واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 سيرة اخشاب تتهيأ للملكوت - فؤاد سلطان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فؤاد سلطان
مشرفين
مشرفين



عدد المساهمات : 56
نقاط : 78
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
العمر : 53

سيرة اخشاب تتهيأ للملكوت - فؤاد سلطان Empty
مُساهمةموضوع: سيرة اخشاب تتهيأ للملكوت - فؤاد سلطان   سيرة اخشاب تتهيأ للملكوت - فؤاد سلطان Icon_minitimeالإثنين 10 يناير 2011 - 20:09

عن ديوان( سيرة أخشاب تتهيأ للملكوت )
نبايع( محمد عبد الحميد توفيق )
سيدا" للشجريين على شروط


تكمن أهمية العمل الأدبي أو الفكري بصفة عامة،فىقدرة هذا العمل على خلق وعى عند الفرد و المجتمع تجاه شيء ما، أو موضوع ما، اوحدث ما .....وذلك عن طريق تقديم إضافة جديدة إلى عقل الفرد بطريقه مباشرة كما في العمل الفكري أو بطريقة إيحائية أو تلميحية ،أو رمزية ،كما في العمل الأدبي،وعن طريق هذه الإضافة الجديدة يتم إضافة جديد إلى وعى الفرد،لتسهم هذه الإضافة بشكل عام فىتكوين العقل العام للفرد، ليتمكن هذا الفرد عن طريق هذا العقل من التفاعل مع الحياة بطرقة أفضل ،والحفاظ عليها بدون إفساد،و الحكم على الأمور بصورة أفضل و القدرة على الإبداع و الاكتشاف و..........

فعن دار التلاقى للكتاب بجمهورية مصر العربية صدر للشاعر محمد عبد الحميد توفيق في أغسطس 2009الطبعة الأولى من ديوان شعره الثاني (سيرة أخشاب تتهيأ للملكوت) في قطع متوسط في أثنين و سبعين صفحة،يزخر بقصائد تدور حول الأشجار و عالمها،في إسقاط على عالم الآدميين معنى،و سلوك ،و صفات و اخلاق .
فأذاكان من رأى البنيوية التكوينية أن الفرد المبدع هو مبدع نيابة عن الجماعة التي هو عضو فيها(2) فان محمد عبد الحميد توفيق قدم لنا ديوانه نيابة عن اناسى هذا العصر جميعا" فكأن الشاعر نيابة عنا- جنس البشر- أرهقته وأرقته الحياة المادية المعاصرة التي نعيشها تحت ضغوطها و توترها فقدم لنا عالما أخر موازيا" لعالم البشر وهو عالم الأشجار وأخشابها في ديوان شعري رائع .
قدم لنا محمد عبد الحميد توفيق حياة الأشجار تماثلا" (انعكاسا" ) لعالم البشر يحس ويشعر ،وله وظائفه في الحياة التي يقوم بها. فالأشجار و حياتها ليست لمجرد العبث،فهي يمكن الأستدفاء بها ،كما أنها تنتج الثمار التي يتغذى عليها ويعالج بها الإنسان، ومن أخشابها تصنع منها منابر ألخطابة، ويعمل منها الأثاث المنزلي، وكذلك النعش وخشبة التابوت ،ومنها تأخذ العصا ،و تصنع منها آلات التعذيب، وهى مصدر لجلب الماء عن طريق الساقية ، ويصنع منها أقلام الرصاص، والحبال التي تصير مشنقة للطغاة ، وتدخل فىاجزاء البندقية التي يمسك بها الثائرون، وكذلك من ثمارها أدوية تعالج من الأمراض، وعن طريقها يتم كسب الرزق، ويصنع منها سقف البيت ، كما أنها يكون منها بوابة السجن أحيانا"، وبسبب سنة التطور فلم تعد صندوقا" للبريد، بعد ظهور البريد الألكترونى،وأيضا" هي خشبة للمسرح، وبوابة لغرفة الإعدام، كما أنها يشهدها الرب على بداياتنا عندما تتحول إلى أسرة تهتز في ليالي الخميس، وتصنع منها أخيرا" النوافذ .

لم يقدم لنا الشاعر منجزه الشعري بوظائف عالم الأشجار فقط ، بل قدم لنا صفات الأشجار في مقابل صفات عالم البشر، فالأشجار وان كانت خشبة للمنبر ، فهي لاتشارك الذين يقفون عليها من الأفاقين المخادعين،كما أنها ليست مضطرة لتنافق اوترى وجه فأر، أو أن تضاجع كلبه،وليست مضطرة أن تغسل أسنانها كل صباح، من اجل الابتسامة الصفراء في وجه الآخرين كما أن لها روح متسامحة مع الذين يقذفونها بالحجارة، كما أن من صفات الأشجار المناقضة والمغايرة لعالم البشر،في أن أغصانها تعانق بعضها بعضا"، ولكن لاتطعن بعضها من وراء ظهورها،وان الأشجار أيضا" ليست بدائية،أو عرقيه، أو متخلفة فهي لاتفاخر بآبائها الأولين، وأنها متسامية ممتدة في الأرض وفى البراح ...

لم يغادر الناص كثيرا"عقل أجداده العرب من الشعراء الأقدمين في سيرة أخشابه، حيث أننا نجد التشبيه منصبا في غالبه على المرأة؛تشبيها للشجرة بها ، اوتشبيها للمرأة بالشجرة،فهي إما أمرآة جميلة ذات أغصان تلمس الرجل بيديها ، أو أنها امرأة تغار عندما بايعته العصافير تحت الجميزة فغارت السدرة منه والبت عليه الثعابين، أو انه لاستطيع رؤيتها عارية أوان ثدي المرأة كثمرة شجرة الرمان، أو أنها امرأة لاتتكلم كثيرا" عندما تزوج السنطه، أو أن النساء في هذا الديوان شاهقات كالنخيل.

جاء هذا الديوان منسجما"تماما"بدءا" من غلافه حتى غلافه،فغلاف الديوان ؛واجهته وخلفيته جاءتا ملونتين باللون البني الفاتح، عليه تموجات وكأنها سطح شجرة أوخشبة من أفضل أنواع الأشجار ، وقد نشرت بآلة نشر، ويظهر على الغلاف لوحة للفنانة(إيمان الجشى) تظهر فتاة تحمل فانوسا"تقف في نافذة خشبية داكنة اللون البني وكأنها مجموعة أخشاب عتيقة ضمت إلى ،لتكون نافذة خشبية أو بابا".

جاء ديوان(سيرة أخشاب تتهيأ للملكوت) يحمل كثيرا من سيرة حياة الناص؛فبمجرد الدخول إلى شواطئ الديوان، يقابلنا الإهداء الذي أهداه إلى شقيقه المتوفى والى أمه، وبالإيغال في العوم إلى داخل الديوان أكثر تفوح منه رائحة السيرة الذاتية لشاعره،فمن اليسير جدا" من استقراء الديوان معرفة أن للناص شقيق متوفى، وان أمه مازالت على قيد الحياة، وهى سيدة مسنة،وان والد الناص توفى وهو صغير ا لسن ،وأن الناص تعرض لمأسى وخيانات في بيئته، وانه احرق شجرة لشخص اسمه موسى،كانت بينه وبين أخ الشاعر مشكلة وأنه له أيضا له أخت اسمها إنصاف توفيت، ، وانه مارس العادة السرية تحت تكعيبة عنب، وان احد الأشخاص الذين كانوا يرئسونه في خدمة الجيش اسمه عبد الحميد كان يتعسف في معاملته،وان احد الأشخاص الذي يسميه بالعم أنور، كانت السبب في وفاته شجرة، وقعت على رأسه،وأن له أصحاب خونه، وانه تهزه النساء الشاهقات،كما انه بسهولة يمكن استشفاف أن نشأة الشاعر كانت في بيئة ريفية .

لكنه إذا كان الاستغراق في ذكر أو الإيحاء ببعض السيرة الذاتية للناص،أو أحداث حياته الشخصية، أو بيئته في عمله الأدبي أو الشعري أو الفكري،قد يضيف إلى العمل المصداقية والواقعية ، وروح الحياة،ألا أن الإغراق في ذلك وكثرة الإيحاء به في العمل ، قد يقلل من قيمته،و أذا كان اى ناص يريد ذلك ، فعليه الذهاب إلى أدب السيرة الذاتية بشكل مباشر، حيث إظهار السيرة الذاتية للناص وأحداث حياته ، وتفاعله مع المكان والزمان من صميم أدب السيرة الذاتية.

وبالرغم من أن ألفاظ الديوان جاءت داله ومعبرة عن الديوان وفكرته؛فهي ما بين أشجار و أخشاب،وأنواع الفاكهة الشجرية،وأسماء الأشجار، إلا أن هناك بعض الملاحظات البسيطة التي قللت من الشاعرية في الديوان؛منها السرد شديد المباشرة الذي قلل من شاعريته،بل أن استخدام حرف العطف المتكرر على سبيل المثال في قصيدة ( حياة ) صفحة 65 وما بعدها في كل سطر شعري،جعل وكأن القصيدة بهذا العطف المتكرر للسطر الشعري قد تخرج من كونها شعرا إلى كونها مجرد سرد لحكاية...كما أن عدم وجود تكثيف للصورة الشعرية في كثير من قصائد الديوان،جرح فيه بعض الشيء و خرج به نوعا" ما من الشاعرية.

