واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 علي عزت بيجوفيتش..عملاق في بلاد الأقزام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

علي عزت بيجوفيتش..عملاق في بلاد الأقزام Empty
مُساهمةموضوع: علي عزت بيجوفيتش..عملاق في بلاد الأقزام   علي عزت بيجوفيتش..عملاق في بلاد الأقزام Icon_minitimeالإثنين 12 أبريل 2010 - 4:46

علي عزت بيجوفيتش
رئيس جمهورية البوسنه والهرسك الإسلاميه السابق
رحمه الله

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


قبل فترة وجيزة مرت أكثر من مناسبة، منها تولّي علي عزت بيجوفيتش رئاسة البوسنه والهرسك الوليدة في 19 نوفمبر 1990م (2/5/1411هـ) ومنها ذكرى وفاته رحمه الله في 19/10/2003م (23شعبان1424هـ) ولكنّ ما أعاد ذاكرة القلم إلى السطور التالية عن بيجوفيتش رحمه الله، هو ما يجري في الوقت الحاضر من مفاوضات دولية في غياب إسلامي مذهل حول مصير مسلمي كوسوفا ومستقبل بلادهم، (وشبيه ذلك ما يصنع في مؤتمر أنابوليس بقضية فلسطين بمشاركة الغياب خير منها) وهم في كوسوفا (كأهل فلسطين) الذين تجرّعوا من مآسي الاستعمار الصربي، على تقلّب العهود به من ملكية وشيوعية وغربية، شبيه ما كان مع أهلهم في البوسنه والهرسك المجاورة. وفي المقالات الثلاث التالية المنشورة بعد وفاة بيجوفيتش رحمه الله بفترات وجيزة، ما يطرح نموذجا لِما ينبغي أن يكون عليه أصحاب القضايا المخلصون، في فكرهم، وسياساتهم، ونضالهم، وفي عقيدتهم وإخلاصهم ووعيهم، ليحققوا -رغم العقبات العدائية الكبيرة- بعض الأهداف المرحلية على الأقلّ، دون التخلّي عن ثباتهم في مسيرة تحقيق الأهداف البعيدة الراسخة، ودون أن يكون فيما يقبلون به اليوم، ما يصنعون به بأنفسهم مزيدا من العقبات لما يمكن تحقيقه غدا على أيدي من يسيرون على الطريق ذاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علي عزّت بيجوفيتش عملاق في عالم الأقزام

