ان ندافع
عنها بهذه النية. أما الدفاع بنية الوطنية، أو بنية القومية، فهذا يكون من
المؤمن والكافر، ولا ينفع صاحبه يوم القيامة، وإذا قتل وهو يدافع بهذه
النية فليس بشهيد؛ لأن الرسول صلي الله عليه وسلم سئل عن الرجل يقاتل
حمية،ويقاتل شجاعة، ويقاتل ليري مكانه أي ذلك في سبيل الله؟ فقال: (( من
قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)).(15)

أنتبه إلي
هذا القيد (( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا)) لا لأنه وطنه وإذا كنت
تقاتل لوطنك ؛ فأنت والكافر سواء ، لكن قلت لتكون كلمة الله هي العليا،
ممثلة في بلدك؛ لأن بلدك بلد إسلام؛ ففي هذه الحال يكون القتال قتالاً في
سبيل الله.

وثبت عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( لا يكلم أحد
في سبيل الله - والله أعلم بمن يكلم في سبيله- أي يخرج - إلا جاء يوم
القيامة وجرحه يثعب؛ اللون لون الدم، والريح ريح المسك))(16).

فأنظر
كيف اشترط النبي صلي الله عليه وسلم للشهادة أن يكون الإنسان يقاتل في
سبيل الله، والقتال في سبيل الله؛ أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا.

فيجب
على طلبة العلم أن يبينوا للناس أن القتال للوطن ليس قتالاً صحيحاً وإنما
يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وأقاتل عن وطني ؛ لأنه وطن إسلامي؛
فأحميه من أعدائه وأعداء الإسلام؛ فبهذه النية تكون النية صحيحة والله
الموفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 0:24

شرح حديث
عن أبي إسحاق سعد بن أبى وقاص بن أهيب بن عبد مناف ابن زهرة بن كلاب النبي
صلي الله عليه وسلم مرة بن كعب بن لوي القرشي الزهري رضي الله عنه، أحد
العشرة المشهود لهم بالجنة، رضي الله عنهم، قال: (( جاءني رسول الله صلي
الله عليه وسلم عام حجة الوداع من وجع اشتد بين فقلت : يا رسول الله إني
قد بلغ بي من الوجع ما تري، وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي ، أفاتصدق
بثلثي مالي؟ قال: لا ، قلت : فالشطر يا رسول الله؟ قال: لا قلت: فالثلث يا
رسول الله ، قال: الثلث والثلث كثير - أو كبير- إنك أن تذر ورثتك أغنياء
خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه
الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في في أمراتك قال: فقلت: يا رسول الله
اخلف بعد أصحابي، قال: إنك لن تخلف فتعمل عملاً تبنغي به وجه الله؛ إلا
أزدت به درجة ورفعة، ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون.
اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تزدهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن
خولة)) يرثي له رسول الله صلي الله عليه وسلم أن مات بمكة.(24) ( متفق
عليه).




الشرح



قال المؤلف - رحمه الله تعالي - فيما نقله عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله
عنه - أن النبي صلي الله عليه وسلم جاءه يعوده في مرض ألم به، وذلك في
مكة، وكان سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - من المهاجرين الذين هاجروا من
مكة إلي المدينة، فتركوا بلدهم لله عز وجل، وكان من عادة النبي صلي الله
عليه وسلم أنه يعود المرضي من أصحابه ، كما أنه يزور منهم؛ لأن صلي الله
عليه وسلم كان أحسن الناس خلقاً؛ على أنه الإمام المتبوع. صلوات الله
وسلامه عليه، كان من أحسن الناس خلقاً ، وألينهم بأصحابه، واشدهم تحببا
إليهم .

فجاءه يعوده، فقال: يا رسول الله: (( إني قد بلغ بي من الوجع ما تري)) أي: اصابه الوجع العظيم الكبير.

(( وأنا ذو مال كثير أ وكبير )) أي: أن عنده مالاً كبيراً

(( ولا يرثني إلا ابنة لي)) أي: ليس له ورثة بالفرض إلا هذه البنت.

(( أفأتصدق بثلثي مالي)) يعني بثلثيه: اثنين من ثلاثة!

(( قال: لا قلت: الشطر يا رسول)) أي: بالنصف.

((قال : لا : قلت: بالثلث قال: الثلث والثلث كثير)).

فقوله : (( أفأتصدق )) أي أعطيه صدقة؟ فمنع النبي صلي الله عليه وسلم من
ذلك؛ لأن سعداً في تلك الحال كان مريضاً مرضاً يخشي منه الموت، فلذلك منعه
الرسول صلي الله عليه وسلم أن يتصدق بأكثر من الثلث.

لأن المريض مرض الموت المخوف لا يجوز أن يتصدق بأكثر من الثلث ، لأن ماله
قد تعلق به حق الغير؛ وهم الورثة.أما من كان صحيحاً ليس فيه مرض، أو فيه
مرض يسير لا يخشي منه الموت، فله أن يتصدق بما شاء؛ بالثلث، أو بالنصف، أو
بالثلثين، أو بماله كله، لا حرج عليه.

لكن لا ينبغي أن يتصدق بماله كله؛ إلا إن كان عنده شيء يعرف أنه سوف يستغني به عن عباد الله.

المهم أن الرسول صلي الله عليه وسلم منعه أن يتصدق بما زاد عن الثلث.

وقال: (( الثلث والثلث كثير - أو كبير)) وفي هذا دليل علي أنه إذا نقص عن
الثلث فهو أحسن وأكمل؛ ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: (( لو أن الناس
غضوا من الثلث إلي الربع))؛ لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (( الثلث
والثلث كبير))

وقال أبو بكر رضي الله عنه: (( أرضي ما رضيه الله لنفسه)) يعني: الخمس ، فأوصي بالخمس رضي الله عنه.

وبهذا نعرف أن عمل الناس اليوم؛ وكونهم يوصون بالثلث؛ خلاف الأولي، وإن
كان هو جائزاً.لكن الأفضل أن يكون أدني من الثلث؛ أما الربع أو الخمس.

قال فقهاؤنا رحمهم الله والأفضل أن يوصي بالخمس، لا يزيد عليه ؛ اقتداء بأبي بكر الصديق رضي الله عنه.

ثم قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (( إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من ان تذرهم عالة يتكففون الناس)).

أي : كونك تبقي المال ولا تتصدق به؛ حتى إذا مت وورثه الورثة صاروا أغنياء
به، هذا خير من أن تذرهم عالة، لا تترك لهم شيئاً(( يتكففون الناس)) أي:
يسألون الناس بأكفهم ؛ أعطونا أعطونا.

وفي هذا دليل على أن الميت إذا خلف مالاً للورثة فإن ذلك خير له.

لا يظن الإنسان أنه إذا خلف المال، وورث منه قهراً عليه، أنه لا أجر له في
ذلك! لا بل له أجر، حتى إن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال: (( إنك إن
تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة…ألخ)) لأنك إذا تركت المال للورثة
انتفعوا به، وهم أقارب ، وإن تصدقت به انتفع به الأباعد، والصدقة على
القريب أفضل علي البعيد، لأن الصدقة على القريب صدقة وصلة.

ثم قال (( إنك لن تنفق نفقة بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعله في
في أمرأتك)) يقول: لن تنفق نفقة؛ أي: لن تنفق مالاً؛ دراهم أو دنانير
أوثياباً، أو فرشاً أو طعاماً أو غير ذلك تبتغي به وجه الله إلا أجرت عليه.

الشاهد من هذا قوله: (( تبتغي به وجه الله)) أي : تقصد به وجه الله عز
وجل، يعني تقصد به أن تصل إلي الجنة؛ حتى تري وجه الله عز وجل.

لأن أهل الجنة - جعلني الله وإياكم منهم - يرون الله سبحانه وتعالي،
وينظرون إليه عياناً بأبصارهم ، كما يرون الشمس صحواً ليس دونها سحاب،
وكما يرون القمر ليللة البدر. يعني أنهم يرون ذلك حقا.

(( حتى ما تجعله في في امرأتك)) أي: حتى اللقمة التي تطعمها امرأتك تؤجر
عليها إذا قصدت بها وجه الله، مع ان الإنفاق على الزوجة أمر واجب، لو لم
تنفق لقالت أنفق أو طلق،ومع هذا إذا أنفقت على زوجتك تريد إذا أنفقت على
نفسك تبتغي بذلك وجه الله؛ فإن الله يثيبك علي هذا.

ثم قال رضي الله عنه: (( أخلف بعد أصحابي)) يعني أو خلف بعد أصحابي ، أي:
هل أتأخر بعد أصحابي فأموت بمكة . فبين النبي صلي الله عليه وسلم أنه لن
يخلف فقال: (( إنك لن تخلف)) وبين له أنه أو خلف ثم عمل عملاً يبتغي به
وجه الله إلا زادت به عن الله درجة ورفعة.

يعني : لو فرض أنك خلفت ولم تتمكن من الخروج من مكة، وعملت عملاً تبتغي به
وجه الله؛ فإن الله تعالي يزيدك به رفعة ودرجة، رفعة في المقام والمرتبة،
ودرجة في المكان.

فيرفعك الله عز وجل في جنات النعيم درجات . حتى لو علمت بمكة وأنت قد هاجرت منها.

ثم قال النبي صلي الله عليه وسلم : (( ولعلك أن تخلف)) أن تخلف : هنا غير
أن تخلف الأولي(( لعلك أن تخلف)): أي تعمر في الدنيا؛ وهذا هو الذي وقع
فإن سعد ابن أبي وقاص عمر زماناً طويلاً، حتى إنه- رضي الله عنه- كما ذكر
العلماء، خلف سبعة عشر ذكراً واثنتي عشر بنتاً.

وكان في الأول ليس عنده إلا بنت واحدة، ولكن بقي وعمر ورزق أولاداً. سبعة عشر ابنا واثنتي عشرة ابنة.

قال: (( ولعلك أن تخلف)) ((حتى ينتفع بك أقواماً ويضر بك آخرون )) وهذا
الذي حصل ، فإن سعداً _ رضي الله عنه - خلف وصار له أثر كبير في الفتوحات
الإسلامية ، وفتح فتوحات عظيمة كبيرة، فانتفع به أقوام وهم المسلمون،
وضربه آخرون وهم الكفار.

ثم قال النبي صلي الله عليه وسلم : (( اللهم أمض لأصحابي هجرتهم)) سأل الله أن يمضي لأصحابه هجرتهم وذلك بأمرين:

الأمر الأول : ثباتهم على الإيمان ؛ لأنه إذا ثبت الإنسان على الإيمان ثبت على الهجرة.

والأمر الثاني: أن لا يرجع أحدهم منهم إلي مكة بعد أن خرج منها؛ مهاجراً إلي الله ورسوله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 0:25

شرح حديث
(وعن أبي هريرة عبد الرحمن بت صخر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله
صلي الله عليه وسلم : (( إن الله لا ينظر إلي أجسادكم ولا إلي صوركم ولكن
ينظر إلي قلوبكم))(32).( رواه مسلم)

الشرح
هذا الحديث يدل على ما يدل عليه قول الله تعالي: )يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُم)(الحجرات: من الآية13).

فالله سبحانه وتعالي لا ينظر إلي العباد إلي أجسامهم هل هي كبيرة أو
صغيرة، أو صحيحة، أو سقيمة، ولا ينظر إلي الصور، هل هي جميلة أو ذميمة، كل
هذا ليس بشيء عند الله، وكذلك لا ينظر إلي الأنساب؛ هل هي رفيعة أو دنيئة،
ولا ينظر إلي الأموال، ولا ينظر إلي شيء من هذا أبدا، فليس بين الله وبين
خلقه صلة إلا بالتقوي، فمن كان لله أتقي كان من الله أقرب، وكان عند الله
أكرم؛ إذا لا تفتخر بمالك، ولا بجمالك، ولا ببدنك، ولا بأولادك، ولا
بقصورك، ولا سياراتك، ولا بشيء من هذه الدنيا أبدا إنما إذا وفقك الله
للتقوى فهذا من فضل الله عليك فأحمد الله عليه قوله عليه الصلاة والسلام:
(( ولكن ينظر إلي قلوبكم)) فالقلوب هي التي عليها المدار، وهذا يؤيد
الحديث الذي صدر المؤلف به الكتاب؛ (( إنما الأعمال بالنيات))

القلوب هي التي عليها المدار، كم من إنسان ظاهر عمله أنه صحيح وجيد وصالح،
لكن لما بني على خراب صار خراباً ، فالنية هي الأصل ، تجد رجلين يصليان في
صف واحد، مقتدين بإمام واحد، يكون بين صلاتيهما كما بين المشرق والمغرب؛
لأن القلب مختلف، أحدهما قلبه غافل ، بل ربما يكون مرائيا في صلاته-
والعياذ بالله - يريد بها الدنيا.والآخر قلبه حاضر يريد بصلاته وجه الله
واتباع سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم .

فبينهما فرق عظيم ، فالعمل على ما في القلب، وعلي ما في القلب يكون الجزاء
يوم القيامة ؛ كما قال الله تعالي: )إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ)
(الطارق:Cool (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) (الطارق:8/9) أي : تختبر
السرائر لا الظواهر . في الدنيا الحكم بين الناس على الظاهر ؛ لقول النبي
صلي الله عليه وسلم : (( إنما أنا بشر وإنكم تختصمون، ولعل بعضكم أن يكون
ألحن بحجته من بعض، وأقضي له على نحو مما أسمع(33) لكن في الآخرة على ما
في السرائر ، نسأل الله أن يطهر سرائرنا جميعاً.

العلم على ما في السرائر: فإذا كانت السريرة جيدة صحيحة فأبشر بالخير ،
وإن كانت الأخرى فقدت الخير كله، وقال الله عز وجل: )أَفَلا يَعْلَمُ
إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ) (وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ)
(العاديات9/10) فالعلم على ما في القلب. وإذا كان الله تعالي في كتابه ،
وكان رسوله صلي الله عليه وسلم في سنته يؤكدان على إصلاح النية؛ فالواجب
على الإنسان أن يصلح نيته، يصلح قلبه، ينظر ما في قلبه من الشك فيزيل هذا
الشك إلي اليقين .كيف؟ وذلك بنظره في الآيات: )إِنَّ فِي خَلْقِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ
لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (آل عمران:190) )وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ
مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (الجاثـية:4) إذا ألقي الشيطان
في قلبك الشك فانظر في آيات الله. انظر إلي هذا الكون من يدبره انظر كيف
تتغير الأحوال، كيف يداول الله الأيام بين الناس، حتى تعلم أن لهذا الكون
مدبراً حكيماً عز وجل.

الشرك؛ طهر قلبك منه. كيف أطهر قلبي من الشرك؟

أطهر قلبي ؛ بأن أقول لنفسي: إن الناس لا ينفعوني إن عصيت الله ولا

ينقذونني من العقاب ، وإن أطعت الله لم يجلبوا إلي الثواب

فالذي يجلب الثواب ويدفع العقاب هو الله. إذا كان الأمر كذلك فلماذا تشرك بالله- عز وجل- لماذا تنوي بعبادتك أن تتقرب إلي الخلق.

ولهذا من تقرب إلي الخلق بما يتقرب به إلي الله ابتعد عنه، وابتعد عنه الخلق.

يعني لا يزيده تقربه إلي الخلق بما يقربه إلي الله؛ إلا بعداً من الله ومن
الخلق؛ لن الله إذا رضي عنك أرضي عنك الناس، وإذا سخط عليك أسخط عليك
الناس، نعوذ بالله من سخطه وعقابه.

