خامسا: طـرق كتـابة الموضـوع
غالباً ما تكون معرفـة البدايـة في كتابة الموضوع , العائق الأول أمام الطالب , فيضيع في زحمة كلمات النص , و تتشتت أفكاره لعد قدرته على تحديد أبعاد النص , و حصر أفكاره ضمن منطلقات هذه الأبعاد و حدودها ,فيمضي الوقت دون أن يعرف كيف يبدأ موضوعه , فكلما كتب سطراً حذفه و كلما حبر ورقة مزقها , دون أن يتمكن من التغلب على هذه العقبة .
و بما أن الوقت لا يكون في معظم الأحيان ملك الطالب خلال الامتحان , وجدت أن أضع بين يدي طلابنا الأعزاء مجموعة من الطرق المختلفة التي تسهل عملية البدء في كتابة الموضوع على أمل أن تساعده في التغلب على هذه العقبة . و هذه الطرق هي بمثابة مراحل بسيطة و سهلة تساعد الطالب على الكتابة دون خوف أو اضطراب و ما عليه سوى اعتماد ما يناسبه منها .
الطريقة الأولـى :
تكون بشرح فكرة الموضوع شرحاً كافياً بأسلوب مترابط جذاب , فإذا كان لدينا البيت التالي :
و من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
موضوعاً مطالبين بشرحه و كتابته , فإننا نبدأ كتابته على الشكل التالي :
الحيـاة .... خضم واسع , تتصارع أمواج البشر الراغبة في المجد الآملة بالخلود , و ما المجد إلا ذلك الجبل الشامخ الذي ترنو إليه الأنظار .
و القمم مسارح النسور , و ملاعب الأطفال , و لن يقوى على الوصول إليها غير العصامي القوي , و قد ألقى جسده تأكله أشواك الطريق الممتدة ما بين أحلامه و قمم الخلود .
الطريقـة الثانيـة :
و تكون بافتتاح الموضوع , بقول مشابه لنص الموضوع المعطى , لا فرق في أن يكون ( آية كريمة , أو حديثاً شريفاً أو قولاً مأثوراً أو بيتاً من الشعر ) فلو كان لدينا الموضوع التالي :
لولا التعاون بين الناس ما شرفت نفـس و لا ازدهرت أرض بعمران
فإننا نقول في بدايته : قال اللـه تعالـى في كتابه الكريم : ( و تعاونوا على البر و التقوى ) و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ))كل القيم السماوية و شرائع الأرض أمرت بالتعاون و حضت عليه , و الأمة التي يتعاون أفرادها فيما بينهم هي الأمة المنتصرة دائماً .
الطريقة الثالثـة :
و تكون بأن يبدأ الطالب موضوعه بقصة مناسبة للموضوع أو بحوار يكون معناه موافقاً النص الأصلي , فلو كان لدينا الموضوع التالي :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( لأن يأخذ أحدكم حبلة فيأتي بحزمة من حطب فيبيعها فيكف بها الله وجهه , خير من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ))
فيمكننا أن نبدأ الموضوع على الشكل التالي :
يحكى أن حداداً صنع سكتين للحراثة في وقت واحد ثم علقهما على الجدار , و بعد مـدة قدم فلاح و اشترى إحدى السكتين و خرج بهـا إلى الحقل تشـق الأرض تقلب سافلها عاليها و بعد أن انتهى موسم الحراثة اضطر صاحبها أن يبيعها , فحملها ألى الحداد الذي صنعها أول مرة و باعـه إياها . أخذها الحداد ووضعها على الجدار جانب أختها التي لم تغادر مكانها .
التفتت نحوها و قالت لها هازئة : ما أتعس حظك يا أختاه لقد عملت و تعبت حتى أكل الصدأ جسدك فأفقدك بهاءك أما أنا فلا أزال هنا مستريحة لا أبالي بما يدور حولي فأجابتها السكة العاملة : أنت مخطئة يا أختاه ... نعـم إنك مستريحة هانئة و لكن انظري إلى جسمك الذي علاه الصدأ من جراء الكسل أما جسمي فإني أراه يبرق ذهباً حصده الفلاح و قدمه قوتاً للأطفال , بفضل ما قمت به من عمل أديتـه على أكمل وجـه .
من هذه القصة البسيطة ندرك أن العمل حق من حقوق الحياة على الإنسان و هو حق مقدس وواجب لا بد أن يؤديه على أكمل وجه , و أجمل صورة و العامل المجد هو الذي يغمس أصابعه بعناصر الأرض و يبعث النور من عينيه و الشقاء من جسده و العرق من جبينه , ليبني مع إخوانه الكادحين وجـه حضارة أمتنا المناضلة ...إلخ .
الطريقة الرابعـة :
و تكون بشرح الموضوع نفسه فيكون بمثابة مقدمة نستطيع الإنتقال منها إلى صلب الموضوع , فلو كان لدينا الموضوع التالي :
و إذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتماً و عويلا
إننا نستطيع أن نبدأ الموضوع على الشكل التالي :
مما لا خلاف عليه أن الأخلاق هي البناء القوي الـذي تبني الأمم المتحضرة على دعائمه أساس نهضتنا و بقدر ما يكون البناء قوياً يعلو مستقبل الأمـة و الأمـة المصابة بأخلاقها , هي أمة خاسرة ضائعة لا يمكنها أن تتقدم في أي مضمار , كما لا يمكن لأفرادها أن ينتصروا أو يحققوا شيئاً ما إذا لم تكن الخلاق هـي القاعدة العريضة التي تقف عليها الأمة و ينطلق منها الأفراد ....إلخ .
الطريقـة الخامسـة :
و تكون بإظهار عواطفنا و مشاعرنا اتجاه الموضوع , ففي موضوع العمل السابق .
نستطيع أن نبدأ الموضوع على الشكل التالي :
يا لله ما أروع هذا القول الخالد , الذي يحضنا فيه الرسول الكريم على العمل و الإنسان لا يمكن أن يخوض غمار الحياة دون عمل يساعده على الإستمرار فيها , و أن السماء لا تمطر ذهباً و لا فضـة , وهل يستطيع الإنسان أن يحيا بغير عمل , و هل المجتمعات إلا بأعمال رجالها ..إلخ .
و هكذا يمكننا أن ندخل في صلب الموضوع و نتابـع مناقشة فكرة العمل و أثره في المجتمعات الحضارية .
فائـدة املائيـة :
همزة الوصل : همزة زائدة أتي بها للتوصل إلى النطق بالساكن , فالعرب تبدأ بساكن و لا تقف على متحرك . و همزة الوصل تلفظ إذا وقعت في أول الكلام و تسقط في درجه و هي تكتب على شكل ألف غير مهموزة و تكون في ( ماضي الخماسي و أمره و مصدره , وفي ماضي السداسي و أمره و مصدره ) و في أسماء عشرة هي ( ابن , ابنة ,اثنان , اثنتان , امرؤ , امرأة , أيم , أيمن , الـ التعريف )