قصة الدولة الدولة الرستمية هي دولة إباضية خارجية أسَّسها عبد الرحمن بن
رستم من أصل فارسي، وكانت قاعدتها مدينة تاهرت قرب مدينة تياريت الحديثة في
مقاطعة وهران غرب الجزائر (المغرب الأوسط سابقًا).
ازدهرت مدينة تاهرت على عهد بني رستم حتى صارت ملتقى للتجَّار
والعلماء والطلبة من جميع أنحاء العالم الإسلامي؛ مما أكسبها شهرة
عالمية لدرجة أنها سمِّيت بالعراق الصغير تشبيهًا لها ببلاد العراق التي
تضجُّ بمختلف الأجناس والملل والنحل آنذاك.
تحالف
عبد الرحمن بن رستم مع دولة بني واسول أو المدرارية الخارجية في سجلماسة
(جنوب المغرب) لتقوية دولته، ونتج عن هذا التحالف مصاهرة تمت بزواج أَرْوَى
بنت عبد الرحمن بن رستم من المنتصر بن اليسع بن مدرار ملك جنوب المغرب،
وقد أنجب المنتصر من أروى ولدًا ذكرًا سمَّاه ميمونًا حكم بعده.
وبعد وفاة عبد الرحمن بن رستم سنة 168هـ= 784م ترك الأمر
شورى في سبعة أشخاص من بينهم ابنه عبد الوهاب الذي مالت الأغلبية إلى
مبايعته وسلَّمت عليه بالخلافة، في الوقت الذي بقي فيه المعارضون لخلافته
على موقفهم فسمُّوا بالنُّكَّار أو النَّكَريَّة.
بقيت
الدولة الرستميَّة قائمة في المغرب الأوسط وعلى علاقة طيبة مع الأمويين في
الأندلس إلى أن قضى عليها الفاطميون سنة 296هـ= 909م، إلا أن مذهب الخوارج
الإباضية بقي معتنقوه يؤلِّفون قوة معارضة للدولة الفاطمية، حتى إن الخوارج
الإباضية لعبت دورًا أساسيًّا ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر
[1].
[1]إبراهيم
أيوب: التاريخ العباسي السياسي والحضاري ص164.
شجرة
الحكم شجرة الحكم[1]
1- عبد الرحمن بن رستم
(162- 171هـ).
2- عبد
الوهاب (171- 208هـ).
3-
أفلح (208- 258هـ).
4- أبو بكر (258- 260هـ).
5- محمد أبو اليقظان
(260- 281هـ).
6- يعقوب
(282- 286هـ).
7-
يوسف أبو حاتم (281- 282 هـ)، (286- 294هـ).
8- يقظان (294- 297هـ).
[1]فريق
البحوث والدراسات الإسلامية، تقديم د/ راغب السرجاني: الموسوعة الميسرة في
التاريخ الإسلامي 1/342.