واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 دلال التاجي قصة كفاح ونجاح

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فتحية إبراهيم صرصور
الأعضاء
الأعضاء



عدد المساهمات : 137
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/11/2010
العمر : 71

دلال التاجي قصة كفاح ونجاح Empty
مُساهمةموضوع: دلال التاجي قصة كفاح ونجاح   دلال التاجي قصة كفاح ونجاح Icon_minitimeالخميس 8 مارس 2012 - 22:50

بسم الله الرحمن الرحيم
قصة كفاح ونجاح
عند الرابعة من بعد عصر يوم الثلاثاء الموافق السادس من مارس، هذا اليوم الربيعي المشرق بضياء الأمل رغم انقطاع نور الكهرباء، اجتمع حشد كبير من مثقفي هذا الوطن المعطاء.
افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء بقولها: الحضور الكريم كلّ باسمه ولقبه وموقعه
أهلا بكم، أهلا بكم ومرحبا، في نون إنتو الضو والكهربا
أهلا بكم في لقاء جديد، وصورة جديدة من صور الكفاح المكلل بالنجاح، لكن اسمحوا لي أن أعترف أنني
اليوم لست أنا.
اليوم تهرب مني الكلمات، تصغر في عيني كلُّ الإنجازات... اليوم لا مكان للعُجب، لا ولا للعَجَب في قولنا عنوان.
إنني أقف اليوم مطأطئة رأسي، حانية هامتي خجلا من وقوفي في حضرة هامة تعلونا جميعا
أقف أمامها معتذرة لنفسي، لذاتي التي لم أضعها حيث يجب أن تكون، ولم أسمو بها وقد توفرت لي كلُّ سبلِ الراحة والفنون
لقد عجزت أن أكون شامخةً كدلال، فشلت في أن أصنع لنفسي شيئا من لا شيء كما فعلت دلال
أعزائي... أعذروا ضعفي، تجاوزوا عن اضطرابي، وتلعثمِ كلماتي التي تتزاحم فتخرج دون تلازم أو اتساق.
فهكذا يكون من يقف في حضرة العظماء، وأنا هنا أزعم أن من أقف أمامها هي من أعظم العظماء.
اسمحوا لي أن أبيح لنفسي أن أتحدث بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن رواد وأحباب ومثقفي هذا الوطن الجميل، رواد صالون نون الأدبي .. اسمحوا لي أن أتحدثَ بلسانكم.. فأقول إننا في حضرة معجزة، أعجزت العجز، وقهرت الصعب.
دلال طفلة استشهد والداها في الجنوب اللبناني، وتعهد الهلال الأحمر الفلسطيني برعايتها هي وأخوتها في الإنسانية والمعاناة، السيدة الاسترالية جين هي الأم والراعية لهم.
وهنا أقول: بحضن الأحبة نشأنا ولبسنا الحرير شفوف/ ونقول جار الزمانُ علينا، وما شهدنا يوم فرح نضرب له الدفوف
وفي الخيام ملاجئٌ أنشأت أعظم ممن نشأ في منيف القصور
بالعينين أبصرنا الطريق وما اهتدينا
وأبصرت دلالُ طريقَها بعين القلوب
أتحدث باسمكم لأنني على ثقةٍ بأنكم حين تستمعون لدلال ستقولون كما أقول، بل أكثر مما أقول وأجمل.
فدلال طفلة عاشت النكبة نكبات، وتعايشت مع الألم والأزمات، فقدت الأهل والوطن، فقدت نعمة البصر، لكنّها لم تفقد الأمل، ولم تفقد ثقتها بالله؛ تحدّت الصعاب بالنجاح ولم تعلق على شماعة القدر والظروف تأخر أو انشغال، دلال قهرت كل المعيقات، تحدّتها بعزيمتها فكان النجاح، لم تفقد ثقتها بالمولى عز وجل وقالت كما قال أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ* وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ* وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ* وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ* رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ* وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}
ثم قالت فتحية: لن أطيل الحديث عن دلال فهي صاحبة الحق في الحديث عن نفسها، وفتح صفحات كتاب حياتها الساطع الإشراق، لتحملنا معها لمحطات هامة، فحيّوا معنا ضيفتنا، بل أستاذتنا وحبيبتنا الرائعة دلال التاجي، نحن معها لنستمع منها قصة كفاح تكللت بالنجاح، نقترب لنتعرف الأكثر عنها منها...:
- مَنْ هي دلال التاجي؟ وماذا عن الأهل؟
بدأت الأستاذة دلال حديثها بالشكر والتقدير لصالون نون الأدبي ممثلا بالأختين؛ الأستاذة فتحية والدكتورة مي، وقالت: أنا سعيدة جدا باستضافتي في الصالون، ولا أخفي عليكم أنه عندما كلمتني الأستاذة فتحية لتبلغني بأنها ستستضيفني في جلسة الصالون فرحت كثيرا، وقلت هذا شرف عظيم لي أن أكون ضيفة في صالون نون الأدبي.
وعن المحطة الأولى في حياتها؛ مرحلة الطفولة قالت: ولدت في لبنان، استشهد الوالدان في الهجوم الصهيوني على جنوب لبنان، بعد توقف الحرب وبينما تم تفقد المنطقة عُثر على طفلة رضيعة في بيت قد دُمِر بفعل ذاك القصف الصهيوني، أخذني شخص ووضعني في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومن ذلك الوقت ظل الهلال بيتي والحاضن لي ولإخواني في الإنسانية والذين يعيشون نفس المأساة.
عشت في الجمعية أنا وأخي في المعاناة؛ محمد الكركي وقد استشهد أهله جميعا في تل الزعتر.
أخذونا لمستشفى عكا، وبعد أربعة أيام دخلت عليّ سيدة أجنبية قالت لي: كيف حالك؟ أنا جين.
ومن يومها ارتبطت حياتي بها، وأصبحت الأم الحقيقية لي ولأخي بدر حتى يومنا هذا.
دخلت المدرسة الإنجيلية وقضيت بها مرحلة الحضانة ودرست الصف الأول الابتدائي، وبسبب ظروف الحرب توقفت عن الدراسة.
حرب لبنان كانت صعبة جدا، تنقلنا من برج البراجنة إلى مستشفى غزة بجوار صبرا، ثم لكلية البروتستانت، ومكثنا في الملاجئ، أحيانا كثيرة كنت أضطر للمبيت في المدرسة نظرا لصعوبة العودة لمكان السكن بسبب بعد المسافة وخطر الطريق.
في العام 1982م توقفت عن الدراسة، لقد أخرجوا السيدة جين من لبنان بتهمة أنها تعمل لصالح القضية الفلسطينية، حيث كانت تعمل مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
كنت أعيش أنا وأخوتي: أحمد ونور وعبير رحمها الله، عشت معهم طفولة من نوع خاص، كنّا نلعب سويا، كانوا إخوتي لكنهم انتقلوا لحضن الأهل، أما أنا فانتقلت من بيت لبيت وأنا لا أعرف ما هو مصيري، وهذا أمر صعب على طفلة، فتألمت كثيرا، وكنت في طفولتي شديدة الحساسية لهذا الوضع.
جاءت جماعة إسلامية أرادت أن تنقلني لدار الأيتام فرفضت.

- وعن المحطة الثانية بمصر؛ مرحلة الابتدائية وحتى الثانوية تقول:
أرادوا أن ينقلونا لمصر، فظهرت لي إشكالية عدم وجود شهادة ميلاد وأوراق ثبوتية، لذا كان من الصعب دخولي لمصر، إلى أن أنجز الهلال الأحمر لي أوراق ومستندات تثبت شخصيتي، لكن قبل شهرين من مغادرتنا لمصر وقعت على مكان السكن قذيفة، أصيب أخي محمد الكركي جرائها بإصابة مباشرة، رغم أنني لم أصب إلا أن الموقف كان جدّ صعب عليّ، من هول الحادث وإصابة أخي.
حان موعد السفر لمصر، وكانت لبنات تخضع لحظر جوي، وعليه لا يمكن السفر بالطائرة من لبنان لمصر مباشرة، فركبنا السفينة واتجهنا لقبرص، كنت أبلغ من العمر عشر سنوات، وأخي محمد في نفس العمر.
دخلنا مطار القاهرة وكان ذلك في العام 1984م، أذكر كم كانت معاناتنا في ذالك اليوم، لقد تُركنا على مقاعد خشبية قاسية لمدّة ست عشرة ساعة كاملة، أطفال يريدون الحركة والتنقل يُفرض عليهم البقاء على الكراسي كل هذا الوقت.
وقالت دلال أنا لا أتحدث عن هذه الواقعة لأن دلال هي التي تعرضت لها، أو لأنها ترتبط بدلال خاصة، إنما أرويها لأنها معاناة شعب بأكمله، فمعاناة الشعب الفلسطيني في السفر كانت ولازالت إلى هذا اليوم رحلة عذاب.
استقرينا بمصر والتحقت بمدرسة النور والأمل، وهناك كنت على موعد مع تحدّي جديد؛ كنت في لبنان أكتب على الآلة، وفي مصر كانوا يستخدمون طريقة التنقيط التي لم أتعلمها، تحدّيت واجتهدت في تعلم الكتابة بلغة بريل.
عندما كنت في الصف الثاني ثانوي سافرت لقبرص ضمن وفد من الهلال الأحمر في إطار التفاهم مع الآخر تمهيدا لمعاهدة أوسلو.
وكانت المحطة الثالثة في حياة دلال حين حطت رحالها على أرض الوطن لتصل للجزء المتاح تحريره من الوطن فقالت:
عُدنا لأرض الوطن، أردت الالتحاق بإحدى الجامعات، كانت الدراسة ابتدأت في الجامعات إلا جامعة الأزهر، فذهبت لتقديم أوراقي، كنت أرغب بدراسة اللغة الفرنسية فلم يكن هذا التخصص موجودا في الجامعة فاتجهت برغبتي لدراسة اللغة الإنجليزية، وهنا تجلت لي مشكلة جديدة، رُفض طلبي، وقالوا بل تدرسين دراسات إسلامية، أنا أرى أنني قادرة على تثقيف نفسي ذاتيا بالدراسات الإسلامية، لكن اللغة الإنجليزية بحاجة للدراسة في الجامعة، عندما صممت على تحقيق رغبتي كانت الإشكالية في توفير كاتب، فالجامعة لا توفر لي كاتب، وإن أحضرت كاتبة من طرفي تعترض عليها إدارة الجامعة.
في أحد أيام الامتحانات تأخرت الكاتبة عن الحضور، بدأت الطالبات في الإجابة وأن لم أبدأ... بكيت كثيرا وشعرت بالعجز.
بعض الأساتذة استشعروا حماسي للدراسة، وقدرتي على الاستمرارية، فأعانوني.
استكملت الدراسة الجامعية في العام 1999م
وقبل أن تقف بنا دلال عند المحطة الرابعة من حياتها يأتي التواصل مع أستاذ عظيم من بلد عزيز، قالت الأستاذة فتحية: نلتقي في حياتنا بأشخاص كثر، منهم مَنْ يمر في حياتنا كطيف عابر في اتجاه واحد ولا يعود ثانية، ومنهم القليل ممن يحفر اسمه ومواقفه في ذاكرتنا، فلا نملك إلا أن نذكره، ونرفع له القبعة احتراما وتقديرا...
من هؤلاء القليل الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض الذي كان لغزة شرف سطوع نجمه فيها، لقد جاء الأستاذ الدكتور إبراهيم لغزة ضمن وفد لأساتذة وعمداء الجامعات للمشاركة في فعاليات مؤتمر البحث العلمي الذي أقامته جامعة الأقصى بدايات العام الحالي، فالتقيناه، وأبت مواقفه الإنسانية إلا أن تأخذنا لاستمرارية التواصل معه، واليوم يتواصل معنا عبر مكالمة هاتفية.
وجه الدكتور إبراهيم في مكالمته التحية لأهل غزة، وقال: قضيت في غزة أياما خمسة، كنت بها في غاية السعادة، شعرت بها أنني أعيش بالجنة. ثم قال:
الأستاذة فتحية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فالواقع أنكم أصحاب الفضل لا أنا، فأهل فلسطين هم خط الدفاع الأول عن العالم العربي والعالم الإسلامي، وينبغي من ثم أن نضعهم داخل أعيننا وفوق رؤوسنا. وأنا أغبط الابنة العزيزة الآنسة دلال على اهتمامكم بها وتشجيعكم لها، وأغبطها بوجه خاص على الصداقة التي تربط بينها وبين الأستاذة فتحية صاحبة القلب الكبير والعقل المستنير. كذلك لا بد أن أشيد بمواهب الآنسة دلال وذكائها ومقدرتها في اللغتين العربية والإنجليزية وإنجازها ترجمة النصوص بسهولة تحسد عليها. وأرجو من الله أن تستمر على طريق الكفاح حتى تصل إلى ما تستحقه، وهى بكل تأكيد تستحق الكثير. ولأنني مغرم بالقبعات فلا أملك إلا أن أكرر عبارة الأستاذة فتحية فأقول: علينا أن نرفع القبعة للآنسة دلال وراعيتها معا... ولكن أين القبعة؟ للأسف حين وضعت يدي فوق رأسي لأخلع القبعة تبين لي أنني لا أضع شيئا عليها: لا قبعة ولا عمامة. تحياتي
لصالون "نون" بغزة العزة والكرامة، ومودتي وتقديري لأعضائه والمشرفين عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولعلنا نلتقي مرة أخرى وأراكم على خير كما أحب لكم أن تكونوا دائما

بعد أن تحدثت دلال مع الدكتور وشكرته على الاتصال قالت للجمهور سأتحدث لكم عن موقف إنساني من الدكتور إبراهيم اتجاهي:
عندما كنّا في المؤتمر بجامعة الأقصى كنت أقوم على ترجمة لورقة العمل المقدمة من الدكتورة جين، وفي نهاية المؤتمر قدمت إدارة الجامعة للضيوف المشاركين بفعاليات المؤتمر دروعا تمثل القدس والصخرة، ولما رأى الدكتور إبراهيم أنهم لم يقدموا لي درعا أصر على أن يتنازل لي عن درعه، حاولت أن أجعله يحتفظ به كذكرى من فلسطين لكنّه أصر وأهداني إياه، فهي من أجمل الهدايا التي أعتز بها، لقد أثر هذا الموقف بي كثيرا فأشكره وأكرر شكري لاتصاله وتواصله معي.

بعد أن استمع جمهور غزة لكلمات الدكتور إبراهيم تحدثت دلال عن المحطة الرابعة في حياتها فقالت:
سافرت بعد التخرج للنرويج لمدة ثلاثة أسابيع ضمن وفد من برنامج غزة للصحة النفسية، مركز إعادة تأهيل المرأة.
عملت في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني كمترجمة من 1999 – 2003م وأرسلتني الجمعية لأمريكا، عندما طلبوا مني السفر وافقت، ثم ندمت وتساءلت مالي ومال أمريكا؟! لكنها تجربة ممتعة، ثلاثة أسابيع استفدت بها الكثير، وأيقنت أن الله هو الذي يقدّر الخطوات.
بعدها وفقت بالحصول على منحة الفورد للحصول على درجة الماجستير من جامعة أدنبرة ببريطانيا، كانت تجربتي هناك صعبة لكنّها ممتعة، فهم يهتمون بذوي الإعاقة وهذا أمر جيد، وحصلت على الماجستير في العلوم الإنسانية والاجتماعية من جامعة أدنبرة ببريطانيا.
تزامن وقت عودتي بعد الماجستير مع وفاة الرئيس أبو عمار فكان الأمر صعب عليّ ومريت بظروف صعبة جدا.
عملت كمحاضرة، وكان صعب عليّ التفاعل مع الطلاب، كنت سأعتذر لكن تحديت الخوف، واليوم مضى ست سنوات على عملي كمحاضرة، وعلاقتي بالطلاب جيدة جدا.
والآن إلى جانب عملي كمحاضرة فإني أشغل منصب رئيس قسم التعليم المستمر في كلية تنمية القدرات بخانيونس، حيث أعيش مع الدكتورة جين وأخي بدر وهو واحد من أطفال الصمود، ذهبوا به لسوريا قبل مصر، وحين علمت الدكتورة جين بأن بدر يعيش في مصر ولا يجد مَنْ يرعاه أحضرته وهو الآن يعيش معنا وقد تزوج قبل عام.
هنا قالت فتحية:
أن يأخذ الله من عيني نورهما ..... ففي لساني وسمعي منهما نور ...
قلبي ذكي ..وعقلي غير ذي دَخلٍ ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور ..

وعن الجوائز الممنوحة لها قالت دلال:
- حصلت على جائزة ملتقى الإبداع الثالث للمعاقين من الجامعة الإسلامية
- حصلت على جوائز مالية من ملتقى الإبداع الرابع
- درع الأقصى الممنوح من الدكتور إبراهيم عوض.
وعن الهوايات: قالت دلال: أحب الغناء والموسيقى، ثم إنني قارئة نهمة، أيضا أحب مساعدة الآخرين وناشطة في مجال العمل التطوعي الاجتماعي
بعد أن اجتازت دلال محطاتها وقفت معنا لتستمع لتساؤلات ومداخلات الحضور وقبل أن تبدأ الأستاذة فتحية بتسجيل قائمة الراغبين في التداخل قالت:
غزل على غزل وبمثلك يُتغزل
فأنت الضياء لمن حولك، والإيثار بك يتبتل
***
دلال لاسمك فيك عنوان وتاج يتألق
الدال دلول علم في الخير يُهرق
واللام لمع بهية يُضاء بها المكان الأهرق
والألف إله واحد منحك مراس لا يُمهق
واللام لباب أضاء ما حولك من ظلام أمرق

كانت المداخلة الأولى للأستاذ الدكتور سعيد عبد الواحد قال فيها: أذكر يوم أن جاءت دلال تدخل قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر وكانت صبية يافعة، رفض القسم التحاقها به، وأتت دلال بكتاب من مكتب الرئيس أبو عمار ومع ذلك رفضوا، وقفت وقلت لابد أن نقبلها، لأن فشلها فشل لنا جميعا، طلبوا أن يُعقد لها امتحانا تحريريا، رفضت وقلت بل شفهيا، فقالوا لي إذن تتولى أنت المهمة فوافقت، بسؤال دلال وجدتها تمتلك ناصية اللغة.
في مادتي كنت أمتحنها شفهيا وكانت تحقق أعلى الدرجات والتي تعتبر في معايير اليوم امتياز الامتياز.
فاجأتنا دلال وهي تجلس على خشبة مسرح الجامعة تحمل عودها وتعزف مقطوعات عالمية لبتهوفن وغيره.
ذهبت دلال للعمل وعادت بعد سنتين وقالت لي: لديّ طموح في استكمال دراستي العليا، وطلبت مني كتاب تزكية، كتبت لها كتابا لم أكتبه لأحد من قبل ولا من بعد دلال.
عندما علمت من دعوة الأختين في صالون نون أن الضيفة دلال صممت على الحضور لرؤية دلال والدكتورة جين التي تستحق كل تقدير واحترام لما تبذله من أجل دلال وأخوتها.
اختتم الدكتور سعيد بقوله: شكرا لصالون نون الأدبي الذي ينبش عن الكنوز المدفونة ويريها للناس.
ثم أعطيت الكلمة للدكتورة جين فقالت: قالت لي دلال إنكم تحكون عني، أعرف أن الجميع يحب التحدث لدلال والتفاعل معها، لا أريد أن آخذ وقتكم.
الواضح أن دلال لها شخصية خاصة، مليئة بالحيوية والحكمة، كان لي شرف أن أقضي هذه السنوات كلها مع دلال، وحمودة وبدر. حصلت على الكثير من وقتكم، شكرا جزيلا.

مع الفن كان أوبريت سامر أداه الفنان عماد قال فيه:
شط البحر مسكني والموج بنى لي دار
تبشري يا بلادنا تبشري فتّح النوّار
وزغرد الحنون في وادي الحوارث
ورقص الحمري من فرحته ع الشجر فوق جبال النار
والنقب غنّى على الناي وحرك الأوتار
اتبشري يا عين اتبشري
جبت لك زمبقة، هدية اتبخرت من حبات دم مثل النار
اتبخرت من بطل لبّى الوعد
واختار منية بشرف ولا يشوف الوغد قاعد ع المصطبة قدام الدار.

طلب الحضور من دلال أن تغني فاعتذرت بسبب إصابتها بالتهاب في الحنجرة وانفلونزا شديدة، لكنها قالت: كنت أكتب خواطري وكل موقف أتعرض له كمقطوعات وأقوم بتلحينها بنفسي وأغنيها، وأذكر أنني كتبت في إحدى صديقاتي التي كانت قد سافرت وعند عودتها سألت عن جميع الصديقات ولم تسأل عنّي، أثر بي الموقف كثيرا وكنت حينها أتحسس من كل شيء.
قرأت دلال جزء من مقطوعة العتاب جاء فيها:
ليه هنت عليك
ليه هانت عليك العشرة ليه هانت
خلاص عليّ بتسأليش وأنا اللي ياما عملت لك....

السيد محمود الغفري قال في مداخلته: كل الاحترام والتقدير للمرأة الفلسطينية العالمية الدكتورة جين، أنا خجل من الدور الذي قامت به للقضية الفلسطينية، وكنت أود أن أقدم لها هدية، لكني في الوقت الحالي لا أملك إلا هذه السبحة أهديها لها.
ثم قال: عندما كنت أستمع لحديث دلال أخذتني للتاريخ، لقد جاءت من جنوب لبنان مرورا بتل الزعتر فاستذكرت الشهيد محمود الزعيم والشهيدة دلال المغربي، دلال التي أقامت أول دولة فلسطينية.
ثم غنّى أغنية لدلال المغربي التي يصادف يوم غد ذكرى استشهادها.
أما الأستاذة هناء الخزندار فقالت: شكرا لصالون نون الأدبي لاستضافته الشخصيات النادرة في وطننا، فيجعلنا نكسر الحاجز، ونفند مقولة إن غزة عقيمة وليس بها مبدعين.
أنا أعمل في الهلال الأحمر مع دكتورة جين ودلال التي عرفتها عن قرب فوجدتها إنسانة حبوبة، حيوية، حسنة التعامل، الدكتورة جين إنسانة، وأكثر أمومة من كثير من الأم الحقيقية، رعت ثلاثة أصبحوا عاملين وفاعلين في المجتمع.
وأضافت الأستاذة هناء: أتمنى أن تواصل دلال تحقيق أهدافها وتكمل الدكتوراة.
واختتمت الأستاذة هناء بسؤال موجه لدلال: هل بدأت دلال بكتابة قصة نجاحها قبل أن تطويها السنين.
أتمنى على كل إنسان يشعر بأنه ناجح أن يكتب مذكراته لتكون قدوة للأجيال القادمة.
الناقد عبد الرحمن شحادة قال: شكرا للدكتورة جين، وأشكر الدكتور سعيد، كما أشكر صالون نون الأدبي الذي يعطي ويعطي بلا مقابل.
وتساءل هل أخذت المرأة الفلسطينية مكانتها، نحن ندرك أن لا يمكن لشعب أن ينهض إلا بتالمرأة، ونحن هنا في مجتمعنا الفلسطيني همشنا دور المرأة وأبعدناها بعدا بلا حدود ونسينا أن الكتب السماوية جميعا كرّمت المرأة.
ثم وجه سؤال: هل أثر الأدب الإنجليزي في صقل شخصيتك؟

أما المهندسة سامية عبد الواحد فتحدثت من واقع تجربة معاشة مقدمة توصيات لذوي الاختصاص فقالت: المشكلات التي تواجه الأهالي ـ من وجهة نظري ـ سأوردها في صورة نقاط دون ترتيب للأهم وهي كالآتي:
- كل الأهالي بلا استثناء يشغلهم أمر هام وهو (مستقبل) أبناءهم من بعدهم، فهم دائما يشعرون أن مستقبل أبناءهم غامض، فإن ذهب الآباء والأمهات ـ والموت علينا حق ـ، فمن ذا الذي يستطيع أن يقوم بنفس الدور وبنفس الحماس والرضي، لذا فالجميع يرجو أن يتدخل المسئولين بصورة أو أخرى فتكون للدول والحكومات دور في تحمل هذه المسؤولية من بعده
- يريدون الاهتمام من المسئولين بتيسير كل ما يعود على (ذوي الاحتياجات الخاصة) وأهاليهم بالراحة وممارستهم لحياتهم بصورة طبيعية مثلهم مثل غيرهم من الناس، وأقصد تيسير السبل في كل المصالح والمنشآت الحكومية والمرافق العامة والمستشفيات.... الخ .
- المطلوب من الحكومات زيادة الميزانيات المخصصة لإنشاء المزيد من المراكز الدراسية والعلاجية والتدريبية الخاصة، والملاعب والأدوات الرياضية المناسبة والاهتمام بتخريج المزيد من المتخصصين وحسن إعدادهم وتأهيلهم لأداء دورهم.
- المطلوب تمكين (ذوي الاحتياجات الخاصة) من أداء دورهم في خدمة دولهم كل حسب إعاقته عن طريق توفير فرص العمل المناسب لهم ـ كل حسب قدرته وظروف إعاقته.
- المطلوب من الفضوليين أن يكفوا عن نظراتهم إليهم وأن يدققوا في اختيار الألفاظ المناسبة معهم وأن يلتزم الناس بالأخلاقيات المثلى تجاههم الأمر الذي لا يشعرهم وأهاليهم بالشفقة أو الإحراج
- مطلوب المزيد من الدورات والكتب الإرشادية والإيضاحية والبرامج المرئية التي تزيل الغموض عن كل إعاقة جديدة على الناس.
- المطلوب مراكز للمعلومات تهتم بكل ما يخصهم من (بحوث ورسائل علمية، واكتشافات جديدة، واختراعات، وكل جديد... الخ)، وأدلة تشتمل على عناوين (الأطباء والمراكز والمستشفيات وكل ما يتعلق بذوي الاحتياجات من خدمات تقدم لهم)، في كل الدول العربية والأجنبية
- وأخيرا... مطلوب الدعم المعنوي والإعلامي وتركيز الضوء على قضاياهم واحتياجاتهم المستحدثة، والإكثار من البرامج والمقالات والتحقيقات الصحفية التي توضح لعامة الناس ذلك

وكانت المداخلة التالية للسيد إياد شحادة قال فيها:
بينما كنت أستمع للأخت دلال تذكرت عبد الله ابن أم مكتوم، والشيخ عبد الحميد كشك الذي أذكر له واقعة، عندما قال له شخص: أدخل يا أعمى، لقد بقي الأعمى خالدا بفعله وأعماله، ورحل المبصر لا يذكره أحد، الأخت دلال ابتلاها الله بفقد نعمة البصر، والله بشر من فقد عينيه وصبر واحتسب بأن ليس له جزاء إلا الجنّة.وأذكر سعد بن أبي وقاص وقد كان مستجاب الدعاء، فقد بصره في نهاية حياته، قالوا له: ادعو الله أن يعيد إليك بصرك، فقال لا والله، فقدر الله أحبُّ إليّ من أن يرد عليّ بصري.
سؤالي للآنسة دلال هو: من هي الشخصية التي أثرت فيك، وما الكتب التي قرأتها فصنعت شخصيتك؟


الشاعرة رحاب كنعان قالت: تحية لصالون نون الأدبي الذي يتحفنا بعناوين شيقة وقيّمة في الثقافة والأدب، ثم قرأت كلمات كتبتها للبطلة دلال المغربي في ذكرى استشهادها:
على صهوة المرافئ اهتز السكون/ حين تشابكت الأيادي وتعانقت العيون
تعزف سمفونية الخلود.. تودع عتبات الترحال/ هكذا كالربيع المشع أسرجت شباكها دلال
تصارع الأمواج .. تغازل الرمال/ تبعثر عشقها على أغصان البرتقال
كترنيمة الفجر شمخت أعواد القمح/ وابتسمت الزنابق الحمراء
على أشجار حيفا وصفد.. وتل الربيع تقهر ليل المسافات
وعند أجفان السواقي.. مدت جدائلها لتعبر الرجال/ فأقسمت ولبست ثوب الفرح... وسرّحت شعرها مسرعة
تغوص عُباب البحر تجول ثنايا الوطن، تسابق الزمن/ يطوق جسدها عشق رهيب
يحرك مداد الشوق للحبيب/ وهناك .. حيث حبها المرتبط بالروح/ تلاصقت الشفاه وجالت في حناياه
محزمة بحزام الغضب.. لتكحل مركع الأنبياء
وتكسر قيد سنابل يتثاءب فجرُها المخضب بالدماء
فجرت عشقها وتوسدّت زند الحبيب
أغمضت عينيها دلال.. مع كوكبة من الأبطال
وعلى شفة الغد المتمرد/ حيث جسدها المسجّى في لهيب الانتماء
تكالبت عليه الذئاب البشرية.. ترسم خريطة الحقد
فابتل الرمل من نداها.. وفاح في الأفق شذاها
فغنى الشاطئ والعصافير لضفائرها/ وشقشق الليل يحمل نوّار حنونها/ وانتفضت نسائم الشقائق وهتفت
هكذا تزين الوطن بحلة الفرح/ عندما جئت عروسا يا دلال
فسلاما لك وأنت تحوّلين ثوب زفافك أشلاء وبركان/ لتكوني رقما لا شبيه له في دنيا المحال

ثم كانت الكلمة ممن يشهد لدلال بالإبداع والتفوق، الطالبة نجلاء النجار: هي طالبة تقوم دلال على تدريسها في الكلية قالت: شكرا لجمهور الحضور في صالون نون الأدبي، وأحمد الفرصة الجميلة التي أتيح لها من خلالها لقاء هذا الحشد الكبير من الأدباء والمثقفين، ثم قالت: أنا طالبة عند الأستاذة دلال، قامت بتعليمي في العام الماضي واحدا من المساقات التعليمية، وفي هذا العام تعلمنا مادة هي من وضعها، (سياسة الدمج) تحاول من خلاله الأخذ بيدنا لطريقة مساعدة هذه الفئة التي هي بحاجة لتضافر كل الجهود من أجل دعمهم والنهوض بهم.
وأضافت نجلاء: كما زرعت دلال المغربي بنا روح الشجاعة والفداء، أطلب من أستاذتي أن تكتب قصتها لتكون منارة للأجيال، وأشكرها لجهودها مع الطلاب.
أما المداخلة الأخيرة فكانت من السيد عصام الشوا الذي قدّم لصالون نون والقائمات عليه عظيم شكره وامتنانه، ثم قال: بحكم عملي كمراسل لمواقع الكترونية في منطقة 48، ومراسل لإذاعة الشمس التي تصدر من الناصرة، فإنني أقول أننا سنختار دلال كشخصية للعام 2012م فهي تستحق كل التقدير.
ردود دلال
بعد أن استمعت دلال لكل المداخلات أجملت ردودها فيما يلي:
أنا لا أشعر بأنني عملت شيء عظيم استحق عليه كل هذا الشكر والتقدير، وعن تدوين مذكراتها قالت: لم أفكر لا في الكتابة لكن قد أفعل ذلك خاصة إن الأخت هناء تطوعت لتدوين ما أقوله، لكنت لن أكتبه ليقال عن دلال، ولكن ليكون تعليما لمن يريد أن يستفيد ويكتسب تجربة.
أملا عن نوعية الكتب التي أختار فأنا أعشق كل ما هو قديم؛ سواء في الأدب الإنجليزي أم في الموسيقى القديمة، وهذا صقل شخصيتي، وجعل عندي نوع من الحس الفني.
الأدب الإنجليزي أثر فيِ كثيرا، لأنه عرفني على ثقافة أخرى، وسهّل عليّ حين سافرت لاسكتلندا كنت امتلك معلومات أفادتني كثيرا.
وعن الشخصيات التي تأثرت بها فهي كثيرة، لكن أهمها وأولها أمي الدكتورة جين، ثم المشرفة التي أشرفت على رسالة الماجستير، وقد زارت فلسطين وعاشت بمدينة رام الله نحو سنة ونصف ، تعلمت منها الدقة، وأن يكون عملي على مستوى.
أيضا الدكتور فتحي عرفات كان بالنسبة لي كالوالد وقد أثّر فيّ كثيرا.
اختتم اللقاء بشكر دلال للصالون ممثلا بالأختين فتحية ومي، مكررة الإعراب عن سعادتها لاستضافة الصالون لها، ثم قالت: أشكر كل من دعمني ووقف معي، وكل من جاء وحضر هذا اللقاء، واليوم أشعر بأنني أريد أن أعمل الكثير الكثير.
رفعت الأستاذة فتحية الجلسة بشكر الحضور، والإعجاب والتقدير للمبدعة الرائعة دلال، متمنية لها التوفيق، واعدة الحضور أن يبقى الصالون منارة يصعد إليها كل مبدعة متألقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

دلال التاجي قصة كفاح ونجاح Empty
مُساهمةموضوع: رد: دلال التاجي قصة كفاح ونجاح   دلال التاجي قصة كفاح ونجاح Icon_minitimeالخميس 8 مارس 2012 - 23:52

ماشاء الله تبارك الله

دمتِ سيدتي بكل رقي وتميز

تشجيع لكل مواهب متميزة

لكم العلا

اشكر هذا الجهد

تحياتي سيدتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتحية إبراهيم صرصور
الأعضاء
الأعضاء



عدد المساهمات : 137
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/11/2010
العمر : 71

دلال التاجي قصة كفاح ونجاح Empty
مُساهمةموضوع: رد: دلال التاجي قصة كفاح ونجاح   دلال التاجي قصة كفاح ونجاح Icon_minitimeالجمعة 9 مارس 2012 - 18:24

شكرا لكم دكتور أحمد، وبارك الله بكم وبموقعكم الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دلال التاجي قصة كفاح ونجاح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أروع قصة كفاح ونجاح في صالون نون الأدبي
» كفاح إمرأة... قصة حقيقية مؤثرة وجديرة بالقراءة
» صالون نون الأدبي والتجربة الشعرية للشاعرة كفاح الغصين
» صالون نون الأدبي والشاعرة كفاح الغصين في أمسية شعرية
» صالون نون الأدبي والتجربة الشعرية للشاعرة كفاح الغصين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: الأقسام العامة :: واحة الأخباروالمستجدات على الساحة العربية والعالمية-
انتقل الى: