عشرون: الإخلاصحاصر مسلمة بن عبد الملك حصنًا، وأصابهم فيه جهد عظيم،
فندب الناس إلى نقب منه، فما دخله أحد، فجاء رجل من الجند فدخله، ففتح الله
عليهم، فنادى منادي مسلمة: أين صاحب النقب؟ فما جاء أحد حتى نادى مرتين أو
ثلاثًا أو أربعًا، فجاء في الرابعة رجل، فقال: أنا أيها الأمير صاحب
النقب، آخذ عهودًا ثلاثًا: لا تسوَّدوا اسمي في صحيفة، ولا تأمروا لي بشيء،
ولا تشغلوني عن أمري. قال: فقال له مسلمة: قد فعلنا ذلك بك. قال: فغاب بعد
ذلك فلم يُرَ. قال: فكان مسلمة بعد ذلك يقول في دبر صلاته: اللهم اجعلني
مع صاحب النقب
[1].
[1] الدينوري المالكي: المجالسة وجواهر العلم ص295.