رحل المفكّر الإسلامي، والمناضل المجاهد، والرئيس السياسي المحنّك، علي عزّت بيجوفيتش، رحمه الله، مخلّفا وراءه سيرة حياة متميّزة من بدايتها حتى نهايتها، حافلة بما صنع من أحداث، وبالتفاعل مع ما صنعه آخرون للحيلولة دون قيام البوسنة والهرسك، بوجهها الإسلامي الذي أثبت وجوده، وحافظ على أصالته، رغم عشرات السنين من القمع الشيوعي المتواصل، ورغم الحرب الصربية الضارية، والتواطؤ الدولي حربا.. وسلما. رحل بيجوفيتش بهدوء، لم يشارك في تشييع جثمانه كثير من أولئك الذين كانوا يستقبلونه بالابتسامات في بلدانهم، ويحاولون التغطية بذلك على عدم الوقوف بجانبه وجانب شعبه في محنة حرب الإبادة التي لم تعرف لها أوروبا مثيلا في القرن الميلادي العشرين.
المفكرّ الفذّ
محطات حياة بيجوفيتش التي تناقلها بعض وكالات الأنباء ووسائل الإعلام باتت معروفة، ابتداء من كتابه "البيان الإسلامي" الذي يمثل صورة من صور محاربة الفكر بالاعتقال والسجن، والذي يعطيه مكانه المشرّف بين قائمة عدد كبير من المفكرين الإسلاميين الذين لوحقوا في بلدانهم وكرّمتهم شعوبهم، وظنّ الطغاة أنّهم بملاحقتهم أو القضاء عليهم يقضون على فكرهم فانتشر فكرهم، بينما لم يجد الطغاة لأنفسهم إلاّ أشدّ الصفحات سوادا في تاريخ بلدانهم. وكان كتابه المشهور الآخر "الإسلام بين الشرق والغرب" عنوانا آخر من العناوين التي تكشف عن زيف دعوات "التسامح الفكري" في الغرب على وجه التخصيص، عندما يدور الأمر حول الإسلام، ومكانته في مسيرة الحضارة البشرية، وأجوبته على الأمراض الاجتماعية والأزمات المستعصية داخل الغرب نفسه وفي أنحاء العالم.
وكان واضحا منذ بداية مسيرته السياسية أنّ بيجوفيتش لم يختر لنفسه هذا الطريق بقدر ما فُرض عليه فرضا، فعندما حُكم عليه بالسجن مرتين في عهد الرئيس اليوغوسلافي الأسبق تيتو، بسبب مواقفه الفكرية، كان لهذه الملاحقة الظالمة دور كبير في أنّ اسم بيجوفيتش ورفاقه أصبح على ألسنة المسلمين المضطهدين في أراضي الاتحاد اليوغوسلافي وفي قلوبهم في كلّ مكان، حتّى إذا سقط العملاق الشيوعي المريض -وكان لا بدّ أن يسقط- وتساقطت معه الصروح الواهية التي أقامها –الشبيهة بالصروح التابعة للامبراطورية الأمريكية هذه الأيام- إذا بالشعب المسلم في البوسنة والهرسك، يجعل من المفكّر الإسلامي قائده السياسي، ليتحرّك به على طريق الألغام نحو الاستقلال، بحنكة تفوّق بها على من كانت السياسة حرفتهم زمنا طويلا، فلم يغفل عن اتخاذ المواقف السياسية التي أثبتت أنّه وشعبه لا يريدون حربا إنّما فرضت عليهم فرضا، ولكنّهم في الوقت نفسه لا يقبلون بمواقف العجز والتسليم والتنازل والتراجع كتلك التي يلجأ إليها كثير من "القادة والزعماء السياسيين" في معظم البلدان الإسلامية، التي تملك ما لم تملكه البوسنة والهرسك من الإمكانات، ولم تواجه مثل ما واجهته من حرب إبادة ضارية بأفتك الأسلحة، مع ممارسة أوضع تواطؤ دولي، لم يكن أحد يتصوّر وقوعه على امتداد ثلاثة أعوام كاملة، حُرمت خلالها البوسنة والهرسك من السلاح ولم تُحرم من الإرادة، وحُرمت من الدعم المالي والمعنوي الخارجي ولم تُمنع من الاستعداد للتضحية في القتال المفروض عليها فرضا، وحوصرت بمسلسل المؤتمرات الدولية وقطعت مؤتمرات الدول العربية والإسلامية عنها كل عون.. باستثناء البيانات المهدّئة لغضبة المسلمين وتضامنهم معها في كلّ مكان، حتى إذا عجزت الآلة الحربية الصربية المدعومة عن الوصول عبر المذابح الكبرى الشبيهة بما صنعه ويصنعه الإسرائيليون منذ وطأت أقدام اليهود المهاجرين أرض فلسطين إلى اليوم، إذا بحلف شمال الأطلسي يتحرّك بزعم "إنقاذ المسلمين" وإذا بالولايات المتحدة الأمريكية من خلاله ومن ورائه ترمي بثقلها لإنهاء الحرب بحلّ "وسطي" لم يعد يمكن فيه منع قيام الدولة الوليدة في قلب البلقان، فكان الاكتفاء بترسيخ أوضاع من شأنها إذا تحقّقت الأهداف الأمريكية من ورائها أن تمنع وجود دولة بوسنية مستقلّة قوية في قلب أوروبا، بغالبية مسلمة تفرض وجهها الحضاري على المنطقة عاجلا أو آجلا.

التحوّل الحتمي


كان ذلك ما وصفه بيجوفيتش رحمه الله بأنه سلام غير عادل، حقنا لدماء البوسنيين. ليبدأ من بعده مسيرة الصراع السياسي داخل بلده، وفي المحافل الدولية، ولم يصل إلى ذلك إلا بعد أن أثبتت سنوات الحرب من قبل، له ولشعبه، أنّ الدول الإسلامية التي كان ينتظر منها دعما سياسيا أو غير سياسي، لم تحقق ذلك الأمل، بل كانت أقرب إلى أن تقدّم "النصائح الفاسدة" للبوسنيين وزعيمهم المناضل، أن يسلكوا مثلها طريق الانضواء تحت مظلة التبعية للقوّة الأمريكية، وأن يتخلّوا عن تطلّعهم إلى التحرّر والعزّة والكرامة.
لقد كان بيجوفيتش رحمه الله عملاقا في عالم مليء بالأقزام، مناضلا في عصر يراد فيه ألا يكون رفع السلاح إلاّ من جانب من يعتدون على الإنسان وحرياته وحقوقه في كل مكان، مفكّرا سياسيا في حقبة كثر فيها أولئك الذين لا يعرفون من السياسة إلا أن يسجنوا الفكر وراء القضبان، وأن يدوسوا على كرامة الإنسان، زعيما وصل إلى الذروة وفق إرادة شعبه بين زعماء لا يستطيعون الاحتفاظ بكراسيهم إلا من خلال قهر إرادة شعوبهم.
رحل بيجوفيتش.. وسيخلّد التاريخ اسمه في أنصع صفحاته، ولا يأبه بأولئك جميعا، وسيترك أثره في مستقبل بلده ومنطقة البلقان وأوروبا وعلى المستوى الإسلامي، رغم كلّ من حاول أن يمنع ذلك الأثر من النماء والامتداد، فالحقّ لا يموت، ولا يوأد، وكما صنع على طريقه رجالا من أمثال بيجوفيتش، وشعوبا من مثل شعب البوسنة والهرسك، فلسوف يصنع المزيد من الزعماء الأفذاذ، وسيحيي عزيمة المزيد من الشعوب المنكوبة حتى الآن بما أفرزه القرن الميلادي العشرون، على صعيد الاستبداد المحلي في كل بلد، وعلى صعيد الاستبداد الدولي الذي يريد أن يجرّ البشرية إلى الهاوية.
لقد كان بيجوفيتش يمثل منعطفا لا يستهان بشأنه ومفعوله وأبعاده في تاريخ المسلمين وفي تاريخ البشرية، وإنّ من السنن التاريخية أنّ التحوّلات الكبرى التي تبدأ بأفراد من أمثال بيجوفيتش، لا بدّ وأن تصل إلى غايتها، وإن بدا الزمن طويلا على من يستعجلون النصر، فالقضية قضية أجيال، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ويعلم الظالمون أيّ منقلب ينقلبون.
رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

علي عزت بيجوفيتش..عملاق في بلاد الأقزام Empty
مُساهمةموضوع: رد: علي عزت بيجوفيتش..عملاق في بلاد الأقزام   علي عزت بيجوفيتش..عملاق في بلاد الأقزام Icon_minitimeالإثنين 12 أبريل 2010 - 4:47

كتبه
الرئيس علي عزت مفكر عميق، يغوص في الأعماق، ويأبى أن يعوم فوق السطوح، ومثقف أخذ نفسه وأحاطها بألوان الثقافة العصرية، كما ثقف العلوم الشرعية، وقرأ الكتب الفكرية الإسلامية المعاصرة، وجمع بين أصناف تلك العلوم التي حصلها من مصادرها الأمينة الموثوقة، غربية وإسلامية، فكان لنا منه مفكر عميق، ودارس واع للتيارات الفكرية المعاصرة، وثقفٌ لقفٌ قرأ فوعى، وكتب فأوعى، ولكنه لم يتفرغ للكتابة، لأن هموم الأمة الإسلامية عامة، وهموم مسلمي البلقان خاصة، والمحن والابتلاءات التي مرّوا بها، والمآسي والكوارث التي نزلت بهم. كان كل هذا يشغل الحيّز الكبير من حياته، وحركته، وتفكيره، فقد كان يكافح على عدة محاور، ولو تفرغ للقراءة والكتابة، لكان لنا منه مؤلف كبير، ولزوّدنا بثقافة ثرّة، ولأغنى المكتبة الإسلامية بمؤلفات قيمة، ولكن الخير فيما يختاره الله، ولقد سدّ الرجل ثغرات في المسيرة السياسية والكفاحية لمسلمي البوسنة والهرسك، ما كان غيره ليقوى على سدّها، والله أعلم.
ومع ذلك، ألّف الرجل عدّة كتب، وكتب العديد من الأبحاث، وقدّم الكثير من المحاضرات، في ميادين فكرية، وسياسية، ودعوية.
ومن هذه الكتب التي ألفها:
1- هروبي إلى الحرية. كتبه في السجن، عندما اعتقله الشيوعيون عام 1949 بسبب نشاطه السياسي، ولانتمائه إلى جمعية الشبان المسلمين، وحكموا عليه بالسجن مدة خمس سنوات.
2- البيان الإسلامي. وهو مجموعة مقالات كان نشرها في مجلة (تاكفين) باسم مستعار. وهذه المجلة كانت تصدرها جمعية العلماء في البوسنة، وكان يقرؤها خمسون ألف مسلم، وقد جمعها ابنه الأستاذ بكر، وأصدرها في كتاب بعنوان (البيان الإسلامي) وهو شرح لأساسيات النظام الإسلامي، وقد أثار نشر هذا الكتاب ضجة كبيرة، واستاء منه الخبثاء من الصرب والكروات، ووصفوه بالمنفستو الإسلامي الذي يدعو إلى الجهاد المقدس، لإقامة دولة إسلامية في قلب أوربا، وقدّموا الأستاذ علياً مع أحد عشر من زملائه المثقفين الإسلاميين إلى المحاكم، وحُكم عليهم بالسجن أربعة عشر عاماً، بتهمة العمل ضدّ نظام الدولة وأمن شعبها. وكان هدف المحاكمة، قمع كل فكر إسلامي، والقضاء على أصحابه. كان هذا عام 1983. وقد عدّ الشيوعيون والأوربيون هذا الكتاب وثيقة اتهام لعلي عزت وللإسلام معا، فقد تلقفته الدوائر الغربية التي تصنع القرارات المتعلقة بمأساة البوسنة، لتصفية دولة البوسنة، وتحويل شعبها إلى لاجئين، والكتاب بريء من كل تلك الاتهامات الملفقة.
كان هدف الأستاذ علي من هذا الكتاب أن يجمع شباب المسلمين في يوغسلافيا على مفاهيم واضحة، وبسيطة، وعملية، وأن يكون -الكتاب- دليلاً مرشداً في العمل الإسلامي، وليس فيه ما يمسّ أمن الدولة، وليس فيه ذكرٌ لنظامها أو أي إشارة إليه، ولهذا كانت المحاكمة شبه سرية، وسريعة حتى لا تلفت الأنظار.
وقد انتشر هذا الكتاب انتشاراً كبيراً في أوساط الإسلاميين، وتدارسوه سراً وناقشوه في حلقات ضيقة، وأثار لديهم الكثير من التساؤلات حول مستقبلهم، وهويتهم.
3 – الإسلام بين الشرق والغرب. وهذا الكتاب الكبير هو أشبه بموسوعة علمية، هزّ به أركان العالم الغربي، فقد خاطب به قادة الفكر هناك، وكان فيه عالما، وفيلسوفا، وأديبا، وفناناً مسلماً تمثّل كلّ ما أنجزته الحضارة الغربية، ثم ارتقى بتلك العلوم عندما ربطها بهدي السماء الذي جاء به الإسلام.
لقد وقف في هذا الكتاب أمام العالم بأسره في محنة بلاده التي خذلها الغرب المتحضر، كما خذلها الشرق، وهي تعاني مأساتها على أيدي مجرمين شياطين عرفت البشرية أمثالهم لدى محاكم التفتيش، ولدى الستالينيين، ولدى العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة، وهم جميعاً لا يعرفون معنى للرحمة، أو العدالة، أو الإنسانية، فهم أشدّ ضراوة من الوحوش الكاسرة.

عندما أوشك علي عزت أن ينهي كتابه هذا، اعتقله الشيوعيون وأودعوه السجن، ولم يتمكن من نشره -آنذاك- في لغته الأصلية (الصربو-كرواتية) واستطاع صديقه حسن قرشي أن يهرّب الكتاب إلى كندا سنة 1983 واستكمل الاستشهادات وعزاها إلى مراجعها، ثم ترجمه إلى اللغة الإنكليزية، ونشره في أمريكا سنة 1984 ثم أعيد طبعه عام 1989 وهذه الطبعة هي التي ترجمت إلى اللغة العربية.
إنه "كتاب ثري بأفكاره، متميز بمنهجه، أخّاذ بأسلوبه، وقوة منطقه، وثقافة صاحبه العميقة الواسعة، فهو متمكن من الثقافتين: الإسلامية والغربية معا، وهو مسلم حتى النخاع، وأوربي بالمولد والنشأة والتعليم، استوعب الفكر الغربي، ولكنه لم يغرق فيه" وأدرك مواطن الضعف والتناقض والقصور فيه أيضا، وأطلعنا على حقائق لم تلفت انتباهنا من قبل، وقد اتسق منهجه التحليلي في تقصي الحقائق، مع هدفه الذي عبّر عنه بقوله:
"لكي نفهم العالم فهماً صحيحا، لا بدّ أن نعرف المصادر الحقيقية للأفكار التي تحكم هذا العالم، وأن نعرف معانيها".
ألا ما أصدق هذه الشهادة للمفكر الأوربي المحايد (وود وورث كارلسن) بهذا الكتاب ومؤلفه:
"إن تحليله للأوضاع الإنسانية مذهل، وقدرته التحليلية الكاسحة تعطي شعوراً متعاظماً بجمال الإسلام وعالميته".
4- عوائق النهضة الإسلامية.
5- الأقليات الإسلامية في الدول الشيوعية.

جوائزه
الرئيس المفكر الداعية علي عزت فوق الجوائز، ولم يكن يتطلع إليها، ولا يسعى لنوالها، بل كانت هي التي تأتيه طوعا، فقد عرفه البوسنيون، والعرب، والمسلمون، والمثقفون، والسياسيون من سائر الأجناس، وكان عارفو فضله ومقامه في ميادين السياسة، والفكر، والدعوة، هم الذين يرشحونه، وهم الذين يمنحونه الجائزة تلو الجائزة، ومن هذه الجوائز:
1- جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1993م.
2- جائزة (مفكر العام) من مؤسسة علي وعثمان حافظ عام 1996م.
3- جائزة مولانا جلال الدين الرومي الدولية لخدمة الإسلام في تركيا.
4- جائزة الدفاع عن الديموقراطية الدولية، من المركز الأمريكي للدفاع عن الديموقراطيات والحريات.
5- جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم (رمضان 1422هـ)، تقديراً لجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين.

كفاحه السياسي
كان الفتى علي عزت ذا شخصية متميزة بالجدّ والاجتهاد، والتأمل في أحوال المسلمين في بلاد البلقان، وهي أحوال متردية مادياً ومعنويا، فالحكم الشيوعي الذي جاء بعد انهيار الحكم الملكي، كان إلحاديا، شديد الوطأة على الإسلام والمسلمين، كما كان الحكم الملكي من قبل، بل كان أشدّ وأقسى وأمرّ، وقد سمعنا من الشيخ علي يعقوب الذي أنجاه الله من مذابح الملكيين والشيوعيين وهو طفل صغير، سمعنا منه في استانبول عن بعض المذابح والأهوال التي كان يلقاها مسلمو البلقان على أيدي أولئك المجرمين من الملكيين المتعصبين لنصرانيتهم، الحاملين أحقادهم التاريخية على الإسلام والمسلمين، فهؤلاء كانوا يتفقون مع الشيوعيين على حرب المسلمين.
فكّر الفتى علي عزت فيما يمكن أن يقوم به من أجل المسلمين، فهداه تفكيره إلى إنشاء جمعية أسماها (جمعية الشبان المسلمين) ودعا إليها نفراً من زملائه الطلبة، وكان في السادسة عشرة من عمره، وكانت الجمعية أشبه بنادٍ مدرسيّ يعمل لجمع الطلبة المسلمين، وتوعيتهم، وتثقيفهم ويتحاور فيه الطلبة، ثم انتقل بالطلبة من الكلام إلى العمل، فقامت بأعمال خيرية، وثقافية، وأنشأت قسماً للفتيات المسلمات، وقدمت خدمات ومساعدات للمحتاجين إبّان الحرب الكونية الثانية، وسعت إلى بناء الشخصية المسلمة السوية الواعظة التي تفهم زمانها، وتستقيم طريقة تعايشها مع الوسط الذي تتعامل معه.
وأبناء هذه الجمعية وعلى رأسهم علي عزت، كانوا متأثرين بالأفكار الإخوانية التي نقلها إليهم الطلاب البوسنيون الذين يدرسون في الأزهر، ويحتكون بطلبة الإخوان هناك. وقد عرفوا منهم أن الإسلام ليس هذه العبادات التي يؤديها المسلمون وحسب، بل هو: دين ودولة، عقيدة وشريعة، مصحف وسيف.
وبعد حوارات طويلة، انتهى أبناء الجمعية إلى أن الإسلام أيديولوجية يجب أن تكون واقعاً في الحياة، وليست محصورة في حدود الفرد وعلاقته بربه، من خلال العبادات، كما يفهم المسيحيون الأوربيون دينهم، ويريدون تعميم فهمهم هذا على سائر الأديان، وليس الإسلام كذلك، فهو دين العقيدة، والعبادة، ودين المعاملات التي تشمل سائر المجالات الحياتية.
قرأ علي عزت ما وصل إليه من كتب الإخوان، وتأثر بأفكارهم، وتجاربهم، وأُعجب بتاريخهم الجهادي، وبعملهم التنظيمي، والدعوي، وبكفاحهم السياسي، كما اطلع على تجارب الحركات الإسلامية الأخرى في الهند، وباكستان، وأندونيسيا، وقرأ بعض كتب المودودي والندوي، ورئيس وزراء أندونيسيا الأسبق الدكتور محمد ناصر، وتفاعل معها، وهو ما يزال طالباً يدرس القانون في جامعة سراييفو، وكان يتحرك في أوساط الطلبة البوشناق في الجامعة، ويحاورهم، ويقنعنهم بما اقتنع به من تلك الأفكار التي ألهمته الكثير، ودلّته على الطريق اللاحب الذي يجب أن يسير فيه، من أجل النهوض بشعبه البوشناق، وبسائر مسلمي البلقان، لتخليصهم من أتون الشيوعية الملحدة التي تريد أن تطمس هويتهم، وتقضي على دينهم الإسلامي الحنيف، وتجعلهم قطيعاً يعيش على هامش الحياة، كما تسير سائر القطعان الأخرى التي رزحت تحت وطأة الحكم الشيوعي الدموي.

في مواجهة النازيين

اجتاح هتلر بجيشه النازي يوغسلافيا واحتلها في نيسان (أبريل) 1941 وسارع بعض أبناء البلقان المتأثرين بالفكر النازي إلى تأسيس حزب (الأشتاشا) النازي، وحاول الشبان النازيون التأثير على الطلاب المسلمين، فتصدّى لهم الطالب علي عزت وزملاؤه في جمعية الشبان المسلمين وأفهموا الطلاب المسلمين أن الفكر النازي معادٍ للإسلام، وأن الحركة النازية ضدّ المسلمين، ويحرم على المسلم أن ينتسب إلى الحركة النازية تحت أي ذريعة.
واستطاع علي عزت وزملاؤه في الجمعية التأثير على الطلبة، فاستاء النازيون الألمان من الجمعية، وحاربوها، ولم يسمحوا لها بالترخيص والعمل الحر.

ضدّ الشيوعيين
وعندما تحررت يوغسلافيا، ورحلت عنها الجيوش الألمانية، واتخذت الشيوعية مذهباً وديناً أواخر عام 1945 تصدّى الطالب الشاب علي عزت للشيوعية، كما كان يتصدّى للنازية، فاعتقله الشيوعيون مرارا، وهو طالب في الجامعة.
لقد كان الشيوعيون أقسى على المسلمين من النازيين والملكيين، فقد أغلقوا المساجد، ومدارس المسلمين وحوّلوها إلى ملاهٍ ومتاحف وبارات وحانات ومراقص، ومنعوا اقتناء المصاحف، وفعلوا الأفاعيل بعلماء المسلمين وبالمتدينين، قتلا، وسجنا، وتعذيبا، ومطاردة.
لم يفتّ هذا في عزيمة الشاب، بل زاده صلابة وتصميماً على الكفاح، والعمل بأساليب شتى، فاعتقله الشيوعيون أكثر من مرة فما يزيده الاعتقال والتعذيب إلا إيماناً بصحة الطريق الذي يسير فيه، وتمسكاً به.
وكان عهد (تيتو) صديق عبد الناصر الأثير، من أشدّ العهود قسوة على المحامي علي عزت، حتى هلاكه سنة 1980 فقد كان هذا الديكتاتور الدموي يكره علي عزت، وعندما زاره عبد الناصر، سأله عن علي عزت، فأجابه تيتو:
- إنه رجل خطير.. أخطر من تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، فهو يطالب ويرى أن تتولى الحركة الإسلامية السلطة في كل بلد تكون لها الأكثرية فيه.
وقد حكم عليه بالسجن مدة خمس سنوات مع الأشغال الشاقة عام 1949 وكانت تهمته، أن له علاقة بجمعية الشبان المسلمين، مع أن هذه الجمعية ما كانت تتعاطى مع العمل السياسي، وكانت اهتماماتها مقتصرة على تعليم العلوم الشرعية، وعلى أعمال الخير.
وفي آب/ أغسطس 1983 حكموا عليه في محكمة سراييفو، مع أحد عشر شاباً من زملائه -بينهم شاعرة مسلمة-حكموا عليهم بالسجن أربعة عشر عاما، بتهمة الانحراف نحو الأصولية، وكان من الواضح أن الحكام الشيوعيين هناك، رأوا أن فلسفة علي عزت، وما يدعو إليه، خطر عظيم على فكرتهم الماركسية الموغلة في الهمجية والتوحش.

الكفاح الدامي
بعد تصدّع الأنظمة الشيوعية في أوربا الشرقية، وفي الاتحاد السوفياتي عام 1410هـ-1990م وعدم قدرة تلك الأنظمة المنخورة الفاسدة على كبح جماح الشعوب التي بدأ تململها يظهر على السطوح، بعد عشرات السنين من القمع والاستبداد، اضطر الحزب الشيوعي اليوغسلافي إلى السماح بالتعددية السياسية، فاهتبل الدكتور علي عزت هذه الفرصة، وبادر إلى تأسيس حزب العمل الديمقراطي، وشارك في الانتخابات الرئاسية، وفاز فيها، وصار رئيساً لجمهورية البوسنة والهرسك، في جمادى الأولى 1411هـ الموافق لتشرين الثاني/ نوفمبر1990. وأجرى استفتاء شعبياً على الاستقلال عن الاتحاد اليوغسلافي، كما استقلت كرواتيا وسلوفينيا، وصوّت الشعب المسلم على الاستقلال بأكثرية 63% ولكن الغرب الصليبي لم يرض بهذه النتيجة، فشنّ حملة إعلامية ظالمة ضد مسلمي البوسنة، الأمر الذي جعل الصرب الهمج ينقضون على البوسنة، في حرب عرقية دينية دموية، وحرب إبادة شاملة، وتطوع آلاف من نصارى أوربا للقتال في صفوف الصرب، ووقعت الدولة البوسنية الوليدة بين فكي كماشة، فالصرب من جهة، والكروات من جهة ثانية، استطاعوا تمزيقها، وكادوا يجهزون على شعبها الأعزل الآمن، بآلة الحرب اليوغسلافية الرهيبة التي كانت في أيدي الصرب المتوحشين.. جرى هذا على مرأى ومسمع من الأوربيين والأمريكان، وعلى مرأى ومسمع من الأمم المتحدة التي كانت اعترفت بجمهورية البوسنة والهرسك، بحيث غدت هذه الجمهورية عضواً في هيئة الأمم المتحدة.. لم يتحرك المجتمع الدولي الذي سبق له أن اعترف بهذه الدولة، ولا تحركت أمريكا، وتركوا الصرب والكروات، وعصابات (الشِّتْنك) الصربية الإرهابية، ومن انضمّ إليها من نصارى أوربا، يفتكون بالمسلمين، ويرتكبون المجازر الجماعية التي لم تُكتشف كل مقابرها الجماعية بعد، ويغتصبون حوالي مئة ألف امرأة وفتاة مسلمة، وهم (يتفرجون) عليهم، والمسلمون كالأغنام في الليالي المطيرة، لا حول لهم ولا طول، وكان على شعب البوسنة والهرسك، أن يختار بين الانضمام إلى الكروات أو الصرب، الخصمين اللدودين اللذين لا يجتمعان إلا على حرب المسلمين، وكان هذا الاختيار كالاختيار بين سرطان الدم، وسرطان الدماغ -كما قيل- والرئيس الداهية علي عزت، صاحب العين البصيرة، والفكر العميق، والنظرة البعيدة، واليد القصيرة.. كان يسعى ويفكر في الطريقة التي تجنّب شعبه ما يمكن من الخسائر، فكان يتحرك هنا وهناك، ويعرض مقترحاته وأفكاره، ويضطر للتراجع أمام التواطؤ الغربي الأمريكي الذي لم يتحرك إلا عندما رأوا الصمود الأسطوري لذلك الشعب المسلم الذي بدت كفّته القتالية ترجح على الصرب الأوباش.
"لقد فُرض على شعب البوسنة حرب إبادة لتقويض وجوده المادي والمعنوي تماما، وفُرض عليه حظر التسلح حتى لا يمتلك وسيلة للدفاع الشرعي عن نفسه، ووقف الغرب يتفرج على هذه المذبحة التاريخية للمسلمين، أما الصياح الذي يرتفع هنا وهناك عن مفاوضات السلام، وحقوق الإنسان، والمساعدات الإنسانية للمسلمين، وتدخّل النظام العالمي الجديد، والوجبات التي أسقطتها الطائرات ثلاث مرات في مكان، أو مرتين، على شعب محاصر جائع، على مدى ستة عشر شهراً.. كل هذا ليس إلا مظاهرات إعلامية للاستهلاك العاطفي".
من أجل إنقاذ شعبه، تقدّم الرئيس علي عزت بحلّ وسط إلى قمة رؤساء الجمهورية في شعبان 1411هـ-شباط 1991 يتمثل في إقامة (فيدرالية متناسقة) تلتئم فيها جمهوريتا الصرب والجبل الأسود، في اتحاد فيدرالي خاص بهما، وكرواتيا وسلوفينيا في اتحاد كونفدرالي خاص بهما، والبوسنة ومقدونيا في اتحاد خاص يتفقان على شكله، ثم يتمّ إيجاد إطار يوغسلافي موحّد يضمّ هذه الاتحادات الثلاثة، بشرط أن تتمتع جميع الجمهوريات داخله بالسيادة والاستقلال.
كان هذا المشروع كفيلاً بإنقاذ يوغسلافيا من التمزق والانهيار، ومن الحرب الأهلية بين الجمهوريات والأعراق، لذلك حظي هذا المشروع بدعم الجماعة الأوربية، ولكن الصرب والكروات وسلوفينيا عارضوا المشروع، وكانت المحنة الرهيبة التي لن ينساها المسلمون لأولئك الحاقدين على مدى الزمان.. لن ينسوا ثلاث مئة وخمسين ألف شهيد، وحوالي مئة ألف عرض منتهك.. لن ينسوا المنازل التي هدموها على رؤوس أصحابها، ولا المساجد التي دمّروها، ولا الجرائم الكثيرة التي لا تخطر إلا على بال الأبالسة وعتاة المجرمين، ولن يقبلوا اعتذاراًَ من أوربا وأمريكا، ولا من الربيبة المدللة التي زرعوها في قلب العالم العربي.. أعني الكيان الصهيوني الغارق في إجرامه.

وفاته
لقد لقي هذا الرجل الكبير الكثير من العنت في حياته الحافلة بألوان الجهاد، وفي سائر المجالات، وابتلي في جسمه وصحته، وعلتْ سنّه، دون أن تهن له عزيمة، أو تُفَلَّ له إرادة، فينصرف عمّا عاهد الله عليه، إلى أن لقي ربَّه راضياً مرضياً يوم الأحد، التاسع عشر من تشرين الأول 2003م، عن عمر ناهز الثامنة والسبعين، بعد أن قضى أكثر من شهر في المستشفى، إثر سقوطه في منزله، وتهشّم أربعة من أضلاعه، تسبّبت في نزيف داخلي. وكان الرئيس، من قبل، قد تعرّض لأزمتين قلبيتين، وأجرى عملية زرع جهاز لتنظيم دقّات قلبه الذي تحمّل ما لا تتحمّله القلوب، طوال ذلك العمر المبارك.
وقد أعلن راديو البوسنة وفاته، ولم يتمكن مسلمو البوسنة من إعلان الحداد الرسمي عليه، فقد اعترض على ذلك ممثل الصرب في الرئاسة الجماعية، لأن الصرب الحاقدين يعدون الرئيس علي عزت عدوّهم اللدود الذي وقف بدهاء وجرأة وذكاء في وجه أطماعهم في ابتلاع البوسنة والهرسك، من أجل إقامة إمبراطورية صربية طالما حلموا بها.
رحم الله الرئيس المجاهد المبرور الميمون النقيبة، الدكتور علي عزت بيجوفيتش رحمة واسعة، وأسكنه الفردوس الأعلى، جزاء ما قدّم لدينه وشعبه وأمته، وعوّض شعب البوسنة زعيماً مخلصاً صادقاً قوياً زاهداً بزهرة الدنيا ومناصبها، كالرئيس أبي بكر: علي عزت بيجوفيتش
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب بابان
مشرفة عامة
مشرفة عامة
زينب بابان


عدد المساهمات : 10543
نقاط : 16309
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 52

علي عزت بيجوفيتش..عملاق في بلاد الأقزام Empty
مُساهمةموضوع: رد: علي عزت بيجوفيتش..عملاق في بلاد الأقزام   علي عزت بيجوفيتش..عملاق في بلاد الأقزام Icon_minitimeالأربعاء 18 أغسطس 2010 - 9:57

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
علي عزت بيجوفيتش..عملاق في بلاد الأقزام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فوق القباب سكنت مئات الأقزام..
» هكذا تصنعون طواغيتكم...علي عزت بيجوفيتش...مقال أحمد الهاشمي
» عملاق تشغيل المالتيميديا Gom Player 2.1.24.5013 Beta في اخر اصدار له
» مشكلة الغلاء في بلاد الإسلام
» عملاق التصفح الأكثر حماية فى العالم Internet Explorer 9 Platform Preview 1.9.7766.600

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام العامة :: واحة الشخصيات الدينية والتاريخية والأدبية والسياسية-
انتقل الى: