واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

 موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......   موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:16


الفصل الثالث
الاشتغال

تعريفه : هو انشغال العامل المتعدي بالعمل في ضمير يعود على الاسم المتقدم ، أو بما يلابس ضميره . نحو : محمدا أكرمته . وواجبك اكتبه .
163 ـ ومنه قوله تعالى : { وكل شيء فصلناه تفصيلا }1 .
وقوله تعالى : { والجبال أرساها }2 .
وقوله تعالى : { والقمر قدرناه منازلا }3 .
24 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم :
ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا
ومثال انشغال الفعل بما يلابس ضمير الاسم المتقدم قولنا : صديقك أحسن وفادتَه , وعدوك اقطع دابره .
وفي هذه الحالة نقدر فعلا ملائما للمعنى . نحو : أكرم صديقك أحسن وفادته .
ومما تجدر الإشارة إليه أن الاسم المتقدم على الفعل في الأمثلة السابقة ، لا نقطع فيه النصب بفعل محذوف يفسره ما بعده . إذ يجوز فيه الرفع على الابتداء ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، إلا إذا توفرت فيه شروط معينة وجب فيه النصب .
فـ " محمدا " يجوز أن نعربه مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور ، والتقدير : أكرمت محمدا أكرمته ، واكتب واجبك اكتبه ، وفصلنا كل شيء فصلناه ، وأرسى الجبال أرساها ، وقدرنا القمر قدرناه ، ونملأ ماء البحر نملؤه .
ويجوز أن نعربه مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر .
ــــــــــــــــــ
* قسم من أقسام المفعول به المحذوف عامله .
1 ـ 12 الإسراء . 2 ـ 32 النازعات .
3 ـ 39 يس .

أولا ـ المواضع التي يتعين فيها وجوب النصب للاسم المشغول عنه : ــ
يجب نصب الاسم المشغول عنه بفعل محذوف وجوبا يفسره الفعل المذكور إذا وقع بعد الأدوات التي تختص بالفعل . كأدوات الاستفهام ما عدا الهمزة ، وأدوات الشرط ، والتخصيص ، والعرض .
مثال الاستفهام : هل الواجب عملته ؟ وهل الخير فعلته ؟
مثال الشرط : إن محمدا صادفته فسلم عليه .
وإن درسك أهملته عاقبتك .
والتحضيض نحو : هلاّ الحق قلته . هلاّ العمل أتقنته .
والعرض نحو : ألا صديقا تزره ، ألا العاجز ساعدته .

ثانيا ـ المواضع التي يتعين فيها وجوب الرفع :
يجب رفع المشغول عنه إذا وقع مبتدأ ، وذلك في ثلاثة مواضع :
1 ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا الشوارع تغمرها السيول .
الشوارع : مبتدأ ، ولا يصح أن تكون مفعولا به لفعل محذوف ، لأن إذا الفجائية لم يوليها العرب إلا مبتدأ أو خبر .
164 ـ نحو قوله تعالى : { فألقاها فإذا هي حية تسعى }1 .
وقوله تعالى : { فإذا لهم مكر في آياتنا }2 .
فـ " إذا " الفجائية لا يقع بعدها إلا الجملة الاسمية {3} .
فإن نصبنا بعدها الاسم بفعل محذوف امتنع ذلك ، لأنها لا تختص بالدخول على الأفعال .
وعلى عكسها " إذا " التي للجزاء ، فهي لا تختص إلا بالدخول على الأفعال ، لأن
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 20 طه . 2 ـ البرهان في علوم القرآن ج4 ص194 .
3 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ص 66 .

الجزاء لا يكون إلا بالفعل {1} .
165 ـ نحو قوله تعالى : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين }2 .
وقوله تعالى : { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة }3 .
فإن جاء بعدها اسم رفعناه على تأويل فعل محذوف .
166 ـ نحو قوله تعالى : { وإذا الموءودة سئلت }4 .
وقوله تعالى : { وإذا الجنة أزلفت }5 . وقوله تعالى : { إذا الشمس كورت }6 .
والتقدير : فإذا سئلت الموءودة ، وقس عليه .
2 ـ بعد واو الحال . نحو : وصلت والشمس مائلة للمغيب .
ونحو : صافحت محمدا وخالد يبتسم . وينام الناس والجندي تسهر عيناه .
3 ـ قبل ما له الصدارة كأدوات الاستفهام ، أو الشرط ، أو التحضيض ، أو كم الخبرية ، أو لام الابتداء ، أو ما النافية ، أو ما التعجبية ، أو إن وأخواتها .
نحو : القلم هل أعدته لصاحبه ، والكتاب هل قرأته .
ونحو : محمد إن يحضر فبلغه تحياتي ، والدرس متى تحفظه تنجح .
ونحو : القصة هلاّ قرأتها ، والمقالة هلاّ كتبتها .
ونحو : عليّ كم أحسنت إليه ، وعبد الله كم جالسته .
ونحو : الكتاب لأنا اشتريته ، والواجب لأنا حللته .
ونحو : الكذب ما قلته ، والشر ما فعلته .
ونحو : الجو ما ألطفه ، والسماء ما أجملها .
ونحو : يوسف إني أكرمه ، وأخون لعلي أعرفه .
فلأسماء في الأمثلة السابقة ، والواقعة قبل ما له الصدارة جاءت مبتدآت ، والجمل بعدها في
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ الأزهية للهروي ص204 . 2 ـ 15 القلم .
3 ـ 34 الأعراف . 4 ـ 8 التكوير .
5 ـ 13 التكوير . 6 ـ 1 التكوير .

محل رفع أخبار لها ، ولا يصح نصب تلك الأسماء بأفعال محذوفة يدل عليها الأفعال المذكورة ، لأن الأفعال الواقعة بعد الأدوات السابقة لا تعمل فيما قبل تلك الأدوات ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا .

ثالثا ـ المواضع التي يتعين فيها ترجيح النصب :
يرجح نصب المشغول عنه في ثلاثة مواضع هي :
1 ـ أن يقع بعد الاسم المشغول عنه فعل طلبي : أمر ، أو نهي ، أو دعاء .
نحو : الدرس احفظه ، والصديق أكرمه .
ونحو : الواجب لا تهمله ، والكتاب لا تمزقه .
ونحو : عليا هداه الله ، وأحمد سامحه الله ، واللهم أمري يسره .
2 ـ أن يقع الاسم بعد : حتى ، وبل ، ولكن الابتدائيات .
نحو : صافحت الحاضرين حتى محمدا صافحته .
ونحو : ما عاقبت عليا ولكن يوسف عاقبته .
ونحو : ما شربت الشاي بل اللبن شربته .
3 ـ أن يقع بعد همزة الاستفهام . نحو : أ الكتاب قرأته ، وأمحمدا كافأته .
167 ـ ومنه قوله تعالى : { أ هؤلاء من الله عليهم من بيننا }1 .
وقوله تعالى : { قالوا أ بشرا منا واحدا نتبعه }2 .
4 ـ أن يقع الاسم جوابا لمستفهم عنه منصوب . نحو : عليا استقبلته .
في جواب من سأل : من استقبلت ؟
ونحو : التمر أكلته . في جواب : ماذا أكلت ؟
5 ـ أن يعطف الاسم المشغول عنه على جملة فعليه عمل فعلها النصب فيما بعده . نحو : شاهدت محمدا وعليا صافحته ، عاقبت المهمل والمجتهد كافأته .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 53 الأنعام . 2 ـ 24 القمر .

168 ـ ومنه قوله تعالى : { ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك }1 .
فـ " رسلا " الثانية أجاز فيها النحاة النصب بفعل مضمر يفسره ما بعده .
وقوله تعالى : { ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم }2 .
وقوله تعالى : { يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما }3 .
فـ " الجان ، والظالمين " كل منهما مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره ما بعده ، لعطفه على ما عمل فيه الفعل " خلقنا " وهو كلمة " الإنسان " ، والفعل " يدخل " ، ومعموله اسم الموصول " من " ، وتقدير الأفعال المحذوفة في الآيات الثلاث السابقة هي : وقصصنا رسلا ، وخلقنا الجان ، ويعذب الظالمين .
ومنه قول ضبع الفزاري :
أصبحت لا أحمل السلاح ولا أمــلك رأس البعيـــر إن نفــرا
والذئب أخشاه إن مررت به وحدي وأخشى الرياح والمطرا
الشاهد قوله : والذئب أخشاه . فنصب الذئب باعتباره مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل أخشى ، لأنه عطف على الجملة الفعلية في البيت الأول ، والتي نصب فيها الفعل مفعولا به وهي : لا أحمل السلاح ، ولا أملك رأس البعير .
والتقدير : وأخشى الذئب .
رابعا المواضع التي يتعين فيها ترجيح الرفع : ـ
يترجح رفع الاسم المشغول عنه في غير المواضع السابقة ، أي إذا لم يكن ما يوجب نصبه ، أو يرجحه ، أو يوجب رفعه .
نحو : المجتهد كافأته ، والمهمل عاقبته .
فقد رجح النحاة في الاسم الواقع قبل الفعل كما هو واضح في الأمثلة السابقة الرفع
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 164 النساء . 2 ـ 31 الإنسان .

على الابتداء ، والجملة بعده في محل رفع خبر .
وقد أجاز بعضهم نصبه على الاشتغال . فنقول : المجتهدَ كافأته . بنصب المجتهد ، ومحمدا أكرمته .
169 ـ ومنه قوله تعالى : { ذلك نتلوه عليك من الآيات }1 .
فـ " ذلك " جاز فيها أن تكون في موضع على الابتداء ، وهو الأرجح ، والنصب على الاشتغال ، وهو المرجوح .
ومنه قوله تعالى : { أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما }2 .
جاز في " أولئك " الرفع لأنها مبتدأ ، وخبره الجملة الفعلية ، وجاز فيه النصب بإضمار فعل يفسره ما بعده فيكون من باب الاشتغال . إير أن الوجه الأول أرجح .
وقد عللوا رجحان الوجه الأول بقولهم : أن من يقل : زيد ضربته . أفصح وأكثر شيوعا من قولهم : زيدا ضربته . بالنصب ، ولن معمول ما بعد حرف الاستقبال مختلف في جواز تقديمه في نحو : سأضرب زيدا ، وإذا كان كذلك فلا يجوز الاشتغال ، فالأجود الحمل على ما لا خلاف فيه {3} .
ومنه قوله تعالى : { وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به }4 .
فـ " ذلكم " يجوز فيها الرفع على الابتداء ، وخبره جملة وصاكم ، أو مفعول به منصوب على الاشتغال . والوجه الأول أحسن لما بينا آنفا من ترجيح الرفع على النصب في مثل هذه المواضع ، فتدبر ، والله أعلم .

خامسا ـ جواز الرفع والنصب :
يجوز في الاسم المشغول عنه الرفع والنصب إذا عطفنا على الجملة ذات الوجهين
والمقصود بالجملة ذات الوجهين : أنها الجملة التي صدرها اسم وعجزها فعل ،
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 58 آل عمران . 2 ـ 162 النساء .
3 ـ البحر المحيط ج3 ص396 وما بعدها .
4 ـ 152 الأنعام .

فهي اسمية باعتبارها مبتدأ وخبر ، وفعلية باعتبارها مختومة بفعل ومعموله {1} .
نحو : محمد مسافر وعليٌّ أو عليا أنزلته عندي .
ونحو : خالد أخفق وإبراهيمَ أو إبراهيمُ كافأته .
ومنه قوله تعالى : { والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل }2 .
170 ـ وقوله تعالى : { والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان }3 .
فقد قرئ " القمر " بالرفع على الابتداء ، وقرئ بالنصب على الاشتغال {4} .
وقال العكبري : إنه في رواية الرفع محمول على " آية " ، أو على و الشمس {5}
أما " السماء " فقد قرأها الجمهور بالنصب على الاشتغال ، وقرأ أبو السمال بالرفع مراعيا مشاكلة الجملة الابتدائية ، أما الجمهور فقد راعوا مشاكلة الجملة التي تليه وهي " يسجدان " {6} .

تنبيهات وفوائد :
1 ـ يجوز النصب على الاشتغال لاسم الموصول المشبه بالشرط الذي دخلت في خبره الفاء . 171 ـ نحو قوله تعالى : { واللذان يأتيانها منكم فآذوهما }7 .
وقوله تعالى : { واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم }8
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ شرح ألفية ابن مالك لابن الناظم ص240 .
2 ـ 38 ، 39 يس . 3 ـ 6 ، 7 الرحمن .
4 ـ البحر المحيط ج7 ص 325 .
5 ـ العكبري ج2 ص 105 .
6 ـ البحر المحيط ج8 ص 189 ، والعكبري ج2 ص 123 .
7 ـ 16 النساء . 8 ـ 15 النساء .

ففي الآيتين السابقتين أجري الموصولان " اللذان ، و اللاتي " مجرى الشرط بدخول الفاء في الفعل " فاستشهدوا " ، و الفعل " فآذوهما " لذلك لا يجوز أن ينتصب كل من الموصولين السابقين بإضمار فعل يفسره ما بعده ، ويكون ذلك من باب الاشتغال ، لأن كلا من الفعلين المذكورين لا يصح أن يعمل في الاسم الموصول لجريانه مجرى فعل الشرط .
وقال العكبري : لا يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها في مثل هذا الموضع يعني الموضع السابق ـ ولو عري من ضمير المفعول ، لأن الفاء هنا في حكم الفاء الواقعة في جواب الشرط ، وتلك تقطع ما بعدها عما قبلها {1} .
وبناء على ما تقدم يعرب اسم الموصول في كل من الآيتين السابقتين مبتدأ ، وخبره في الآية الأولى : الجملة الفعلية " فاستشهدوا ... إلخ " مع جواز دخول الفاء زائدة على الخبر على رأي الجمهور ، لأن المبتدأ أشبه بالشرط في كونه موصولا عاما صلته فعل مستقبلي . ويجوز أن يكون الخبر محذوفا تقديره : فيما يتلى عليكم حكم اللاتي ، فحذف الخبر ، والمضاف إلى المبتدأ لدلالته عليهما ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، ونظيره ما تمثل به سيبويه في قوله تعالى :
{ الزانية والزاني فاجلدوا }2 .
172 ـ وقوله تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا }3 .
وما قيل في الآية الأولى يقال في الآية الثانية .
وقد أجاز البعض النصب على تقدير إضمار فعل يفسره الخبر ، ويقبح أن يفسره ما في
الصلة {4} .
2 ـ ذكرنا فيما سبق في تعريف الاشتغال أن بتقدم اسم ، ويتأخر عنه فعل ، أو وصف صالح للعمل فيما قبله منشغل عن العمل فيه بالعمل في ضميره ، أو ملابسه . إلا أن بعض الأفعال لا يصلح
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص 96 . 2 ـ 2 النور .
3 ـ 38 المائدة . 4 ـ مشكل إعراب القرآن ج1 ص 193 .

أن يكون ناصبا للاسم المتقدم عليه ولو لم يشغل عنه بضميره ، وذلك كالأفعال الواقعة شرطا ، أو جوابا ، أو كانت جامدة مسبوقة بما التعجبية ، وقد ذكرنا ذلك في موضعه ، وكذلك الفعل الواقع صفة .
173 ـ نحو قوله تعالى : { وكل شيء فعلوه في الزبر }1 .
فـ " كل " وجب فيها الرفع على الابتداء ، لأن الصفة لا تعمل فيما قبلها ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا {2} .
فالجملة الفعلية في محل رفع صفة لكل {3} . و " في الزبر " في محل رفع خبر .
3 ـ إن العامل المنشغل بضمير الاسم المتقدم عليه ، إما أن يكون فعلا كما في جميع الأمثلة الواردة في هذا الباب ، وقد يكون شبيها بالفعل في عمله ، كالأوصاف المشتقة من الفعل كاسم الفاعل ، واسم المفعول إذا جاءا بمعنى الحال ، أو الاستقبال ، وألا يقعا صلة " لأل " لامتناع عمل الصلة فيما قبلها ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا ، وعليه امتنع تفسير الصفة المشبهة ، فلا يجوز نحو : خالدا أنا الضاربه . ولا : وجه الأب محمد حسنه .
ومن الأمثلة على الأوصاف التي توفرت فيها شروط العمل قولنا : محمدا أنا ضاربه . وعليا أنت أكرمته .
4 ـ إذا وقع الفعل جوابا للقسم فلا يفسر عاملا ، لذلك يجب رفع الاسم المتقدم .
نحو : المجتهد والله لأكافئنه ، والمهمل والله لأعاقبنه .
174 ـ ومنه قوله تعالى : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم }4 .
وقوله تعالى : { والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة }5.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 52 القمر . 2 ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني ج2 ص 80 .
3 ـ شرح الكافية للرضي ج1 ص 178 .
4 ـ 7 العنكبوت . 5 ـ 41 النحل .

فـ " المهمل ، والمجد ، والذين " في الآيتين السابقتين وجب في كل منها الرفع على الابتداء ، وجملة جواب القسم في محل رفع خبر .
ذكر ذلك صاحب شرح الكافية فقال : " وكذا جواب القسم لا يعمل فيما قبل القسم ، فيجب الرفع في مثل : زيد والله لأضربنه ، لأن القسم له صدر الكلام لتأثيره في الكلام " {1} . ولكن البعض أجاز النصب بفعل محذوف يدل عليه الفعل المذكور ، وهو غير صحيح لأن جواب القسم لا يفسر ما قبله فانتبه .
5 ـ إذا فصلت " إلا " بين الفعل المتأخر عنها ، العامل في ضمير الاسم المتقدم عليها ، امتنع بصب الاسم على الاشتغال . نحو : ما كتاب إلا قرأته . وما عمل إلا أنجزته .
فـ " كتاب ، وعمل " كل منهما واجب الرفع على الابتداء ، والجملة الفعلية في محل رفع خبره ، ولا يصح نصبه على الاشتغال ، لأن ما بعد " إلا " لا يعمل فيما قبلها ، وعلة ذلك أن ما بعد " إلا " من حيث الحقيقة جملة مستأنفة ، لكن صيرت الجملتان في صورة جملة قصرا للاختصار ، فاقتصر على عمل ما قبل إلا فيما يليها فقط ، ولم يجز عمله فيما بعده على الأصح {2} .
وما لا يعمل لا يفسر عاملا .
6 ـ يرجح رفع الاسم المشغول عنه إذا وقع بعد " أما " الفصلية .
175 ـ نحو قوله تعالى : { وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفينهم أجورهم }3 . وقوله تعالى : { فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا }4 .
فـ " الذين " في الآيتين يرجح فيهما الرفع على الابتداء ، وجملة : فيوفينهم ... إلخ خبر في الآية الأولى ، وجملة : فأعذبهم ... إلخ خبر في الآية الثانية .
وجوز البعض النصب على الاشتغال بفعل محذوف يفسره المذكور {5} .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ، 2 ـ شرح الكافية ج1 ص 165 . 3 ـ 57 آل عمران .
4 ـ 56 آل عمران . 5 ـ البحر المحيط ج2 ص 475 .

7 ـ يشترط في الاسم المشتغل عنه أن يكون معرفة حتى يصح الابتداء به ، كما
مر معنا في الأمثلة السابقة في باب الاشتغال . نحو : هل الكتاب قرأته ؟
وهل عليا قابلته ؟ فإن جاء الاسم نكرة محضة أول بمعرفة .
176 ـ نحو قوله تعالى : { وأخرى تحبونها }1 .
فـ " أخرى " صفة لموصوف محذوف ، والتقدير : النعمة ، أو المثوبة الأخرى .
وأما قوله تعالى { ورهبانية ابتدعوها }2 .
فلا يصح في " رهبانية " النصب على الاشتغال ، لأنها نكرة لا تصلح للابتداء ، والجملة بعدها صفة .
وجاز الاشتغال فى قوله تعالى : { ورسلا قد قصصناهم عليك }3 .
لأنه موضع تفضيل {4} .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 13 الصف . 2 ـ 27 الحديد .
3 ـ 164 النساء . 4 ـ البحر المحيط ج3 ص 398 .

نماذج من الإعراب


163 ـ قال تعالى : { وكل شيء فصلناه تفصيلاً } 12 الإسراء .
وكل شيء : الواو حرف عطف ، وكل مفعول به منصوب على الاشتغال لفعل محذوف يفسره ما بعده لانشغال الفعل الثاني في العمل في الضمير المتصل به العائد على المفعول به المقدم ، وكل مضاف ، وشيء مضاف إليه ، ورجح نصبه لتقدم جملة فعلية عليه .
فصلناه : فعل وفاعل ومفعول به . تفصيلاً : مفعول مطلق منصوب بالفتحة .

24 ـ قال الشاعر :
ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا
ملأنا : فعل وفاعل . البر : مفعول به ، وجملة ملأنا لا محل لها من الإعراب مستأنفة . حتى ضاق : حتى حرف جر وغاية بعدها " ان " مضمرة وجوبا ، وضاق فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .
عنا : جار ومجرور متعلقان بضاق . والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل ضاق في تأول مصدر مجرور بحتى ، وشبه الجملة متعلق بملأنا ، والبعض يرى أن حتى في هذا الموضع حرف ابتداء والجملة الفعلية بعده مستأنفة ، والوجه الأول أقوى معنى . وماء البحر : الواو حرف عطف ، وماء يجوز فيه الرفع والنصب ، فالرفع على الابتداء ، والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبره ، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية السابقة لا محل لها من الإعراب
مثلها . والنصب على أنه مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده ، وتكون الجملة فعليه معطوفة على مثلها ، والتقدير : ونملأ ماء البحر وماء مضاف ، والبحر مضاف إليه .
نملؤه : نملأ فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : نحن ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . والجملة الفعلية في محل رفع خبر لماء على رواية الرفع ، ولا محل لها من الإعراب على رواية النصب ، لأنها مفسرة . سفينا : تمييز منصوب بالفتحة .

164 ـ قال تعالى : { فألقاها فإذا هي حية تسعى } 20 طه .
فألقاها : الفاء واقعة في جواب الأمر ، وألقى فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به .
فإذا : الفاء حرف عطف ، وإذا فجائية لا عمل لها ، ويجوز فيها الاسمية والحرفية على خلاف بين النحاة .
هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . حية : خبر مرفوع بالضمة .
تسعى : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي .
وجملة تسعى في محل رفع خبر ثان لهي ، أو في محل نصب حال من حية .
وهذه المسألة فيها خلاف بين سيبويه والكسائي عرفت بالمسألة الزنبورية .
وجملة إذا معطوفة على ما قبلها .

165 ـ قال تعالى : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } 15 القلم .
إذا : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه .
تتلى : فعل ماض مبني للمجهول . عليه : جار ومجرور متعلقان بتتلى .
وجملة تتلى في محل جر بإضافة إذا إليها .
آياتنا ك نائب فاعل ، وآيات مضاف ، ونا المتكلمين في محل جر بالإضافة .
قال : فعل ماض ن والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة قال لا محل لها من الإعراب لأنها جواب لشرط غير جازم .
أساطير : خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هي أساطير ، وأساطير مضاف .
الأولين : مضاف إليه مجرور بالياء .

166 ـ قال تعالى : { وإذا الموءودة سئلت } 8 التكوير .
وإذا : الواو حرف عطف ، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه ، وجوابها " علمت نفس " .
الموءودة : نائب فاعل لفعل مقدر يفسره ما بعده ، وإلى هذا جنح الزمخشري ومنع أن يرفع
بالابتداء ، لأن إذا تتقاضى الفعل لما فيها من معنى الشرط ، ولكن ما منعه الزمخشري من وقوع المبتدأ بعد إذا أجازه الكوفيون والأخفش من البصريين .
سئلت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء للتأنيث ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي يعود على الموءودة .
وجملة إذا معطوفة على ما قبلها .

167 ـ قال تعالى : { أ هؤلاء منّ الله عليهم من بيننا } 53 الأنعام .
أ هؤلاء : الهمزة للاستفهام التقريري والتهكمي ، وهؤلاء اسم إشارة في محل رفع مبتدأ .
منّ : فعل ماض . الله : لفظ الجلالة فاعل ، والجملة في محل رفع خبر هؤلاء ، وجملة أ هؤلاء وما بعدها في محل نصب مقول القول السابق .
عليهم : جار ومجرور متعلقان بمن .
من بيننا : جار ومجرور ، ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال .
ويجوز أن نعرب هؤلاء مفعول به في محل نصب على الاشتغال بفعل محذوف يفسره الفعل الظاهر العامل في ضميره بوساطة حرف الجر " على " ، ويكون المفسر من حيث المعنى لا من حيث اللفظ ، والتقدير : أ فضل الله هؤلاء ومن عليهم ، وتكون جملة من الله عليه لا محل لها من الإعراب لأنه مفسرة ، وإنما صاغ هذا الوجه وفضله الكثيرون لأنه ولي همزة الاستفهام وهي أداة يغلب مجيء الفعل بعدها .

168 ـ قال تعالى : { ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك }164النساء.
ورسلاً : الواو حرف عطف ، ورسلاً مفعول به لفعل محذوف معطوف على أوحينا تقديره وآتينا . قد : حرف تحقيق .
قصصناهم : فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل نصب صفة لرسلاً .
عليك : جار ومجرور متعلقان بقصصنا .
من قبل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال .
ورسلا : الواو حرف عطف ، والجملة معطوفة على ما تقدم .

169 ـ قال تعالى : { ذلك نتلوه عليك من الآيات } 58 آل عمران .
ذلك : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ .
نتلوه : فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل رفع خبر .
عليك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال .
ويجوز أن يكون اسم الإشارة مبتدأ ، وجملة نتلوه في محل نصب على الحال .
من الآيات :جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر .
ويجوز في اسم الإشارة أن يكون في محل نصب على الاشتغال ، والوجه الأول أرجح .

170 ـ قال تعالى : ( والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ) 6 الرحمن .
والنجم : الواو حرف عطف ، والنجم مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .
والشجر : الواو حرف عطف ، والشجر معطوف على القمر .
يسجدان : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو فاعل ، والجملة في محل رفع خبر النجم ، وجملة النجم معطوفة على ما قبلها .
والسماء : مفعول به بفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : ورفع السماء .
والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها .
رفعها : رفع فعل ماض والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والحملة لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها .

171 ـ قال تعالى : ( واللذان يأتيانها منكم فآذوهما ) 16 النساء .
واللذان : الواو حرف عطف ، واللذان اسم موصول مبتدأ مرفوع بالألف لأنه يعرب إعراب المثنى . يأتيانها : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعل ، وهاء الغائب العائد على الفاحشة في محل نصب مفعول به ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
منكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال .
فآذوهما : الفاء رابطة ، وآذوا فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والهاء في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل رفع خبر اللذان .

172 ـ قال تعالى : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) 38 المائدة .
والسارق : الواو حرف استئناف ، والسارق مبتدأ مرفوع ، وخبره محذوف ، والتقدير : فيما فرض عليكم السارق والسارقة ، أي : حكمهما . فحذف المضاف الذي هو " حكم " ، وأقيم المضاف إليه مقامه وهو السارق والسارقة ، وحذف الخبر وهو الجار والمجرور ، لأن الفاء بعده تمنع من نصبه على الاشتغال كما هي القاعدة ، إذ يترجح النصب قبل الطلب وهي أي : الفاء التي جاءت لشبهه بالشرط تمنع أن يكون ما بعدها الخبر ، لأنها لا تدخل عليه أبدا ، فلم يبق إلا الرفع .
ويرى الأخفش والمبرد وجماعة أن الخبر هو الجملة الأمرية " فاقطعوا " ، وإنما دخلت الفاء في الخبر ، لأنه يشبه الشرط ، لأن الألف واللام في كلمة السارق والسارقة موصولة بمعنى الذي والتي ، والصفة صلتها . وقد أجاز الزمخشري ذلك ، وإن رجح ما ارتآه سيبويه .
وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب مستأنفة . والسارقة : الواو عاطفة ، والسارقة معطوفة على السارق مرفوعة .
فاقطعوا : الفاء واقعة في جواب " أل " الموصولة ، واقطعوا فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل . أيديهما : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، وأيدي مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة .

173 ـ قال تعالى : ( وكل شئ فعلوه في الزبر ) 52 القمر .
وكل شئ : الواو حرف عطف ، وكل مبتدأ ، وكل مضاف وشئ مضاف عليه .
فعلوه : فعل ماض ، وفاعل ، ومفعول به ، والجملة في محل رفع صفة لكل .
في الزبر : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ .
وجملة كل وما بعدها معطوفة على ما قبلها .

174 ـ قال تعالى : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ) 7 العنكبوت .
والذين : الواو حرف عطف ، والذين اسم موصول في محل رفع مبتدأ .
آمنوا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
وجملة الذين وما بعدها معطوفة على ما قبلها .
وعملوا : الواو حرف عطف ، وعملوا معطوفة على آمنوا .
الصالحات : مفعول به لعملوا .
لنكفرن : اللام موطئة للقسم ، ونكفرن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن .
وجملة نكفرن في محل رفع خبر الذين .
عنهم : جار ومجرور متعلقان بنكفرن . سيئاتهم : مفعول به منصوب بالكسرة .

175 ـ قال تعالى : ( وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ) 57 آل عمران .
وأما : الواو حرف عطف ، وأما حرف شرط وتفصيل غير جازم .
الذين : اسم موصول في محل رفع مبتدأ .
آمنوا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها صلة الموصول .
وعملوا : الواو حرف عطف ، وعملوا معطوف على آمنوا .
الصالحات مفعول به منصوب بالكسرة .
فيوفيهم : الفاء رابطة لجواب أما ، ويوفيهم فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . أجورهم : مفعول به ثان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وجملة فيوفيهم في محل رفع خبر الذين .
وجملة الذين وما في حيزها معطوفة على ما قبلها .

176 ـ قال تعالى : ( وأخرى تحبونها ) 13 الصف .
وأخرى : الواو حرف عطف ، وأخرى مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، وخبره المقدم محذوف ، والتقدير : لكم نعمة أخرى ، ويجوز في أخرى أن تكون منصوبة على إضمار فعل تقديره : ويمنحكم أخرى ، وحملة تحبونها صفة لأخرى ، أو يكون منصوبا بفعل مضمر يفسره الفعل تحبون ، فيكون من باب الاشتغال ، وحينئذ لا تكون جملة تحبونا صفة ، لأنها مفسرة للعامل قبل أخرى .
تحبونها : فعل مضارع مرفوع بثبت النون ، والواو في محل رفع فاعله ، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به . والجملة إما في محل رفع خبر المبتدأ ، أو صفة ، أو مفسرة حسب ما ذكرنا سابقا ، والله أعلم .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......   موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:17


الفصل الرابع
أدوات الشرط الجازمة

هو الربط بين حدثين يتوقف ثانيهما على الأول .
نحو : إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان .
177 ـ ومنه قوله تعالى : { إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم }1 .
178 ـ وقوله تعالى : { ومن يؤمن بالله يهد قلبه }2 .
تركيب جملة الشرط :
كما هو واضح من التعريف السابق أن جملة الشرط تتكون من جملتين صغيرتين ، تسمى الأولى جملة فعل الشرط ، وتسمى الثانية جملة جواب الشرطوجزائه . فالنجاح في المثال الأول مرتبط بالدراسة الجيدة ، ومتوقف عليها ، فإذا تمت الدراسة الجيدة حصل النجاح ، وكذلك العكس ، فإن لم تتم الدراسة الجيدة لم يحصل النجاح .
وأدوات الشرط هي العاملة في فعلي الشرط ، وجوابه لفظا ، ومحلا إذا كان الفعلين مضارعين ، أو محلا فقط إذا كان الفعلين غير مضارعين . كما تربط بين معنى جملتي الشرط لتجعل منهما جملة واحدة تسمى تلك الجملة مع الأداة جملة الشرط ، أو أسلوب الشرط .
ومما سبق يتضح أن جملة الشرط تتكون من أداة الشرط ، وفعل الشرط ، وجواب الشرط وجزائه .
أقسام أدوات الشرط ومعانيها :
1 ـ أدوات شرط جازمة .
2 ـ أدوات شرط غير جازمة ، سنقوم بدراستها مع أساليب النحو ( أسلوب الشرط ) .
ــــــــــــــــ
1 ـ 17 التغابن . 2 ـ 11 التغابن .

أدوات الشرط الجازمة لفعلين :
تنقسم أدوات الشرط الجازمة إلى : حروف الشرط ، وأسماء الشرط .
أ ـ حرفا الشرط هما : إنْ ، وإذما .
179 ـ نحو قوله تعالى : { إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم }1
وقوله تعالى : { إن تمسسكم حسنة تسؤهم }2 .
وقوله تعالى : { إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف }3 .
ونحو : إذما تجتهد تنل جائزة .
إذما : حرف شرط مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب .
تجتهد : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ، تقديره : أنت ، تنل : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
ومنه قول : عباس بن مرداس :
إذْ ما أتيت على الرسول فقل له حقا عليك إذا اطمأن المجلس
وتفصيل القول في الحرفين السابقين كالتالي :

أولا ـ إنْ : حرف شرط جازم ، يفيد تعليق الشرط بالجواب فقط .
نحو قوله تعالى : { إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل }4 .
وقوله تعالى : { إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد }5 .
وقوله تعالى : { إن نشا ننزل عليهم من السماء آية }6 .
ـــــــــــ
1 ـ 31 النساء . 2 ـ 130 آل عمران .
3 ـ 38 الأنفال . 4 ـ 50 التوبة .
5 ـ 16 فاطر . 6 ـ 4 الشعراء .

ولحرف الشرط " إن " استعمالات كثيرة نوردها فيما يلي :
1 ـ من الأمثلة السابقة يتضح لنا أن المفروض في " إن " الشرطية أن تجزم فعلين لفظا ، أو محلا ، يسمى الأول فعل الشرط ، ويسمى الثاني جواب الشرط وجزاءه غير أنه قد يأتي بعدها اسم ، وفي هذه الحالة نقدر بعدها فعلا محذوفا يفسره الفعلالمذكور . نحو : إنْ محمدٌ تأخر فعاقبه .
إن : حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
محمد : فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المتأخر والتقدير : إن تأخر محمد فعاقبه .
ومنه قوله تعالى : إن امرؤ هلك ليس له ولد ولها أخت فلها نصف ما ترك }1 .
وقوله تعالى : { وإن أحد من المشركين استجارك }2 .
2 ــ يكثر مجيء " ما " الزائدة بعدها ، فتدغم فيها النون .
نحو : إمَّا يفز محمد فأعطه جائزة .
إمَّا : أصلها : إن الشرطية مدغمة مع ما الزائدة ، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون لا محل لهما من الإعراب .
180 ـ ومنه قوله تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله }3 .
وقوله تعالى : { فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما }4 .
وقوله تعالى : { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف }5 .
3 ـ قد يأتي بعد إن الشرطية فعل مضارع منفي بلا النافية التي لا عمل لها ، فتدغم " لا " في " النون " . نحو : إلا تحضر الامتحان ترسب .
ـــــــــــــــ
1 ـ 176 النساء . 2 ـ 6 التوبة .
3 ـ 200 الأعراف . 4 ـ 26 مريم .
5 ـ 23 الإسراء .

إلا : أصلها " إن " الشرطية مدغمة في " لا " النافية غير العاملة ، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون ، لا محل لهما من الإعراب .
181 ـ ومنه قوله تعالى : { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما }1 .
وقوله تعالى : { إلا تنصروه فقد نصره الله }2 .
ثانيا ـ إذما : حرف شرط جازم ، وهي في الأصل " إذ " الظرفية الدالة على الزمن الماضي ، وعندما زيدت إليها " ما " وركبت معها غُيرت ، ونقلت عن دلالة الزمن الماضي إلى المستقبل ، وأصبحت مع " ما " بمثابة الحرف الواحد الذي لا يتجزأ ، وزيادة " ما " إليها لتكفها عن الإضافة عن إضافتها إلى الجملة مطلقا ، وهي بذلك تكون شرطية جازمة لفعلين ، وبمنزلة " إنما " .
نحو : إذ ما تكتم الأسرار يتق الناس بك .
25 ـ ومنه قول الشاعر : بلا نسبة .
وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا
وقد أجاز الفراء الجزم بـ " إذ " دون إلصاقها بـ " ما " ، كما أجاز ذلك في " حيث " ، وإذا اعتبرنا رأي الفراء صحيحا ، فإنه يمكن الاستشهاد عليه
بقوله تعالى : ( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف }3 .
فيكون فعل الشرط في الآية " فاعتزلتموهم " ، وجوابه " فأوا " ، والله أعلم .
ب ـ أسماء الشرط :
أما أسماء الشرط فهي : من ، ما ، مهما ، متى ، أيان ، أنى ، أين ، حيثما ،كيفما ، أي .
وهي كلها مبنية ما عدا " أي " فهي معربة لإضافتها إلى مفرد ، وسنوضح ذلك بالتفصيل في موضعه .
ـــــــــــــ
1 ـ 39 التوبة . 2 ـ 40 التوبة . 1 ـ 16 الكهف .

1 ـ من : اسم شرط للعاقل ، تربط بين فعل الشرط ، وجوابه بذات واحدة عاقلة . نحو : من يحفظ القصيدة ينل درجة .
182 ـ ومنه قوله تعالى : { من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها }1 .
وقوله تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }2 .
وقوله تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا }3 .
2 ـ ما : اسم شرط لغير العاقل ، لكونه يربط بين جملتي الشرط بذات واحدة غير عاقلة . نحو : ما تفعل من شيء يعلمه الله .
183 ـ ومنه قوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها }4 .
وقوله تعالى : { وما تفعلوا من خير يوف إليكم }5 .
وقوله تعالى : { وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم }6 .
ومنه قوله تعالى : { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } 7 .
وقوله تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله } 8 .
3 ـ مهما : اسم شرط مبهم يربط بين فعل الشرط وجوابه بذات واحدة مبهمة ، وإبهامه يجعله لغير العاقل .نحو : مهما تبذلوا في العمل من جهد فلن تنجزوه اليوم .
183 ـ وقوله تعالى :{ وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين }9 .
ــــــــــــ
1 ـ 85 النساء . 2 ـ 7 الزلزلة .
3 ـ 65 البقرة . 4 ـ 106 البقرة .
5 ـ 272 البقرة . 6 ـ 60 الأنفال .
7 ـ 2 فاطر . 8 ـ 53 النحل .
9 ـ 132 الأعراف .

وفي " مهما " قول ذكره سيبويه قال : سألت الخليل عن " مهما " فقال : هي " ما " أدخلت معها " ما " ولكنهم استقبحوا تكرار لفظ واحد فأبدلوا الهاء من الألف التي في الأولى . وقال بعضهم أن " مهما " حرف واستدلوا على حرفيتها
بقول زهير بن أبي سلمى :
ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
فقد أعرب البعض " خليقة " اسم لتكن ، و " من " زائدة ، فتعين خلو الفعل من الضمير ، والصحيح أن " مهما : اسم ، وتكن الناقصة اسمها ضمير مستتر فيها تقديره : هي ، وقد جعل الضمير مؤنثا تبعا لمعنى " مهما " لأن لفظها مذكر ، والمراد منها هنا الخليقة ، فهي مفسرة
بمؤنث ، فجاز تأنيث الضمير الراجع عليها بهذا الاعتبار .
(1) 26 ـ ومنه قول الطفيل الغنوي :
نبئـت أن أبا شــُتيم يدَّعي مهما يعش يسمع بما لم يُسمعِ
4 ـ متى : اسم شرط جازم يفيد الزمان ، فهي تربط الجواب ، والشرط بزمن واحد . نحو : متى تخلص في عملك تنل رضى الله .
27 ـ ومنه قال سحيم بن وثيل الرياحي :
أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
28 ـ وقول الآخر :
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد
5 ـ أيان : اسم شرط للزمان المستقبل .
نحو : أيان تطع الله يساعدك . أيان تأتي تلق ما يسرك .
29 ـ ومنه قول الشاعر : بلا نسبة .
أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا ، وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا
ـــــــــــ
1 ـ انظر فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشرالطوال ، معلقة زهير بن أبي سلمى ص92 محمد على الدرة .

ومنه قول الآخر : بلا نسبة .
إذا النجمة الأدماء كانت بقفزة فإيان ما تعدل به الريح تنزلِ
6 ـ أنّى : اسم شرط يفيد المكان ، يربط الشرط والجواب بمكان واحد .
نحو : أنّى تدع الله تجده سميعا ، ونحو : أنى تأته تأت رجلا كريما .
30 ـ قال الشاعر :
خليلــيَّ أنَّى تأتيانــيَ تأتـيا أخا غير ما يُرضِيكم لا يحاول
أنّى : اسم شرط جازم لفعلين ، وهو ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب بجوابه " تجده " .
تدع : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
الله : لفظ الجلالة مفعول به .
تجده : جواب الشرط مجزوم بالسكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول .
سميعا : مفعول به ثاني .
ومنه قول الشاعر : بلا نسبة .
فأصبحتَ أنى تأتها تلتبس بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر
7 ـ أين : اسم شرط للمكان .
نحو : أين تسقط الأمطار تخضر المراعي .
أين : اسم شرط جازم ، مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية .
تسقط : فعل الشرط مجزوم بالسكون .
الأمطار : فاعل مرفوع بالضمة .
تخضر : جواب الشرط مجزوم بالسكون .
المراعي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل .
ويكثر اقتران " أين " بـ " ما " الزائدة بحيث تصبح معها كالكلمة الواحدة .
185 ـ نحو قوله تعالى : { أينما تكونوا يدركّم الموت }1 .
وقوله تعالى : { أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا }2 .
وقوله تعالى : {أينما يوجهه لا يأت بخير }3 .
وقوله تعالى : {أينما يوجهه لا يأت بخير }4 .
186 ـ ومنه قوله تعالى : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }5 .
8 ـ حيثما : اسم شرط للمكان . نحو : حيثما تستقم يقد لك الله نجاحا .
وحيثما تذهب تجد أصدقاء .
ويشترط في " حيث " لعمل الجزم أن تتصل بـ " ما " الزائدة ، ويكونان كالكلمة الواحدة ، وبدون " ما " تكون " حيث " ظرفا مكانيا غير جازم .
9 ـ كيفما : اسم شرط يدل على الحال ، ويشترط في عملها أن تقترن بـ " ما " الزائدة ، كما هو الحال في " حيثما " ، و " إذما " وبدنها تكون اسما للاستفهام دالا على الحالية ، ويشترط في عملها أن يكون فعلاها متفقين في اللفط والمعنى .
نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك . وكيفما تكن الأمة يكن الولاة .
9 ـ أي : اسم شرط معرب مضافة لما بعدها من الأسماء المفردة .
نحو : أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في الكبر .
187 ـ ومنه قوله تعالى : { أيًا ما تدعو فله الأسماء الحسنى }6 .
ــــــــــــــ
1 ـ 78 النساء . 2 ـ 77 النساء .
3 ـ 148 البقرة . 4 ـ 76 النحل .
5 ـ 144 البقرة . 6 ـ 110 الإسراء .

إعراب أدوات الشرط
يطلق كثير من النحاة على ما اختلطت فيه الحروف بالأسماء اسم " الأدوات " ما دامت كلها في باب واحد ، وعملها واحد ، وذلك تجاوزا ، لكي لا يقول البعض هذه حروف ، وتلك أسماء إلا في حالة التفصيل ، فاستعملوا لها مسمى وسطا يجمع بين الحرفية ، والاسمية .
وإليك تفصيل القول في إعراب تلك الأدوات .

أولا ـ إنْ ، وإذما :
حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب .
188 ـ نحو قوله تعالى : { قل إن تخفوا ما في أنفسكم أو تبدوه يعلمه الله }1 .
وقوله تعالى : { إن تأمنه بقنطار يؤده إليك }2 . ونحو : إذ ما تفعل يعلمه الله .

ثانيا ـ من ، وما ، ومهما : أسماء شرط مبنية ، كل منها في محل :
1 ـ رفع مبتدأ ، إذا كان فعل الشرط متعديا ، واستوفى مفعوله .
189 ـ نحو قوله تعالى : { من يعمل سوءا يجز به }3 .
وقوله تعالى : ومن يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم }4 .
190 ـ وقوله تعالى : { ما أصابك من حسنة فمن الله }5 .
191 ـ قال تعالى : ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين )6 .
فمن ، وما ، ومهما في الآيات السابقة جاء كل منها مبدأ ، وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر .
أو كان فعل الشرط لازما لا يتعدى إلى مفعول .
نحو : من يجتهد ينجح . مهما تعش تسمع بما لا تسمع .
ــــــــــــــــ
1 ـ 29 آل عمران . 2 ـ 75 آل عمران .
3 ـ 123 النساء . 4 ـ 63 التوبة .
5 ـ 79 النساء . 6 ـ 132 الأعراف .

ومنه قوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }1 .
وقوله تعالى : { من كفر فعليه كفره }2 .
فـ " من " في المثالين والآيتين السابقتين في محل رفع مبتدأ ، لأن أفعال الشرط التي تليها لازمة ، وجملتي الفعل والجواب في محل رفع خبر .
أو كان فعل الشرط ناقصا استوفى اسمه وخبره .
193 ـ نحو قوله تعالى : { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا }3 .
وقوله تعالى : { من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك }4 .
وقوله تعالى : { من كان يريد تواب الدنيا فعند الله تواب الدنيا والآخرة }5 .
وقوله تعالى : { وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم }6 .
فـ " من " في الآيات السابقة جاءت في محل رفع مبتدأ ، لأن فعل الشرط كان الناقصة وقد استوفى اسمه ، وخبره .
2 ـ وتأتي في محل نصب مفعول به ، إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله . نحو : من تجامل أجامله . وما تزرع اليوم تحصد غدا .
ومهما تفعل يعلمه الله .
194 ـ ومنه قوله تعالى : { من يهد الله فهو المهتدي }7 .
وقوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له }8 .
وقوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بأحسن منها }9 .
195 ـ وقوله تعالى : { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله }10.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 160 الأنعام . 2 ـ 44 الروم . 3 ـ 75 مريم .
4 ـ 97 البقرة 0 5 ـ 134 النساء . 6 ـ 136 الأنعام .
7 ـ 178 الأعراف . 8 ـ 186 الأعراف .
9 ـ 106 البقرة . 10 ـ 5 الحشر .

فـ " من وما ومهما " في الأمثلة ، والآيات السابقة جاء كل منها في محل نصب مفعول به ، لأن أفعال الشرط متعدية ، ولم تستوف مفاعيلها .
3 ـ وتأتي في محل نصب خبر إذا كان فعل الشرط ناقصا ، ولم يستوف خبره .
نحو : مهما يكن عملك فأنت ملوم .
فـ " مهما " في محل نصب خبر يكن .
4 ـ تأتي " ما ، ومهما " في محل نصب مفعول مطلق ، إذا دلتا على حدث .
نحو : مهما تسر فلن تبلغ المكان بسهولة .
والتقدير : أي سير تسر .

ثالثا ـ متى وأيان : اسمان مبنيان ، الأول على السكون ، والثاني على الفتح في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط .
نحو : متى تأتينا نستقبلك . وأيان تطع الله يساعدك .
متى : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط .
31 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم :
متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا
وقول الآخر :
متى تزره تلق من عرفه ما شئت من طيب ومن عطر
وقول الآخر :
وأحلم عن خلِّي وأعلم أنه متى أجزه حلما عن الجهل يندم

رابعا ـ أنَّى ، وأين وأينما ، وحيثما : وتعرب أسماء مبنية ، أنى مبنية على السكون وأين ،
وأينما ، وحيثما مبنيات على الفتح ، وجميعها في محل نصب على الظرفية المكانية لفعل الشرط . و" ما " في أينما ، وحثما زائدة .
نحو : أين تسافر يسهل الله أمرك . وأينما تقم تجد أصدقاء .
ونحو : أنى تدع الله تره سميعا . وحيثما تستقم يقدر لك الله نجاحا .
196 ـ ومنه قوله تعالى : {أينما يوجّهّه لا يأت بخير }1 .
ومنه قوله تعالى : { أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا }2 .
وقوله تعالى : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }3 .
خامسا ـ كيفما : اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط و " ما " زائدة . نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك .
فـ " كيف " اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط وهو الضمير المقدر " أنت " ، لأن فعل الشرط تام .
وتأتي خبرا في محل نصب لفعل الشرط إذا كان ناقصا .
نحو : كيفما يكن المرء يكن قرينه .
سادسا ـ أي : اسم شرط معرب ، لإضافتها إلى الاسم المفرد ، وتعرب حسب موقعها من الجملة على النحو التالي :
1 ـ مبتدأ ، إذا كان فعل لشرط متعديا ، واستوفى مفعوله .
نحو : أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في كبرك .
2 ـ وتأتي مبتدأ ، إذا كان فعل الشرط لازما لا يحتاج إلى مفعول به .
نحو : أيُّ طالب يجتهد يتفوق في الامتحان .
3 ـ وتعرب مفعولا به إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله .
نحو : أيَّ كتاب تقرأ تستفد منه .
ومنه قوله تعالى : { أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى }4 .
4 ـ وتعرب حالا من فاعل فعل الشرط . نحو : أيا تجلس أجلس بجوارك .
فـ " أيا " حال من الضمير المستتر في " تجلس " .
وكون " أي " تضاف إلى الأسماء المفردة ، فهي تضاف إلى العاقل .
ــــــــــــــــ

1 ـ 76 النحل . 2ـ 61 الأحزاب .
3 ـ 150 البقرة . 4 ـ 110 الإسراء .

نحو : أي طالب يجتهد يتفوق .
وتضاف إلى غير العاقل . نحو : أي كتاب تقرأه ينمِ ثقافتك .
وتضاف إلى المصدر ، فتعرب مفعولا مطلقا .
نحو : أي ادخار تدخره يدعم مستقبلك .
وتضاف إلى الزمان ، أو المكان ، فتعرب مفعولا فيه .
نحو : أي ساعة تحضر تجدني في انتظارك .
ونحو : أي بلد تسافر تجد أصدقاء .

جواز ووجوب الحذف في فعل الشرط وجوابه

أولا ـ جواز حذف فعل الشرط :
يجوز حذف فعل الشرط في المواضع التالية :
1 ـ إذا وقع بعد " إن " المدغمة بـ " لا " النافية .
نحو : قل خيرا وإلا فاصمت .
والتقدير : قل خيرا وإن لا تقل فاصمت .
ومنه قول الشاعر :
فطلقها فلست لها بكفء وإلا يعل مفرقك الحسام
والتقدير : وإن لا تطلقها يعل ... إلخ .
2 ـ يجوز حذف فعل الشرط وأداته إذا دل عليه دليل ، والدليل هو سياق الآيات الكريمة . كقوله تعالى : { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم }1 .
والتقدير : إن افتخرتم ( أو ما في معناه ) بقتلهم فلم تقتلوهم ، وقوله : " ولكن الله
قتلهم " يستدل به على المحذوف .
ـــــــــ
1 ـ 17 الأنفال .

وقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } 1 .
فالجواب في الآية السابقة : يحببكم الله ، وحذف الشرط مع الأداة ، والتقدير : فإن تتبعوني . والدليل قوله : " فاتبعوني " المذكورة في الآية .
3 ـ ويجوز حذف الشرط بدون الأداة إذا وقع بعد " من " المتلوة بـ لا النافية .
نحو : من أكرمك فأكرمه ومن لا فدعه . والتقدير : ومن لا يكرمك فدعه .

ثانيا ـ جواز حذف جواب الشرط .
يجوز حذف جواب الشرط إذا وجد ما يحل محله ويدل عليه .
نحو قوله تعالى : { فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فأتيهم بآية }2 . والتقدير : فابتغ ، أو افعل .
ومنه قوله تعالى : { كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم }3 .
الجواب محذوف ، والتقدير : لارتعدتم .
وقد دل عليه قوله تعالى : لترون الجحيم .
وقوله تعالى : { أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة }4 .
حذف جواب الشرط في أسلوب الشرط الثاني من الجزء الثاني من الآية
وهو قوله : { ولو كنتم في بروج مشيدة } .
والتقدير : يدركم الموت ، ودل عليه جواب الشرط في قوله { أينما تكونوا يدركم الموت } .
فكان حذف جواب الشرط في الجزء الثاني من الآية لدلالة جواب الشرط في الجزء الأول من الآية عليه .

ثالثا ـ وجوب حذف جواب الشرط :
يجب حذف جواب الشرط في المواضع التالية :
ــــــــــــــــــ
1 ـ 31 الأعراف . 2 ـ 35 الأنعام .
3 ـ 5 ، 6 التكاثر . 4 ـ 78 النساء .

1 ـ إذا كان جواب الشرط ماضيا واكتنفه ما يدل على الجواب المحذوف .
نحو : أنت ـ إن كتبت الدرس ـ مجتهد .
التقدير : إن كتبت الدرس فأنت مجتهد .
فوجب حذف جواب الشرط لدلالة الضمير المنفصل " أنت " عليه ، ولكونه جاء سابقا لفعل الشرط الدال على الزمن الماضي .
2 ـ إذا تقدم جواب الشرط قسم دال عليه .
نحو قوله تعالى : { ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين }1 .
تم حذف جواب الشرط من الآية ، لأن القسم أحق بالجواب منه ، فالقسم إذا سبق الشرط كان الجواب له دون الشرط ، لأن جواب الشرط خبر يجوز فيه التصديق ، والتكذيب ، في حين جواب القسم لا يحتمل إلا الصدق ، لذلك كان أولى من الشرط بالجواب . والتقدير : إن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين . فيكون حينئذ الجواب للشرط .
والدليل على أن الآية قد سبق فيها القسم الشرط ، أن اللام المتصلة بأداة الشرط لام القسم الموطئة له ، والتقدير : والله لئن اتبعت ... الآية .
3 ـ يجب حذف جواب الشرط ، إذا كان فعل الشرط ماضيا ، وتقدم ما يدل على الجواب
المحذوف . نحو : أنت تستحق الجائزة إن تفوقت .
والتقدير : إن تفوقت فأنت تستحق الجائزة .
فحذف الجواب لوجود القرينة الدالة عليه ، والتي سبقت فعل الشرط الماضي الزمن .
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي قتادة الحارث بن ربعي عن الرسول الكريم . . . الحديث " أن رجلا قال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي ؟
ـــــــــــ
1 ـ 37 الرعد .

فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر " .
والتقدير : أكفر عنك خطاياك .

جواز حذف فعل الشرط وجواب الشرط معا :
يجوز حذف فعل الشرط وجوابه معا ، وإبقاء الأداة فقط إذا دل عليه دليل .
نحو : من ساعدك فساعده وإلا فلا . فقد حذف فعل الشرط وجوابه .
والتقدير : وإن لم يساعدك فلا تساعده .
ومنه قول الشاعر :
قالت بنات العم يا سلمى وإن كانــــ فقيرا معدما ، قالت : وإن
الشاهد قوله : وإن كان فقيرا معدما ارتضي به . فانحذف الفعل والجواب معا .

اجتماع الشرط والقسم في جملة واحدة :
1 ـ إذا تقدم الشرط على القسم في جملة واحدة ، فالجواب للشرط من باب أولى ، وهذا هو الصحيح . نحو : إن تحضر إلينا ــ والله ــ نكرمك .
فالجواب : نكرمك ، يكون للشرط مجزوما .
2 ـ ويكون الجواب للشرط إذا تأخر عن القسم ، ولكن تقدم عليها مبتدأ ، يكون الشرط والقسم خبرا له . نحو : أنت والله إن تجتهد تتفوق .
فالجواب : تتفوق ، جاء جوابا للشرط رغم تقدم القسم عليه ، والدليل على مجيئه جوابا للشرط جزمه بأداة الشرط ، والعلة في مجيئه جوابا للشرط دون القسم تقدم المبتدأ " أنت " على القسم والشرط ، والجملة من القسم والشرط في محل رفع خبر . ومنه : العلم والله إن أحسن استغلاله تسعد بثمرته البشرية .
3 ـ إذا تقدم القسم على الشرط ولم يسبقهما مبتدأ يخبر عنه بجملتي القسم والشرط معا كان الجواب للقسم . نحو : والله إن تدرس لتنجحن إن شاء الله .
الجواب : لتنجحن ، جاء جوابا للقسم دون الشرط ، والدليل اتصال الفعل بلام القسم ، وتوكيده بالنون ، ولو كان جوابا للشرط لكان مجزوما .
ومنه قوله تعالى : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن }1 .
الجواب : ليخرجن ، جاء جوابا للقسم دون الشرط ، والدليل : اتصاله بلام القسم ،
وتوكيده بالنون .
وقوله تعالى : { قال تالله إن كدت لَتُردِين }1 .
وقوله تعالى : { وإذ تأذَّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم }2 .
وقوله تعالى : { قالوا لئن لم تنته يا نوح لنكونن من المرجومين }3 .

اقتران جواب الشرط بالفاء

ذكرنا سابقا أن الشرط هو تعليق لفعل الشرط ، وجملة جوابه ، كما يتوقف الجواب على الشرط ، وأن فعل الشرط أساس في وجود الجواب . لذلك لا بد أن يتوفر في الجملة الشرطية ركنين أساسين هامين هما : فعل الشرط ، وجواب الشرط ، ولكل منهما صور قد تأتي مختلفة في الجملة الشرطية ، ولكن مع اختلاف الصور ينبغي أن يكون فيها الجواب بصورة خاصة صالحا لأن يكون جوابا للشرط .
وهذه الصور هي :
1 ـ قد يأتي فعل الشرط مضارعا ، وجوابه مضارعا .
نحو : من يدرس ينجح . ومنه قوله تعالى : { ومن يغلل يأت بما غل }4 .
ـــــــــــ
1 ـ 53 النور .

يلاحظ أرقام الآيات الأربعة التي حذفت .
وقوله تعالى : { إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين }1 . . وقله تعالى : { من يعمل سوءا يجز به }2 .
2 ـ وقد يأتي فعل الشرط مضارعا وفعله ماضيا .
نحو قوله تعالى : { لو نشأ لجعلناه حطاما }3 .
وقوله تعالى : { فأينما تولوا فثم وجه الله }4 .
3 ـ قد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه ماضيا .
نحو : إن ادخرتم ادخرتم لمستقبلكم .
ومنه قوله تعالى : { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم }5 .
وقوله تعالى : { إن شاء جعل لكم خيرا }6 .
4 ـ وقد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا .
نحو : حيثما أقمت تجد أصدقاء .
ومنه قوله تعالى : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه }7 .
وقوله تعالى : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم }8 .
يتضح من هذا العرض السريع لصور فعل الشرط وجوابه ، أن جواب الشرط ـ وهو موضع حديثنا ـ قد جاء أفعالا ، إما مضارعة ، وإما ماضية ، وأن هذه الأفعال تصلح دائما أن تكون جوابا للشرط ، للأسباب الآتية :
1 ـ إنها أفعال مشتقة غير جامدة .
2 ـ لم تكن أفعالا طلبية ، أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 100 آل عمران . 2 ـ 123 النساء .
3 ـ 65 الواقعة . 4 ـ 115 البقرة .
5 ـ 7 الإسراء . 6 ـ 10 الفرقان .
7 ـ 20 الشورى . 8 ـ 15 هود .

3 ـ لم تكن أفعالا منفية بما ، أو لن .
4 ـ لم تكن أفعالا مسبوقة ببعض الحروف التي تخرجها عن مجال عملها الصحيح ، كالسين ، وسوف ، ولن .
5 ـ لم تكن جملا اسمية .
وبعد هذه التوطئة الضرورية نعود إلى موضوعنا الأساس ، وهو اقتران جواب الشرط بالفاء ، بعد أن عرفنا متي يكون جواب الشرط صالحا للشرط ، ومتى لا يكون صالحا له . وعندما لا يكون جواب الشرط صالحا لأن يكون جوابا للشرط ، وتدخل عليه الأداة وتجزمه يجب اقترانه بالفاء ما عدا الأفعال الماضية التي لم يرد ذكرها في القائمة السابقة ، وحينئذ تكون جملة جواب الشرط بما فيها الفاء في محل جزم بأداة الشرط الجازمة ، والفاء حرف يدل على السببية ، ووظيفتها الربط بين الشرط وجوابه .
وإليك أخي الدارس بعض الأمثلة والشواهد على اقتران جواب الشرط بالفاء : ــ
1 ـ يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جواب الشرط جملة اسمية .
نحو : إن تدرس فالنجاح حليفك .
ومنه قوله تعالى : { من يهد الله فهو المهتدي }1 .
وقوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله خير منها }2 .
وقوله تعالى : { وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون }3 .
وقوله تعالى : { إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل }4 .
وقوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له }5 .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 178 الأعراف . 2 ـ 89 النمل .
3 ـ 39 الروم . 4 ـ 37 النحل .
5 ـ 186 الأعراف .

ومنه قول الشاعر :
إن كان عادكمُ عيد فربَّ فتى بالشوق قد عاده من ذكركم حزن
الشاهد : فربَّ ، وقد دخلت الفاء عليها باعتبارها حرف شبيه بالزائد لا يدخل إلا على الأسماء .
2 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها جامد ، والفعل الجامد هو مان دائما على صورة الماضي ، فلا يؤخذ منه مضارع ، ولا أمر ، ومنه : نعم ، وبئس ، وعسى ، وليس . نحو : إن تحضر فنعم بحضورك .
ومنه قوله تعالى : { إن تبدوا الصدقات فنعما هي }1 .
وقوله تعالى : { فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين }2
وقوله تعالى : { فإن أكرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا }3 .
وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء }4 .
3 ــ إذا كان الجواب جملة فعلية طلبية ، أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما .
نحو : متى تقرأ القرآن فاقرأه بتدبر .
ونحو : إن ترد الأجر فلا تهمل العمل .
ونحو : أيان نزرك فهل تكن موجودا ؟
ومنه قوله تعالى:{ من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء }5 .
وقوله تعالى : { يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه }6 .
وقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني }7 .
ــــــــــــــــــ

1 ـ 271 البقرة . 2 ـ 67 القصص .
3 ـ 19 النساء . 4 ـ 28 آل عمران .
5 ـ 178 الأعراف . 6 ـ 41 المائدة .
7 ـ 31 آل عمران .

وقوله تعالى : { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا }1 .
وقوله تعالى : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول }2 .
ومثال النهي : من يتوانى عن فعل الخير فلا تنتظر له نجاحا .
ومنه قوله تعالى : { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني }3 .
ومثال الاستفهام : متى تسافر فهل تأخذ معك متاعا .
ومنه قوله تعالى : { وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده }4 .
4 ـ إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها منفي بـ " ما ، أو لن ، أو لا " .
نحو : من يرد أن يتعرف على الدين فما يعوزه الدليل .
ومنه قوله تعالى : { إن توليتم فما سألتكم من أجر }5 .
وقوله تعالى : { ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا }6 .
وقوله تعالى : { إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير }7 .
ونحو : من يعتذر فلن نقبل عذره .
ومنه قوله تعالى : { ومن يضلل فلن تجد له أولياء من دونه }8 .
وقوله تعالى : { ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا }9 .
وقوله تعالى : { ومن يضلل فلن يجد له وليا مرشدا }10 .
وقوله تعالى : { إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم }11 .
ونحو : من يقصر فلا يلومنَّ إلا نفسه .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 75 مريم . 2 ـ 59 النساء .
3 ـ 76 الكهف . 4 ـ 160 آل عمران .
5 ـ 72 يونس . 6 ـ 80 النساء .
7 ـ 63 هود . 8 ـ 97 الإسراء .
9 ـ 144 آل عمران . 10 ـ 17 الكهف .
11 ـ 80 التوبة .

ومنه قوله تعالى : { من يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا }1 .
وقوله تعالى : { فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره }2 .
وقوله تعالى : { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى }3 .
وقوله تعالى : { ومن كفر فلا يحزنك كفره }4 .
وقوله تعالى : { فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله }5 .
5 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية مسبوقة بـ " قد ، أو السين ، أو سوف " .
نحو : من يتفوق فقد يفوز بالجائزة .
ومنه قوله تعالى : { ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما }6 .
وقوله تعالى : { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح }7 .
وقوله تعالى : { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما }8 .
وقوله تعالى : { من يطع الرسول فقد أطاع الله }9 .
ومثال السين : من يفعل الخير فسيجده عن الله .
ومنه قوله تعالى : { ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما }10 .
وقوله تعالى : { فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا فسيدخلهم في رحمة من }11 .
ومثال سوف : متى تفز فسوف تنال جائزة .
ومنه قوله تعالى : { وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله }12 .
وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا }13 .
وقوله تعالى : { فإن استقر مكانه فسوف تراني }14 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 13 الجن . 2 ـ 230 البقرة . 3 ـ 123 طه .
4 ـ 23 لقمان . 5 ـ 136 الأنفال . 6 ـ 48 النساء .
7 ـ 19 الأنفال . 8 ـ 4 التحريم . 9 ـ 80 النساء .
10 ـ 10 الفتح . 11 ـ 175 النساء . 12 ـ 28 التوبة .
13 ـ 30 النساء . 14 ـ 143 الأعراف .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......   موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:17

فوائد وتنبيهات
1 ـ يجب أن تكون جملة فعل الشرط جملة فعلية ، ولا يصح أن تكون غير ذلك .
نحو : من يفعلْ ... ، إن تدرسْ ... ، ما تعملْ ... ، متى تسافرْ ... أين تقمْ .
أما جملة جواب الشرط فالصحيح أن تكون فعلية ، ولكنها قد تأتي جملة اسمية ، وعندئذ لا تصلح أن تكون جوابا للشرط واقعا عليها عمل الأداة ، بل تكون الجملة والفاء المقترنة بها في محل جزم جواب الشرط ، وذلك كما مر معنا في مواضع اقتران جواب الشرط بالفاء .
2 ـ إذا جاء فعل الشرط ، أو جوابه ماضيا فإن عمل أداة الشرط لا يقع عليه مباشرة كما هو الحال في جواب الشرط الجملة الاسمية ، ولكن عمل الأداة فيه يكون تقديريا . أي : تكون جملة جواب الشرط في محل جزم .
3 ـ إذا جاء بعد جواب الشرط المجزوم فعل مضارع مقرون بالفاء ، أو مسبوق بالواو ، جاز فيه الجزم عطفا على الجواب ، وجاز فيه الرفع على الاستئناف ، كما جاز فيه النصب على إضمار " أنْ " المصدرية الناصبة .
نحو : إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان فيفرح بك والداك .
فيجوز في " فيفرح " الأوجه الثلاثة التي ذكرنا سابقا .
ومنه قوله تعالى : { وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء }1 .
ومثال العطف بالواو : متى تحضر نكرمك وتقم عندنا يوما أو بعض يوم .
ويقال هذا في الفعل المضارع المتوسط بين الشرط وجوابه ، واتصلت به الفاء ، أو الواو . نحو : من يجتهد فيسر به والداه ينجح . أو : من يجتهد ويسر به والداه ينجح . فيجوز في الفعل " فيسر " الجزم عطفا على فعل الشرط ، أو النصب بأن المصدرية المضمرة وجوبا بعد فاء السببية ، أو الرفع على الاستئناف .
ـــــــــــ
1 ـ 284 البقرة .

4 ـ يجوز أن تحل " إذا " الفجائية محل " فاء " السببية في الربط بين جملتي فعل الشرط وجوابه ، ولا يتأتى ذلك إلا بالشروط الآتية :
أ ـ أن يكون جواب الشرط جملة اسمية .
ب ـ ألا تكون الجملة الاسمية منفية ، أو مؤكدة بـ " أنَّ " المشبهة بالفعل .
ومثال حلول " إذا " الفجائية محل الفاء قوله تعالى : { فلما نجاهم إذا هم يبغون }1
ومنه قوله تعالى : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون }2 .
وقوله تعالى : { فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون }3 .
فجواب الشرط في الشواهد السابقة عبارة عن جملة اسمية غير منفية ، ولم تسبقها أنَّ المشبهة بالفعل لذلك جاز أن تحل " إذا " الفجائية محل " الفاء " .
5 ـ تعرب جملة جواب الشرط الواقعة بعد أدوات الشرط الظرفية ، في محل جر مضاف إليه . أما جملة جواب الشرط فلا محل لها من الإعراب ، إلا إذا اتصلت بالفاء فتعرب في محل جزم بأداة الشرط .
6 ـ إذا جاء فعلي شرط متواليين بأداتيهما ، وبدون عاطف للثاني على الأول ، فإن جواب الشرط للأداة الأولى .
كقوله تعالى : ( إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم )4 .
ومنه قول الشاعر : بلا نسبة .
إن تستغيثوا بنا ، إن تُذعروا تجدوا منا معاقل عزٍّ زانها كرم
فالجواب " تجدوا " ، وهو جواب للشرط الأول : أن تستغيثوا ، لأنه صاحب الصدارة في الكلام ، وهو أولى بالجواب من الشرط الثاني ، ولأن الشرط الثاني : إمَّا جاء به الشاعر للتوكيد ، أو ليبين سبب الاستغاثة وهو الذعر .
ـــــــــــــــ
1 ـ 23 يونس . 2 ـ 36 الروم .
3 ـ 48 الروم . 4 ـ 34 هود .

أما إذا كان التوالي بين فعلى الشرط بحرف " الواو " ، أو بـ " أو " ، أو بـ " الفاء " يكون القول كالتالي :
أ ـ إذا عطف فعل شرط بأداته على فعل شرط آخر بأداته ، وكان حرف العطف هو " الواو " ، يكون الجواب للفعلين معا ، لأن الواو تفيد الجمع .
نحو : من يستيقظ مبكرا ومن يؤد واجبه بنشاط يفز بالأجر .
ب ـ إذا كان العطف بينهما بـ " أو " ، الجواب لأحدهما ، لأن أو تفيد التخيير .
نحو : إن تشترك في إعداد الصحيفة ، أو إن تتفوق في الامتحان تنل جائزة .
فالجواب : تنل جائزة ، يكون لأي الفعلين شئت .
ج ـ وإذا كان التوالي عطفا بحرف " الفاء " يكون جواب الشرط للفعل الثاني ، لأن الفاء تفيد مع العطف الترتيب .
نحو : متى تبذل جهدك ، فإن تجتهد تنجح في الامتحان .
فالجواب : تنجح ، يكون جوابا لفعل الشرط الثاني ، لأن الفاء تفيد الترتيب .
7 ـ لقد ذكر كثير من النحاة أن " كيف " أداة شرط جازمة بشرط اقترانها بـ " ما " الزائدة كما أوضحنا سابقا ، وقد ذكرها البعض بأنها شرطية غير جازمة ، ويأتي الفعل بعدها مرفوعا شرطا وجوابا إذا كان مضارعا ، ولكن أكثر كتب النحو القديمة لم تذكر أن " كيف " سواء اتصل بها
" ما " أم لم تتصل أنها من أدوات الشرط مطلقا جازمة ، أو غير جازمة . ونذكر على سبيل المثال بعضا من أقوال النحاة :
لم يذكرها ابن الحاجب ضمن أدوات الشرط ، وإنما اكتفى بالتعليق عليها بقوله : " والكوفيون يجيزون جزم الشرط والجواب بكيف وكيفما قياسا ، ولا يجيزه البصريون إلا شذوذا " (1) .
ويقول سيبويه وكثير : " يجازي بها معنى لا عملا ، ويجب أن يكون فعليها متفقّي اللفظ والمعنى .
نحو : كيف تصنع أصنع . ولا يجوز كيف تجلس أذهب . باتفاق .
ــــــــــ
1 ــ الكافية لابن الحاجب ج2 ، ص 117 .

ويستطرد سيبويه فيقول : سألت الخليل عن قوله : كيف تصنع أصنع ـ بجزم الفعلين ـ فقال : هي مستكرهة وليست من حروف الجزاء ، مخرجها مخرج المجازاة يعني في نحو قولهم : كيف تكون أكون لأن فيها معنى العموم الذي يعتبر في كلمات الشرط " (1) .
وفي شرح المفصل لم يذكرها ابن يعش في باب أدوات الشرط (2) .
ولم يذكرها ابن هشام في قطر الندى (3) ، ولا في شذور الذهب (4) .
كما لم يذكرها شراح الألفية على كثرتهم انظر (5 ، 6 ، 7 ، 8 ) .
ولم يذكرها أيضا ابن معط في ألفيته (9) .
ولم يذكرها الخليل بن أحمد في مفصله ضمن الجوازم (10) .
ونقول وبالله التوفيق : إن " كيف " إذا اتصل بها " ما " الزائدة يمكن التفريق بينها وبين
" كيف " الاستفهامية الحالية ، وحينئذ تؤدي عمل أدوات الشرط من تعليق الجواب على الشرط ، سواء أكانت عاملة الجزم في الفعل المضارع ، أم لم تعمل لأفادتها معنى العموم والمجازاة ، والله أعلم .
ــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج3 ص 60 الطبعة الثالثة 1983 تحيق وشرح عبد السلام هارون .
وانظر همع الهوامع للسيوطي ج2 ص453 .
2 ــ شرح المفصل لبن يعش ج7 ، ص 40 . 3 ـ قطر الندى لابن هشام ص 85 .
4 ــ شذور الذهب لابن هشام ص 334 . 5 ــ شرح الأشموني ج3 ، ص 583 .
6 ــ شرح ابن الناظم ص 693 .
7 ــ شرح ابن عقيل ج2 ، ص 365 .
8 ــ أوضح المسالك على شرح الألفية ج3 ، ص 189 .
9 ـ انظر ألفية ابن معط ج 1 ص 319 .
10 ـ انظر المفصل للخليل بن أحمد الفراهيدي ص 252 .

نماذج من الإعراب


177 ـ قال تعالى : ( إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ) 17 التغابن .
إن : حرف شرط جازم لفعلين ، مبني على اسكون لا محل له من الإعراب .
تقرضوا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن ، وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة .
قرضا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، حسنا : صفة منصوبة لـ " قرضا " .
يضاعفه : يضاعق فعل مضارع مجزوم بإن جواب الشرط وجزاؤه ، وعلامة جزمه السكون ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . لكم : جار ومجرور متعلقان بيضاعف .

178 ـ قال تعالى : { ومن يؤمن بالله يهد قلبه } 11 التغابن
ومن : الواو حرف عطف ، من أسم شرط جازم لفعلين ، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . يؤمن : فعل مضارع مجزوم بمن فعل الشرط وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، بالله جار ومجرور متعلقان بيؤمن .
يهد : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، قلبه : مفعول به ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من " .

179 ـ قال تعالى : { إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم } 31 النساء .
إن : حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب .
تجتنبوا : فعل مضارع مجزوم بإن فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
كبائر : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
تنهون : فعل مضارع من الأفعال الخمسة مبني للمجهول ، مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعله . عنه : جار ومجرور متعلقان بتنهون .
وجملة تنهون وما في حيزها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
نكفر : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن يعود على الله .
عنكم : جار ومجرور متعلقان بنكفر . سيئاتكم : مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم ، وهو مضاف والكاف في محل جر مضاف إلية ، والميم علامة الجمع . وجملة إن تجتنبوا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة ، لأنه كلام مسوق للدعوة إلى اجتناب كبائر الله .

180 ـ قال تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله } 200 الأعراف .
وإما : الواو حرف عطف ، وإن شرطية جازمة أدغمت نونها بما الزائدة .
ينزغنك : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، وهو في محل جزم فعل الشرط ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
من الشيطان : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، لأنه
كان في الأصل صفة لـ " نزغ " ، ونزغ : فاعل .
نزغ : فاعل مرفوع بالضمة .
فاستعذ : الفاء رابطة لجواب الشرط حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، واستعذ فعل أمر مبني على السكون في محل جزم جواب الشرط ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت .
بالله : جار ومجرور متعلقان باستعذ . وجملة الشرط وما في حيزها معطوفة على ما قبلها .

181 ـ قال تعالى : إلاّ تنفروا يعذبكم الله عذابا أليما ) 39 التوبة .
إلا : إن حرف شرط جازم ، ولا نافية لاعمل لها .
تنفروا : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .
يعذبكم : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر
جوازا تقديره : هو يعود على الله ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . عذابا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، وأليما صفة منصوبة .

25 ـ قال الشاعر :
وإنك إذما تأتِ ما أنت آمر به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا
وإنك : إن حرف توكيد ونصب ، والكاف اسمه . إذما : حرف شرط جازم لفعلين ، فعل الشرط وجوابه . تأت : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ، تقديره : أنت .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لتأت .
أنت : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . آمر : خبر . به : جار ومجرور متعلقان بآمر .
والجملة من المبتدأ وخبر لا محل لها من الإعراب صلة " ما " الموصولة .
تلف : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت لتلف .
من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول .
إياه : ضمير منفصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم على عامله " تأمر " .
تأمر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . وجملة : تأمر وما في حيزها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
آتيا : مفعول به ثان لتلف .
الشاهد : " إذ ما تأت ... تلف " حيث جزم بإذما فعلين . الأول فعل الشرط : تأت ، والثاني جواب الشرط : تلف .

182 ـ قال تعالى :{ من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها } 85 النساء .
من : اسم شرط جازم لفعلين ، مبني على السكون ، في محل رفع مبتدأ .
يشفع : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون . والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا ، تقديره : هو يعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
شفاعة : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، وحسنة صفة منصوبة .
يكن : فعل مضارع ناقص ، جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وحذفت الواو للتخفيف له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكن مقدما .
نصيب : اسم يكن مرفوع بالضمة .
منها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لنصيب .
وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من " .
وجملة من وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية لأنها مسوقة لبيان أن للرسول صلى الله عليه وسلم يدا في تحريض المؤمنين على القتال والجهاد .

183 ـ قال تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها } 106 البقرة .
ما : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للنسخ
ننسخ : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون . والفاعل ضمير مستتر وجوبا ،
تقديره : نحن ، يعود على الله .
من آية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لاسم الشرط " ما " ، وما ليست معرفة ، فلا يجوز أن تكون شبه الجملة حالا منها .
والتقدير : أي شيء ننسخ من الآيات ، فهو مفرد وقعت موقع الجمع ، وهذا مطرد بعد الشرط لما فيه من معنى العموم .
وأجاز بعضهم أن تكون " من آية " في موضع نصب على التمييز ، والمميز " ما " ، وليس ذلك بغريب ، وأعربها ابن هشام في موضع نصب على الحال ، ويصح ذلك .
أو ننسها : أو حرف عطف ، وننسها معطوف علة ننسخ ، وقد سهلت الهمزة في " ننسها " فلم يظهر السكون ، والأصل " نُنسِئها " ، أي : نرجئها .
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن ، يعود على الله ، والضمير المتصل في " ننسها " في محل نصب مفعول به .
نأت : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن ، يعود على الله .
بخير : جار ومجرور متعلقان بنأت .
منها : جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل " خير " .

184 ـ قال تعالى :{ وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين } 132 الأعراف .
وقالوا : الواو حرف عطف ، قالوا فعل وفاعل . مهما : اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ .
تأتنا : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به.
به : جار ومجرور متعلقان بتأتنا . من آيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال .
لتسحرنا : اللام حرف تعليل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وتسحرنا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام التعليل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على الرسول ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . ولام التعليل الجارة ، والمصدر المؤول المجرور متعلقان بتأتنا . بها : جار ومجرور متعلقان بتسحرنا .
فما : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وما نافية حجازية تعمل عمل ليس ، ونحن : ضمير منفصل في محل رفع اسم ما ، ولك : جار ومجرور متعلقان بمؤمنين .
بمؤمنين : الباء حرف جر زائد ، ومؤمنين مجرور لفظا منصوب محلا ، لأنه خبر " ما " والجملة في محل جزم جواب الشرط . وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما .

26 ـ قال الطفيل الغنوي :
نبئــت أن أبا شـــُتيم يدَّعي مهما يعش يسمع بما لم يُسمعِ
نبئت : نُبيء فعل مضارع مبني للمجهول ، والتاء في محل رفع نائب فاعل .
أن أبا : أن حرف توكيد ونصب ، وأبا سمها منصوب بالألف ، لأنه من الأسماء الخمسة ، وأبا مضاف ، وشتيم مضاف إليه مجرور بالكسرة . يدعي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . والجملة الفعلية في محل رفع خبر أنّ ، والمصدر المؤول من " أن واسمها وخبرها " سدت مسد مفعولي نبيء .
مهما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
يعش : فعل الشرط مجزوم بالسكون وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . يسمع : جواب الشرط مجزوم بالسكون ، فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
بما : الباء حرف جر ، وما اسم موصول في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بيسمع . لم حرف جزم ونفي وقلب ، يسمع : فعل مضارع مبني للمجهول ، مجزوم وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لمناسبة الروي ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . وجملة لم يسمع لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما .

27 ـ قال سحيم بن وثيل الرياحي :
أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
أنا : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . ابن : خبر مرفوع بالضمة . جلا : ـ أفضل ما قيل فيه من الأعاريب ـ أنه فعل ماض ، وفاعلة ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، وله مفعول به محذوف ، وتقدير الكلام : أنا ابن رجل جلا الأمور ، وجملة جلا وما في حيزها في محل جر صفة لموصوف محذوف مجرور بالإضافة كما هو ظاهر في التقدير السابق .
وطلاع : الواو حرف عطف ، طلاع معطوف على الخبر " ابن " ، وطلاع مضاف ، والثنايا مضاف إليه .
متى : اسم شرط جازم مبني على السكون ، يفيد الزمان في محل نصب بـ " تعرفوني " .
أضع : فعل الشرط مجزوم بالسكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .
العمامة : مفعول به منصوب بالفتحة . تعرفوني : جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف
النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
والشاهد الأساسي في البيت قوله : " جلا " والذي يزعم بعض النحاة أنه ممنوع من الصرف للعلمية ومشابهة الفعل ، وهو ليس موضوعنا الآن ، وشاهدنا هو اسم الشرط متى .

28 ـ قال الشاعر :
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد
متى : اسم شرط جازم لفعلين ، مبني على السكون يفيد الزمان في محل نصب بجوابه " تجد " .
تأته : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
تعشو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . والجملة في محل نصب حال من الضمير المستتر في فعل الشرط .
إلى ضوء : جار ومجرور متعلقان بـ " تعشو " ، وضوء مضاف ، وناره : مضاف إليه ، ونار مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
تجد : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . خير : مفعول به أول لـ " تجد " ، وخير مضاف ، ونار مضاف إليه مجرور .
عندها : عند ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . خير : مبتدأ مؤخر ، وخير مضاف ، وموقد مضاف إليه .
وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول به ثان لـ " تجد " .
الشاهد : قوله : متى تأته … تجد ــ إلخ . حيث جزم بـ " متى " فعلين ، الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه .

29 ـ قال الشاعر :
أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا ، وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا
أيان : اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية . نُؤمِنك : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به . تأمن : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . غيرنا : مفعول به منصوب ، وغير مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وإذا : الواو حرف عطف ، إذا ظرف زمان متضمن معنى الشرط ، مبنيي على السكون في محل نصب . لم : حرف نفي وجزم وقلب ، تدرك : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . الأمن : مفعول به منصوب بالفتحة ، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها . منا : جار ومجرور متعلقان بتدرك .
لم : حرف نفي وجزم وقلب . تزل فعل مضارع ناقص مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . حذرا : خبر تزل منصوب بالفتحة .
وجملة " تزل حذرا " جواب إذا .
الشاهد : " أيان نؤمنك تأمن ــ إلخ " حيث جزم بـ " أيان " فعلين هما : نأمنك فعل الشرط ، والثاني : تأمن جواب الشرط وجزاؤه .

30 ـ قال الشاعر :
خليلــيَّ أنَّى تأتيانــيَ تأتـيا أخا غير ما يُرضِيكم لا يحاول
خليليّ : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالياء ، لأنه مثنى ، وهو مضاف ، وياء المتكلم المدغمة في ياء التثنية في محل جر مضاف إليه . أنّى : اسم شرط جازم متضمن معنى الظرف ، مبني على السكون في محل نصب بجوابه " تأتيا ".
تأتياني : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال
الخمسة ، وألف الاثنين في محل رفع فاعله ، والنون حرف وقاية مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به . تأتيا : جواب الشرط مجزوم بحذف النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعله .
أخا : مفعول به منصوب بالفتحة . غير : مفعول به منصوب تقدم على عامله وهو " يحاول " ، وغير مضاف ، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
يرضيكما : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على ما الموصولة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
وجملة : يرضيكما ، لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . لا : نافية لا عمل لها ، يحاول : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، يعود على " أخا " وجملة لا يحاول في محل نصب صفة لـ " أخا " .
الشاهد قوله : " أنّى تأتياني تأتيا " ، حيث جزم بـ " أنّى " فعلين ، الأول تأتياني فعل الشرط ، والثاني تأتيا جواب الشرط وجزاؤه .

185 ـ قال تعالى : { أينما تكونوا يدركّم الموت } 78 النساء .
أينما : اسم شرط جازم ، مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية ، متعلق بمحذوف في محل نصب خبر تكونوا المقدم ، إذا كانت " تكونوا " ناقصة ، أو جواب الشرط إذا كانت تامة ، وتكونوا فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل ، أو اسم تكونوا .
يدركم : يدرك جواب الشرط مجزوم ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . الموت : فاعل يدرك مرفوع بالضمة .
وجملة يدركم لا لمحل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لخطاب واليهود .

186 ـ قال تعالى : ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) 144 البقرة .
وحيثما : الواو حرف استئناف ، وحيثما أسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية المكانية ، متعلق بمحذوف في محل نصب خبر كنتم المقدم .
كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون ، والضمير المتصل في محل رفع اسمها . والجملة في محل جزم فعل الشرط . والقياس أن تكون في محل جر بإضافة الظرف إليها لولا المانع وهو كونها من عوامل الأفعال .
فولوا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وولوا فعل أمر مبني على حذف النون ، واو في محل رفع فاعل ، والجملة في محل جزم جواب الشرط .
وجوهكم : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، ووجوه مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
شطره : ظرف زمان متعلق بولوا ، وشطر مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

187 ـ قال تعالى : ( أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) 110 الإسراء .
أيا ما : أيا اسم شرط جازم مفعول به منصوب بالفتحة مقدم للفعل تدعو ، وما زائدة للإبهام المؤكد .
تدعوا : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
فله : الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة اسمية ، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
الأسماء : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . الحسنى : صفة مرفوعة بالضمة المقدرة .

188 ـ قال تعالى ( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يحاسبكم به الله ) 29 آل عمران .
قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنتم .
والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب مسوقة لتكون بيانا لقوله ( ويحذركم الله نفسه ) في الآية التي قبلها .
إن تخفوا : إن حرف شرط جازم ، وتخفوا فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
في صدوركم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول لا محل له من الإعراب ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أو تبدوه : أو حرف عطف ، وتبدوه فعل مجزوم وفاعل ومفعول به ، والجملة معطوفة على تخفوا .
يحاسبكم : جواب الشرط مجزوم ، والكاف في محل نصب مفعول به مقدم .
به : جار ومجرور متعلقان بيحاسبكم . الله : فاعل مرفوع بالضمة .
وجملة الشرط وجوابه في محل نصب مقول القول .

189 ـ قال تعالى : ( من يعمل سوءا يجز به ) 123 النساء .
من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
يعمل : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . سوءا : مفعول به منصوب بالفتحة .
يجز : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .
به : جار ومجرو متعلقان بجز . وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من " .
وجملة من وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية ، أو مفسرة .

190 ـ قال تعالى : ( ما أصابك من حسنة فمن الله ) 79 النساء .
ما : أسم شرط جاز مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
أصابك : فعل ماض مبني على الفتح ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : أنت . وجملة أصابك في محل جزم فعل الشرط . من حسنة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال .
فمن الله : الفاء رابطة لجواب الشرط ، من الله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هي من الله .
وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " ما " .
وجملة ما ، وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية مسوقة لبيان الجواب عن كلام الكفار والرد عليهم .

191 ـ قال تعالى : ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ) 132 الأعراف .
وقالوا : الواو حرف عطف ، وقالوا فعل وفاعل .
مهما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
تأتنا : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت .
به : جار ومجرور متعلقان بتأتنا . من آية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . لتسحرنا : اللام للتعليل ، وتسحر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام التعليل ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . ولام التعليل والمصدر المؤول المجرور بها متعلقان بتأتنا . بها : جار ومجرور متعلقان بتسحرنا .
فما : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وما نافية حجازية عاملة .
نحن : ضمير منفصل في محل رفع اسم ما . لك : جار ومجرور متعلقان بمؤمنين .
بمؤمنين : الباء حرف جر زائد ، ومؤمنين خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا .
والجملة في محل جزم جواب الشرط .
وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما .
وجملة مهما وما في حيزها في محل نصب مقول القول .
وجملة قالوا معطوفة على ما قبلها .

192 ـ قال تعالى : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) 160 الأنعام .
من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
جاء : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر جوازا
تقديره : هو . بالحسنة : جار ومجرور متعلقان بجاء .
فله : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . عسر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وعشر مضاف .
أمثالها : كضاف إليه ، وأمثال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وقد جاء لفظ عشر مذكرا مراعاة لمعنى المعدود المؤنث دون لفظه والتقدير : فله عشر حسنات أمثالها ، ثم حذف المعدود وأقيمت صفته مقامه ، وبقة العدد على حاله . وجملة مهما وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان أجر العاملين ، والتقيد بالعشرة ، لأنه أقل مراتب التضعيف .

193 ـ قال تعالى : ( قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ) 75 مريم .
قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، وسمها ضمير مستتر جوازا تقدير هو يعود على من .
في الضلالة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان .
فليمدد : الفاء واقعة في جواب الشرط لأنه طلبي أمر ، واللام لام الأمر حرف مبني لا محل له من الإعراب ، ويمدد فعل مضارع مجزوم بلام الأمر ، وعلامة الجزم السكون . له : جار ومجرور متعلقان بيمدد .
الرحمن : فاعل مرفوع بالضمة . مدا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة .
وجملة الشرط وجوابها في محل رفع خبر " من " .
وجملة من وما بعدها في محل نصب مقول القول .

194 ـ قال تعالى : ( من يهد الله فهو المهتدي ) 178 الأعراف .
من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم ليهد .
يهد : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
فهو : الفاء واقعة في جواب الشرط ورابطة له ، لأنه جملة اسمية ، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
المهتدي : خبر مرفوع بالضمة المقدرة .

195 ـ قال تعالى : ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة ) 5 الحشر
ما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لقطعتم .
قطعتم : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء في محل رفع فاعل ، والميم علامة الجمع ، والجملة في محل جزم فعل الشرط .
من لينة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال .
أو تركتموها : الواو حرف عطف ، وتركتموها معطوف على قطعتم ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . قائمة : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .
على أصولها : جار ومجرور متعلقان بقائمة .

196 ـ قال تعالى : ( أينما يوجههُّ لا يأت بخير ) 76 النحل
أينما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية ، متعلق بفعل الشرط حسب القاعدة ، وقيل بجوابه ، والمسألة خلافية .
يوجهه : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون ، الضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو .
لا يأت : لا نافية لا عمل لها ، ويأت جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .
بخير : جار ومجرور متعلقان بيأت .

31 ـ ومنه قول الشاعر :
متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا
متى : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل ظرف زمان متعلق بجوابه " يكونوا " ، وهو مضاف .
ننقل : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : نحن ، والجملة في محل جر مضاف إليه .
إلى قوم : جار ومجرور متعلقان بننقل .
رحانا : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، ورحى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
يكونوا : فعل مضارع ناقص جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع اسمها .
في اللقاء : جار ومجرور متعلقان بيكونوا .
لها : جار ومجرور متعلقان بطحينا .
طحينا : خبر يكون منصوب بالفتحة .
وجملة يكونوا وما بعدها لا محل لها من الإعراب جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......   موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:18


الفصل الخامس
أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

تعريف اسم الفعل :
لفظ ناب عن الفعل ، في معناه واستعماله ، غير متأثر بالعوامل الداخلة على الفعل ، مفيدا للكثرة والتوكيد .
نحو : شتان محمد وعلى . شتان ما بين الثريا والثرى . صه عن بذيء الكلام .
وآه ممن يعترضون سبيل الإصلاح .
أقسامه :
ينقسم اسم الفعل إلى ثلاثة أقسام :
أ ـ اسم فعل مرتجل . ب ـ اسم فعل منقول . ج ـ اسم فعل معدول .
أولا ـ اسم الفعل المرتجل :
هو كل كلمة وضعت من أول أمرها " اسم فعل " . نحو : هيهات ، وأف ، وصه ، ومه .
ثانيا : اسم الفعل المنقول :
وهو ما استعمل في غير اسم الفعل ، ثم نقل إليه ، ويكون النقل عن الآتي :
1 ـ عن الجار والمجرور .مثل : " عليك " بمعنى " إلزم " . نحو : أتينا عليك .
فالجار والمجرور " عليك " نقلت إلى اسم فعل أمر بمعنى " إلزم " .
ومنه : عليك بكذا . أي : تمسك به .
32 ـ ومنه قول الشاعر :
ألكني ياعيين إليك قولا سأهديه إليك إليك عني
الشاهد : قوله : " إليك عني " ، فإليك وهي في الأصل جار ومجرور نقلت إلى اسم الفعل بمعنى : ابتعد ، وتنح .
ومنه قول الآخر :
عليك نفسك هذبها فمن ملكت قياده النفس عاش الدهر مذموما
الشاهد قوله : عليك نفسك حيث نقل الجار والمجرور إلى معنى اسم الفعل " إلزم ".
2 ـ عن الظرف : مثل : أمامك بمعنى " تقدم " . نحو : الأمل فسيح أمامك .
فـ " أمامك " ظرف مكان ، كما يستعمل اسم فعل أمر بمعنى " تقدم " .
ومنه : وراءك بمعنى " تأخر " ، ودونك بمعنى " خذ " . نحو : دونك الكتاب .
3 ـ عن المصدر : نحو : رويدك أخاك . بمعنى " أمهله " . فـ " رويدك " مصدر منقول إلى اسم الفعل . ومنه : " بله " الجدال . بمعنى : " اترك " الجدال . و" بله " في الأصل مصدر فعل مهمل مرادف " لدع ، واترك " (1) .
فإذا جر ما بعد " رويد ، و بله " كانت مصادر ، وإذا نصب ما بعدها كانت أسماء أفعال ، وكذلك الحال في كل اسم فعل أصله مصدر .
4 ـ عن حرف تنبيه : مثل " ها " . نحو : ها الكتاب . أي : خذه .
فـ " ها " من الأصوات المسمى بها الفعل في الأمر ، ومسماه " خذ " و " تناول " ، ونحوهما . ومنهم من يجعله ثنائيا . مثل " صه ، ومه .
وتلحقه " كاف " الخطاب . فيقال : هاك يا رجل . وهاكما يا رجلان . وهاكم يا رجال (2) .
وهذه الأنواع الأربعة السابقة الذكر لا تكون إلا سماعية ، لأنه لا قاعدة لها ينقاس عليها .
ثالثا ـ اسم الفعل المعدول :
1 ـ يعدل عن الفعل . نحو : تراك وحذار ، فهما معدولان عن اترك واحذر ، وهذا النوع قياسي لأنه يبنى على صيغة " فَعالِ " من كل فعل ثلاثي مجرد تام
متصرف (3) . نحو : ضراب ، ونزال .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ أوضح المسالك لابن هشام ج3 ص119 .
2 ـ شرح المفصل لابن يعيش ج4 ص43 .
3 ـ شرح ابن عقيل ج2 ص303 .

وشذ مجيئه من مزيد الثلاثي مثل : دراك بمعنى أدرك ، وبدار بمعنى بادر (1) .
وقال ابن الناظم : " وشذ صوغه من الرباعي كـ " قرقار " بمعنى قرقر ، وقاس عليه الأخفش " (2) .
2 ـ يعدل اسم الفعل عن مصدر علم . كـ : فُجَّار ، وبُدَّاد .
ولا تبنى إلا إذا اجتمع فيها ما اجتمع في " نزال ، وتراك " من التعريف والتأنيث والعدل ، فهي محمولة عليه في البناء ، لأنها على لفظه ، ومشابهة له .
3 ـ أن يعدل عن صفة . نحو : يا فساق ، ويا خبات .
وأصلها : يا فاسقة ، ويا خبيثة . وإنما عدل إلى " فَعال " لضرب من المبالغة في الفسق والخبث .
4 ـ أما القسم الرابع من أقسام " فَعال " ، وهو ضرب من المرتجل ، لأنه لم يكن قبل العلمية بإزاء حقيقة معدولا ، ثم نقل إلى العلمية . والفرق بين هذا النوع ، والذي قبله أن هذا النوع مقطوع النظر فيه عن معنى الوصفية ، والذي قبله الوصفية فيه مرادة . ومن ذلك : حَزامِ بالبناء على الكسر . وهو اسم من أسماء النساء معدول عن حازمة علما … )3 .
33 ـ ومنه قول لجيم بن صعب :
إذا قالت حَذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حَذامِ

أنواع اسم الفعل من حيث الزمن :
1 ـ اسم الفعل الماضي :
وهو كل اسم فعل يدل على الفعل الماضي ، ولا يقبل علامة من علاماته ،
ــــــــــــ
1 ـ القواعد الأساسية لأحمد الهاشمي ص333 .
2 ـ شرح ابن الناظم ص611 .
3 ـ شرح المفصل لابن يعش ج4 ص50 ـ 62 بتصرف .

كتاء الفاعل ، أو تاء التأنيث . نحو : هيهات بمعنى بَعُدَ . تقول : هيهات أن تدوم سيطرة الظالم . 34 ـ ومنه قول الأحوص :
تذكرت أياما مضين من الصّبِي فهيهات هيهات إليك رجوعها
وإذا وقعت بعد اسم الفعل الماضي " لام " تكون اللام زائدة .
197 ـ نحو قوله تعالى : { هيهات هيهات لما توعدون }1 .
ومنه : بطآن بمعنى أبطأ ، وسرعان بمعنى أسرع ، وشتان بمعنى بَعُدَ .
وقد تزاد " ما " بعد شتان . نحو : شتان ما خالد ومحمد .
وقد تزاد " ما بين " . نحو : شتان ما بين المجد والكسول . وجاز عدم زيادتها (2)
ومنه قول ربيع الرقي :
لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد سليم والأغر بن حاتم
يقول ابن يعش : " وكان الأصمعي ينكر هذا الوجه ، ويأباه ، وحجته أن شتان ناب عن فعل تقديره : تفرق وتباعد وهو من الأفعال التي تقتضي فاعلين ، لأن التفرق لا يحصل من
واحد ، والقياس لا يأباه من جهة المعنى ، لأنه إذا تباعد ما بينهما ، فقد تباعد كل واحد منهما من الآخر " (3) .
2 ـ اسم الفعل المضارع :
هو اسم الفعل الدال على المضارع ، ولا يقبل علامة من علاماته ، كـ " لم " الجازمة ، " والسين ، وسوف " . نحو : " أف " بمعنى " أتضجر " .
198 ـ ومنه قوله تعالى : { فلا تقل لهما أف ولا تنرهما }4 .
ومنه : " آهٍ " ، و " أواه " بمعنى " أتوجع " . نحو : آه ممن يهملون واجباتهم .
ــــــــــــ
1 ـ 36 المؤمنون .
2 ـ التذكرة في قواعد اللغة العربية لمحمد الباشا ص102 .
3 ـ شرح المفصل ج4 ص38 .
4 ـ 23 الإسراء .

35 ـ ومنه قول الشاعر :
فأوْهِ لذكراها إذا ما ذكرتها ومن بُعْدِ أرض بيننا وسماء
الشاهد : كلمة " أوه " بسكون الواو ، وكسر الهاء ، وهي اسم فعل بمعنى الفعل
المضارع : " أتوجع " .
ومن أسماء الأفعال الدالة على المضارع : بجل ، وقد ، وقط ، وهي بمعنى : يكفي ، وقد تزاد الفاء في أول قط لتزيين اللفظ فتصبح " فقط " ، كما تزاد " الكاف " في آخر " قد " ، و " قط " فتصبح " قدك " ، و " قطك " ، وقد تزاد ياء المتكلم على " قد " فتصبح " قدي " .
ومن أسماء المضارعة أيضا : بخَّ ، وبحْ ، وبدْ ، وبَهْ ، وكلها بمعنى " أتعجب " ، أو
" أمدح " . وهذه نادرة الاستعمال . ومنها : " زه " بمعنى " استحسن " .
ومنها : " أو " ، و " واها " ، و " وَيْ " بمعنى " أتلهف " .
وقد تزاد الكاف على " وي " فتصبح " ويك " ، وبعضهم جعلها مختصر ويلك (1) ، ومعناها " التحريض " .
199 ـ قوله تعالى : ( ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر )2 .
نحو قوله تعالى : { ويكأنه لا يفلح الكافرون }3 .
36 ـ ومنه قول عنترة :
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدمِ

3 ـ اسم فعل الأمر :
وهو الذي يدل على معنى فعل الأمر ، ولا يقبل علامة من علاماته ، كياء المخاطبة ، أو نون التوكيد .
ــــــــــ
1 ـ التذكرة في قواعد اللغة لمحمد الباشا ص102 .
2 ، 3 ـ 82 القصص .

ومنه : آمين بمعنى استمع ، و إيه بمعنى زد ، وصه بمعنى اسكت ، ومه بمعنى كف ، وحي بمعنى أقبل ، ورويد بمعنى أمهل ، وتيد بمعنى رويد أيضا ، وهلم بمعنى أحضر ، وهات بمعنى أعطي ، وها بمعنى خذ ، وحيّهل بمعنى أئتي ، وبله بمعنى دع ، وتراك بمعنى اترك ، ومناع بمعنى امنع ، وأمثلتها على التوالي : قوله تعالى : { ولا الضالين )1 ، آمين .
وإيه من حديثك الطريف .
وصه عن بذيء القول . وتماديت في الأذى فمه ، وحي على الصلاة .
ومنه : إليك بمعنى اعتزل ، وأمامك بمعنى تقدم ، وعندك ، ولديك ، ودونك ، وهاك ، وها ، وهي بمعنى خذ ، ووراءك بمعنى تأخر ، ومكانك بمعنى اثبت .
والكاف في " عندك " وما بعدها من أسماء الأفعال تكون مجرورة بالإضافة ، أو بحرف الجر . وعليّ الأمر بمعنى أقبل عليه ، وإليّ بمعنى عجل ، ومنه : إليّ الأمر . أي " عجل به . وإليّ بالأمر : أي : عجل به . ومنه : هيّأ ، وهيت بمعنى أسرع . وهات بمعنى أعطنيه ، ومنه قوله تعالى : ( قل هاتوا برهانكم )2 .
ومنه : حيَّهل بمعنى أئت . نحو : حيهل الأمر أي : أئته .
و " حيهل " مركب من حي وهل وفيه لغات منها البناء على الفتح بدون تنوين ، والفتح مع التنوين ، وحيهلا بالألف . فمثال التعدي بنفسه قول النابغة الجعدي ،
37 ـ ويقال لمزاحم بن الحارث العقيلي :
بحيهلاً يزجون كل مطية أمام المطايا سيرها المتقاذفِ
وتعال بمعنى أقبل ، وحذار بمعنى احذر .
ـــــــــ
1 ـ 7 الفاتحة .
2 ـ 111 البقرة .

38 ـ ومنه قول الشاعر :
هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي وهيّك وهيا بمعنى أسرع ، ومنه قول الراجز :
" فقد دجا الليل فهيا هيا "

استعمال أسماء الأفعال :
تستعمل أسماء الأفعال بصورة واحدة للمفرد والمثنى والجمع ، مع التذكير والتأنيث ، ما عدا اسم الفعل المتصل بكاف الخطاب .
نحو : صه أيها الولد . أو أيتها البنت . وصه أيها الولدان . أو أيتها البنتان .
وصه أيها الأولاد . أو أيتها الفتيات .
أما إذا كان اسم الفعل متصلا بالكاف ، طابقت الكاف المخاطب .
فتقول : إليك الكتاب . وإليكِ الكتاب . وإليكما الكتاب . وإليكم الكتاب . وإليكن الكتاب .

عمل أسماء الأفعال :
تعمل أسماء الأفعال عمل الأفعال التي نابت عنها ، فترفع الفاعل ظاهرا ، أو مضمرا .
مثال الفاعل الظاهر : شتان خالدٌ ومحمدٌ . ومنه قولهم : هيهات الأمل إذا لم يسعده العمل .
ومنه قول الشاعر :
هيهات هيهات العقيق ومن به وهيهات خل بالعقيق نواصله
ومثال الفاعل المضمر قولهم : نزال ، وصه ، ومه .
ففي أسماء الأفعال السابقة ضمائر مستترة . ومنها اسكت ، واكفف .
وجميع أسماء الأفعال السابقة جاءت بمعنى أفعال لازمة .
أما إذا كانت أسماء الأفعال بمعنى أفعال متعدية فهي حينئذ ترفع فاعلا ، وتنصب مفعولا به . نحو : دراك محمدا . أي : أدركه . وضراب عليا . أي : اضربه . فالفاعل في دراك ، وضراب ضمير مستتر .
أما " محمد ، وعلي " فهما مفعولان بهما . كما يتعدى اسم الفعل بنفسة كما مر سابقا . 39 ـ ومنه قول كعب بن مالك الأنصاري :
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكفَّ كأنها لم تخلق
يتعدى أيضا بالباء (1) . نحو : حيَّهل بخليل .
ومنه في الحديث " إذا ذكر الصالحون فحيهلاً بعمر .
ويجب تأخير معمول اسم الفعل ، ولا يستوي مع الفعل في تقديم معموله عليه .
فنقول : دراك محمدا . كما نقول : أدْرك محمدا .
ونقول : محمدا أدرك . ولا نقول : محمدا دراك (2) .
أسماء الأفعال بين التعريف والتنكير :
تكون أسماء الأفعال من قبل المعنى أفعالا ، ومن قبل اللفظ أسماء ، جعل لها تعريف وتنكير .
وعلامة المعرفة منها تجرده من التنوين ، وعلامة النكرة منها استعماله منونا .
وقد ألزم النحاة بعض أسماء الأفعال التعريف كـ : نزال ، وبله ، وآمين . وألزموا
بعضها التنكير كـ : كواها وويها . وقد استعملوا بعضها معرفة ونكرة . فما نونوه
قصدوا تنكيره كقولهم : صهٍ ، وأفٍ ، وما لم ينونوه قصدوا تعريفه كصهْ ، وأفْ بلا تنوين (3) .
ــــــــــــــــ
1 ـ شرح ابن الناظم ص613 .
2 ـ الكافية في النحو لابن الحاجب ج2 ص68 ، واوضح المسالك ج3 ص120 .
3 ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني ج3 ص207 بتصرف .

وهذه بعض أسماء الأفعال للفائدة :
آمين : اسم فعل أمر بمعنى استجب ، وتأتي بعد الدعاء ، كما بعد قوله تعالى : ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )1 فنقول آمين .
ومنه قول ابن زيدون :
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا بأن تغص فقال الدهر آمينا .
ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :
يا رب لا تسلبني حبها أبدا ويرحم الله عبدا قال آمينا
أمامك : اسم فعل أمر بمعنى تقدم ، نحو أمامك أيها المجاهد .
آه : اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، ويبنى على الكسر بدون تنوين نحو : آهِ ، أو على الكسر مع التنوين فنقول : آهٍ من الظلم ، ومنه قول الشاعر بلا نسبة :
آه من تياك آها تركت قلبي متاها
أوه : اسم فعل مضارع بمعنى أشكو وأتألم مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . ومنه قول المتنبي :
أوه لمن لا أرى محاسنها وأصل واها وأوه مرآها
إيه : اسم فعل أمر مبني على السكون وقد ينون بمعنى استمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل : إيه.
ومنه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أنشد شعرا لأمية بن أبي الصلت ، فقال عند كل بيت : أي . وينون إيه عند الوصل فتقول : إيهٍ حدثنا .
وقد جاء به ذو الرمة موصولا غير منون خلافا للقاعدة ، وقد خطأه فيه الأصمعي نحو :
وقفنا فقلنا : إيهِ عن أم سالم وما بال تكليم الديار البلاقع
ـــــــــ
1 ـ 7 الفاتحة .

إيْها : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى كف واسكت ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : إيها عن الكذب .
بخ : اسم فعل أمر بمعنى استحسن ، ويستعمل غالبا مكرورا منونا بالكسر ، وتكراره للمبالغة ، والأصل فيه البناء على السكون ، أما إذا وصل بما بعده كان التنوين فيه حسن . مثال مجيئه غير منون قول الأعشى :
بين الأشج وبين قيس باذخ بخْ بخ لوالده وللمولود
ومثال مجيئه منونا قول الشاعر بلا نسبة :
روافده أكرم الرافدات بخٍ بخٍ لبحر خضم
بدار : اسم فعل أمر معدول بمعنى أسرع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : بدار أيها الطالب .
بطآن : اسم فعل ماض بمعنى أبطأ ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو .
تراك : اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى اترك ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
أنت . ومنه قول أحد شعراء هذيل :
تراكها من أبل تراكها أما ترى الخيل لدى أوراكها
رويد: اسم فعل أمر بمعنى أمهل ، وذلك إذا اتصل بالكاف ، أو تلاه اسم منصوب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، وهو حينئذ غي منون .
نحو : رويدك في العمل ، ورويد محمدا ، ورويدك زيدا . أي أمهله .
وزيدا مفعول به لرويدك . ومنه قول مالك بن خالد الهزلي :
رويدا عليا جد ما ثدي أمهم إلينا ولكن ودهم متماين
دراك : اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى أدرك ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : دراك أخاك .
دونك : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى خذ ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : دونك الكتاب .
ومنه قول صبية لأمها بلا نسبة :
" دونكها يا أم لا أطيقها " .
شتان : اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى افتراق وتباعد ، ولا بد له من فاعل ، نحو : شتان زيد وعمر .
ومنه قول لقيط بن زرارة :
شتان هذا والعناق والنوم والمشرب البارد في ظل الدم
وقد تزاد ما بعده ، وتكون قبل الفاعل . نحو : شتان ما محمد وعلي .
ومنه قول الأعشى ميمون :
شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر .
صه : اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى اسكت ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت : نحو : صه يا ولد .
وهو من أسماء الأفعال اللازمة ، ويكون مع غيره من أسماء الأفعال التي تستعمل للمفرد نحو : صه يا محمد ، وللتثنية نحو : صه يا ولدان ، وللجمع نحو : وصه يا أولاد . وللمذكر ، وللمؤنث نحو : صه يا فاطمة .
عليك : عليك اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى الزم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، نحو : قوله تعال : ( عليكم أنفسكم )(1) .
ومنه قول الشاعر بلا نسبة :
عليك بالصدق في كل الأمور ولا تكذب فاقبح ما يزري بك الكذب
عندك : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى خذ ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : عندك القلم ، أي : خذه .
قد : اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى يكفي : نحو : قد محمدا ريالا .
ــــــــــ
1 ـ 19 الحاقة .

قط : اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى يكفي . نحو : قطني ما فعلت ، أي يكفيني ما فعلت .
مه : اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى اكفف ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
ها : اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى خذ . ومنه قوله تعالى : ( هاؤم اقرؤوا كتابية )1 .
وقد تلحقه كاف الخطاب ، نحو : هاك القلم ، وهاكما ، وهاك بالكسر للمؤنثة ، وهاكن . وفي التثنية تقول : هاؤما ، وفي الجمع هاؤم ، ولجماعة الإناث هاؤن .
هات : اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى أعط ، ويقال فعل أمر جامد .
ومنه قوله تعالى : ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )2 .
ومنه قول امرئ القيس :
إذا قلت هاتي ناوليني تمايلت على هضيم الكشح ريا المخلخل
هيت : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى أسرع وأقبل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . وهو للمفرد والمثنى والجمع تأنيثا وتذكيرا .
نحو قوله تعالى : ( وقالت هيت لك )3 .
واه : اسم فعل مضارع مبني على الفتح بمعنى أعجب وأتلهف ، وينون واه بالنصب فتقول : واهاً لفلان .
ومنه قول أبي النجم العجلي :
واها لريا ثم واها واها يا ليت عيناها لنا وفاها
وشكان : اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى ما أسرع .
ــــــــــ
1 ـ 108 المائدة .
2 ـ 111 البقرة .
3 ـ 23 يوسف .

أسماء الأصوات

تعريفها :
الفاظ تشبه أسماء الأفعال في دلالتها على المقصود بدون مساعدة .
وكلها سماعية ، ولا تعمل في غيرها ، وليس لها محل من الإعراب ، ولم تجعل أسماء أفعال ، لأنها لم تحمل ضمائر ، ولم تقع في شيء من تراكيب الكلام .

أقسامها :
تنقسم أسماء الأصوات إلى قسمين :
1 ـ قسم يخاطب ما لا يعقل من الحيوانات ، أو صغار الآدميين . نحو : " هلا " لزجر الفرس ، و " عدس " لزجر البغل ، و " هس " لزجر الغنم ، و" كخ " لزجر الطفل .
2 ـ قسم يحاكى به صوت : نحو : طق ، وغاق لصوت الغراب ، وقب لصوت وقع السيف ، وطيخ للضاحك ، وطاق لصوت الضرب ، وخاز ياز لصوت الذباب .
وجميع أسماء الأصوات تكون أسماء ، لامتناع كونها حروفا من قبل الاكتفاء بها ، وامتناع كونها أفعالا من قبل أنها لا تدل على الحدث والزمن .

حكم أسماء الأفعال وأسماء الأصوات :
جميع أسماء الأفعال ، وأسماء الأصوات تكون مبنية ، إلا ما وقع منها متمكنا ، فيجوز فيه الإعراب والبناء . 40 ـ كقول الشاعر :
دعاهن رِدْفي فارعوين لصوته كما رُعْت بالجوت الضماء الصواديا
الشاهد : : بالجوت " فقد رويت بالكسر على أنها اسم فعل معرب ، وبالفتح على أنها اسم فعل مبني .

وإليك بعض أسماء الأصوات ومعانيها للفائدة :
أح : اسم صوت الساعل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب .
آخ : اسم صوت للموجوع مبني على حركة آخره ، لا محل له من الإعراب .
آها : اسم صوت الضحك مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
بس : اسم صوت لدعاء الغنم والأبل مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وغالبا ما يكون مكررا فتقول : بس بس .
سأ : اسم صوت للحمار يورد به ، أو يزجر ، وهو من أسماء الأصوات التي تشبه اسم الفعل ، لأنه يخاطب به ما لا يعقل من الحيوان ، أو صغار الإنسان .
طق : اسم صوت لحكاية سقوط الحجارة بعضها على بعض .
يقال طقطقت الحجارة إذا جاء صوتها طق طق .
عدس : اسم صوت لزجر البغل . كقول الشاعر :
عدس ما لعباد عليك إمارة أمنت وهذا تحملين طليق
غاق : اسم صوت للغراب مبني على السكون .
قب : اسم صوت لوقع السيف ، مبني على السكون .
ها ها : اسم صوت لزجر الكلب ، أو حضه على ملاحقة فريسته .
ومنه قول أبي نواس :
تراه في الحضر إذا ما هابه يكاد أن يخرج من إهابه
هئ هئ : اسم صوت تدعى به الإبل للعلف . وهأ هأ : اسم صوت لزجر الإبل .
هه : اسم صوت للتذكرة والوعيد .
هيه هيه : اسم صوت للزجر والاستزادة من محدثك أثناء الحديث .
وع : اسم صوت لابن آوى .

نماذج من الإعراب

32 ـ قال النابغة الذبياني :
ألكني يا عيين إليك قولا سأهديه إليك ، إليك عني
ألكني : فعل أمر مبني على السكون بمعنى بلِّغ ، وأصله إمّا : ألئكني ، فحولت كسرة الهمزة إلى اللام ، وأسقطت الهمزة ، أو أألكني فحذفت الهمزة الثانية تخفيفا (1) ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به .
يا عيين : يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وعيين منادى مرخَّم حذف من آخره التاء ، إذ أصله عيينة ، مبني على الضم لأنه علم مفرد ، ويجوز بناؤه على الفتح وهي حركة الحرف الذي قبل التاء المحذوفة " راجع في ذلك الترخيم " .
إليك : اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب بمعنى خذ ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على عيين .
قولا : مفعول به منصوب بالفتحة لاسم الفعل إليك .
سأهديه : السين حرف استقبال ، وأهدي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به . إليك : جار ومجرور متعلقان بسأهديه .
إليك : أسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب بمعنى تنح أو ابتعد .
غني : جار ومجرور متعلقان بإليك الأخير .
الشاهد قوله : إليك قولا ، وإليك عني ، فالأول اسم فعل أمر بمعنى خذ ، والثاني بمعنى ابتعد .
ــــــــــــــ
انظر لسان العرب ج 10 ص 394 .

33 ـ قال الشاعر :
إذا قالت حَذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حَذامِ
إذا قالت : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه ، قالت فعل ماض ، والتاء للتأنيث .
حذام : فاعل قالت مبني على الكسر في محل رفع .
والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها .
فصدقوها : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وصدقوها فعل أمر مبني على حذف النون وفاعله
ومفعوله ، وجملة صدقوها لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
فإن القول : الفاء للتعليل ، وإن حرف توكيد ونصب ، والقول اسمها منصوب .
ما : اسم موصول مبني في محل رفع خبر إن .
قالت حذام : قال فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، وحرام فاعل .
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة ما ، والعائد ضمير منصوب بقال ، والتقدير : فإن القول هو الذي قالته حذام .
الشاهد قوله : " حذام " فإنه أسم فعل مبني على الكسر على لغة أهل الحجاز .

34 ـ قال الشاعر :
تذكرت أياما مضين من الصّبِي فهيهاتَِ هيهاتٍ إليك رجوعها
تذكرت : فعل وفاعل . أياما : مفعول به منصوب .
مضين : مضى فعل ماض مبني على السكون ، ونون النسوة في محل رفع فاعله ، والجملة في محل نصب صفة " لأياما " .
من الصبي : جار ومجرور متعلقان بمضين .
فهيهات : الفاء استئنافية ، وهيهات اسم فعل ماض بمعنى بعد ، مبني على الفتح وهي لغة أهل الحجاز ، وبالبناء على الكسر لغة أسد وتميم .
هيهات : توكيد لفظي . إليك : جرار ومجرور متعلقان برجوعها ، أو في محل نصب مفعول به لرجوع .
رجوعها : فاعل هيهات الأولى ، ورجوع مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله .

197 ـ قال تعالى : ( هيهات هيهات لما توعدون ) 36 المؤمنون .
هيهات : اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى بعد ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقدير هو . هيهات : توكيد لفظي للأولى . ويلاحظ في هيهات لغات كثيرة اشهرها الفتح من غير تنوين كما ذكرنا ، وهو مبني لوقوعه موقع المبني ، أو لشبه الحرف ، وهيهاتا بالفتح والتنوين ، وبالضم والتنوين فتقول : هيهاتٌ ، وهيهاتٍ بالكسر والتنوين ، وهيهاتِ بالكسر من غير تنوين ، وهيهات ْ بإسكان التاء ، وغيرها كثير .
لما : اللام حرف جر زائد ، وما اسم موصول في محل رفع فاعل لهيهات ، وفي محل جر على اللفظ بحرف الجر الزائد .
ويجوز في " ما " أن تكون مصدرية ، والمصدر المؤول منها ومن الفعل توعدون في محل رفع فاعل لهيهات .
توعدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب على الوجه الأول .

198 ـ قال تعالى : ( فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ) 23 الإسراء .
فلا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ولا ناهية .
تقل : فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت .
لهما : جار ومجرور متعلقا بتقل .
أف : اسم فعل مضارع مبني على الكسر مع التنوين ، وتشديد الفاء ، وضم الهمزة ، وهي لغة من لغات كثيرة في اسم الفعل " أف " وبها قراءة حفص ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت .
ولا : الواو حرف عطف ، ولا ناهية .
تنهرهما : فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل صمير مستتر وجوبا
تقديره : أنت ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به .
وجملة تنهرهما معطوفة على ما قبلها .
وسنذكر بعض هذه اللغات الأخرى في " أف " للفائدة :
1 ـ همزة أف إما أن تكون مضمومة ، أو مفتوحة ، أو مكسورة .
2 ـ فإن كانت الهمزة مضمومة فحاصل ضبطها أنها إما مجردة عن اللواحق ، أو ملحقة بزائد .
3 ـ والمجردة إما أن يكون آخرها ساكنا أو متحركا . والمتحركة إما أن تكون مشددة ، أو مخففة مع التنوين أو عدمه ، والساكنة إما مشددة ، أو مخففة .
4 ـ واللواحق لها من الزوائد إما هاء السكت ، أو حرف المد ، فإن كان هاء السكت فالفاء مثلثة مشددة ، وإن كان حرف مد ، فهو إما واو أو ياء أو ألف ، والفاء فيهن مشددة ، والألف إما مفخمة ، أو بالإمالة المحضة ، أو بين بين .
4 ـ وإن كانت الهمزة مكسورة فالفاء مثلثة مخففة مع التنوين ، وعدمه ، أو فتح الفاء وكسرها بالتشديد مع التنوين وعدمه وغيرها من اللغات التي تجاوزت الأربعين .

35 ـ قال الشاعر :
فأوهِْ لذكراها إذا ما ذكرتها ومن بُعد أرض بيننا وسماء
فأوه : الفاء واقعة في جواب الشرط ، وأوه اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع ، مبني على السكون ، كما يجوز بنائه على الكسر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا . لذكراها : جار ومجرور متعلقان بأوه ، وذكرى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
إذا ما ذكرتها : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط ، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه ، وما مصدرية حينية ، وذكرتها فعل وفاعل ومفعول به ، والمصدر المؤول من ما والفعل في تأويل مصدر مجرور بالإضافة لإذا ، وجواب الشرط محذوف دلت عليه القرينة في أول الكلام وهو قوله : فأوه لذكراها . والتقدير : إذا ما ذكرنها فأوه لذكراها .
ومن بُعد أرض : الواو حرف عطف ، ومن بعد جار ومجرور متعلقان متعلقان بأوه ، وبعد مضاف ، وأرض مضاف إليه مجرور .
بيننا : بين ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف حال من سماء ، حيث كان في الأصل صفة له فلما تقدم عليه أعرب حالا على القاعدة ، وبين مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وسماء : الواو حرف عطف ، وسماء معطوف على أرض مجرور مثلها .
الشاهد قوله : فأوه ، حيث يبنى على السكون ، والكسر .

199 ـ قال تعالى : ( ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ) 82 القصص .
ويكأن : وي اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى أتعجب ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والكاف حرف جر يفيد التعليل وليس التشبيه ، وأنّ حرف توكيد ونصب " مشبه بالفعل " ، وهي وما بعدها في محل جر بالكاف ، وشبه الجملة متعلق بـ " وي " .
الله : لفظ الجلالة اسم أن منصوب بالفتحة .
يبسط : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو .
الرزق : مفعول به منصوب بالفتحة .
وجملة يبسط في محل رفع خبر أن .
لمن : جار ومجرور متعلقا بيبسط .
يشاء : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو .
وجملة يشاء لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
من عباده : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الفاعل .
ويقدر : الواو حرف عطف ، ويقدر معطوف على ما قبله .

36 ـ قال الشاعر :
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر اقدم
ولقد شفى : الواو حرف قسم ، والمقسم به محذوف تقديره الله ، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره : أقسم ، واللام واقعة في جواب القسم ، وقد حرف تحقيق ، وشفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر .
نفسي : مفعول به ، والياء في محل جر مضاف إليه .
وابرأ سقمها : الواو حرف عطف ، وأبرأ معطوف على شفى ، وسقمها مفعول به ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
قيل الفوارس : فاعل يطلبه كل من الفعلين شفى وأبرأ على التنازع ، فالبصريون يجعلونه فاعل للفعل أبرأ لقربه منه ، ويجعلون فاعل الفعل شفى ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، ويختار الكوفيون العكس . وقيل مضاف ، والفوارس مضاف إليه .
ويك : اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى نعجب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :نحن ، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب .
عنتر : منادى مرخم مبني على الضم ، ويجوز بنائه على الفتح ، وحرف النداء محذوف ، والتقدير : ياعنتر ، والجملة الندائية في محل نصب مقول القول للمصدر قيل . اقدم : فعل أمر مبني علي السكون وحرك بالكسر لموافقة الروي ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت ، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول أيضا . وجملة لقد شفى جواب القسم لا محل لها من الإعراب .
والقسم وجوابه لا محل له من الإعراب كلام مستأنف .

37 ـ قال الشاعر :
بحيهلاً يزجون كل مطية أمام المطايا سيرها المتقاذفِ
بحيهلا : جار ومجرور قصد به لفظه لحكايته ، وشبه الجملة متعلق بيزجون .
يزجون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
كل مطية : كل مفعول به ، وهو مضاف ، ومطية مضاف إليه .
أمام المطايا : أمام ظرف مكان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والمطايا مضاف إليه ، والظرف مع متعلقه في محل جر صفة لمطية .
سيرها : مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
المتقاذف : خبر مرفوع .
وقد ذكر البغدادي في خزانته إعرابا أجود من السابق فقال : أن يكون سيرها فاعلا للظرف لاعتماد الظرف على الموصوف ، والمتقاذف صفة لسير .

38 ـ قال الشاعر :
هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي هي الدنيا : ضمير الشأن مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ أول ، والدنيا مبتدأ ثان مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .
تقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على الدنيا . والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، والمبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
بملء فيها : جار ومجرور متعلقان بتقول ، وملء مضاف ، وفيها مضاف إليه مجرور بالياء ، وفي مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
حذار : اسم فعل أمر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ، تقديره : أنت .
حذار : توكيد لفظي لحذار الأولى .
من بطشي : جار ومجرور متعلقان بحذار ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . وفتكي : الواو حرف عطف ، وفتكي معطوف على ما قبله . وجملة : حذار وما في حيزها في محل نصب مفعول به مقول القول .

39 ـ قال الشاعر :
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكفَّ كأنها لم تخلق
تذر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي يعود إلى الحرب .
الجماجم : مفعول به منصوب . ضاحيا : حال منصوبة من الجماجم .
هاماتها : فاعل لضاحيا لأنه اسم فاعل يعمل عمل فعله ضحى ، وهامات مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
بله الأكفَّ : بله على رواية نصب الأكف اسم فعل أمر بمعنى دع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والأكف مفعول به منصوب بالفتحة ، " وهذا هو الشاهد المطلوب " . وعلى رواية الجر ، فبله مصدر مضاف إلى الأكف ، والأكف مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وعلى رواية الرفع ، فبله بمعنى كيف للاستفهام التعجبي مبنية على الفتح في محل رفع خبر مقدم ، والأكف مبتدأ مؤخر مرفوع .
كأنها : الكاف حر جر للتشبيه ، وأن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
لم تخلق : لم حرف نفي وجزم وقلب ، وتخلق فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لموافقة الروي ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر أن .
الشاهد قوله " بله " حيث جاء اسم فعل فنصب المفعول به ، كما جاء مصدرا ، وبمعنى " كيف " .

40 ـ قال الشاعر :
دعاهن ردفي فارعوين لصوته كما رعت بالجوت الضماء الصواديا
دعاهن : دعا فعل ماض ، مبني على الفتح المقدر على الألف ، ونون النسوة في محل نصب مفعول به .
ردفي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الفاء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء
المتكلم ، وردف مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
فارعوين : الفاء عاطفة ، وارعوى فعل ماض ، ونون النسوة في محل رفع فاعله .
لصوته : جار ومجرور متعلقان بارعوين .
كما رعت : الكاف للتشبيه ، وما مصدرية ، ورعت فعل وفاعل ، والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالكاف ، والجار والمجرور متعلقان بارعوين .
بالجوت : جار ومجرور متعلقان برعت .
الظماء : مفعول به لرعت . الصواديا : صفة منصوبة للظماء .
الشاهد قوله : بالجوت ، حيث دخلت أل التعريف على على اسم الصوت ، وهو " جوت " .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......   موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:19


الجزء الثالث
الباب الأول

المبتـــدأ

تعريفه : اسم مرفوع يبتدأ به الكلام ، ويقع في أول الجملة غالبا ، مجرد من العوامل اللفظية ، أو مسبوق بنفي ، أو استفهام ، مستغن بمرفوعه في إفادة المعنى ، وإتمام الجملة .
نحو : محمد مبتسم . 1 ـ ومنه قوله تعالى { والله واسع عليم }1 .
ومثال المسبوق بنفي : ما قادم الضيف ، ومثال المسبوق باستفهام : أ ناجح عليُّ .
2 ـ ومنه قوله تعالى { أ راغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم }2 .
1 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة :
أمنجز أنتم وعدا وثقت به أم اقتفيتم جميعا نهج عرقوب
حكمه :
المبتدأ مرفوع دائما ، إلا إذا سبق بحرف جر زائد أو شبيه بالزائد ، فيجر لفظا ، ويرفع محلا .
نحو : بحسبك درهم . 3 ـ ونحو قوله تعالى : { وما من إله إلا الله }3 .
ونحو : " يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة " .
أقسامه :
ينقسم المبتدأ إلى قسمين :
1 ـ مبتدأ صريح ، ويشتمل على الاسم الظاهر ، كما في الأمثلة السابقة .
أو الضمير . نحو : أنت مخلص ، وهو مجتهد .
ومنه قوله تعالى : ( وهم يصرخون فيها )4 .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 261 البقرة . 2 ـ 26 مريم .
3 ـ 62 آل عمران . 4 ـ 37 فاطر .

وقوله تعالى : ( أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )1 .
2 ـ مبتدأ مؤول من أن والفعل . نحو : أن تتحدوا أرهب لعدوكم .
4 ـ ومنه قوله تعالى { وأن تصوموا خير لكم }2 .
وقوله تعالى : ( وان تعفوا أقرب للتقوى )3
والتقدير : اتحادكم أرهب لعدوكم ، وصيامكم خير لكم .

أنواع المبتدأ :
ينقسم المبتدأ بالنسبة لأخذه خبرا إلى نوعين :
1 ـ مبتدأ له خبر . نحو : الحكمة ضالة المؤمن .
الحكمة : مبتدأ ، وضالة : خبر .
ومنه قوله تعالى : ( أولئك لهم جنات عدن )4 .
2 ـ مبتدأ ليس له خبر ، ولكن له مرفوع يسد مسد الخبر .
نحو : أنائم الطفل ، وما محمود البخل .
ومنه قوله تعالى : ( أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم )5 .
نائم : مبتدأ ، والطفل : فاعل سد مسد الخبر .
ومحمود : مبتدأ ، والبخل : نائب فاعل سد مسد الخبر .
ومنه قول : عبيدة بن الأبرص :
أعاقر مثلُ ذات رحم أو غانم مثل من يخيب
ــــــــــــــ
1 ـ 286 البقرة . 2 ـ 184 البقرة .
3 ـ 237 البقرة .
4 ـ 31 الكهف . 5 ـ 46 مريم .

ما يتفق فيه النوعان :
1 ـ مجردان من العوامل اللفظية .
2 ـ العامل فيهما معنوي ، وهو الابتداء .
ما يختلفان فيه :
1 ـ المبتدأ صاحب الخبر : إما أن يكون اسما صريحا ، أو مصدرا مؤولا بالصريح ، ولا يكون المبتدأ الذي لا خبر له في تأويل الاسم ، بل لا بد أن يكون صفة مشبهة بالفعل : كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة باسم الفاعل .
2 ــ المبتدأ صاحب الخبر : لا يعتمد على شيء ، أما المبتدأ الذي لا خبر له فلابد أن يعتمد على نفي ، أو استفهام كما مثلنا سابقا .
ومنه قوله تعالى : ( ولا مولود هو جاز عن والده شيئا )1 .
ومنه قوله تعالى : ( أ قريب ما توعدون )2 .
فمولود مبتدأ نكرة وسوغ الابتداء به اعتماده على نفي ، وجاز نائب فاعل سد مسد الخبر ، أو مبتدأ مؤخر ، ومولود خبر مقدم ، وقيل مولود مبتدأ ، وجاز خبره .

وجوه الإعراب في الاسم المرفوع بعد المبتدأ الذي لا خبر له :
في الاسم الواقع بعد المبتدأ المعتمد على نفي ، أو استفهام ، والذي اكتفى بمرفوعه ثلاثة أوجه من الإعراب : ـ
1 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا وتاليه مفردا .
نحو : أ مسافر الرجل ، وما محبوب الكسول .
وجاز أن يكون منه قوله تعالى : ( أحق هو )3 .
ـــــــــــ
1 ـ 33 لقمان
2 ـ 25 الجن . 3 ـ 53 يونس .

على اعتبار أن " حق " مصدر بمعنى اسم الفاعل ثابت ، فيكون حق مبتدأ ، وهو فاعل ، ويجوز أن يكون " حق " خبر مقدم ، وهو مبدأ مؤخر .
جاز فيه وجهان :
أ ـ أن يكون الوصف مبتدأ وما بعده فاعلا ، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر . ويكون الفاعل بعد اسم الفاعل ، ونائب الفاعل بعد اسم المفعول .
فمسافر مبتدأ ، والرجل فاعل سد مسد الخبر .
ومحبوب مبتدأ ، والكسول نائب فاعل سد مسد الخبر .
ب ـ كما يجوز أن يكون الوصف المشتق خبرا مقدما وتاليه مبتدأ مؤخرا .
فمسافر : خبر مقدم ، والرجل : مبتدأ مؤخر .
2 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا ، وتاليه مثنى ، أو جمعا ، وجب أن يكون الوصف مبتدأ ، وتاليه فاعلا ، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر .
نحو : ما مهمل الطالبان ، وما محبوب المقصرون .
مهمل : مبتدأ ، والطالبان : فاعل سد مسد الخبر .
ومحبوب : مبتدأ ، والمقصرون : نائب فاعل سد مسد الخبر .
3 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة :
أ قاطن قوم سلمى أو نووا ضعنا أن يضعنوا فعجيب عيش من قطنا
الشاهد في البيت قوله " أ قاطن قوم " إذ اكتفى بالفاعل " قوم " عن الخبر ؛ لكون المبتدأ " قاطن " وصفا معتمدا على الاستفهام .
ومثلما رفعت الصفة المشتقة الواقعة مبتدأ ، والمعتمدة على استفهام أو نفي اسما ظاهرا كما في البيت السابق ، فإنها ترفع الضمير الظاهر أيضا .
4 ـ نحو قول الشاعر :
خليليّ ما وافٍ بعهدي أنتما إذا لم تكونا لي على من أقاطع
فإن رفعت الصفة الضمير المستتر فهي ليست من هذا الباب ، وإنما هي خبر عما قبلها . نحو : محمد لا مجتهد ولا مؤدب .
ففاعل كل من مجتهد ومؤدب ضمير مستتر تقديره : هو .
وإن اكتفت بمرفوعها الظاهر فهي خبر مقدم ، وما بعد المرفوع مبتدأ مؤخر .
نحو : ما مسافر والداه أحمد .
مسافر خبر مقدم ، ووالداه فاعل لمسافر ، وأحمد مبتدأ مؤخر .
3 ـ إذا كان الوصف المشتق مثنى ، أو جمعا وتاليه مثنى ، أو جمعا ، وجب أن يكون الوصف خبرا مقدما ، وتاليه مبتدأ مؤخرا .
نحو : أ مسافران الضيفان ، وما مقصرون المجتهدون .
مسافران : خبر مقدم ، والضيفان : مبتدأ مؤخر .

تعدد المبتدأ :
يجوز تعدد المبتدأ وخبره واحد .
نحو : صديقك والده أمنيته تحقيقها أن يشفى ابنه .

تعريف المبتدأ وتنكيره :
الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة كما مر معنا في جميع الأمثلة ، ما عدا المعتمدة على نفى ، أو استفهام . غير أنه يجوز الابتداء بالنكرة إذا أفادت معنى ، وقد قسم النحاة النكرة التي تفيد معنى إلى قسمين : ـ
أولا ـ النكرة التي تفيد الخصوص وهى :
1 ـ النكرة الموصوفة بوصف مذكور ، أو مقدر ، أو معنوي .
5 ـ مثال الأول قوله تعالى : { ولعبد مؤمن خير من مشرك )1 .
وقوله تعالى : ( ولأمة مؤمنة خير من مشركة )2 .
6 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم }3 .
وقوله تعالى : ( ظلمات بعضها فوق بعض )4 .
ومثال الثالث : رجيل عندنا .
والتقدير في المثال الثالث : وطائفة من غيركم ، وفي الرابع : ظلمات متراكمة وفي المثال الخامس : رجل وضيع .
فالتصغير في المثال الخامس فيه معنى الوصف ودلالته .
2 ـ نكرة مضافة لفظا . نحو : خمس صلوات كتبهن الله على العباد .
3 ـ أن يتعلق بها معمول . نحو : أمر بمعرف صدقة ، ورغبة في الخير خير .
فسوغ الابتداء " بأمر " وهي نكرة كونه تعلق بها الجار والمجرور " بمعروف "
ثانيا ـ النكرة التي تفيد العموم : ـ
1 ـ أن يكون المبتدأ نفسه صيغة عموم . نحو : من يقم أقم معه ، ومنه قوله تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )5 .
7 ـ ومنه قوله تعالى : { كل له قانتون }6 .
8 ـ وقوله تعالى : { كل يعمل على شاكلته }7 .
2 ـ أن يقع المبتدأ النكرة في سياق النفي ، أو الاستفهام .
نحو : ما رجل في الدار ، وهل أحد قادم .
9 ـ ومنه قوله تعالى { أ إله مع الله }8 .
ـــــــــــ
1 ، 2ـ 221 البقرة . 3 ـ 154 آل عمرن .
4 ـ 154 آل عمران . 5 ـ 7 الزلزلة .
6 ـ 116 البقرة . 7 ـ 84 الإسراء . 8 ـ 60 النمل .

ومن النكرات التي يسوغ الابتداء بها أيضا : ـ
1 ـ أن يكون المبتدأ نكرة ، ولا مسوغ للابتداء به ، إلا أن يتقدم عليه خبر شبه
جملة ، جار ومجرور ، أو ظرف . في المدرسة زائرون .
10 ـ ومنه قوله تعالى : { لكل أجل كتاب }1 . ونحو : حول البئر أشجار .
11 ـ ومنه قوله تعالى : { وفوق كل ذي علم عليم }2 .
أو يتقدم عليه خبر جملة . نحو : صافحك صديقه رجل .
5 ـ ومنه قول طرفة بن العبد :
لخولة أطلال ببرقة تهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد / *
ومنه قول زهير :
لهم راح وراووق ومسك تُعلّ بهم جلودهُمُ وماء
2 ـ أن تكون النكرة معطوفة على معرفة . نحو : محمد ورجل عندنا .
3 ـ أو يعطف عليها بمعرفة . نحو : رجل ويوسف في المنزل .
4 ـ أن يعطف عليها بنكرة مخصصة . نحو : رجل وامرأة طويلة واقفان .
5 ـ أو تعطف على نكرة موصوفة . نحو : تميمي ورجل في المنزل .
12 ـ نحو قوله تعالى : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى }3 .
6 ـ أن تأتي النكرة جوابا لمن يسأل : من عندك ؟ فتقول : صديق .
التقدير : صديق عندي .
7 ـ أن يقصد بها التنويع ، والتفصيل . نحو : يوم لك ويوم عليك .
6 ـ ومنه قول النمر بن تولب :
فيوم علينا ويوم لنا ويوم نُساء ويوم نُسَر
ومنه قول امرئ القيس :
فأقبلت زحفا على الركبتين فثوب لبست وثوب أجر
ــــــــــــــ
1 ـ 38 الرعد . 2 ـ 76 يوسف . 3 ـ 263 البقرة .

الشاهد في البيتين " يوم علينا ، ويوم لنا ، وثوب لبست ، وثوب أجر " وكل منها وقع مبتدأ وخبر ، وسوغ الابتداء بالنكرات السابقة أنها أفادت التنويع .
8 ـ أن تفيد الدعاء . 13 ـ نحو قوله تعالى : { سلام على آل يسن }1 .
ومنه قوله تعالى : ( وويل للمشركين )2 .
وقوله تعالى : ( ويل لكل همزة لمزة )3 .
7 ـ ومنه قول عنترة :
فويل لكسرى إن حللت بأرضه وويل لجيش الفرس حين أُعَجعِج
9 ـ أن تكون عاملة فيما بعدها رفعا ونصبا وجرا .
نحو : مهذب خلقه محبوب . وإكرام ضيفا واجب . وإخلاص في العمل شرف .
فـ " مهذب ، وإكرام ، وإخلاص " كل منها وقع مبتدأ ، وسوغ الابتداء به مع أنه نكرة أن عمل فيما بعده ، فمهذب عملت الرفع في " خلقه " ، وإكرام عملت النصب في " ضيفا " ، وإخلاص عملت ـ كما يتوهم بعض النحاة ـ في شبه الجملة " في العمل " والصواب عندي أن كلمة " إخلاص " لم تعمل في شبه الجملة ، وإنما شبه الجملة تعلق بها ، والله أعلم .
10 ـ أن تكون من الألفاظ التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط .
نحو : من يزرع الخير يجنِ ثماره .
14 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم }4 .
والاستفهام نحو : من زارنا ؟
15 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن أظلم ممن كتم شهادة }5 .
8 ـ ومنه قول زهير :
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغن عته ويذمم
ــــــــــــــــ
1 ـ 130 الصافات . 2 ـ 6 فصلت .
3 ـ 1 الهمزة . 4 ـ 23 الجن . 5 ـ 140 البقرة .

وما التعجبية نحو : ما أجمل السماء . 9 ـ ومنه قول الشاعر :
بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربى وما أجمل المصطاف والمتربعا
وكم الخبرية نحو : كم حسنةٍ لك .
1 ـ ومنه قول الفرزدق :
كم عمة لك يا جرير وخالة فدحاء قد ملكت عليّ عشاري
فكم خبرية ، وتمييزها محذوف ، وعمة مبتدأ ، وجملت ملكت في محل رفع خبر .
ومنه قول عنترة :
كم ليلة سرت في البيداء منفردا والليلُ للغرب قد مالت كواكبه
أو كأين الخبرية .
16 ـ نحو قوله تعالى : { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير }1 .
أو أضيف المبتدأ النكرة إلى ما له الصدارة . نحو : قلم من هذا ؟
11 ـ أن تقع في أول جملة الحال المرتبطة بالواو ، أو بدونها .
نحو : خرجت من المنزل وأنواره مضاءة .
2 ـ ومنه قول الشاعر* :
سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا محياك أخفى ضوءه كل شارق
ومثال الثاني : 3 ـ قول الشاعر* :
الذئب يطرقها في الدهر واحدة وكل يوم تراني مُدية بيدي
الشاهد في البيت الأول " ونجم قد أضاء " فنجم مبتدأ ، وقد أضاء في محل رفع خبره ، والجملة في محل نصب حال ، والرابط الواو .
والشاهد في البيت الثاني " مدية بيدي " مدية مبتدأ ، وبيدي في محل رفع خبره ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير في تراني .
12 ـ أن تقع بعد لولا . نحو : لولا رجل لهلك أخوك .
ـــــــــــــ
1 ـ 146 آل عمران .

4 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة :
لولا اصطباري لأودى كل ذي مقة لما استقلت مطاياهن للضعن
الشاهد " اصطبار " حيث وقعت مبتدأ ، وهي نكرة ، ومسوغ الابتداء بها وقوعها بعد لولا ، وخبرها محذوف وجوبا تقديره : كائن ، أو موجود .
ومنه قول الفرزدق :
ولولا حياء زدت رأسك هزمةً إذا سُبِرتْ ظلتْ جوانبها تغلي
13 ـ أن تقع بعد إذا الفجائية . نحو : وصلت فإذا صديق ينتظرني .
14 ـ إذا اتصل بالنكرة ما له الصدارة : كلام الابتداء:
نحو : لعملٌ خيرٌ من قول .
ومنه قوله تعالى ( ولدار الآخرة خير )1 .
ـ ومنه قول عنترة :
ولَلموت خير للفتى من حياته إذا لم يثب للأمر إلا بقائدِ
15 ـ إذا أريد بها حقيقة الجنس ، وعموم أفراده . نحو : إنسان خير من بهيمة ، وعالم خير من زاهد ، وثمرة خير من جرادة .
16 ـ أن تكون النكرة خلفا من موصوف . نحو : أعمى استعان بأعمى ، وضعيف استجار بعاجز ، والتقدير : رجل أعمى ، ورجل ضعيف .
17 ـ أن يكون ثبوت الخبر لها من خوارق العادة . نحو : شجرة سجدت .
18 ـ أن تكون محصورة . نحو : ما طالب إلا ناجح . وإنما طالب ناجح .
19 ـ أن تكون في معنى المحصور بشرط وجود قرينة تهيئ لذلك .
نحو : حادث دعاك لقطع الرحلة . أي : ما دعاك لقطع الرحلة حادث .
ونحو : شر هر ذا ناب . وشيء جاء بك .
والتقدير : ما أهر ذا ناب إلا شر . وما جاء بك إلا شيء .
ـــــــــــــ
1 ـ 109 يوسف .

وقدّر أيضا : شر عظيم أهر ذا ناب . وشيء عظيم جاء بك .
19 ـ أن تكون مبهمة مقصودا إبهامها لغرض يريده المتكلم . نحو : زائر عندنا .
ـ ومنه قول امرئ القيس :
مُرَسّعةٌ بين أَرساغه به عسَم يبتغي أرنبا
20 ـ أن تقع بعد فاء الجزاء .
نحو قولهم : إن ذهب عير فعير في الرباط .

العامل في المبتدأ :
اختلف النحاة حول العامل في المبتدأ ، ولكن الراجح هو : الابتداء . أي : أن العامل فيه معنوي كونه مجردا عن العوامل اللفظية غير الزائدة ، وشبه الزائدة .

وجوب تقديم المبتدأ :
يجب تقديم المبتدأ في ستة مواضع :
1 ـ أن يكون من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط والاستفهام وما التعجبية ، وكم الخبرية .
نحو : من يقرأ الشعر ينم ثروته اللغوية .
ومنه قوله تعالى : ( من يفعل ذلك يلق أثاما )1 .
ومنه قول زهير :
ومن لم يزد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
ومثال الاستفهام : من مسافر غدا ؟
ومنه قوله تعالى : ( من أنصاري إلى الله )2 .
وقوله تعالى : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )3 .
ـــــــــــــ
1 ـ 68 الفرقان . 2 ـ 52 آل عمران . 3 ـ 114 البقرة .

وقوله تعالى : ( فما خطبكم أيها المرسلون )1 .
ومنه قول المتنبي :
وما الفرقُ ما بين الأنام وبينَه إذا حَذِر المحذورَ واستصعبَ الصعبا
ومثال ما التعجبية : ما أجمل الربيع .
ومنه قول جرير :
فما أبصر النارَ التي وضحت له وراء جُفاف الطير إلا تماريا
ومثال كم الخبرية : كم من كتب قرأت .
ومنه قوله تعالى : ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة )2 .
ومنه قول المتنبي :
وكم ذنبٍ مُوَلِّدُهُ دلالٌ وكم بُعدٍ مُولِّدُه اقترابُ
وقوله أيضا :
كم زورةٌٍ لك في الأعراب خافيةٌٍ أدهى وقد رقدوا من زورة الذيبِ
2 ـ أن يكون المبتدأ مشبها باسم الشرط .
نحو : الذي يفوزُ فله جائزة .
ومنه قوله تعالى ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم )3 .
وقوله تعالى : ( فأما الزبد فيذهب جفاء )4 .
وقوله تعالى : ( من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين )5 .
3 ـ أن يضاف إلى اسم له صدر الكلام .
نحو : كراسة كم طالب صححت ؟
ــــــــــــ

1 ـ 57 الحجر 2 ـ 149 البقرة .
3 ـ 26 البقرة . 4 ـ 17 الرعد .
5 ـ 76 آل عمران

ونحو : ومدير أي مدرسة صافحت ؟
ونحو : عمل من أعجبك ؟
4 ـ إذا كان الخبر جملة فعليه فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ .
نحو : أنت تعبث بمقتنياتي . ومحمد يلعب الكرة .
ومنه قوله تعالى : ( الله يستهزئ بهم )1 .
وقوله تعالى : ( قل الله يهدي للحق ) 2 .
وقوله تعالى : ( أو من كان ميتا فأحييناه ) 3 .
5 ـ أن يكون مقترنا بلا الابتداء " أو ما تعرف بلام التوكيد " .
نحو : لأنت أفضل من أخيك .
ومنه قوله تعالى : ( وللدار الآخرة خير للذين يتقون ) 4 .
وقوله تعالى : ( ولذكر الله أكبر ) 5 .
وقوله تعالى : ( وللآخرة خير لك من الأولى ) 6 .
ومنه قول زهير :
ولأنت أوصلُ ما علمتُ به لشوابك الأرحام والصِّهر
6 ـ أن يكون كل من المبتدأ والخبر معرفة ، أو نكرة وليس هناك قرينة تعين أحدهما فيتقدم المبتدأ خشية التباس الخبر به .
نحو : أبوك محمد . إن أردت الإخبار الأب .
ونحو : محمد أبوك . إن أردت الإخبار عن محمد .
ــــــــــــ

1 ـ 15 البقرة . 2 ـ 35 يونس .
3 ـ 122 الأنعام . 4 ـ 32 الأنعام
5 ـ 45 العنكبوت . 6 ـ 4 الضحى .

فإن وجدت القرينة التي تميز المبتدأ عن الخبر ، جاز التقديم والتأخير .
نحو : أبناء مدرستنا أبناؤنا . بتقديم المبتدأ .
وأبناؤنا أبناء مدرستنا . بتقديم الخبر .
وسواء تقدم المبتدأ ، أو الخبر فالدلالة واحدة .
ومنه قول الشاعر :
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد
7 ـ أن يكون المبتدأ محصورا في الخبر بما وإلا ، أو بإنما .
نحو : ما الصدق إلا فضيلة . وإنما أنت مهذب .
25 ـ ومنه قوله تعالى : ( ما المسيح بن مريم إلا رسول ) 1 .
وقوله تعالى : ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) 2 .
وقوله تعالى : ( وما محمد إلا رسول ) 3 .
وقوله تعالى : ( إنما نحن مصلحون )4 .
وقوله تعالى : ( قل إنما هو إله واحد ) 5 .
وقله تعالى : ( إنما أنت نذير ) 6 .

وجوب حذف المبتدأ : يحذف المبتدأ وجوبا في أربعة مواضع : ـ
1 ـ النعت المقطوع إلى الرفع لإفادة المدح ، أو الذم ، أو الترحم .
نحو : مررت بزيدٍ الكريمُ . والتقدير : هو الكريم .
ـــــــــــ

1 ـ 75 المائدة . 2 ـ 185 آل عمران .
3 ـ 144 آل عمران . 4 ـ 11 البقرة .
5 ـ 19 الأنعام . 6 ـ 12 هود .

ونحو : ابتعد عن اللئيم الخبيث ُ . والتقدير : هو الخبيث .
ونحو : تصدقت على الفقير المسكينُ . والتقدير : هو المسكين .
2 ـ إن دل عليه جواب القسم . نحو : في ذمتي لأقولن الصدق .
والتقدير : في ذمتي عهد .
ومنه قول الشاعر :
في عنقي لأسدين يدا لكل ذي حاجة يرجيها
3 ـ إن كان الخبر مصدرا ناب عن فعله . نحو : صبر جميل . وسمع وطاعة .
والتقدير : صبري صبر جمل ، وأمري سمع وطاعة .
ونحو قوله تعالى : ( فصبر جمل والله المستعان على ما تصفون ) 1 .
وقوله تعالى : ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ) 2 .
ومنه قول الشاعر :
شكا إليّ جملي طول السرى صبر جميل فكلانا مبتلى
4 ـ إن كان الخبر مخصوصا بالمدح أو الذم ، بعد نعم وبئس مؤخرا عنهما .
نحو : نعم الطالب محمد ، وبئس الطالب الكسول .
فمحمد والكسول خبران حذف مبتدأ كل منهما .
والتقدير ، هو محمد ، وهو الكسول .
ويجوز أن يكون الخبر الجملة الفعلية المقدمة والمخصوص بالمدح أو الذم هو المبتدأ المؤخر . 27 ـ ومنه قوله تعالى : ( إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي )3 .
يجوز في " هي " الرفع على الابتداء ، والجملة قبلها في محل رفع خبر مقدم ، ويجوز أن تكون " هي " في محل رفع خبر والمبتدأ محذوف ، تقديره : فنعما الصدقات هي .
ـــــــــــ
1 ـ 18 ـ يوسف 2 ـ 196 آل عمران .
3 ـ 271 البقرة .

ومنه قول الشاعر :
فنعم صديق المرء من كان عونه وبئس امرؤ لا يعين على الدهر
ومنه قول عنترة :
ونعم فوارس الهيجاء قومي إذا علَقوا الأعنةَ بالبَنان
ويكثر حذف المبتدأ في المواضع التالية :
1 ـ بعد القول .
نحو قوله تعالى : ( ويقولون طاعة ) 1 .
والتقدير : أمرنا طاعة ، أو : منا طاعة .
وقوله تعالى : ( قالوا أضغات أحلام ) 2 .
والتقدير : هي أضغات .
وقوله تعالى : ( وقالت عجوز عقيم ) 3 .
التقدير : أنا عجوز .
2 ـ يكتر حذفه بعد فاء الجزاء .
نحو قوله تعالى : ( وإن يخالطوهم فإخوانكم ) 4 .
أي : فهم إخوانكم .
وقوله تعالى : ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم ) 5 .
أي : فهو لأنفسكم .
وقوله تعالى : ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ) 6 .
أي : فالإساءة لها .
3 ـ ويكثر حذف المبتدأ بعد ما الخبر صفة له في المعنى .
ــــــــــــ
1 ـ 81 النساء . 2 ـ 44 يوسف .
3 ـ 29 الذاريات . 4 ـ 220 البقرة .
5 ـ 272 البقرة . 6 ـ 7 الإسراء .

30 ـ نحو قوله تعالى : ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) 1 .

صم خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : هم صم .
وقوله تعالى : ( بديع السموات والأرض ) 2 .
في قراءة الرفع : خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : هو بديع .
وقرئ بالنصب ، والجر .
وقوله تعالى : ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) 3 .
عالم : خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : هو عالم .
وقيل : عالم مبتدأ خبره الكبير .
ومنه قول امرئ القيس :
مهفهفة بيضاء غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل / *
التقدير : هي مهفهفة .
ومنه قول طرفة بن العبد :
كريم يرّوي نفسه في حياته ستعلم إن مُتنا غدا أيّنا الصدي
التقدير : هو كريم .
4 ـ ويحذف المبتدأ بعد بل . 31 ـ نحو قوله تعالى : ( بل عباد مكرمون ) 4 .
فعباد خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هم هباد .

جواز حذف المبتدأ : ـ
1 ـ يحذف المبتدأ جوازا في جواب من سأل : كيف محمد ؟ تقول : بخير .
التقدير : هو بخير .
ــــــــــــ

1 ـ 18 البقرة . 2 ـ 117 البقرة .
3 ـ 9 الرعد . 4 ـ 26 الأنبياء .

ومنه قوله تعالى : ( وما أدراك ما هي . نار حامية ) 1 .
نار : خبر لمبتدأ محذوف في جواب السؤال . التقدير : هي نار .
وقوله تعالى : ( إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ) 2 .
متاع : خبر لمبتدأ محذوف وهو جواب لسؤال ، والتقدير : ذلك متاع .
وقوله تعالى : ( وما أدراك ما الحطمة . نار الله الموقدة ) 3 .
نار الله : خبر لمبتدأ محذوف في جواب السؤال ، أي : هي نار الله .
وقد ذكر ابن هشام في المغني أن المبتدأ يكثر حذفه في جواب الاستفهام . (4)
2 ـ إذا كان في الجملة ما يشير إليه .
نحو قوله تعالى : ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ) 5 .
فلنفسه : في محل رفع خبر ، والضمير في محل جر بالإضافة ، والمبتدأ محذوف ، وكذلك قوله : من أساء فعليها .
والتقدير : من عمل صالحا فعمله لنفسه ، ومن أساء فإساءته عليها .
حذف المبتدأ والخبر معا :
يجوز أن يحذف المبتدأ والخبر معا إذا دل عليهما دليل .
نحو : الذين فازوا في مسابقة الإلقاء لهم جوائز ، والذين ساهموا أيضا .
والمحذوف : لهم جوائز . وهو مبتدأ وخبر ، أي والذين ساهموا أيضا لهم جوائز .
ونحو قوله تعالى : ( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن أرتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ) 6 .
ــــــــــــ

1 ـ 10 ، 11 القارعة . 2 ـ 69 ، 70 يونس .
3 ـ 5 ، 6 الهمزة .
4 ـ انظر المغني ج2 ص 629 .
5 ـ 46 فصلت . 6 ـ 4 الطلاق .

والتقدير : واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر . فانحذفت جملة كاملة مكونة من المبتدأ والخبر .
2 ـ ويحذفان في الجواب بنعم عن سؤال . كأن تسأل : أأنت مسافر ؟
فتقول : نعم ، أي : نعم أنا مسافر ، فحذفت جملة أنا مسافر المكونة من المبتدأ " أنا " والخبر " مسافر " .

نماذج من الإعراب

1 ـ قال تعالى { والله واسع عليم } 261 البقرة .
والله : الواو حرف عطف ، الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .
واسع : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة .
عليم : خبر ثان مرفوع بالضمة الظاهرة .
والجملة معطوفة على ما قبلها .

2 ــ قال تعالى : ( أ راغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم ) 26 مريم
أ راغب : الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، راغب مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .
أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل سد مسد الخبر ، ويجوز فيه أن يكون مبتدأ وراغب خبر مقدم .
عن آلهتي : جار ومجرور متعلقان براغب ، وآلهة مضاف ، والياء ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر مضاف إليه .
يا إبراهيم : يا حرف نداء ، إبراهيم منادى علم مبني على الضم في محل نصب .

3 ـ قال تعالى : { وما من إله إلا الله } 62 آل عمران .
وما : الواو استئنافية ، وما نافية لا عمل لها .
من إله : من حرف جر زائد ، إله اسم مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ .
إلا : أداة حصر لا عمل لها .
الله : لفظ الجلالة خبر مرفوع بالضمة . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة . ويجوز أن نعتبر الخبر محذوفا تقديره : لنا ، أي : وما من إله لنا .
ويكون " الله " في هذه الحالة بدل من " إله " مرفوع على المحل . وهذا ليس موضعه وذكرناه للفائدة .

4 ـ قال تعالى { وأن تصوموا خير لكم }184 البقرة .
وأن : الواو للاستئناف بغرض تقرير الأفضلية ، أن حرف مصدري ونصب .
تصوموا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
والمصدر المؤول بالصريح في محل رفع مبتدأ تقديره : صيامكم .
خير : خبر مرفوع بالضمة .
لكم : جار ومجرور متعلقان بخير .

5 ـ قال تعالى : { ولعبد مؤمن خير من مشرك } 221 البقرة .
ولعبد : اللام لام الابتداء حرف مني لا محل له من الإعراب ، وعبد مبتدأ مرفوع بالضمة .
مؤمن : صفة مرفوعة بالضمة .
خير : خبر مرفوع بالضمة .
من مشرك : جار ومجرور متعلقان بخير .

6 ـ قال تعالى : { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم } 154 آل عمران .
وطائفة : الواو حرف استئناف ، طائفة مبتدأ مرفوع بالضمة ، وسوغ الابتداء بها مع تنكيرها صفتها المحذوفة ، دل عليها ما قبلها ، والتقدير : من غيركم .
قد همتهم : قد حرف تحقيق مبني على السكون ، همتهم فعل ماض ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والهاء ضمير متصل مبنى على الضم في محل نصب مفعول به .
أنفسهم : فاعل مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر .
وجملة طائفة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

7 ـ قال تعالى : { كل له قانتون ) 116 البقرة .
كل : مبتدأ مرفوع بالضمة .
له : جار ومجرور متعلقان بقانتون .
قانتون : خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .

8 ـ قال تعالى : { كل يعمل على شاكلته } 84 الإسراء .
كل : مبتدأ مرفوع بالضمة .
يعمل : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
على شاكلته : جار ومجرور متعلقان بيعمل ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ .

9 ـ قال تعالى : ( أ إله مع الله ) 60 النمل .
أ إله : الهمزة للاستفهام حرف مبني لا محل له من الإعراب ، إله مبتدأ مرفوع .
مع الله : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر .

10 ـ قال تعالى : { لكل أجل كتاب } 38 الرعد .
لكل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وكل مضاف .
أجل : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
كتاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

11 ـ قال تعالى : { وفوق كل ذي علم عليم } 76 يوسف .
وفوق : الواو للاستئناف ، فوق ظرف مكان منصوب بالفتحة وشبه الجملة متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف .
كل ذي : كل مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وهو مضاف ، ذي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، وذي مضاف .
علم : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
عليم : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

12 ـ قال تعالى : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى } 263 البقرة .
قول : مبتدأ مرفوع بالضمة . معروف : صفة مرفوعة بالضمة .
ومغفرة : الواو حرف عطف ، مغفرة معطوفة على قول مرفوعة بالضمة .
خير : خبر مرفوع بالضمة . من صدقة : جار ومجرور متعلقان بخير .
يتبعها : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والهاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
أذى : فاعل مرفوع بالضمة ، وجملة يتبعها في محل جر صفة لصدقة .

13 ـ قال تعالى : { سلام على آل يسن } 130 الصافات .
سلام : مبتدأ مرفوع بالضمة ( وسوغ الابتداء بها أنها أفادت الدعاء ) .
على آل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ، وآل مضاف .
ياسين : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسر لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة .

1 ـ قال الشاعر :
كم عمة لك يا جرير وخالة فدحاء قد ملكت عليّ عشاري
كم : يجوز فيها أن تكون خبرية ، وأن تكون استفهامية .
عمة : يجوز فيها الجر على اعتبار أن كم خبرية في محل رفع مبتدأ ، وخبره جملة ملكت ، وعمة تمييزها مفرد مجرور بالإضافة .
وأما النصب على اعتبار أن كم استفهامية في محل رفع مبتدأ ، وخبره جملت ملكت أيضا ، وعمة تمييز كم الاستفهامية منصوب بالفتحة .
أما الرفع فعلى اعتبار أن كم خبرية ، أو استفهامية قي محل نصب على الظرفية متعلق بملكت ، أو مفعول مطلق عامله ملكت ، وعلى هذين الوجهين تكون " عمة " مبتدأ مرفوع بالضمة ، وجملة ملكت في محل رفع خبر .
وتمييز كم على هذا الوجه محذوف فإن جعلناها خبرية يقدر تمييزها مجرورا ، وأن جعلناها استفهامية يقدر تمييزها منصوبا .
لك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لعمة .
يا جرير ك يا حرف نداء ، وجرير منادى علم مبني على الضم في محل نصب .
خالة : معطوفة على عمة ولها حالات إعرابها .
فدعاء : صفة لخالة لها إعراباتها السابقة .
وقد حذف صفة لعمة مماثلة لها كما حذف صفة لخالة مماثلة لصفة عمة ، والتقدير قبل الحذفين : كم عمة لك فدعاء ، وكم خالة لك فدعاء .
الشاهد قوله : كم عمة . فعلى رواية الرفع جاءت مبتدأ مع أنها نكرة ، وسوغ الابتداء بها وقوعها بعد كم الخبرية .
وقد ذكر أحد المعربين أن الذي سوغ الابتداء بعمة وهي نكرة ، أنها جاءت موصوفة بالجار والمجرور " لك " ن وبفدحاء المحذوف الذي يرشد إليه وصف خالة به ، وليس بكم الخبرية ، وأرى أن كلا من كم الخبرية ، والوصف المذكور والوصف المحذوف كانا مسوغين للابتداء بها والله أعلم .

14 ـ الإعراب : قال تعالى : { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم } 23 الجن .
ومن : الواو للاستئناف ، من اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
يعص : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فسه جوازا تقديره : هو .
الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة .
ورسوله : الواو حرف عطف ، رسول معطوف على ما قبله منصوب ، وهو مضاف ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه .
وجملة " يعص الله ورسوله " في محل رفع خبر .
فإن : الفاء رابطه لجواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وإنَّ حرف توكيد ونصب ( حرف مشبه بالفعل ) مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن .
نار جهنم : نار اسم إن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، وجهنم مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث .

15 ـ قال تعالى : ومن أظلم ممن كتم شهادة } 140 البقرة .
ومن : الواو حرف استئناف ، من اسم استفهام يفيد النفي مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
أظلم : خبر مرفوع بالضمة .
ممن : مِن حرف جر ، مَن اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بأظلم ، ويصح في من أن تكون نكرة موصوفة فتدبر .
كتم : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
شهادة : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . أما المفعول الأول فمحذوف ، والتقدير : كتم الناسَ شهادةً .
وجملة " ومن أظلم ... " لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

16 ـ قال تعالى : ( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير } 146 آل عمران .
وكأين : الواو للاستئناف ، كأين كناية عددية تفيد الإخبار عن الكثرة ، مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .
من نبي : من حرف جر زائد ، نبي اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه تمييز ، ومنع ظهور الفتحة اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
قاتل : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على نبي {1} . وجملة " قاتل ... " في محل رفع خبر كأين .
معه : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
والجملة الفعلية " كتم ... " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
ربيون : مبتدأ مؤخر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .
وجملة " معه ربيون " في محل نصب حال من الضمير في قاتل .
ــــــــــــــــ
1 ـ ذكر بعض المعربين أن فاعل قاتل يصح أن يكون ربيون و " معه " متعلق بالفعل قبله ، وجملة " قاتل " في محل جر صفة لنبي . انظر إعراب القرآن الكريم للعكبري ج1 ص152 . وإعراب القرآن الكريم وبيانه م2 ج4 ص67 . وكلا الوجهين جيد .
وجملة " كأين ... " لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

2 ـ قال الشاعر :
سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا محياك أخفى ضوءه كل شارق
سرينا : سرى فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين ، والنا ضمير متصل في محل رفع فاعل .
ونجم : الواو واو الحال ، نجم مبتدأ مرفوع بالضمة .
قد أضاء : قد حرف تحقيق ، أضاء فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . يعود على النجم .
والجملة في محل رفع خبر المبتدأ ، وجملة " نجم ... إلخ " في محل نصب حال .
فمذ : اسم زمان مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
بدا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .
محياك : محيا فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه .
وجملة " بدا ... إلخ " في مجل جر بإضافة مذ إليها ، وقيل مضافة إلى زمن محذوف ، والزمن المحذوف مضاف إلى الجملة . فيه تكلف .
أخفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر .
ضوءه : فاعل مرفوع بالضمة ، وضوء مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
كل : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .
شارق : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وجملة " أخفى ... إلخ " في محل رفع خبر المبتدأ " مذ " .

3 ـ قال الشاعر :
الذئب يطرقها في الدهر واحدة وكل يوم تراني مدية بيدي
الذئب : مبتدأ مرفوع بالضمة .
يطرقها : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
وجملة " يطرقها " في محل رفع خبر .
في الدهر : جار ومجرور متعلقان بيطرقها .
واحدة : ظرف زمان منصوب بالفتحة ، والتقدير : مرة واحدة ، أو صفة لمصدر محذوف ، والتقدير : طرقة واحدة {1} .
وكل يوم : كل منصوب على الظرفية الزمانية ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، ويوم مضاف إليه مجرور بالكسرة ، ونصب كل على الظرفية بسبب إضافة للظرف ، وشبه الجملة متعلق بالفعل " تراني " الآتي .
تراني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
مدية : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، وأجازوا فيه النصب على الحال ، والتقدير : جاعلا مدية بيدي .
بيدي : جار ومجرور في محل رفع خبر .
وجملة " مدية بيدي " في محل نصب حال ، ولم تقترن بالواو وهو موضع الشاهد ، والضمير في " بيدي " قد أغنى عن الواو .
وأجاز بض المعربين أن تكون جملة " مدية بيدي " في محل رفع بدل اشتمال من الضمير في " تراني " ، والتقدير : ترى مدية بيدي .
ـــــــــــــــــــــ

1 ـ انظر شرح شواهد المغني للسيوطي ج2 ص864 .

4 ـ قال الشاعر :
لولا اصطبار لأودى كل ذي مقة لمَّا استقلت مطاياهن للضعن
لولا : حرف امتناع لوجود ، أي : ( امتناع الجواب لوجود الشرط ) مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
اصطبار : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، وخبره محذوف وجوبا تقديره : موجود .
لأودى : اللام واقعة في جواب لولا ، أودى فعل ماض مبني على الفتح .
كل : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
ذي : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، وذي مضاف .
مقة : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
لمَّا : ظرف بمعنى حين مبني على السكون في محل نصب متعلق بأودى ، وهو مضاف .
استقلت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة .
مطاياهن : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، والجملة في محل جر بالإضافة للما .
للضعن : جار ومجرو متعلقان باستقلت .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......   موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:19


الخبــــر
عرفنا أن الجملة الاسمية تتكون من جزأين لتعطي دلالة تمكن السامع من القبول المنطقي بها ، وقد سمى النحاة الجزء الأول من هذه الجملة المبتدأ ، لأنه هو الجزء الذي يبدأ به المتكلم الجملة المطروحة ، ويسمى الجزء الثاني الخبر ، لأنه يخبر عن حال المبتدأ ، وبه تتم الفائدة . وغالبا ما يكون الخبر اسما ، وهذا الاسم ينبغي أن يكون صفة مشتقة ، والصفات المشتقة هي " اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، واسم التفضيل " نحو : محمد فاضل ، وعلي محبوب . 17 ـ ومنه قوله تعالى : ( الله مولاكم )1 . وأنت حسن الوجه ، وأحمد أكرم من أخيه . ومنه قوله تعالى : ( والله بما تعلمون بصير )2 . وقوله تعالى : ( ربكم أعلم بما في نفوسكم ) 3 . ومنه قول الشاعر : وذاك أحزمهم رأيا إذا نبأ من الحوادث عادى الناس أو طرقاأحكام الخبر : للخبر أحكام تدل عليه ، وقد جمعها النحويون في سبعة أحكام نذكرها على النحو التالي : 1 ـ يجب فيه الرفع . والعامل في الخبر الرفع هو المبتدأ ، وليس الابتداء ، ولا بالمبتدأ والابتداء ، ولا بتبادل العمل بين المبتدأ والخبر كما يذكر الكوفيون . ـــــــــــــ1 ـ 150 آل عمران . 2 ـ 156 آل عمران . 3 ـ 25 الإسراء . نحو : أنت كريم . فكريم خبر مرفوع وعامل الرفع فيه هو المبتدأ فقط . ومنه قوله تعالى : ( والصلح خير )1 . وقوله تعالى : ( وأنت على كل شيء شهيد )2 . ومنه قول الفرزدق : هو المُبتنِي بالسيف والمال ما غلا إذا قام في يوم الحَبان نخيلها2 ـ الأصل فيه أن يكون نكرة مشتقة كما ذكرنا سابقا . نحو : محمد فاضل . ومنه قوله تعالى ( والله على كل شيء قدير )3 . ومنه قول الفرزدق : جبلي أعز إذا الحروب تكشفت مما بنى لك والداك وأفضلوقوله أيضا : الضاربون إذا الكتيبة أحجمت والنازلون غداة كل نزال وقد يأتي الخبر جامدا غير مؤول بالمشتق . نحو : هذه شجرة . وهذا كرسي . وذاك حجر . والخبر الجامد لا يرفع الضمير المستتر لأنه فارغ منه ، ولا الضمير البارز ، ولا الاسم الظاهر الواقع بعده ، وكذلك الخبر الذي لم يكن وصفا مشتقا كما أوضحنا سابقا ، أو كان مشتقا وغير وصف كأسماء الزمان ، أو المكان .نحو : السفر مطلع الفجر . مكة مهبط الوحي .ومنه قول الشاعر بلا نسبة : ترتع ما رتعتْ حتى إذا ادَّكرتْ فإنما هي إقبال وإدبار فالشاهد قوله " إقبال ، وإدبار ، وهما كلمتان مشتقتان وقع كل منهما خبرا ، غيرـــــــــــــ 1 ـ 138 النساء . 2 ـ 117 المائدة . 3 ـ 120 المائدة . أنهما ليسا من الصفات المشتقة التي تعمل عمل فعلها ، وإنما هما اسما مكان لذلك لم يعملا في الضمير المستتر فيهما . وقد يأتي جامدا مؤولا بالمشتق . نحو : القائد أسد . أي شجاع . ومحمد فلسطيني . أي منتسب إلى فلسطين . 3 ـ أن يكون مطابقا للمبتدأ في إفراده وتثنيته وجمعه . نحو : الطالب متفوق . الطالبان متفوقان . الطلاب متفوقون . 18 ـ ومنه قوله تعالى : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) 1 . ومنه قوله تعالى : ( أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) 2 . وتذكيره وتأنيثه .ونحو : الولد مؤدب . والفتاة مؤدبة . ومنه قوله تعالى : ( تلك الجنة أزلفت للمتقين )3 .4 ـ جواز حذفه إن دل عليه دليل ، وسنذكر ذلك بالتفصيل في موضعه . 5 ـ وجوب حذفه ، وسنذكره في موضعه أيضا . 6 ـ جواز تعدده ، والمبتدأ واحد . نحو : محمد ذكي فطن . ونحو : أحمد شاعر خطيب كاتب . 19 ـ ومنه قوله تعالى : ( هو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد )4.وقوله تعالى : ( كلا إنها لظى نزاعة للشوى ) 5 .وقوله تعالى : ( والله عزيز ذو انتقام )6 .ــــــــــــــ1 ـ 2 البقرة . 2 ـ 82 البقرة . 3 ـ 13 التكوير . 4 ـ 14 البروج .5 ـ 15 ، 16 المعارج . 6 ـ 95 المائدة . وقوله تعالى : ( هو الله الخالق البارئ المصور )1 . ومنه قول زهير : وصاحبي وردة نهد مراكلها جرداء لا فَحَج فيها ولا صكك7 ـ الأصل فيه التقديم على المبتدأ ، ولكن قد يتقدم عليه جوازا ، أو وجوبا ، وسنفصل القول في موضعه . أنواع الخبر : ينقسم الخبر إلى ثلاثة أنواع هي : أولا ـ الخبر المفرد . وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة ، وإنما يكون كلمة واحدة سواء دلت على واحد ، أو اثنان ، أو جمع . بمعنى أن يكون الخبر مطابقا للمبتدأ في التذكير والتأنيث ، والإفراد والتثنية والجمع ، كما بينا سابقا في أحكام الخبر . نحو : القمر منير . والطالبة مؤدبة . فيلاحظ من المثال الأول أن المبتدأ مفرد مذكر ، وكذلك الخبر جاء مفردا مذكرا أيضا . نحو قوله تعالى : ( كل شيء هالك ) 2 .5 ـ ومنه قول لبيد : وهم ربيع للمجاور فيهم والمرملات إذا تطاول عامها وهم : مبتدأ مفرد مذكر . وربيع : خبر مفرد مذكر . وفي المثال الثاني جاء كلاهما مفردا مؤنثا . ومنه قوله تعالى : ( تلك آيات القرآن ) 3 . ومنه قوله تعالى ( والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) 4 . ونحو : محمد قادم . واللاعبان ماهران . والمعلمون مخلصون . ــــــــــــ 1 ـ 24 الحشر . 2 ـ 88 القصص . 3 ـ 1 النمل . 4 ـ 3 النور . ونلاحظ من الأمثلة الثلاثة السابقة التطابق بين المبتدأ والخبر من حيث الإفراد كما في المثال الأول ، والتثنية كما في المثال الثاني ، والجمع كما في المثال الثالث . نحو قوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب ) 1 .وقوله تعالى : ( وهذا ذكر مبارك ) 2 .6 ـ ومنه قول طرفة : أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاشٌ كرأس الحية المتوقدأنا الرجل : مبتدأ وخبر مفرد . ومع المثنى قوله تعالى : ( هذان خصمان ) 3 .ومنه قول الفرزدق : هما جبلا الله اللذان ذراهما مع النجم في أعلى السماء المُحَلِّقومثال الجمع قوله تعالى : ( وأولئك هم المفلحون ) 4 . ومنه قول الفرزدق : هم الأكرمون الأكثرون ولم يزل لهم مُنكِرُ النكراءِ للحق عارف ويجب في الخبر المفرد المشتق أن يتحمل ضميرا مستترا وجوبا يعود على المبتدأ ليربط بينهما ارتباطا معنويا . نحو : الشمس محجوبة ، والجو بارد ، والسماء ملبدة بالغيوم . نجد أن كلا من الأخبار السابقة وهي : محجوبة ، وبارد ، وملبدة ، جاءت أخبارا مفردة ، وهي أوصاف مشتقة ، وكل منها اشتمل على ضمير مستتر يعود على المبتدأ ليربطه بالخبر ربطا معنويا إذ التقدير فيها : محجوبة هي ، وبارد هو ، وملبدة هي . ــــــــــــــ 1 ـ 115 البقرة . 2 ـ 50 الأنبياء .3 ـ 19 الحج . 4 ـ 104 آل عمران . كما يعمل الخبر المشتق في الضمير البارز ، أو الاسم الظاهر بعده . نحو : محمد مسافر هو إلى القاهرة . ونحو : الوردة عطرة رائحتها . ووالدي رحيم قلبه . فنجد أن الأخبار السابقة وهي على التوالي : مسافر ، وعطرة ، ورحيم ، بعضها رفع ضميرا بارزا كما في مسافر ، وبعضها رفع اسما ظاهرا كما في عطرة ، ورحيم . ويرى النحاة أن الخبر المشتق إذا جرى على غير ما هو له ، وأمن اللبس جاز استتارة الضمير فيه كما يجوز إظهاره ، وهذا ما عبروا عنه بقولهم : الخبر الجاري على غير صاحبه .الشاب الشيخ مساعده هو . ونحو : الطفل الأم مرضعته هي . فالشاب مبتدأ أول ، والشيخ مبتدأ ثان ، ومساعد خبر المبتدأ الثاني ، مع أن معنى هذا الخبر وهو المساعدة واقع على المبتدأ الأول ، لأن الشاب هو المساعد ، أي المنسوب له المساعد دون المبتدأ الثاني . وإن لم يؤمن اللبس وجب إبراز الضمير ، وهو ما عبروا عنه بقولهم : إذا كان الوصف الواقع خبرا يصلح أن يكون جاريا على من هو له ، وعلى غير من هو له ، فيقع اللبس في المراد ، مع عدم توافر القرينة الدالة على أحدهما ، أي على المبتدأ الأول ، أو على المبتدأ الثاني ، وجب إبراز الضمير . نحو : المعلم الطالب مكرمه . فالمعلم مبتدأ أول ، والطالب مبتدأ ثان ، ومكرم خبر المبتدأ الثاني ، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول . فإذا أردنا أن نحكم على الطالب بأنه مكرم المعلم ، فسيكون الخبر جاريا على من هو له ، وإذا أردنا الحكم على أن المعلم هو المكرم للطالب فسيكون الخبر جاريا على غير من هو له . ولكوننا لم نستطع الحكم على أي المبتدأين يعود الخبر لعدم وجود القرينة الدالة على أحدهما ، وهذا ما يعرف بحالة اللبس ، وجب استثارة الضمير ، ليكون عدم ظهوره دليلا عودة الخبر المفرد على من هو له ، وهو المبتدأ الثاني ، أي أن يكون مكرم عائدا على الطالب . أما إذا عاد الخبر المفرد على المبتدأ الأول ، أي على المعلم ، وهو جريانه على غير من هو له وجب إبراز الضمير فنقول : المعلم الطالب مكرمه هو . فالضمير " هو " عائد على المعلم . لوجود اللبس ، وكذلك الحال إذا أمن اللبس . نحو : طفل فاطمة مرضعته هي . غير أن الكوفيين يجيزون الأمرين ، أي : إظهار الضمير وإخفائه إن أمن اللبس ، نحو : المعلم عائشة مكرمها هو . بإبراز الضمير " هو " . أو : المعلم عائشة مكرمها . بدون إظهار الضمير " هو " . ويوجبون إظهاره عند اللبس فقط .نحو : المعلم الطالب مكرمه هو . وعند عدم اللبس لا يبرزونه 7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة : قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت بكنه ذلك عدنان وقحطان الشاهد فيه قوله " قومي ذرا المجد بانوها " حيث جاء بخبر المبتدأ مشتقا وهو قوله : " بانوها " ولم يبرز الضمير ، مع أن الخبر المشتق غير جار على من هو له في المعنى ، ولو أراد إبراز الضمير لقال : بانوها هم .وعدم إبراز الضمير هنا عائد لعدم وجود اللبس . ثانيا ـ الخبر الجملة : يأتي خبر المبتدأ جملة ، إما اسمية ، وإما فعليه . 1 ـ الاسمية نحو : الثوب لونه ناصع ، والحديقة أشجارها خضراء . فالثوب مبتدأ أول ، ولون مبتدأ ثان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه ، وناصع خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني ، وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط الضمير المتصل بالمبتدأ الثاني ، أي الضمير المتصل بكلمة " لونه " ، وهو ضمير بارز . 20 ـ ومنه قوله تعالى : ( أولئك مأواهم جهنم )1 . وقوله تعالى : ( وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض )2 . وقوله تعالى : ( الله لا إله إلا هو )3 . وقوله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض )4 . 8 ـ ومنه قول عبيد بن الأبرص : عيناك دمعهما سَروب كأن شأنيهما شَعِيبعيناك : مبتدأ أول مرفوع بالألف ، دمعهما : مبتدأ ثان ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه ، وهو الرابط . سروب : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول . ومنه قول زهير : وجار البيت والرجل المنادي أمام الحي عَقدُهُما سواءُ2 ـ الفعلية نحو : العمل الطيب يرفع قدر صاحبه . والأطفال يلعبون في الحديقة . ــــــــــــ 1 ـ 121 النساء . 2 ـ 75 الأنفال .3 ـ 255 البقرة . 4 ـ 71 التوبة . العمل مبتدأ ، والطيب صفة ، ويرفع فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، وقدر مفعول به ، وصاحبه مضاف إليه ، وصاحب مضاف والضمير المتصل بصاحبه في محل جر مضاف إليه ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ، والرابط الضمير المستتر هو . 21 ـ ومنه قوله تعالى : ( أولئك ينالهم نصيب من الكتاب )1 . وقوله تعالى : ( الله يبسط الرزق لمن يشاء )2 . وقوله تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم )3 . وقوله تعالى : ( كلتا الجنتين آتت أكلها )4 . 9 ـ 9 ـ ومنه قول لبيد : إن يفزعوا تُلق المغافر عندهم والسن يلمع كالكواكب لامهاوالسن : الواو للحال ، والسن مبتدأ . ويلمع فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر . 10 ـ ومنه قول عنترة : والخيل تقتحم الغبار عوابسا من بين شيظمة وأجرد شيظمالخيل : مبتدأ . تقتحم : فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر . الرابط في الجملة الواقعة خبرا : ولا بد في الجملة الواقعة خبرا أن تشتمل على رابط يربط بينها وبين المبتدأ الأول حتى يستساغ التعبير ، ولا يكون الكلام مفككا ، ويكون الرابط واحدا مما يأتي :ــــــــــــ 1 ـ 37 الأعراف 2 ـ 26 الرعد . 3 ـ 78 النحل . 4 ـ 33 الكهف . 1 ـ الضمير : وهو إما بارز كما في أمثلة الجملة الاسمية ، أو مستتر كما في أمثلة الجملة الفعلية التي سبق ذكرها ، وقد يكون مقدرا . نحو : التمر الكيلة بدينار . والقمح الكيس بخمسين ريالا . 22 ـ ومنه قوله تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )1 . والتقدير : هي مأواه . التمر مبتدأ ، والكيلة مبتدأ ثان ، وبدينار جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط هو الضمير المحذوف ، وتقديره : التمر الكيلة منه بدينار . 2 ـ قد يكون الرابط اسم إشارة . نحو : عملك هذا مشرّف . عملك مبتدأ أول ، ومضاف إليه ، هذا مبتدأ ثان ، ومشرف خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط اسم الإشارة . ومنه قوله تعالى : ( ولباس التقوى ذلك خير )2 . في قراءة الرفع للباس .وقوله تعالى : ( والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار )3 . 3 ـ وقد يكون بإعادة المبتدأ بلفظه ومعناه بقصد التفخيم ، أو التهويل ، أو التحقير . نحو : الأمانة ما الأمانة . والإخلاص ما الإخلاص . 23ـ وبغرض التفخيم قوله تعالى : ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) 4 . ومنه بغرض التهويل قوله تعالى : ( القارعة ما القارعة )5 . ــــــــــــ 1 ـ 29 النازعات . 2 ـ 26 الأعراف .3 ـ 40 الأعراف . 4 ـ 8 الواقعة .5 ـ 1 القارعة . وقوله تعالى : ( الحاقة ما الحاقة )1 . ونحو : الكاذب من الكاذب . ومنه بغرض التحقير قوله تعالى : ( وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة ) 2 . وقد تكون الإعادة بالمعنى فقط . نحو : السيف ما المهند . والأسد ما الغضنفر . 4 ـ أو بإعادة المبتدأ بلفظ أعم منه . نحو : الأمانة نعم العمل . والخيانة بئس الرذيلة . فالعمل يعم الأمانة وغيرها ، فالأمانة داخلة في عموم العمل ، والعموم واضح من " أل " الدالة على الجنس . ومنه قول ابن ميادة : ألا ليت شعري هل إلى أم جحدر سبيل ؟ فأما الصبر عنها فلا صبرالشاهد فيه قوله : " فأما الصبر فلا صبر " فالرابط بين جملة الخبر والمبتدأ قد يكون عموم الخبر بحيث يصدق على المبتدأ وغيره . 5 ـ أن يقع بعد جملة الخبر الخالية من الرابط جملة أخرى معطوفة عليها بالواو ، أو بالفاء ، أو بثم ، مع اشتمال الجملة المعطوفة على ضمير يعود على المبتدأ الأول ، فيكتفى في الجملتين بالضمير الرابط الذي في الجملة الثانية . فمثال الجملة المعطوفة بالواو : الأولاد بدأت الدراسة واستعدوا لها . ونحو : العمال بدأ العمل وأنجزوه . ومثال المعطوفة بالفاء : الطالب تهيأت أسباب الدراسة فأقبل بكل حماس . ومثال المعطوفة بثم : الحفل بدأت التلاوة ثم توالت فقراته . ــــــــــــ1 ـ 1 الحاقة . 2 ـ 9 الواقعة . 6 ـ أن يقع بعد الجملة الواقعة خبرا ، والخالية من الرابط أداة شرط حذف جوابه لدلالة الخبر عليه ، وبقي فعل الشرط مشتملا على ضمير يعود على المبتدأ . نحو : المدير يقف الطلاب إن حضر . ونحو : المدرب يتهيأ اللاعبون متى يصل . فإن كانت الجملة الواقعة خبرا هي نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج إلى رابط ، لأنها ليست أجنبية عنه كي تحتاج إلى ما يربطها به . نحو : هم رجال مجاهدون . ونحو : نطقي الله حسبي . هم : ضمير الشأن في محل رفع مبتدأ أول ، ورجال مبتدأ ثان ، ومجاهدون خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، ولا حاجة إلى رابط ، لأن الجملة المنطوق بها هي عين المبتدأ الأول . ومنه قوله تعالى : ( قل هو الله أحد )1 . 24 ـ وقوله تعالى : ( فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا )2 . وبالإضافة إلى توافر شرط الرابط في الجملة الواقعة خبرا ، أجمع النحاة على توافر شرطين آخرين هما : 1 ـ ألاّ تكون الجملة ندائية . فلا يجوز أن نقول : خالد يا أكرم الناس . على أن تكون جملة يا أكرم الناس خبرا عن خالد . 2 ـ ألاّ تكون الجملة الواقعة خبرا مبدوءة بأحد الأحرف التالية : لكن ، وبل ، وحتى . وأضاف تعلب شرطا رابعا ، هو : ألاّ تكون الجملة الخبرية جملة قسمية . وأضاف ابن الأنباري شرطا خامسا ، هو : ألاّ تكون إنشائة . والمجمع عليه عند جمهور النحويين صحة وقوع القسمية خبرا عن المبتدأ . ـــــــــــ 1 ـ 1 الإخلاص . 2 ـ 97 الأنبياء . نحو : علي والله إن زرته ليكرمنك . كما أن الصحيح عندهم أيضا جواز وقوع الإنشائية خبرا للمبتدأ . نحو : محمد أكرمه . واللص احبسه . ثالثا ـ الخبر شبه الجملة : هو ما ليس بمفرد ولا جملة . وإنما هو جار ومجرور أو ظرف بنوعيه . 1 ـ الخبر الجار والمجرور . نحو : الكتاب في الحقيبة ، والعلم في الصدور ، والماء في الإبريق . 25 ـ ومنه قوله تعالى : (الحمد لله رب العالمين )1 . وقوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب )2 . وقوله تعالى : ( ذلك الفضل من الله )3 . 11 ـ ومنه قول عنترة : عهدي به مَدَّ النهار كأنما خُضب البَنان ورأسه بالعِظْلِمعهدي : مبتدأ . به : جار ومجرور في محل رفع خبر . 2 ـ الخبر الظرف وينقسم إلى نوعين : خبر طرف المكان . نحو : الجنة تحت أقدام الأمهات . والطائر فوق الغصن . والقائد بين جنوده . 26 ـ ومنه قوله تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب )4 . ومنه قوله تعالى : ( والله عنده حسن التواب )5 . ومنه قول عبدة بن الأبرص : واهية أو معين ممعن من هضبة دونها لُهُوبـــــــــــــ 1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 115 البقرة .3 ـ 70 النساء . 4 ـ 59 الأنعام . 5 ـ 195 آل عمران . دونها : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه . لهوب : مبتدأ مؤخر . 12 ـ وقول الحارث بن حلزة : ومع الجون جونِ آل بني الأو سِ عنودٌ كأنها دفواءمع الجون : مع ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والجون مضاف إليه . عنود : مبتدأ مؤخر . ومنه قول زهير : وخلفها سائق يحدو إذا خشيت منه اللحاق تمُدُّ الصُّلبَ والعنقاوخبر ظرف زمان . نحو : الرحلة يومَ الخميس . والصيام غدا . والسفر بعد أسبوع . ومنه قول الفرزدق . ويوماك يومٌ ما تُوازى نُجوُمُهُ كريهٌ ويوم ماطر من عطائكاويوماك : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى ، ويوم خبر مرفوع بالضمة . ويخبر بظرف المكان عن أسماء المعاني ، وأسماء الذوات ، أي عن الأسماء المحسوسة . مثال النوع الأول : الصدق فوق كل اعتبار . والأمانة فضيلة . ومثال النوع الثاني : الطائر فوق الشجرة .ونحو : الجنة تحت ظلال السيوف . 27 ـ ومنه قوله تعالى : ( الركب أسفل منكم )1 . وقوله تعالى : ( ومن عنده علم الكتاب ) 2 . ومنه قول الفرزدق : بَجِيلةُ عند الشمس أو هي فوقها وإذ هي كالشمس المضيئة يُطرِقُ ــــــــــــ 1 ـ 42 الأنفال . 2 ـ 43 الرعد . بجيلة : اسم قبيلة ، مبتدأ مرفوع بالضمة بدون تنوين لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، عند الشمس : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، وهو مضاف ، والشمس مضاف غليه . أما ظرف الزمان فلا يخبر به إلا عن أسماء المعاني . نحو : العطلة يومَ الجمعة . والسفر بعدَ أسبوع . وإذا حصلت الفائدة بالإخبار بها عن أسماء الذوات فيجوز ذلك . نحو : الليلةَ الهلال . واليومَ أمر . وغدا خمر . ويشترط في الخبر شبه الجملة جارا ومجرورا ، أو ظرفا بنوعيه أن يكون تاما بمعنى أن يحصل بالإخبار به فائدة بمجرد ذكره ، ويكمل به المعنى المطلوب مع غير إخفاء ولا لبس كما في جميع الأمثلة السابقة .ولا يصلح للخبر شبه الجملة ما كان ناقصا . نحو : الرجل غدا . ومحمدا الليلة . وأحمد بك ، أو لك ، وما شابه ذلك ، لنه لم تتم به الفائدة التي يحسن السكوت عليها كما جاء في تعريف حد الخبر . وجوب تقديم الخبر : يجب تقديم الخبر على المبتدأ في المواضع التالية : 1 ـ إذا كان المبتدأ نكرة محضة غير مفيدة وأخبر عنها بالجار والمجرور ، أو الظرف . نحو : في المدرسة معلمون . ونحو : عندنا ضيف . ويوم الخميس رحلة . 28 ـ ومنه قوله تعالى : ( وعلى أبصارهم غشاوة ) 1 .وقوله تعالى : ( ولكم في القصاص حياة ) 2 . ـــــــــــ 1 ـ 7 البقرة . 2 ـ 179 البقرة . وقوله تعالى : ( لهم في الدنيا خزي ) 1 . 13 ـ ومنه قول الشاعر : وفي الناس إن رثت حبالك واصل وفي الأرض عن دار القلى متحول29 ـ ونحو قوله تعالى : ( ولدينا مزيد ) 2 .وقوله تعالى : ( وفوق كل ذي علم عليم ) 3 . وقوله تعالى : ( بينهما برزخ ) 4 . ومنه قول الشاعر : عندي اصطبار وشكوى عند فاتنتي فهل بأعجب من هذا امرؤ سمعاوالعلة في وجوب تقديم الخبر في هذا الموضع لأن تأخيره يوهم أنه صفة ، وأن الخبر منتظر . وإن كانت النكرة مفيدة جاز التقديم والتأخير . نحو : صديق قديم عندنا . فعندما وصفت النكرة اتضح أن الظرف هو الخبر .ومنه قوله تعالى ( وأجل مسمى عنده ) 5 . 2 ـ إذا كان الخبر استفهام ، أو مضافا إلى استفهام ، لأن الاستفهام مما له الصدارة في الكلام . نحو : كيف حالك . وابن من هذا . وأي ساعة السفر . 30 ـ ومنه قوله تعالى : ( أين شركائي ) 6 . وقوله تعالى : ( أسحر هذا ) 7 . وقوله تعالى : ( متى هذا الوعد ) 8 . ـــــــــــــ1 ـ 41 المائدة .2 ـ 35 ق . 3 ـ 76 يوسف . 4 ـ 20 الرحمن . 5 ـ 5 الأنعام . 6 ـ 62 القصص . 7 ـ 77 يونس . 8 ـ 51 الإسراء . 3 ـ إذا اتصل بالمبتدأ ضمير يعود على شيء من الخبر . نحو : في المدرسة طلابها . وفي الحديقة أطفالها . 31 ـ ومنه قوله تعالى : ( أم على قلوب أقفالها ) 1 . 14 ـ وقول الشاعر : أهابك إجلالا وما بك قدرة عليّ ولكن ملء عين حبيبهاووجب تقديم الخبر هنا ، لأنه لو تأخر لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة . 4 ـ أن يحصر الخبر في المبتدأ بما وإلا ، أو بإنما . نحو : ما فائز إلا محمد . وإنما فائز محمد . 32 ـ ومنه قوله تعالى : ( ما على الرسول إلا البلاغ )2 . وقوله تعالى : ( فإنما على رسولنا البلاغ المبين ) 3 . ومعنى الحصر هنا أن الفوز في المثالين منحصر في محمد ، وليست صفة الفوز إلا له . وكذلك في الآية فالخبر وهو خالق منحصر في الله . ومن المواضع التي يجب فيها تأخير الخبر الآتي : 1 ـ ما ورد مسموعا . نحو : راكب الناقة طَلِيحان . بمعنى متعبان . (4)وأصله راكب الناقة ، والناقة طليحان . وهو كل مبتدأ مضاف ، أخبر عنه بخبر مطابق في التثنية أو الجمع للمضاف مع المضاف إليه من غير عطف شيء ظاهر على المبتدأ . أي : من غير ظهور عاطف ولا معطوف . ومنه : منسق الحديقة جميلان . أي : منسق الحديقة والحديقة جميلان . فالمعطوف على المبتدأ محذوف لوضوح المعنى ، والخبر واجب التأخير . ــــــــــــــ 1 ـ 24 محمد . 2 ـ 99 المائدة . 3 ـ 12 التغابن . 4 ـ النحو الوافي ج1 ص 497 وما بعدها بتصرف . 2 ـ أن يكون الخبر مقرونا بالفاء . نحو : من يساعدني فمخلص . فإن تقدم الخبر وجب حذف الفاء . 3 ـ أن يكون الخبر مقرونا بالباء الزائدة . نحو : ما كسول بناجح . وما شريف بخائن . 4 ـ أن يكون الخبر طلبا . نحو : الضعيف ساعده ، والمحتاج أعطه . 5 ـ أن يكون الأخبار عن مذ ومنذ بجعلهما مبتدأين معرفتين في المعنى . نحو : ما رأيتك مذ أسبوعان . وما سافرت منذ عامان . أي زمن انقطاع الرؤية أسبوعان . 6 ـ الخبر عن ضمير الشأن الواقع مبتدأ . 33 ـ نحو قوله تعالى : ( قل هو الله أحد )1 . 7 ـ خبر المبتدأ إذا كان هذا الخبر جملة هي عين المبدأ في المعنى . نحو : قولي : حسبي الله . وحديثي : العلم مفيد . 8 ـ خبر اسم الإشارة المبدوء بها التنبيه بشرط ألا يفصل بين الهاء واسم الإشارة فاصل . نحو : هذا كتبك . وهذه حقيبتك . وفيه خلاف بين النحويين بأنه لا يجب تأخير الخبر ، وإنما يستحب تقديم المبتدأ في مثل هذه الحالة . 9 ـ خبر المبتدأ الذي للدعاء وقد أشرنا له في موضعه عند الابتداء بالنكرة . نحو قوله تعالى : ( سلام على آل ياسين ) 2 . وقوله تعالى : ( ويل للمطففين )3 . 10 ـ الخبر المتعدد لمبتدأ واحد ويؤدي تعدده معنى واحدا . نحو : الليمون حامض حلو . أي : متوسط بينهما . والرجل طويل قصير . أي : متوسط بين الأمرين . ـــــــــــــ1 ـ 1 الإخلاص . 2 ـ 130 الصافات . 3 ـ 1 المطففين . 11 ـ خبر المبتدأ التالي " أمّا " الشرطية التفصيلية . نحو : أمّا محمد فشاعر . وأمّا أحمد فكاتب . 12 ـ خبر المبتدأ المفصول عن خبره بضمير الفصل . نحو : الأسطورة هي حكاية شعبية . وكاتم الشهادة هو شيطان أخرس . 13 ـ خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ ضمير المتكلم ، أو المخاطب ، وأخبر عنه باسم الموصول ، مع وقوعه بعد الضمير مباشرة مطابقا له في الخطاب ، أو التكلم . نحو : أنا الذي فعلت كذا ، وأنتما اللذان رفعتما شعار الحرية . ونحن الذين نقوم ببناء الوطن . ومنه قول المتنبي : أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم 14 ـ ويجب تقديم الخبر في باب ما يسمى : " الإخبار عن الذي " . نحو : الذي فاز بالجائزة محمد . والذي تفوق في السباق إبراهيم . 15 ـ خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ ضمير المخاطب ، أو المتكلم ، وخبره معرف بـ " أل " التعريف ، وبعدها ضمير مطابق للمبتدأ في الخطاب والتكلم . نحو : أنت العالم تنير طريق الهدى . وأنا المتعلم أبحث عن سبل العلم . 16 ـ إذا كان الخبر جملة فعلية ماضوية ، والمبتدأ ما التعجبية . نحو : ما أعظم القائدَ أن يتقدم الصفوف . وما أجمل القمر يبدد ظلمة الليل . جواز التقديم والتأخير :1 ـ يجوز تقديم المبتدأ وتأخير الخبر بعد أمّا الشرطية التفصيلية التوكيدية . 15 ـ نحو قول الشاعر بلا نسبة : عندي اصطبار وأمّا أنني جزع يوم النوى فلوجد كاد يبرينيفقد قدم المبتدأ وهو المصدر المؤول من أن ومعموليها " أنني جزع " على الخبر الذي هو الجار والمجرور " فلوجد " بعد أمّا الشرطية ، وجاز هذا التقديم لأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة ، وإن المكسورة الهمزة لفظا ، ولأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة المؤكدة والتي بمعنى لعل معنى . وحصل أمن اللبس لأن " أمّا " الشرطية لا يقع بعدها " إن " المكسورة الهمزة ، ولا " أن " المفتوحة التي بمعنى لعل ، فإذا ما وقع بعدها " أن " المفتوحة الهمزة فهي أنَّ المؤكدة الناصبة للاسم . 2 ـ ويجوز تقديم أو تأخير أحدهما على الآخر في مخصوص نعن ، أو بئس . نحو : نعم الرجل محمد . وبئس العمل الخيانة . فمحمد كما ذكرنا سابقا يجوز فيها أن تكون مبتدأ مؤخرا ، والجملة الفعلية قبلها خبر مقدم ، ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا ، ومحمد خبره .فإن تقدم المخصوص على الفعل أعرب مبتدأ ، والجملة خبرا مؤخرا ، لذا جاز التقديم والتأخير فيهما . حذف الخبر : أولا ـ جواز الحذف : يجوز حذف الخبر إن دل عليه دليل وذلك في موضعين : 1 ـ بعد إذا الفجائية : نحو : وصلت فإذا المطر . وخرجت فإذا الأسد . والتقدير : فإذا المطر منهمر . وإذا الأسد حاضر . 2 ـ إذا دل عليه دليل ملحوظ ، وذلك بعد السؤال . تقول : من غائب ؟ فيقال في الجواب : عليّ . والتقدير : عليّ غائب . وقد يكون الدليل غير ملحوظ ، وإنما يدرك من السياق16 ـ نحو قول الشاعر : نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلففنحن : مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : راضون . أي : نحن بما عندنا راضون . 3 ـ إذا عطفت جملة اسمية على جملة أخرى خبرها غير محذوف . نحو : محمد مجتهد وأحمد . والتقدير : وأحمد مجتهد . فحف الخبر لدلالة ما قبله عليه . 34 ـ ومنه قوله تعالى : ( أكلها دائم وظلها )1 . والتقدير : وظلها كذلك . ثانيا ـ وجوب الحذف : يجب حذف الخبر في المواضع التالية : ‍1 ـ إذا كان المبتدأ اسما صريحا في القسم . نحو : أيمن الله لأفعلن الخير . والتقدير : أيمن الله قسمي . ونحو : لعمرك لأشهدن الحق . والتقدير : لعمرك قسمي . 35 ـ ومنه قوله تعالى : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) 2 . 17 ـ ومنه قول معن بن أوس : لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوجل على أيِّنا تعدو المنية أولُومنه قول زهير : لَعَمْرُكَ والخطوبُ مُغيِّراتٌ وفي طول المعاشرة التّقاليومنه قول امريء القيس : لعمرك ما أمري عليّ بغُمّةٍ نهاري ولا ليلي عليّ بسرمدفكلمة " لعمرك " في الأبيات الثلاثة السابقة مبتدآت حذفت أخبارها . والتقدير : لعمرك قسمي . فإن كان المبتدأ غير صريح في القسم ، بمعنى أنه يستعمل للقسم ولغيره ، جاز حذف الخبر وإثباته . نحو : عهد الله لتصدقن بما عندي .ونحو : عهد الله عليّ لأتصدقن بما عندي . ففي المثال الأول حذف الخبر ، وفي الثاني أثبته وهو : عليّ الجار والمجرور .ـــــــــــــ 1 ـ 3 الرعد . 2 ـ 72 الحجر . 2 ـ أن يدل الخبر على صفة مطلقة . بمعنى أن تكون الصفة دالة على وجود أو " كون " عام فتقدر بمعنى كائن أو موجود ، أو مستقر أو حاصل . وذلك في موضعين : أ ـ أن يتعلق بها جار ومجرور ، أو ظرف . نحو : الماء في الإبريق . والكتاب فوق المكتب . ومنه قوله تعالى : ( الحمد لله ) 1 . ومنه قول جرير : لنا قيس عليك وأيَ يوم إذا ما احمرَ أجنحة العُقابوقوله أيضا : منا عتيبةُ فانظر من تُعِدّ له والحارثان ومنّا الردفُ عتّابُوقوله تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب ) 2 . ومنه قول المتنبي : وبين الفرع والقدمين نورٌ يقود بلا أزِمَّتها النياقاب ـ أن يقع المبتدأ بعد لولا ، أو لوما . نحو : لولا الله لصدمت السيارة الطفل . ونحو : لوما خالد لما حضرت . 36 ـ ومنه قوله تعالى : ( ولولا نعمة ربك لكنت من المحضرين ) 3 . 18 ـ ومنه قول جرير : لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار ـــــــــــ 1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 59 الأنعام . 3 ـ 57 الصافات . ومنه قول زهير : ولولا عَسْبُهُ لرددتموه وشر مَنِيحَة عَسْبٌ مُعارفإن كانت الصفة مقيدة أي دالة على كون خاص ، كالمشي والركوب والقعود والأكل والشرب ونحوها ، وجب ذكر الخبر إن لم يدل عليه دليل . نحو : لولا العدو سالمنا ما سلم . ونحو : والطالب يعمل واجباته في منزله . ونحو : الطيور مغردة فوق الأغصان . فإن دل عليه دليل جاز حذفه وذكره . نحو : لولا مساعدوه لفشل . أو لولا مساعدوه قدموا له العون لفشل . ونحو : الأطفال في المدرسة . أو الأطفال موجودون في المدرسة . 3 ـ أن يكون المبتدأ مصدرا ، أو اسم تفضيل مضافا إلى مصدر ، وبعدهما حال لا تصلح أن تكون خبرا ، وإنما تصلح أن تسد مسد الخبر في الدلالة عليه . مثال النوع الأول : تشجيعي الطالب متفوقا . والتقدير : تشجيعي الطالب حاصل عند تفوقه . ومنه قوله تعالى : ( إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ) 1 .كلمته : مبتدأ ، وألقاها حال سدت مسد الخبر ، والعامل فيها معنى : كلمته . والتقدير : كأنه قال : منشؤه ومبتدعه . ويجوز أن يكون العامل فيها " إذا كان "المحذوفتين ، فإذا ظرف للكلمة ، وكان تامة ، و" ألقاها " حال من فاعل كان . وهو مثل قولهم : ضربي زيدا قائما . ومثال الثاني : أفضل صلاة العبد خاشعا .والتقدير : أفضل صلاة العبد عند خشوعه . ولا فرق أن يكون اسم التفضيل مضافا إلى مصدر صريح ، كما في الأمثلة السابقة ، أو مؤول . نحو : أفضل ما تساعد المحتاج مستترا . ـــــــــــ 1 ـ 171 النساء . والتقدير : أفضل مساعدتك المحتاج عند الاستتارة . كذلك لا فرق بين الحال المفردة كما ذكرنا ، والحال الجملة . نحو : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . ومنه قول الشاعر وقد اجتمعت فيه الحال بنوعيها : خير اقترابي من المولى حليف رضاً وشر بعدي عنه وهو غضبان فالحال في جميع الأمثلة السابقة دالة على الخبر المحذوف وهو حاصل ، وقد سدت مسده ، ولكنها لم تصلح لأن تكون خبرا مباشرا لمباينتها للمبتدأ ، لأنه لا تتم بها الفائدة لو جعلناها خبرا . نحو قولنا : تشجيعي الطالب متفوقٌ . أمّا إن صح الإخبار بها لعدم مباينتها للمبتدأ وجب رفعها . نحو : تشجيعك المتفوق واجب . وعقابك المهمل شديد . 4 ـ أن يقع الخبر بعد واو تعين أن تكون بمعنى " مع " . نحو : كل رجل وعمله . وكل طالب وزميله . والتقدير ، متلازمان ، أو مقرونان . 37 ـ ومنه قوله تعالى : ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عيه بقانتين ) 1 . قال الزمخشري : يجوز أن تكون " الواو" بمعنى " مع " مثلها في قولهم : كل رجل وضيعته . فلما جاز السكوت على " كل رجل وضيعته " جاز أن يسكت على قوله : " إنكم وما تعبدون " ، لن قوله " وما تعبدون " ساد مسد الخبر ، لأن معناه : إنكم مع ما تعبدون . ويقول العكبري : " وما تعبدون " الواو عاطفة ، ويضعف أن تكون بمعنى " مع " إذ لا فعل هنا . وفي الكشاف يجوز أن تكون الواو بمعنى " مع " مثلها قولهم : كل رجل وضيعته . فإن لم يتعين كون الواو بمعنى " مع " جاز إثبات الخبر . ــــــــــــ 1 ـ 161 ، 162 الصافات . كقول الشاعر : تمنوا لي الموت الذي يشعب الفتى وكل امرئ والموت يلتقيان فوائد وتنبيهات : 1 ـ يأتي المبتدأ معرفة وهو الأصل والخبر نكرة . نحو : محمد فاضل . وقد يأتي المبتدأ معرفة ، والخبر معرفة أيضا . نحو : الله ربنا ، ومحمد نبينا . الله : مبتدأ ، وربنا خبر ، وهو معرف بالإضافة . ومنه قوله تعالى : ( والسابقون السابقون )1 . السابقون : مبتدأ ، والسابقون الثانية خبره نحو قولهم : أنت أنت . ويجوز أن تكون الثانية توكيدا للأولى ، ولكن يدعم الوجه الأول قول أبي النجم العجلي : " أنا أبو النجم وشعري شعري " وهو رأي سيبويه أيضا على تعظيم الأمر وتفخيمه . (2) 2 ـ ويجوز تقديم المبتدأ إذا كان مصدرا مرفوعا . نحو : سلام عليكم . ومنه قوله تعالى : ( وويل للكافرين من عذاب شديد ) 3 . وقوله تعالى : ( فقال سلام عليكم ) 4 . ــــــــــ 1 ـ 56 الواقعة . 2 ـ انظر البحر المحيط لأبي حيان ج8 ، ص 205 ، وانظر إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ، ص 133 . 3 ـ 2 إبراهيم . 4 ـ 51 النحل . وقوله تعالى : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) 1 . 3 ـ تعدد الخبر : الأصل في خبر المبتدأ أن يكون واحدا ، ولكنه قد يتعدد في بعض الأحيان فيكون للمبتدأ الواحدة أكثر من خبر . نحو : محمد شاعر كاتب قاص . محمد : مبتدأ . وشاعر وكاتب وقاص ، كل منها جاء خبرا للمبتدأ . ومنه قوله تعالى : ( هو الغفور الودود ذو العرش المجيد ) 2 . هو : مبتدأ ، والغفور ، والودود ، وذو العرش كلها أخبار للمبتدأ " هو " ومنه قوله تعالى : ( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا غله إلا هو ) 3 . ومنه قوله تعالى : ( ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم ) 4 . ومنه قول الأعشى : غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحِلغراء ، وفرعاء ، ومصقول كلها أخبار لمبتدأ محذوف تقديره : هي . ومنه قول الآخر بلا نسبة : من يك ذا بت فهذا بتي مُقيِّظ مصيِّف مشتِّي 19 ـ وقول حميد بن ثور الهلالي : ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المنايا فهو يقظان نائم . وكما يتعدد الخبر المفرد يتعدد الخبر الجملة وشبه الجملة ، وقد يكون مختلطا . فتعدد المفرد انظره فيما سبق .وتعدد الجملة نحو : الصيف نهاره طويل ليله قصير . وتعدد شبه الجملة نحو : الكتاب أمامك قربك . ـــــــــــ1 ـ 79 البقرة . 2 ـ 14 البروج .3 ـ 62 غافر . 4 ـ 6 السجدة . ومثال المختلط : هذا طائر يغرد . فطائر خبر أول مفرد ، ويغرد خبر ثان جملة فعليه . 4 ـ يصح الإخبار عن النكرة بالمعرفة . نحو قوله تعالى : ( وإن تعجب فعجب قولهم )1 . فعجب خبر مقدم ، ولا بد فيه من تقدير صفة ، لأنه لا يتمكن المعنى فلا بد من تقييده ، والتقدير : فعجب غريب ، وإذا قدرنا أن " عجب " موصوف جاز أن يعرب مبتدأ ، لأنه نكرة وسوغ الابتداء بها الوصف المقدر ، وقولهم خبر معرف بالإضافة . ومنه قوله تعالى : ( أم من هذا الذي هو جند لكم )2 . 5 ـ يكثر حذف الخبر إذا كان معادلا . 38 ـ نحو قوله تعالى : ( فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) 3 . وقوله تعالى : ( أم من هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما ) 4 . فمن في الآية الأول مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : أشد . وفي الثانية : مقابله محذوف لفهم المعنى والتقدير : أهذا القانت خير أم الكافر . 6 ـ اقتران الخبر بالفاء إذا تضمن المبتدأ معنى الشرط جاز دخول الفاء على خبره ، وذلك بالشروط التالية : 1 ـ أن يكون المبتدأ دالا على الإبهام والعموم كالأسماء الموصولة ، أو النكرة . أن يكون الخبر مترتبا على هذه الجملة لكي يشبه جواب الشرط المترتب على فعل الشرط . ــــــــــــ1 ـ 5 الرعد . 2 ـ 20 الملك .3 ـ 11 الصافات . 4 ـ 9 الزمر . ويكون الاقتران واجبا إذا وقع المبتدأ بعد أما الشرطية : نحو : أمّا خالد فمؤدب . وأمّا علي فمجتهد . ويكون الاقتران جائزا إذا دل المبتدأ على إبهام ، أو عموم كاسم الموصول ، والنكرة الموصوفة .أ ـ الاسم الموصول إذا كانت الصلة فعلا ، أو ظرفا . نحو : الذي يعمل بإخلاص فله مكافأة . ونحو : من في الملعب فعليه جزاء .ومنه قوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم )1 . ب ـ النكرة الموصوفة إذا كانت الصفة فعلا ، أو ظرفا أيضا . نحو : طالب يجتهد فناجح . ونحو : ما تقرؤون من علم فللفائدة . ونحو : ما بنا من قصور فمن أنفسنا . ومنه قوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله )2 . 7 ـ مراعاة مطابقة الخبر للمبتدأ . ذكرنا أن من أحكام الخبر أن يكون مطابقا للمبتدأ ، ولكن وردت بعض الآيات القرآنية قد توهم بعض الدارسين أنها مخالفة لهذا الحكم ، أعني عدم المطابقة ، غير أنه إذا ما أمعنا فيها النظر نجد المطابقة قائمة بين المبتدأ وخبره . 1 ـ من حيث الإفراد والتثنية والجمع : أ ـ إفراد المبتدأ لفظا وجمع الخبر : نحو قوله تعالى : ( تلك أمانيهم )3 . ــــــــــــ1 ـ 274 البقرة . 2 ـ 53 النحل .3 ـ 111 البقرة . فتلك مبتدأ مفرد ، وأمانيهم خبر جمع تكسير مفرده أمنية . والتخريج على النحو التالي : أفرد المبتدأ لفظا ، لأنه كناية عن المقالة ، والمقالة مصدر يصلح للقليل والكثير ، فأريد بها الكثير باعتبار القائلين ، ولذلك جمع الخبر ، فتمت المطابقة من حيث المعنى في الجمع . ب ـ جمع المبتدأ وإفراد الخبر على المعنى : نحو قوله تعالى : ( هن أم الكتاب )1 . هن : ضمير جماعة النسوة مبتدأ ، وأم خبر مفرد .التخريج : أن جميع الآيات بمنزلة آية واحدة ، فأفرد الخبر على المعنى . ويجوز أن يكون المعنى : كل منهن أم الكتاب ، نحو قوله تعالى : ( فاجلدوهم ثمانين جلدة )2 . أي : فاجلدوا كل واحد منهم . 2 ـ من حيث التذكير والتأنيث : يجب مطابقة الخبر للمبتدأ من حيث التذكير والتأنيث ، ولكن قد نرى في بعض الآيات مخالفة ، وهذه المخالفة لها تخريج لتتم المطابقة .نحو قوله تعالى : ( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي )3 . هذا : اسم إشارة للمفرد المذكر في محل رفع مبتدأ . ربي : خبر مفرد مذكر . غير أن " هذا " عائد على الشمس ، والشمس مؤنث مجازي ، وهنا عدم المطابقة بين المبتدأ العائد على مؤنث ن وبين الخبر المذكر .التخريج : جاء المبتدأ مذكرا مع أنه عائد على مؤنث على اعتبار وجود حذف ،والتقدير : هذا المرئي . ـــــــــــ 1 ـ 7 آل عمران . 2 ـ 4 النور . 3 ـ 78 الأنعام . وقيل أن الشمس هنا بمعنى الضياء ، والضياء مذكر فتمت المطابقة . وقيل جعل المبتدأ مثل الخبر ـ أي متطابقان في التذكير ـ لكونهما عبارة عن شيء واحد نحو قولنا : ما جاءت حاجتك . وكان اختيار هذه الطريقة لصيانة الرب عن شبهة التأنيث ، فقالوا في صفة الله : علام الغيوب ، ولم يقولوا علامة ، وإن كان علامة أبلغ ، وذلك احترازا من علامة التأنيث . ومنه قوله تعالى : ( فذانك برهانان من ربك )1 . فذانك : مبتدأ ، وهو اسم إشارة للمثنى المذكر ، ولكنه جاء هنا إشارة إلى العصا واليد وهما مؤنثان . والتخريج : أن تذكيره جاء ليطابق تذكير الخبر . 8 ـ إذا كان ظرف الزمان نكرة ، وأخبر به عن المصدر فإنه يجوز فيه الرفع ، والنصب ، سواء كان الحدث مستغرقا للزمان ، أو غير مستغرق . (2)نحو قوله تعالى : ( الحج أشهر معلومات )3 . فالحج مبتدأ ، وأشهر خبر ، وفي أحدهما محذوف مقدر ، فإن قدرت في المبتدأ قلت اشهر الحج ، وإن قدرت في الخبر قلت : حج أشهر . 9 ـ الخبر الجار والمجرور ، والخبر الظرف بنوعيه ، في الحقيقة ليس هو الخبر ، وإنما هو متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، وتقدير المحذوف : كائن ، أو مستقر ، والضمير المستتر فيه انتقل إلى الجار والمجرور ، أو الظرف . كقول جميل بثينة : فإن يك جثماني بأرض سواكم فإن فؤادي عندك الدهرَ أجمعُالشاهد فيه قوله : " أجمع " بالرفع ، وهو من ألفاظ التوكيد المعنوي ، ولكنه لا يصلح أن ـــــــــــــ1 ـ 32 القصص . 2 ـ دراسات لأسلوب القرآن الكريم للسيخ عبد الخالق عظيمة القسم الثالث ج1 ص245 .3 ـ 197 البقرة . يكون توكيدا لأي من فؤادي ، أو عندك ، أو الدهر لأن كل واحد منها منصوب ، والمرفوع لا يصلح أن يكون توكيدا للمنصوب ، ولا يصلح أن يكون توكيدا لمحذوف ، لأن التوكيد ينافي الحذف ، فلم يبق إلا أن يكون توكيدا لضمير مستكن في الظرف الواقع متعلقه خبرا ، لأن هذا الضمير مرفوع على الفاعلية ، فدل ذلك على أن الضمير الذي كان مستكنا في المتعلق الواقع خبرا قد انتقل من هذا المتعلق إلى الظرف فاستكن فيه . 10 ـ ذكرنا في موضعه أن ظرف الزمان يصلح أن يقع خبرا عن المبتدأ المعنى فقط ، ونضيف أن يكون ذلك مشروطا ، وهذا الشرط هو تحقيق الإفادة ، بمعنى أن يكون الزمن خاصا . نحو : الحفل ليلة الخميس . والسفر يوم الجمعة . والعطلة بعد ظهر الأربعاء . وألا يكون الزمن عامَّا لعدم الإفادة . نحو : السفر حينا . والرحلة دهرا . كما أن ظرف الزمان لا يصلح أن يكون خبرا عن الذات " الشيء المحسوس " إلا قليلا ، وذلك حين تتم الفائدة ، ولتمام الفائدة شروط هي : أ ـ أن يتخصص ظرف الزمان بنعت . نحو : نحن في يوم شديد الحرارة . أو يتخصص بعلمية . نحو : نحن في رمضان . أو بإضافة . نحو : نحن في يوم الجمعة .وفي هذه الصور يجب جر ظرف الزمان بحرف الجر " في " . ولا يعرب في حالة رفعه ، أو جره ظرفا ، ولا يسمى ظرفا اصطلاحا ، لأن هذه التسمية الاصطلاحية مقصورة على الظرف عندما يكون منصوبا على الظرفية فقط . ب ـ أن يكون المبتدأ الذات مما يتجدد ، بمعنى أن يظهر في بحض الأحيان دون بعضها ، فيكون شبيها بالمبتدأ المعنى ، وفي هذه الحالة يجوز نصب الظرف ، أو جره بفي ، وفي حالة الجر لا يعتبر ظرفا كما ذكرنا سابقا . نحو : العنب شهور الصيف ، أو في شهور الصيف . ونحو : والبلح شهور الشتاء ، أو في شهور الشتاء . ج ـ أن يكون المبتدأ الذات صالحا لتقدير مضاف قبله تدل عليه القرائن ، بحيث يكون ذلك المضاف أمرا معنويا مناسبا . نحو : المدرسة صباحا . والبيت عصرا . والتقدير : عمل المدرسة صباحا ، وملازمة البيت عصرا . 11 ـ حالات إعراب ظرف الزمان الواقع خبرا : أ ـ إن وقع ظرف الزمان خبرا عن معنى ليس للزمان جاز رفعه ونصبه وجره بفي ، ويكون المرفوع هو الخبر مباشرة ، ويكون المنصوب ، أو المجرور مع حرف الجر الأصلي في محل رفع خبر . نحو : العطلة أسبوعٌ ، أو أسبوعاً ، أو في أسبوع . والتقدير : زمن العطلة . . . والأحسن الرفع مباشرة إن كان الزمان نكرة والمبتدأ معنى . نحو : السفر يومٌ . ب ـ إن كان ظرف الزمان من أسماء الشهور ووقع خبرا عن مبتدأ هو معنى وزمان ، تعين رفع الخبر . نحو : شهر الصوم رمضان . وأول العام الهجري المحرم . ج ـ وإن لم يكن الخبر الظرف من أسماء الشهور ، ولكن لفظ المبتدأ يتضمن ـ في معناه عملا ـ جاز الرفع والنصب . نحو : العيد اليوم . والجمعة اليوم . والسبت اليوم . وذلك لتضمنها معنى العود والجمع والقطع . ومنه قولنا : اليوم يومك . لتضمنه معنى : شأنك الذي تذكر به . د ـ وإن كان الظرف للمكان ووقع خبرا عن ذات ، أو معنى ، وكان متصرفا ، ـ والظرف المتصرف هو ما يترك النصب على الظرفية إلى الحالات الإعرابية الأخرى غير الجر بالحرف كالرفع مبتدأ ، أو فاعلا ، أو نائب فاعل ، أو مفعولا به ـ جاز رفعه ونصبه . نحو : الرجال جانب ، أو جانبا . والنساء جانب ، أو جانبا . برفع جانبا ونصبها . ونحو : المسجد أمامك . والحديقة خلفك . برفع أمامك ، أو خلفك ، أو نصبهما . ومثال وقوعه عن معنى : العلم ناحيتك ، والعمل ناحيتك . برفع ، أو نصب ناحية . 12 ـ إذا كان الخبر جملة معناها هو معنى المبتدأ نحو : قولي : السلام عليكم . ونحو : حديثي : احذروا العملاء . يجوز في إعراب الخبر الجملة إعرابان : الأول : أن نعرب الجملة مفصلة ، فنقول : السلام مبتدأ ثان ، وعليكم متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية في محل رفع الخبر الأول . والثاني : أن نعرب الجملة أعرابا مجملا ، أي كأنها كلمة واحد دون أن نغير من ضبطها ، ونقول هي خبر مرفوع بضمة مقدرة على آخره لأجل الحكاية ، ويكون الخبر في هذه الحالة من قبيل الخبر المفرد . (1) وهذا ما يعرف بالجملة المحكية . وقد تكون الحكاية في المبتدأ فيكون جملة والخبر مفردا يتضمن معناها .كأن يسأل سائل دلني على آية قرآنية فتجيب : ( قل هو الله أحد ) آية قرآنية . فالآية كلها من مطلعها إلى منتهاها مبدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية ، وكلمة " آية " خبر المبتدأ . وقد مر معنا مثل هذا الإعراب في إعراب العلم المركب تركيبا إسناديا : كتأبطشرا ، وشاب قرناها ، وسر من رأى فتدبره . ــــــــــــ 1 ـ النحو الوافي ج1 ص472 . نحو : تأبط شرا شاعر جاهلي . ونحو : سر من رأى مدينة عراقية . 12 ـ يصح عطف الخبر المفرد على الخبر الجار والمجرور . نحو قوله تعالى : ( فهي كالحجارة أو اشد قسوة ) 1 . 13 ـ يصح أن تقع جملة القسم خبرا . نحو قوله تعالى : ( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ) 2 . لأكفرن جواب القسم المحذوف ، والقسم وجوابه خبر عن المبتدأ " الذين " . ومنه قوله تعالى : ( ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله )3 . ومنه قول الشاعر : جشأت فقلت الذي خشيت ليأتين وإذا أتاك فلات حين مناص وفي ذلك رد على ثعلب الذي زعم أن الجملة القسمية لا تكون خبرا . 14 ـ تقع جملة التشبيه خبرا . نحو قوله تعالى : ( الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها ) 4 . الذين مبتدأ ، وجملة التشبيه " كأن لم .. " في محل رفع خبر .وأجاز العكبري أن تكون جملة التشبيه في محل نصب حال ن والخبر جملة كذبوا ، وإذا كان الأمر كذلك فأين صلة الموصول ؟ وإن كانت جملة كذبوا هي صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ن فكيف تكون في نفس الوقت في محل رفع خبر ؟ والذي أراه أن جملة التشبيه تأتي صلة في الوقت الذي لا يكون فيه اسم الموصول مبتدأ .ــــــــــــــ1 ـ 74 البقرة . 2 ـ 195 آل عمران . 3 ـ 60 الحج . 4 ـ 92 الأعراف . كما في قول الشاعر : ألا أيهذا المنزل ا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......   موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:20

تابع الخبــــر
20 ـ فمثال النفي قول النابغة الذبياني : وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيّت جوابا وما بالربع من أحد الشاهد قوله : من أحد . من حرف جر زائد ، وأحد مبتدأ مؤخر مرفوع محلا مجرور لفظا . ومنه قوله تعالى : ( هل لنا من شفعاء ) 2 .أما الكوفيون والأخفش فيقولون بزيادة " من " دون شروط . وتدخل " ربَّ " على المبتدأ إذا كان نكرة موصوفة ، وهذا الوصف قد يكون مفردا ، وقد يكون جملة اسمية ، أو فعلية ، وقد يكون مذكورا ، وقد يكون مقدرا معنويا . مثال دخولها على المبتدأ الموصوف بمفرد قول امريء القيس : ألا رب يوم صالح لك منهما ولا سيما يوم بدارة جلجلومثال دخولها على المبتدأ الموصوف بجملة فعليه قول سويد اليشكري : رب من أنضجت غيظا قلبه قد تمني لي موتا لم يُطَع ــــــــــ1 ـ 3 فاطر . 2 ـ 53 الأعراف . ومثال دخولها على المبتدأ الموصوف بجملة اسمية قول لبيد : " يا رب هيجا هي خير من دمعة " ومثال دخولها على المبتدأ النكرة التي حذفت صفتها قول هند بنت عتبة : يا ربّ قائلة غدا يا لهف أم معاويهْ يا ربّ باكية غدا في الباكيات وباكه19 ـ إذا جاء الاسم المفضل الواقع بعد لا سيما مرفوعا فهو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره : هو . نحو : أحب قراءة الكتب ولا سيما كتبُ الأدب . والتقدير : ولا مثل التي هي كتب الأدب . 20 ـ بعض المبتدآت تتضمن معنى الشرط فيقترن خبرها بالفاء ، وتعرف هذه الفاء بالفاء الفصيحة وهي زائدة ، وذلك إذا كان المبتدأ نكرة عامة . (1) نحو : كل خير يصيبنا فمن الله ، وكل شر يصيبنا فمن أنفسنا . وكذلك كان المبتدأ نكرة موصوفة ، أو اسما موصولا صلته جملة فعلية ، أو ظرف ، أو اسما موصوفا بالاسم الموصول ، أو بالجملة الفعلية ، أو الظرف ، أو الجار والمجرور فإنه يجوز زيادة الفاء في خبره .فالموصول الذي صلة جملة فعليه نحو قوله تعالى : ( وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله ) 2 . وقوله تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) 3 . ومثال الموصوف بالجار والمجرور فقوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله )4. ومثال الموصوف بالاسم الموصول قوله تعالى : ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح )5 . ــــــــــــــ1 ـ راجعها في باب أدوات الشرط الجازمة لفعلين ، وقلنا : تسمى بالفصيحة ، لأنها تفسح عن شرط مقدر .2 ـ 166 آل عمران . 3 ـ 134 البقرة . 4 ـ 53 النحل . 5 ـ 60 النور . ومما تجدر الإشارة إليه أن كل مبتدأ تضمن معنى الشرط ، أو لمح في معناه ولو إشارة بعيدة إلى معنى الشرط جاز في خبره الاقتران بالفاء . نحو قول زينب بنت الطرية : يسرّك مظلوما ويرضيك ظالما وكل الذي حمَّلتَه فهو ظالم . وقد زيدت الفاء في كل أخبار المبتدآت التي فيها معنى الشرط .نقوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار وسرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ) 1 . وقوله تعالى : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) 2 . ولا تحذف الفاء الزائدة من أخبار تلك المبتدآت إلا إذا دخل عليها أحد النواسخ ، ما عدا " إنَّ وأن ، ولكن " فتبقى الفاء في أخبارها . نحو قوله تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ) 3 . ومنه قول الشاعر : فو الله ما فارقتكم قاليا لكم ولكنَّ ما يُقضي فسوف يكون21 ـ يكون المبتدأ في أول الجمل التالية : الجملة الابتدائية . نحو : العلم نور . الجملة الحالية . نحو : وصلت وصديقي ينتظر . الجملة النعتية . نحو : رأيت لاعبا قدمه لا تخطئ الهدف .قدمه : مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لرجلا . الجملة الخبرية . نحو : الظلم مرتعه وخيم . جملة صلة الموصول . نحو : التقيت بالذي أبوه فاضل . ــــــــــــ1 ـ 274 . 2 ـ 38 المائدة . 3 ـ 38 البقرة . نماذج من الإعراب 17 ـ قال تعالى : ( الله مولاكم ) . الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة . مولاكم : خبر مرفوع بالضمة ، ومولى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . 18 ـ قال تعالى : ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ) 1 . الم : كلمة أريد لفظها دون معناها في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هذه الم . وقال العكبير في موضعها ثلاثة أوجه : 1 ـ الجر على القسم ، وحرف القسم محذوف ، وبقي عمله . 2 ـ النصب ، وفيه وجهان : أ ـ وذلك على تقدير حذف القسم نحو قولك : الله لأفعلن ، والتقدير : التزمت الله . ب ـ مفعول به لفعل محذوف تقديره : أتل الم . 3 ـ الرفع على أنها مبتدأ وما بعدها خبر (1) . ذلك " ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد والكاف حرف حطاب مبني على الفتح . الكتاب : خبر لاسم الإشارة ، وهو أولى من جعله بدلا منها ، لأنه قصد به الإخبار بأنه الكتاب المقدس المستحق الاسم تدعيما للتحدي ن والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، على أنه يجوز جعل الكتاب بدلا من اسم الإشارة ، فتكون جملة لا ريب فيه خبرا لاسم الإشارة . ــــــــــــ1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص 10 ، وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي . لا ريب فيه : لا نافية للجنس ، وريب اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وفيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا . وجملة لا ريب فيه في محل رفع خبر ذلك على الوجه الثاني ، أو في محل نصب حال من الكتاب على الوجه الأول . 19 ـ قال تعالى : ( وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد ) .وهو : الواو حرف عطف ن وهو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ . الغفور : خبر مرفوع بالضمة ، وما بعدها أخبار أيضا . 5 ـ ومنه قول لبيد : وهُمُ ربيع للمجاور فيهُمُ والمرملات إذا تطاول عامها وهم : الواو حرف عطف ، وهم ضمير منفصل مبني على السكون ، في محل رفع مبتدأ ، وحرك بالضم لضرورة الشعر . ربيع : خبر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية عطف على ما قبلها في البيت السابق لا محل لها من الإعراب مثلها . للمجاور : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لربيع . فيهم : جار ومجرور متعلقان بمجاور ، والميم علامة الجمع وحركت بالضم لضرورة الشعر .والمرملات : الواو حرف عطف ، والمرملات عطف على المجاور مجرور مثله . إذا : ظرف متعلق بالمرملات مبني على السكون في محل نصب . تطاول : فعل ماض مبني على الفتح . عامها : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها . 6 ـ ومنه قول طرفة : أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاشٌ كرأس الحية المتوقدأنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .الرجل : الرجل خير مرفوع بالضمة . الضرب ك صفة للرجل مرفوعة بالضمة . الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ثانية . تعرفونه : تعرفون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والهاء ضمير الغائب المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة تعرفونه لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . خشاش : مبتدأ ثان للضمير أنا . كرأس : جار ومجرور متعلقان بخشاش ، لنه بمعنى سريع ، أو متعلقان بمحذوف صفة لخشاش ، ورأس مضاف ، الحية : مضاف إليه مجرور بالكسرة . المتوقد : صفة مجرورة لرأس . 7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة : قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت بكنه ذلك عدنان وقحطان قومي : مبدأ أول مرفوع بالضمة المقدرة قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وقوم مضاف ن وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه . ذرا المجد : ذرا مبتدأ ثان مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، وذرا مضاف ، والمجد مضاف إليه مجرور بالكسرة . بانوها : بانو خبر المبتدأ الثاني ، وبانو مضاف ن والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة المبتدأ والخبر في محل رفع خبر المبتدأ الأول . وقد : الواو واو الحال ، وقد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب . علمت : علم فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث . بكنه : جار ومجرور متعلقان بعلمت ، وكنه مضاف ، ذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون ، في محل جر مضاف إليه ، واللام للبعد ، والكاف للخطاب . عدنان : فاعل علمت مرفوع بالضمة . وقحطان معطوف عليه . 20 ـ قال تعالى : ( أولئك مأواهم جهنم ) . أولئك : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ . مأواهم : مبتدأ ثان ن ومأوى مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . جهنم : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط الضمير . 8 ـ ومنه قول عبيد بن الأبرص : عيناك دمعهما سَروب كأن شأنيهما شَعِيبعيناك : مبتدأ أول مرفوع بالألف ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه . دمعهما : دمع مبتدأ ثان مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . سرب : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة . وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول . وجملة عيناك وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب . كأن : حرف ناسخ من أخوات إن يفيد التشبيه مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . شأنيهما : اسم كأن منصوب بالياء لنه مثنى ، وحذفت النون للإضافة ، وشأني مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والميم والألف دلالة على التثنية . شعيب : خبر كأن مرفوع بالضمة . وجملة كأن واسمها وخبرها في محل رفع خبر ثان للمبتدأ الأول . 21 ـ قال تعالى : ( أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ) . أولئك : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ . ينالهم : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة ينالهم في محل رفع خبر . نصيبهم : فاعل مرفوع بالضمة ، ونصيب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . من العذاب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خال من نصيب . 9 ـ ومنه قول لبيد : إن يفزعوا تُلق المغافر عندهم والسن يلمع كالكواكب لامهاإن يفزعوا : إن حرف شرط جازم ، يفزعوا فعل مضارع مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل .والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية ، وقيل لأنها جملة شرط غير ظرفي . تلق : بالبناء للمجهول أو للمعلوم فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة . المغافر : نائب فاعل مرفوع بالضمة على اعتبار الفعل مبني للمجهول كما هي رواية البيت عندنا ، أو مفعول به على رواية البناء للمعلوم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . عندهم : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل تلق ، وهو مضاف ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه . وجملة تلق وما في حيزها لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط لفم يقترن بالفاء ، ولا بإذا الفجائية . والسن : الواو حرف عطف ، السن معطوف على المغافر ، فيجوز في الرفع والنصب مثله . يلمع : فعل مضارع مرفوع بالضمة . كالكواكب : جار ومجرور متعلقان بيلمع . لامها : فاعل يلمع مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة يلمع ، وما في حيزها في محل نصب حال من واو الجماعة في يفزعوا والرابط الضمير العائد بدوره على الواو ، والتقدير لام جماعتها . ويجوز أن تكون الجملة حالا من السن ، والعائد هو الضمير أيضا ، ويكون عائدا عليها للملابسة . 10 ـ ومنه قول عنترة : والخيل تقتحم الخَبار عوابسا من بين شيظمة وأجرد شيظموالخيل : الواو للاستئناف ، الخيل مبتدأ مرفوع بالضمة .تقتحم : فعل مضارع مرفوع بالضمة ن والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الخيل . الغبار : مفعول به منصوب بالفتحة .والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ زوجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب استئنافية .عوابسا : حال منصوب بالفتحة ونون لضرورة الشعر لأنه في الأصل ممنوع من الصرف . من بين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من فاعل تقتحم المستتر ، ومن هنا تفسيرية وتوضيحية له ، وبين مضاف ، شيظمة : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وهو صفة لموصوف مجرور . وأجرد : معطوف على شيظمة مجرور ، وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف صفة على وزن أفعل ن وهو وصف لموصوف محذوف أيضا . شيظم : صفة ثانية لموصوف محذوف . 22 ـ قال تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )1 .وأما : الواو حرف عطف ، والجملة معطوفة على ما قبلها ، أما حرف تفصيل وجوابها مقترن بالفاء وجوبا . اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . خاف : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . مقام : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، وربه مضاف إليه ، ورب ، مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة أمّا معطوفة على ما قبلها . ونهى النفس عن الهوى : عطف على ما قبلها . فإن : الفاء واقعة في جواب أمّأ ، وإن حرف توكيد ونصب . الجنة : اسم إن منصوب بالفتحة . هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . المأوى : خبر المبتدأ هي ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر إن ، والرابط الضمير المستتر ، والتقدير : هي المأوى . وقيل : هي مأواه ، والألف واللام عوض عن المحذوف (1) 23ـ قال تعالى : ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) . فأصحاب : الفاء عاطفة تفريعية للشروع في تفصيل وشرح أحوال الأزواج الثلاثة ، وأصحاب مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والميمنة مضاف إليه مجرور بالكسرة . ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثان ، والمقصود بالاستفهام التعظيم .ــــــــــ1 ـ مشكل إعراب القرآن ج2 ص 799 . وجملة فأصحاب معطوفة على ما قبلها . أصحاب الميمنة : أصحاب خبر المبتدأ الثاني ، وهو مضاف ، والميمنة مضاف إليه مجرور . وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط هو التكرار الذي أغنى عن الضمير . 24 ـ قال تعالى : ( فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ) . فإذا : الفاء رابطة ، وإذا فجائية ، ودخلت الفاء عليها لتقويتها على وصل الجواب بالشرط بغرض التوكيد . هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . شاخصة أبصار : شاخصة خبر هي ، وأبصار فاعل لاسم الفاعل شاخصة ، وأبصار مضاف ، والذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه .كفروا : فعل وفاعل ن والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . 25 ـ قال تعالى : ( الحمد لله رب العالمين ) . الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة . لله : جار ومجرور بحرف جر زائد وهو اللام ، لأن الأصل " الله " بلامين ، ثم دخلت لام الملك ، وتسمى أيضا لام التحقيق ، بمعنى استق الله الحمد ، والثانية دخلت مع الألف واللام للتعريف ، والثالثة لام سنخية كما يذكر ابن خالويه ، لأن الأصل " لاه " (1) ،وكون اللام حرف جر زائد فالله مجرور لفظا مرفوع محلا على الخبرية . رب : صفة لله ، أو بدل منه ، ورب مضاف ، العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم . وذكر مكي القيسي أنه يجوز في " رب العالمين " النصب على النداء ، والتقدير : يا رب العالمين ، ويجوز رفعه على الخبرية ، والتقدير : هو رب العالمين (2) . وأجاز العكبري في " رب " النصب على المفعولية بفعل محذوف تقديره : أعني ، وعندي الجر على البدلية أو الوصفية هو خير الوجوه المذكورة وأقواها ، وأقربها إلى المعنى والمنطق وقد أكد هذا الإعراب ابن خالويه وغيره من المعربين (3) . 11 ـ ومنه قول عنترة : عهدي به مَدَّ النهار كأنما خُضب البَنان ورأسه بالعِظْلِم عهدي : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، من إضافة المصدر لفاعله . به : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ . وجوز بعض المعربين أن شبه الجملة متعلق بالمصدر عهدي على أنهما في موضع ــــــــــــ1 ـ إعراب ثلاثين سورة ص 21 .2 ـ مشكل إعراب القرآن ج1 ص 68 . 3 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن ص 21 . المفعول به ، وخبر المبتدأ محذوف لسد الجملة الآتية الواقعة حالا مسده (1) .مد النهار : مد ظرف زمان بدل من شبه الجملة " به " كما حكى التبريزي ، ولم يعلقه بالمصدر لئلا يفصل بينه وبين متعلقه بأجنبي وهو الخبر ، على نحو قوله تعالى : ( إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر ) حيث لم يعلق الظرف بالمصدر السابق . ويرى بعض المعربين المعاصرين أن " مد " متعلق بالمصدر . ومد مضاف ، والنهار مضاف إليه . كأنما : كافة ومكفوفة . خضب : فعل ماض مبني للمجهول . البنان : نائب فاعل مرفوع بالضمة . ورأسه : الواو عاطفة ، ورأس عطف على البنان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . بالعظلم : جار ومجرور متعلقان بالفعل خضب . وجملة كأنما خصب في محل نصب حال من الضمير المجرورمحلا بالباء ، والعامل فيه المصدر ، والرابط الضمير فقط ، وهذه الحال سادة مسد الخبر كما ذكرنا سابقا .والجملة الاسمية : عهدي وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية ، وذلك بالإعراض عما قبل البيت . 26 ـ قال تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب ) . وعنده : الواو حرف استئناف ، وعنده ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم / وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف غليه . مفاتح الغيب : مفاتح مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والغيب مضاف إليه مجرور . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .ــــــــــــ1 ـ انظر فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال معلقة عنترة ص 98 . 12 ـ وقول الحارث بن حلزة : ومع الجَوْن جَوْنِ آل بني الأو سِ عنودٌ كأنها دفواءومع الجون : الواو حرف استئناف ، ومع ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، ومع مضاف ، والجون مضاف إليه مجرور بالكسرة . جون آل : جون بدل من الجون الأولى مجرورة وعلامة جرها الكسرة ، وهو بدل كل من كل ، وجون مضاف ، وآل مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وآل مضاف ،بني الأوس : بني مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف ، والأوس مضاف إليه مجرور بالكسرة . عنود : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية من الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر لا محل لها من الإعراب مستأنفة . كأنها : كأم حرف مشبه بالفعل من أخوات كان يفيد التشبه ن والضمير المتصل في محل نصب اسمها . دفواء : خبر :كأن مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية في محل رفع صفة لعنود . 27 ـ ومنه قوله تعالى : ( والركب أسفل منكم ) . والركب : الواو واو الحال ، والركب مبتدأ مرفوع بالضمة .أسفلَ : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر تقديره : استقر ، أو مستقر ، وقال ابن هشام في المغني لا يترجح تقدير اسما ولا فعلا ، ولكن بحسب المعنى ، وقال ابن مالك متعلق بكائن ، أو استقر . .منكم : جار ومجرور متعلقان بأسفل لأنه في الأصل أسم تفضيل استعمل صفة لمكان محذوف أقيم مقامه . والجملة الاسمية في محل نصب خال .28 ـ قال تعالى : ( وعلى أبصارهم غشاوة ) .وعلى أبصارهم : الواو حرف استئناف ، على أبصارهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وأبصار مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ,غشاوة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . 13 ـ ومنه قول الشاعر : وفي الناس إن رثت حبالك واصل وفي الأرض عن دار القلى متحولوفي الناس : الواو حسب ما قبلها ، في الناس جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . إن رثت : حرف شرط جازم لفعلين ، رثت فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، وهو في محل جزم فعل الشرط . حبالك : حبال فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .واصل : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . وجواب الشرط محذوف دل عليه قوله : في الناس واصل إن رثت حبالك .وفي الأرض : الواو حرف عطف ، في الأرض جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . عن دار القلى : جار ومجرور متعلقان بمتحول الآتي ، ودار مضاف ، والقلى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر . متحول : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .والجملة الاسمية عطف على ما قبلها . 29 ـ قال تعالى : ( ولدينا مزيد ) .ولدينا : الواو حرف عطف ، لدينا ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .مزيد مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة عطف على ما قبلها . 30 ـ ومنه قوله تعالى : ( أين شركائي ) .أين : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . شركائي : مبتدأ مؤخر ، وشركاء مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضافإليه . 31 ـ قال تعالى : ( أم على قلوب أقفالها ) . أم : منقطعة بمعنى بل ، والهمزة للتسجيل عليهم بأن قلوبهم مغلقة . على قلوب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . أقفالها : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وأقفال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . 14 ـ وقول الشاعر : أهابك إجلالا وما بك قدرة عليّ ولكن ملء عينٍ حبيبها أهابك : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . إجلالا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة . وما بك : الواو للحال ، وما نافية تميمية لا عمل لها ، وبك جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .قدرة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . عليّ : جار ومجرور متعلقان بقدرة ، أو بمحذوف نعت لها . ولكن : الواو للاستئناف ، ولكن حرف استدراك مبني على السكون لا عمل له . ملء عينٍ : ملء خبر مقدم مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وعين مضاف إليه .حبيبها : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة لكن وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية . 32 ـ قال تعالى : ( ما على الرسول إلا البلاغ ) . ما : نافية لا عمل لها .على الرسول : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . إلا : أداة حصر ل لا عمل لها . البلاغ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . 33 ـ قال تعالى : ( قل هو الله أحد ) . قل : فعل أمر وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت ، يعود على محمد . وفي إعراب : " هو الله أحد " وجوه نذكرها : 1 ـ هو : ضمير الشأن مبتدأ ، لأنه موضع تعظيم ، كأنه قيل الشأن هو وهو أن الله واحد لا ثاني له ، والله مبتدأ ثان ، وأحد خبره ، والجملة في محل رفع خبر هو مفسرة له ولا رابط فيها لأن حكمها حكم المفرد (1) . 2 ـ هو : ضمير عائد على ما يفهم من السياق ، والله مبتدأ ، وأحد خبره . 3 ـ وهو في محل رفع مبتدأ ، والله خبره . أحد : بدل من لفظ الجلالة . ويجوز أن يكون بدلا من قوله : هو الله ، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا للضمير هو . وقال أبن خالويه : هو في محل رفع مبتدأ ، والله خبره ، وأحد بدل من الله (2)وقال صاحب مشكل إعراب القرآن : هو : ابتداء ، وهو إضمار الحديث أو الخبر أو الأمر . الله : مبتدأ ثان . أحد : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة خبر عن المبتدأ هو ، والتقدير : قل يا محمد : الحديث الحق الله أحد (3) . 15 ـ نحو قول الشاعر بلا نسبة : عندي اصطبار وأمّا أنني جزع يوم النوى فلوجد كاد يبرينيعندي : ظرف متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . اصطبار : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . وأمّا : الواو للاستئناف ، وأمّا حرف شرط وتفصيل وتوكيد . أنني : أنني أن حرف توكيد ونص ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل في محل نصب اسمها .جزع : خبر أن مرفوع بالضمة . والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل رفع مبتدأ .وجملة أمّا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية . يوم النوى : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بجزع ، وهو مضاف ، والنوى مضاف إليه مجرور بالكسرة . ــــــــــ1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص 297 .2 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن ص 228 .3 ـ مشكل أعراب القرآن ج2 ص 852 . فلوجد : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ولوجد جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ المؤول من أن ومعموليها . كاد : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره هو . يبريني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والنون حرف وقاية ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والجملة الفعلية في محل نصب خبر كاد . وجملة كاد في محل جر صفة لوجد . 16 ـ نحو قول الشاعر : نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف نحن : ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ ن وخبره محذوف دل عليه ما بعده ، والتقدير : نحن راضون . بما : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف . عندنا : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة المجرورة محلا بالباء ، وعند مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .وأنت : الواو حرف عطف ن وأنت ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ . بما : جار ومجرور متعلقان براض الآتي . عندك : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة ، وعند مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . راض : خبر أنت مرفوع بالضمة المقدرة على آخرة منع من ظهورها تنوين العوض ، والجملة عطف على ما قبلها . والرأي مختلف : الواو للاستئناف ، والرأي مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، ومختلف خبره مرفوع بالضمة ، والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية . 34 ـ قال تعالى : ( أكلها دائم وظلها ) .أكلها : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . دائم : خبر مرفوع بالضمة . وظلها : الو حرف عطف ، وظل مبتدأ ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والخبر محذوف دل عليه ما قبله أي : دائم . 35 ـ قال تعالى : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) . لعمرك : اللام لام الابتداء ، وعمر مبتدأ مرفوع بالضمة حذف خبرة وجوبا ، تقديره قسمي ، والكاف في محل جر مضاف إليه . إنهم : إن واسمها في محل نصب . لفي سكرتهم : اللام المزحلقة ، في حرف جر ، وسكرتهم اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بيعمهون ، وسكرة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . يعمهون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن . وجملة إنهم وما في حيزها لا محل لها من الإعراب جواب القسم . وجملة لعمرك وما في حيزها لا محل لها من الإعراب اعتراضية . 17 ـ ومنه قول معن بن أوس : لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوجل على أيِّنا تعدو المنية أولُلعمرك : اللام لام الابتداء ، وعمر مبتدأ مرفوع بالضمة ، وخبره محذوف وجوبا تقديره : قسمي ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . ما أدري : ما نافية لا عمل لها ، وأدري فعل وضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا . وإني : الواو واو الحال ، وإن واسمها في محل نصب . لأوجل : اللام هي المزحلقة ، وأوجل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن . على أيّنا : على حرف جر ، وأي اسم مجرور بعلى والجار والمجرور متعلقان بتعدو الآتي ، وأي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . تعدو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل . المنية : فاعل تعدو مرفوع بالضمة ، والجملة في محل نصب مفعول به لأدري . أولُ : ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب ، وعامله تعدو . 36 ـ قال تعالى : ( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ) .ولولا : الواو حرف عطف ، ولولا حرف امتناع لوجود . نعمة ربي : نعمة مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، وربي مضاف إليه مجرور .والخبر محذوف وجوبا بعد لولا ، والتقدير : موجودة . لكنت : اللام واقعة في جواب لولا ، وكنت : كان الناسخة ، واسمها ضمير متصل في محل رفع . من المحضرين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان . 18 ـ ومنه قول جرير : لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزارلولا : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط . الحياء : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وخبره محذوف وجوبا تقديره : موجود . والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب . لهاجني : اللام واقعة في جواب الشرط ، هاج فعل ماض مبني على الفتح ، والنون للوقاية : والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به . استعبار : فاعل مرفوع بالضمة . وجملة هاجني استعبار لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم . ولزرت : الواو حرف عطف ، ولزرت اللام مؤكدة لللام الواقعة في جواب الشرط وزرت فعل وفاعل ، والجملة عطف على ما قبلها . قبرك : مفعول به منصوب بالفتحة ، وقبر مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . والحبيب يزار : الواو للاستئناف ، والحبيب مبتدأ مرفوع بالضمة .يزار : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والجملة الفعلي’ في محل رفع خبر المبتدأ . وجملة الحبيب يزار لا محل لها من الإعراب استئنافية . 37 ـ قال تعالى : ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عيه بقانتين ) . فإنكم : الفاء تعليلية ، وإن واسمها ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وما تعبدون : الواو واو المعية ، وما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول معه ن وقد سدت مسد خبر إن : والمعنى : إنكم وآلهتكم قرناء لا تزالون تعبدونها . تعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل . ما أنتم : ما نافية حجازية تعمل عمل ليس ، وأنتم ضمير منفصل في محل رفع اسمها . عليه : جار ومجرور متعلقان بقانتين . بقانتين : الباء حرف جر زائد ن وقانتين خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا . ورجح الزمخشري والبيضاوي أن تكون ما معطوفة على اسم إن ، وجملة ما أنتم في محل رفع خبر إن . 19 ـ وقول حميد بن ثور الهلالي : ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المنايا فهو يقظان نائم . ينام : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . بإحدى : جار ومجرور متعلقان بينام ، وإحدى مضاف ، مقلتيه : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، ومقلتي مضاف ، والضمير المتصل في محل جرمضاف إليه ، وحذفت النون للإضافة . ويتقي : الواو حرف عطف ، يتقي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .والجملة معطوفة على جملة ينام .بأخرى : جار ومجرور متعلقان بيتقي وعلامة حرها كسرة مقدرة على الألف .المنايا : مفعول به ليتقي منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .فهو : الفاء إما زائدة ، أو للاستئناف ، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .يقظان : خبر مرفوع بالضمة ، ونائم ، أو هاجع ـ كما هو في بعض الروايات ، لأن القصيدة التي منها البيت عينية ـ خبر ثان . 38 ـ قال تعالى : ( فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) . فاستفتهم : يجوز أن تكون الفاء هي الفصيحة ن ويجوز أن تكون عاطفة المعقبة ، واستفتهم فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . أهم : الهمزة للاستفهام ، وهم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . أشد : خبر مرفوع بالضمة . خلقا : تمييز منصوب بالفتحة . أم من : أم حرف عطف مبني على السكون ، ومن اسم موصول مبني على السكون في محل رفع عطفا على هم . خلقنا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . 39 ـ قال تعالى : ( هل من خالق غير الله ) .هل : حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب . من خالق : من حرف جر زائد ، وخالق مبتدأ ، مجرور لفظا مرفوع محلا . غير الله : غير صفة لخالق على اللفظ أو على المحل ، أو منصوب على الاستثناء ، وخبر خالق محذوف : والتقدير : لكم ، ويجوز أن تكون جملة يرزقكم في محل رفع خبر لخالق ، كما يجوز أن تكون منصوبة على الحال ، أو صفة لخالق على اللفظ أو المحل . 20 ـ فمثال النفي قول النابغة الذبياني : وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيّت جوابا وما بالربع من أحد وقفت : فعل وفاعل . فيها : جار ومجرور متعلقان بوقفت . أصيلا : ظرف زمان منصوب بالفتحة ، والعامل فيه وقفت . كي أسائلها : كي : حرف مصدري ونصب ، وأسائلها فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . عيّت : عيّ فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي . جوابا : مفعول مطلق لفعل محذوف ، والتقدير ن عيت عن أن تجيب جوابا . وما : الواو للحال ، وما نافية لا عمل لها . بالربع : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . من أحد : من حرف جر زائد ، وأحد مبتدأ مؤخر مجرور لفظا مرفوع محلا . وجملة المبتدأ المؤخر ، وخبره المقدم في محل نصب حال .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......   موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:21


اسم كان وأخواتها
تعريفه : هو كل مبتدأ تدخل عليه كان ، أو إحدى أخواتها .
حكمه : الرفع دائما . نحو : كان الجو صحوا .
فـ " الجو " اسم كان مرفوع بالضمة ، و " صحوا " خبرها منصوب بالفتحة .
40 ـ ومنه قوله تعالى : { وكان الله بكل شيء مخيطا }1 .
وقوله تعالى : { كان أكثرهم مشركين }2 .

تعريف كان وأخواتها :
تعرف كان وأخواتها بأنها ناسخة ، ويقصد بالنواسخ لغة : إزالة الشيء ، ونسخه .
واصطلاحا : ما يدخل على الجملة الاسمية من الأفعال فيرفع المبتدأ ، ويسمى اسمه ، وينصب الخبر ويسمى خبره ، وهي بذلك تحدث تغييرا في الاسم ، وفي حركة إعرابه .
وتعرف أيضا بالأفعال الناقصة ؛ لأن كل منها يدل على معنى ناقص لا يتم بالمرفوع كالفاعل ، بل لا بد من المنصوب {3} .
أقسام كان وأخواتها من حيث شروط العمل .
تنقسم كان وأخواتها إلى قسمين :
الأول : ما يرفع المبتدأ بلا شروط وهي : ـ
كان ـ ظل ـ بات ـ أضحى ـ أصبح ـ أمسى ـ صار ـ ليس

تنبيه : هناك أمور عامة تشترك فيها جميع الأفعال الناسخة يجب مراعاتها منها :
1 ـ يشترط في عملها أن يتأخر اسمها عنها .
2 ـ ألا يكون خبرها إنشائيا .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 126 النساء . 2 ـ 42 العنكبوت .
3 ـ انظر التسهيل لابن مالك ص52 .

3 ـ ألا يكون خبرها جملة فعلية فعلها ماض ، ماعدا " كان " فيجوز معها ذلك .
4 ـ لا يصح حذف معموليها معا ، ولا حذف أحدهما ، إلا مع “ ليس “ فيجوز حذف خبرها ، وكذلك “ كان “ فيجوز في بعض أساليبها أنواع من الحذف سنذكرها لاحقا .
الثاني : ما يرفع المبتدأ بشروط ، وينقسم إلى قسمين .
1 ـ ما يشترط في عمله أن يسبقه نفي ، أو شبهه وهي :
زال ـ برح ـ فتئ ـ انفك
ويكون النفي إما لفظا . نحو : ما زال العمل مستمرا .
41 ـ ومنه قوله تعالى : { فما زلتم في شك }1 .
أو تقديرا .42 ـ نحو قوله تعالى : { تالله تفتؤ تذكر يوسف }2 .
ولا يقاس حذف النفي إلا بعد القسم كما في الآية السابقة ، وما ورد منه في أشعار العرب محذوفا بدون الاعتماد على القسم فهو شاذ .
ومنه قول الشاعر :
فقلت يمين الله أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
وشبه النفي : النهي . نحو : لا تزل قائما .
19 ـ ومنه قول الشاعر :
صاح شمر ولا تزل ذاكر المو ت فنسيانه ضلال مبين
الشاهد في البيت قوله : لا تزل فقد سبقت “ تزل “ بلا الناهية الجازمة ، وهي تفيد شبه النفي .
ومن شبه النفي الدعاء . نحو : لايزال الله محسنا إليك .
تنبيه : ويرجع اشتراط النفي ، وشبهه في عمل الأفعال السابقة ؛ لأن الجملة الداخلة عليها تلك الأفعال مقصود بها الإثباث ، وهذه الأفعال معناها النفي ، فإذا نفيت انقلبت إثباثا ؛ لأن نفي النفي إثباث .
ــــــــــــــــ
1 ـ 34 غافر . 2 ـ 85 يوسف .

ويصح أن يكون النفي بالحرف كما مثلنا سابقا ، أو بغيره كالفعل الموضوع للنفي" ليس " ، أو بالاسم المتضمن معنى النفي كـ " غير " ، فتدبر .

ما يشترط في عمله أن تسبقه " ما " المصدرية الظرفية وهو الفعل " دام " .
43 ـ نحو قوله تعالى : { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا }1 .
فـ " ما " مصدرية ظرفية ؛ لأنها تقدر مع فعلها بالمصدر ، وهو الدوام ، وتفيد الظرف وهو المدة ، التقدير : مدة دوامي حيا .
تنبيه : هناك أفعال جاءت بمعنى " صار " ، وأخذت حكمها من رفع المبتدأ ، ونصب الخبر وهي :
آض ـ رجع ـ عاد ـ استحال ـ ارتد ـ تحول ـ غدا ـ راح ـ انقلب ـ تبدل .
وقد يكون منها : قعد ، وجاء .
44 ـ نحو قوله تعالى : { فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا }2
45 ـ وقوله تعالى : { انقلبتم على أعقابكم }3 .
20 ـ ومنه قول كعب بن زهير :
قطعت إذا ما الآل آض كأنه سيوف تنحى ساعة ثم تلتقي
ومنه قول أعرابي :
" أرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة " .
ونحو : غدا الرجل راحلا ، ونحو : راح محمد راكبا .
وغيرها من الأمثلة التي استشهد بها النحويون على اعتبار أن هذه الأفعال ناسخة ،
تعمل عمل “ صار “ ، ومتضمنة لمعناها ، وإذا لم تتضمن معناها فهي تامة {4} .
والخلاصة : إن اعتبار هذه الأفعال من أخوات كان فيه نوع من التكلف ، وكدالذهن ،
ــــــــــــــــ
1 ـ 31 مريم . 2 ـ 96 يوسف .
3 ـ 144 آل عمران .
4 ـ انظر الكافية للرضي ج2 ص292 ، وشرح المفصل لابن يعش ج7 ص90 .

لأنها حين تعمل عملها تحتاج إلى تأويل ، وما ورد منها عاملا النصب فيما بعد الاسم كان مؤولا ، فهي بذلك لا تكون إلا تامة تكتفي بمرفوعها ، وما جاء بعدها منصوبا فهو حال .
فـ " صبرا ، وعلى أعقابكم " في الآيتين السابقتين ، الأول حال منصوبة من الضمير في ارتد ، والمعنى : أنه رجع إلى حالته الأولى من سلامة البصر {1} .
وكذلك " على أعقابكم " فهو كتعلق بمحذوف حال من الضمير المتصل في انقلبتم .
أما الشاهد في البيت فقوله : " آض كأنه سيوف " ، فـ " آض " في البيت تحتمل الوجهين وهما : الصيرورة ، والرجوع ، غير أن غلبة الصيرورة عليها بائنة
فأعملت عمل صار ، وكان اسمها ضمير مستتر ، وخبرها " كأنه سيوف " .
ومنه حديث سمرة في الكسوف " إن الشمس اسودت حتى آضت كأنها تنومة " .
قال أبو عبيد : آضت أي : صارت ورجعت {2} .
أما الشاهد قي قول الأعرابي : " قعدت كأنها حربة " فجعلوا قعدت بمعنى صارت ، وليس بمعنى جلست ، وبذلك رفع الاسم وهو الضمير المستتر العائد على الشفرة ، وجملة كأنه حربة في محل رفع خبره .

أنواع كان وأخواتها من حيث التمام والنقصان .
كان وأخواتها على نوعين : ــ
الأول ما يكون تاما ، وناقصا .
والثاني : ما لا يكون إلا ناقصا .
فالفعل التام هو : ما يكتفي بمرفوعه ، ويكون بمعنى وجد ، أو حصل .
46 ـ نحو قوله تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة }3 .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ روح المعاني ج13 ص54 ، والبحر المحيط ج5 ص346 ، والعكبري ج2 ص59 .
2 ـ لسان العرب ج7 ص116 مادة أيض .
3 ـ 280 البقرة .

فـ " كان " في الآية السابقة تامة لأنها بمعنى وجد ، و " ذو " فاعله مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة .
والأفعال التي تستعمل تامة ، وناقصة هي : ــ
كان ، أمسى ، أصبح ، أضحى ، ظل ، صار ، بات ، مادام ، ما برح ، ما انفك .
وهذه أمثلة لبعض الأفعال في حالتي النقصان ، والتمام .
الأفعال الناقصة الأفعال التامة
ـــــــ ــــــــ
1 ـ أمسى القمر بدرا . قال تعالى : { فسبحان الله حين تمسون }1 .
2 ـ قال تعالى : { أصبح فؤاد أم موسى فارغا }2 . قال تعالى : { وحين تصبحون } 3 .
3 ـ قال تعالى : { وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا }4. لو ظلت الحرب لأدت إلى الفناء .
4 ـ صار العنب زبيبا . قال تعالى : { ألا إلى الله تصير الأمور }5 .
5 ـ ما دام الأمر معلقا . قال تعالى : { خالدين فيها ما دامت السموات والأرض }5 .
6 ـ ما مبرح المسلمون يجاهدون في سبيل الله . قال تعالى : { فلن أبرح الأرض }7 .
7 ـ ما انفك الطالب مواظب على درسه . انفكت عقدة الحبل .

معاني تلك الأفعال في حالتي النقصان والتمام :
المعنى في حالة النقصان المعنى في حالة التمام
ـــــــــــ ــــــــــــ
كان : تفيد اتصاف الاسم بالخبر في الزمن الماضي . بمعنى وجد ، أو حصل .
أمسى : اتصاف الاسم بالخبر في المساء . دخل في المساء .
أصبح : اتصاف الاسم بالخبر في الصباح . دخل في الصباح .
أضحى : اتصاف الاسم بالخبر في الضحى . دخل في الضحى .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 17 الروم . 2 ـ 10 القصص .
3 ـ 17 الروم . 4 ـ 58 النحل .
5 ـ 53 الشورى . 6 ـ 107 هود . 7 ـ 80 يوسف .

ظل : اتصاف الاسم بالخبر في النهار . بمعنى بقي .
صار : تحول الاسم من صفة إلى صفة . رجع ، أو انتقل .
بات : اتصاف الاسم بالخبر في الليل . دخل في الليل .
ما دام : بيان مدة اتصاف الاسم بالخبر . بمعنى بقي .
ما برح : تفيد الاستمرار . ذهب ، أو فارق .
ما انفك : تفيد الاستمرار . انحل ، أو انفصل .

تنبيه :
يكون اتصاف اسم كان بخبرها في الزمن الماضي نحو : كان البحر هادئا .
وقد يكون مستمرا ، 47 ـ نحو قوله تعالى : { وكان الله غفورا رحيما }1 .
الثاني : ما لا يكون إلا ناقصا .
الفعل الناقص لا يكتفي بمرفوعه ، بل يحتاج إلى متمم وهو الخبر ، وهذا النوع من الأفعال هو :
فتئ : نحو : ما فتئ المؤمن ذاكرا ربه .
48 ـ ليس : نحو قوله تعالى : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها }2 .
زال التي مضارعها يزال : 49 ـ نحو قوله تعالى : { لا يزالون مختلفين }3 .
أم زال التي مضارعها يزول فتأتي تامة ، ولا تكون ناقصة . نحو : زالت الشمس .
وهي حينئذ بمعنى تحرك ، أو ذهب ، أو ابتعد .
21 ـ ومنه قول كعب ابن زهير :
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل
فـ " زال " في البيت تامة بمعنى " انتقل " ، وفاعل زالوا " واو الجماعة " ، وفاعل فما زال " أنكاس " .
وتأتي زال التامة بمعنى " ميز " .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 152 النساء . 2 ـ 189 البقرة . 3 ـ 118 هود .

نحو : زال الراعي غنمه من غنم أخيه . ومضارعها في هذه الحالة " يزيل " .
ومن معانيها : نحى ، وأبعد . وهي باختصار تفيد : الذهاب ، والانتقال .

تنبيه : قد تأتي " كان " زائدة بخلاف أنها تامة ، أو ناقصة ، وفي هذه الحالة لا عمل لها ، وتكون زيادتها في المواضع التالية :
1 ـ بين المبتدأ والخبر . نحو : زيد كان قائم .
فـ " زيد " مبتدأ مرفوع ، و” كان “ زائدة لا عمل لها ، و " قائم " خبر مرفوع بالضمة .
2 ـ بين الفعل ومعموله . نحو : لم أر كان مثلك . وما صادقت كان غيرك .
أر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .
كان : زائدة لا عمل لها .
مثلك : مفعول به ، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه .
3 ـ بين الصلة والموصول . نحو : وصل الذي كان أوعدك .
4 ـ بين الصفة والموصوف . نحو : التقيت بصديق كان مسافرٍ .
22 ـ ومنه قول الشاعر* :
وماؤكم العذب الذي لو شربته شفاء لنفس كان طال اعتلالها
فجملة " طال اعتلالها " في محل جر صفة ، وقد جاءت كان زائدة لا عمل لها .
5 ـ بين الجار والمجرور . 23 ـ كقول الشاعر* :
سراة بني أبي بكر تسامى على كان المسومة العراب
6 ـ بين ما التعجبية وفعل التعجب . نحو : ما كان أكرمك .
ما كان : تعجبية مبتدأ ، وكان : زائدة لا عمل لها .
ــــــــــــــ
*الشاهدان بلا نسبة .

أكرمك : فعل ماض ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود على ما ، والجملة في محل رفع خبر ما .
تنبيه : لا تكون زيادة " كان " إلا بصيغة الماضي .
كان وأخواتها من حيث الجمود والتصرف .
تنقسم كان وأخواتها من حيث الجمود والتصرف إلى قسمين : ـ
1 ـ قسم جامد لا يتصرف مطلقا ، ولا يكون إلا في صيغة الماضي وهو :
ما دام الناقصة ، وليس . أما دام التامة فيؤخذ منها المضارع ، والأمر .
نحو : مثال المضارع " يدوم " : لا يدوم إلا وجه الله .
ومثال الأمر " دم " دم في عملك حتى حين .
2 ـ قسم متصرف ، وينقسم بدوره إلى نوعين : ـ
أ ـ ما يتصرف تصرفا ناقصا ، فلا يؤخذ منه إلا الماضي والمضارع واسم الفاعل .
وهو : زال ، فتئ ، برح ، وانفك .
مثال ماضي زال ، 50 ـ قوله تعالى : { فما زالت تلك دعواهم }1 .
ومثال المضارع ، 51 ـ قوله تعالى : { ولا يزال الذين كفروا في مرية منه }2 .
ومثال اسم الفاعل ، 24 ـ قول الحسين بن مطير الأسدي :
قضى الله يا أسماء أن لست زائرا أُحِبُّك حتى يُغمِض الجفنَ مُغمَضُ
الشاهد في البيت قوله : زائرا ، فهو اسم فاعل من زال الناقصة ، واسمه ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، وجملة أحبك في محل نصب خبره {3} .
ومضارع فتئ : يفتأ . نحو قوله تعالى : { تالله تفتؤ تذكر يوسف }4 .
واسم الفاعل : فاتئ . 52 ـ نحو : ما فاتئ المصلي قائما .
ومضارع برح : يبرح . 53 ـ نحو قوله تعالى : { لن نبرح عليه عاكفين }5 .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 15 الأنبياء . 2 ـ 55 الحج .
3 ـ انظر حاشية الصبان على شرح الأشموني ج1 ص232 .
4 ـ 85 يوسف . 5 ـ 91 طه .

واسم الفاعل : بارح . نحو : ما بارح محمد مسافرا .
ومضارع انفك : ينفك . نحو : لا تنفك الحرب قائمة .
واسم الفاعل : منفك . نحو : ما منفكة جهود السلام متعثرة .
تنبيه : ربما يدور في ذهن القارئ سؤل حول اسم الفاعل من الفعل الناقص عندما يقع مبتدأ ، فيسأل : أين خبره ؟ وجواب ذلك هو : مرفوع اسم الفاعل .
فإذا قلنا : ما بارح محمد مسافرا .
نعرب " بارح " مبتدأ ، وخبره : محمد .
وفي نفس الوقت نعرب " محمد " : اسم بارح ، وخبره : مسافرا .
فإذا قلت : كيف يكون مرفوع اسم الفاعل الناقص هو خبره في نفس الوقت ، مع أنه لا يتم المعنى به .
الجواب : نقول إنه لا يمنع مانع أن يكون مرفوع اسم الفاعل الناقص هو خبره في نفس الوقت . أما عدم تمام المعنى به ، فلم يكن حاصلا من الخبر ، وإنما من نقصان المبتدأ ، فهو اسم فاعل لفعل ناقص {1} ، والله أعلم .
ب ـ ما يتصرف تصرفا تاما ، وهو بقية أخوات " كان " .
مثال المضارع ، 54 ـ قوله تعالى : { ويكون الرسول عليكم شهيدا }2 .
ومثال الأمر قوله تعالى : { كونوا قوامين بالقسط }3 .
واسم الفاعل : محمد كائن أخاك .
25 ـ ومنه قول الشاعر* :
وما كل ما يبدي البشاشة كائنا أخاك إذا لم تلفه لك منجدا
الشاهد قوله " كائنا " فهو اسم فاعل من كان الناقصة عمل عملها فرفع اسما تقديره : هو ، ونصب الخبر : أخاك .
والمصدر من كان : كون . نحو : سنلتقي غدا كونك موافقا .
ـــــــــــــــــــــــــ
4 ـ انظر حاشية الصبا على شرح الأشموني ج1 ص232 .
2 ـ 143 البقرة . 3 ـ 135 النساء . * الشاهد بلا نسبة .

26 ـ ومنه قول الشاعر* :
ببذل وحل ساد في قومه الفتى وكونك إياه عليك يسير
الشاهد قوله : كونك إياه ، فـ " كون " مصدر من كان الناقصة رفع اسما وهو : الضمير المتصل في " كونك " ، ونصب خبرا وهو : إياه .
وقس على ذلك بقية أخوات “ كان “ التامة .

حكم اسم كان وأخواتها ، وخبرهن من حيث التقديم والتأخير .
أولا ـ حكم الاسم : لا يجوز تقديم اسم كان وأخواتها عليها ؛ لأنه بمنزلة الفاعل من
الفعل ، فإذا تقدم الفاعل على فعله أصبح مبتدأ . نحو : محمد قام .
وكذلك إذا تقدم الاسم على الفعل الناسخ أصبح مبتدأ .
نحو : أحمد كان مسافرا ، وعليّ أصبح متفوقا .

ثانيا ـ حكم الخبر من حيث التقديم والتأخير .
لخبر الأفعال الناسخة ست حالات : ـ
1 ـ وجوب التأخير عن الاسم :
أ ـ إذا كانا متساويين في التعريف وخشي اللبس بينهما . نحو : كان محمد صديقي ، وأصبح يوسف جاري .
فإذا قدمنا خبر كان ، أو إحدى أخواتها في هذه الحالة على الاسم صار الخبر هو الاسم ، والاسم هو الخبر لذا وجب التأخير .
ب ـ يجب التأخير إذا كان الخبر مقصورا على المبتدأ بـ " إلا " المنفية ، أو بإنما .
55 ـ نحو : ما كان القائد إلا صديقا لجنوده .
ونحو : إنما كان القائد صديقا لجنوده .
2 ـ وجوب التقديم على الاسم ليس غير ، وذلك إذا كان في الاسم ضمير يعود على بعض الخبر شبه الجملة ، مع وجود ما يمنع تقدم الاسم على الحرف المصدري
56 ـ " أن " . نحو : سرني أن يكون في المنزل أصحابه .
ـــــــــــ
* الشاهد بلا نسبة .

فلا يصح أن نقول : سرني أن يكون أصحابه في المنزل . لئلا يعود الضمير على
متأخر لفظا ورتبة .
كما لا يصح تقديم الاسم على " أن " لئلا يلزم تقديم معمول الصلة على الموصول {1} .

3 ـ أ ـ جواز تقديم الخبر على الاسم ، وذلك إذا أمن اللبس بأن كان الخبر نكرة والاسم معرفة .
57 ـ نحو قوله تعالى { وكان حقا علينا نصر المؤمنين }2 .
فـ " حقا " خبر كان تقدم على اسمها " نصر " المعرف بالإضافة .

ب ـ جواز تقديم الخبر على الفعل الناسخ واسمه .
58 ـ نحو : مبالغا كان محمد في حديثه .
وعلة التقديم يرجع إلى : جواز تقديم معمول الخبر على العامل .
59 ـ كما في قوله تعالى : { وأنفسهم كانوا يظلمون }3 .
فـ " يظلمون " في محل نصب خبر كان ، وأنفسهم مفعول به ليظلمون ، وقد تقدم المفعول به على كان العاملة النصب في الخبر “ يظلمون “ فمن باب أولى أن يتقدم الخبر على الفعل الناسخ .

4 ـ يجب تقديم الخبر على الفعل الناسخ واسمه ؛ إذا كان الخبر من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الاستفهام ، والشرط ، وكم الخبرية .
نحو : أين كان والدك ، ومن كان يحترمك فاحترمه ، 60 ـ وكم طالب كان رسوبه بسبب الإهمال .
ويستثنى في هذه الحالة من الأفعال الناقصة " ليس " ؛ لأن خبرها لا يجوز أن يسبقها على الوجه الصحيح .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل ج1 ص202 الهامش .
2 ـ 47 الروم . 3 ـ 177 الأعراف .

5 ـ وجوب التقدم على الفعل ، واسمه ، أو التوسط بينهما ، وذلك إذا كان الاسم متصلا بضمير يعود على بعض الخبر ، ولم يكن ثمة ما يمنع من التقدم على الفعل . نحو : كان في الحديقة زوارها ، وأمسى خادمَ فاطمة زوجها .
بنصب " خادم " على أنه خبر أمسى مقدم عليها .

6 ـ ويمتنع تقدم الخبر على الفعل واسمه ، غير أنه يجوز التوسط بينهما ، أو التأخر عنهما ؛ وذلك إذا كان الفعل مسبوقا بأداة لها الصدارة في الكلام ، ولا يجوز الفصل بين الأداة ، وبين الفعل . نحو : هل صار العجين خبزا ؟
فلا يجوز تقدم الخبر على " هل " ؛ لأن لها الصدارة ، فلا يصح أن نقول : خبزا
هل صار العجين ، ولا على " كان " لئلا نفصل بين هل والفعل ، فلا يصح أن نقول : هل خبزا صار العجين ؟
ولكن يجوز أن نقول : هل صار خبزا العجين . بعدم وجود المانع من التوسط .
تنبيه : يستثنى من الأحكام السابقة أخبار : مادام ، وما زال ، وما فتئ ، وما برح ، وما انفك ، و" ليس " في بعض الحالات .

أحكام أخبار : ما دام وما زال ، وأخواتها ، وليس .
1 ـ حكم خبر ما دام :
أ ـ منع بعض النحاة تقدم خبر ما دام على اسمها ، فلا يصح أن نقول : امتنعت من الحضور ما دام حاضرا محمد .
والصحيح جواز التقديم ، والشاهد على ذلك 27، ـ قول الشاعر* :
لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته بادِّكار الموت والهرم
الشاهد قوله : مادامت منغصة لذاته . حيث قدم خبر ما دام وهو " منغصة " على اسمها وهو
" لذاته " .
وفي ذلك نظر لأنه يجوز في اسم ما دامت الإضمار ، والتقدير : ما دامت هي يعود على الذات
الآتية ، وإن كان الضمير قد عاد على متأخر ، وليس في ذلك ما ينكره أحد ، فقد ورد في
61 ـ قوله تعالى : { فأوجس في نفسه خيفة موسى }1 .
فالضمير في " نفسه " عائد على موسى المتأخر عنه .
وبذلك تكون " منغصة " خبر ما دام مؤخرا على اسمها ، و " لذاته " نائب فاعل لاسم المفعول " منغصة " ، وعليه لا شاهد في البيت على جواز تقديم خبر ما دام على اسمها وهو مذهب ابن معط .

ب ـ يمتنع تقديم خبر ما دام عليها ، فلا يجوز أن نقول : سأنتظرك قادما ما دمت .
ولن أصحبك موجودا ما دام أخوك .
واجاز البعض التقديم على " ما " وحدها . فنقول :
لن أصحبك ما موجودا دام أخوك ، وفيه تكلف .

2 ـ حكم خبر الأفعال المسبوقة بـ " ما " النافية : ما زال وأخواتها .
لا يجوز تقدم الخبر على هذه الأفعال ، إذ لا يصح أن نقول :
منهمرا ما زال المطر . بنصب " منهمرا " على أنه خبر ما زال .
غير أن بعضهم أجاز التقديم ؛ إذا كان النفي بغير " ما " ، كأن يكون بـ " لم " وسواها . نحو : قائما لم يزل محمد . وفيه نظر ؛ لأن أغلب النحاة على منعه .

3 ـ حكم خبر ليس :
أ ـ اختلف كثير من النحاة على منع تقدم خبر ليس على اسمها ، ولم يجيزوا ذلك ،
فلا نقول : ليس موجودا محمد ، وليس مسافرا علي .
والصحيح الجواز فقد ورد في ، 62 ـ قوله تعالى : { ليس البر أن تولوا وجوهكم }2 .
بنصب البر على أنها خبر ليس مقدم ، واسمها المصدر المؤول من أن والفعل تولوا ، والتقدير : ليس البر تولية وجوهكم .

ــــــــــــ
1 ـ 67 طه .
2 ـ 177 البقرة .

28 ـ ومنه قول السموءل بن عدياء :
سلي ـ إن جهلت ـ الناس عنا وعنهم فليس سواء عالم وجهول
فـ " سواء " خبر ليس مقدم ، و " عالم " اسمها مؤخر .
ب ـ كما اختلفوا حول تقدم خبرها عليها ، وعلى اسمها ، وقال أكثرهم بالمنع ، فلا يصح أن نقول : قائما ليس زيد .
وأجازه البعض على اعتبار جواز تقديم معمول الخبر على الفعل الناسخ كما ذكرنا سابقا ، واستدلوا 63 ـ بقوله تعالى : { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم }1 .
فـ " يوم يأتيهم " معمول الخبر " مصروفا " تقدم على ليس ، ولا يتقدم المعمول إلا حيث يتقدم العامل ، وهو من باب أولى ، وفيه خلاف ، والله أعلم .

مواطن حذف كان .
1 ـ تحذف كان وجوبا دون اسمها وخبرها بالشروط الآتية : ــ
أن تقع " كان " صلة لأن المصدرية ، ويعوض عنها بـ " ما " الزائدة مع دغمها بـ " أن " . نحو : أمّا أنت مسافرا سافرت .
29 ـ ومنه قول عباس بن مرداس :
أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع
الشاهد في البيت قوله : أمّا أنت ذا نفر
فـ " أمّا " هي " أن " المصدرية المدغمة في " ما " الزائدة النائبة عن كان المحذوفة .
أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم كان المحذوفة .
ذا نفر : ذا خبر كان ، وذا مضاف ، ونفر مضاف إليه .
والتقدير : أن كنت ذا نفر ، ويصح أن نقول : أمّا محمد مقيما أقمتُ .
2 ـ يجوز حذفها مع اسمها دون خبرها بعد " إن ، و لو " الشرطيتين .
ـــــــــــ
1 ـ 8 هود .

64 ـ نحو قول الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ " الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر " .
والتقدير : إن كان عملهم خيرا فجزاؤهم خير ، وإن كان عملهم شرا فجزاؤهم شر .
65 ـ ونحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " التمس ولو خاتما من حديد " .
ومنه : أعطني ولو ريالا . والتقدير : ولو كان الذي تلتمسه خاتما من حديد .
30 ـ ومنه قول النعمان بن المنذر ملك الحيرة :
قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا فما اعتذارك من قول إذا قيل
الشاهد في البيت : إن صدقا وإن كذبا .
فـ " صدقا " خبر لكان المحذوفة مع اسمها بعد " إن " الشرطية ، والتقدير : إن كان المقول صدقا ، وإن كان المقول كذبا .

3 ـ ويجوز حذفها مع معموليها بلا عوض ، وذلك بعد " إن " الشرطية .
جوابا لمن يسأل . هل ستسافر برا وإن كان الجو ممطرا ، فتجيب : نعم وإن .
التقدير : وإن كان الجو ممطرا . 31 ـ ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :
قالت بنات العم يا سلمى وإن كان فقيرا معدما قالت وإن
فالشاهد قوله : " قالت وإن " فحذف كان واسمها وخبرها بعد " إن " الشرطية ، ولم يعوض عنهم ، والتقدير : وإن كان هو فقيرا .

4 ـ تحذف نون كان بالشروط الآتية :
أ ـ أن تكون فعلا مضارعا .
ب ـ أن يكون المضارع مجزوما .
ج ـ ألا يقع بعد نونها ساكن .
د ـ ألا يقع بعد الفعل المضارع ضمير متصل .
نحو قوله تعالى : { ولم يك من المشركين }1 .
ــــــــــ
1 ـ 120 النحل .

وقوله تعالى : { ولم أك بغيا }1 .
ومنه قول الحطيئة : 32 ـ
ألم أك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والإخاء
تنبيه :
1 ـ يجوز اتصال الباء الزائدة بخبر كان . نحو : ما كان أخوك بمهمل .
ونحو : لا تكن بمستعجل .
وفي هذه الحالة لا بد أن تسبق كان بنفي ، أو شبهه ، كما مثلنا .
2 ـ يجوز اتصال الباء الزائدة بخبر ليس . نحو : ليس الفوز ببعيد .
66 ـ ومنه قوله تعالى : { أليس الله بأحكم الحاكمين }2 .
ــــــــــــــ
1 ـ 20 مريم . 2 ـ 8 التين

نماذج من الإعراب

40 ـ قال تعالى : { وكان الله بكل شيء محيطا } .
وكان : الواو حرف عطف ، كان فعل ماض ناقص ، ويجوز أن تكون الواو استئنافية .
الله : لفظ الجلالة اسم كان مرفوع .
بكل شيء : بكل جار ومجرور متعلقان بـ " محيطا " وكل مضاف ، وشيء مضاف إليه مجرور بالكسرة .
محيطا : خبر كان منصوب بالفتحة .
وجملة " كان ... إلخ " معطوفة على ما قبلها ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

41 ـ قال تعالى : { فما زلتم في شك } .
فما : الفاء حرف عطف ، وما نافية لا عمل لها .
زلتم : زال فعل ماض ناقص مبني على السكون ؛ لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتصل في محل رفع اسمه .
في شك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر زال .
والجملة معطوفة على ما قبلها .

42 ـ قال تعالى : { تالله تفتؤ تذكر يوسف } .
تالله : التاء حرف جر يفيد القسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولفظ الجلالة اسم مجرور بالكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بـ " تفتؤ " .
تفتؤ : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة ، وأصله لا تفتأ ، فحذف حرف النفي الذي هو شرط في عمل هذا الفعل وما شابهه من الفعل " زال " وأخواتها ، وقد سد القسم مسد النفي ؛ لأن القسم إذا لم يؤكد الفعل بعده باللام والنون فهو نفي {1} ، وإذا أكد باللام والنون فهو إثبات ، والقسم هنا لم يؤكد الفعل بعده باللام بالنون ، لذلك اعتبر القسم نفيا ، والفعل في أصله يفيد النفي ، ونفي النفي إثبات ، وهذا هو الغرض من سبق هذه الأفعال بحرف النفي .
واسم تفتؤ ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت يعود على والد يوسف .
تذكر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على والد يوسف أيضا .
يوسف : مفعول به منصوب بالفتحة ، وجملة " تذكر يوسف " في محل نصب خبر تفتؤ . وتقدير الآية : نقسم بالله تعالى لا تزال ذاكرا يوسف متفجعا عليه .
والشاهد في الآية تقدير النفي بعد القسم .

19 ـ قال الشاعر :
صاح شمر ولا تزل ذاكرا المو ت فنسيانه ضلال مبين
صاح : منادى مرخم بحرف نداء محذوف ، وترخيمه شاذ ؛ لأنه نكرة ، إذ لا يرخم مما ليس آخره تاء إلا العلم .
شمر : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على صاح .
ولا تزل : الواو حرف عطف ، ولا ناهية ، تزل فعل مضارع ناقص مجزوم بحرف النهي ، وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
ذاكر الموت : ذاكرا خبر تزل منصوب بالفتحة ، وذاكر مضاف ، والموت مضاف
إليه مجرور بالكسرة .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ انظر روح المعاني للألوسي ج13 ص41 .

فنسيانه : الفاء حرف دال على التعليل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، نسيان مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
ضلال : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة .
مبين : صفة مرفوعة بالضمة ، وجملة لا تزل معطوفة على ما قبلها .

43 ـ قال تعالى : { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا } .
وأوصاني : الواو حرف عطف ، أوصى فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود على الله ، والنون للوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
بالصلاة : جار ومجرور متعلقان بأوصاني .
والزكاة : الواو حرف عطف ، الزكاة معطوف على ما قبله .
ما دمت : ما مصدرية تفيد الظرف حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، دام فعل ماض انقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتصل في محل رفع اسم دام .
حيا : خبر ما دام منصوب بالفتحة .

44 ـ قال تعالى : { فلمّا أن جاء البشير ألقاه على ظهره فارتد بصيرا } .
فلما : الفاء حرف عطف ، لما ظرفيه بمعنى " حين " متضمنة معنى الشرط غير جازمة ، مبنية على السكون في محل نصب ، وامتناع عملها الجزم لاختصاصها بالدخول على الأفعال الماضية {1} .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ انظر المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ص377 للمؤلف .

أن جاء : أن حرف مصدري ونصب ، جاء فعل ماض مبني على الفتح ، والتقدير : حين مجيء البشير .
البشير : فاعل مرفوع بالضمة .
ألقاه : ألقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على البشير ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
على وجهه : جار ومجرور متعلقان بالفعل ألقى ، والضمير المتصل بوجه في محل جر مضاف إليه .
فارتد : الفاء تفيد السببية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، ارتد فعل ماض تام مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على والد يوسف .
بصيرا : حال منصوبة من الضمير المستتر في ارتد .
وجملة " لما " ... إلخ معطوفة على ما قبلها .

45 ـ قال تعالى : { انقلبتم على أعقابكم } .
انقلبتم : انقلب فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتحرك مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والميم علامة الجمع ، وجملة " انقلبتم " في محل جزم جواب
الشرط .
على أعقابكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الضمير في
" انقلبتم " ، والكاف ضمير في محل جر مضاف إليه .

20 ـ قال الشاعر :
قطعت إذا ما الآل آض كأنه سيوف تنحى ساعة ثم تلتقي
قطعت : فعل وفاعل .
إذا ما : لفظ مركب من إذا الشرطية ، وما الزائدة .
الآل : مبتدأ مرفوع بالضمة باعتبار الفعل بعده ناقص بمعنى صار ، ولو كان الفعل تاما لأعربنا " الآل " فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده .
آض : فعل ماض ناقص بمعنى صار مبني على الفتح ، ـ وهو مكان الشاهد ـ واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على " الآل " .
كأنه : كأن حرف مشبه بالفعل ناصب لاسمه رافع لخبره ، والضمير المتصل في محل نصب اسمه .
سيوف : خبر كأن مرفوع بالضمة .
وجملة " كأنه سيوف " في محل نصب خبر آض باعتبارها ناقصة بمعنى صار .
وجملة " آض " في محل رفع خبر المبتدأ " الآل " .
تنحى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على سيوف .
ساعة : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " تنحى " .
ثم : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
تلتقي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على السيوف ، وجملة تلتقي معطوفة على جملة تنحى .
تنبيه :
إذا اعتبرنا آض بمعنى رجع فلا شاهد في البيت ، ويكون الضمير المقدر فيها فاعلا ، والآل قبلها فاعل لفعل محذوف كما ذكرنا سابقا ، وتكون جملة كأنه في محل نصب حال من الضمير في آض . والله أعلم .

46 ـ قال تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة .
وإن كان : الواو للاستئناف ، إن شرطية جازمة ، كان فعل ماض تام مبني على الفتح .
ذو : فاعل كان مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف .
عسرة : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وجملة كان في محل جزم فعل الشرط .
فنظرة : الفاء واقعة في جواب الشرط ، نظرة خبر لمبتدأ محذوف وتقدير الكلام : فالحكم نظرة . والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط .
إلى ميسرة : جار ومجرور متعلقان بنظرة ، أو بمحذوف صفة لها .
وجملة " وإن كان " ... إلخ لا محل لها من الإعراب استئنافية ، ويجوز فيها العطف إذا اعتبرنا الواو عاطفة .

47 ـ قال تعالى : { وكان الله غفورا رحيما } .
وكان : الواو للاستئناف ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
الله : لفظ الجلالة اسم كان مرفوع بالضمة .
غفورا : خبر كان منصوب بالفتحة .
رحيما : خبر ثان لكان منصوب بالفتحة .
وجملة كان ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

48 ـ قال تعالى : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } .
وليس : الواو للاستئناف ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
البر : اسم ليس مرفوع بالضمة .
بأن : الباء حرف جر صلة " زائد " ، أن حرف مصدري ونصب .
تأتوا : فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، واو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل .
وأن المصدرية والفعل في تأويل مصدر صريح في محل جر لفظا بحرف الجر الزائد ، ومنصوب محلا خبر ليس ، والتقدير : ليس البر آتيان البيوت .
البيوت : مفعول به منصوب بالفتحة .
من ظهورها : جار ومجرور متعلقان بالفعل تأتوا ، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . وجملة ليس البر ... إلخ معطوفة على ما قبلها .

49 ـ قال تعالى : { لا يزالون مختلفين } .
لا يزالون : لا نافية لا عمل لها ، يزالون فعل مضارع ناقص مرفوع بثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع اسمه .
مختلفين : خبر يزال منصوب بالياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم .

21 ـ قال الشاعر :
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل
زالوا : زال فعل ماض تام مبني على الضم ؛ لاتصاله بواو الجماعة ، وهي في محل رفع فاعلة .
فما زال : الفاء لتزيين اللفظ حرف مبني على الفتح لا عمل له ، وما نافية لا عمل لها ، زال فعل ماض تام مبني على الفتح .
أنكاس : فاعل مرفوع بالضمة .
ولا كشف : الواو عاطفة ، ولا نافية لا عمل لها ، وكشف معطوف على أنكاس .
عند اللقاء : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بزال ، وهو مضاف ، واللقاء مضاف إليه مجرور بالكسرة .
ولا ميل معازيل : الجملة معطوفة على كشف ، ويصح ويصح أن يلحق العطف " ميل " فقط ، وتكون معازيل صفة لميل مرفوعة مثلها .

22 ـ قال الشاعر :
وماؤكما العذب الذي لو شربته شفاء لنفس كان طال اعتلالها
وماؤكما : الواو حسب ما قبلها حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وماء مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم والألف علامة التثنية .
العذب : صفة مرفوعة بالضمة .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر .
لو شربته : لو حرف امتناع لامتناع " امتناع الجواب لامتناع الشرط " مبني على السكون لا محل له من الإعراب ؛ وهي غير جازمة . شربته فعل وفاعل ومفعول به . وجملة " شربته " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
شفاء " مفعول لأجله منصوب بالفتحة .
لنفس : جار ومجرور متعلقان بشفاء .
كان : زائدة لا عمل لها .
طال اعتلالها : طال فعل ماض مبني على الفتح ، واعتلالها فاعل مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وجملة " اعتلالها " في محل جر صفة " لنفس " فصل بينهما " كان "

23 ـ قال الشاعر :
سراة بني أبي بكر تسامى على كان المسومة العراب
سراة : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
بني أبي بكر : بني مضاف إليه مجرور بالياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وبني مضاف ، وأبي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، وأبي مضاف ، وبكر مضاف إليه مجرور
بالكسرة .
تسامى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على جياد ، والجملة في محل رفع خبر .
على : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
كان : زائدة لا عمل لها .
المسومة : اسم مجرور بعلى ، وشبه الجملة متعلق بـ " تسامى " .
العراب : صفة مجرورة لمسومة .

50 ـ قال تعالى : { فما زالت تلك دعواهم } .
فما : الفاء حرف استئناف ، ما نافية لا عمل لها ، زال فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث الساكنة .
تلك : اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع اسم زال .
دعواهم : خبر زال منصوب بالفتحة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر
مضاف إليه .
وجملة " ما زالت ... إلخ " لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

51 ـ قال تعالى : { ولا يزال الذين كفروا في مرية منه } .
ولا يزال : الواو حسب ما قبلها ، أو استئنافية ، لا نافية ، يزال فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة .
الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع اسم يزال .
كفروا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
في مرية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يزال .
من : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف ، والتقدير : يشكون منه .

24 ـ قال الشاعر :
قضى الله يا أسماء أن لست زائلا أحبك حتى يغمض الجفن مغمض
قضى الله : قضى فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر ، ولفظ الجلالة فاعل .
يا أسماء : يا حرف نداء مبني على السكون ، أسماء منادى علم مبني على الضم في محل نصب .
أن : مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : أنه .
لست : فعل ماض ناقص مبني على السكون ، واسمه ضمير متصل فيه في محل رفع ، وجملة " أن لست " في محل نصب مفعول به لقضى ، والتقدير : قضى الله بعدم زوالي .
زائلا : خبر ليس منصوب بالفتحة ، وجملة " لست زائلا " في محل رفع خبر أن .
واسم زائل محذوف تقديره : أنا ، في محل رفع ؛ لأن زائل اسم فاعل من زال يعمل عملها .
أحبك : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به .
وجملة " أحبك " في محل نصب خبر زائل .
حتى يغمض : حتى حرف جر وغاية ، يغمض فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحتى والتقدير : حتى إغماض الجفن .
الجفن : مفعول به تقدم على فاعله منصوب بالفتحة .
مغمض : فاعل مؤخر مرفوع بالضمة . 52 ـ ما فاتئ المصلي قائما . ما فاتئ : ما نافية لا عمل لها ، فاتئ مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو اسم فاعل من الفعل الناقص فتئ ويعمل عمله .
المصلي : اسم فاتئ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل .
قائما : خبر فاتئ منصوب بالفتحة . وقيل اسم فاتئ محذوف وتقدير : هو ، والمصلي خبره ، وفي ذلك خلاف ، والوجه الأول أحسن ، وأقرب إلى المنطق .

53 ـ قال تعالى : { لن نبرح عليه عاكفين } .
لن نبرح : لن حرف نفي ونصب ، نبرح فعل مضارع ناقص منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن .
عليه : جار ومجرور متعلقان بعاكفين .
عاكفين : خبر نبرح منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم .

54 ـ قال تعالى : { ويكون الرسول عليكم شهيدا } .
ويكون : الواو حرف عطف ، يكون فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة .
الرسول : اسم يكون مرفوع بالضمة .
عليكم : جار ومجرور متعلقان بـ " شهيدا " .
شهيدا : خبر يكون منصوب .

25 ـ قال الشاعر :
وما كل من يبدي البشاشة كائنا أخاك إذا لم تلفه لك منجدا
وما كل : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية تعمل عمل ليس ، كل اسمها مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
يبدي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على من .
وجملة " يبدي ... " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
البشاشة : مفعول به منصوب بالفتحة .
كائنا : اسم فاعل من كان الناقصة ، خبر ما منصوب بالفتحة ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو يعود إلى كل .
أخاك : خبر كائن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل لجر مضاف إليه .
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان منصوب بالفتحة المقدرة ، تضمن معنى الشرط .
لم تلفه : لم حرف نفي وجزم وقلب ، تلفه فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به أول .
لك : جار ومجرور متعلقان بـ " منجدا " .
منجدا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة لتلفي .

26 ـ قال الشاعر :
ببذل وحلم ساد في قومه الفتى وكونك إياه عليك يسير
ببذل : جار ومجرور متعلقان بساد الآتي .
وحلم : الواو عاطفة ، حلم معطوف على ما قبله مجرور بالكسرة .
ساد في قومه : ساد فعل ماض مبني على الفتح ، في قومه جار ومجرور متعلقان بساد ، وقوم
مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
الفتى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .
وكونك : الواو للاستئناف ، كون مصدر من كان الناقصة مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، وهو أيضا في محل رفع اسم " كون " .
إياه : ضمير منفصل في محل نصب خبر كون .
عليك : جار ومجرور متعلقان بيسير .
يسير : خبر المبتدأ " كون " مرفوع بالضمة الظاهرة .
وجملة " كون " وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

55 ـ ما كان القائد إلا صديقا لجنوده .
ما كان : ما نافية لا عمل لها ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
القائد : اسم كان مرفوع بالضمة .
إلا صديقا : إلا أداة حصر لا عمل لها ، صديقا خبر كان منصوب بالفتحة .
لجنوده : جار ومجرور متعلقان بـ " صديقا " وجنود مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

56 ـ سرني أن يكون في المنزل أصحابه .
سرني : سر فعل ماض مبني على الفتح ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به .
أن يكون : أن حرف مصدري ونصب ، يكون فعل مضارع ناقص منصوب بأن وعلامة نصبه
الفتحة ، والمصدر المؤول بالصريح في محل رفع فاعل " سر " ، والتقدير : سرني كون أصحاب المنزل فيه .
في المنزل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكون تقدم على اسمها .
أصحابه : اسم يكون مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وتقدم الخبر على اسمه لاشتمال الاسم على ضمير يعود على الخبر ، فلو تقدم الاسم لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة .

57 ـ قال تعالى : { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } .
وكان : الواو حسب ما قبلها ( تلاحظ ) ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
حقا : خبر كان تقدم على اسمها ، منصوب بالفتحة الظاهرة .
علينا : جار ومجرور متعلقان بـ " حقا " .
نصر المؤمنين : نصر اسم كان مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، المؤمنين مضاف إليه مجرور بالياء .

58 ـ مبالغا كان محمد في حديثه .
مبالغا : خبر كان تقدم عليها منصوب بالفتحة .
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
محمد : اسم كان مرفوع بالضمة .
في حديثه : جار ومجرور متعلقان بـ " مبالغا " ، وحديث مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

59 ـ قال تعالى : { وأنفسهم كان يظلمون }
وأنفسهم : الواو حرف عطف ، أنفسهم مفعول به مقدم ليظلمون ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
كانوا : كان فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها .
يظلمون : فعل مضارع من الأفعال الخمسة مرفوع بثبوث النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، وجملة " يظلمون " في محل نصب خبر كان .
وجملة " أنفسهم " ... إلخ معطوفة على ما قبلها .

60 ـ كم طالب كان رسوبه بسبب الإهمال .
كم : خبرية مبنية على السكون في محل نصب خبر كان مقدم عليها ، وكم مضاف ، وطالب تمييز مجرور بالإضافة .
كان رسوبه : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، ورسوبه اسم كان مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
بسبب الإهمال : بسبب جار ومجرور متعلقان بـ " رسوب " ، وسبب مضاف ، والإهمال مضاف إليه مجرور .

27 ـ قال الشاعر :
لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته بادكار الموت والهرم .
لا طيب : لا نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، طيب اسمه مبني على الفتح في محل نصب .
للعيش : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ويجوز أن يكون تعلق الجار والمجرور بـ " طيب " ، وخبر " لا " محذوف .
ما دامت : ما مصدرية تفيد الظرف ، دامت فعل ماض ناقص ، والتاء للتأنيث الساكنة .
منغصة : خبر ما دام مقدم على اسمها منصوب بالفتحة .
لذاته : اسم مادام مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
بادكار : جار ومجرور متعلقان بـ " منغصة " وهو مضاف .
الموت : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
والهرم : الواو عاطفة ، الهرم معطوف على الموت مجرور بالكسرة .

61 ـ قال تعالى : { فأوجس في نفسه خيفة موسى } .
فأوجس : الفاء للاستئناف ، أوجس فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .
في نفسه : جار ومجرور متعلقان بـ " أوجس " ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه يعود على موسى .
خيفة : حال منصوبة بالفتحة .
موسى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .

62 ـ قال تعالى : { ليس البر أن تولوا وجوهكم } .
ليس : فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح ، وجمدت لكونها جاءت بصيغة الماضي ، ومعناها نفي الحال ، فلم يتكلف لها بناء آخر فاستعملت على لفظ واحد ، كما أنها خالفت الأفعال بوضعها للنفي والسلب ، ولم تضع الأفعال لنفي وسلب المعنى ، لذلك أنزلت منزلة الحرف ، فجمدت ، ولم
تتصرف ، والدليل على فاعليتها اتصالها بالضمائر المرفوعة بها .
البر : خبر ليس مقدما علي اسمها منصوب بالفتحة .
أن تولوا : أن حرف مصدري ونصب ، تولوا فعل مضارع من الأفعال الخمسة منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع اسم ليس مؤخر ، ويجوز في " البر " أن يكون اسم ليس ، والمصدر خبرها وذلك في إحدى القراءات .
وجوهكم : مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل لفي محل جر مضاف إليه .

28 ـ قال الشاعر :
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم فليس سواء عالم وجهول
سلي : فعل أمر مبني على حذف النون ، وياء المخاطبة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعله .
إن جهلت : إن حرف شرط جازم ، جهلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع فاعل .
وجملة " جهلت " في محل جزم فعل الشرط ، وجواب الشرط محذوف يل عليه سياق الكلام ، والتقدير : إن جهلت فاسألي .
الناس : مفعول به منصوب بالفتحة .
عنا وعنهم : عنا جار ومجرور متعلقان بـ " سلي " ، وعنهم الواو حرف عطف ، عنهم جار ومجرور معطوف على ما قبله .
فليس : الفاء حرف دال على التعليل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح
سواء : خبر ليس مقدم عليها منصوب بالفتحة الظاهرة .
عالم : اسم ليس مؤخر عن الخبر مرفوع بالضمة .
وجهول : الواو حرف عطف ، جهول معطوف على ما قبله .

63 ـ قال تعالى : { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم } .
ألا يوم : ألا حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة لأنه مفعول به تقدم على عامله " مصروف " ، وقيل هو ظرف ، والعامل فيه محذوف ، ويوم مضاف .
يأتيهم : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء تتقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو يعود على العذاب ، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع .
وجملة : يأتيهم : في محل جر مضاف إليه ليوم .
ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على العذاب أيضا .
مصروفا : خبر ليس منصوب بالفتحة .
عنهم : جار ومجرور متعلقان بـ " مص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......   موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:21

ما يعمل عمل ليس من الحروف

أولا : ما النافية .

تنقسم " ما " النافية إلى قسمين : ـ
1 ـ ما النافية التي لا عمل لها ، ودخولها على الجملة لا يؤثر فيها ، وتعرف بالتميمية ، وسبب عدم عملها ؛ أنها أهملت إهمال ليس عند الكوفيين ، ولا يختص دخولها على الأسماء ، وإنما تدخل على الأسماء والأفعال على حد سواء ، لذلك أهملها التميميون .
مثال دخولها على الأسماء : ما أخوك قائم ، وما عمرو مسافر .
فأخوك مبتدأ ، وقائم خبره .
ولم يرد ذكرها في القرآن الكريم مع الأسماء . وقد كثر ذكرها مع الأفعال الماضية والمضارعة .
مثال دخولها على الأفعال الماضية ، 67 ـ قوله تعالى : { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين }1 . وقوله تعالى : { ما اتبعوا قبلتك }2 .
وقوله تعالى : { وما كان من المشركين }3 .
ومثال دخولها على الأفعال المضارعة قوله تعالى : { وما يعلمنا من أحد }4 .
وقوله تعالى : { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج }5 .
وقوله تعالى : { ما يأكلون في بطونهم إلا النار }6 .
ـــــــــــــ
1 ـ 16 البقرة . 2 ـ 145 البقرة .
53 ـ 67 آل عمران . 4 ـ 105 البقرة .
6 ـ المائدة . 6 ـ 174 البقرة .

2 ـ ما النافية العاملة ، والتي يختص دخولها بالأسماء ، وتعمل عمل ليس ؛ لأنها
تشبهها في نفي الحال عند الجمهور وتعرف بالحجازية .
68 ـ نحو قوله تعالى : { ما هذا بشر }1 . وقوله تعالى : { ما هن أمهاتهم }2 .

شروط عملها :
تعمل ما النافية بشروط هي : ـ
1 ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . إذ لا يصح أن نقول : ما مسافرا محمد .
2 ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها . فلا يصح أن نقول : ما عمله محمد مشكورا ، وما يوم الجمعة محمد قادما ، وما عند السفر عليّ منتظرا .
3 ـ الا تقترن بـ " إن " الزائدة . فلا يجوز أن نقول : ما إن محمد مسافرا .
4 ـ ألا ينتقض النفي بإلا ، فإذا انتقض بطل عمل " ما " .
نحو قوله تعالى : { وما محمد إلا رسول }3 .
وقوله تعالى : { ما أنتم إلا بشر مثلنا }4 . فـ " محمد " مبتدأ ، و " رسول " خبر .
5 ـ ألا تتكرر . ومن الأمثلة التي استوفت فيها " ما " الشروط السابقة قولهم :
ما رجلٌ أكرمَ من حاتم ، وما محمد أشجعَ من علي .
ومنه قوله تعالى : { ما منكم من أحد عنا حاجزين }5 .
33 ـ ومنه قول الشاعر :
ما الحسن في وجه الفتى شرفا له إذا لم يكن في فعله والخلائق
وقول الآخر :
أبناؤها متكنفون أباهم حنقوا الصدور وما هم أولادها
الشاهد في الآية قوله تعالى : { من أحد عنه حاجزين } من : حرف جر زائد ، وأحد : اسم ما في محل رفع ، وحاجزين : خبرها منصوب .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 31 يوسف . 2 ـ 2 المجادلة .
3 ـ 144 آل عمران . 4 ـ 15 ياسين . 5 ـ 47 الحاقة .

والشاهد في البيتين : " ما الحسن شرفا " ، و " وما هم أولادها " . فـ " الحسن " في الشاهد
الأول ، والضمير المنفصل " هم " في الشاهد الثاني كل منهما وقع اسما لما النافية العاملة مرفوعا
بها ، و" شرفا " ، و " أولادها " خبراها منصوبان بها .

تنبيهات وفوائد :
1 ـ يكثر اتصال خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس بالباء الزائدة .
69 ـ كقوله تعالى : { وما ربك بظلام للعبيد }1. وقوله تعالى : { وما هم بمؤمنين }2 .
وقوله تعالى : { وما صاحبكم بمجنون }3 .
34 ـ ومنه قول امرئ القيس :
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ
الشاهد في البيت " بأمثل " فالباء زائدة ، وأمثل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحرمة حرف الجر الزائد .
2 ـ ذكرنا سابقا أنه يمتنع تقديم خبر " ما " العاملة على اسمها إذا كان الخبر اسما ظاهرا ، غير أنه يجوز التقديم إذا كان الخبر شبه جملة .
35 ـ كقول عبد الله بن كعب الحميري :
وما لي شيء منكما غير أنني أمني الصدى ظليكما فأطيل
الشاهد : وما لي شيء ، حيث قدم خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس على اسمها
" شيء " ، وفيه خلاف بين النحاة ، فمنهم من أبطل عملها ، وجعل " لي " في محل رفع خبر مقدم ، و " شيء " مبتدأ مؤخر .
3 ــ من شروط عمل ما عدم زيادة " إن " بعدها ، غير أنه يجوز زيادة غيرها من الأحرف كم الجارة . 70 ـ نحو قوله تعالى : { فما منكم من أحد عنه حاجزين }4 .
ـــــــــــــ
1 ـ 46 فصلت . 2 ـ 8 البقرة .
3 ـ 22 التكوير . 4 ـ 47 الحاقة .

ومنه قول الشاعر :
لا ينسينك الأسى تأسيا فما من حِمام أحدٌ معتصما
الشاهد في الآية قوله تعالى : فما منكم من أحد ، حيث جيء بـ " من " الجارة بعد " ما " .
والشاهد في البيت قول الشاعر : ما من حمام ، حيث قدم معمول الخبر " معتصما " وهو الشبه الجملة الجار والمجرور على اسمها ، وجاءت من الجارة بعد " ما " العاملة .
4 ـ إذا وقعت " بل ولكن " بعد " ما " النافية العاملة ، وجب رفع ما بعدها على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، باعتبار بل ولكن ابتدائيتين ، وليستا عاطفتين ؛ لأن " ما " لا تعمل في الموجب ، وإنما تعمل في المنفي . نحو : ما محمد مسافرا بل مقيم ،
وما زيد مهملا لكن مجتهد .
وعلة عدم إعمالها بعد بل ولكن أن " ما " تقتضي العمل في المنفي ، و " بل ولكن " في هذه الحالة يقتضيان الإيجاب .
فإذا عطف على معمولي " ما " بحرف يقتضي النفي ، ولا يقتضي الإيجاب كـ " الواو " مثلا جاز النصب . نحو : ما سعيد كسولا ولا مهملا .
وجاز الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف . نحو : ما سعيد كسولا ولا مهملٌ {1} .

ثانيا ـ " لا " النافية ، وهي إما عاملة ، أو غير عاملة .
1 ـ " لا " النافية العاملة عمل ليس ، وتعرف بلا الحجازية أيضا ، وهي لنفي الوحدة ، وتعمل بالشروط الآتية ، وإن كان عملها عمل " ليس " على قلة .
أ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين . نحو : لا رجل مسافرا .
ب ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . فلا يجوز أن نقول : لا رجلا مسافر .
ج ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها إلا إذا كان شبه جملة .
ـــــــــــــــ
1 ـ جامع الدروس العربية ج2 ص293 .

نحو : لا في الدار أحد موجودا .
د ـ ألا يكون خبرها محصورا بإلا ، فلا تقول : لا طالب إلا متفوقا .
هـ ـ ألا تتكرر ، لأن نفي النفي إثبات ، وهي لا تعما إلا في النفي .
ومما سبق نجد أن الشروط المتوفرة في عمل " ما " هي نفس الشروط المطلوبة في عمل " لا " ،
ما عدا شرط عدم زيادة " إن " فإنها لا تزاد بعد " لا " أصلا .
ومن الأمثلة التي استوفيت فيها الشروط قولنا : لا رجلٌ أفضلَ من رجل .
36 ـ ومنه قول الشاعر* :
تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا
الشاهد : فلا شيء باقيا . لا : نافية تعمل عمل ليس ، وشيء : اسمها مرفوع ، وباقيا :
خبرها منصوب .
ومنه قول الآخر* :
إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
ومنه قول المتنبي :
نصرتك إذ لا صاحبٌ غيرَ خاذل فبؤت حصنا بالكماة حصينا
37 ـ والغالب في خبرها الحذف كقول سعيد بن مالك :
من صد عن نيرانها فأنا ابن قيس لا براح
الشاهد : لا براح ، فلا نافية عاملة عمل ليس ، وبراح اسمها مرفوع ، وخبرها محذوف تقديره :
لا براح لي .
2 ـ " لا " النافية غير العاملة ، وهي لا تختص بالدخول على الأسماء ، وإنما تدخل على الأسماء ،والأفعال ، كما هو الحال في " ما " غير العاملة .
فإذا دخلت على الأسماء بقيت الجملة بعدها مبتدأ وخبرا .
71 ـ نحو قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 .
ـــــــــ
1 ـ 47 الصافات .

وقوله تعالى : { لا بيع فيه ولا خلال }1 .
وقوله تعالى : { لا الشمس ينبغي ان تدرك القمر }2 .
ويشترط فيها التكرار إذا وليها نعت . نحو قوله تعالى : { زيتونة لا شرقية ولا غربية }3 .
72 ـ وقوله تعالى : { لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث }4 .
ومثال دخولها على الأفعال قوله تعالى : { فلا صدق ولا صلى }5 .
وقوله تعالى { لا يعزب عنه مثقال ذرة }6 .
وقوله تعالى : { فلا أقسم بمواقع النجوم }7 .
ــــــــــــ
1 ـ 31 إبراهيم . 2 ـ 40 ياسين .
3 ـ 35 النور . 4 ـ 71 البقرة .
5 ـ 31 القيامة . 6 ـ 3 سبأ .
7 ـ 75 الواقعة .

فوائد وتنبيهات

1 ـ تعمل " لا " عمل ليس بقلة وندرة كما ذكرنا آنفا ، ولم يرد عملها في القرآن ، ولم يسمع إلا في الشعر كم مثلنا سابقا في موضعه .
38 ـ وقد يكون منه قول الراعي النميري ، ـ والغالب ألا يكون ـ وسنوضحه في الإعراب :
وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل
وذلك إذا جعلنا " ناقة " اسما لـ " لا " ، و " لي " متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لها .
أما قوله تعالى : { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }1 .
فالاختيار عند النحويين الرفع والتنوين على الابتداء {2} .
و " عليهم " متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ " خوف " ، و " لا " لا عمل لها ، وعلتهم في ذلك قوله تعالى : ولا هم يحزنون ، أن ما بعد " لا " معرفة ،
و " لا " لا تعمل إلا في النكرة ، فحملوا الأول على الثاني .
أي حملوا قوله تعالى : لا خوف عليهم ، على قوله تعالى : ولا هم يحزنون .
وبعضهم أجاز أن تكون " لا " عاملة عمل ليس ، وجعل " خوف " اسمها وشبه الجملة في محل نصب خبرها ، وعلة من أجاز ذلك أنه لا يشترط في عملها أن يكون اسمها وخبره نكرتين ، فقد ذكر ابن جني أنه لا يشترط في عملها هذا الشرط . فقد يأتي اسمها معرفة ، وخبرها نكرة ، واستشهد على ذلك بقول النابغة الجعدي :
وحلت سواد القلب لا أنا باغيا سواها ولا عن حبها متراخيا
ومنه قول المتنبي :
إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 38 البقرة .
2 ـ انظر أحكام القرآن الكريم للقرطبي ج1 ص329 ، وروح المعاني للألوسي ج1 ص240 .

وعلى ذلك حملت الآية السابقة : ولا هم يحزنون .
والشاهد في بيتي الجعدى والمتنبي : ولا أنا باغيا ، و : فلا الحمد مكسوبا .
حيث عملت " لا " عمل ليس ، واسمها ضمير ، والضمير أعرف المعارف ، وكذلك كلمة " الحمد " فهي معرفة بأل . و" باغيا ومكسوبا " خبران لها منصوبان .
وقد يرجع السبب في ندرة عمل " لا " عمل " ليس " بأن شبه " لا " بليس ضعيف ؛ لأن " لا " للنفي مطلقا ، و " ليس " لنفي الحال ليس غير .
2 ـ يجوز في " لا " التي لنفي الوحدة أن تكون لنفي الجنس إذا أريد بها نفي الجميع نفيا عاما ، ولا يستثنى من أفراد جنسها أحد .
ونفرق بين النوعين من " لا " بالقرينة الدالة على إحداها .
فإذ قلنا لا رجلٌ مسافراً . برفع المبتدأ ، ونصب الخبر كانت " لا " لنفي الوحدة ، والتفي في هذه الحالة ليس عاما ، فهو لم يستغرق جميع أفراد جنسها ، بل يكون واحدا أو أكثر ، وكأننا قلنا : ليس رجلٌ مسافراً ، بل رجلان أم ثلاثة .
وإذا قلنا : لا رجلَ مسافرٌ ولا امرأةً . بنصب المبتدأ ورفع الخبر كان النفي مستغرقا جميع أفراد الجنس المنفي ، وفي هذه الحالة يكون التركيب خاطئا . إذ لا يصح أن نقول : لا رجلَ مسافر ولا امرأة ، بل رجلان ؛ لأن المنفي وقع على الجميع ، فلا يستثني منهم أحد .
وقد قرئ قوله تعالى : { لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة }1 .
بالرفع والنصب على الحالتين باعتبار أن " لا " تكون لنفي الوحدة ، وتكون لنفي الجنس إذا وجدت القرينة .
3 ــ ويجوز في " لا " النافية للوحدة أن تهمل وما بعدها يعرب مبتدأ وخبرا ، وفي هذه الحالة يستوجب فيها التكرار .
نحو قوله تعالى : { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }2 .
ـــــــــــــ
1 ـ 254 البقرة . 2 ـ 38 البقرة .

وقوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 .
4 ـ لا يتغير عمل " لا " التي للوحدة إذا دخل عليها همزة الاستفهام .
نقول : ألا رجل محسنا إلى للفقير ، ألا طالب فائزا في المسابقة .
5 ـ يجوز اتصال خبرها بـ " الباء " الزائدة كقول سودة بن قارب :
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
الشاهد : بمغن ، فقد زيد الباء قبل خبر لا .
6 ـ ينبغي أن نلاحظ أن معظم الشواهد التي عملت فيها " لا " عمل " ليس " افتقد فيها شرط التكرار كما هو الحال في الأبيات رقم : أ ، ب ، ج ، د .

ثالثا ـ لات .
هي " لا " النافية زيدت عليها تاء لتأنيث اللفظ ، الغرض من زيادتها المبالغة .
وتعمل " لا " عمل " ليس " في بعض المواضع ، ولم تتمكن تمكنها ، ولم تستعمل إلا ومضمر فيها ؛ لأنها كـ " ليس " في المخاطبة ، والإخبار عن الغائب .
ويشترط في عملها الشروط الآتية : ـ
1 ـ أن يكون اسمها وخبرها بلفظ " الحين " .
2 ـ أن يحذف اسمها ، أو خبرها ، والغالب حذف اسمها .
73 ـ نحو قوله تعالى : { ولات حين مناص }2 .
والتقير : ولات الحينُ حينَ مناص . أي : ليس الحين حين مهرب .
39 ـ ومنه قول قول الشاعر* :
ندم الغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم
الشاهد : ولات ساعة . فقد عملت ساعة في الخبر ؛ لأنه ظرف زمان ، ولكنه ليس بلفظ الحين .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 47 الصافات . 2 ـ 3 ص .
* لرجل من طي ، ويقال لمحمد بن عيسى بن طلحة ، أو مهلل بن مالك الكناني .

ومنه قول الأعشى :
لات هنَّا ذكرى جبيرة أو من جاء منها بطائف الأهوال
الشاهد : لات هنَّا . وهنَّا ظرف زمان بمعنى " الحين " ، وقد عملت فيه لات النصب خبرا لها .

تنبيهات وفوائد

1 ـ لقد وردي بعض ألفاظ الزمان غير لفظة " حين " بعد " لا " ، ولكنها جاءت مجرورة ، وهذا شاذ في كلام العرب ، لأن ما عليه جمهور النحاة أن تعمل لات عمل ليس فترفع الاسم ، وهو في الغالب ما يكون محذوفا ، وتنصب الخبر ويكون أيضا من ألفاظ الزمان . فما سمع عنهم مجرورا من ألفاظ الزمان بعد " لا " كان الجر بحرف الجر " من " المضمر ، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان {1} .
وقال البعض إن الجر بـ " لات " لغة من لغات الغرب ، وإن كان ذلك لم يذكره النحاة كما ذكروا الحروف التي جر بها العرب لغة ، وهي : لعل ، ومتى ، ولولا وغيرها .
ومن الشواهد على مجيء اسم الزمان مجرورا بعد لات ، 40 ـ قول المنذر بن حرملة * :
طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء
الشاهد : ولات أوان . بجر أوان وتنوينها ، أي : ليس الجر جر بناء .
فإذا كان الكسر كسر بناء فلا شاهد في البيت .
ومنه ـ ولكن ليس بلفظ الزمان ـ قول المتنبي :
لقد تصبرت حتى لات مصطبرٍ ولآن أقحم حتى لات مقتحمِ
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر الحروف العاملة في القرآن الكريم لهادي عطية الهلالي ص551 .
* وقيل لأبي زيد الطائي .

الشاهد : لات مصطبرٍ ، ولات مقتحمِ . حيث جر الشاعر اللفظين بعد لات .
والجر كما ذكرنا : إما على إضمار حرف الجر " من " ، وهو الوحه الحسن ، أو على لغة بعض القبائل .
2 ـ وإذا دخلت " لات " في بعض الأحايين على ألفاظ غير زمانية أهمل عملها ، ورفعت تلك الألفاظ إما على الابتداء ، أو الفاعلية .
كقول شمردل الليثي :
لهفي عليك للهفة من خائف يبغي جَوَارك حين لات مجيرُ
الشاهد : لات مجير . برفع مجير ؛ لأنها لفظة غير زمانية جاءت بعد لات ، مما أبطل عملها ورفع ما بعدها على الوجهين اللذين ثم ذكرهما .
والتقدير : لات له مجير ، أو لات يحصل مجير .
3 ــ لقد التزم النحاة حذف اسم لات ؛ لأن التاء فيها صارت كالفاصل بينها وبين جملتها ، فلم تقو على العمل في معمولين ، ومن ثم أوجبوا أن يكون معمولها بلفظ واحد هو " لفظ الزمان " ليدل بالثابت منها على المحذوف {1} .
4 ـ يرى بعض النحاة إهمال لات مطلقا ، وإذا وجد الاسم بعدها منصوبا فهو مفعول به لفعل محذوف تقديره : لات أرى حين مناص ، وإذا وجد مرفوعا فهو مبتدا وخبره محذوف ، والتقدير : لات حينُ مناص كائن لهم . والله أعلم .

رابعا ـ إن :
حرف نفي يعمل عمل ليس بقلة وندرة ، ولا يشترط في اسمها وخبرها أن يكونا نكرتين . نحو : إن معلمٌ حاضراً .
بل جاز في اسمها التعريف ، وفي خبرها التنكير . نحو : أن محمدٌ قائماً .
وتعمل " إن " بشرط حفظ النفي والترتيب ، 74 ـ نحو : إن أحدٌ خيراً من أحد .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ــ انظر كتاب الجمانة في شرح الخزانة للشيخ ناصيف اليازجي ج2 ص188 .

وحفظ النفي لا يكون إلا بعدم انتقاض خبرها بإلا ، فإن انتقض أهملت .
75 ـ نحو قوله تعالى : { إن هذا إلا ملك كريم }1 .
وقوله تعالى : { إن هذا إلا أساطير الأولين }2 .
وأما حفظ الترتيب ألا تقدم خبرها ، أو معموله على اسمها . فلا يصح أن نقول : إن موجودا أخوك ، ولا : إن عمله خالد مشكورا .

فوائد وتنبيهات

1 ـ ذكر النحويون أن " إن " تعمل عمل ليس بقلة وندرة ، بل أن جمهور النحاة على عدم إعمالها إلا القليل منهم ، وهي بذلك تكون للنفي فقط ، وتدخل على الجمل الاسمية ، والفعلية مثلها مثل " ما " الميمية .
نحو : إن محمد ٌ مجتهدٌ . برفع المبتدأ ، والخبر .
ومنه قوله تعالى : { إن أنت إلا نذير }3 .
وقوله تعالى : { إن نحن إلا بشر مثلكم }4 .
وقوله تعالى : { إن في صدورهم إلا كبر }5 .
والموجب لإبطال عملها في هذه الآيات ، وما شابهها هو انتقاض نفيها بإلا .
ومثال دخولها على الجمل الفعلية ، 76 ـ قوله تعالى : { إن أردنا إلا الحسنى }6 .
وقوله تعالى : { إن يقولون إلا كذبا }7 .
2 ـ وكما ينتقض نفي " إن " النافية غير العاملة بحصر خبرها بـ " إلا "ينتقض أيضا بـ " لمَّا " المشددة . نحو قوله تعالى : { وإن كل نفس لمَّا عليها حافظ }8 .
وقوله تعالى : { وإن كل لمَّا جميع لدينا محضرون }9 .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 31 يوسف . 2 ـ 18 النمل .
3 ـ 23 فاطر . 4 ـ 11 إبراهيم .
5 ـ 56 غافر . 6 ـ 107 التوبة .
7 ـ 15 الكهف . 8 ـ 4 الطارق . 9 ـ 32 يونس .

غير أنه ورد النفي بها مع إهمالها دون نقض الخبر بـ " إلا " ، أو " لمَّا .
نحو قوله تعالى : إن عندكم من سلطان }1 .
وقوله تعالى : { وإن أدري أقريب أم بعيد }2 .
فـ " إن " في الآيتين غير عاملة مع أنها دخلت في الآية الأولى على الجملة الاسمية .

نماذج من الإعراب
" ما " النافية

67 ـ قال تعالى : { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين } .
فما ربحت : الفاء حرف عطف مع التعقيب ، ما نافية لا عمل لها ، ربحت فعل ماض مبني على
الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة .
تجارتهم : تجارة فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة : ربحت .. إلخ معطوفة على ما قبلها .
وما كانوا : الواو عاطفة ، وما نافية لا عمل لها ، كان فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها . مهتدين : خبر كان منصوب بالياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم .
وجملة : ما كانوا ... إلخ معطوفة على ماقبلها .

68 ـ قال تعالى : { ما هذا بشرا } .
ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب يعمل عمل ليس .
هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفه اسم ما .
بشرا : خبر ما منصوب .
ـــــــــــــــ
1 ـ 68 يونس . 2 ـ 109 الأنبياء .

33 ـ قال الشاعر :
ما الحسن في وجه الفتى شرفا له إذا لم يكن في فعله والخلائق
ما الحسن : ما نافية تعمل عمل ليس ، والحسن اسمها مرفوع بالضمة .
في وجه : جار ومجرور متعلقان بالحسن ، ووجه مضاف .
الفتى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر .
شرفا له : شرفا خبر ما منصوب بالفتحة ، له جار ومجرور متعلقان بـ " شرفا " .
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط .
لم يكن : لم حرف نفي وجزم وقلب ، يكن فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الحسن .
في فعله : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكن ، وفعل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
والخلائق : الواو حرف عطف ، الخلائق معطوف على فعل مجرور بالكسرة .

69 ـ قال تعالى : { وما ربك بظلام للعبيد } .
وما ربك : الواو حرف عطف ، ما نافية عاملة ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وربك اسمها مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه .
بظلام : الباء حرف جر زائد ، ظلام خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
للعبيد : جار ومجرور متعلقا بـ " ظلام " .

34 ـ قال الشاعر :
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل
ألا : حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أيها : منادي نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب بياء النداء المحذوفة ، وها حرف تنبيه لا محل له من الإعراب .
الليل : بدل مرفوع بالضمة لأن الليل اسم جنس جامد ، أو عطف بيان ، ولا يصح أن يكون صفة لأنه غير مشتق .
ويعربه البعض بالنصب تبعا لمحل " أي " ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الإتباع اللفظية وهي الضمة .
واتبعت ضمة البناء ـ مع أنها لاتتبع ـ لكونها عارضة فأشبهت ضمة الإعراب .
والأحسن الرفع على البدلية ، أو عطف البيان ، وهو رأي أكثر النحاة .
الطويل : صفة مرفوعة بالضمة .
ألا انجلي : ألا حرف5 تنبيه مؤكد للأول ، انجلي فعل أمر مبني على حذف حرف العلة هو " الياء " أما الياء التابثة في آخر الفعل فهي مزيدة لإشباع كسرة اللام .
ومن الشواهد على ثبوت الحرف الشبيه بالحرف المحذوف من أخر الفعل المعتل الآخر في حالتي البناء ، أو الجزم قوله تعالى : { سنقرئك فلا تنسى }1 .
فلا ناهية تجزم الفعل المضارع ، وتنسى فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف حرف العلة الألف ، والألف المتلصة بالفعل صلة لفتحة السين .
ومنه في الكسر قول الشاعر :
ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد
فالياء في " يأتيك " المجزوم بلم صلة لكسرة التاء في الفعل ، فكان مقتضى القياس حذفها ولنها ثبتت لضرورة الشعر {2} .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 6 الأعلى . 2 ـ انظر فتح الكريم المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال ص106 للدرة .

وفاعل انجلي ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
والجملة الفعلية مع الجملة الندائية في محل نصب مقول القول في البيت السابق . بصبح : جار ومجرور متعلقان بالفعل انجلي .
وما الإصباح : الواو للحال ، ما نافية عاملة ، الإصباح اسمها مرفوع بالضمة .
منك : جار ومجرور متعلقان بأمثل .
بأمثل : الباء حرف جر زائد ، أمثل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . وصرف لضرورة الشعر ، والأصل فيه الجر بالفتحة لمنعه من الصرف لأنه وصف على وزن أفعل ، وجملة : وما الإصباح ... إلخ في محل نصب حال من فاعل انجلي ، والرابط الواو ، والضمير المجرور في قوله " منك " .

35 ـ قال الشاعر :
وما لي شيء منكما غير أنني أمني الصدى ظليكما فأطيل
وما لي : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية عاملة عمل ليس ، لي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ما مقدم على اسمها ، وفيه نظر .
شيء : اسم ما مؤخر مرفوع بالضمة .
تنبيه : بعض النحاة لم يجز إعمال " ما " في مثل هذه الحالة ، لتقدم خبرها على اسمها ؛ لأن من شروط عملها عدم تقدم الخبر على الاسم ، وأجازه البعض إذا كان شبه جملة كما هو الحال في هذا البيت ، وهو موضع الشاهد .
منكما : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف .
غير : يجوز فيها النصب على الاستثناء ، أو الرفع على البدلية من شيء إذا اعتبرنا أنها مستثنى ، وجملة الاستثناء تامة منفية ، وغير مضاف .
أنني : أن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
أمني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .
الصدى : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر .
وجملة أمني في محل رفع خبر " أنني " .
وجملة أنني وما في حيزها في محل جر بالإضافة لغير .
ظليكما : ظلي منصوبة على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى .
والتقدير : من ظلي ، وظل مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، وما علامة التثنية .
ولا يصح إعراب " ظليكما " مفعولا به ؛ لأن الفعل " أمني " لا يتعدى لمفعولين .
فأطيل : الفاء للتعليل ، أطيل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .

70 ـ قال تعالى : { فما منكم من أحد عنه حاجزين } .
فما : الفاء تفيد التعليل ، ما نافية عاملة عمل ليس عند من أجاز الفصل بينها وبين اسمها بمن الزائدة ، والفصل بشبه الجملة بينها وبين اسمها أيضا .
منكم : جار ومجرور متعلقان إما : بمحذوف في محل نصب حال من " أحد " القادم لأنه تقدم عليه ، ولو تأخر لأعرب صفة له ، وهذا هو الشائع في نعت النكرة إذا تقدم عليها {1} ، وقيل : إنه متعلق بـ " حاجزين " .
وقيل : إن " منكم " يجوز أن تتعلق بمحذوف خبر " ما " {2} .
والذي نراه أن " منكم " متعلقة بمحذوف حال من أحد ، ولو تأخرت عنها لكانت صفة لها .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر روح المعاني للألوسي ج29 ص54 .
2 ـ انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج18 ص 277 .

من أحد : من حرف جر زائد ، أحد اسم ما مجرور لفظا مرفوع محلا بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
عنه : جار ومجرور متعلقان بحاجزين .
حاجزين : خبر ما منصوب بالياء ، وهو الوجه الأحسن ، وفي بعض الوجوه صفة لأحد على المحل باعتبار " منكم " هي الخبر كما بينا سابقا .

نماذج من الإعراب على
" لا " النافية

71 ـ قال تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون } .
لا فيها : لا نافية لا عمل لها ، فيها جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
غول : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
ولا هم : الواو حرف عطف ، لا نافية لا عمل لها ، هم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
عنها : جار ومجرور متعلقان بينزفون .
ينزفون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر هم .
والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها .
وأجاز البعض إعمال " لا " عمل ليس باعتبار عدم اشتراط التنكير في اسمها وخبرها .

72 ـ قال تعالى : { لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث } .
لا ذلول : لا نافية لا عمل لها ، ذلول صفة لبقرة مرفوعة بالضمة الظاهرة .
تثير الأرض : تثير فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على البقرة ، الأرض مفعول به منصوب بالفتحة ،
وجملة تثير الأرض في محل رفع صفة ثانية لبقرة .
والمقصود نفي إثارتها للأرض .
ولا تسقي الحرث : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي .
وجملة تسقي الحرث : معطوفة على ما قبلها " صفة لبقرة أيضا " .

36 ـ قال الشاعر :
تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا
تعز : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
فلا شيء : الفاء للاستئناف ، لا نافية تعمل عمل ليس ، شيء اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .
على الأرض : جار ومجرور متعلقا بـ " واقيا " .
باقيا : خبر لا منصوب بالفتحة ، وجمله لا شيء ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
ولا وزر : الواو حرف عطف ، لا نافية عاملة ، وزر اسمها مرفوع .
مما : من حرف جر ، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بـ " واقيا " .
قضى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
واقيا : خبر لا منصوب بالفتحة ، وجملة : قضى الله ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وجملة : ولا وزر معطوفة على جملة فلا شيء لا محل لها من الإعراب .

37 ـ قال الشاعر :
من صد عن نيرانها فأنا ابن قيس لا براح
من صد : من اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، صد فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة : صد ... إلخ في محل رفع خبر .
عن نيرانها : جار ومجرور متعلقان بصد ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وهو عائد على الحرب .
فأنا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، أنا ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
ابن قيس : ابن خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وقيس مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وجملة : فأنا ... إلخ في محل جزم جواب الشرط .
لا براح : لا نافية تعمل عمل ليس ، براح اسمها مرفوع بالضمة ، وخبرها محذوف تقديره : لا براح لي . ويجوز في جملة : لا براح أن تكون مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، والتقدير : أنا ابن قيس الذي عرفت بالشجاعة فلا يحتاج إلى بيان .
ويجوز أن تكون حالا مؤكدة من الضمير " أنا " ، والتقدير : أنا ابن قيس ثابتا في الحرب {1} .

38 ـ قال الشاعر :
وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل
وما صرمتك : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية لا عمل لها ، صرمتك فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير في محل رفع فاعل ، والكاف في محل نصب مفعول به .
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر حاشية الصبان على شرح الأشموني ج1 ص254 ،
وخزانة الأدب للبغدادي ج1 ص467 وما بعدها .

حتى قلت : حتى حرف جر وغاية ، قلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرم ، والضمير في محل رفع فاعل ، والجملة في محل جر بحتى .
معلنة : حال منصوبة بالفتحة من الضمير في " قلت " .
لا ناقة : لا نافية لا عمل لها ، وعلة عدم إعمالها أنها مكررة ، والبعض أجاز عملها ، ناقة : على الوجه الأول مبتدأ مرفوع بالضمة ،وهو الوجه الأحسن ؛ لأن ناقة في هذا الموضع وقعت جوابا لمن قال : ألك في هذا ناقة أو جمل ، فقيل له : لا ناقة لي في هذا ولا جمل ، فجرى ما بعد " لا " في الجواب مجراه في السؤال {1} .
لي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لناقة .
في هذا : في حرف جر ، وهذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بكسرة مقدرة منع من ظهورها حركة البناء الأصلية ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لناقة على الوجه الأول وهو الأحسن والأكثر ، فتدبر .
ولا جمل : الواو حرف عطف ، لا نافية لتوكيد النفي ، جمل مبتدأ مرفوع ، وخبر محذوف تقديره : ولا جمل لي ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
وجملة : لا ناقة لي ... إلخ في محل نصب مقول القول .
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج1 ص354 هامش ، وشرح المفصل ج2 ص110 ،
وحاشية الصبان على شرح الأشموني ج2 ص11 .

نماذج من الإعراب على
" لات "

73 ـ قال تعالى : { ولات حين مناص } .
ولات : الواو للحال ، لات حرف نفي مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، تعمل عمل ليس ، واسمها محذوف تقديره : لات الحين .
حين : اسم زمان خبر ليس منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .
مناص : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وجملة : لات ... إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة في الفعل " نادوا " قبلها ، والعائد مقدر ، وإن لم يلزم ، والتقدير : ونادوا ولات الحين حين مناصهم .

39 ـ قال الشاعر :
ندم البغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم
ندم البغاة : فعل ماض مبني على الفتح ، والبغاة فاعل مرفوع بالضمة .
ولات : الواو للحال ، لات نافية عاملة ، واسمها محذوف تقديره : ولات الساعة ،
ساعة : خبر لات منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .
مندم : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، والجملة من : لات ... إلخ في محل نصب حال ، والتقدير : ندم البغاة ، والحال أن الوقت ليس وقت الندم .
والبغي : الواو للاستئناف ، البغي مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .
مرتع مبتغيه : مرتع مبتدأ ثان مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، مبتغيه مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، ومبتغي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر
بالإضافة .
وخيم : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة ، والرابط الضمير في مبتغيه .
وحملة : والبغي ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

40 ـ قال الشاعر :
طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء
طلبوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل .
صلحنا : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
ولات : الواو واو الحال ، لات حرف نفي يعما عمل ليس ، واسمه محذوف .
أوان : اسم زمان مبني على الكسر في محل نصب خبرلات ، وعلى ذلك لا شاهد في البيت سوى إعمال لات .
أما إذا اعتبرنا كسر اوان هو تنوين جر ، وهو موضع الشاهد كما ذكرنا في المتن تكون لات غير عاملة ، وأوان اسم مجرور بحرف جر مقدر ، والتقدير : من أوان ، أو مجرور في لغة بعض
القبائل ، والجر بالحرف أحسن ، أو بلات نفسها ، وهو مذهب الفراء ، حيث يقول : إن " لات " لا تعمل النفي ، وإنما هي حرف جر .
وذكر أيضا أن " أوان " بالفتح ، والتقدير : ولات أوانَ طلبوا .
فحذفت الجملة وبني " أوان " على السكون ، أو على الكسر ، ثم أبدل التنوين من المضاف إليه ، كما في " يومئذٍ " ، ولكن ذلك مردود ، لأن أوان تضاف إلى مفرد كما في قول رشيد بن رميض :
" هذا أوان اشد فاشتدي زيم " .
وقال بعضهم : إنه تنوين الضرورة ، كأن تقول يا محمدٌ .
وخلاصة القول : أن " أوان " مجرورة إما بحرف الجر " من " ، والتقدير : من أوانٍ ، أو بلات نفسها ، أو هي لغة بعض القبائل ، وفي جميع الحالات " لات " غير عاملة . وقد أوضحنا ذلك للفائدة فتدبر أخي الدارس .
فأجبنا : الفاء حرف عطف ، أجاب فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب " نا " المتكلمين ، والنا ضمير متصل مبنى على السكون في محل رفع فاعل .
أن ليس : أن تفسيرية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه محذوف تقديره : ليس الحين .
حين بقاء : حين خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، وبقاء مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة : فأجبنا ... إلخ معطوفة على ما قبلها .
وجملة : ولات ... إلخ في محل نصب حال .

نماذج من الإعراب على
" إن "

74 ـ إن أحد خيرا من أحد .
إن : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، يعمل عمل ليس .
أحد : اسم أن مرفوع بالضمة الظاهرة .
خيرا : خبر إن منصوب بالفتحة الظاهرة .
من أحد : جار ومجرور متعلقان بخير .

75 ـ قال تعالى : { إن هذا إلا ملك كريم } .
إن هذا : إن نافية لا عمل لها ، هذا اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حرمة الباء الأصلية .
إلا ملك : إلا أداة حصر لا عمل لها ، ملك خبر مرفوع بالضمة .
كريم : صفة مرفوعة بالضمة .

76 ـ قال تعالى : { إن أردنا إلا الحسنى } .
إن نافية لا عمل لها ، أردنا فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بن الفاعلين ، ونا ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعله .
إلا الحسنى ك إلا أداة حصر ، الحسنى مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......   موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:22

أفعال المقاربة والرجاء والشروع

هي : كاد وأخواتها من الأفعال الناقصة ، التي تعمل عمل كان ، فترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر ويسمى خبرها .

أقسامها : تنقسم كاد وأخواتها ثلاثة أقسام .
الأول : ما دل على المقاربة ، وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب .
وهذه الأفعال سميت بأفعال المقاربة ؛ لأنها تدل على قرب وقوع الخبر .
نحو : كاد الوقت يقطعنا . وأشك الماء أن يغيض . وكرب المطر يهطل .

الثاني : ما دل على الرجاء ، وهي : عسى ، وحرى ، واخلولق .
وسميت بأفعال الرجاء لأنها تفيد تمني وقوع الخبر .
نحو قوله تعالى : { عسى ربكم أن يرحمكم }1 .
77 ـ وقوله تعالى ك { عسى الله أن يأتي بالفتح }2 .
41 ـ ومنه قول هدبة بن خشرم :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
ونحو : حرى المسافر أن يعود . ونحو : اخلولق المهمل أن يجتهد .

الثالث : ما دل على الشروع ، وهي : جعل ، وأخد ، وأنشأ ، وشرع ، وطفق ، وعلق ، وهبَّ ،
وبدأ ، وابتدأ ، وقام ، وانبرى .
وتل هذه الأفعال على البدء في الخبر " العمل " .
ويلحق بها كل فعل تضمن معناها ، ودل على البدء في العمل ، ولا يرفع فاعلا .
نحو : شرع المهندسون يخططون الملعب ، وأخذ العمال يضعون حجر الأساس .
ونحو : بدأ الناس يتسابقون في الاحتفال به ، وجعل اللاعبون يتدربون بنشاط .
أحكامها : ينطبق على كاد وأخواتها ما ينطبق على كان وأخواتها من أحكام .
ــــــــــ
1 ـ 8 الإسراء .
2 ـ 52 المائدة .

خبر كاد وأخواتها : ـ
يختلف خبر كاد وأخواتها عن خبر كان وأخواتها ؛ لأن خبر كاد لا يكون إلا جملة فعلية فعلها مضارع مسند إلى ضمير يعود إلى اسمها ، وبعضها يقترن بأن المصدرية ، وبعضها يمتنع اقترانه ، وسنوضح ذلك في موضعه .
تنقسم كاد وأخواتها من حيث اقتران أخبارها بأن إلى ثلاثة أقسام : ـ
1 ـ أفعال تقترن أخبارها بـ " أن " كثيرا ، وهي : حرى ، واخلولق .
نحو : حرى المسافر أن يعود ، واخلولق المطر أن يسقط .
2 ـ أفعال يجوز اقترانها بـ " أن " . وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب ، وعسى .
فأوشك ، وعسى الغالب في أخبرها الاقتران بـ " أن " .
نحو : أوشك الغيم أن ينقشع .
ومنه قول الشاعر* :
لو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
ومنه قول جرير :
إذا جهل الشقي ولم يقدر ببعض الأمر أوشك أن يصابا
78 ـ ونحو قوله تعالى : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل }1 .
ومنه قول الشاعر* :
عسى الله بعد الناي أن يصقب النوى ويُجمع شملٌ بعهدها وسرورُ
ويقل اقترانها بـ " أن " . نحو : عسى فرج يأتي يه الله .
ومنه قول هدبة بن الخشرم :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
ونحو : أوشك المتسابق أن يفوز .
أما كاد وكرب فالغالب فيهما عدم الاقتران بـ " أن " .
ــــــــــــــــ
* الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 22 القصص .
* الشاهد بلا نسبة .

نحو : كاد اللاعب يسقط على الأرض .
ومنه قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }1 .
وقوله تعالى : { وكادوا يقتلونني }2 .
ومثال اقتران خبر كاد بأن وهو قليل ، 43 ـ قول أبي زيد الطائي :
كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود
ومثال عدم اقتران خبر كرب بأن : كرب الوقت ينصرم .
44 ـ ومنه قول الشاعر* :
كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب
ومثال اقتران خبرها بأن قولهم : " كاد الفقر أن يكون كفرا " .
45 ـ ومنه قول الشاعر* :
سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما وقد كربت أعناقها أن تقطعا
3 ـ ما يمتنع اقتران خبره ب " أن " .
تمتنع أخبار جميع أفعال الشروع الاقتران بأن ، وعلة عدم الاقتران أن المقصود من هذه الأفعال وقوع الخبر في الحال ، و " أن " للاستقبال ، فيحصل التناقض باقتران أخبار تلك الأفعال بها .
ما ينصرف من هذه الأفعال وما لا ينصرف
من المعروف أن جميع أفعال المقاربة والرجاء والشروع أفعال جامدة لا تتصرف ، فلم يسلم منها إلا صيغة الماضي فقط ماعدا : كاد وأوشك . فأنهما يتصرفان ، فيأخذ منهما الفعل الماضي كما في جميع الأمثلة السابقة ، وكذلك المضارع والأمر ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ن والمصدر .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 20 البقرة . 2 ـ 150 الأعراف .
* الشاهد بلا نسبة . * الشاهد بلا نسبة .
* الشاهد بلا نسبة .

مثال الماضي من كاد قوله تعالى : { كاد ليظلنا عن آلهتنا }1 .
والمضارع قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }2 .
ومنه قول أبي يزيد الأسلمي :
سريع إلى الهيجا شاك سلاحه فما إن يكاد قرنه يتنفس
واسم الفاعل : كائد . 46 ـ كقول الشاعر* :
أموت أسى يوم الرجاء وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد
واسم المفعول والمصدر منها : مكود ، وكودا ، ومكادا ، ومكادة ، وكيدا {3} .
وأوشك المضارع منها : يوشك ، 47 ـ كقول أمية بن الصلت :
يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها
والمصدر : موشك ، 48 ـ كقول كثير عزة :
فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي
أما المصدر ، واسم المفعول فهما : إيشاك ، ومُوشَك ، بضم الميم ، وفتح الشين ، واسم الفعل وشكان مثل سرعان ، وقليل استعمال هذه المشتقات ، بل ندر ولم أقف لها على شواهد في كتب النحو ، ومعاجم اللغة ، ماعدا اسم الفعل ، وهو بمنى أسرع كما ذكرت سابقا .
خصائص عسى واخلولق وأوشك .
تختص عسى واخلولق وأوشك من بين أخوات " كاد " بخصائص معينة هي :
1 ـ تأتي هذه الأفعال تامة تكتفي بفاعلها إذا تلاها المصدر المؤول من أن والفعل دون أن يفصل بينها وبين المصدر فاصل ، ويكون المصدر هو الفاعل .
نحو : عسى أن تحضر الليلة . واخلولق أن تشارك في الحفل ، وأوشك أن نسافر .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 42 الفرقان . 2 ـ 20 البقرة .
* الشاهد بلا نسبة .
3 ـ انظر اللسان ج3 ص382 مادة : كود ، وكيد .

80 ـ ومنه قوله تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو
شر لكم }1 . وقوله تعالى : { فعسى أن يكون من المفلحين }2 .
وقوله تعالى : { عسى أن يكون قريبا }3 .
وقوله تعالى : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }4 .
2 ـ وإن تقدم هذه الأفعال اسم ، وكانت مسندة إليه في المعنى .
نحو : الطالب عسى أن يتفوق ، والمريض أوشك أن يشفى .
توجه الإعراب في هذه الأفعال وجهين مختلفين أحدهما حسن ، والثاني أحسن .
أ ـ فالوجه الحسن غير أنه ضعيف وهو : أن تحوي هذه الأفعال ضميرا مستترا ، أو ظاهرا يعود على الاسم قبلها فتكون بذلك ناقصة ، والضمير اسمها والمصدر المؤول بالصريح في محل نصب خبرها ، ويظهر الضمير في التثنية ، والجمع ، والتأنيث . 81 ـ نحو : الطالبان عسيا أن يتفوقا .
والمسافرون أوشكوا أن يعودوا ، والممرضة اخلولقت أن تعتني بالمرضى .
والطبيبات أوشكن أن ينتهين من إجراء الجراحة للمريض .
ب ـ أما الوجه الثاني الأحسن ، والأفصح ، والأقوى هو : أن تخلو هذه الأفعال من الضمير
المستتر ، أو الظاهر الذي يعود على الاسم قبلها ، فتكون تامة ، والمصدر
المؤول بالصريح بعدها في محل رفع فاعل ، وبه نزل القرآن الكريم .
82 ـ نحو قوله تعالى : { لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن }5 .
ولو كانت " عسى " في الآية ناقصة لبرز فيها الضمير .
نحو : عسوا أن يكونوا ، وعسين أن يكن .
3 ـ وإذا تأخر الاسم إلى ما بعد الفعل الواقع بعد عسى ، وأختاها ، وكان في موقع
ـــــــــــــــــ
1 ـ 216 البقرة . 2 ـ 67 القصص .
3 ـ 51 الإسراء . 4 ـ 79 الإسراء .
5 ـ 11 الحجرات .

الفاعل . 84 ـ نحو : عسى أن يغفر لي ربي ، وأوشك أن يشفى المريض ،
واخلولق أن يثمر العمل .
صح فيه ثلاثة أوجه كلها حسنة هي :
أ ـ أن يعرب الاسم فاعلا للفعل قبله ، ويكون المصدر المؤول بالصريح من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى ، أو أختاها .
ب ـ أو يعرب الاسم اسما لعسى ، ويكون المصدر في محل نصب خبر لها .
ج ـ ويصح أن يكون الاسم مبتدأ مؤخر ، وجملة " عسى " ... إلخ في محل رفع خبر مقدم سواء أكانت " عسى " ، أو أختاها ناقصتين ، أم تامتين .

فوائد وتنبيهات :
1 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير نصب ، نحو عساه يعود ، وعسال تفوز .
بقيت على عملها في رفع الاسم ونصب الخبر ، غير أن الأحسن أن تكون في هذا الموقع حرفا مشبها بالفعل تفيد الترجي كـ " لعل " ، ويعرب الضمير اسما لها في محل نصب ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، ومن قال بعملها على بابها جعل الضمير المتصل بها في محل نصب خبرها ، والمصدر في محل رفع اسمها بعكس الإسناد . وجعل البعض أن الضمائر أسماؤها من باب إنابة ضمير النصب عن
ضمير الرفع ، والمصدر خبرها ، وأرى في هذا كثير تكلف .
2 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير رفع للمتكلم ، أو المخاطب ، أو الغائبات ،
نحو : عسيتُ ، وعسيتَ ، وعسين ، وعسيتم .
جاز في سينها الفتح والكسر ، والفتح أشهر .
وقد قرئت الآيات التالية بالفتح والكسر .
قال تعالى : { قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا }1 .
ــــــــــــــ
1 ـ 246 البقرة .

وقوله تعالى : { هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض }1 .
3 ـ يمتنع أن يعرب الاسم الظاهر في مثل قولنا 84 ـ : أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة ، أو عسى أن يكافئ المعلم الفائز .
يمتنع أن يعرب مبتدأ مؤخرا ، أو اسما لعسى ، لئلا يفصل بين صلة " أن " وهما الفعل " يتأخر ، ويكافئ " وبين معموليها وهما في الجملة الأولى الجار والمجرور
" عن المدرسة " ، وفي الجملة الثانية المفعول به " الفائز " ، بأجنبي وهو " محمد " في الجملة الأولى ، و " المعلم " في الجملة الثانية .
4 ـ قال بعض النحاة بحرفية " عسى " ، ذلك لجمودها ، وعدم تصرفها من جهة ، ولدلالتها من جهة أخرى . فأما من حيث الجمود ، فلا يؤخذ منها إلا صيغة الماضي ، وليس لها مضارع ، أو أمر ، أو اسم فاعل ، وغيره من المشتقات ، وأما الدلالة فقالوا : إنها بمعنى " لعل " ، ودليلهم على ذلك اتصالها بضمائر النصب كما مثلنا سابقا ، 49 ـ ومنه قول الشاعر :
فقلت عساها نار كأس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها
غير أن القول بحرفيتها مردود لاتصالها بضمائر الرفع كما في الآيات السابقة ، وهي تشبه في ذلك " ليس " ، وإن كانت الأخيرة لا تتصل بضمائر النصب .
5 ــ احتار النحاة حول خبر " كاد " وأخواتها مما يستوجب اقترانه بـ " أن " المصدرية ، أيكون الخبر المصدر المؤول ، أم الفعل فقط ، وقد ذهب بعضهم إلى أن " أن " ليست المصدرية التي تسبك مع فعلها بمصدر ؛ لئلا يكون الخبر مفردا ، وليلا يخبر بالمعنى عن اسم ذات . ورضي البعض بمصدرية " أن " على أن يقدر مضاف محذوف فبل المصدر . نحو : عسى الغيم أن يتبدد .
نقول : عسى الغيم ذا تبدد . وأوشك الطفل أن يتكلم . نقول : أوشك الطفل ذا تكلم .
ـــــــــــ
1 ـ 22 محمد .
نماذج من الإعراب

77 ـ قال تعالى : { عسى الله أن يأتي بالفتح } .
عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .
الله لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع بالضمة .
أن يأتي : أن حرف مصدري ونصب مبني على السكون ، يأتي : فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة .
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر عسى .
بالفتح : جار ومجرور متعلقان بـ " يأتي " .

41 ـ قال الشاعر :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
الكرب : اسم عسى مرفوع بالضمة الظاهرة .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة للكرب .
أمسيت : أمسى فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمه .
فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر أمسى .
وجملة أمسيت لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد الضمير في " فيه " .
يكون : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الكرب .
وراءه : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
فرج : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية في محل نصب خبر يكون ، وجملة يكون وما في حيزها في محل نصب خبر عسى .
قريب : صفة لفرج مرفوعة بالضمة الظاهرة .
الشاهد في البيت قوله : يكون ، فهو خبر عسى غير مقرون بـ " بأن " المصدرية .

42 ـ قال الشاعر :
ولو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
ولو سئل : الواو استئنافية ، لو : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط ، وسئل فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح .
الناس : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
التراب : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .
لأوشكوا : اللام واقعة في جواب الشرط ، أوشكوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك .
إذا قيل : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب متعلق بـ " يملوا " ، وقيل : فعل ماض مبني للمجهول .
هاتوا : فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعله ، ومفعوله محذوف .
أن يميلوا : أن حرف مصدري ونصب ، يميلوا فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر أوشك .
ويمنعوا : الواو حرف عطف ، يمنعوا فعل ماض مبني على الضم ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
وجملة هاتوا ... إلخ في محل رفع نائب فاعل لـ " قيل " .
وجملة قيل ... إلخ في محل جر بالإضافة لـ " إذا " .
وجملة أوشكوا لا محل لها من الإعراب جواب " لو " .
وجملة لو سئل ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
الشاهد في البيت قوله : أن يملوا ، فقد اقترن خبر أوشك بأن المصدرية .

78 ـ قال تعالى : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل }
عسى : فعل ماض ناقص جامد مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .
ربي : اسم عسى مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء ، ورب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
أن : حرف مصدري ونصب .
يهديني : يهدي فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى .
سواء : مفعول به ثان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .
السبيل : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
الشاهد قوله : أن يهديني ، فقد اقترن خبر عسى بأن المصدرية .

79 ـ قال تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }
يكاد فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة .
البرق : اسم يكاد مرفوع بالضمة الظاهرة .
يخطف : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على
البرق .
أبصارهم : مفعول به منصوب بالفتحة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وجملة يخطف أبصارهم في محل نصب خبر يكاد .
الشاهد : عدم اقتران خبر يكاد بـ " أن " المصدرية ، وهو الفعل : يعطف .

43 ـ قال الشاعر :
كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود
كادت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة .
النفس : اسم كاد مرفوع بالضمة الظاهرة .
أن تفيض : أن حرف مصدري ونصب ، تفيض فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على النفس . والمصدر المؤول في محل نصب خبر كاد .
عليه : جار ومجرور متعلقان بتفيض .
إذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بتفيض .
غدا : فعل ماض ناقص بمعنى صار ، مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
حشو ريطة : حشو : خبر إذا منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، ربطة مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وبرود : الواو حرف عطف ، وبرود معطوف على ريطة .
وجملة غدا ... إلخ في محل جر بالإضافة لإذا .
وجملة كادت النفس ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
الشاهد قوله : أن تفيض ، فقد جاء خبر كاد مقترنا بأن .

44 ـ قال الشاعر :
كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب
كرب القلب : كرب : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، القلب اسمه مرفوع بالضمة .
من جواه : جار ومجرور متعلقان بيذوب ، والضمير المتصل بجوى في محل جر بالإضافة .
يذوب : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على القلب ، والجملة في محل نصب خبر كرب .
حين : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بيذوب .
قال : فعل ماض مبني على الفتح .
الوشاة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . والجملة في محل جر بالإضافة لحين .
هند غضوب : هند مبتدأ مرفوع بالضمة ، وغضوب خبره مرفوع بالضمة .
والجملة في محل نصب مقول القول .
الشاهد : يذوب فقد تجرد خبر كرب من أن المصدرية .

45 ـ قال الشاعر :
سقاها ذوو الأحلام سجلا على الضما وقد كربت أعناقها أن تقطعا
سقاها : سقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم .
ذوو الأحلام : فاعل سقى مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وذوو أصله ذوون حذفت نونه للإضافة لأنها عوض عن التنوين في الاسم المفرد وهو مضاف ، والأحلام مضاف إليه مجرور بالكسرة .
سجلا : مفعول به ثان لسقى منصوب بالفتحة .
على الضما : جار ومجرور متعلقان بسقى .
وقد كربت : الواو للحال ، قد حرف تحقيق مبني على السكون ، كربت فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التانيث الساكنة .
أعناقها : اسم كرب مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أن تقطعا : أن حرف مصدري ونصب ، تقطع فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والألف للإطلاق ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود على الأعناق .
وجملة أن تقطعا مصدر مؤول في محل نصب خبر كرب .
الشاهد قوله : أن تقطعا فقد جاء خبر كرب مقرونا بأن المصدرية وهو قليل .

46 ـ قال الشاعر :
أموت أسى يوم الرجام وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد
أموت : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، يعود على القائل .
أسى : مفعول لأجله منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، ويجوز أن يكون حالا من فاعل أموت بتقدير : آسيا .
يوم الرجاء : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأموت ، وهو مضاف ، والرجاء مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وإنني : الواو واو الحال ، إن حرف توكيد ونصب ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل في محا نصب اسم إن .
يقينا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة لفعل محذوف تقديره : أوقن يقينا .
لرهن : اللام لام الابتداء المزحلقة " تعرف باللام المزحلقة " وهي حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له سوى التوكيد ، ورهن خبر إن منصوب بالفتحة ، وجملة إن ومعموليها في محل نصب حال من فاعل أموت .
بالذي : الباء حرف جر ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق برهن .
أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر .
كائد : خبر مرفوع بالضمة ، وجملة أنا كائد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد ضمير محذوف في محل نصب بفعل محذوف ، والجملة من الفعل المحذوف وفاعله ومفعوله في محل نصب خب كائد ؛ لأنها اسم فاعل تعمل عمل فعلها الناقص ، واسمها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، يعود على الشاعر .
الشاهد قوله : كائد ، وهو اسم فاعل استعمله الشاعر استعمال كاد ، فرفع اسما ، ونصب خبرا ، وكلاهما محذوف .

47 ـ قال الشاعر :
يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها
يوشك : فعل مصارع ناقص مرفوع بالضمة .
من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك .
فر : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
من منيته : جار ومجرور متعلقان بفر ، ومنية مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
في بعض : جار ومجرور متعلقان بيوافقها الآتي ، وهو مضاف .
غراته : مضاف غليه مجرور بالكسرة ، وغرات مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
يوافقها : يوافق فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
وجملة يوافقها في محل نصب خبر يوشك .
الشاهد قوله : يوافقها ، فهو فعل مضارع مجرد من أن المصدرية في محل نصب خبر يوشك .

48 ـ قال الشاعر :
فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي
فإنك : الفاء حسب ما قبلها ، إن حرف توكيد ونصب ، والكاف ضمير متصل في محل نصب اسمها .
موشك : خبر إن مرفوع ، وهو اسم فاعل من الفعل الناقص أوشك ، ويعمل عمله ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
ألا تراها : أن حرف مصدري ونصب ، ولا نافية لا عمل لها ، وأدغم الحرفان معا . ترى فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر موشك .
وتعدو : الواو للاستئناف ، تعدو فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل .
دون غاضرةَ : دون ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بتعدو ، وهو مضاف ، وغاضرة مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث .
العوادي : فاعل تعدو مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل .
وجملة تعدو ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

80 ـ قال تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم }
وعسى : الواو استئنافية ، عسى فعل ماض جامد تام يفيد الترجي مبني على الفتح .
أن تكرهوا : أن حرف مصدري ونصب ، تكرهوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
والمصدر المؤول في محل رفع فاعل عسى .
شيئا : مفعول به منصوب بالفتحة .
وهو : الواو للحال ، هو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
خير : خبر مرفوع بالضمة .
لكم : جار ومجرور متعلقان بخير .
وجملة وهو خير في محل نصب حال من " شيئا " وهو نكرة لأن المعنى يقتضيه ، ويجوز أن يكون في محل نصب صفة ، وصوغ دخول الواو لما كانت صورة الجملة هنا كصورتها إذا
كانت حالا 1.
وجملة عسى وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

81 ـ الطالبان عسيا أن يتفوقا .
الطالبان : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى .
عسيا : فعل ماض ناقص ، وألف الاثنين في محل رفع اسمه .
أن يتفوقا : أن حرف مصدري ونصب ، يتفوقا فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والألف في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى .
وجملة عسى ومعموليها في محل رفع خبر المبتدأ .

82 ـ قال تعالى : { لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم }
لا يسخر : لا حرف نهي وجزم ، يسخر فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص92 العكبري .

قوم : فاعل مرفوع بالضمة . والجملة لا محل لها من الإعراب جواب النداء في أول الآية .
من قوم : جار ومجرور متعلقان بيسخر .
عسى : فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح ، ويجوز فيه أن يكون تاما ، وهو الأحسن ، وعلى الوجه الأول اسمه ضمير الشأن مستتر فيه جوازا تقديره : هم .
أن تكونوا : أن حرف مصدري ونصب ، تكونوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع اسمه .
خير : خبر يكون منصوب بالفتحة . والجملة في محل نصب خبر عسى على الوجه الأول ، ويجوز أن تكون في محل رفع فاعل عسى على الوجه الثاني ، وهو الأحسن ، وموضع الشاهد ، والدليل على ذلك عدم بروز الضمير في عسى .
منهم : جار ومجرور متعلقان بخير . وجملة عسى ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

83 ـ عسى أن يغفر لي ربي .
عسى : فعل ماض جامد تام مبني على الفتح .
أن يغفر : أن حرف مصدري ونصب ، يغفر فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
لي : جار ومجرور متعلقان بيغفر .
ربي : فاعل ليغفر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء .
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى . " هذا من وجه " .
ويجوز في " ربي " أن تكون اسما لعسى إذا اعتبرنا الفعل ناقصا ، ويكون المصدر المؤول في محل نصب خبره ، وفاعل يغفر ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، كما يجوز في " ربي " أن يرفع على الابتداء ، وجملة عسى في محل رفع خبر مقدم ، وفاعل يغفر ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
وفي هذه الحالة يصح في " عسى " أن تكون تامة أو ناقصة .
وهذا هو الوجه الثالث ، وكلها حسنة .

84 ـ أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة .
أوشك : فعل ماض مبني على الفتح يجوز فيه التمام ، والنقصان .
فإذا اعتبرناه تاما كان المصدر المؤول في محل رفع فاعل .
وإذا اعتبرناه ناقصا كان اسمه ضميرا مستترا فيه جوازا تقديره : هو .
والوجه الأول أحسن كما بينا سابقا .
أن يتأخر : أن حرف مصدري ونصب ، يتأخر فعل مضارع منصوب بـ " أن " ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل لـ " أوشك " ، كما يجوز فيه أن يكون في محل نصب خبر . والوجه الأول أحسن .
محمد : فاعل ليتأخر مرفوع بالضمة .
عن المدرسة : جار ومجرور متعلقان بيتأخر .

49 ـ قال الشاعر :
فقلت عساها نار كاس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها
فقلت : الفاء حسب ما قبلها ، قلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، وهو التاء ، والتاء في محل رفع فاعل .
عساها : عسى حرف ترج يعمل عمل " إن " والضمير المتصل في محل نصب اسمه .
نار كأس : نار خبر عسى مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وكأس مضاف إليه مجرور بالكسرة . وهذا هو الوجه الأحسن في إعراب " عسى " إذا اتصلت بضمير الغائب . وأجاز البعض أن تكون عسى على بابها من رفع الاسم ونصب الخبر ، وهو ضعيف في هذا الموضع . وقد بينا ذلك في موضعه .
وعلها : الواو حرف عطف ، عل حرف مشبه بالفعل يفيد الترجي ، والضمير المتصل في محل نصب اسمه . و " عل " لغة في " لعل " .
تشكى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي ، وجملة تشكى في محل رفع خبر عل .
فآتي : الفاء جوابية واقعة في جواب الترجي ، آتي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .
نحوها : نحو ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بـ " آتي " ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
فأزورها : الفاء استئنافية ، أزورها فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل بالفعل في محل نصب مفعول
به . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
الشاهد قوله : عساها ، فعسى حرف تعليل بمعنى لعل لاتصاله بضمير الغائب .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شجرة الدر
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
شجرة الدر


عدد المساهمات : 4808
نقاط : 6181
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
العمر : 55

موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......   موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:23


الباب الثاني
خبر إن وأخواتها " الأحرف الناسخة
"
تعريفه : هو كل خبر لمبتدأ تدخل عليه " إن " أو إحدى أخواتها ، وتعمل فيه الرفع نحو : إن العمل واجب ، ونحو قوله تعالى : { إن الساعة آتية }1 .
إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .
الساعة : اسم إن منصوب بالفتحة .
آتية : خبر إن مرفوع بالضمة .

علة تسمية " إن " وأخواتها حروفا مشبهة بالفعل .
تشبه " إن " وأخواتها الفعل شبها لفظيا ، ومعنويا ، وتتمثل أوجه الشبه في الآتي : ـ
1 ـ أن جميع هذه الحروف على وزن الفعل .
2 ـ هذه الحروف مبنية على الفتح كما هو الحال في الفعل الماضي .
3 ـ يوجد فيها معنى الفعل ، فمعنى " إنَّ " و " أنَّ " حققتُ ، ومعنى " كأن " شبهتُ ، ومعنى
" لكن " استدركتُ ، ومعنى " ليت " تمنيتُ ، ومعنى " لعل " ترجيتُ .
4 ـ تتصل الضمائر بهذه الحروف كما تتصل بالفعل . فنقول : إنه ، كما نقول : ضربه ، وإنني كما نقول : صافحني .
بالإضافة إلى أن هذه الحروف لا تتصرف ، وبعض الأفعال لا يتصرف أيضا .
كـ " ليس ، وعسى ، ونعم ، وبئس " .
5 ـ هذه الحروف تختص بالأسماء ، وكذلك الأفعال مختصة بها أيضا .
فتعمل هذه الحروف في الجملة الاسمية من نصب للاسم ورفع للخبر ، كما يفعل الفعل من رفعه للفاعل ، ونصبه للمفعول به .
ــــــــ
1 ـ 15 طه .

6 ـ تتصل بها نون الوقاية ، كما أنها تتصل بالفعل .
نحو : إنني ، وليتني ، وكأنني . ونقول في الفعل : أكرمني ، وكافأني ، وأعطاني .
عدد الأحرف المشبهة بالفعل .
الأحرف المشبهة بالفعل ستة أحرف على الوجه الصحيح ، وقد جعلها بعض النحاة خمسة باعتبار أن " إنَّ " ، و " أنَّ " حرف واحد ، والصحيح أن كلا منهما حرف .
ولكل حرف من هذه الأحرف معنى خاص به .

أولا ـ إنَّ وأنَّ : يفيدان التوكيد . 85 ـ نحو قوله تعالى : { وإنَّ ربك لذو مغفرة للناس }1 .
وقوله تعالى : { اعلموا أنَّ الله شديد العقاب }2 .
50 ـ ومنه قول الفرزدق :
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أغز وأطول

ثانيا ـ كأن : تفيد التشبيه . نحو : كأن عليا أسد .
ونحو قوله تعالى : { كأن في أذنيه وقرا }3 .
86 ـ وقوله تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }4 .
51 ـ ومنه قول لبيد :
حُفِزت وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها

ثالثا ـ لكنَّ : تفيد الاستدراك والتوكيد . نحو : أخوك عالم لكنه بخيل .
وقوله تعالى : { إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون }5 .
87 ـ وقوله تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد }6 .
ومنه قول عمرو بن كلثوم :
نسمى ظالمينا وما ظلمنا ولكنَّا سنبدأ ظالمينا
ــــــــــــــــ
1 ـ 6 الرعد . 2 ـ 98 المائدة .
3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 65 الصافات .
5 ـ 243 البقرة . 6 ـ 253 البقرة .

ومثال مجيئها للتوكيد قولنا : لو اجتهدت لفزت ولكنَّك لم تجتهد فلم تفز .
ونحو : لو زارني محمد لأكرمته ولكنَّه لم يزرني .

رابعا ـ ليت : تفيد التمني ، وهو طلب ما لا طمع فيه . نحو : ليت الجو دافئ .
88 ـ ونحو قوله تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }1 .
وقوله تعالى : { يا ليت قومي يعلمون }2 .
ومنه قول الفرزدق :
ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب

خامسا ـ لعل : تفيد الترجي ، وهو توقع الأمر المحبوب . نحو : لعل الله يرحمنا .
ومنه قوله تعالى : { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى }3 .
وقد ذكر النحاة أنها تفيد التعليل أيضا ، فتكون بمعنى " كي " .
89 ـ نحو قوله تعالى : { إنَّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }4 .
وقوله تعالى : { لعلكم ترحمون }5 .
والمعنى في الآيتين : لكي تعلموا معانيه ، وكي ترحموا .
وتفيد الإشفاق نحو : لعل المريض مشرف على نهايته .
ونه قوله تعالى : { لعلنا نتبع السحرة }6 ، وقوله تعالى : { لعل الساعة قريب }7 .

عمل الحروف الناسخة .
تعمل الحروف المشبه بالفعل " الناسخة " النصب في الاسم ويسمى اسمها ، والرفع في الخبر ، ويسمى خبرها ، ولكن بشروط هي : ـ
1 ـ ألا يكون اسمها مما له الصدارة في الكلام .
2 ـ ألا تتصل بـ " ما " الكافة .
ـــــــــــــــ
1 ـ 40 النبأ . 2 ـ 26 يسن .
3 ـ 44 طه . 4 ـ 2 يوسف .
5 ـ 155 الأنعام . 6 ـ 40 الشعراء
7 ـ 17 الشورى .

أولا ـ ألا يكون اسم تلك الحروف من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام ، كأسماء الاستفهام ، والشرط : من ، ما ، مهما ، كيف ، كيفما ، أين ، أينما ، متى ... إلخ .
ثانيا ــ اتصال " ما " الكافة بـ " إن " وأخواتها .
من شروط عمل " إن " وأخواتها ألا تتصل بها " ما " الحرفية الزائدة ، فإذا اتصلت بها كفتها عن العمل ، وزال اختصاصها في الدخول على الجمل الاسمية ، وتصبح صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية كانت أم فعلية ، ما عدا " ليت " فإنه يجوز فيها إذا اتصلت بها " ما " أن تعمل في الجملة الاسمية ، أو لا تعمل .
نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنما الأعمال بالنيات " .
ومنه قوله تعالى : { إنما هو إله واحد }1 .
وقوله تعالى : { إنما نحن مصلحون } 2 .
وقوله تعالى : { إنما يأكلون في بطونهم نارا }3 .
وقوله تعالى : { وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة }4 .
وقوله تعالى : { فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم }5 .
وقوله تعالى : { كأنما يساقون إلى الموت }6 .
52 ـ ومنه قول الشاعر :
وكأنما نظرت بعيني شادنٍ رشأ من الغزلان ليس بتوأم
ونحو : لعلما المريضُ يشفى ، ولعلما ينظر في الأمر .
ونحو : الجو دافئ لكنما الأمطارُ غزيرةٌ .
أما " ليت " فيجوز في " ما " أن تكفها عن العمل ، أو لا تكفها كما ذكرنا آنفا .
53 ـ نحو قول الشاعر :
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد
ـــــــــــــ
1 ـ 19 الأنعام . 2 ـ 11 البقرة .
3 ـ 10 النساء . 4 ـ 28 الأنفال .
5 ـ 49 المائدة . 6 ـ 6 الأنفال .

فيجوز في قولها " هذا الحمام " أن يكون اسم الإشارة في محل نصب اسم ليت ، والحمام خبر ليت مرفوع ، ويجوز أن يكون " هذا " في محل رفع مبتدأ ، والحمام خبره .

أنواع خبر الأحرف المشبهة بالفعل " الأحرف الناسخة " .
يأتي خبر الأحرف الناسخة مثل خبر المبتدأ ، وهو على ثلاثة أنواع : ـ
1 ـ خبر مفرد : وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة .
نحو : محمد مجتهد ، والطالبان فائزان ، والمعلمون قادمون .
90 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله غفور رحيم }1 . وقوله تعالى : { إنكم متبعون }2 .
وقوله تعالى : { إن المنافقين كاذبون }3 .
وقوله تعالى : { ولكن الله ذو فضل على العالمين }4 .
وقوله تعالى : { كأنها كوكب دري }5 .
فالخبر في الأمثلة السابقة جاء مفردا سواء أكان بلفظ الواحد ، أم المثنى ، أم الجمع .
2 ـ جملة بنوعيها :
أ ـ جملة اسمية . نحو : إن الحديقة أشجارها باسقة ، ولعل العمال عملهم مثمر .
91 ـ ونحو قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة من الله }6 .
وقوله تعالى : { ألم يعلم أن الله له ملك السموات والأرض }7 .
ب ـ جملة فعلية : نحو قوله تعالى : { إن الأبرار يشربون من كاس مزاجها كافورا }8 . وقوله تعالى : { لعلكم تفلحون }9 .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 173 البقرة . 2 ـ 52 الشعراء .
3 ـ 1 المنافقون . 4 ـ 251 البقرة .
5 ـ 35 النور . 6 ـ 218 البقرة .
7 ـ 40 المائدة . 8 ـ 5 الإنسان
9 ـ 77 الحج .

92 ـ وقوله تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء }1 .
وقوله تعالى : { ياليتني قدمت لحياتي }2 .
وقوله تعالى : { كأنهم إلى نصب يوفضون }3 .
3 ـ شبه جملة بنوعيها :
أ ـ جار ومجرور . نحو : إن الكتاب في الحقيبة .
93 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن للمتقين لحسن وآب }4 .
وقوله تعالى : { إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء }5 .
ب ـ ظرف مكان . نحو : ليتك عندي فأكرمك .
94 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله مع الصابرين }6 .
وقوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا }7 .
ج ـ طرف زمان . 95 ـ نحو : لعل السفر يوم الخميس .
وفي الخبر شبه الجملة نقدر محذوفا سوار أكان مفردا ككائن ، أو مستقر ، أو موجود ، أم كان جملة ككان ، أو استقر ، أو وجد ، أو يكون .

حكم خبر تلك الحروف ومعموله من حيث التقدم ، والتأخر عنها .
لا يجوز تقدم خبر الحروف الناسخة عليها ، ولا على اسمها ، ولا يجوز تقدم الاسم عليها . إذ لا يصح أن نقول : مسافر إن محمد ، ولا : إن مسافر محمدا .
ولا : محمدا إن مسافر .
ولكن إذا كان الخبر شبه جملة لزم تقديمه على اسمها وجوبا إذا كان في الاسم ضمير يعود
ــــــــــــــــ
1 ـ 6 الحشر . 2 ـ 24 الفجر .
3 ـ 42 المعارج . 4 ـ 49 ص .
5 ـ 73 آل عمران . 6 ـ 153 البقرة .
7 ـ 5 الشرح .

على بعض الخبر . 96 ـ نحو : لعل في المصنع أصحابه .
فإذا لم يتصل الاسم بضمير جاز التقديم والتأخير . نحو : لعل محمد في انتظارك ، ولعل في انتظارك محمد .
وإن خالد عندنا ، وإن عندنا خالد .
97 ـ ومنه قوله تعالى : { إن فيها قوما جبارين }1 .
وقوله تعالى : { إن في ذلك لآية للمؤمنين }2 .
وقوله تعالى : { إن لدينا أنكالا وجحيما }3 .
وأما معمول الخبر فلا يجوز تقديمه على الاسم . فلا يصح أن نقول :
إن كتابك محمدا آخذ .
غير أن بعض النحاة أجاز تقديم معمول الخبر على الاسم إذا كان المعمل شبه جملة . نحو : إن في المدرسة عليا موجود .
54 ـ ومنه قول جميل بن معمر :
فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جمُّ بلابله
الشاهد في البيت قوله : فإن بحبها أخاك مصاب ، فقدم معمول الخبر " بحبها " على اسمها
" أخاك " .
أما تقدم المعمول على الخبر فكثير . نحو قوله تعالى : { إن الله بما تعملون بصير }4 .
98 ـ وقوله تعالى : { إن الله على كل شيء قدير }5 .

حكم حذف الحرف الناسخ ، وحذف أحد معموليه ، أو حذف الحرف ومعموليه .

1 ـ لا يصح حذف الحرف الناسخ وبقاء معموليه . إذ لا يصح أن نقول :
محمدا مجتهد . بنصب محمد على اعتبار أنه اسم " إن " المحذوفة ، ومجتهد خبرها
ــــــــــــــــ
1 ـ 22 المائدة . 2 ـ 77 الحجر .
3 ـ 12 المزمل . 4 ـ 110 البقرة .
5 ـ 20 البقرة .

مرفوع ، لعدم وجود القرينة على حذفه .
غير أنه جاز حذفه مع معموليه لدلالة القرينة عليه .
99 ـ كما في قوله تعلى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 .
والتقدير : تزعمون أنهم شركائي .
2 ـ يجب حذف خبرها في موضعين :
أ ـ بعد قولهم ليت شعري . نحو : ليت شعري هل يعود الغائب .
والتقدير : ليتني أشعر بعودته .
ونلاحظ أنه لا بد أن يلي تعبير " ليت شعري " استفهام اسما أو حرفا .
55 ـ ومنه قول جميل :
ياليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد
الشاهد قوله : ليت شعري هل أبيتن ليلة . فقد حذف خبر ليت وجوبا ، والتقدير : ليتني أشعر بمبيتي ليلة .
وجملة الاستفهام في محل نصب مفعول به لشعري باعتباره مصدرا .
ومنه قول امرئ القيس :
ألا ليت شعري كيف حادتُ وصلها وكيف تراني وُصلة المتغيبِ

2 ـ أن يكون في الكلام شبه جملة ظرف ، أو جار ومجرور . وعندئذ يكون شبه الجملة متعلقا بمحذوف خبر واجب الحذف تقديره : كائن ، أو موجود .
نحو : إن الأمر في يدك ، ولعل محمدا عندنا .
فالتقدير : كائن في يدك ، وموجود عندنا .
ويجوز حذف الخبر إذا دل عليه دليل .
كما في قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }2 .
ـــــــــــــ
1 ـ 62 القصص . 2 ـ 25 الحج .

الشاهد في الآية قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون } . حيث حذف خبر " إن " جوازا لدلالة جواب الشرط عليه ، وهو قوله تعالى : { نذقه من عذاب أليم } .
والتقدير : إن الذين كفروا نذقهم من عذاب أليم .
100 ـ وقوله تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لمّا جاءهم وإنه لكتاب عزيز }1 .
الشاهد قوله : إن الذين كفروا بالذكر ، ثم حذف الخبر ، وتقديره : معاندون ، أو معذبون .

تعدد خبر " إن " وأخواتها .
يجوز تعدد خبر إن ، أو إحدى أخواتها كما هو الحال في تعدد خبر المبتدأ .
فنقول : إن الطالب مجتهد مؤدب .
101 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله عليم خبير }2 ، وقوله تعالى : { إن الله عليم حكيم }3.

اقتران اللام في خبرها ، واسمها المؤخر .
يقترن خبر " إن " دون أخواتها باللام لتوكيد مضمون الجملة ، لهذا زحلقوها في باب " إن " عن صدر الجملة كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين ، وهي لتخليص المضارع للحال أيضا {4} .
نحو قوله تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون }5 .
وقوله تعالى : { وإن ربك ليحكم بينهم }6 .
102 ـ وقوله تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }7 .
ــــــــــــــــ
1 ـ 41 فصلت . 2 ـ 34 لقمان .
3 ـ 28 التوبة .
4 ـ انظر اللامات للزجاجي ص64 ، والحروف العاملة في القرآن الكريم ص139 .
5 ـ 1 المنافقون . 6 ـ 124 النحل .
7 ـ 13 يوسف .

ويشترط في اقتران اللام بخبر " إن " الآتي : ـ
1 ـ ألا يكون الخبر منفيا ؛ لأن اللام لتأكيد الإثبات وهو ضد النفي .
2 ـ ألا يكون الخبر ماضيا متصرفا غير مقرون بقد . فلا نقول : إن محمدا لقام .
أما إذا كان الخبر فعلا ماضيا متصرفا مقرونا بقد جاز اقترانه باللام .
نحو : إن عليا لقد كان مجتهدا .
ويجوز اقتران اللام بالفعل الماضي إذا كان جامدا ، كنعم وبئس .
نحو : إن أخاك لنعم الرجل .
وإذا كان الخبر اسما ، أو فعلا مضارعا فلا شروط لاقترانه باللام .
ويجوز دخول اللام على خبر إن بالشروط السابقة .
نخو : إن الطالب لَكتابَك آخذ . وإن المعلم لأخاك مكافئ .
ولم يرد منه شيء في القرآن الكريم .
وقد دخلت اللام على ضمير الفصل .
نحو قوله تعالى : { وإن الله لهو العزيز الحكيم }1 .
وقوله تعالى : { إن هذا لهو الفضل المبين }2 .
وتقترن لام الابتداء باسم " إن " شريطة تأخيره عن الخبر كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين كما هو الحال في الخبر .
نحو : إن في الصدق لمنجاة ، وإن في الصدق لخيرا .
ومنه قوله تعالى : { إن في ذلك لآية لكم }3 .
وقوله تعالى : { وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب }4 .
ـــــــــــــ
1 ـ 62 آل عمران .
2 ـ 16 النمل .
3 ـ 248 البقرة .
4 ـ 78 آل عمران .

كسر همزة " إن " وفتحها .
تكسر همزة إن وجوبا في كل موضع يمتنع فيه تأويلها مع اسمها ، وخبرها بمصدر ، ذلك في المواضع التالية : ـ
1 ـ في ابتداء الكلام حقيقة ، أو حكما " أي الواقعة بعد ألا الاستفتاحية .
مثال الأول قوله تعالى : { إ نّا أعطيناك الكوثر }1 .
وقوله تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم }2 .
ومثال الثاني قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم }3 .
وقوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 .
وفي ابتداء جملة " إن " الواقعة بعد النداء .
كقوله تعالى : { قالوا يا أيها العزيز إن له أبا } 5 .
2 ـ في صدر جملة الصلة . نحو : انتصر الذي إنه مخلص ، وجاء الذي إنه عاقل، ومنه قوله تعالى : { وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة }6 .
3 ـ بعد القول . نحو قوله تعالى : { وقال إني معكم }7 .
وقوله تعالى : { قال إني عبد الله }8 .
ويشترط في القول أن يراد به معنى الحكاية . أما إذا أريد به معنى الظن فتحت همزة " إن " .
4 ـ أن تقع في صدر الجملة المستأنفة . نحو : يحسبون أني مقصر في عملي إنهم
لمخطئون ، وزعم أحمد أنه متفوق إنه لكاذب .
ـــــــــــــ
1 ـ 1 الكوثر . 2 ـ 32 البقرة .
3 ـ 62 يونس . 4 ـ 6 العلق .
5 ـ 78 يوسف . 6 ـ 76 القصص .
7 ـ 12 المائدة . 8 ـ 30 مريم

5 ـ في جواب القسم ، ويكثر في ذلك اقتران خبرها باللام . نحو : والله إنك لصادق . ومنه قوله تعالى : { ويحلفون بالله إنهم لمعكم }1 .
وقوله تعالى : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون }2 .
وقوله تعالى : { والعصر إن الإنسان لفي خسر }3 .
6 ـ إذا اتصل خبرها بلام الابتداء ، ولو سبقها فعل من أخوات ظن .
أي " جاءت بعد فعل قلبي علق باللام " نحو : علمت إن أخاك لمحسن .
ومنه قوله تعالى : { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون }4 .
وقوله تعالى : { قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون }5 .
وقوله تعالى : { والله يعلم إنهم لكاذبون }6 .
ومنه قول الشاعر :
ألم تر إني وابن أسود ليلة لنسري إلى نارين يعلو سناها
وقد كسرت الهمزة في الشواهد السابقة ونظائرها ؛ لأن اللام إذا وليت الظن والعلم علقت الفعل عن العمل {7} . فالفعل علم في الآيات السابقة لم يعمل في إن ومعموليها لاتصال خبرها بلام الابتداء ، لذا كسرت همزتها ، فإن ومعموليها في هذا الموضع لم تؤول بمصدر كما هو الحال عند فتح همزتها .
والشاهد في البيت قوله : ألم تر إني ... لنسري . حيث كسرة همزة " إن " بع الفعل القلبي " تر " الذي علق عن العمل لاتصال خبر إن بلام الابتداء المزحلقة .
7 ـ أن تقع في صدر جملة الحال مقرونة بالواو ، أو غير مقرونة .
مثال الأول : زرته وإني لذو أمل في شفائه .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 56 التوبة . 2 ـ 40 المعارج .
3 ـ 2 العصر . 4 ـ 158 الصافات .
5 ـ 33 الأنعام . 6 ـ 42 التوبة .
7 ـ الأصول في النحو لبن السراج ج1 ص263 .

ومنه قوله تعالى : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون }1 .
ومثال النوع الثاني قوله تعالى : { إلا إنهم ليأكلون الطعام }2 .
8 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الخبر عن اسم ذات . نحو : الرجل إنه قادم .
ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم }3 .
9 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الصفة لما قبلها . نحو : جاء طالب إنه مهذب .
وهذا قول إنه حق .
10 ـ أن تقع في محل نصب خبر لكان . نحو : كان الرجل إنه مسافر .
11 ـ أن تقع بعد كلاّ . نحو قوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 .
وقوله تعالى : { كلا إنها كلمة هو قائلها }5 .
12 ـ أن تقع بعد إذ . نحو : وصلت إذ إن أباك يستقل العربة .
13 ـ أن تقع بعد حتى الابتدائية . نحو : غادر الطلاب المدرسة حتى إن المدرسين غادروها .
14 ـ أن تقع بعد حيث . نحو : جلست حيث إنك جالس .
والبعض أجاز فتحها .
ـــــــــــــــ
1 ـ 5 الأنفال . 2 ـ 20 الفرقان .
3 ـ 17 الحج . 4 ـ 6 العلق .
5 ـ 100 المؤمنون .

فتح همزة " أن " .
يجب فتح همزة " أن " في كل موضع يصح تأويلها مع معموليها بالمصدر المؤول بالصريح . وتؤول أن مع اسمها وخبرها في المواضع التالية : ــ
1 ـ إذا جاءت مع معموليها في موضع الفاعل . نحو : أعجبني أنك مجتهد .
والتقدير : أعجبني اجتهادك .
ومنه قوله تعالى : { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب }1 .
وقوله تعالى : { فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه }2 .
2 ـ في موضع نائب الفاعل . نحو : يخيل لي أن السماء صحو .
ومنه قوله تعالى : { قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن }3 .
3 ـ في موضع المفعول به . نحو : ألا تعلم أن البعوض ناقل للعدوى .
ومنه قوله تعالى : { وظن أهلها أنهم قادرون عليها }4 .
وقوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }5 .
وقوله تعالى : { فعلموا أن الحق لله }6 .
ويشترط في خبرها عدم اقترانه بلام التوكيد كما أوضحنا سابقا ، وإلا كسرت همزتها .
4 ــ في موضع المبتدأ . نحو : في اعتقادي أنك مسافر .
ومنه قوله تعالى : { ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة }7 .
5 ــ في موضع الخبر عن اسم معنى . نحو : حسبك أنك مجتهد .
اعتقادي أن التجارة رابحة .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 51 العنكبوت . 2 ـ 114 التوبة .
3 ـ 1 الجن . 4 ـ 24 يونس .
5 ـ 18 آل عمران . 6 ـ 75 القصص .
7 ـ 39 فصلت .

6 ـ أو في موضع الخبر لـ " إن " التي جاء اسمها اسم معنى . إن رأيي أنك متواضع .
7 ـ أن تقع بعد القول المتضمن معنى الظن . نحو : أتقول أنك مسافر ؟
8 ـ في موضع المجرور بحر الجر . نحو : كافأتك لأنك مجتهد .
ومنه قوله تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق }1 .
9 ـ إذا وقعت أن ومعموليها بعد لو ، ولولا . نحو : احترمك ولو أنك أصغر مني .
ومنه قوله تعالى : { ولو أنهم صبروا }2 .
وقوله تعالى : { فلولا أنه كان من المسبحين }3 .
10 ـ أن يكون المصدر تابعا لواحدة مما سبق .
فمثال العطف قوله تعالى : { وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }4 .
وقوله تعالى : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم }5 .
ومثال البدل قوله تعالى : { فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا }6 .
فالمصر المؤول بدل اشتمال من طعامه ، والتقدير : إلى أنعامنا في طعامه .
ومنه قوله تعالى : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم }7 .

جواز الفتح والكسر .
يجوز فتح همزة " أن " وكسرها في المواضع التي يجوز فيها تأويل " إن " ومعموليها بمصدر مؤول ، أو عدم تأويلها ، ذلك في المواضع التالية : ـ
1 ـ بعد فاء الجزاء . نحو : من يأتني فإنه مكرم . ومنه قوله تعالى { من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم }8 .
ــــــــــــــــ
1 ـ 30 لقمان . 2 ـ 5 الحجرات .
3 ـ 143 الصافات . 4 ـ 119 طه .
5 ـ 24 ، 25 عبس . 6 ـ 7 الأنفال .
7 ـ 7 الأنفال . 8 ـ 54 الأنعام .

فقد قرئت الآية : { فإنه غفور رحيم } بالوجهين ، أي بكسر همزة " إن " وفتحها .
فاحتمال الكسر على جعل ما بعد فاء الجزاء جملة تامة ، والتقدير : فهو غفور .
واحتمال الفتح على تقدير " أن " ومعموليها مصدرا مؤولا في موضع المبتدأ ، والخبر محذوف ، أو خبر والمبتدأ محذوف {1} .
والتقدير : فغفرانه حاصل ، أو فجزاؤه حاصل .
2 ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا إن المطر منهمر .
جواز الكسر على عدم التأويل ، والتقدير : فإذا المطر منهمر .
والفتح على جعل " أن " ومعموليها في موضع الرفع على الابتداء ، وإذا في محل رفع خبره إذا اعتبرناها ظرفا ، أو الخبر محذوف على اعتبار إذا الفجائية حرفا ، والتقدير : انهمار المطر
حاصل .
ومنه قول الشاعر :
وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا إذا أنه عبد القفا واللهازم
الشاهد قوله : إذا أنه . فرواية الكسر على معنى فإذا هو عبد القفا ، وهذا الوجه أحسن ؛ لأنه لا يحتاج إلى تقدير . أما رواية الفتح فعلى اعتبار " أن " ومعموليها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف .
3 ـ بعد لا جرم ، وفتح الهمزة أشهر . نحو قوله تعالى : { لا جرم أن لهم النار}2 .
فأن مع معموليها في تأويل مصر مؤول في محل رفع فاعل إذا اعتبرنا جرم فعل ماض بمعنى
" حق " ، والتقدير : حق حصول النار لهم ، أو بمعنى " لابُدَّ " فتكون لا نافية للجنس ، وأن ومعموليها فى تأويل مصدر مجرور بمن ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر
لا ، والتقدير : لابد من حصول النار لهم . أو على المفعولية إذا اعتبرنا جرم بمعنى كسب ، وفاعلها ضمير مستتر ،
ــــــــــــــــ
1 ـ انظر الجنى الداني للمرادي ص .
2 ـ 62 النحل . 3 ـ 23 النحل .

والتقدير : كسب لهم كفرهم . وفي حالة الكسر تكون " لا جرم " قسما ، وكسرت الهمزة لوقوعها في جواب القسم .
ومنه قوله تعالى : { لا جرم أن الله يعلم ما يسرون }1 .
4 ـ إذا وقعت بعد الواو التالية " هذا " ، أو " ذا " .
نحو قوله تعالى : { ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين }2 .
فذلكم خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : الأمر ذلك ، والأمر أن الله موهن ... إلخ .
وهذا وجه الفتح في همزة " أن " .
أما توجيه الكسر فعلى عطف " إن " مع معموليها على الجملة المتقدمة المحذوف أحد جزئيها .
5 ـ جواز الأمرين في مقام التعليل ، والكسر أبلغ . نحو : اطلب العلم إنه سبيل النجاح .
ومنه قوله تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين }3 .
وقوله تعالى : { ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير }4 .
فالفتح على كون " أن " ومعموليها في محل مصدر مؤول مجرور بلام التعليل ، والتقير : لأنه سبيل النجاح . والكسر على أن التعليل حاصل بجملة " إن " ومعموليها . أي أنها جملة استئنافية .
6 ـ بعد حتى الجارة ، أو العاطفة . نحو : بذلت جهدك حتى أنك لم تنِ .
ووقفت معه حتى أنك لم تقصر . وعرفت مزاياك حتى أنك فاضل .
فالفتح على اعتبار " حتى " جارة ، أو عاطفة . والكسر على اعتبارها ابتدائية .
7 ـ جواز الأمرين بعد القسم إذا لم يتصل خبر " إن " باللام ، وذكر فعل القسم
قبلها . نحو : أقسمت إن محمدا مسافر ، وأقسمت أن محمدا مسافر .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 23 النحل . 2 ـ 18 الأنفال .
3 ـ 168 البقرة . 4 ـ 20 البقرة .

أما إذا ذكر فعل القسم ، أم لم يذكر ، واتصل الخبر باللام وجب كسر الهمزة .
نحو : أقسمت إنك لمخلص ، والله إنك لمخلص .
وكذلك يجب الكسر إذا خذف فعل القسم ، ولم يتصل الخبر باللام .
نحو قوله تعالى : { حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة }1 .
ومنه قول الشاعر :
أو تحلفي بربك العلي أني أبو ذيالك الصبي
الشاهد قوله : أني ، فهمزة " إن " في هذا البيت تروى بالكسر على جعلها جوابا للقسم ، كما أنها تروى بالفتح على اعتبارها مفعولا به بعد حذف حرف الجر .
والتقدير : على أني أبو ذيالك الصبي .
8 ـ أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه .
نحو قوله تعالى : { إن لك لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }2 .
فجواز الكسر يكون على الاستئناف ، أو العطف على جملة " إن " الأولى .
وأما جواز الفتح فيكون بالعطف على " أن لا يجوع " . والله أعلم .
ــــــــــــ
1 ـ 1 ، 2 الزخرف .
2 ـ 118 ـ 119 طه .

تخفيف نون " إنَّ " وأخواتها .

1 ـ تخفيف نون " إنَّ " :
إذا خففت نون " إنَّ " المشددة ، القياس فيها ألا تعمل إنْ تلاها فعل .
103 ـ نحو قوله تعالى : { وإنْ وجدنا أكثرهم لفاسقين }1 .
وقوله تعالى : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم }2 .
وقوله تعالى : { وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله }3 .
والذي يليها من الأفعال لا يكون إلا ناسخا كما هو واضح من الشواهد السابقة .
غير أنه إذا تلاها اسم جاز فيها الإعمال ، والإهمال ، والإهمال أحسن .
فمثال الإعمال : إنْ محمدا لمسافر ، ولم يسمع في كلام العرب من غير الشعر .
ومنه قوله تعالى في قراءة من قرأ " إن ولما "
104 ـ مخففتين : { وإن كلا لما يوفينهم ربك أعمالهم }4 .
وحجة من يراها عاملة يقول : أن الحرف بمنزلة الفعل إذا حذف من شيء لم يغير عمله .
ومثال إهمالها قوله تعالى : { وإن كل لما جميع لدينا محضرون }5 .
ووجب عند تخفيفها ، وإهمالها اقتران خبرها باللام المفتوحة المعروفة باللام الفارقة للتفريق بينها وبن " إنْ " النافية العاملة عمل ليس .
كما في الآية السابقة ، ومنه قوله تعالى : { وإن كل نفس لما عليها حافظ }6 .
وقد يستغنى عن اللام الفارقة ، إذا تضمن الكلام قرينة ، إما لفظية :
كقول الشاعر* :
إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة وإن هو لم يعدم خلاف معاند
ـــــــــــــــــــــ
* الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 102 الأعراف . 2 ـ 51 القلم .
3 ـ 143 البقرة . 4 ـ 111 هود .
5 ـ 32 يس . 6 ـ 4 الطارق .

الشاهد قوله : لا يخفى ، ولم يعدم ، حيث وقع الفعل المنفي في محل رفع خبر غير مقترن باللام ؛ لأن اللام تفيد التوكيد ، ولا يصح دخول التأكيد على الخبر المنفي .
ومثال القرينة المعنوية : قول الطرماح بن حكيم :
أنا ابن أباة الضيم من آل مالك وإن مالك كانت كرام المعادن
فإن المخففة في قوله : وإن مالك ، لا يعقل أن تكون نافية ، إذ إن غرض الشاعر أن يتمدح بقومه ويذكر مآترهم ، فالمعنى قرينة دالة على أن " إن " مخففة من الثقيلة ، وليست " إن " النافية ، ذلك لا يلزم اقتران خبرها باللام الفارقة ، ولو قرنه بها لكان التقدير : وإن مالك لكانت .
2 ـ أنَّ : إذا خففت نون " أن " المفتوحة الهمزة ، وجب إبقاء عملها كما لو كانت ثقيلة ، ولكن يشترط في اسمها أن يكون ضمير الشأن المحذوف ، أما خبرها فيجب أن يكون جملة بنوعيها .
لإذا كانت الجملة اسمية مسبوقة بجزء أساسي ، وجب أن يكون المصدر المؤول من أن ومعموليها مكملا للجزء السابق .
105 ـ نحو قوله تعالى : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }1 .
فـ " أن " مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه ، والجملة الاسمية بعدها مكونة من مبتدأ وخبر في محل رفع خبر " أنْ " ، ولا فاصل بين الجملة ، وان ، كما أن " أن ْ " مع اسمها المحذوف وخبرها الجملة مكملة لما قبلها في المعنى .
أما إذا كانت الجملة التالية لـ " إنْ " جملة فعلية وجب أن يكون فعلها دالا على اليقين والقطع الجازم . 106 ـ كقوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }2 .
وكذلك إذا خففت ، وتلاها فعل متصرف لا يفيد الدعاء وجب اقتران الفعل بفاصل ليفصل بين
" أن " ، وخبرها . ويكون الفاصل واحدا مما يأتي : ـ
ـــــــــــــــ
1 ـ 10 يونس . 2 ـ 20 المزمل .

1 ـ السين ، أو سوف . نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }1 .
ونحو : حسب أن سوف تحضر مبكرا .
2 ـ قد . نحو قوله تعالى : { ونعلم أن قد صدقتنا }2 .
وقوله تعالى : { ليعلم أن قد أبلغوا }3 .
3 ـ لا أو لن أو لم . نحو قوله تعالى : { أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا }4 .
وقوله تعالى : { أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه }5 .
وقوله تعالى : { أيحسب أن لم يره أحد }6 .
4 ـ لو : نحو قوله تعالى : { وأن لو استقاموا على الطريقة }7 .
5 ـ ربَّ . 56 ـ كقول الشاعر* :
تيقنت أنْ رُبَّ امرئ خيل خائنا أمين ، وخوان يخال أمينا
وقد أتي بالفاصل في الشواهد السابقة للتأكيد على أنَّ " أنْ " المفتوحة الهمزة الساكنة النون هي المخففة من الثقيلة ، وليست " أنْ " المصدرية الناصبة للفعل المضارع .
فإن كان الخبر جملة اسمية تفيد الدعاء ، أو فعلية فعلها جامد فلا يحتاج إلى فاصل بينه وبين
" أن " .
نحو قوله تعالى { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }8 .
نحو قوله تعالى : { فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين }9 .
في قراءة الرفع وتخفيف " أنَّ " .
57 ـ ومنه قول الأعشى :
في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 20 المزمل . 2 ـ 113 المائدة . 3 ـ 28 الجن .
4 ـ 89 طه . 5 ـ 3 القيامة . 6 ـ 7 البلد .
7 ـ 16 الجن . * الشاهد بلا نسبة .
8 ـ 10 يونس . 9 ـ 44 الأعراف .

ومثال الخبر الواقع فعلا جامدا قوله تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }1 .
وقوله تعالى : { وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم }2 .

3 ـ كأنَّ . حكمها في التخفيف كحكم " أنَّ " يجب إعمالها ، ووجب أن يكون اسمها ضمير الشأن المحذوف . غير أن كثيرا من النحاة لم يشترط أن يكون اسمها ضميرا ، وأنه يذكر في الكلام أكثر من ذكر اسم " أن " ، واستدلوا على ذلك ، 58 ـ بقول الشاعر* :
ويوما توافينا بوجه مقسَّم كأن ظبية تعطوا إلى وارق السلم
فـ " كأنْ " مخففة من الثقيلة ، وظبية في رواية النصب اسمها ، وخبرها محذوف .
وأما على رواية الرفع تكون ظبية خبر كأن ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنه
ظبية . وهذا هو الوجه الأحسن فيما دل عليه الكلام من أن حكمها في العمل كحكم أنْ ، و " أنْ " تعمل مخففة واسمها ضمير الشأن المحذوف دائما .
ومنه قول الشاعر* :
وصدر مشرق النحر كأن تدييه حقان
ويروى " تدييه " و " تدياه " بروايتى النصب والرفع كما في البيت السابق .
وعندما تخفف " كأنَّ " يصح دخولها على الجمل بنوعيها اسمية كانت ، أم فعلية .
فمثال الأول : كأن أسد أقبل نحونا . ومنه الشواهد السابقة ، وهي لا تحتاج إلى فاصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا .
وإذا دخلت على الجملة الفعلية وجب الفصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا ، ويكون الفصل إما بـ " قد " ، أو بـ " لم " .
ــــــــــــــــ
1 ـ 39 النجم . 2 ـ 185 الأعراف .
* لباغث بن صريم . وللمزيد انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية ج2 ص 397 .
* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

59 ـ مثال الأول قول النابغة الذبياني :
أفد الترحل غير أن ركابنا لما نزل برحالنا وكأن قدِ
التقدير : وكأن قد زالت ، فحذفت الجملة الواقعة خبرا لـ " كأن " بعد أ، فصل بينها بـ " قد " .
ومنه قول الآخر* :
لا يهولنك اصطلاء لظى الحر ب فمحذورها كأن قد ألما
107 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { كأنْ لم يدعنا إلى ضر مسه }1 .
وقوله تعالى : { كأن لم تغن بالأمس }2 .
وقوله تعالى : { ولى مستكبرا كأن لم يسمعها }3 .
وقد فصل بين " كأنْ " والجملة الواقعة خبرا لها لئلا يلتبس بينها وبين أن المصدرية الداخلة عليها كاف التشبيه .

4 ـ لكنَّ . إذا خففت نون " لكنَّ " وجب إهمالها ، وبطل عملها بالإجماع ، إلا يونس ، والأخفش قالا بإعمالها .
وعند تخفيفها يزول اختصاصها بالجمل الاسمية ، وتكون صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية وفعلية .
وهي حينئذ إما عاطفة كـ " بل " ، أو حرف ابتداء .
108 ـ نحو قوله تعالى : { لكنِ الله يشهد بما أنزل إليك }4 .
وقوله تعالى : { لكنِ الظالمون اليوم في ضلال مبين }5 .
ـــــــــــــــــ
* الشاهد بلا نسبة .
1 ـ 12 يونس . 2 ـ 24 يونس .
3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 166 النساء .
5 ـ 38 مريم .

ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى : { ولكنْ كانوا أنفسهم يظلمون }1 .
وعن الكسائي أن المختار عند العرب تشديد النون إذا اقترنت " لكنِّ " بالواو .
نحو قوله تعالى : { ولكنَّ الظالمين بآيات الله يجحدون }2 .
وتخفيفها إذا لم تقترن بها .
نحو قوله تعالى : { لكنِ الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا }3 .
وقوله تعالى : { لكنِ الذين اتقوا ربهم }4 .
وعللوا ذلك بأن المخففة تكون عاطفة كما ذكرنا سابقا ، فلا تحتاج إلى واو معها مثلها مثل " بل " فإذا سبقتها الواو ، وهو قليل انتقل العطف إلى الواو ، وتكون " لكن " ابتدائية مهملة لا عمل لها تفيد الاستدراك ليس غير .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 70 التوبة . 2 ـ 33 الأنعام .
3 ـ 88 التوبة . 4 ـ 198 آل عمران .

تنبيهات وفوائد
1 ـ ذكرنا أن " إنَّ " و " أنَّ " يفيدان التوكيد كما هو عند جمهور النحاة ، غير أن بعضهم جعلها للتأكيد ، والتحقيق ، وبعضهم جعلها للثبات والدوام {1} .
كما تفيد " أنَّ " معنى الترجي فتكون بمعنى " لعل " .
نحو قوله تعالى { وما يشعركم أنها إذا جاءت لايؤمنون }2 .
في قراءة فتح الهمزة ، أي : لعلها إذا جاءت .
وقد نقل لها هذا المعنى سيبويه عن الخليل ، ومنه قولهم : أأت السوق أنك تشتري لنا شيئا . أي لعلك تشتري {3} .
2 ـ أورد النحاة لـ " كأن " معانيَ غير التشبيه ، فمنهم من جعلها للتحقيق واستدل على ذلك
بقول عمر بن أبي ربيعة * :
كأني حين أمي لا تكلمني ذو بغية يشتهي ما ليس موجودا
ومنهم من قال إنها تفيد الشك ، فقالوا إن كان خبرها اسما جامدا كانت للتشبيه ، وإن كان مشتقا كانت للشك بمنزلة " ظن " ، أما إذا كان خبرها فعلا .
نحو : كأنَّ زيدا قام ، أو جملة اسمية . نحو : كأن خالدا أبوه قائم .
أو وصفا مشتقا . نحو : كأن محمدا قائم . فهي للظن والحسبان .
كما ذكروا أنها تكون للتقريب . نحو : كأن الشتاء مقبل .
والمعنى على تقريب إقبال الشتاء ، وهو مذهب الكوفيين {4} .
3 ـ أورد النحاة لـ " لعل " معاني كثيرة غير التي ذكرناها آنفا منها :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ شرح المفصل ج8 ص59 ، وكتاب معاني الحروف للرماني ص110 .
2 ـ 109 الأنعام .
3 ـ الكتاب جا ص462 ، والجنى الداني ص417 .
* وفي اللسان ليزيد بن الحكم ، ويروى عجز البيت : متيم يشتهي ما ليس موجودا .
4 ـ الجنى الداني ص572 وما بعدها .

أ ـ تكون للاستفهام . نحو قولك للرجل : لعلك شتمتني ؟ تريد هل تشتمني ؟ فيقول :
لا أو نعم 1 .
ب ـ وتكون للشك بمنزلة " عسى " . نحو : لعل أخاك في المدرسة .
تريد : عسى أخوك في المدرسة . ومنه قوله تعالى { لعلي أبلغ الأسباب }2 .
وتقدير المعنى : عسى أبلغ الأسباب .
4 ـ إذا كانت " ما " الداخلة على " إنَّ " وأخواتها اسما موصولا ، نحو :
إن ما تفعله مثمر . ومنه قوله تعالى : { إن ما تدعون لآت }3 .
وقوله تعالى : { لا جرم إنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا }4 .
أو " ما " المصدرية ، نحو : إن ما عملت مثمر . أي : إن عملك مثمر .
فإن عملها يبقى قائما ، وتكتب " ما " مفصولة عنهن ، وإن وردت في بعض آيات القرآن متصلة بهن .
5 ـ الغالب عند النحاة ، بل ما هو عليه الجمهور عدم جواز حذف اسم " إن " وأخواتها إلا إذا كانت مخففة ، وكان المحذوف ضمير الشأن .
غير أن قلة منهم أجازوا حذفه في غير حال التخفيف ، ولا يقتصر الحذف عندهم على الشعر ، بل سمع في فصيح الكلام إذا دلت عليه القرينة ، وقلما كان المحذوف غير ضمير الشأن 5 .
وعليه يحمل قول الرسول الكريم : " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " . لا على زيادة " من " . خلافا للكسائي .
ومن الذين قالوا بحذفه الخليل ، وأبو حيان ، واستشهدوا بقول الفرزدق :
فلو كنت ضبيَّا عرفت قرابتي ولكنَّ زنجيُّ عظيم المشافر
الشاهد قوله : ولكن زنجي ، برفع زنجي على أنه خبر لكنَّ ، واسمها محذوف .
ـــــــــــــــ
1 ـ الأزهية للهروي ص217 .
2 ـ 36 غافر . 3 ـ 134 الأنعام .
4 ـ 43 غافر . 5 ـ تسهيل الفوائد لابن مالك ص62 .

إلا أن البيت فيه تخريج غير ذلك ، فقدره سيبويه بقوله : ولكن زنجيا عظيم المشافر لا يعرف قرابتي 1.
6 ـ يجوز زيادة الباء في خبر " أنَّ " إذا اشتملت الجملة فيما قبل " أنَّ " على نفي .
نحو قوله تعالى : { أوَ لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعْيَ بخلقهن بقادر على أن يحيى الموتى }2 .
والتقدير كأنه قيل : أو ليس الله بقادر ، فنزلت " أنَّ " منزلة ليس ، وليس إذا سبقا النفي جاز اقتران خبرها بـ " الباء " الزائدة .
7 ـ إذا وقعت " أنْ " المخففة من الثقيلة بعد فعل يفيد العلم ، واليقين ، لا يشك في أنها المخففة العاملة عمل " أنَّ " ، والمضارع بعدها مرفوع .
نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }3 .
ولا يجوز أن تكون " أنْ " الناصبة للفعل .
أما إذا سبقها فعل يدل على الظن الراجح جاز فيها أن تكون مخففة تعمل عمل " أنَّ " والمضارع بعدها مرفوع ، وجاز أن تكون المصدرية الناصبة والمضارع بعدها منصوب ، ومنه في قراءة النصب قوله تعالى : { وحسبوا أن لا تكون فتنة }4 .
وقرئ برفع " تكون " على اعتبار أن " أنْ " مخففة من الثقيلة .
والعلة في نصب الفعل بعد " أن " إذا سبقها الظن أن " أن " المصدرية الناصبة للفعل المضارع تستعمل في مقام الرجاء ، والطمع فيما بعدها ، فلا يناسبها اليقين {5} .
8 ـ يجوز في الاسم المعطوف على اسم " إنَّ " وأخواتها الرفع ، والنصب ، وهو مذهب أهل البصرة ، والخليل وسيبويه ، ومما ورد فيه الاسم مرفوعا قوله تعالى :
{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى }6 .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ الكتاب ج1 ص282 . 2 ـ 33 الأحقاف .
3 ـ 20 المزمل . 4 ـ 71 المائدة .
5 ـ جامع الدروس العربية ج2 ص342 .
6 ـ 69 المائدة .

وقوله تعالى : { يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله }1 .
وكان الرفع عند سيبويه حملا على الابتداء في الآية الأولى .
أما في الثانية فرفعت كلمة " رسوله " عطفا على الضمير المستتر في الخبر ، أو على محل اسم " أن " ، أو هو مبتدأ حذف خبره ، والتقدير : ورسوله بريء ، وهو أحسن الوجوه ؛ لأنه في الوجه الأول قد فصل بين المتعاطفين بفاصل وهو الجار والمجرور ، وإن كان قد جرى مجرى التوكيد ، والثاني غير جائز عند المحققين أن نعطف على المحل {2} .
ومثال ما جاء منصوبا قوله تعالى : { ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر }3 .
قرئت " البحرُ " بالرفع والنصب ، فالرفع على الاستئناف بالواو ، أو رده على محل اسم " إن " قبل دخولها عليه .
وحجة من نصبه أنه عطفه على اسم إن .
ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين }4 .
بنصب الصابئين عطفا على اسم إن .
وقال بعض النحاة إنّ الرفع في الاسم المعطوف على اسم إنّ وأخواتها يكون أجود بعد " إنّ ، وأنّ ، ولكن " واستدلوا على ذلك بمجيء الاسم مرفوعا في قوله تعالى :
{ أن الله بريء من المشركين ورسوله }5 .
وأن النصب بعد اسم وخبر " كأن ، ولعل ، وليت " أجود .
وقد ذكر السيوطي أن العطف على اسم " إن " وأخواتها قبل الخبر لم يجز فيه إلا النصب ، ثم عقب بقوله : وجوزوا الرفع 6 .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 3 التوبة . 2 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص11 .
3 ـ 27 لقمان . 4 ـ 62 البقرة .
5 ـ 3 التوبة .
6 ـ الحروف العاملة في القرآن الكريم ص143 .

نماذج من الإعراب

85 ـ قال تعالى : { وإن ربك لذو مغفرة للناس }
وإن : الواو حرف استئناف ، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .
ربك : رب اسم إن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح
في محل جر مضاف إليه .
لذو مغفرة : اللام هي اللام المزحلقة ، ذو خبر إن مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ،
وذو مضاف ، ومغفرة مضاف إليه مجرور بالكسرة .
للناس : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة من مغفرة .

50 ـ قال الشاعر :
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول
إن الذي : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم إن .
سمك السماء : سمك فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، السماء مفعول به منصوب بالفتحة .
وجملة سمك ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
بنى لنا : بنى فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . لنا جار ومجرور متعلقان ببنى .
وجملة بنى ... إلخ في محل رفع خبر إن .
بيتا : مفعول به منصوب بالفتحة .
دعائمه : مبتدأ مرفوع بالضمة ، ودعائم مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أعز وأطول : أغز خبر مرفوع بالضمة ، والواو حرف عطف ، وأطول معطوف على أعز . والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لبيت .

86 ـ قال تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }
طلعها : طلع مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
كأنه : كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
رؤوس الشياطين : رؤوس خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والشياطين مضاف إليه مجرور بالكسرة .
وجملة كأنه ... إلخ في محل رفع خبر المبتدأ طلع .

51 ـ قال الشاعر :
حُفزتْ وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها
حفزت : فعل ماض مبني للمجهول ، مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ،
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى الضعن .
والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
وزايلها : الواو حرف عطف ، زايلها فعل ماض مبني على الفتح ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
السراب : فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
كأنها : كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
أجزاع : خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ،
بيشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث .
وجملة كأنها ... إلخ في محل نصب حال من الضمير في زايلها .
أثلها : بدل مرفوع من أجزاع بيشة ، وأثل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
ورضامها : الواو حرف عطف ، رضام معطوف على أثل ، وهو مضاف ، والضمير المتصل برضام في محل جر مضاف إليه .

87 ـ قال تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد }
ولو شاء : الواو حرف استئناف ، لو حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع ، أي امتناع الجواب لامتناع الشرط ، شاء فعل ماض مبني على الفتح ،
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، والمفعول به محذوف تقديره : عدم اقتتالهم .
ما اقتتلوا : ما نافية لا عمل لها ، اقتتلوا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب لو . وجملة شاء ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
ولكن : الواو عاطفة ، وقيل استئنافية ، لكن حرف مشبه بالفعل .
الله : لفظ الجلالة اسم لكن منصوب بالفتحة .
يفعل : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة .
ما يريد : ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، يريد فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
وجملة يريد ... إلخ لا محل لها صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره : يريده .
وجملة يفعل ... إلخ في محل رفع خبر لكن ، وجملة لكن ... إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب أيضا .

88 ـ قال تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }
ويقول الكافر : الواو عاطفة ، يقول فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والكافر فاعله .
يا ليتني : يا حرف نداء ،والمنادى محذوف ، ويجوز أن يكون حرف تنبيه لعدم وجود المنادى ، ليتني : ليت حرف تمني ونصب مشبه بالفعل من أخوات إن ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسم ليت .
كنت : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسم كان .
ترابا : خبر كان منصوب بالفتحة .
وجملة كنت ... إلخ في محل رفع خبر ليت .
وجملة يا ليتني ... إلخ في محل نصب مقول القول .

89 ـ قال تعالى : { إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }
إنا : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والنا ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إن .
أنزلناه : أنزل فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين ، ونا الفاعلين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به .
وجملة أنزلناه ... إلخ في محل رفع خبر إن .
قرآنا : حال منصوبة بالفتحة من المفعول به ، وقد جاز مجيء الجامد حالا وهو غير مؤول
بالمشتق ؛ لأنه موصوف . ويجوز أن يكون " قرآنا " بدلا من الضمير الغائب في أنزلناه .
عربيا : صفة لقرآن منصوبة بالفتحة .
لعلكم : لعل حرف ترجي ونصب مشبه بالفعل ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم لعل ، والميم علامة الجمع .
تعقلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة تعقلون في محل رفع خبر لعل .
وجملة إنا أنزلناه ... إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
وجملة لعلكم ... إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

52 ـ قال الشاعر :
وكأنما نظرت بعيني شادن رشأ من الغزلان ليس بتوءم
وكأنما : الواو حسب ما قبلها ، كأن حرف مشبه بافعل ، وما زائدة كافة .
نظرت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي .
بعيني : جار ومجرور ، وعلامة الجر الي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......   موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:49

جزاك الله خيرا مديرتنا لاقديرة

شجرة الدر

بارك الله لك

موسوعة رائعة شاملة

تثبت للاهمية

مع تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينب بابان
مشرفة عامة
مشرفة عامة
زينب بابان


عدد المساهمات : 10543
نقاط : 16309
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 52

موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......   موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس 14 أكتوبر 2010 - 14:22

الله يبارك فيك شجرة الدر

امنياتي اليك بالموفقية والنجاح والتالق الدائم

محبتي وتقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» اللغة الإنجليزية وعلاقتها باللغة العربية .
» فوتوشوب cs4 عربي .. تحميل برنامج Photoshop فتوشوب cs4 باللغة العربية
» أساليب الترغيب في النحو العربي
»  حصريا موسوعة كتب "علوم اللغة العربية" بروابط مباشرة
»  موسوعة عالم الديناصورات,(اكبر موسوعة في عالم الانترنت)......Dinosaurs

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: قسم العلوم و المكتبة و الفنون :: واحة اللغة العربية والرقي بها-
انتقل الى: