رسالة حمراء محمود أسد
لا تقلْ عذراً
لا تقلْ : اسمحوا عنّي
في كلِّ البيوت
نسجت الدمار ..
استبحت النساء
سلبت الديار ..
سيِّدي الآتي من فراغ..
أَعَلِمْتَ بما يجري ؟
هل أدركْتَ يا خانعاً
أنَّ كلَّ كلابك
كانوا نعاجْ ؟..
باعوك بدينار
مثلما بعتَ نفسك
في غلس الليل ثمَّ النهار ..
ماذا تروي عنك الأيام ؟
أنت لست ملاكْ ..
خدعتُك المواقفُ من تجار الكلام.
بعتَ نفسك ، وأجَّرْتَ عقلك
يا ملكاً من دون رجال..
يا تاجاً من غير رأس
فقدت المكان..
وأضعت الهيبة
والصولجانْ ..
فالبلاد يباب..
سيِّد البؤس عفواً
فلا أبغي منصباً
من وراء الكلام ..
لستُ شاعرَ قصرٍ
يعيش على الترَّهات ..
لستُ تاجرَ حرفٍ
أحمله في كلِّ مناسبة
لستُ مستعرضاً
أتقلَّب أدهن جلدي
كالبهلوان..
سيِّدَ المخبرينْ
أنت في نظري رمزٌ
للطغاة..
ما زلت أمامي صباح مساء..
ما زلت حريصاً على مُلْكٍ
واهٍ كالهواء ..
لوَّثْتُمْ معالم أوطاننا
لطَّخْتمْ تاريخنا
جئتمْ ، بالدمارْ ..
إنَّني أكرَهُ أن أراكْ ..
قد أحلت الرجولة من كبرياء
إلى انبطاحْ ..
أعْدَمْت الشهادة
في المهد حوَّلْتَها سلعة
بِعتها في المزاد ..
هكذا قالوا عنكم في كل مناسبة
صفَّقوا، حيُّوا
لكنْ برياءْ ..
أنتَ نبعُ الضياء ..
أنتَ نسغُ الحياة ..
معنا في كلِّ زقاقْ ..
في كراريسنا
في السرير تلاحقنا
مخبروك ملؤوا الطرقاتْ ..
اندسُّوا في كلِّ ناحية
خلف كلِّ جدارْ ..