المهم يا أخي : عالج القلب دائماً ، كن دائماً في غسيل للقلب حتى يطهر؛
كما قال الله - عز وجل - : ) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ
أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُم)(المائدة: من الآية41) فتطهير القلب أمر مهم
جداً، أسال الله أن يطهر قلبي وقلوبكم، وأن يجعلنا له مخلصين ولرسوله
متبعين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 0:26

شرح حديث
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ،
ويقاتل رياء ، أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (
من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله ) . وفي رواية :
أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله ! الرجل يقاتل
منا شجاعة . فذكر مثله .
متفق عليه

الشرح

وفي لفظ للحديث : (( ويقاتل ليري مكانة؛ أي ذلك في سبيل الله قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)).

قوله: (( من قاتل لتكون)) في هذا إخلاص النية لله - عز وجل- وهذا الذي ساق المؤلف الحديث من أجله؛ إخلاص النية.

فد سئل الرسول صلي الله عليه وسلم عن الذي يقاتل على أحد الوجوه الثلاثة! شجاعة، وحمية، وليري مكانة.

أما الذي يقاتل شجاعة: فمعناه أنه رجل شجاع، يحب القتال؛ لأن الرجل الشجاع
متصف بالشجاعة، والشجاعة لابد لها من ميدان تظهر فيه، فتجد الشجاع يحب أن
الله ييسر له قتالاً ويظهر شجاعته، فهو يقاتل لأنه شجاع يحب القتال.

الثاني: يقاتل حمية: حمية على قوميته، حمية على قبيلته، حمية على وطنه، حمية لأي عصبية كانت.

الثالث: يقاتل ليري مكانه: أي ليراه الناس ويعرفوا أنه شجاع ، فعدل النبي
صلي الله عليه وسلم عن ذلك، وقال كلمة موجزة ميزاناً للقتال فقال: (( من
قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)).

وعدل النبي عليه الصلاة والسلام عن ذكر هذه الثلاثة؛ ليكون أعم واشمل؛ لأن
الرجل ربما يقاتل من أجل الاستيلاء على الأوطان والبلدان، يقاتل من أجل أن
يحصل علي امرأة يسبيها من هؤلاء القوم، والنيات لا حد لها، لكن هذا
الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ميزان تام وعدل، ومن هنا
نعلم أنه يجب ان تعدل اللهجة التي يتفوه بها اليوم كثير من الناس.

ولذلك ؛ على الرغم من قوة الدعاية للقومية العربية لم نستفد منها شيئاً،
فاليهود استولوا على بلادنا ، ونحن تفككنا، دخل في ميزان هذه القومية قوم
كفار؛ من النصاري وغير النصاري، وخرج منها قوم مسلمون من غير العرب ،
فخسرنا ملايين العالم، ملايين الناس؛ من أجل هذه القومية ، ودخل فيها قوم
لا خير فيهم، قوم إذا دخلوا في شيء كتب عليه الخذلان والخسارة.

واللهجة الثانية: قوم يقاتلون للوطن، ونحن إذا قاتلنا من أجل الوطن؛ لم
يكن هناك فرق بين قتالنا وبين قتال الكافر عن وطنه. حتى الكافر يقاتل عن
وطنه ويدافع عن وطنه.

والذي يقتل من أجل الدفاع عن الوطن _ فقط- ليس بشهيد. ولك الواجب علينا
ونحن مسلمون وفي بلد إسلامي- ولله الحمد- ونسأل الله أن يثبتنا علي ذلك،
الواجب أن نقاتل من أجل لإسلام في بلادنا، وانتبه للفرق ؛ نقاتل من أجل
الإسلام في بلادنا، فنحمي الإسلام الذي في بلادنا، ونحمي الإسلام، لو كنا
في أقصي الشرق أو الغرب. لو كانت بلادنا في أقصي الشرق أو الغرب قاتلنا من
أجل الإسلام في وطنا أو من أجل وطننا لأنه غسلامي؛ ندافع عن الإسلام الذي
فيه.

أما مجرد الوطنية فإنها نية باطلة لا تفيد الإنسان شيئاً ، ولا فرق بين
الإنسان الذي يقول إنه مسلم والإنسان الذي يقول إنه كافر؛ إذا كان القتال
من أجل الوطن لأنه وطن.

والذي يقتل من أجل الدفاع عن الوطن - فقط - ليس بشهيد. ولكن الواجب علينا
ونحن مسلمون وفي بلد إسلامي - ولله الحمد- ونسأل الله أن يثبتنا علي ذلك،
الواجب أن نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا، وانتبه للفرق، نقاتل من أجل
الإسلام في بلادنا، فنحمي الإسلام الذي في أقصي الشرق أو الغرب قاتلنا
للإسلام وليس لوطننا فقك، فيجب أن تصحح هذه اللهجة ، فيقال : نحن نقاتل من
أجل الإسلام في وطننا أو من أجل وطننا لأنه إسلامي؛ ندافع عن الإسلام الذي
فيه.

أما مجرد الوطنية فإنها نية باطلة لا تفيد الإنسان شيئاً ، ولا فرق بين
الإنسان الذي يقول إنه مسلم والإنسان الذي يقول إنه كافر؛ إذا كان القتال
من أجل الوطن لأنه وطن.

وما يذكر من أن (( حب الوطن من الإيمان)) وأن ذلك حديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم كذب(35).

حب الوطن إن كان لأنه وطن إسلامي فهذا تحبه لأنه إسلامي.ولا فرق بين وطنك
الذي هو مسقط رأسك، أو الوطن البعيد من بلاد المسلمين؛ كلها وطن الإسلام
يجب أن نحميه.

علي كل حال يجب أن نعلم أن النية الصحيحة هي أن نقاتل من أجل الدفاع عن
الإسلام في بلدنا ، أو من أجل وطننا لأنه وطن إسلامي، لا لمجرد الوطنية.

أما قتال الدفاع أي: لو أن أحداً صال عليك في بيتك، يريد أخذ مالك، أو
يريد أن ينتهك عرض أهلك - مثلا- فإنك تقاتله كما أمرك بذلك النبي عليه
الصلاة والسلام، فقد سئل عن الرجل يأتيه الإنسان ويقول له: أعطني مالك؟
قال: (( لا تعطه مالك قال : أرأيت إن قتلتله؟ قال: قاتله. قال: أرايت إن
قتلني ؟ قال: فأنت شهيد قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار!!))(36) ؛
لأنه معتد ظالم؛ حتى وإن كان مسلماً ، إذا جاءك المسلم يريد أن يقاتلك من
أجل أن يخرجك من بلدك، أو من بيتك فقاتله، فإن قتلته فهو في النار، وإن
قتلك فأنت شهيد، ولا تقل كيف أقتل مسلماً؟ فهو المعتدي، ولو كتفنا أيدينا
أمام المعتدين الظالمين الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ولا ديناً؛
لكان المعتدون لهم السلطة، ولأفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، ولذلك نقول:
هذه المسألة ليست من باب قتال الطلب .

قتال الطلب: معلوم أنني لا أذهب أقاتل مسلماً أطلبه ، ولكن أدفع عن نفسي ،
ومالي، وأهلي، ولو كان مؤمنا؛ مع أنه لا يمكن أبدا أن تكون شخص معه إيمان
يقدم على مسلم يقاتله ليستولي على أهله وماله أبدا.

ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( سباب المسلم فسوق وقتاله
كفر))(37) لا إيمان لإنسان يقاتل المسلمين إطلاقاً النبي صلي الله عليه
وسلم فإذا كان الرجل فاقداً الإيمان، أو ناقص الإيمان؛ فإنه يجب أن نقاتله
دفاعاً عن النفس وجوباً ؛ لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (( قاتله))
وقال: (( إن قتلته فهو في النار)) وقال: (( وإن قتلك فأنت شهيد)) لأنك
تقاتل دون مالك، ودون أهلك، ودون نفسك.

والحاصل أن هناك قتالين: قتالاً للطلب؛ أذهب أنا أقاتل الناس مثلاً في بلادهم ، هذا لا يجوز إلا بشروط معينة .

مثلاًك قال العلماء: إذا ترك أهل قرية الأذان؛ وهو ليس من أركان الإسلام،
وجب على ولي الأمر أن يقاتلهم حتى يؤذنوا ؛ لأنهم تركوا شعيرة من شعائر
الإسلام.

وإذا تركوا صلاة العيد، وقالوا لا نصليها لا في بيوتنا، ولا في الصحراء؛
يجب أن نقاتلهم، حتى لو فرض أن قوماً قالوا: هل الأذان من أركان الإسلام؟
قلنا: لا ، ولكنه من شعائر الإسلام؛ فنقاتلكم حتى تؤذنوا. وإذا اقتتلت
طائفتان من المؤمنين ، مثل : قبيلتان بينهما عصبية، تقاتلا، وجب علينا أن
نصلح بينهما، فإن بغت إحداهما علي الأخرى وجب أن نقاتلها،حتى تفيء إلي أمر
الله،مع أنها مؤمنة، ولكن هناك فرق بين قتال الدفاع وقتال الطلب، الطلب:
ما نطلب، إلا من أباح الشارع قتاله، وأما الدفاع فلابد أن ندافع.

ونرجو منكم أن تنبهوا على هذه المسألة؛ لأننا نري في الجرائد والصحف:
الوطن! الوطن! الوطن! وليس فيها ذكر للإسلام، هذا نقص عظيم، يجب أن توجه
الأمة غلي النهج والمسلك الصحيح، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يجب
ويرضي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 0:28

شرح حديث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في
بيته ، وصلاته في سوقه ، بضعا وعشرين درجة . وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن
الوضوء ثم أتى المسجد . لا ينهزه إلا الصلاة . لا يريد إلا الصلاة . فلم
يخط خطوة إلا رفع له بها درجة . وحط عنه بها خطيئة . حتى يدخل المسجد .
فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه . والملائكة يصلون
على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه . يقولون : اللهم ! ارحمه . اللهم
! اغفر له . اللهم ! تب عليه . ما لم يؤذ فيه . ما لم يحدث فيه
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 649
خلاصة الدرجة: صحيح

الشرح
إذا صلي الإنسان في المسجد مع الجماعة كانت هذه الصلاة أفضل من الصلاة في
بيته أو في سوقه سبعاً وعشرين مرة؛ لأن الصلاة مع الجماعة قيام بما أوجب
الله من صلاة الجماعة.

فإن القول الراجح من أقوال أهل العلم أن صلاة الجماعة فرض عين؛ وأنه يجب
علي الإنسان أن يصلي مع الجماعة في المسجد، لأحاديث وردت في ذلك، ولما
اشار الله إليه - سبحانه وتعالي- في كتابه حين قال: )وَإِذَا كُنْتَ
فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ
مَعَكَ ….)(النساء: من الآية102).

فأوجب الله الجماعة في حال الخوف، فإذا أوجبها في حال الخوف؛ ففي حال الأمن من باب أولى وأحري.

ثم ذكر السبب في ذلك : (( بأن الرجل إذا توضأ في بيته فأسبغ الوضوء، ثم
خرج من بيته إلي المسجد لا ينهزه، أو لا يخرجه إلا الصلاة، لم يحط خطوة
إلا رفع الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة))، سواء أقرب مكانه من المسجد أم
عد، كل خطوة يحصل بها فائدتان:

الفائدة الأولي: أن الله يرفعه بها درجة.

والفائدة الثانية: أن الله يحط بها خطيئة، وهذا فضل عظيم. حتى يدخل
المسجد؛ فإذا دخل المسجد فصلي ما كتب له، ثم جلس ينتظر الصلاة؛ (( فإنه في
صلاة ما انتظر الصلاة)) ؛ وهذه أيضاً نعمة عظيمة ؛ لو بقيت منتظراً للصلاة
مدة طويلة، وأنت جالس لا تصلي، بعد أن صليت تحية المسجد، وما شاء الله -
فإنه يحسب لك أجر الصلاة.

وهناك أيضاً شيء رابع: أن الملائكة تصلي عليه ما دام في مجلسه الذي صلي
فيه، تقول(0 اللهم صل عليه، اللهم أغفر له، اللهم ارحمه، اللهم تب عليه))
وهذا أيضاً فضل عظيم لمن حضر بهذه النية وبهذه الأفعال.

والشاهد من هذا الحديث قوله: (( ثم خرج من بيته إلي المسجد لا يخرجه إلا
الصلاة)) فإنه يدل على اعتبار النية في حصول هذا الأجر العظيم.

أما لو خرج من بيته لا يريد الصلاة، فإنه لا يكتب له هذا الأجر؛ مثل أن
يخرج من بيته إلي دكانه؛ ولما أذن ذهب صلي؛ فإنه لا يحصل علي هذا الأجر؛
لأن الأجر إنما يحصل لمن خرج من البيت لا يخرجه إلا الصلاة.

لكن ربما يكتب له الأجر من حين أن ينطلق من دكانه، أو من مكان بيعه وشرائه
إلي أن يصل إلي المسجد ؛ ما دام انطلق من هذا المكان وهو
على طهارة. والله
الموفق


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 0:29

شرح حديث
إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها
الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر
حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها
الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6491
خلاصة الدرجة: [صحيح]


الشرح
قوله: (0 إن الله كتب الحسنات والسيئات)) ؛ كتابته للحسنات والسيئات تشمل معنيين:

المعني الأول: كتابة ذلك في اللوح المحفوظ، فإن الله - تعالي- كتب في
اللوح المحفوظ؛ كل شي كما قال الله: )إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ
بِقَدَرٍ) (القمر:49) وقال تعالي (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ)
(القمر:53) فالله - سبحانه وتعالي- كتب السيئات والحسنات في اللوح المحفوظ
، إذا عملها العبد فإن الله - تعالي- يكتبها حسب ما تقتضيه حكمته، وحسب ما
يقتضيه عدله وفضله.

فهاتان كتابتان:

كتابة سابقة: لا يعلمها إلا الله - عز وجل- فكل واحد منا لا يعلم ماذا كتب الله له من خير أو شر حتى يقع ذلك الشيء.

وكتابة لاحقة: إذا عمل الإنسان العمل كتب إذا عمل الإنسان العمل كتب له
حسب ما تقتضيه الحكمة ، والعدل ، والفضل: (( ثم بين ذلك)) أي: ثم بين
النبي صلي الله عليه وسلم ذلك كيف يكتب، فبين أن الإنسان إذا هم بحسنة فلم
يعملها كتبها الله - تعالي - حسنة كاملة.

مثاله: رجل هم أن يتوضأ ليقرأ القرآن، ثم لم يفعل ذلك وعدل عنه، فإنه يكتب له بذلك حسنة كاملة.

مثال آخر: رجل هم أن يتصدق، وعين المال الذي يريد أن يتصدق به، ثم أمسك
ولم يتصدق ، فيكتب له بذلك حسنة كاملة. هم أن يصلي ركعتين، فأمسك ولم يصل
، فإنه يكتب له بذلك حسنة كاملة.

فإن قال قائل: كيف يكتب له حسنة وهو لم يفعلها؟

فالجواب علي ذلك: أن يقال إن فضل الله واسع، هذا الهم الذي حدث منه يعتبر
حسنة؛ لأن القلب همام؛ إما بخير أو بشر، فإذا هم بالخير فهذه حسنة تكتب
له، فإن عملها كتبها الله عشر حسنات إلي سبعمائة ضعف إلي أضعاف كثيرة.

وهذا التفاوت مبني على الإخلاص والمتابعة؛ فكلما كان الإنسان في عبادته
أخلص لله كان أجره أكثر، وكلما كان الإنسان في عبادته أتبع للرسول صلي
الله عليه وسلم كانت عبادته أكمل، وثوابه أكثر، فالتفاوت هذا يكون بحسب
الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلي الله عليه وسلم .

أما السيئة فقال : (( وإن هم بسيئة فلم يتعبها كتبها الله حسنة
كاملة))كرجل هم أن يسرق ، ولكن ذكر الله- عز وجل- فأدركه خوف الله فترك
السرقة، فإنه يكتب له بذلك حسنة كاملة؛ لأنه ترك فعل المعصية لله فأثيب
على ذلك كما جاء ذلك مفسراً في لفظ آخر: (( إنما تركها من جراي))(43) أي
من أجلي،هم أن يفعل منكراً كالغيبة مثلاً، ولكنه ذكر أن هذا محرم فتركه
لله؛ فإنه يعطي على ذلك حسنة كاملة.

فإن عمل السيئة كتب سيئة واحدة فقط، لا تزيد، لقوله - تعالي- )مَنْ جَاءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ
فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (الأنعام:160) .

وهذا الحديث فيه: دليل على اعتبار النية؛ وأن النية قد توصل صاحبها إلي اليخير.

وسبق لنا أن الإنسان إذا نوي الشر، وعمل العمل الذي يوصل إلي الشر، ولكنه
عجز عنه؛ فإنه يكتب عليه إثم الفاعل؛ كما سبق فيمن التقيا بسيفهما من
المسلمين : (( إذا التقي المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار))
قالوا: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: (( لأنه كان حريصاً
على قتل صاحبه))(44) والله الموفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 0:30

باب التوبة------- شرح رياض الصالحين
- ------------------------------------
قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب ، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالي، لا تتعلق بحق آدمي؛ فلها ثلاثة شروط.

أحدها: أن يقلع عن المعصية.

والثاني: أن يندم على فعلها.

والثالث : أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً. فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته.

وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ منحق
صاحبها، فإن كانت مالاً او نحوه رده إليه، وإن كانت حد قذف ونحوه مكنه منه
أو طلب عفوه ، وإن كانت غيبة استحله منها . ويجب أن يتوب من جميع الذنب،
وبقي عليه الباقي. وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة على وجوب
التوبة:

قال الله تعالي: ) وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا
الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور: من الآية31) وقال تعالي:
)وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ )(هود: من
الآية3) وقال تعالي: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى
اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً)(التحريم: من الآيةCool.


الشرح



قال المؤلف- رحمه الله تعالي - باب التوبة:

التوبة لغة: من تاب يتوب ، إذا رجع.

وشرعاً : الرجوع من معصية الله تعالي إلي طاعته.

وأعظمها وأوجبها التوبة من الكفر إلي الإيمان ، قال الله تعالي: )قُلْ
لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ
سَلَفَ)(لأنفال: من الآية38) )قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا
يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ)(لأنفال: من الآية38) )قُلْ لِلَّذِينَ
كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ)(لأنفال: من
الآية38) )قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا
قَدْ سَلَفَ)(لأنفال: من الآية38) )قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ
يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ)(لأنفال: من الآية38) ، ثم
يليها التوبة من الكبائر ؛ كبائر الذنوب.

ثم المرتبة الثالثة: التوبة من صغائر الذنوب.

والواجب علي المرء، أن يتوب إلي الله - سبحانه وتعالي- من كل ذنب.

وللتوبة شروط ثلاثة: كما قال المؤلف - رحمه الله- ، ولكنها بالتتبع تبلغ إلي خمسة:

الشرط الأول: الإخلاص لله، بأن يكون قصد الإنسان بتوبته وجه الله- عز وجل-
وأن يتوب الله عليه، ويتجاوز عما فعل من المعصية. لا يقصد بذلك مراءاة
الناس والتقرب إليهم، ولا يقصد بذلك دفع الأذية من السلطات وولي الأمر.

وإنما يقصد بذلك وجه الله والدار الآخرة، وأن يعفو الله عن ذنوبه.

الشرط الثاني: الندم على ما فعل من المعصية؛ لأن شعور الإنسان بالندم هو
الذي يدل علي انه صادق في التوبة؛ بمعني أن يتحسر على ما سبق منه، وينكسر
من أجله، ولا يري أنه في حل منه حتى يتوب منه إلي الله.

الشرط الثالث: أن يقلع عن الذنب الذي هو فيه، وهذا من أهم شروطه. والإقلاع
عن الذنب : إن كان الذنب ترك واجب؛ فالإقلاع عنه بفعله؛ مثل أن يكون شخص
لا يزكي، فأراد أن يتوب إلي الله، فلابد من ان يخرج الزكاة التي مضت ولم
يؤدها. وإذا كان الإنسان مقصراً في بر الوالدين؛ فإنه يجب عليه أن يقوم
ببرهما، وإذا كان مقصراً في صلة الرحم؛ فإنه يجب عليه أن يصل الرحم.

وإن كانت المعصية بفعل محرم،فالواجب أن يقلع عنه فوراً، ولا يبقي فيه ولا لحظة.

فإذا كانت من أكل الربا مثلاً، فالواجب أن يتخلص من الربا فوراً، بتركه
والبعد عنه، وإخراج ما اكتسبه عن طريق الربا، إذا كانت المعصية بالغش
والكذب على الناس وخيانة الأمانة، فالواجب عليه أن يرده إلي صاحبه، أو
يستحله منه، وإذا كانت غيبة، فالواجب أن يقلع عن غيبة الناس والتكلم في
أعراضهم، أما أن يقول إنه تائب إلي الله وهو مصر على ترك الواجب، أو مصر
على فعل المحرم، فإن هذه التوبة غير مقبولة. بل إن هذه التوبة كالاستهزاء
بالله عز وجل، كيف تتوب إلي الله- عز وجل- وأنت مصر علي معصيته؟!

لو أنك تعامل بشرا من الناس ، تقول أنا تبت إليك وأنا نادم لا أعود، ثم في
نيتك وفي قلبك أنك ستعود، وعدت، فإن هذه سخرية بالرجل، فكيف بالله رب
العالمين؟!

فالإنسان التائب حقيقة هو الذي يقلع عن الذنب.

ومن الغريب أن بعض الناس تجلس إليه، وتجده يتأوه من وجود الربا، وهو في
نفسه يرابي والعياذ بالله، أو يتأوه من الغيبة وأكل لحوم الناس؛ وهو من
أكثر الناس غيبة- نسأل الله العافية-، أو يتأوه من الكذب وضياع الأمانة في
الناس؛ وهو من أكذب الناس وأضيعهم للأمانة!!

على كل حال، الإنسان لابد أن يقلع عن الذنب الذي تاب منه، فإن لم يقلع
فتوبته مردودة لا تنفعه عند الله عز وجل. والإقلاع عن الذنب إما أن يكون
إقلاعاً عن ذنب يتعلق في حق الله- عز وجل- فهذا يكفي أن تتوب بينك وبين
ربك، ولا ينبغي- بل قد نقول: لا يجوز- أن تحدث الناس بما صنعت من المحرم
أو ترك الواجب. لأن هذا بينك وبين الله، فإذا كان الله قد من عليك بالستر،
وسترك عن العباد فلا تحدث أحداً بما صنعت إذا تبت إي الله.

وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( كل أمتي معافي إلا المجاهرين))(50)

ومن المجاهرة، كما جاء في الحديث: (( أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح
وقد ستره الله، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا…إلي آخره))(51)

إلا أن بعض العلماء قال: إذا فعل الإنسان ذنباً فيه حد، فإنه لا باس أن
يذهب إلي الإمام الذي يقيم الحدود- مثل الأمير- ويقول إنه فعل الذنب
الفلاني ويريد أن يطهره منه، ومع ذلك فالأفضل أن يستر على نفسه، هذا هو
الأفضل.

يعني يباح له أن يذهب إلي ولي الأمر إذا فعل معصية فيها حد كالزنا مثلا،
فيقول إنه فعل كذا وكذا؛ يطلب إقامة الحد عليه؛ لأن الحد كفارة للذنب.

أما المعاصي الأخرى فاسترها على نفسك كما سترها الله، وكذلك الزنا وشبهه،
استره على نفسك - بالنسبة لغير ولي الأمر- لا تفضح نفسك
ما دمت أنك قد تبت فيما بينك وبين الله تعالي، فإن الله تعالي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.

أما إذا كان الذنب بينك وبين الخلق، فإن كان مالاً فلابد أن تؤديه إلي
صاحبه، ولا تقبل التوبة إلا بأدائه مثل أن تكون قد سرقت مالاً من شخص وتبت
من هذا، فلابد أن توصل المسروق إلي المسروق منه.

أو جحدت حقاً لشخص؛ كان يكون في ذمتك دين لإنسان وأنكرته، ثم تبت ، فلابد
أن تذهب إلي صاحب الدين الذي أنكرته، وتقر عنده وتعترف حتى يأخذ حقه. فإن
كان قد مات، فإنك تعطيه ورثته، فإن لم تعرفهم، أو غاب عنك هذا الرجل ولم
تعرف له مكاناً، فتصدق به عنه تخلصاً منه، والله- سبحانه وتعالي- يعلمه
ويعطيه إياه.

أما إذا كانت المعصية التي فعلتها مع البشر ضرباً وما أشبهه، فاذهب إليه
ومكنه من أن يضربك مثل ما ضربته؛ إن كان على الظهر فعلي الظهر، وإن كان
علي الرأس فعلي الرأس، أو في أي مكان ضربته فليقتص منك؛ لقول الله تعالي
سبحانه: )وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا)(الشورى: من
الآية40)ولقوله: ) فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ
بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ)(البقرة: من الآية194).

وإذا كان بقول؛ أي: أذية بالقول، مثل ان تكون قد سببته أمام الناس ووبخته
وعيرته، فلابد أن تذهب إليه وتستحل منه بما تتفقان عليه. حتى لو قال لا
أسمح لك إلا بكذا وكذا من الدراهم فأعطه


يتبع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 0:42

جزاكِ الله خير الجزاء

وجعله بميزان حسناتكِ

همسات الروح

طيبتِ وطاب ممشاكِ

ومسعاكِ

يثبت

أتابع

تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 12:47

احمد الهاشمي

بارك الله فيك ولك بالمثل

لا حرمت إطلالتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 12:48

باب التوبة- رياض الصالحين
الرابع: أن يكون الحق غيبة، يعني أنك تكلمت به في غيبته، وقدحت فيه عند الناس وهو غائب.

فهذه اختلف فيها العلماء ؛ فمنهم من قال: لا بد أن تذهب إليه، وتقول له يا
فلان إني تكلمت فيك عند الناس، فأرجوك أن تسمح عني وتحللني.

وقال فيها بعض العلماء؛ لا تذهب إليه، بل فيع التفصيل!فإن كان قد علم بهذه
الغيبة فلابد أن تذهب إليه وتستحله. وإن لم يكن علم فلا تذهب إليه،
واستغفر له، وتحدث بمحاسنه في المجالس التي كنت تغتابه فيها؛ فإن الحسنات
يهذبن السيئات. وهذا القول أصح؛ وهو أن الغيبة إذا كان صاحبها لم يعلم
بأنك اغتبته، فإنه يكفي أن تذكره بمحاسنه في المجالس التي اغتبته فيها،
وأن تستغفر له، تقول: (( اللهم اغفر له)) كما جاء في الحديث: (( كفارة من
اغتبته أن تستغفر له))(52) فلابد في التوبة من أن تصل الحقوق إلي أهلها.

أما الشرط الرابع: فهو العزم على أن لا تعود في المستقبل؛ بأنك لن تعود
إلي هذا العمل في المستقبل، فإن كنت تنوي ان تعود إليه عندما تسمح لك
الفرصة فإن التوبة لا تصح؛ مثل: رجل كان- والعياذ بالله- يستعين بالمال
على معصية الله، يشتري به المسكرات، يذهب إلي البلاد يزني- والعياذ بالله-
ويسكر.فأصيب بفقر وقال: اللهم إني تبت إليك، وهو كاذب ، يقول : تبت إليك،
وهو في نيته أنه إذا عادت الأمور إلي مجاريها الأولي فعل فعله الأول.

فهذه توبة عاجز، تبت أم لم تبت لست بقادر على فعل المعصية، لأنه يوجد بعض
الناس يصاب بفقر، فيقول: تركت الذنوب ، لكن يحدث قلبه أنه عاد إليه ما
افتقده لعاد إلي المعصية مرة ثانية، فهذه توبة غير مقبولة؛ لأنها توبة
عاجز ، وتوبة العاجز لا تنفعه.

الشرط الخامس: أن تكون في زمن تقبل فيه التوبة، فإن تاب في زمن لا تقبل فيه التوبة لم تنفعه التوبة. وذلك علي نوعين:

النوع الأول: باعتبار كل إنسان بحسبه.

النوع الثاني: باعتبار العموم.

أما الأول: فلابد أن تكون التوبة قبل حلول الأجل- يعني الموت-، فإن كانت
بعد حلول الأجل فإنها لا تنفع التائب؛ لقول الله تعالي )وَلَيْسَتِ
التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ
أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ)(النساء: من الآية18)
هؤلاء ليس لهم توبة!

وقال تعالي : )فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ
وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ(فَلَمْ يَكُ

يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ
الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ)
(غافر:84/85) فالإنسان إذا عاين الموت وحضره الأجل؛ فهذا يعني أنه أيس من
الحياة، فتكون توبته في غير محلها! بعد أن أيس من الحياة، وعرف أنه لا
بقاء له يذهب فيتوب! هذه توبة اضطرار ، فلا تنفعه ولا تقبل منه، لابد أن
تكون التوبة سابقة.

أما النوع الثاني: وهو العموم، فإن الرسول - عليه الصلاة والسلام- أخبر
بأن : (( الهجرة لا تنقطع حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع
الشمس من مغربها))(53).

فإذا طلعت الشمس من مغربها لم ينفع أحداً من توبة.قال الله سبحانه: (
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا
لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا
خَيْرا)(الأنعام: من الآية158) وهذا البعض: هو طلوع الشمس من مغربها كما
فسر ذلك النبي صلي الله عليه وسلم.

إذا فلابد أن تكون التوبة في وقت تقبل فيه التوبة، فإن لم تكن كذلك فلا توبة للإنسان.

ثم أختلف العلماء - رحمهم الله- هل تقبل التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره أو لا ، في هذا ثلاثة أقوال لأهل العلم ‍‍!!

منهم من قال: إنها تصح التوبة من الذنب وإن كان مصراً على ذنب آخر، فتقبل
توبته من هذا الذنب، ويبقي الإثم عليه في الذنب الآخر بكل حال.

ومنهم من قال: لا تقبل التوبة من الذنب مع الإصرار على ذنب آخر.

ومنهم من فصل فقال: إن كان الذنب الذي أصر عليه من جنس الذنب الذي تاب منه فإنها لا تقبل ، وإلا قبلت.

مثال ذلك: رجل تاب من الربا ولكنه- والعياذ بالله- يشرب الخمر ومصر على شرب

الخمر.

فهنا من العلماء من قال: إن توبته من الربا لا تقبل ، كيف يكون تائبا إلي الله وهو

مصر علي معصيته؟

وقال بعض العلماء: بل تقبل ؛ لأن الربا شيء وشرب الخمر شيء آخر، وهذا هو

الذي مشي عليه المؤلف- رحمه الله- وقال: إنها تقبل التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره عند أهل الحق.

فهذا فيه الخلاف: بعضهم يقول: وبعضهم يقول: لا تقبل. أما إذا كان من
الجنس؛ مثل أن يكون الإنسان- والعياذ بالله مبتلي بالزنا، ومبتلي أيضاً
بالإطلاع على النساء والنظر إليهن بشهوة وما أشبه ذلك ، فهل تقبل توبته من
الزنا وهو مصر على النظر إلي النساء شهوة؟ أو بالعكس؟

هذا فيه أيضاً خلاف؛ فمنهم من يقول : تصح.

ومنهم من يقول : لا تصح التوبة
ولكن الصحيح في هذه المسألة أن التوبة تصح من ذنب مع الإصرار على غيره،
لكن لا يعطي الإنسان اسم التائب علي سبيل الإطلاق ، ولا يستحق المدح الذي
يمدح به التائبون؛ لأن هذا لم يتب توبة تامة بل توبة ناقصة، تاب من هذا
الذنب فيرتفع عنه إثم هذا الذنب لكنه لا يستحق أن يوصف بالتوبة علي سبيل
الإطلاق، بل يقال: هذا توبته ناقصة وقاصرة؛ فهذا هو القول الذي تطمئن إليه
النفس؛ أنه لا يعطي الوصف علي سبيل الإطلاق ، ولا يحرم من التوبة التي
تابها من هذا الذنب.

قال المؤلف- رحمه الله- إن النصوص من الكتاب والسنه تظاهرت وتضافرت على
وجوب التوبة من جميع المعاصي ، وصدق-رحمه الله- فإن الآيات كثيرة في الحث
على التوبة وبيان فضلها وأجرها، وكذلك الأحاديث عن النبي صلي الله عليه
وسلم .

وقد بين الله تعالي في كتابه أنه - سبحانه- يحب التوابين ويحب المتطهرين ،
التوابون : الذين يكثرون التوبة إلي الله- عز وجل -؛ كلما أذنبوا ذنباً
تابوا إلي الله.

ثم ذكر المؤلف من الآيات قول الله تعالي: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ
جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون)(النور: من
الآية31) هذه الجملة ختم الله بها آيتي وجوب غض البصر، وهي قوله: )قُلْ
لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (وَقُلْ
لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ
فُرُوجَهُنَّ وَلا ) إلي ) أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا
عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ
مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور: الآية 30/31).

ففي هذه الآية دليل على وجوب التوبة من عدم غض البصر وحفظ الفرج؛ لأن غض
البصر يعني: قصره وعدم إطلاقه ، ولأن ترك غض البصر وحفظ الفرج؛ كل ذلك من
أسباب الهلاك وأسباب الشقاء، وأسباب البلاء. وقد ثبت عن النبي صلي الله
عليه وسلم أنه قال: (( ما تركت بعدي فتنة أضر علي الرجال من النساء))(54)،
(( وأن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)) (55)

ولهذا كان أعداؤنا- أعداء الإسلام- بل أعداء الله ورسوله من اليهود
والنصارى والمشركين والشيوعيين وأشباههم وأذنابهم وأتباعهم كل هؤلاء -
يحرصون غاية الحرص على أن يفتنوا المسلمين بالنساء، يدعون إلي التبرج،
يدعون إلي اختلاط المرأة بالرجل، يدعون إلي التفسخ في الأخلاق، يدعون إلي
ذلك بألسنتهم ، وأقلامهم، وأعمالهم، - والعياذ بالله؛ لأنهم يعلمون أن
الفتنة العظيمة التي ينسي بها الإنسان ربه ودينه إنما تكون في النساء.

النساء اللاتي يفتن أصحاب العقول كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((
ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن))(56).

هل تريد شيئاً أبين من هذا.

أذهب للب الرجل - لعقله - الحازم، فيما بالك بالرجل المهيمن؛ الذي ليس
عنده حزم، ولا عزم، ولا دين، ولا رجولة؛ يكون أشد والعياذ بالله.

لكن الرجل الحازم تذهب النساء عقله- نسأل اله العافية-، وهذا هو الواقع
لذلك قال الله تعالي عقب الأمر بغض البصر ،قال: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ
جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور: من
الآية31)وقوله عز وجل: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً ) يدل على أنه
ينبغي لنا- بل يجب علينا- أن نتواصى بالتوبة، وأن يتفقد بعضنا بعضاً، هل
الإنسان تاب من ذنبه أو بقي مصراً عليه؛ لأنه وجه الخطاب للجميع: : (
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ )(النور: من
الآية31) وفي قوله تعالي (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) دليل على أن التوبة من
أسباب الفلاح، والفلاح- كما قال أهل العلم بالتفسير وباللغة- الفلاح: كلمة
جامعة يحصل بها المطلوب ويزول بها المرهوب، فهي كلمة جامعة لخير الدنيا
والآخرة.

وكل إنسان يطلب خير الدنيا والآخرة. ما تجد إنساناً- حتى الكافر يريد الخير. لكن من الناس من يوفق ومنهم من لا يوفق.

الكافر يريد الخير؛ لكنه يريد خير الدنيا؛ لأنه رجل بهيمي؛ هو شر الدواب
عند الله: )إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ
كَفَرُوا)(لأنفال: من الآية55) شر من كل دابة تدب على الأرض؛ ومع ذلك هو
يريد الخير، ويريد الرفاهية، ويريد التنعم بهذا الدنيا، لكنها- أي الدنيا-
جنته، والآخرة - والعياذ بالله- عذابه وناره.

المهم أن كل إنسان يريد الفلاح، لكن على حسب الهمة، المؤمن يريد الفلاح في
الدنيا والآخرة، والكافر لا يؤمن بالآخرة؛ فهو يريد الفلاح في الدنيا.

من أسباب الفلاح التوبة إلي الله - عز وجل- كما في الآية: ( وَتُوبُوا
إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ)(النور: من الآية31) أي لتنالوا الفلاح؛ وذلك بحصول المطلوب
وزوال المرهوب. والله الموفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 12:50

13-
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
(( والله إني لاستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة))(57) (
رواه البخاري).

14- وعن الأعز بن يسار المزني رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( يا أيها الناس، توبوا إلي الله
واستغفروه ، فإني أتوب في اليوم مائة مرة))(58) ( رواه مسلم).


الشرح



تقدم الكلام علي ما ذكره المؤلف- رحمه الله- من وجوب التوبة وشروطها ، وما ساقه من الآيات الدالة على وجوبها.

وهذان الحديثان ذكرهما المؤلف- رحمه الله- ليستدل على ذلك بالسنة.

لأنه كلما تضافرت الأدلة على الشيء قوي، وصار أوكد، وصار أوجب، فذكر حديث
أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام أقسم بأنه يستغفر
الله ويتوب إليه أكثر من سبعين مرة.

وهذا هو الرسول عليه الصلاة والسلام- الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر -يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة.

وفي حديث الأغر بن يسار المزني أنه صلي الله عليه وسلم قال: (( يا أيها
الناس توبوا إلي الله واستغفروه فإني أتوب إلي الله في اليوم مائة مرة)).

ففي هذين الحديثين دليل على وجوب التوبة، لأن النبي عليه الصلاة والسلام
أمر بها فقال: (( يا أيها الناس توبوا إلي الله)) فإذا تاب الإنسان إلي
ربه حصل بذلك فائدتين:

الفائدة الأولي: امتثال أمر الله ورسوله؛ وفي امتثال أمر الله ورسوله كل
الخير. فعلي امتثال أمر الله ورسوله تدور السعادة في الدنيا والآخرة.

والفائدة الثانية: الاقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم . حيث كان صلي
الله عليه وسلم يتوب إلي الله في اليوم مائة مرة؛ يعني: يقول: أتوب إلي
الله، أتوب إلي الله …

والتوبة لابد فيها من صدق، بحيث إذا تاب الإنسان إلي الله أقلع عن
الذنب.أما الإنسان الذي يتوب بلسانه وقلبه منطو على فعل المعصية، أو على
ترك الواجب. أو يتوب إلي الله بلسانه، وجوارحه مصرة على فعل المعصية ؛ فإن
توبته لا تنفعه ، بل إنها أشبه ما تكون بالاستهزاء بالله عز وجل!

كيف تقول أتوب إلي الله من معصية وأنت مصر عليها، أو تقول أتوب إلي الله من معصية وأنت عازم علي فعلها؟

الإنسان لو عامل بشرا مثله بهذه المعاملة لقال هذا يسخر بي، ويستهزئ بي!!
كيف يتنصل من أمر عندي وهو متلبس به؟ ما هذا إلا هزو ولعب، فكيف برب
العالمين؟

إن من الناس من يقول إنه تائب من الربا، ولكنه- والعياذ بالله مصر
عليه!!يمارس الربا صريحا، ويمارس الربا مخادعة ، وقد مر بنا كثيراً أن
الذي يمارس الربا مخادعة أعظم إثما وجرما من الذي يمارس الربا بالصراحة.
لأن الذي يمارس الربا بالمخادعة جنى علة نفسه مرتين:

أولاً: الوقوع في الربا.

وثانياً: مخادعة الله- عز وجل - وكان الله- سبحانه وتعالي- لا يعلم. وهذا
يوجد كثيرا في الناس اليوم الذين يتعاملون في الربا صريحاً، أمرهم واضح،
لكن من الناس من يتعامل في الربا خيانة ومخادعة؛ تجد عنده أموالاً لها
سنوات عديدة في الدكان، فيأتي الغني بشخص فقير يوقده للمذبحة والعياذ
بالله !! فيأتي إلي صاحب الدكان الذي عنده هذه البضاعة ، ويبيعها على
الفقير بالدين بيعاً صورياً. وكل يعلم أنه ليس بيعاً حقيقياً؛ لأن هذا
المشتري - المدين- لا يقلب المال، ولا ينظر إليه، ولا يهمه ، بل لو كان
أكياساً من الرمل ويبعث عليه علي أنها رز أو سكر أخذها؛ لأنه لا يهمه؛
الذي يهمه أن يقضي حاجة فيبيعها عليه - مثلاً- بعشرة آلاف لمدة سنة ،
وينصرف بدون أن ينقلها من مكانها، ثم يبيعها هذا المدين على صاحب الدكان
بتسعة آلاف- مثلاً- فيؤكل هذا الفقير من وجهين: من جهة هذا الذي دينه، ومن
جهة صاحب الدكان، ويقولون: إن هذا صحيح .بل يسمونه التصحيح ، يقول قائلهم:
تعال أصحح عليك، أو أصحح لك كذا وكذا .سبحان الله، هل هذا تصحيح؟ هذا
تلطيخ بالذنوب والعياذ بالله!!

ولهذا يجب علينا - إذا كنا صادقين مع الله - سبحانه وتعالي- في التوبة- أن
نقلع عن الذنوب والمعاصي إقلاعاً حقيقياً، ونكرها، ونندم علي فعلها؛ حتى
تكون التوبة توبة نصوحاً.

وفي هذين الحديثين : دليل على أن نبينا محمداً صلي الله عليه وسلم اشد
الناس عبادة لله، وهو كذلك، فإنه أخشانا لله، وأتقانا لله، وأعلمنا بالله
صلوات الله وسلامه عليه.

وفيه دليل على أنه عليه الصلاة والسلام معلم الخير بمقاله وفعاله.

فكان يستغفر الله، ويأمر الناس بالاستغفار؛ حتى يتأسوا به امتثالاً للأمر واتباعا للفعل.

وهذا من كمال نصحه صلوات الله وسلامه عليه لأمته. فينبغي لنا نحن أيضاً أن
نتأسي به، إذا امرنا الناس بأمر أن نكون أول من يمتثل هذا الأمر، وإذا
نهيناهم عن شيء أن نكون أول من ينتهي عنه، لأن هذا هو حقيقة الداعي إلي
الله، بل هذا حقيقة الدعوة غلي الله عز وجل؛ أن تفعل ما تؤمر به، وتترك ما
تنهي عنه. كما كان الرسول صلي الله عليه وسلم يأمرنا التوبة وهو - عليه
الصلاة والسلام- يتوب أكثر منا . نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم، وأن
يهدينا وإياكم صراطاً مستقيماً. والله الموفق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 12:51

باب التوبة- رياض الصالحين
وعن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري- خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم _
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( لله أفرح بتوبة
عبده من أحدكم: سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة))(59)(متفق عليه).

وفي
رواية لمسلم: (( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على
راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتي شجرة
فاضطجع في ظلها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من
شدة الفرح)).




الشرح



قوله- رحمه الله- (( خادم النبي صلي الله عليه وسلم )) وذلك أن أنساً -
رضي الله عنه- حين قدم النبي عليه الصلاة والسلام المدينة أتت به أمة إلي
رسول الله صلي الله عليه وسلم وقالت له: هذا أنس ابن مالك يخدمك، فقبل
النبي عليه الصلاة والسلام ذلك، وصار أنس من خدام النبي عليه الصلاة
والسلام .

ذكر أنس- رضي الله عنه- أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: (( لله أشد
فرحاً بتوبة عبده إذا تاب إليه)) من هذا الرجل الذي سقط على راحلته بعد أن
أضلها، وذكر القصة: رجل كان في أرض فلاة، ليس حوله أحد، لا ماء ولا طعام
ولا أناس .. ضل بعيره: أي ضاع، فجعل يطلبه فلم يجده، فذهب إلي شجرة ونام
تحتها ينتظر الموت! قد أيس من بعيره، وأيس من حياته؛ لأن طعامه وشرابه على
بعيره، والبعير قد ضاع، فبينما هو كذلك إذا بناقته عنده قد تعلق خطامها
بالشجرة التي هو نائم تحتها. فبأي شيء يقدر هذا الفرح؟ هذا الفرح لا يمكن
أن يتصوره أحد إلا من وقع في مثل هذه الحال!! لأنه فرح عظيم، فرح بالحياة
بعد الموت، ولهذا أخذ بالخطام فقال: (( اللهم أنت عبدي وأنا ربك))!! أراد
أن يثني على الله فيقول: (( اللهم أنت ربي وأنا عبدك)) لكن من شدة فرحه
أخطأ ..فقلب القضية.. وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك.

في هذا الحديث من الفوائد: دليل على فرح الله - عز وجل- بالتوبة من عبده
إذا تاب إليه،وأنه يحب ذلك- سبحانه وتعالي- محبة عظيمة، ولكن لا لأجل
حاجته إلي أعمالنا وتوبتنا؛ فالله غني عنا، ولكن لمحبته سبحانه للكرم؛
فإنه يحب - سبحانه وتعالي- يفرح، ويغضب ، ويكره ويحب، لكن هذه الصفات ليست
كصفاتنا ؛ لأن الله يقول: )ِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِيرُ)(الشورى: من الآية11) بل هو فرح يليق بعظمته وجلاله ولا يشبه
فرح المخلوقين.

وفيه: دليل على أن الإنسان إذا أخطأ في قول من الأقوال ولو كان كفرا سبق
لسانه إليه؛ فإنه لا يؤاخذ فهذا الرجل قال كلمة كفر ؛ لأن قول سبق اللسان
لربه: أنت عبدي وأنا ربك هذا كفر لا شك، لكن لما صدر عن خطأ من شدة الفرح
_ أخطأ ولم يعرف أن يتكلم-صار غير مؤاخذ به، فإذا أخطأ الإنسان في كلمة؛
كلمة كفر؛ فإنه لا يؤاخذ بها، وكذلك غيرها من الكلمات؛ لو سب أحدا على وجه
الخطأ بدون قصد، أو طلق زوجته على وجه الخطأ بدون قصد، أو أعتق عبده على
وجه الخطأ بدون قصد، فكل هذا لا يترتب عليه شيء؛ لأن الإنسان لم يقصده،
فهو كاللغو في اليمين، وقد قال الله تعالي: )لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ
بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ
قُلُوبُكُمْ )(البقرة: من الآية225)بخلاف المستهزئ فإن المستهزئ يكفر إذا
قال كلمة الكفر، ولو كان مستهزئا؛ لقول الله سبحانه )وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ
أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) (لا
تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )(التوبة: من
الآية65/66)، فالمستهزئ قصد الكلام، وقصد معناه؛ لكن على سبيل السخرية
والهزء؛ فلذلك كان كافراً، بخلاف الإنسان الذي لم يقصده؛ فإنه لا يعتبر
قوله شيئاً.

وهذا من رحمة الله - عز وجل- والله الموفق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 12:53


باب التوبة- رياض الصالحين

وعن أبي موسى عبد الله قيس الأشعري- رضي الله عنه- عن النبي عليه الصلاة
والسلام قال: (( إن الله تعالي يبسط يده بالليل مسيء النهار، ويبسط يده
بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ))(60)رواه مسلم.

17- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
: (( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه))(61)(رواه مسلم).

18- وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما- عن
النبي عليه الصلاة والسلام قال: (( إن الله - عز وجل - يقبل توبة العبد ما
لم يغرغر)). ((62)رواه الترمذي) وقال : حديث حسن.


الشرح



هذه الأحاديث الثلاثة التي ذكرها المؤلف - رحمه الله- كلها تتعلق بالتوبة.

أما حديث أبي موسى فقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم : (( إن الله يبسط
يده بالليل ليتوب مسي النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى
تطلع الشمس من مغربها)).

وهذا من كرمه- عز وجل- أنه يقبل التوبة حتى وإن تأخرت فإذا أذنب الإنسان
ذنباً في النهار، فإن الله- تعالي- يقبل توبته ولو تاب في الليل.إذا أذنب
وتاب في النهار فإن الله-تعالي- يقبل توبته بل إنه - تعالي- يبسط يده حتى
يتلقى هذه التوبة التي تصدر من عبده المؤمن .

وفي هذا الحديث: دليل على محبة الله- سبحانه وتعالي- للتوبة، وقد سبق في
الحديث السابق - في قصة الرجل الذي أضل راحلته حتى وجدها-: أن الله يفرح
بتوبة عبده المؤمن إذا تاب إليه اشد فرحاً من هذا براحلته.

ومن فوائد حديث أبي موسي: إثبات أن الله -تعالي- له يده، وهو كذلك، بل له
يدان جل وعلا- كما قال تعالي: )وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ
مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ
مَبْسُوطَتَانِ )(المائدة: من الآية64)، وهذه اليد التي أثبتها الله
لنفسه- بل اليدان- يجب علينا أن نؤمن بهما؛ وأنهما ثابتتان لله.

ولكن لا يجوز أن نتوهم أنها مثل أيدينا؛ لأن الله يقول في كتابه: ( لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: من الآية11)
وهكذا كل ما مر بك من صفات الله فأثبتها لله- عز وجل- لكن بدون أن تمثلها
بصفات المخلوقين؛ لأن الله ليس كمثله شيء؛ لا في ذاته، ولا في صفاته عز
وجل.

وفي هذا الحديث: أن الله- سبحانه وتعالي- يقبل توبة العبد وإن تأخرت، لكن
المبادرة بالتوبة هي الواجب؛ لأن الإنسان لا يدري ، فقد يفجأه الموت فيموت
قبل أن يتوب. فالواجب المبادرة ، لكن مع ذلك، لو تأخرت تاب الله على العبد.

وفي هذا الحديث: دليل على أن الشمس إذا طلعت من مغربها، انتهي قبول
التوبة. وقد يسأل السائل ، يقول : هل الشمس تطلع من مغربها؟ المعروف أن
الشمس تطلع من المشرق؟!

فنقول : نعم هذا هو المعروف ، وهذا هو المطرد منذ خلق الله الشمس إلي
يومنا هذا.لكن في آخر الزمان يأمر الله الشمس أن ترجع من حيث جاءت فتنعكس
الدورة، وتطلع من مغربها، فإذا رآها الناس آمنوا كلهم، حتى الكفار اليهود،
والنصارى، والبوذيون، والشيوعيون، وغيرهم؛ كلهم يؤمنون . ولكن الذي لم
يؤمن قبل أن تطلع الشمس من مغربها لا ينفعه إيمانه.

كل يتوب أيضاً، لكن الذي لم يتب قبل أن تطلع الشمس من مغربها لا تقبل
توبته؛ لأن هذه آية يشهدها كل أحد، وإذا جاءت الآيات المنذرة لم تنفع
التوبة ولم ينفع الإيمان!

أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه في أن الله -سبحانه وتعالي- يقبل التوبة ما لم تطلع الشمس من مغربها فهو كحديث أبي موسى.

وأما حديث عبد الله بن عمر : (( إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر)) أي:
ما لم تصل الروح الحلقوم، فإذا وصلت الروح الحلقوم فلا توبة، وقد بينت
النصوص الأخرى أنه إذا حضر الموت توبة؛ لقوله تعالي: )وَلَيْسَتِ
التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ
أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآن)(النساء: من الآية18).

فعليك يا أخي المسلم أن تبادر بالتوبة إلي الله - عز وجل- من الذنوب، وأن
تقلع عما كنت متلبسا به من المعاصي، وأن تقوم بما فرطت به من الواجبات،
وتسأل الله قبول تتوبتك. والله الموفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 12:56

باب التوبة- رياض الصالحين

وعن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال- رضي الله عنه-اسأله عن المسح على
الخفين، فقال: ما جاء بك يا زر؟ فقلت: ابتغاء العلم فقال: إن الملائكة تضع
أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب، فقلت: إنه قد حك في صدري المسح على
الخفين بعد الغائط والبول، وكنت امرءا من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام
فجئت أسألك: هل سمعته يذكر في ذلك شيئاً؟ قال: نعم، كان يأمرنا إذا كنا
سفرا- أو مسافرين- أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة،
لكن من غائط وبول ونوم، فقلت: هل سمعته يذكر في الهوى شيئاً؟ قال: نعم:
كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فأجابه رسول الله صلي الله عليه وسلم
نحوا من صوته: (( هاؤم )) فقلت له: ويحك أغضض ، قال الإعرابي : المرء يحب
القوم ولما يحلق بهم؟ قال النبي صلي الله عليه وسلم : المرء مع من أحب يوم
القيامة)) فما زال يحثنا حتى ذكر بابا من المغرب مسيرة سفيان- أحد
الرواة-: قبل الشام، خلقه الله - تعالي- يوم خلق السماوات والأرض مفتوحاً
للتوبة، لا يغلق حتى تطلع الشمس منه))(62) ( رواه الترمذي وغيره وقال:
حديث حسن صحيح



الشرح



هذا الحديث من أحاديث التوبة التي ساقها المؤلف -رحمه الله- في بيان متي تنقطع التوبة. لكنه يشتمل على فوائد:

منها: أن زر بن حبيش أتي إلي صفوان بن عسال- رضي الله عنه- من أجل العلم-
يبتغي العلم- فقال له صفوان بن عسال: (( إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب
العلم رضي بما يطلب)).

وهذه فائدة عظيمة تدل على فضيلة العلم، وطلب العلم؛ والمراد به العلم
الشرعي، أي: علم ما جاء به النبي صلي الله عليه وسلم أما علم الدنيا
فللدنيا ، لكن طلب العلم الذي جاء به النبي صلي الله عليه وسلم هو الذي
فيه الثناء والمدح، والحث عليه في القرآن والسنة. وهو نوع من الجهاد في
سبيل الله، لأن هذا الدين قام بأمرين:

قام بالعلم والبيان، وبالسلاح: بالسيف والسنان.

حتى إن بعض العلماء قال: (( إن طلب العلم أفضل من الجهاد في سبيل الله
بالسلاح)) لأن حفظ الشريعة إنما يكون بالعلم، والجهاد بالسلاح في سبيل
الله مبني على العلم، لا يسير المجاهد، ولا يقاتل ، ولا يحجم، ولا يقسم
الغنيمة، ولا يحكم بالأسري؛ إلا عن طريق العلم، فالعلم هو كل شيء.

ولهذا قال الله عز وجل: )ا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )(المجادلة: من الآية11) ووضع
الملائكة أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب واحتراماً له، وتعظيماً له،
ولا يرد على هذا أن يقول القائل : أنا لا أحس بذلك؟ لأنه إذا صح بذلك؟
لأنه إذا صح الخبر عن الرسول صلي الله عليه وسلم فإنه كالمشاهد عيانا.

أرأيت قوله صلي الله عليه وسلم : (( ينزل ربنا- تبارك وتعالي- كل ليلة إلي
السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من
يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له))(63).

نحن لا نسمع هذا الكلام من الله- عز وجل- لكن لما صح عن نبينا صلي الله
علي وسلم صار كأننا نسمعه ، ولذلك يجب علينا أن نؤمن بما قال الرسول صلي
الله عليه وسلم وبما صح عنه مما يذكر في أمور الغيب، وأن نكون متيقنين لها
كأنما نشاهدها بأعيننا ونسمعها بآذاننا.

ثم ذكر زر بن حبيش لصفوان بن عسال إنه حك في صدره المسح على الخفين بعد البول والغائط.

يعني أن الله تعالي ذكر في القرآن قوله: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ
إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى
الْكَعْبَيْنِ)(المائدة: من الآية6)فيقول إنه حك في صدري؛ أي: صار عندي
توقف وشك في المسح على الخفين بعد البول أو الغائط هل هذا جائز أو لا ؟

فبين له صفوان بن عسال- رضي الله عنه- أن ذلك جائز لأن النبي صلي الله
عليه وسلم أمرهم إذا كانوا سفراً أو مسافرين أن لا ينزعوا خفافهم إلا من
جنابة ولكن من غائط وبول ونوم، فدل هذا على جواز المسح على الخفين، بل إن
المسح على الخفين أفضل إذا كان الإنسان لابسا لهما.

وقد ثبت في الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة- رضي الله عنه- أنه كان مع
النبي صلي الله عليه وسلم في سفر ، فتوضأ النبي صلي الله عليه وسلم فأهوي
المغيرة لينزع خفيه فقال: (( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين، ومسح
عليهما))(64)

ففي هذا دليل واضح على أن الإنسان الذي عليه جوارب، أو عليه خفان؛ أن الأفضل أن يمسح عليهما ولا يغسل رجليه.

ومنها: أنه ينبغي إذا أشكل على الإنسان شيء أن يسأل ويبحث عمن هو أعلم
بهذا الشيء؛ حتى لا يبقي في قلبه حرج مما سمع، لأن بعض الناس يسمع الشيء
من الأحكام الشرعية ويكون في نفسه حرج، ويبقي متشككاً متردداً، لا يسأل
أحداً يزيل عنه هذه الشبهة، وهذا خطأ، بل الإنسان ينبغي له أن يسأل حتى
يصل إلي أمر يطمئن إليه ولا يبقي عنده قلق.

فهذا زر بن حبيش- رحمه الله- سأل صفوان بن عسال- رضي الله عنه- عن المسح
على الخفين؛ وهل عنده شيء عن رسول الله صلي الله عليه وسلم في ذلك، فقال:
نعم ، كان يأمرنا إذا كنا سفراً أو مسافرين ألا ننزع خفافنا إلا من جنابة،
ولكن من غائط وبول ونوم.

فهذا الحديث فيه دليل علي ثبوت المسح على الخفين، وقد تواترت الأحاديث عن
الرسول صلي الله عليه وسلم في ذلك، وأخذ بهذا أهل السنة، حتى إن بعض أهل
العلم، الذين صنفوا في كتب العقائد، ذكروا المسح على الخفين في كتاب
العقائد؛ وذلك لأن الرافضة خالفوا في ذلك؛ فلم يثبتوا المسح على الخفين
وأنكروه، والعجب أن ممن روي المسح على الخفين علي بن أبي طالب رضي الله
عنه.

ومع ذلك هم ينكرونه ولا يقولون به، فكان المسح على الخفين من شعار أهل
السنة ومن الأمور المتوترة عندهم؛ التي ليس عندهم فيها شك عن رسول الله
صلي الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 13:00

باب التوبة- رياض الصالحين
- وعن أبي سعيد بن مالك بن سنان الخدري- رضي الله عنه- أن نبي الله صلي

الله عليه وسلم قال: (( كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فسأل
عن اعلم أهل الأرض، فدل على راهب، فاتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفساً
فهل له من توبة؟ فقال: لا ، فقتله فكمل مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ،
فدل على رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن
يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلي أرض كذا وكذا، فإن بها أناسا يعبدون
الله - تعالي- فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلي أرضك فإنها أرض سوء، فانطلق
حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة، وملائكة
العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلي الله تعالي،
وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فاتاهم ملك في صورة آدمي
فجعلوه بينهم- أي حكما- فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلي أيتها كان أدني
فهو له، فقاسوا فوجدوه أدني إلي الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة
الرحمة))(68) ( متفق عليه).

وفي رواية في الصحيح: (( فكان إلي القرية الصالحة أقرب بشبر، فجعل من
أهلها)) وفي رواية في الصحيح : (( فاوحي الله تعالي إلي هذه أن تباعدي،
وإلي هذه أن تقربي، وقال: قيسوا ما بينهما ، فوجدوه إلي هذه أقرب بشبر
فغفر له)) وفي رواية: (( فنأي بصدره نحوها)).



الشرح



نقل المؤلف- رحمه الله- عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري- رضي الله
عنه- أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة
وتسعين نفساً، ثم إنه ندم وسال عن أعلم أهل الأرض يسأله: هل له من توبة؟
فدل على رجل ، فإذا هو راهب -يعني عابداً- ولكن ليس عنده علم، فلما سأله
قال إنه قتل تسعة وتسعين نفساً، فهل له من توبة؟ فاستعظم الراهب هذا الذنب
وقال: ليس لك توبة! فغضب الرجل وانزعج وقتل الراهب؛ فأتم به مائة نفس، ثم
إنه سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل عالم فقط له: إنه قتل مائة نفس
فهل له من توبة؟ قال: نعم! ومن الذي يحول بينه وبين التوبة؟ باب التوبة
مفتوح، ولكن اذهب إلي القرية الفلانية؛ فإن فيها قوماً يعبدون الله.
والأرض التي كان فيها كأنها- والله أعلم- دار كفر فأمره هذا العالم أن
يهاجر بدينه إلي هذه القرية التي يعبد فيها الله- سبحانه وتعالي- ، فخرج
تائبا نادماً مهاجراً بدينه إلي الأرض التي فيها القوم الذين يعبدون الله
عز وجل. وفي منتصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة العذاب، والمؤمن
تقبض روحه ملائكة الرحمة، فاختصموا ؛ ملائكة العذاب تقول: إنه تاب وجاء
نادماً تائباً، فحصل بينهما خصومة ، فبعث الله إليهم ملكاً ليحكم بينهم،
فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلي أيتها كان أقرب فهو له؛ يعني فهو من
أهلها. إن كانت أرض الكفر أقرب إليه فملائكة العذاب تقبض روحه، وإن كان
إلي بلد الإيمان أقرب فملائكة الرحمة تقبض روحه.

فقاسوا ما بينهما؛ فإذا البلد التي اتجه إليها- وهي بلد الإيمان -أقرب من
البلد التي هاجر منها بنحو شبر - مسافة قريبة - فقبضته ملائكة الرحمة.

ففي هذا دليل علي فوائد كثيرة:

منها: أن القاتل إذا قتل إنساناً عمداً ثم تاب فإن الله - تعالي- يقبل
توبته، ودليل ذلك في كتاب الله قوله تعالي: )إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ
أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )(النساء:
من الآية48) )إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ
مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )(النساء: من الآية48) )إِنَّ اللَّهَ لا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
)(النساء: من الآية48)، يعني ما دون الشرك، فإن الله تعالي يغفره إذا شاء.

وهذا الذي عليه جمهور أهل العلم.

وذكر عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- أن القاتل ليس له توبة؛ لأن الله
يقول: )وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ
خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ
عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93) .

ولكن ما ذهب إليه الجمهور هو الحق، وما روي عن ابن عباس- رضي الله عنهما-
فإنه يمكن أن يحمل على أنه ليس توبة بالنسبة للمقتول؛ وذلك لأن القاتل إذا
قتل تعلق فيه ثلاثة حقوق:

الحق الأول: لله، والثاني: للمقتول، والثالث: لأولياء المقتول.

أما حق الله؛ فلا شك أن الله تعالي يغفره بالتوبة، لقول الله تعالي: )قُلْ
يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا
مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً
إِنَّهُ )(الزمر: من الآية53).

ولقوله تعالي: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا
يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا
يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً) (يُضَاعَفْ لَهُ
الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً) (إِلَّا مَنْ
تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ
سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ و)(الفرقان: من الآية68/70).

وأما حق المقتول؛ فإن توبة القاتل لا تنفعه ولا تؤدي إليه حقه؛ لأنه مات،
ولا يمكن الوصول إلي استحلاله، أو التبرؤ من دمه، فهذا هو الذي يبقي
مطالباً به القاتل ولو تاب ، وإذا كان يوم القيامة فالله يفصل بينهما.

وأما حق أولياء المقتول، فإنها لا تصح توبة القاتل؛ حتى يسلم نفسه إلي
أولياء المقتول ، ويقر بالقتل، ويقول : أنا القاتل، وأنا بين أيديكم ، إن
شئتم اقتلوني وإن شئتم خذو الدية، وإن شئتم اسمحوا ، فإذا تاب إلي الله،
وسلم نفسه لأولياء المقتول- يعني لورثته - فإن توبته تصح، وما بينه وبين
المقتول يكون الحكم فيه إلي الله يوم القيامة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 13:02

وعن
أبي نجيد- بضم النون وفتح الجيم- عمران بن الحصين الخزاعي- رضي الله عنهما
- أن امرأة من جهينة أتت نبي الله صلي الله عليه وسلم وهي حبلي من الزني،
فقالت: يا نبي الله، أصبت حداً فأقمه علي، فدعا نبي الله صلي الله عليه
وسلم وليها فقال: (( أحسن إليها ، فإذا وضعت فأتني)) ففعل ، فأمر بها نبي
الله صلي الله عليه وسلم فشكت عليها ثيابها، ثم أمر بها فرجمت، ثم صلي
عليها. فقال له عمر: تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت؟ قال: لقد تابت توبة
لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت
بنفسها لله تعالي؟!))(95) ( رواه مسلم).



الشرح

قال المؤلف- رحمه الله تعالي- فيما نقله عن عمران بن حصين رضي الله تعالي
عنه: إن امرأة جاءت إلي النبي صلي الله عليه وسلم (( وهي حبلي من الزنا))
يعني حاملاً قد زنت ، رضي الله عنها.

(( فقالت: يا رسول الله إني قد أصبت حدا فاقمه علي)) أي: أصبت شيئاً يوجب
الحد فأقمه علي، فدعا النبي صلي الله عليه وسلم وليها وأمره أن يحسن إليها
فإذا وضعت فليأت بها إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فلما وضعت أتي
بها وليها إلي النبي صلي الله عليه وسلم ، (( فأمر بها فشدت عليها
ثيابها)) أي: لفت ثيابها وربطت لئلا تنكشف (( ثم أمر بها فرجمت)) أي:
بالحجارة: وهي ليست كبيرة ولا صغيرة، حتى ماتت، ثم صلي عليها النبي صلي
الله عليه وسلم ودعا لها دعاء الميت : (( فال له عمر: تصلي عليها يا رسول
الله وقد زنت)) أي: والزنى من كبائر الذنوب ، فقال: (( لقد تأبت توبة لو
قسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم)) يعيني : توبة واسعة لو قسمت علي
سبعين كلهم مذنب لوسعتهم ونفعتهم، (( وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله
عز وجل)) أي: هل وجدت أفضل من هذه الحال، امرأة جاءت فجادت بنفسها ؛ يعني
: سلمت نفسها من أجل التقرب إلي الله - عز وجل- والخلوص من إثم الزنى. ما
هناك أفضل من هذا؟!

ففي هذا الحديث دليل علي فوائد كثيرة:

منها: أن الزاني إذا زني وهو محصن- يعني قد تزوج- فإنه يجب أن يرجم
وجوباً؛ وقد كان هذا في كتاب الله- عز وجل- آية قرأها المسلمون وحفظوها
ووعوها ونفذوها، رجم النبي صلي الله عليه وسلم ورجم الخلفاء من بعده، ولكن
الله بحكمته نسخها من القرآن لفظاً وأبقي حكمها في هذه الأمة. فإذا زني
المحصن- وهو الذي د تزوج - فإنه يرجم حتى يموت. يوقف في مكان واسع، ويجتمع
الناس، ويأخذون من الحصي يرمونه به حتى يموت.

وهذه من حكمه الله عز وجل، أي: أنه لم يأمر الشرع بأن يقتل بالسيف وينتهي
أمرهن بل يرجم بهذه الحجارة حتى يتعذب ويذوق ألم العذاب في مقابل ما وجده
من لذة الحرام؛ لأن هذا الزني تلذذ جميع جسده بالحرام، فكان من الحكمة أن
ينال هذا الجسد من العذاب بقدر ما نال من اللذة.

ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إنه لا يجوز أن يرجم بالحجارة الكبيرة؛ لأن
الحجارة الكبيرة تجهز عليه ويموت سريعاً فيستريح، ولا بالصغيرة جداً لأن
هذه تؤذيه وتطيل موته، ولكن بحصي متوسط حتى يذوق اللم ثم يموت.

فإذا قال قائل: أليس قد قال النبي صلي الله عليه وسلم : (( إذا قتلتم
فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح))(96) ، والقتلة بالسيف أريح
للمرجوم من الرجم بالحجارة؟

قلنا: بلي قد قاله الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن إحسان القتلة يكون
بموافقتها للشرع، فالرجم إحسان لأنه موافق للشرع، ولذلك لو أن رجلاً جانيا
جنى على شخص فقتله عمداً وعزر به قبل ان يقتله فإننا نعزر بهذا الجاني إذا
أردنا قتله قبل أن نقتله.

مثلاً: لو أن رجلاً جانيا قتل شخصاً فقطع- مثلاً- يديه، ثم رجليه، ثم
لسانه، ثم رأسه. فإننا لا نقتل الجاني بالسيف!!بل نقطع يديه، ثم رجليه، ثم
لسانه، ثم نقطع رأسه مثلما فعل، ويعتبر هذا إحساناً في القتلة، لأن إحسان
القتلة أن يكون موافقاً للشرع علي أي وجه كان.

وفي هذا الحديث دليل على جواز إقرار الإنسان على نفسه بالزنى، من أجل تطهيره بالحد لا من أجل فضحه نفسه.

فالإنسان الذي يتحدث عن نفسه أنه زني، عند الإمام أو نائبه؛ من أجل إقامة الحد عليه، هذا لا يلام ولا يذم.

وأما الإنسان الذي يخبر عن نفسه بأنه زني ، يخبر بذلك عامة الناس؛ فهذا
فاضح نفسه وهو من غير المعافين؛ لأن الرسول صلي الله عليه وسلم يقول : ((
كل أمتي معافي إلا المجاهرين. قالوا: من المجاهرون؟ قال: الذي يفعل الذنب
ثم يستره الله عليه ثم يصبح يتحدث به))(97).

إذا قام قائل هل الأفضل للإنسان إذا زني أن يذهب إلي القاضي ليقر عنده،
فيقام عليه الحد، أو الأفضل أن يستر نفسه؟فالجواب عن هذا أن في ذلك
تفصيلاً.

قد يكون الإنسان تاب توبة نصوحاً، وندم ، وعرف من نفسه أنه لن يعود فهذا
الأفضل أن لا يذهب ولا يخبر عن نفسه، بل يجعل الأمر سرا بينه وبين الله،
ومن تاب تاب الله عليه.

واما من خاف أن لا تكون توبته نصوحا، وخاف أن يعود ويرجع إلي الذنب مرة
أخري؛ فهذا الأفضل في حقه ان يذهب إلي ولي الأمر، أو إلي القاضي أو غيره،
ليقر عنده فيقام عليه الحد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 13:03

وعن
ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (( لو أن
لابن آدم ملء واد مالاً: لأحب أن له إليه مثله ولا يملا عين ابن آدم إلا
التراب، ويتوب الله على من تاب)).(98)(متفق عليه).

24-وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال((
يضحك الله- سبحانه وتعالي-إلي رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة،
يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل، ثم يتوب الله على القاتل فيسلم
فيستشهد))(99) ( متفق عليه).


الشرح



هذان الحديثان في بيان التوبة، وأن من تاب تاب الله عليه مهما عظم ذنبه؛
لأن الله تعالي قال في كتابه: )وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ
إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا
بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً)
(يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ
مُهَاناً) )إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً
فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ
غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:68/70).

فالحديث الأول عن عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- ومعناه: أن ابن آدم
لن يشبع من المال، ولو كان له واد واحد(( لا بتغي)) أي طلب أن يكون ل
وديان، ولا يملأ غلا التراب؛ وذلك إذا مات ودفن وترك الدنيا وما فيها؛
حينئذ يقتنع؛ لأنها فاتنة، ولكن مع ذلك حث الرسول صلي الله عليه وسلم على
التوبة؛ لأن الغالب أن الذي يكون عنده طمع في المال؛ أنه لا يحترز من
الأشياء المحرمة من الكسب المحرم.

ولكن دواء ذلك بالتوبة إلي الله ولهذا قال: (( ويتوب الله علي من تاب ))
فمن تاب من سيئاته- ولو كانت هذه السيئات مما يتعلق بالمال -فإن الله يتوب
عليه.

أما الحديث الثاني فهو عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (( يضحك الله إلي رجلين.. الحديث)).

فضحك الله إلي هذين الرجلين؛ لأنه كان بينهما تمام العداوة في الدنيا؛ حتى
إن أحدهما قتل الآخر ، فقلب الله هذه العدواة التي في قلب كل واحد منهم،
وأوال ما في نفوسهما من الغل، لأن أهل الجنة يطهرون من الغل والحقد؛ كما
قال الله-تعالي- في وصفهم )وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ
إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) (الحجر:47) .

فهذه وجه العجب من الله- عز وجل- لهذين الرجلين أنه كان بينهما تمام
العداوة،ثم إن الله-تعالي- من على هذا القاتل الذي كان كافراً فتاب، فتاب
الله عليه.


ففيه دليل: على أن الكافر إذا تاب من كفره-ولو كان قد قتل أحداً من المسلمين-فإن الله- تعالي- يتوب عليه؛ لأن الإسلام يهدم ما قبله
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 13:05

مع دخول شهر رمضان المبارك
ونحن نتمني الرحمة والمغفرة من الله قولوا اّمين
نبدأ جزء جديد من رياض الصالحين باب الصبروالله المستعان
باب الصبر


قال الله تعالي: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا
وَصَابِرُوا)(آل عمران: من الآية200) )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اصْبِرُوا وَصَابِرُوا)(آل عمران: من الآية200)وقال تعالي:
)وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ
الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)
(البقرة:155) وقال تعالي: ) إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ
بِغَيْرِ حِسَابٍ)(الزمر: من الآية10) ) إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ
أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)(الزمر: من الآية10)وقال تعالي: )وَلَمَنْ
صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى:43) وقال
تعالي: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ
وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:153) وقال تعالي:
)وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ
وَالصَّابِرِين)(محمد: من الآية31) والآيات في الأمر بالصبر وبيان فضله
كثيرة معروفة.





الشرح





الصبر في اللغة: الحبس .

والمراد به في الشرع: حبس النفس على أمور ثلاثة:

الأول: على طاعة الله.

الثاني: عن محارم الله.

الثالث: على أقدار الله المؤلفة.هذه أنواع الصبر التي ذكرها أهل العلم.

الأمر الأول: أن يصبر الإنسان على طاعة الله لأن الطاعة ثقيلة على النفس،
وتصعب على الإنسان ، وكذلك ربما تكون ثقيلة على البدن بحيث يكون مع
الإنسان شيء من العجز والتعب، وكذلك أيضا يكون فيها مشقة من الناحية
المالية؛ كمسألة الزكاة ومسالة الحج، فالطاعات فيها شيء من المشقة على
النفس والبدن، فتحتاج إلي صبر ، وإلي معاناة قال الله تعالي: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200) .

الأمر الثاني: الصبر عن محارم الله بكف الإنسان نفسه عما حرم الله عليه،
لأن النفس الأمارة بالسوء تدعو إلي السوء، فيصبر الإنسان نفسه,مثل الكذب ،
والغش في المعاملات، وأكل المال بالباطل بالرب أو غيره، والزنا، وشرب
الخمر، والسرقة، وما أشبه ذلك من المعاصي الكثيرة.

فيحبس الإنسان نفسه عنها حتى لا يفعلها ، وهذا يحتاج أيضاً إلي معاناة، ويحتاج إلي كف النفس والهوى.

أما الأمر الثالث: فهو الصبر على أقدار الله المؤلمة ؛ لأن أقدار الله- عز وجل-على الإنسان ملائمة ومؤلمة.

الملاءمة: تحتاج إلي الشكر، والشكر من الطاعات؛ فالصبر عليه من النوع الأول.

ومؤلمة: بحيث لا تلائم الإنسان تكون مؤلمة؛ فيبتلي الإنسان في بدنه،ويبتلي
في ماله بفقده. ويبتلي في أهله، ويبتلي في مجتمعه ، وأنواع البلايا كثيرة
تحتاج إلي صبر ومعاناة فيصبر الإنسان نفسه عما يحرم عليه من إظهار الجزع
باللسان، أو بالقلب، أو بالجوارح لأن الإنسان عند حلول المصيبة له أربع
حالات:

الحالة الأولي: أن يتسخط.

والحالة الثانية: أن يصبر.

والحالة الثالثة: أن يرضي.

والحالة الرابعة: أن يشكر.

هذه أربع حالات تكون للإنسان عندما يصاب بالمصيبة.

أما الحال الأولي: أن يتسخط إما بقلبه، أو بلسانه، أو بجوارحه.

التسخط بالقلب: أن يكون في قلبه- والعياذ بالله- شيء على ربه من السخط
والشره على الله- والعياذ بالله- وما أشبه. ويشعر وكأن الله قد ظلمه بهذه
المصيبة.

وأما السخط باللسان: فأن يدعو بالويل والثبور، يا ويلاه ويا ثبوراه، وأن يسب الدهر فيؤذي الله- عز وجل- وما أشبه ذلك.

وأما التسخط بالجوارح: مثل أن يلطم خده، أو يصقع راسه، أو ينتف شعره، أو

يشق ثوبه وما أشبه هذا.

هذه حال السخط، حال الهلعين الذين حرموا الثواب، ولم ينجوا من المصيبة، بل
الذين اكتسبوا الإثم فصار عندهم مصيبتان، مصيبة في الدين بالسخط، ومصيبة
في الدنيا بما أتاهم مما يؤلمهم.

أما الحال الثانية: فالصبر على المصيبة بأن يحبس نفسه، هو يكره المصيبة ،
ولا يحبها، ولا يحب أن وقعت ، لكن يصبر نفسه؛ لا يتحدث باللسان بما يسخط
الله، ولا يفعل بجوارحه ما يغضب الله، ولا يكون في قلبه شيء على الله
أبدا، فهو صابر لكنه كاره لها.

والحال الثالثة: الرضا ؛ بأن يكون الإنسان منشرحا صدره بهذه المصيبة، ويرضي بها رضاء تاماً وكأنه لم يصب بها.

والحالة الرابعة: الشكر؛ فيشكر الله عليها، وكان النبي عليه الصلاة
والسلام إذا رأي ما يكره قال: (( الحمد لله على كل حال))(100).

فيشكر الله من أجل أن الله يرتب له من الثواب على هذه المعصية أكثر مما أصابه.

ولهذا يذكر عن بعض العابدات أنها أصيبت في أصبعها، فحمدت الله على ذلك،
فقالوا لها: كيف تحمدين الله والأصبع قد أصابه ما أصابه، قالت: إن حلاوة
أجرها أنستني مرارة صبرها. والله الموفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 13:48

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أخواتي في الله نبدأ فصل جديد من رياض الصالحين
(باب الصبر)

قال الله تعالي: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا
وَصَابِرُوا)(آل عمران: من الآية200) )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اصْبِرُوا وَصَابِرُوا)(آل عمران: من الآية200)وقال تعالي:
)وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ
الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)
(البقرة:155) وقال تعالي: ) إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ
بِغَيْرِ حِسَابٍ)(الزمر: من الآية10) ) إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ
أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)(الزمر: من الآية10)وقال تعالي: )وَلَمَنْ
صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى:43) وقال
تعالي: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ
وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:153) وقال تعالي:
)وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ
وَالصَّابِرِين)(محمد: من الآية31) والآيات في الأمر بالصبر وبيان فضله
كثيرة معروفة.





الشرح





الصبر في اللغة: الحبس .

والمراد به في الشرع: حبس النفس على أمور ثلاثة:

الأول: على طاعة الله.

الثاني: عن محارم الله.

الثالث: على أقدار الله المؤلفة.هذه أنواع الصبر التي ذكرها أهل العلم.

الأمر الأول: أن يصبر الإنسان على طاعة الله لأن الطاعة ثقيلة على النفس،
وتصعب على الإنسان ، وكذلك ربما تكون ثقيلة على البدن بحيث يكون مع
الإنسان شيء من العجز والتعب، وكذلك أيضا يكون فيها مشقة من الناحية
المالية؛ كمسألة الزكاة ومسالة الحج، فالطاعات فيها شيء من المشقة على
النفس والبدن، فتحتاج إلي صبر ، وإلي معاناة قال الله تعالي: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200) .

الأمر الثاني: الصبر عن محارم الله بكف الإنسان نفسه عما حرم الله عليه،
لأن النفس الأمارة بالسوء تدعو إلي السوء، فيصبر الإنسان نفسه,مثل الكذب ،
والغش في المعاملات، وأكل المال بالباطل بالرب أو غيره، والزنا، وشرب
الخمر، والسرقة، وما أشبه ذلك من المعاصي الكثيرة.

فيحبس الإنسان نفسه عنها حتى لا يفعلها ، وهذا يحتاج أيضاً إلي معاناة، ويحتاج إلي كف النفس والهوى.

أما الأمر الثالث: فهو الصبر على أقدار الله المؤلمة ؛ لأن أقدار الله- عز وجل-على الإنسان ملائمة ومؤلمة.

الملاءمة: تحتاج إلي الشكر، والشكر من الطاعات؛ فالصبر عليه من النوع الأول.

ومؤلمة: بحيث لا تلائم الإنسان تكون مؤلمة؛ فيبتلي الإنسان في بدنه،ويبتلي
في ماله بفقده. ويبتلي في أهله، ويبتلي في مجتمعه ، وأنواع البلايا كثيرة
تحتاج إلي صبر ومعاناة فيصبر الإنسان نفسه عما يحرم عليه من إظهار الجزع
باللسان، أو بالقلب، أو بالجوارح لأن الإنسان عند حلول المصيبة له أربع
حالات:

الحالة الأولي: أن يتسخط.

والحالة الثانية: أن يصبر.

والحالة الثالثة: أن يرضي.

والحالة الرابعة: أن يشكر.

هذه أربع حالات تكون للإنسان عندما يصاب بالمصيبة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 13:52

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وعن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله
صلي الله عليه وسلم : (( الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان،
وسبحان الله والحمد لله تملأن - أو تملأ- ما بين السماوات والأرض، والصلاة
نور والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك.

كل الناس يغدو، فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها))(105) ( رواه مسلم).

الشرح



سبق لنا الكلام علي الآيات التي ساقها المؤلف- رحمه الله تعالي- في الصبر
وثوابه والحث عليه، وبيان محله، ثم شرع رحمه الله في بيان الأحاديث
الواردة في ذلك.

فذكر حديث أبي مالك الشعري- رضي الله عنه- أن النبي صلي الله عليه وسلم
قال: الطهور شطر الإيمان )) الحديث، غلي قوله(( والصبر ضياء)) فبين النبي
صلي الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الصبر ضياء؛ يعني أن يضيء للإنسان،
عندما تحتلك الظلمات وتشتد الكربات، فإذا صبر؛ فإن هذا الصبر يكون له ضياء
يهديه إلي الحق.

ولهذا ذكر الله- عز وجل- أنه من جملة الأشياء التي يستعان بها، فهو ضياء
للإنسان في قلبه، وضياء له في طريقه ومنهاجه وعلمه؛ لأنه كلما سار إلي
الله - عز وجل- علي طريق الصبر؛ فإن الله تعالي- يزيده هدي وضياء في قلبه
ويبصره؛ فلهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( الصبر ضياء)).

أما بقية الحديث؛ فقال عليه الصلاة والسلام: (( الطهور شطر الإيمان)).

الطهور: يعني بذلك طهارة الإنسان.

شطر الإيمان: أي نصف الإيمان.

وذلك لأن الإيمان تخلية وتحلية.

أي: تبرؤ من الشرك والفسوق، تبرؤ من المشركين والفساق بحسب ما معهم من الفسق، فهو تخل.

وهذا هو الطهور ؛ أن يتطهر الإنسان طهارة حسيه ومعنوية من كل ما فيه أذي
فلهذا جعله النبي عليه الصلاة والسلام شطر الإيمان، (( وسبحان الله))
معناها: تنزيه الله عز وجل عما لا يليق به من العيوب ومماثلة المخلوقات.

فالله- عز وجل- منزه عن كل عيب في أسمائه ، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه، لا
تجد في أسمائه اسما يشتمل على نقص أو على عيب ؛ ولهذا قال تعالي:
(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(لأعراف: من الآية180) ولا تجد في
صفاته صفة تشتمل على عيب أو نقص؛ ولهذا قال الله (ِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ
الْأَعْلَى) بعد قوله: (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ
السَّوْءِ) فالله عز وجل له الوصف الأكمل الأعلي من جميع الوجوه، وله
أيضاً الكمال المنزه عن كل عيب في أفعاله، كما قال الله تعالي: )وَمَا
خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ)
(الدخان:38) فليس في خلق الله (106)لعب ولهو وإنما هو خلق مبني على الحكمة.

كذلك أحكامه لا تجد فيها عيباً ولا نقصاً كما قال الله تعالي: )أَلَيْسَ
اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) (التين:Cool ، وقال عز وجل: )أَفَحُكْمَ
الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ
يُوقِنُونَ) (المائدة:50) .

وقوله صلي الله عليه وسلم : (( سبحان الله والحمد لله تملآن- أو قال تملأ-
ما بين السماوات والأرض))شك من الرواي: هل قال النبي صلي الله عليه وسلم :
تملآن ما بين السموات والأرض، أو قال تملأ ما بين السموات والأرض.

والمعني لا يختلف.يعني أن سبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السماوات
والأرض، وذلك لأن هاتين الكلمتين مشتملتان على تنزيه الله عن كل نقص في
قوله(( سبحان الله)) وعلى وصف الله بكل في قوله: (( والحمد لله)).

فقد جمعت هاتان الكلمتان بين التخلية والتحلية كما يقولون؛ أي بين نفي كل
عيب ونقص، وإثبات كل كمال، فسبحان الله فيها نفي النقائص، والحمد لله فيها
إثبات الكمالات.

فالتسبيح: تنزيه الله عما لا يليق به في أسمائه ، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه .

والله - عز وجل- يحمد على كل حال، وكان النبي عليه الصلاة والسلام إذا
أصابه ما يسر به قال: (( الحمد لله على كل حال)) ثم إن ها هنا كلمة شاعت
أخيرا عند كثير من الناس؛ وهي أقوالهم (( الحمد لله الذي لا يحمد على
مكروه سواه)).

هذا الحمد ناقص ‍‍!!

لأن قولك على مكروه سواه تعبير على قلة الصبر ، أو - على الأقل- عدم كمال
الصبر، وأنك كاره لهذا الشيء، ولا ينبغي للإنسان أن يعبر هذا التعبير، بل
الذي ينبغي له أن يعبر بما كان النبي صلي الله عليه وسلم يعبر به؛ فيقول
(( الحمد لله على كل حال))، أو يقول : (( الحمد لله الذي لا يحمد على كل
حال سواه)).

أما أن يقول: على مكروه سواه، فهذا تعبير واضح على مضادة ما أصابه من الله- عز وجل- وأنه كاره له.

وأنا لا أقول: إن الإنسان لا يكره ما أصابه من البلاء ، فالإنسان بطبيعته
يكره ذلك، لكن لا تعلن هذا بلسانك في مقام الثناء على الله، بل عبر كما
عبر النبي صلي الله عليه وسلم (( الحمد لله على كل حال)).

قوله صلي الله عليه وسلم : (( والصلاة نور)).

فالصلاة نور: نور للعبد في قلبه، وفي وجهه، وفي قبره، وفي حشره، ولهذا تجد
أكثر الناس نوراً في الوجوه أكثرهم صلاة، وأخشعهم فيها لله عز وجل.

وكذلك تكون نوراً للإنسان في قلبه؛ تفتح عليه باب المعرفة لله- عز وجل-،
وباب المعرفة في أحكام الله، وأفعاله، وأسمائه، وصفاته، وهي نور في قبر
الإنسان؛ لأن الصلاة هي عمود الإسلام، إذا قام العمود قام البناء ، وإذا
لم يقم العمود فلا بناء.

كذلك نور في حشرة يوم القيامة؛ كما أخبر بذلك الرسول صلي الله عليه وسلم :
(( أن من حافظ عليه كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم
يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة يوم القيامة، وحشر مع
فرعون وهامان وقارون وابي بن خلف))(107).

فهي نور للإنسان في جميع أحواله، وهذا يقتضي أن يحافظ الإنسان عليها، وأن
يحرص عليها، وأن يكثر منها حتى يكثر نوره وعلمه وإيمانه.

وأما الصبر فقال: (( إنه ضياء)) فيه نور؛ لكن نور مع حرارة، كما قال الله
تعالي )هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً)(يونس:
من الآية5).

فالضوء لابد فيه من حرارة، وهكذا الصبر، لابد فيه من حرارة وتعب، لأن فيه مشقة كبيرة، ولهذا كان أجره بغير حساب.

فالفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر، أن الضياء في الصبر مصحوب
بحرارة؛ لما في ذلك من التعب القلبي والبدني في بعض الأحيان.

وقوله: (( الصدق برهان)).

الصدقة: بذل المال تقربا إلي الله- عز وجل- فيبذل المال على هذا الوجه
للأهل ، والفقراء ، والمصالح العامة، كبناء المساجد وغيرها؛ برهاناً على
إيمان العبد، وذلك أن المال محبوب إلي النفوس ، والنفوس شحيحة به، فإذا
بذله الإنسان لله، فإن الإنسان لا يبل ما يحب إلا لما هو أحب إليه منه.
فيكون في بذل المال لله- عز وجل- دليل على صدق الإيمان وصحته.

ولهذا تجد أكثر الناس إيماناً بالله- عز وجل- وبإخلافه؛ تجدهم أكثرهم صدقة.

ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( والقرآن حجة لك أو عليك)) لأن
القرآن هو حبل الله المتين، وهو حجة الله على خلقه، فإما أن يكون لك، وذلك
فيما إذا توصلت به إلي الله، وقمت بواجب هذا القرآن العظيم من التصديق
بالأخبار، وامتثال الأوامر، واجتناب النواهي، وتعظيم هذا القرآن الكريم
واحترامه.ففي هذه الحال يكون حجة لك.

أما إن كان الأمر بالعكس، أهنت القرآن، وهجرته لفظاً ومعني وعملاً، ولم تقم بواجبه؛ فإنه يكون شاهداً عليك يوم القيامة.

ولم يذكر الرسول صلي الله عليه وسلم مرتبة هاتين المرتبتين!

يعني: لم يذكر أن القرآن لا لك، ولا عليك ؛ لأنه لابد أن يكون إما لك وإما
عليك على كل حال . فنسأل الله أن يجعله لنا جميعاً حجة نهتدي به في الدنيا
وفي الآخرة؛ إنه جواد كريم.

قوله: (( كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)).

أي: كل الناس يبدأ يومه من الغدوة بالعمل، وهذا شيء مشاهد. فإن الله -
تعالي- جعل الليل سكناً وقال )وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ
وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ
)(الأنعام: من الآية60)، فهذا النوم الذي يكون في الليل هو وفاة صغري،
تهدأ فيه الأعصاب، ويستريح فيه البدن، ويستجد نشاطه للعمل المقبل، ويستريح
من العمل الماضي.

فإذا كان الصباح- وهو الغدوة - سار الناس واتجهوا كل لعمله.

فمنهم من يتجه إلي الخير، وهم المسلمون، ومنهم من يتجه إلي الشر، وهم الكفار والعياذ بالله.

المسلم أول ما يغدو يتوضأ ويتطهر(( والطهور شطر الإيمان)) كما في هذا
الحديث، ثم يذهب فيصلي، فيبدأ يومه بعبادة الله- عز وجل-؛ بالطهارة،
والنقاء، والصلاة، التي هي صلة بين العبد وبين ربه، فيفتتح يومه بهذا
العمل الصالح، بل يفتتحه بالتوحيد؛ لأنه يشرع للإنسان إذا استيقظ من نومه
أن يذكر الله- عز وجل- وأن يقرأ عشر آيات من آخر سورة آل عمران وهي قوله:
)إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) إلي آخر السورة: 190-200،
هذا المسلم هذا الذي يغدو في الحقيقة وهو بائع نفسه، لكن هل باعها بيعاً
يعتقها فيه؟!.

نقول: المسلم باعها بيعا يعتقها فيه؛ ولهذا قال: (( فبائع نفسه فمعتقها)) هذا قسم.

(( أو موبقها)) معناها: بائع نفسه فموبقها.الكافر يغدو إلي العمل الذي فيه
الهلاك؛ لأن معني ( أوبقها) أهلكها . وذلك أن الكافر يبدأ يومه بمعصية
الله، حتى لو بدأ والشرب؛ فإن أكله وشربه يعاقب عليه يوم القيامة، ويحاسب
عليه.

كل لقمة يرفعها الكافر إلي فمه فإنه يعاقب عليها ، وكل شربة يبتلعها من
الماء فإنه يعاقب عليها، وكل لباس يلبسه فإنه يعاقب عليه.

والدليل على هذا قوله تعالي: )قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي
أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ
لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، للذين آمنوا لا غيرهم.

) خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) يعني: ليس عليهم من شوائبها شيء يوم
القيامة. فمفهوم الآية الكريمة ) قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أنها لغير المؤمنين
حرام، وأنها ليست خالصة لهم يوم القيامة، وانهم سيعاقبون عليها.

وقال الله في سورة المائدة؛ وهي من آخر ما نزل )لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا)(المائدة: من
الآية93) فمفهوم الآية الكريمة : أن على غير المؤمنين جناح فيما طعموه.

فالكافر من حين ما يصبح- والعياذ بالله- وهو بائع نفسه فيما يهلكها، أما
المؤمن فبائع نفسه فيما يعتقها وينجيها من النار. نسأل الله أن يجعلنا
جميعاً منهم.

في آخر هذا الحديث بين رسول الله صلي الله عليه وسلم أن الناس ينقسمون إلي قسمين:

قسم يكون القرآن حجة لهم؛ كما قال : (( والقرآن حجة لك )).

وقسم يعتنقون أنفسهم بأعمالهم الصالحة.

وقسم يهلكونها بأعمالهم السيئة . والله الموفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 13:53

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

وعن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدرى رضي الله عنهما : أن ناسا من
الأنصار سألوا رسول الله صلي الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ،
حتى نفد ما عنده ، فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه: (( ما يكن عندي من
خير فلن أدخره عنكم، ومن يستفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر
يصبره الله. وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر))(108)

الشرح



كان من خلق الرسول الكريم- عليه الصلاة والسلام- أنه لا يسأل شيئاً يجده
إلا أعطاه ، وما عهد عنه أنه صلي الله عليه وسلم منع سائلاً، بل كان يعطي
عطاء من لا يخشى الفقر، ويعيش في بيته عيش الفقراء، وربما ربط على بطنه
الحجر من الجوع

فهو عليه الصلاة والسلام أكرم الناس واشجع الناس.

فلما نفد ما في يده أخبرهم أنه ما من خير يكون عنده فلن يدخره عنهم؛ أي:
لا يمكن أن يدخر شيئا عنهم فيمنعهم، ولكن ليس عنده شيء.

ثم حث النبي صلي الله عليه وسلم على الاستعفاف والاستغناء والصبر، فقال:
(( ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن الله، ومن يتصبر يصبره الله- عز وجل)).

هذه ثلاثة أمور:

أولا: من يستغن يغنه الله، أي: من يستغن بما عند الله عما في أيدي الناس؛
يغنه الله عز وجل. وأما من يسأل الناس ويحتاج لما عندهم ؛ فإنه سيبقي قلبه
فقيراً - والعياذ بالله- ولا يستغني.

والغني غني القلب، فإذا استغني الإنسان بما عند الله عما في أيدي الناس؛
أغناه الله عن الناس، وجعله عزيز النفس بعيداً عن السؤال.

ثانياً: من يستعفف يعفه الله، فمن يستعف عما حرم الله عليه من النساء يعفه الله عز وجل.

والإنسان الذي يتبع نفسه هواها فيما يتعلق بالعفة فإنه يهلك والعياذ
بالله؛ لأنه إذا أتبع نفسه هواها وصار يتتبع النساء؛ فإنه يهلك، تزني
العين، تزني الأذن، تزني اليد، تزني الرجلن ثم يزني الفرج؛ وهو الفاحشة
والعياذ بالله.

فإذا استعف الإنسان عن هذا المحرم أعفه الله- عز وجل- وحماه وحمي أهله أيضاً.

ثالثاً: من يتصبر يصبره الله، أي يعطيه الله الصبر.

فإذا تصبرت، وحسبت نفسك عما حرم الله عليم، وصبرت على ما عندك من الحاجة
والفقر ولم تلح على الناس بالسؤال فإن الله- تعالي- يصبرك ويعينك على
الصبر. وهذا هو الشاهد من الحديث؛ لأنه في باب الصبر.

ثم قال النبي صلي الله عليه وسلم (( وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من
الصبر)) أي: ما من الله على أحد بعطاء من رزق، أو غيره؛ خيراً واوسع من
الصبر؛ لأم الإنسان إذا كان صبوراً تحمل على كل شيء. إن أصابته الضراء
صبر، وإن أعرض له الشيطان بفعل المحرم صبر، وإن خذله الشيطان عن ما أمر
الله صبر.

فإذا كان الإنسان قد من الله عليه بالصبر؛ فهذا خير ما يعطاه الإنسان ،
وأوسع ما يعطاه، ولذلك تجد الإنسان الصبور لو أوذي من قبل الناس، لو سمع
منهم ما يكره، لو حصل منهم اعتداء عليه، تجده هادي البال ، لا يتصلب ، ولا
يغضب، لأنه صابر على ما ابتلاه الله به؛ فلذلك تجد قلبه دائماً مطمئناً
ونفسه مستريحة.

ولهذا قال الرسول صلي الله عليه وسلم (( ما أعطي أحد عطاء خيرا واوسع من الصبر)) والله الموفق.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 13:55

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

وعن
أبي يحيي صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه
وسلم : (( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن
: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا
له))(109)( رواه مسلم).



الشرح



قال
المؤلف- رحمه الله- فيما نقله عن صهيب الرومي: إن رسول الله صلي الله عليه
وسلم قال: (( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير)) أي: إن الرسول عليه
الصلاة والسلام أظهر العجب على وجه الاستحسان (( لأمر المؤمن)) أي:
لشأنه.فإن شأنه كله خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن.

ثم فصل الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الأمر الخير، فقال: (( إن أصابته
سراء شكر فكان خير له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له)) هذه حال المؤمن.
وكل إنسان ؛ فإنه في قضاء الله وقدره بين أمرين:

مؤمن وغير مؤمن، فالمؤمن على كل حال ما قدر الله له فهو خير له، إن أصابته
الضراء صبر على أقدار الله، وانتظر الفرج من الله، واحتسب الأجر على الله؛
فكان ذلك خيراً له، فنال بهذا أجر الصائمين.

وإن اصابته سراء من نعمة دينية؛ كالعلم والعمل الصالح، ونعمة دنيوية؛
كالمال والبنين والأهل شكر الله، وذلك بالقيام بطاعة الله - عز وجل.

فيشكر الله فيكون خيرا له، ويكون عليه نعمتان: نعمة الدين، ونعمة الدنيا.

نعمة الدنيا بالسراء، ونعمة الدين بالشكر، هذه حال المؤمن ، فهو علي خير، سواء أصيب بضراء.

وأما الكافر فهو على شر- والعياذ بالله- إن اصابته الضراء لم يصبرن بل
يتضجر، ودعا بالويل والثبور، وسب الدهر، وسب الزمن، بل وسب الله- عز وجل-
ونعوذ بالله.

وإن اصابته سراء لم يشكر الله، فكانت هذه السراء عقاباً عليه في الآخرة،
لأن الكافر لا يأكله أكلة، ولا يشرب إلا كان عليه فيها إثم، وإن كان ليس
فيها إثم بالنسبة للمؤمن ، لكن على الكافر إثم، كما قال الله تعالي: )قُلْ
مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ
وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )(لأعراف: من
الآية32) ، هي للذين آمنوا خاصة، وهي خالصة لهم يوم القيامة، أما الذين لا
يؤمنون فليست لهم، ويأكلونها حراماً عليهم، ويعاقبون عليها يوم القيامة.

فالكافر شر، سواء أصابته الضراء أم السراء، بخلاف المؤمن فإنه على خير.

وفي هذا الحديث: الحث على الإيمان النبي صلي الله عليه وسلم وأن المؤمن دائماً في خير ونعمة.

وفيه أيضاً: الحث على الصبر على الضراء، وأن ذلك من خصال المؤمنين . فإذا
رأيت نفسك عند إصابة الضراء صابراً محتسباً، تنتظر الفرج من الله- سبحانه
وتعالي- وتحتسب الأجر على الله؛ فذلك عنوان الإيمان، وإن رأيت العكس فلم
نفسك، وعدل مسيرك، وتب إلي الله.

وفي الحديث أيضاً: الحث على الشكر عند السراء، لأنه إذا شكر الإنسان ربه
على نعمة فهذا من توفيق الله له، وهو من أسباب زيادة النعم، كما قال الله
تعالي: )وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (ابراهيم:7) وإذا وفق الله
الإنسان للشكر؛ فهذه نعمة تحتاج إلي شكرها مرة ثالثة…وهكذا، لأن الشكر قل
من يقوم به، فإذا من الله عليك وأعانك عليه فهذه نعمة.

ولهذا قال بعضهم:



إذا كان شكري نعمة الله نعمة على له في مثلها يجب الشكر

فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر



وصدق - رحمه الله- فإن الله إذا وفقك للشكر فهذه نعمة تحتاج إلي شكر جديد،
فإن شكرن فهي نعمة تحتاج إلي شكر ثان، فإن شكرت فهي نعمة تحتاج إلي شكر
ثالث. وهلم جرا.

ولكننا- في الحقيقة- في غفلة عن هذا . نسأل الله أن يوقظ قلوبنا وقلوبكم ، ويصلح أعمالنا وأعمالكم؛ إنه جواد كريم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
همسات الروح
الأعضاء
الأعضاء
همسات الروح


عدد المساهمات : 1392
نقاط : 1674
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 41

شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله   شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله Icon_minitimeالإثنين 31 مايو 2010 - 13:57

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

وعن أنس رضي الله عنه قال: لما ثقل النبي صلي الله عليه وسلم جعل يتغشاه،
فقالت فاطمة رضي الله عنهما: واكرب أباه. فقال: (( ليس علي أبيك كرب بعد
اليوم)). فلما مات قالت: يا ابتاه أجاب رباه دعاه، يا ابتاه من جنة
الفردوس مأواه، يا أبتاه إلي جبريل ننعاهن فلما قالت فاطمة عليها السلام:
يا انس ، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلي الله عليه وسلم
التراب؟(110)(.رواه البخاري).
الشرح


الشرح



قال المؤلف- رحمه الله تعالي- فيما رواه عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- أن
فاطمة بنت محمد صلي الله عليه وسلم لما ثقل رسول الله صلي الله عليه وسلم
في مرضه الذي مات فيه(( جعل يتغشاه الكرب)) أي: من شدة ما يصيبه جعل يغشي
عليه من الكرب؛ لأنه عليه الصلاة والسلام يتشدد عليه الوعك والمرض، كأن
يوعك كما يوعك الرجلان من الناس.

والحكمة في هذا ، من أجل أن ينال صلي الله عليه وسلم أعلي درجات الصبر.فإن
الصبر منزلة عالية، لا ينال إلا بامتحان واختبار من الله- عز وجل- لأنه لا
صبر إلا على مكروه.

فإذا لم يصب الإنسان بشيء يكره فكيف يعرف صبره، ولهذا قال الله تعالي
)وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ
وَالصَّابِرِين)(محمد: من الآية31) فكان النبي صلي الله عليه وسلم يوعك
كما يوعك الرجلان من الناس.

فجعل يتغشاه الكرب، فتقول فاطمة- رضي الله عنها- (( وأكرب أباه)) تتوجع له من كربه، لأنها امرأة ، والمرأة لا تطيق الصبر.

فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (( لا كرب على أبيك بعد اليوم)) لأنه صلي
الله عليه وسلم لما انتقل من الدنيا انتقل إلي الرفيق الأعلى، كما كان صلي
الله عليه وسلم - وهو يغشاه الموت- يقول (( اللهم في الرفيق الأعلى، اللهم
في الرفيق الأعلى(111) وينظر إلي سقف البيت صلي الله عليه وسلم .

توفي الرسول عليه الصلاة والسلام، فجعلت، رضي الله عنها- تندبه، لكنه ندب خفيف، لا يدل على التسخط من قضاء الله وقدره.

وقولها(( أجاب ربا دعاه)) لأن الله- سبحانه وتعالي- هو الذي بيده ملكوت كل
شيء، آجال الخلق بيده، تصريف الخلق بيده، كل شيء إلي الله، إلي الله
المنهي وإليه الرجعي.

فأجاب داعي الله، وهو انه صلي الله عليه وسلم إذا توفي صار كغيره من
المؤمنين، يصعد بروحه حتى توقف بين يدي الله- عز وجل- فوق السماء السابعة.
فقالت : واأبتاه، أجاب ربا دعاه.

وقولها: (( وا ابتاه جنة الفردوس مأواه)) صلي الله عليه وسلم لأنه عليه
الصلاة والسلام أعلى الخلق منزلة في الجنة، كما قال النبي صلي الله عليه
وسلم (( اسألوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد
من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو)). ولا شك ان النبي صلي الله عليه
وسلم مأواه جنة الفردوس، وجنة الفردوس هي أعلي درجات الجنة، وسقفها الذي
فوقها عرش الرب جل جلاله، والنبي عليه الصلاة والسلام في أعلى الدرجات
منها.

قولها : (( يا أبتاه إلي جبريل ننعاه)) النعي: هو الإخبار بموت الميت،
وقالت : إننا ننعاه إلي جبريل لأن جبريل هو الذي كان يأتيه بالوحي صباحاً
ومساء.

فإذا فقد النبي عليه الصلاة والسلام ؛ فقد نزول جبريل عليه الصلاة والسلام
إلي الأرض بالوحي؛ لأن الوحي انقطع بموت النبي صلي الله عليه وسلم .

ثم لما حمل ودفن رضي الله عنها: (( أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله
صلي الله عليه وسلم التراب؟)) يعني من شدة وجدها عليه، وحزنها ، ومعرفتها
بأن الصحابة- رضي الله عنهم- قد ملأ قلوبهم محبة الرسول عليه الصلاة
والسلام فهل طابت؟

والجواب: أنها طابت؛ لن هذه ما أراد الله- عز وجل- وهو شرع الله، ولو كان
النبي عليه الصلاة والسلام يفدي بكل الأرض لفداه الصحابة رضي الله عنهم.

لكن الله - سبحانه- هو الذي له الحكم، وغليه المرجع، وكما قال الله تعالي
في كتابة: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (ثُمَّ إِنَّكُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) (الزمر:30/31) .

الفوائد:

في هذا الحديث بيان أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كغيرة من البشر، يمرض
ويجوع، ويعطش ،ويبرد ، ويحتر وجميع الأمور البشرية تعتري النبي صلي الله
عليه وسلم ، كما قال صلي الله عليه وسلم (( إنما أنا بشر مثلكم، أنسي كما
تنسون))(112).

وفيه : رد على هؤلاء القوم الذين يشركون بالرسول صلي الله عليه وسلم ؛
يدعون الرسول عليه الصلاة والسلام ، ويستغيثون به وهو في قبره بل إن
بعضهم- والعياذ بالله- لا يسأل الله تعالي ويسأل الرسول صلي الله عليه
وسلم ؛ كأن الذي يجيب هو الرسول عليه الصلاة والسلام، ولقد ضلوا في دينهم
وسفهوا في عقولهم.فإن الرسول صلي الله عليه وسلم لا يملك لنفسه ضراً ولا
نفعا فكيف يملك لغيره؟!

قال الله تعالي آمراً نبيه )قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ
اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ) بل
هو عبد من عباد الله؛ ولهذا قال( إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى
إِلَيَّ )(الأنعام: من الآية50 ) .

وقال الله- سبحانه- له أيضا (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا
رَشَداً) (21) (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ
أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) (22) (إِلَّا بَلاغاً) أي: هذه وظيفتي
(مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ)(الجـالنبي صلي الله عليه وسلم: من
الآية21/23)، ولما أنزل الله تعالي قوله: )وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ
الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء:214)، دعا قرابته صلي الله عليه وسلم وجعل ينادي
إلي أن قال: (( يا فاطمة بنت محمد ، سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من
الله شيئاً))(113) إلي هذا الحد‍!! التي هي بضعة منه والتي يريبه ما رابه
يقول لها: لا أغني عنك من الله شيئاً.

فهذا دليل على أن من سواها من باب أولي.

ففيه ضلال هؤلاء الذين يدعون الرسول صلي الله عليه وسلم تجدهم في المسجد
النبوي عند الدعاء يتجهون إلي القبر، ويصمدون أمام القبر كصمودهم أمام
الله في الصلاة أو اشد.

وفي هذا الحديث : دليل على أنه لا باس بالندب اليسير إذا لم يكن مؤذيا
بالتسخط على الله عز وجل، لأن فاطمة ندبت النبي عليه الصلاة والسلام، لكنه
ندب يسير ، وليس ينم عن اعتراض على قدر الله عز وجل.

وفيه دليل: على أن فاطمة بنت محمد صلي الله عليه وسلم ورضي الله عنها بقيت
بعد حياته صلي الله عليه وسلم بقيت فاطمة ، ولكن ليس لها ميراث، لا هي،
ولا زوجاته، ولا عمه العباس، ولا أحد من عصبته؛ لأن الأنبياء لا يورثون
،كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( إنا معشر الأنبياء لا نورث، ما
تركنا صدقة))(114).

وهذا من حكمة الله - عز وجل- لأنهم لو ورثوا لقال من يقول : إن هؤلاء
جاءوا بالرسالة يطلبون ملكا يورث من بعدهم؛ ولكن الله - عز وجل- منع ذلك.

فالأنبياء لا يورثون ، بل ما يتركونه يكون صدقة يصرف للمستحقين له والله الموفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح حديث يومي(من رياض الصالحين) تابعوا معي وفقكم الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» قصص الصالحين متجدد باذن الله
» سجل دخولك للواحة بذكر الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم3
» حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحب آل بيته الأطهار(حديث شريف)
» رياض الهداية
» اللهم اجعله روضة من رياض الجنان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: القسم الاسلامي :: الواحة الإسلامية-
انتقل الى: