واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فؤاد سلطان
مشرفين
مشرفين



عدد المساهمات : 56
نقاط : 78
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
العمر : 53

بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان Empty
مُساهمةموضوع: بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان   بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان Icon_minitimeالإثنين 3 يناير 2011 - 19:39

المسرحية الشعرية "بحيرة الظمأ " لعزت الطيرى

تشخيص أدبي لواقع مريض











يوجد صنفان في العالم الثالث من أصحاب العقول ، التي تخرج ما فيها ، عن طريق الأقلام ، لكي تضيء هذا العالم المظلم ؛ الصنف الأول منهما : هم الأصلاء، العقلاء الذين يشعرون ويكابدون ما تعانيه مجتمعاتهم ، فيشخصونه ؛ من اجل علاجه وإصلاحه ، أما الصنف الثاني : فهو النوع الذي يجلب لنفسه العار ، ولقرنائه وزملاءه غيظ الشبهة ، فتصبح أقلامهم موضوعة خلف أذان صخور ، ولهم صوت الثعالب ؛ من اجل فتات ولقيمات، ويالها من دناءة وتدنى شرف ، ومذلة كرامة وقلم !!! ؟

يدخل ضمن نطاق الصنف الأول ، الأديب الشاعر الجنوبي عزت الطيرى ، الذي يقول عن مجتمعه " أهل الجنوب إذا فرحوا بكوا غير مصدقين أن هناك فرحا" يمكن أن يطرق أبوابهم " [1] وفى تفصيل وتفسير لهذا القول ، جاءت مسرحيته الشعرية " بحيرة الظمأ " الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في العام 2010 ، وتشكلت في حوالي 157صفحة .

وقد تضمنت المسرحية رصد للتغيرات التي حدثت في المجتمع القروي الريفي وأفرزت العديد من الظواهر غير المألوفة في حياة الريف ، ويمكن رصد هذه التغيرات في محورين رئيسين هما : المحور الاقتصادي ، والمحور السياسي ، وقد أثر هذان المحوران في تغير الحياة الاجتماعية في المجتمع الريف الجنوبي وفى حياة الجنوب بصفة عامة .

فالقرية أم المدينة ، والتي لا تمدها بالغذاء فقط ، ولكن تمدها بالبشر أيضا" ، فبسبب هذه التغيرات أصبحت القرية طاردة لأبنائها إلى المدينة ، والى دول الخليج بوجه خاص ، وهذا لأسباب اقتصادية من البداية كما يراها النص الذي يقول :

" المال ضنين

الماء ضنين

الرزق ضنين

وحنان الأم على فلزات الكبد ضنين !!" ص 91



وبسبب ذلك التغير الإقتصادى الذي طرا على المجتمع وتطلعا ت أفراده بصفة عامة وتحوله إلى مجتمع يتنافس على الثراء المادي ، تحول إلى مجتمع مادي لا يهتم بالقيم أو الأخلاق ، فتحول إلى مجتمع لصوصي ، ولا استثناء ، فيقول الناص على لسان احد الفلاحين في النص :

" زوجتك تسرق منك

والولد كذلك!!

وشريكك في الأرض

أخوك وصراف القرية

والتاجر وشيخ الخفراء

وشيخ المسجد

حتى شيخ المسجد يسرق في ركعات صلاته " ص 90

وبسبب هذا التغير إلى لمادة في المجتمع واهتزاز القيم والأخلاق والأعراف الجيدة المتوارثة ، ووجود الفقر والأزمات يلجأ الناس إلى التشدد في الدين كرد فعل وحيلة تعويض

اجتماعية وسياسية واقتصادية ، وبذلك يضع الناص ( عزت الطيرى ) بوعي شديد في مسرحيته السر وراء التشدد في الدين والمغالاة فيه ، أو بيع القيم والنفس والجسد ؛ فكلا الأمرين واحد ، فسيان التشدد في الدين وبيع الجسد ؛ كلاهما تطرف ، فيعلن النص على لسان احد أبطاله مستغربا" مستنكرا"في أن :

" ومن سيصدق أن سميرا" يتدروش

هربا" من جوع وبطالة

أو أن أخاه يبيع النفس البشرية

والجسد الفتان من اجل المال "

ويرجع هذا التردي في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية إلى السياسة الاقتصادية غير الحكيمة في هذه الأنحاء فقصب السكر هو المحصول الرئيس الذي يعتمد عليه أهل الجنوب ، والذي يصنع منه السكر ، والسكر سلعة مطلوبة ، وسعره في ازدياد ، ولكن لا يأًخذ من الفلاحين وذلك راجع إلى ما يقوله النص :

" حتى ينفذ سكر تجار المستورد

حتى تنتعش وتنتفخ كروش التجار

ومن خلف التجار" ص94

ولا يصمت النص عند ذلك بل يبين السبب وراء هذا الأمر ، فاضحا" الوضع السياسي الاقتصادي بجرأة يفتقدها العقل الصعيدي فيقول :

إذ أن النواب الأحرار الشرفاء أصحاب البركات

أعضاء في تلك الشركات !!

ولهم فيها أبناء وحوافز وجوائز ومكاسب ومحاسيب ومجاذيب " ص96

وأمام هذا الواقع المريض سياسيا" وإقتصادبأ في الصعيد الجنوبي لا يكون أمام الناس غير التخلص من الأرض ببيعها ؛ فأحمد الذي تسأله خطيبته سلوى الذي باع الأرض ليسافر إلى دول الخليج فيكون رده عليها :

" يا بنت الناس

وماذا اعطتنى الأرض العاقر

غير الذل وغير الدين " ص 141

تعتبر مسرحية (بحيرة الظمأ ) لعزت الطيرى دخولا" في ريف الصعيد الجنوبي وخروجا" منه بنص شعري يمتع النفس ويثير العقل ، ولكن قد سقط منه سهوا" بعض الملاحظات التي يمكن أجمالها في الأتي :

1 - لم يظهر في المسرحية انه حتى الذين يذهبون إلى دول الخليج ويعودون بالمال ، فإنهم لا يستخدمونه في تطوير وتنمية الصعيد في صورة مشاريع أو شركات ، بل غالبا يستخدم في شراء السلاح الألى ، ليستخدم في عادة الثأر واضطراب حركة المجتمع ، أو يُجمد في شراء العمارات في القاهرة و الإسكندرية .

2 - السياسيون في صعيد مصر يخدعون المواطنين ويستغلون العاطفة العرقية والقبلية والدينية فيهم ، وهذا يثبت ويزيد التنافر العرقي و القبلي والديني في الصعيد ، ويعيق بشده حركة تطور المجتمع الصعيدي ،وبعد الفوز في الانتخابات مثلا" لا يعثر للنائب على اثر !!!

3 - كما يؤخذ على الناص عزت الطيرى : انه لم يهمش المفردات ذات البيئة الصعيدية مثل : سلاع ( الشوك في النخيل والأشجار ) وكلمة حراز ( الأفرع الصغيرة في شجر السنط المليئة بالأشواك ) ، وقواديس ( جرار كانت تربط في نوع من السواقي لري الزرع ) ، فالقارىء للعمل ليس حتما" أن يكون صعيديا" بل انه محتمل أن يكون قاهريا" ، أو خليجيا" ، أو مغربيا" وليست في مفردات لهجتهم هذه الألفاظ .

ما يميز هذه المسرحية الشعرية اللغة الشعرية العالية البسيطة الفهم ، التي تجذب النفس ، كما لم يحرمنا الناص من لفتا ته الطريفة والظريفة ، فجاء النص يحمل مضمون قيم وطرافة تناسب عمل مسرحي جيد .

كما يُحمد لعزت الطيرى تقديم إضاءة لأماكن في الجنوب ، من المحتمل انه لم يسمع عنها غير أهلوها ومن جاورهم قبل ذلك مثل ؛ مدينة دشنا ، ومدينة إسنا ، وقرية نجع الحلة .

يتبقى لنا ن نقول بعد هذه الدراسة المختصرة للمسرحية الشعرية ( بحيرة الظمأ ) لعزت الطيرى ) أن نقول : إننا نتطلع ونطمح أن يقدم هذا النص كعمل مسرحي مشاهد ، فسيكون أفضل بكثير جدا" من عروض الكباريهات التي نشاهدها على مسارحنا .

ولنا أن نقول في ختام هذه الدراسة المختصرة ، وليس خروجا" منها ، ولكن دخولا" فيها والخروج منها بسؤال وهو : كيف أن شاعرا" كعزت الطيرى ، بصوته الشعري الممتد إلى جميع أرجاء العالم العربي ، لم يحصل حتى الآن في وطنه ، على أية جوائز من جوائز الدولة ، ذات القيمة المادية والأدبية ...اقلها مثلا" التشجيعية ؟ !!

المفكر والأديب / فؤاد سلطان

نشرت هذه الدراسة فى جريدة خط احمر المصرية بتاريخ 1- /12 / 2010





[1] - من حوار مع صحيفة المصري اليوم عدد 23/ 9 / 2010 ، أجرى الحوار : هبه مجدي وغادة محمد الشريف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان   بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان Icon_minitimeالثلاثاء 4 يناير 2011 - 8:38

عندك الحق استاذي القدير

الباحث والناقد والمفكر فؤاد سلطان

اوغلت في النص بطريقة عميقة

افهمت واوضحت

عزت الطيري يستحق الكثر

وهو وسام على صدر كل مصري

اشكرك سيدي

ولك خالص تحياتي

لاتطول الغيبة اخي الحبيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فؤاد سلطان
مشرفين
مشرفين



عدد المساهمات : 56
نقاط : 78
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
العمر : 53

بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان   بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان Icon_minitimeالثلاثاء 4 يناير 2011 - 17:22

اشكرك استاذ احمد
لتعليقك الكريم على المشاركة
دمت بجمال الورد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نبض أنثى
الأعضاء
الأعضاء
نبض أنثى


عدد المساهمات : 298
نقاط : 294
السٌّمعَة : -1
تاريخ التسجيل : 17/04/2010
العمر : 44

بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان   بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان Icon_minitimeالأربعاء 5 يناير 2011 - 7:35

جميل ما كتبت هنا استاذنا
لك مني اجمل تحيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فؤاد سلطان
مشرفين
مشرفين



عدد المساهمات : 56
نقاط : 78
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
العمر : 53

بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان Empty
مُساهمةموضوع: رد: بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان   بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان Icon_minitimeالخميس 6 يناير 2011 - 6:24

الاستاذة الكريمة نبض انثى
الاجمل هو مرور حضرتك الكريم
دمتى بالصحتى والخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأمى - الذكاء والتلفزيون - فؤاد سلطان
» حكايات الأيام القديمة - فؤاد سلطان
» سيرة اخشاب تتهيأ للملكوت - فؤاد سلطان
» إعدام - مجنون العرب - قصه فصيرة - فؤاد سلطان
» الذاكرة والغرائز- الذكاء والتلفزيون - فؤاد سلطان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: أقسام الكتاب و الأدباء و الشعراء :: واحة الأديب والمفكر المصري فؤاد سلطان-
انتقل الى: