العيد في بعض البلدان العربية على الرغم من تشابه عادات المسلمين في البلدان العربية والإسلامية خلالعيد الفطر المبارك، إلا أن لدى بعض الشعوب والدول عادات تختص بها دونغيرها، وإن كانت صلاة العيد وزيارات الأقارب وصلة الرحم واحدة في الدولالإسلامية؛ لأنها صادرة من التشريعات الدينية، إلا أن لكل دولة طريقةمختلفة -بعض الشيء- في ممارسة هذه العادات والتقاليد.
العيد في السعودية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ففيالسعودية مثلاً تبدأ مظاهر العيد قبل العيد نفسه، حيث تبدأ الأسرة بشراءحاجياتها من ألبسة وأطعمة وغيرها، ويتم الإعداد للحلويات الخاصة بالعيد فيبعض المناطق، مثل "الكليجة"، والمعمول. ومع أول ساعة من صباح العيد، يتجمع الناس لصلاة العيد التي تجمع الناسفي أحيائهم الخاصة، حيث يقوم الناس بعد أداء الصلاة بتهنئة بعضهم البعض فيالمسجد، وتقديم التهاني الخاصة، مثل: (كل عام وأنتم بخير)، و(عساكم منعُوَّاده)، و(تقبل الله طاعتكم)، وغيرها. ثم يذهب الناس إلى منازلهم استعدادًا للزيارات العائلية، واستقبالالضيوف من الأهل والأقارب. وتنتشر عادة في الكثير من الأسر السعوديةبالاجتماعات الخاصة في الاستراحات التي تقع في المدينة أو في أطرافها، حيثيتم استئجار "استراحة" يتجمع فيها أعضاء الأسرة الواحدة الكبيرة، والتيتضم الجد والأولاد والأحفاد، حيث تقام الذبائح والولائم، يتبعها اللعب منقبل الصغار والكبار، وتعقد الجلسات العائلية الموسَّعة.
العيد في الإماراتوفي الإمارات فإن ربة البيت في القرى تبدأ بإعداد المنزل وتنظيفهوترتيبه، رغم أنه في الغالب يكون مرتبًا.. لكن من ضروريات العيد أن يتمإعادة ترتيب البيت، وتوضع الحناء على أيدي البنات والسيدات أيضًا، ويتمتجهيز الملابس الجديدة للأطفال أيضًا خاصةً، والجميع بشكل عام. ويتم تجهيزطعام العيد خاصة اللقيمات والبلاليط وغيرها، ثم بعض الحلويات. كما توضعكميات من الفواكه في المجالس لاستقبال الضيوف، وطبعًا في مقدمة ذلك كلهالتمر والقهوة والشاي. وفي القرى -أيضًا- يبدأ العيد بالصلاة في الأماكن المفتوحة، وغالبًا مايكون الرجال في كامل زينتهم من ملابس جديدة، وقد يكون هنالك إطلاق نار في"الرزقة"، وهي رقصة شعبية تعبيرًا عن الفرح. أما في المدن فالاستعدادات متشابهة، لكن الصلاة تكون في مصلى العيد،وهو مفتوح أيضًا، لكن لا يشاركون في الرزقة، وإنما ينطلقون بعد الصلاةلتهنئة الأهل والأقارب بالعيد. وعقب صلاة الظهر ينطلق الأطفال والأسر بشكلعام نحو الحدائق والمنتزهات للابتهاج بهذا اليوم، وتكون عبارة التهنئةالمعتادة: مبروك عليكم العيد، عساكم من عوّاده.
العيد في العراقتبدأ مظاهر عيد الفطر في العراق عن طريق نصب المراجيح ودواليب الهواءوالفرارات وتهيئتها للأطفال. أما النساء فيشرعن بتهيئة وتحضير الكليجة"المعمول" بأنواع حشوها المتعددة، إما بالجوز المبروش أو بالتمر أوبالسمسم والسكر والهيل، مع إضافة الحوايج وهي نوع من البهارات لتعطيهانكهة معروفة، حيث تقدم الكليجة للضيوف مع استكان شاي، وبعض قطع الحلوياتوالحلقوم أو من السما "المن والسلوى" أو المسقول. وتعمل النساء نوعًا منالكليجة بدون حشو يطلق عليه "الخفيفي"، حيث يضاف إليه قليل من السكر ويدهنبصفار البيض، ويخبز إما بالفرن أو بالتنوُّر. وتبدأ الزيارات العائلية عقب تناول فطور الصباح بالذهاب إلى بيتالوالدين والبقاء هناك لتناول طعام الغداء، ثم معايدة الأقارب والأرحامومن ثَم الأصدقاء. ويأخذ الأطفال العيدية من الوالدين أولاً، ثم يذهبونمعهما إلى الجد والجدة والأقارب الآخرين، بعدها ينطلقون إلى ساحات الألعابحيث يركبون دواليب الهواء والمراجيح، ويؤدون بعض الأغنيات الخاصة بهم.
العيد في اليمن[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وتبدو مظاهر العيد في اليمن في العشر الأواخر من رمضان الكريم، حيث ينشغلالصغار والكبار بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية؛ ليتم حرقها ليلةالعيد تعبيرًا عن فرحتهم بقدوم عيد الفطر، وحزنًا على وداعه. ونجد أهل القرى في اليمن ينحرون الذبائح ويوزعون لحومها على الجيرانوالأصدقاء، والجلوس في مجالس طيلة أيام العيد لتبادل الحكايات المختلفة.أما في المدن فيذهبون لتبادل الزيارات العائلية عقب صلاة العيد، وتقدَّمللأولاد العيدية. والأكلات اليمنية التي لا يكاد بيت يخلو منها فهي "السَّلتة" وتتألف منالحلبة المدقوقة وقطع البطاطا المطبوخة مع قليل من اللحم والأرز والبيض،وتحرص النسوة اليمنيات على تقديم أصناف من الطعام للضيوف في العيد، ومنها:بنت الصّحن أو السّباية، وهي عبارة عن رقائق من الفطير متماسكة مع بعضهاالبعض ومخلوطة بالبيض والدهن البلدي والعسل الطبيعي. وتختلف عادات العيد في اليمن بين المدن والقرى، حيث تأخذ هذه العاداتفي القرى طابعًا اجتماعيًّا أكبر، عبر التجمع في إحدى الساحات العامة،وإقامة الرقصات الشعبية والدبكات؛ فرحًا بقدوم العيد.
العيد في مصروفيمصر تتزين الأحياء الشعبية بمظاهر العيد، ويعود الأطفال مع والديهم محملينبالملابس الجديدة التي سيرتدونها صباح عيد الفطـر. وتجد الازدحام على أشدهقبل العيد في جميع المخابز؛ لأنها تستعد لعمل كعك العيد، الذي هو سمة منسمات العيد في مصر، وتتفنن النساء في عمله مع الفطائر الأخرى والمعجناتوالحلويات التي تقدم للضيوف. أما بيوت الله فتنطلق منها التكبيرات والتواشيح الدينية، حيث يؤديالناس صلاة العيد في الساحات الكبرى والمساجد العريقة في القاهرة، وعقبصلاة العيد يتم تبادل التهاني بقدوم العيد المبارك، وتبدأ الزيارات ما بينالأهل والأقارب، وتكون فرحة الأطفال كبيرة وهم يتسلمون العيدية من الكبار،فينطلقون بملابسهم الجميلة فرحين لركوب المراجيح ودواليب الهواء، والعرباتالتي تسير في شوارع المدن وهم يطلقون زغاريدهم وأغانيهم المحببة، فرحينبهذه الأيام الجميلة.
العيد في السودانأما في السودان، ففي منتصف شهر رمضان المبارك، يقوم البيت على قدم وساقللاستعداد للمناسبة العظيمة، حيث تعد أصناف الحلوى وألوان الكعك والخبز،مثل الغريبة والبيتي فور والسابليه والسويسرول بكميات وافرة تكفي لإكرامالزائرين الذين يتوافدون بعيد صلاة العيد، والتي تُؤدَّى في الساحات قربالمساجد، يشهدها الجميع، ويتبادلون التهاني، ويحلل بعضهم بعضًا، ويتجاوزنعمّا سلف وكان في السابق. ثم يتوافد رجال الحي في كثير من القرى إلى منزل أحد الكبار، أو أي مكانمتفق عليه، كلٌّ يحمل إفطاره، ثم يخرجون جماعات لزيارة المرضى وكبار السن.وكذلك تفعل النساء والأطفال، حيث يقضون نهار اليوم الأول في الزياراتوالتهاني للجيران، قبل أن ينطلق الجميع بعد الغداء وصلاة العصر لزيارةالأهل والأقارب والأصحاب في الأحياء الأخرى. وتستمر الزيارات طوال الأيام الأولى من شوال، حيث تنظم الرحلاتالعائلية والشبابية، ويقضي الجميع أوقات جميلة مع بعضهم البعض على ضفافنهر النيل. ويحرص كثير من السودانيين المقيمين في المدن على قضاء عطلةالعيد في قراهم ومراتع صباهم بين أهلهم وأحبابهم. كذلك مما يميز العيد فيالسودان ما يعرف باسم "العيدية"، وهي قطع من النقود التي يمنحها الأب أوالأعمام أو الأخوال والكبار - للصغار، الذين يشترون بها ما يشاءون منألعاب وحلويات.
العيد في سوريايبدأ العيد في سوريا باكرًا بعض الشيء، حيث تنصب المراجيح والألعابالأخرى الخاصة بالأطفال في الحدائق العامة وأمام بعض المنازل، كما تشتريالأسر ملابس العيد الجديدة في الأيام الأخيرة من رمضان؛ ما يؤدي إلىاكتظاظ كبير في الأسواق. كما يحرص الناس على شراء الحلويات الخاصة بالعيدمن مثل السكاكر والشوكولاه والأصناف الأخرى. وتتعدد أصناف الحلويات في سوريا تبعًا للمدينة؛ ففي المناطق الشرقيةيتم إعداد "الكليجة" أو المعمول، والأقراص، وفي حلب تعدّ أنواع "الكبابيج"الحلبية التي تؤكل مع "الناطف"، وفي حمص يتم صنع الأقراص وغيرها. ومع أول أيام العيد، يصلي الكثير من أهل دمشق في المسجد الأموي، كمايصلي الآخرون في المساجد الأخرى، ثم يقوم الجميع بزيارة القبور، والترحُّمعلى الأموات، وقراءة القرآن على قبورهم. بعدها يتم الاستعداد في المنازللزيارة الأقارب، حيث يقوم الرجال بزيارة الجد والجدة في أول الأمر، ثمالعمات والخالات، وفي المساء تكمل الأسرة زيارة الأعمام والأخوال، يتخللهازيارات الجيران. أما الأولاد والأطفال فإنهم يقضون العيد في بعض الزيارات العائلية،ينما يقضون معظم الوقت في الأسواق والملاهي والحدائق. ولا ينسون أن يأخذوا"العيدية" من الأقارب، كالجد والجدة والأعمام والأخوال، والتي تضاف إلى"الخرجية" أو "العيدية" التي يقدمها الأب والإخوة الكبار صباح أول أيامالعيد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]. كما تجتمع الأسرة مساءً للخروج إلى أحد المطاعم في المدينة، أو التيتقع في أطرافها، ويهب الكثير منهم إلى المصائف القريبة من مدنهم، كبلودانومصياف وصافيتا والزبداني وغيرها. المصدر: مجلة الخطوط السعودية.