يا صديقي !
بدمي أكتب
بعضاً من معاناتي
ونزفي
بدمي أرسم شيئاً
من جراحي
لن أحيِّيك طويلاً
حبُّنا غضُّوا فصوله..
ورق الدنيا قليلٌ
فمداد الأرض طوله .
ذاك جرحي واسعٌ
بعد الفصال .
عندما كنَّا زهوراً
علَّمونا الحبَّ جوداً
ثمَّ أصبحنا كباراً
فكوينا بالجدال ..
إننا بين شمال
وجنوب نَتلظَّى
نحتمي من ظلم ليلى
بشقيق قد تمادى
بالخرابِ ..
ضيِّقٌ صوتي
سَبَتْهُ آهةٌ
يوم العراكْ ..
فاغتسلنا بالبلاغات السقيمهْ ..
والمسافات تناءتْ
في ليالينا العقيمهْ ..
ضيِّقٌ رَجْعُ ندائي
كبَّلوه كلَّ يومٍ
بالقيودِ
مَنْ أنادي ؟ يا شقيقي
أحْرقَتْنا تسمياتٌ
وأكاذيب البطولهْ ..
غصَّة في عينِ طفلٍ
يرتمي في حضنِ أمَّ
قد رأت خنق البراءهْ ..
غصَّة في بوح زهر
وورود في الروابي
ترفع النجوى
وترجو ربَّها
ردَّ البلاءِ ..
غصَّة في كل بيت وبلاغٍ
انتصرنا بالكلامِ
واقتحمنا حضن أطفال
أقاموا في الفراغ .
ضيِّقٌ ضوءُ النهاراتِ الحزينهْ
لا تراها ببياض
ألبسوها ثوب حزن
كلّلوها بالسوادِ ..
واسعٌ نهر دمائي
نزف بيتي
صوت طفلي
غصنُ روض في البطاحِ ..
واسعٌ مدُّ صراخي
هل تراني بعد هذا
قادراً أن أحتمي
بالنبلاء ..؟
واسعٌ نزف جراحي
بدمي أنسج حزني
ليتني أنسى جراحي
ليت شعري
لو نهضنا للصباحِ ..