العيد في عيون أطفالنا
أ. محمد شلال الحناحنة يأتي العيد بحمد الله بعد أيام مباركة، فكيف يرى أطفالنا العيد؟ وماتأثيره في نفوسهم الزكيّة، وعقولهم الصغيرة المتفتحة؟! وما مدى إدراكهمللمعاني السامية التي تشعرهم بالبهجة الحقيقية والتواصل والترابط؟! ومنهنا أقف مع الآباء في همسات مشرقة، وتساؤلات حميمة دافئة، تخاطب وجدانأحبابنا الصغار الذين ننتظر أن يقوى عودهم، وتزهر براعمهم. ومن منا -إخوتي في الله- يجلس مع أطفاله وأحبائه بودٍّ أبوي، وحنوٍّعذب، يبين لهم معنى العيد في الإسلام؟! وما آدابه، وأهدافه وأبعاده؟ وهلالعيد مجرد فرح وحلوى ولباسٍ جديد؟! ومتى نتخيَّر لهم الموعظة الحسنةلتؤثر فيهم؟ وإن كان الكثيرون منا لا يوقظون أبناءهم للصلوات المفروضة،فهل ترانا نوقظهم لصلاة العيد في مصلى المسلمين؛ ليدركوا الأجر العظيم،وينالوا الفضل الكبير؟! وهل عوَّدنا أطفالنا على صلة الأرحام في العيد، وتهنئة الآباء والأمهات والأخوال والعمات؟! هل يصلون الإخوان وأساتذتهم والجيران؟! إلى أي مدى نحثهم على الصدقات وعلى التوفير من مصروفهم (للريال الخيري)مثلاً؛ للتصدق على الفقراء والمحتاجين، واليتامى والمحرومين؟! أليس هذايرقق قلوبهم ويزكي نفوسهم، ويشعرهم بأن هناك من حرموا الأبوة أو الأمومةالحانية من أقربائهم وأقرانهم؟! وهل ترانا نخبرهم بأن هناك أطفالاً مسلمين مثلهم يتعرضون في كل يومللجوع والتشريد والموت في فلسطين والعراق وأفغانستان؛ بسبب قوى الاحتلالوالظلم والعدوان؟ ترى ما الألعاب التي نختارها لأطفالنا في الأعياد وغيرها؟ أهي ألعابتربوية ثقافية فيها فوائد لعقولهم وتربوية لأعصابهم وتعليم لهم علىالتفكير المنظم، أم هي مفرقعات فيها إيذاء لهم ولأصحابهم وإزعاج وصخب فيالشوارع والبيوت؟ لسنا ضد أن ندخل البهجة على نفوس أبنائنا فنصحبهم للحدائق والأسواقوالمتنزهات، ولكن إلى أي مدى نرشدهم للمحافظة على المرافق العامة، ونظافةالأمكنة وعدم إيذاء الآخرين بأقوال أو أفعال؟ هل نحمِّل أحبابنا المسئولية أحيانًا مع توجيههم ونصحهم؛ ليشبوامُدركين لدورهم في المجتمع، متمسكين بأخلاق الإسلام وفضائل الرجالالعاملين الأتقياء؛ فهم جيل المستقبل الزاهر الذي ننتظره بإذن الله؟