يضاف إلى ذلك أيضا" أن استخدام التماس مع الأمثلة الشائعة ،في مثل..قذف الأشجار بالحجارة وكذلك التماس مع بعض آيات القرآن الكريم؛كاستخدام القسم في سورة ( التين)قد يكون أضاف إلى الديوان مسحة من المصداقية و البساطة،وهذا شيء جيد لكي يتقبله ويقرأه ويفهمه القارئ ويستوعبه، ويتفاعل معه،لكن ذلك في نفس الوقت يجرح في إبداعية الشاعر لشعره.

وقد يكون هذا الديوان الرائع قدم إبداعا"جديدا" ،غير مسبوق في عالم الشعر،أو على الأقل قدم صورة،ومصطلحا" جديدين ، أرجو أن يؤرخ لهما في تاريخ الشعر العربي فالشاعر محمد عبد الحميد توفيق هو أول من أبدعهما في تاريخ اللغة العربية الشعري؛أما الصورة فهي(الشجرة تضاجع الأرض وتفرغ شهوتها في فم الفقراء)فهذه قد تكون أول صورة خيالية يصادفها كاتب هذه السطور في الشعر العربي قديمه وحديثه، كما أن مصطلح الشجريين مصطلح جديد قدمه الشاعر ليكون هو سيدا" عليهم.

كما أن الديوان قدم وعيا" ممكنا كتضاد ومغايرة للوضع البشرى القائم بتراكماته من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والأحداث القدرية، وبالتالي الضغوط النفسية ، التي تجعل الفرد المعاصر يخرج من عالم المشاعر و الأحاسيس إلى التبلد و القسوة وعدم الإحساس أو الشعور بالأخر،وكوعي ممكن يدخل الديوان القارئ إلى عالم المشاعر والأحاسيس الشجرية، وبالتالي إلى صفاتها التي يجب أن يعود إليها ويتحلى بها الإنسان من حيث الإحساس بالآخر وعدم الخيانة وعدم النفاق وعدم الكذب ووجود العدل والخير والحب و التراحم......والتحلي بصفات الأشجار...
وفى الخاتمة ...شكرا" كثيرا"جدا" للشاعر محمد عبد الحميد توفيق على سيرة أخشابه التي تتهيأ للملكوت،ونبايعه بالتزكية ليكون سيدا" للشجريين لكن على شروط، أولها: عدم الإغراق في السيرة الذاتية، ثم التخفف تماما" من السرد المباشر في الشعر، وأخيرا" الاهتمام ولو قليلا" بتكثيف الفقرة والصورة الشعرية في بناء القصيدة.

شكرا" كثيرا" جدا" لهذا الديوان الرائع الذي يفيض إبداعا"حقيقيا" في اختيار موضوعه وقصائده وبنيته اللفظية، وما قدمه من ثراء في مفردات الأشجار والفواكه......شكرا" أخيرا للشاعر محمد عبد الحميد توفيق ،كشاعر يتشبث بالمشاعر والأحاسيس النبيلة، في عالم مادي أصبحت مشاعره وأحاسيسه كالنفط سائل اسود غليظ القوام يحتاج إلى تصفية وتكرير ليلأئم الحياة البشرية.


المفكر والأديب/
فؤاد سلطان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

سيرة اخشاب تتهيأ للملكوت - فؤاد سلطان Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة اخشاب تتهيأ للملكوت - فؤاد سلطان   سيرة اخشاب تتهيأ للملكوت - فؤاد سلطان Icon_minitimeالإثنين 10 يناير 2011 - 23:24

رائع سيدي

الحبيب

الاديب فؤاد سلطان

مصافحة ولي عودة تليق بمقامكم

لحينها اترككم في رعاية الله

ولكم تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فؤاد سلطان
مشرفين
مشرفين



عدد المساهمات : 56
نقاط : 78
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
العمر : 53

سيرة اخشاب تتهيأ للملكوت - فؤاد سلطان Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة اخشاب تتهيأ للملكوت - فؤاد سلطان   سيرة اخشاب تتهيأ للملكوت - فؤاد سلطان Icon_minitimeالأحد 13 مارس 2011 - 14:45

اشكرك استاذنا الفاضل وشاعرنا الهمام / احمد الهاشمى
واسعدنى مرورك كثيرا"
وكل التحايا والمودة لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة اخشاب تتهيأ للملكوت - فؤاد سلطان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحيرة الظمأ - فؤاد سلطان
» الأمى - الذكاء والتلفزيون - فؤاد سلطان
» حكايات الأيام القديمة - فؤاد سلطان
» إعدام - مجنون العرب - قصه فصيرة - فؤاد سلطان
» الذاكرة والغرائز- الذكاء والتلفزيون - فؤاد سلطان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: أقسام الكتاب و الأدباء و الشعراء :: واحة الأديب والمفكر المصري فؤاد سلطان-
انتقل الى: