عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:16
الفصل الثالث الاشتغال
تعريفه : هو انشغال العامل المتعدي بالعمل في ضمير يعود على الاسم المتقدم ، أو بما يلابس ضميره . نحو : محمدا أكرمته . وواجبك اكتبه . 163 ـ ومنه قوله تعالى : { وكل شيء فصلناه تفصيلا }1 . وقوله تعالى : { والجبال أرساها }2 . وقوله تعالى : { والقمر قدرناه منازلا }3 . 24 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم : ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا ومثال انشغال الفعل بما يلابس ضمير الاسم المتقدم قولنا : صديقك أحسن وفادتَه , وعدوك اقطع دابره . وفي هذه الحالة نقدر فعلا ملائما للمعنى . نحو : أكرم صديقك أحسن وفادته . ومما تجدر الإشارة إليه أن الاسم المتقدم على الفعل في الأمثلة السابقة ، لا نقطع فيه النصب بفعل محذوف يفسره ما بعده . إذ يجوز فيه الرفع على الابتداء ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، إلا إذا توفرت فيه شروط معينة وجب فيه النصب . فـ " محمدا " يجوز أن نعربه مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور ، والتقدير : أكرمت محمدا أكرمته ، واكتب واجبك اكتبه ، وفصلنا كل شيء فصلناه ، وأرسى الجبال أرساها ، وقدرنا القمر قدرناه ، ونملأ ماء البحر نملؤه . ويجوز أن نعربه مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر . ــــــــــــــــــ * قسم من أقسام المفعول به المحذوف عامله . 1 ـ 12 الإسراء . 2 ـ 32 النازعات . 3 ـ 39 يس .
أولا ـ المواضع التي يتعين فيها وجوب النصب للاسم المشغول عنه : ــ يجب نصب الاسم المشغول عنه بفعل محذوف وجوبا يفسره الفعل المذكور إذا وقع بعد الأدوات التي تختص بالفعل . كأدوات الاستفهام ما عدا الهمزة ، وأدوات الشرط ، والتخصيص ، والعرض . مثال الاستفهام : هل الواجب عملته ؟ وهل الخير فعلته ؟ مثال الشرط : إن محمدا صادفته فسلم عليه . وإن درسك أهملته عاقبتك . والتحضيض نحو : هلاّ الحق قلته . هلاّ العمل أتقنته . والعرض نحو : ألا صديقا تزره ، ألا العاجز ساعدته .
ثانيا ـ المواضع التي يتعين فيها وجوب الرفع : يجب رفع المشغول عنه إذا وقع مبتدأ ، وذلك في ثلاثة مواضع : 1 ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا الشوارع تغمرها السيول . الشوارع : مبتدأ ، ولا يصح أن تكون مفعولا به لفعل محذوف ، لأن إذا الفجائية لم يوليها العرب إلا مبتدأ أو خبر . 164 ـ نحو قوله تعالى : { فألقاها فإذا هي حية تسعى }1 . وقوله تعالى : { فإذا لهم مكر في آياتنا }2 . فـ " إذا " الفجائية لا يقع بعدها إلا الجملة الاسمية {3} . فإن نصبنا بعدها الاسم بفعل محذوف امتنع ذلك ، لأنها لا تختص بالدخول على الأفعال . وعلى عكسها " إذا " التي للجزاء ، فهي لا تختص إلا بالدخول على الأفعال ، لأن ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 20 طه . 2 ـ البرهان في علوم القرآن ج4 ص194 . 3 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ص 66 .
الجزاء لا يكون إلا بالفعل {1} . 165 ـ نحو قوله تعالى : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين }2 . وقوله تعالى : { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة }3 . فإن جاء بعدها اسم رفعناه على تأويل فعل محذوف . 166 ـ نحو قوله تعالى : { وإذا الموءودة سئلت }4 . وقوله تعالى : { وإذا الجنة أزلفت }5 . وقوله تعالى : { إذا الشمس كورت }6 . والتقدير : فإذا سئلت الموءودة ، وقس عليه . 2 ـ بعد واو الحال . نحو : وصلت والشمس مائلة للمغيب . ونحو : صافحت محمدا وخالد يبتسم . وينام الناس والجندي تسهر عيناه . 3 ـ قبل ما له الصدارة كأدوات الاستفهام ، أو الشرط ، أو التحضيض ، أو كم الخبرية ، أو لام الابتداء ، أو ما النافية ، أو ما التعجبية ، أو إن وأخواتها . نحو : القلم هل أعدته لصاحبه ، والكتاب هل قرأته . ونحو : محمد إن يحضر فبلغه تحياتي ، والدرس متى تحفظه تنجح . ونحو : القصة هلاّ قرأتها ، والمقالة هلاّ كتبتها . ونحو : عليّ كم أحسنت إليه ، وعبد الله كم جالسته . ونحو : الكتاب لأنا اشتريته ، والواجب لأنا حللته . ونحو : الكذب ما قلته ، والشر ما فعلته . ونحو : الجو ما ألطفه ، والسماء ما أجملها . ونحو : يوسف إني أكرمه ، وأخون لعلي أعرفه . فلأسماء في الأمثلة السابقة ، والواقعة قبل ما له الصدارة جاءت مبتدآت ، والجمل بعدها في ـــــــــــــــــــــــ 1 ـ الأزهية للهروي ص204 . 2 ـ 15 القلم . 3 ـ 34 الأعراف . 4 ـ 8 التكوير . 5 ـ 13 التكوير . 6 ـ 1 التكوير .
محل رفع أخبار لها ، ولا يصح نصب تلك الأسماء بأفعال محذوفة يدل عليها الأفعال المذكورة ، لأن الأفعال الواقعة بعد الأدوات السابقة لا تعمل فيما قبل تلك الأدوات ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا .
ثالثا ـ المواضع التي يتعين فيها ترجيح النصب : يرجح نصب المشغول عنه في ثلاثة مواضع هي : 1 ـ أن يقع بعد الاسم المشغول عنه فعل طلبي : أمر ، أو نهي ، أو دعاء . نحو : الدرس احفظه ، والصديق أكرمه . ونحو : الواجب لا تهمله ، والكتاب لا تمزقه . ونحو : عليا هداه الله ، وأحمد سامحه الله ، واللهم أمري يسره . 2 ـ أن يقع الاسم بعد : حتى ، وبل ، ولكن الابتدائيات . نحو : صافحت الحاضرين حتى محمدا صافحته . ونحو : ما عاقبت عليا ولكن يوسف عاقبته . ونحو : ما شربت الشاي بل اللبن شربته . 3 ـ أن يقع بعد همزة الاستفهام . نحو : أ الكتاب قرأته ، وأمحمدا كافأته . 167 ـ ومنه قوله تعالى : { أ هؤلاء من الله عليهم من بيننا }1 . وقوله تعالى : { قالوا أ بشرا منا واحدا نتبعه }2 . 4 ـ أن يقع الاسم جوابا لمستفهم عنه منصوب . نحو : عليا استقبلته . في جواب من سأل : من استقبلت ؟ ونحو : التمر أكلته . في جواب : ماذا أكلت ؟ 5 ـ أن يعطف الاسم المشغول عنه على جملة فعليه عمل فعلها النصب فيما بعده . نحو : شاهدت محمدا وعليا صافحته ، عاقبت المهمل والمجتهد كافأته . ــــــــــــــــــ 1 ـ 53 الأنعام . 2 ـ 24 القمر .
168 ـ ومنه قوله تعالى : { ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك }1 . فـ " رسلا " الثانية أجاز فيها النحاة النصب بفعل مضمر يفسره ما بعده . وقوله تعالى : { ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم }2 . وقوله تعالى : { يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما }3 . فـ " الجان ، والظالمين " كل منهما مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره ما بعده ، لعطفه على ما عمل فيه الفعل " خلقنا " وهو كلمة " الإنسان " ، والفعل " يدخل " ، ومعموله اسم الموصول " من " ، وتقدير الأفعال المحذوفة في الآيات الثلاث السابقة هي : وقصصنا رسلا ، وخلقنا الجان ، ويعذب الظالمين . ومنه قول ضبع الفزاري : أصبحت لا أحمل السلاح ولا أمــلك رأس البعيـــر إن نفــرا والذئب أخشاه إن مررت به وحدي وأخشى الرياح والمطرا الشاهد قوله : والذئب أخشاه . فنصب الذئب باعتباره مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل أخشى ، لأنه عطف على الجملة الفعلية في البيت الأول ، والتي نصب فيها الفعل مفعولا به وهي : لا أحمل السلاح ، ولا أملك رأس البعير . والتقدير : وأخشى الذئب . رابعا المواضع التي يتعين فيها ترجيح الرفع : ـ يترجح رفع الاسم المشغول عنه في غير المواضع السابقة ، أي إذا لم يكن ما يوجب نصبه ، أو يرجحه ، أو يوجب رفعه . نحو : المجتهد كافأته ، والمهمل عاقبته . فقد رجح النحاة في الاسم الواقع قبل الفعل كما هو واضح في الأمثلة السابقة الرفع ــــــــــــــــــــ 1 ـ 164 النساء . 2 ـ 31 الإنسان .
على الابتداء ، والجملة بعده في محل رفع خبر . وقد أجاز بعضهم نصبه على الاشتغال . فنقول : المجتهدَ كافأته . بنصب المجتهد ، ومحمدا أكرمته . 169 ـ ومنه قوله تعالى : { ذلك نتلوه عليك من الآيات }1 . فـ " ذلك " جاز فيها أن تكون في موضع على الابتداء ، وهو الأرجح ، والنصب على الاشتغال ، وهو المرجوح . ومنه قوله تعالى : { أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما }2 . جاز في " أولئك " الرفع لأنها مبتدأ ، وخبره الجملة الفعلية ، وجاز فيه النصب بإضمار فعل يفسره ما بعده فيكون من باب الاشتغال . إير أن الوجه الأول أرجح . وقد عللوا رجحان الوجه الأول بقولهم : أن من يقل : زيد ضربته . أفصح وأكثر شيوعا من قولهم : زيدا ضربته . بالنصب ، ولن معمول ما بعد حرف الاستقبال مختلف في جواز تقديمه في نحو : سأضرب زيدا ، وإذا كان كذلك فلا يجوز الاشتغال ، فالأجود الحمل على ما لا خلاف فيه {3} . ومنه قوله تعالى : { وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به }4 . فـ " ذلكم " يجوز فيها الرفع على الابتداء ، وخبره جملة وصاكم ، أو مفعول به منصوب على الاشتغال . والوجه الأول أحسن لما بينا آنفا من ترجيح الرفع على النصب في مثل هذه المواضع ، فتدبر ، والله أعلم .
خامسا ـ جواز الرفع والنصب : يجوز في الاسم المشغول عنه الرفع والنصب إذا عطفنا على الجملة ذات الوجهين والمقصود بالجملة ذات الوجهين : أنها الجملة التي صدرها اسم وعجزها فعل ، ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 58 آل عمران . 2 ـ 162 النساء . 3 ـ البحر المحيط ج3 ص396 وما بعدها . 4 ـ 152 الأنعام .
فهي اسمية باعتبارها مبتدأ وخبر ، وفعلية باعتبارها مختومة بفعل ومعموله {1} . نحو : محمد مسافر وعليٌّ أو عليا أنزلته عندي . ونحو : خالد أخفق وإبراهيمَ أو إبراهيمُ كافأته . ومنه قوله تعالى : { والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل }2 . 170 ـ وقوله تعالى : { والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان }3 . فقد قرئ " القمر " بالرفع على الابتداء ، وقرئ بالنصب على الاشتغال {4} . وقال العكبري : إنه في رواية الرفع محمول على " آية " ، أو على و الشمس {5} أما " السماء " فقد قرأها الجمهور بالنصب على الاشتغال ، وقرأ أبو السمال بالرفع مراعيا مشاكلة الجملة الابتدائية ، أما الجمهور فقد راعوا مشاكلة الجملة التي تليه وهي " يسجدان " {6} .
تنبيهات وفوائد : 1 ـ يجوز النصب على الاشتغال لاسم الموصول المشبه بالشرط الذي دخلت في خبره الفاء . 171 ـ نحو قوله تعالى : { واللذان يأتيانها منكم فآذوهما }7 . وقوله تعالى : { واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم }8 ــــــــــــــــــــــ 1 ـ شرح ألفية ابن مالك لابن الناظم ص240 . 2 ـ 38 ، 39 يس . 3 ـ 6 ، 7 الرحمن . 4 ـ البحر المحيط ج7 ص 325 . 5 ـ العكبري ج2 ص 105 . 6 ـ البحر المحيط ج8 ص 189 ، والعكبري ج2 ص 123 . 7 ـ 16 النساء . 8 ـ 15 النساء .
ففي الآيتين السابقتين أجري الموصولان " اللذان ، و اللاتي " مجرى الشرط بدخول الفاء في الفعل " فاستشهدوا " ، و الفعل " فآذوهما " لذلك لا يجوز أن ينتصب كل من الموصولين السابقين بإضمار فعل يفسره ما بعده ، ويكون ذلك من باب الاشتغال ، لأن كلا من الفعلين المذكورين لا يصح أن يعمل في الاسم الموصول لجريانه مجرى فعل الشرط . وقال العكبري : لا يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها في مثل هذا الموضع يعني الموضع السابق ـ ولو عري من ضمير المفعول ، لأن الفاء هنا في حكم الفاء الواقعة في جواب الشرط ، وتلك تقطع ما بعدها عما قبلها {1} . وبناء على ما تقدم يعرب اسم الموصول في كل من الآيتين السابقتين مبتدأ ، وخبره في الآية الأولى : الجملة الفعلية " فاستشهدوا ... إلخ " مع جواز دخول الفاء زائدة على الخبر على رأي الجمهور ، لأن المبتدأ أشبه بالشرط في كونه موصولا عاما صلته فعل مستقبلي . ويجوز أن يكون الخبر محذوفا تقديره : فيما يتلى عليكم حكم اللاتي ، فحذف الخبر ، والمضاف إلى المبتدأ لدلالته عليهما ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، ونظيره ما تمثل به سيبويه في قوله تعالى : { الزانية والزاني فاجلدوا }2 . 172 ـ وقوله تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا }3 . وما قيل في الآية الأولى يقال في الآية الثانية . وقد أجاز البعض النصب على تقدير إضمار فعل يفسره الخبر ، ويقبح أن يفسره ما في الصلة {4} . 2 ـ ذكرنا فيما سبق في تعريف الاشتغال أن بتقدم اسم ، ويتأخر عنه فعل ، أو وصف صالح للعمل فيما قبله منشغل عن العمل فيه بالعمل في ضميره ، أو ملابسه . إلا أن بعض الأفعال لا يصلح ــــــــــــــــــــــــ 1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص 96 . 2 ـ 2 النور . 3 ـ 38 المائدة . 4 ـ مشكل إعراب القرآن ج1 ص 193 .
أن يكون ناصبا للاسم المتقدم عليه ولو لم يشغل عنه بضميره ، وذلك كالأفعال الواقعة شرطا ، أو جوابا ، أو كانت جامدة مسبوقة بما التعجبية ، وقد ذكرنا ذلك في موضعه ، وكذلك الفعل الواقع صفة . 173 ـ نحو قوله تعالى : { وكل شيء فعلوه في الزبر }1 . فـ " كل " وجب فيها الرفع على الابتداء ، لأن الصفة لا تعمل فيما قبلها ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا {2} . فالجملة الفعلية في محل رفع صفة لكل {3} . و " في الزبر " في محل رفع خبر . 3 ـ إن العامل المنشغل بضمير الاسم المتقدم عليه ، إما أن يكون فعلا كما في جميع الأمثلة الواردة في هذا الباب ، وقد يكون شبيها بالفعل في عمله ، كالأوصاف المشتقة من الفعل كاسم الفاعل ، واسم المفعول إذا جاءا بمعنى الحال ، أو الاستقبال ، وألا يقعا صلة " لأل " لامتناع عمل الصلة فيما قبلها ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا ، وعليه امتنع تفسير الصفة المشبهة ، فلا يجوز نحو : خالدا أنا الضاربه . ولا : وجه الأب محمد حسنه . ومن الأمثلة على الأوصاف التي توفرت فيها شروط العمل قولنا : محمدا أنا ضاربه . وعليا أنت أكرمته . 4 ـ إذا وقع الفعل جوابا للقسم فلا يفسر عاملا ، لذلك يجب رفع الاسم المتقدم . نحو : المجتهد والله لأكافئنه ، والمهمل والله لأعاقبنه . 174 ـ ومنه قوله تعالى : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم }4 . وقوله تعالى : { والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة }5. ــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 52 القمر . 2 ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني ج2 ص 80 . 3 ـ شرح الكافية للرضي ج1 ص 178 . 4 ـ 7 العنكبوت . 5 ـ 41 النحل .
فـ " المهمل ، والمجد ، والذين " في الآيتين السابقتين وجب في كل منها الرفع على الابتداء ، وجملة جواب القسم في محل رفع خبر . ذكر ذلك صاحب شرح الكافية فقال : " وكذا جواب القسم لا يعمل فيما قبل القسم ، فيجب الرفع في مثل : زيد والله لأضربنه ، لأن القسم له صدر الكلام لتأثيره في الكلام " {1} . ولكن البعض أجاز النصب بفعل محذوف يدل عليه الفعل المذكور ، وهو غير صحيح لأن جواب القسم لا يفسر ما قبله فانتبه . 5 ـ إذا فصلت " إلا " بين الفعل المتأخر عنها ، العامل في ضمير الاسم المتقدم عليها ، امتنع بصب الاسم على الاشتغال . نحو : ما كتاب إلا قرأته . وما عمل إلا أنجزته . فـ " كتاب ، وعمل " كل منهما واجب الرفع على الابتداء ، والجملة الفعلية في محل رفع خبره ، ولا يصح نصبه على الاشتغال ، لأن ما بعد " إلا " لا يعمل فيما قبلها ، وعلة ذلك أن ما بعد " إلا " من حيث الحقيقة جملة مستأنفة ، لكن صيرت الجملتان في صورة جملة قصرا للاختصار ، فاقتصر على عمل ما قبل إلا فيما يليها فقط ، ولم يجز عمله فيما بعده على الأصح {2} . وما لا يعمل لا يفسر عاملا . 6 ـ يرجح رفع الاسم المشغول عنه إذا وقع بعد " أما " الفصلية . 175 ـ نحو قوله تعالى : { وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفينهم أجورهم }3 . وقوله تعالى : { فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا }4 . فـ " الذين " في الآيتين يرجح فيهما الرفع على الابتداء ، وجملة : فيوفينهم ... إلخ خبر في الآية الأولى ، وجملة : فأعذبهم ... إلخ خبر في الآية الثانية . وجوز البعض النصب على الاشتغال بفعل محذوف يفسره المذكور {5} . ـــــــــــــــــــــــ 1 ، 2 ـ شرح الكافية ج1 ص 165 . 3 ـ 57 آل عمران . 4 ـ 56 آل عمران . 5 ـ البحر المحيط ج2 ص 475 .
7 ـ يشترط في الاسم المشتغل عنه أن يكون معرفة حتى يصح الابتداء به ، كما مر معنا في الأمثلة السابقة في باب الاشتغال . نحو : هل الكتاب قرأته ؟ وهل عليا قابلته ؟ فإن جاء الاسم نكرة محضة أول بمعرفة . 176 ـ نحو قوله تعالى : { وأخرى تحبونها }1 . فـ " أخرى " صفة لموصوف محذوف ، والتقدير : النعمة ، أو المثوبة الأخرى . وأما قوله تعالى { ورهبانية ابتدعوها }2 . فلا يصح في " رهبانية " النصب على الاشتغال ، لأنها نكرة لا تصلح للابتداء ، والجملة بعدها صفة . وجاز الاشتغال فى قوله تعالى : { ورسلا قد قصصناهم عليك }3 . لأنه موضع تفضيل {4} . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 13 الصف . 2 ـ 27 الحديد . 3 ـ 164 النساء . 4 ـ البحر المحيط ج3 ص 398 .
نماذج من الإعراب
163 ـ قال تعالى : { وكل شيء فصلناه تفصيلاً } 12 الإسراء . وكل شيء : الواو حرف عطف ، وكل مفعول به منصوب على الاشتغال لفعل محذوف يفسره ما بعده لانشغال الفعل الثاني في العمل في الضمير المتصل به العائد على المفعول به المقدم ، وكل مضاف ، وشيء مضاف إليه ، ورجح نصبه لتقدم جملة فعلية عليه . فصلناه : فعل وفاعل ومفعول به . تفصيلاً : مفعول مطلق منصوب بالفتحة .
24 ـ قال الشاعر : ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا ملأنا : فعل وفاعل . البر : مفعول به ، وجملة ملأنا لا محل لها من الإعراب مستأنفة . حتى ضاق : حتى حرف جر وغاية بعدها " ان " مضمرة وجوبا ، وضاق فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . عنا : جار ومجرور متعلقان بضاق . والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل ضاق في تأول مصدر مجرور بحتى ، وشبه الجملة متعلق بملأنا ، والبعض يرى أن حتى في هذا الموضع حرف ابتداء والجملة الفعلية بعده مستأنفة ، والوجه الأول أقوى معنى . وماء البحر : الواو حرف عطف ، وماء يجوز فيه الرفع والنصب ، فالرفع على الابتداء ، والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبره ، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية السابقة لا محل لها من الإعراب مثلها . والنصب على أنه مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده ، وتكون الجملة فعليه معطوفة على مثلها ، والتقدير : ونملأ ماء البحر وماء مضاف ، والبحر مضاف إليه . نملؤه : نملأ فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : نحن ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . والجملة الفعلية في محل رفع خبر لماء على رواية الرفع ، ولا محل لها من الإعراب على رواية النصب ، لأنها مفسرة . سفينا : تمييز منصوب بالفتحة .
164 ـ قال تعالى : { فألقاها فإذا هي حية تسعى } 20 طه . فألقاها : الفاء واقعة في جواب الأمر ، وألقى فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به . فإذا : الفاء حرف عطف ، وإذا فجائية لا عمل لها ، ويجوز فيها الاسمية والحرفية على خلاف بين النحاة . هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . حية : خبر مرفوع بالضمة . تسعى : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي . وجملة تسعى في محل رفع خبر ثان لهي ، أو في محل نصب حال من حية . وهذه المسألة فيها خلاف بين سيبويه والكسائي عرفت بالمسألة الزنبورية . وجملة إذا معطوفة على ما قبلها .
165 ـ قال تعالى : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } 15 القلم . إذا : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه . تتلى : فعل ماض مبني للمجهول . عليه : جار ومجرور متعلقان بتتلى . وجملة تتلى في محل جر بإضافة إذا إليها . آياتنا ك نائب فاعل ، وآيات مضاف ، ونا المتكلمين في محل جر بالإضافة . قال : فعل ماض ن والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة قال لا محل لها من الإعراب لأنها جواب لشرط غير جازم . أساطير : خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هي أساطير ، وأساطير مضاف . الأولين : مضاف إليه مجرور بالياء .
166 ـ قال تعالى : { وإذا الموءودة سئلت } 8 التكوير . وإذا : الواو حرف عطف ، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه ، وجوابها " علمت نفس " . الموءودة : نائب فاعل لفعل مقدر يفسره ما بعده ، وإلى هذا جنح الزمخشري ومنع أن يرفع بالابتداء ، لأن إذا تتقاضى الفعل لما فيها من معنى الشرط ، ولكن ما منعه الزمخشري من وقوع المبتدأ بعد إذا أجازه الكوفيون والأخفش من البصريين . سئلت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء للتأنيث ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي يعود على الموءودة . وجملة إذا معطوفة على ما قبلها .
167 ـ قال تعالى : { أ هؤلاء منّ الله عليهم من بيننا } 53 الأنعام . أ هؤلاء : الهمزة للاستفهام التقريري والتهكمي ، وهؤلاء اسم إشارة في محل رفع مبتدأ . منّ : فعل ماض . الله : لفظ الجلالة فاعل ، والجملة في محل رفع خبر هؤلاء ، وجملة أ هؤلاء وما بعدها في محل نصب مقول القول السابق . عليهم : جار ومجرور متعلقان بمن . من بيننا : جار ومجرور ، ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال . ويجوز أن نعرب هؤلاء مفعول به في محل نصب على الاشتغال بفعل محذوف يفسره الفعل الظاهر العامل في ضميره بوساطة حرف الجر " على " ، ويكون المفسر من حيث المعنى لا من حيث اللفظ ، والتقدير : أ فضل الله هؤلاء ومن عليهم ، وتكون جملة من الله عليه لا محل لها من الإعراب لأنه مفسرة ، وإنما صاغ هذا الوجه وفضله الكثيرون لأنه ولي همزة الاستفهام وهي أداة يغلب مجيء الفعل بعدها .
168 ـ قال تعالى : { ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك }164النساء. ورسلاً : الواو حرف عطف ، ورسلاً مفعول به لفعل محذوف معطوف على أوحينا تقديره وآتينا . قد : حرف تحقيق . قصصناهم : فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل نصب صفة لرسلاً . عليك : جار ومجرور متعلقان بقصصنا . من قبل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال . ورسلا : الواو حرف عطف ، والجملة معطوفة على ما تقدم .
169 ـ قال تعالى : { ذلك نتلوه عليك من الآيات } 58 آل عمران . ذلك : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ . نتلوه : فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل رفع خبر . عليك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال . ويجوز أن يكون اسم الإشارة مبتدأ ، وجملة نتلوه في محل نصب على الحال . من الآيات :جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر . ويجوز في اسم الإشارة أن يكون في محل نصب على الاشتغال ، والوجه الأول أرجح .
170 ـ قال تعالى : ( والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ) 6 الرحمن . والنجم : الواو حرف عطف ، والنجم مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة . والشجر : الواو حرف عطف ، والشجر معطوف على القمر . يسجدان : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو فاعل ، والجملة في محل رفع خبر النجم ، وجملة النجم معطوفة على ما قبلها . والسماء : مفعول به بفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : ورفع السماء . والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها . رفعها : رفع فعل ماض والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والحملة لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها .
171 ـ قال تعالى : ( واللذان يأتيانها منكم فآذوهما ) 16 النساء . واللذان : الواو حرف عطف ، واللذان اسم موصول مبتدأ مرفوع بالألف لأنه يعرب إعراب المثنى . يأتيانها : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعل ، وهاء الغائب العائد على الفاحشة في محل نصب مفعول به ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . منكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . فآذوهما : الفاء رابطة ، وآذوا فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والهاء في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل رفع خبر اللذان .
172 ـ قال تعالى : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) 38 المائدة . والسارق : الواو حرف استئناف ، والسارق مبتدأ مرفوع ، وخبره محذوف ، والتقدير : فيما فرض عليكم السارق والسارقة ، أي : حكمهما . فحذف المضاف الذي هو " حكم " ، وأقيم المضاف إليه مقامه وهو السارق والسارقة ، وحذف الخبر وهو الجار والمجرور ، لأن الفاء بعده تمنع من نصبه على الاشتغال كما هي القاعدة ، إذ يترجح النصب قبل الطلب وهي أي : الفاء التي جاءت لشبهه بالشرط تمنع أن يكون ما بعدها الخبر ، لأنها لا تدخل عليه أبدا ، فلم يبق إلا الرفع . ويرى الأخفش والمبرد وجماعة أن الخبر هو الجملة الأمرية " فاقطعوا " ، وإنما دخلت الفاء في الخبر ، لأنه يشبه الشرط ، لأن الألف واللام في كلمة السارق والسارقة موصولة بمعنى الذي والتي ، والصفة صلتها . وقد أجاز الزمخشري ذلك ، وإن رجح ما ارتآه سيبويه . وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب مستأنفة . والسارقة : الواو عاطفة ، والسارقة معطوفة على السارق مرفوعة . فاقطعوا : الفاء واقعة في جواب " أل " الموصولة ، واقطعوا فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل . أيديهما : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، وأيدي مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة .
173 ـ قال تعالى : ( وكل شئ فعلوه في الزبر ) 52 القمر . وكل شئ : الواو حرف عطف ، وكل مبتدأ ، وكل مضاف وشئ مضاف عليه . فعلوه : فعل ماض ، وفاعل ، ومفعول به ، والجملة في محل رفع صفة لكل . في الزبر : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ . وجملة كل وما بعدها معطوفة على ما قبلها .
174 ـ قال تعالى : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ) 7 العنكبوت . والذين : الواو حرف عطف ، والذين اسم موصول في محل رفع مبتدأ . آمنوا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة الذين وما بعدها معطوفة على ما قبلها . وعملوا : الواو حرف عطف ، وعملوا معطوفة على آمنوا . الصالحات : مفعول به لعملوا . لنكفرن : اللام موطئة للقسم ، ونكفرن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن . وجملة نكفرن في محل رفع خبر الذين . عنهم : جار ومجرور متعلقان بنكفرن . سيئاتهم : مفعول به منصوب بالكسرة .
175 ـ قال تعالى : ( وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ) 57 آل عمران . وأما : الواو حرف عطف ، وأما حرف شرط وتفصيل غير جازم . الذين : اسم موصول في محل رفع مبتدأ . آمنوا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها صلة الموصول . وعملوا : الواو حرف عطف ، وعملوا معطوف على آمنوا . الصالحات مفعول به منصوب بالكسرة . فيوفيهم : الفاء رابطة لجواب أما ، ويوفيهم فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . أجورهم : مفعول به ثان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة فيوفيهم في محل رفع خبر الذين . وجملة الذين وما في حيزها معطوفة على ما قبلها .
176 ـ قال تعالى : ( وأخرى تحبونها ) 13 الصف . وأخرى : الواو حرف عطف ، وأخرى مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، وخبره المقدم محذوف ، والتقدير : لكم نعمة أخرى ، ويجوز في أخرى أن تكون منصوبة على إضمار فعل تقديره : ويمنحكم أخرى ، وحملة تحبونها صفة لأخرى ، أو يكون منصوبا بفعل مضمر يفسره الفعل تحبون ، فيكون من باب الاشتغال ، وحينئذ لا تكون جملة تحبونا صفة ، لأنها مفسرة للعامل قبل أخرى . تحبونها : فعل مضارع مرفوع بثبت النون ، والواو في محل رفع فاعله ، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به . والجملة إما في محل رفع خبر المبتدأ ، أو صفة ، أو مفسرة حسب ما ذكرنا سابقا ، والله أعلم .
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:17
الفصل الرابع أدوات الشرط الجازمة
هو الربط بين حدثين يتوقف ثانيهما على الأول . نحو : إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان . 177 ـ ومنه قوله تعالى : { إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم }1 . 178 ـ وقوله تعالى : { ومن يؤمن بالله يهد قلبه }2 . تركيب جملة الشرط : كما هو واضح من التعريف السابق أن جملة الشرط تتكون من جملتين صغيرتين ، تسمى الأولى جملة فعل الشرط ، وتسمى الثانية جملة جواب الشرطوجزائه . فالنجاح في المثال الأول مرتبط بالدراسة الجيدة ، ومتوقف عليها ، فإذا تمت الدراسة الجيدة حصل النجاح ، وكذلك العكس ، فإن لم تتم الدراسة الجيدة لم يحصل النجاح . وأدوات الشرط هي العاملة في فعلي الشرط ، وجوابه لفظا ، ومحلا إذا كان الفعلين مضارعين ، أو محلا فقط إذا كان الفعلين غير مضارعين . كما تربط بين معنى جملتي الشرط لتجعل منهما جملة واحدة تسمى تلك الجملة مع الأداة جملة الشرط ، أو أسلوب الشرط . ومما سبق يتضح أن جملة الشرط تتكون من أداة الشرط ، وفعل الشرط ، وجواب الشرط وجزائه . أقسام أدوات الشرط ومعانيها : 1 ـ أدوات شرط جازمة . 2 ـ أدوات شرط غير جازمة ، سنقوم بدراستها مع أساليب النحو ( أسلوب الشرط ) . ــــــــــــــــ 1 ـ 17 التغابن . 2 ـ 11 التغابن .
أدوات الشرط الجازمة لفعلين : تنقسم أدوات الشرط الجازمة إلى : حروف الشرط ، وأسماء الشرط . أ ـ حرفا الشرط هما : إنْ ، وإذما . 179 ـ نحو قوله تعالى : { إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم }1 وقوله تعالى : { إن تمسسكم حسنة تسؤهم }2 . وقوله تعالى : { إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف }3 . ونحو : إذما تجتهد تنل جائزة . إذما : حرف شرط مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب . تجتهد : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ، تقديره : أنت ، تنل : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ومنه قول : عباس بن مرداس : إذْ ما أتيت على الرسول فقل له حقا عليك إذا اطمأن المجلس وتفصيل القول في الحرفين السابقين كالتالي :
أولا ـ إنْ : حرف شرط جازم ، يفيد تعليق الشرط بالجواب فقط . نحو قوله تعالى : { إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل }4 . وقوله تعالى : { إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد }5 . وقوله تعالى : { إن نشا ننزل عليهم من السماء آية }6 . ـــــــــــ 1 ـ 31 النساء . 2 ـ 130 آل عمران . 3 ـ 38 الأنفال . 4 ـ 50 التوبة . 5 ـ 16 فاطر . 6 ـ 4 الشعراء .
ولحرف الشرط " إن " استعمالات كثيرة نوردها فيما يلي : 1 ـ من الأمثلة السابقة يتضح لنا أن المفروض في " إن " الشرطية أن تجزم فعلين لفظا ، أو محلا ، يسمى الأول فعل الشرط ، ويسمى الثاني جواب الشرط وجزاءه غير أنه قد يأتي بعدها اسم ، وفي هذه الحالة نقدر بعدها فعلا محذوفا يفسره الفعلالمذكور . نحو : إنْ محمدٌ تأخر فعاقبه . إن : حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب . محمد : فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المتأخر والتقدير : إن تأخر محمد فعاقبه . ومنه قوله تعالى : إن امرؤ هلك ليس له ولد ولها أخت فلها نصف ما ترك }1 . وقوله تعالى : { وإن أحد من المشركين استجارك }2 . 2 ــ يكثر مجيء " ما " الزائدة بعدها ، فتدغم فيها النون . نحو : إمَّا يفز محمد فأعطه جائزة . إمَّا : أصلها : إن الشرطية مدغمة مع ما الزائدة ، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون لا محل لهما من الإعراب . 180 ـ ومنه قوله تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله }3 . وقوله تعالى : { فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما }4 . وقوله تعالى : { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف }5 . 3 ـ قد يأتي بعد إن الشرطية فعل مضارع منفي بلا النافية التي لا عمل لها ، فتدغم " لا " في " النون " . نحو : إلا تحضر الامتحان ترسب . ـــــــــــــــ 1 ـ 176 النساء . 2 ـ 6 التوبة . 3 ـ 200 الأعراف . 4 ـ 26 مريم . 5 ـ 23 الإسراء .
إلا : أصلها " إن " الشرطية مدغمة في " لا " النافية غير العاملة ، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون ، لا محل لهما من الإعراب . 181 ـ ومنه قوله تعالى : { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما }1 . وقوله تعالى : { إلا تنصروه فقد نصره الله }2 . ثانيا ـ إذما : حرف شرط جازم ، وهي في الأصل " إذ " الظرفية الدالة على الزمن الماضي ، وعندما زيدت إليها " ما " وركبت معها غُيرت ، ونقلت عن دلالة الزمن الماضي إلى المستقبل ، وأصبحت مع " ما " بمثابة الحرف الواحد الذي لا يتجزأ ، وزيادة " ما " إليها لتكفها عن الإضافة عن إضافتها إلى الجملة مطلقا ، وهي بذلك تكون شرطية جازمة لفعلين ، وبمنزلة " إنما " . نحو : إذ ما تكتم الأسرار يتق الناس بك . 25 ـ ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا وقد أجاز الفراء الجزم بـ " إذ " دون إلصاقها بـ " ما " ، كما أجاز ذلك في " حيث " ، وإذا اعتبرنا رأي الفراء صحيحا ، فإنه يمكن الاستشهاد عليه بقوله تعالى : ( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف }3 . فيكون فعل الشرط في الآية " فاعتزلتموهم " ، وجوابه " فأوا " ، والله أعلم . ب ـ أسماء الشرط : أما أسماء الشرط فهي : من ، ما ، مهما ، متى ، أيان ، أنى ، أين ، حيثما ،كيفما ، أي . وهي كلها مبنية ما عدا " أي " فهي معربة لإضافتها إلى مفرد ، وسنوضح ذلك بالتفصيل في موضعه . ـــــــــــــ 1 ـ 39 التوبة . 2 ـ 40 التوبة . 1 ـ 16 الكهف .
1 ـ من : اسم شرط للعاقل ، تربط بين فعل الشرط ، وجوابه بذات واحدة عاقلة . نحو : من يحفظ القصيدة ينل درجة . 182 ـ ومنه قوله تعالى : { من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها }1 . وقوله تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }2 . وقوله تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا }3 . 2 ـ ما : اسم شرط لغير العاقل ، لكونه يربط بين جملتي الشرط بذات واحدة غير عاقلة . نحو : ما تفعل من شيء يعلمه الله . 183 ـ ومنه قوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها }4 . وقوله تعالى : { وما تفعلوا من خير يوف إليكم }5 . وقوله تعالى : { وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم }6 . ومنه قوله تعالى : { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } 7 . وقوله تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله } 8 . 3 ـ مهما : اسم شرط مبهم يربط بين فعل الشرط وجوابه بذات واحدة مبهمة ، وإبهامه يجعله لغير العاقل .نحو : مهما تبذلوا في العمل من جهد فلن تنجزوه اليوم . 183 ـ وقوله تعالى :{ وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين }9 . ــــــــــــ 1 ـ 85 النساء . 2 ـ 7 الزلزلة . 3 ـ 65 البقرة . 4 ـ 106 البقرة . 5 ـ 272 البقرة . 6 ـ 60 الأنفال . 7 ـ 2 فاطر . 8 ـ 53 النحل . 9 ـ 132 الأعراف .
وفي " مهما " قول ذكره سيبويه قال : سألت الخليل عن " مهما " فقال : هي " ما " أدخلت معها " ما " ولكنهم استقبحوا تكرار لفظ واحد فأبدلوا الهاء من الألف التي في الأولى . وقال بعضهم أن " مهما " حرف واستدلوا على حرفيتها بقول زهير بن أبي سلمى : ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم فقد أعرب البعض " خليقة " اسم لتكن ، و " من " زائدة ، فتعين خلو الفعل من الضمير ، والصحيح أن " مهما : اسم ، وتكن الناقصة اسمها ضمير مستتر فيها تقديره : هي ، وقد جعل الضمير مؤنثا تبعا لمعنى " مهما " لأن لفظها مذكر ، والمراد منها هنا الخليقة ، فهي مفسرة بمؤنث ، فجاز تأنيث الضمير الراجع عليها بهذا الاعتبار . (1) 26 ـ ومنه قول الطفيل الغنوي : نبئـت أن أبا شــُتيم يدَّعي مهما يعش يسمع بما لم يُسمعِ 4 ـ متى : اسم شرط جازم يفيد الزمان ، فهي تربط الجواب ، والشرط بزمن واحد . نحو : متى تخلص في عملك تنل رضى الله . 27 ـ ومنه قال سحيم بن وثيل الرياحي : أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني 28 ـ وقول الآخر : متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد 5 ـ أيان : اسم شرط للزمان المستقبل . نحو : أيان تطع الله يساعدك . أيان تأتي تلق ما يسرك . 29 ـ ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا ، وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا ـــــــــــ 1 ـ انظر فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشرالطوال ، معلقة زهير بن أبي سلمى ص92 محمد على الدرة .
ومنه قول الآخر : بلا نسبة . إذا النجمة الأدماء كانت بقفزة فإيان ما تعدل به الريح تنزلِ 6 ـ أنّى : اسم شرط يفيد المكان ، يربط الشرط والجواب بمكان واحد . نحو : أنّى تدع الله تجده سميعا ، ونحو : أنى تأته تأت رجلا كريما . 30 ـ قال الشاعر : خليلــيَّ أنَّى تأتيانــيَ تأتـيا أخا غير ما يُرضِيكم لا يحاول أنّى : اسم شرط جازم لفعلين ، وهو ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب بجوابه " تجده " . تدع : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . الله : لفظ الجلالة مفعول به . تجده : جواب الشرط مجزوم بالسكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . سميعا : مفعول به ثاني . ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . فأصبحتَ أنى تأتها تلتبس بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر 7 ـ أين : اسم شرط للمكان . نحو : أين تسقط الأمطار تخضر المراعي . أين : اسم شرط جازم ، مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية . تسقط : فعل الشرط مجزوم بالسكون . الأمطار : فاعل مرفوع بالضمة . تخضر : جواب الشرط مجزوم بالسكون . المراعي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل . ويكثر اقتران " أين " بـ " ما " الزائدة بحيث تصبح معها كالكلمة الواحدة . 185 ـ نحو قوله تعالى : { أينما تكونوا يدركّم الموت }1 . وقوله تعالى : { أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا }2 . وقوله تعالى : {أينما يوجهه لا يأت بخير }3 . وقوله تعالى : {أينما يوجهه لا يأت بخير }4 . 186 ـ ومنه قوله تعالى : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }5 . 8 ـ حيثما : اسم شرط للمكان . نحو : حيثما تستقم يقد لك الله نجاحا . وحيثما تذهب تجد أصدقاء . ويشترط في " حيث " لعمل الجزم أن تتصل بـ " ما " الزائدة ، ويكونان كالكلمة الواحدة ، وبدون " ما " تكون " حيث " ظرفا مكانيا غير جازم . 9 ـ كيفما : اسم شرط يدل على الحال ، ويشترط في عملها أن تقترن بـ " ما " الزائدة ، كما هو الحال في " حيثما " ، و " إذما " وبدنها تكون اسما للاستفهام دالا على الحالية ، ويشترط في عملها أن يكون فعلاها متفقين في اللفط والمعنى . نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك . وكيفما تكن الأمة يكن الولاة . 9 ـ أي : اسم شرط معرب مضافة لما بعدها من الأسماء المفردة . نحو : أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في الكبر . 187 ـ ومنه قوله تعالى : { أيًا ما تدعو فله الأسماء الحسنى }6 . ــــــــــــــ 1 ـ 78 النساء . 2 ـ 77 النساء . 3 ـ 148 البقرة . 4 ـ 76 النحل . 5 ـ 144 البقرة . 6 ـ 110 الإسراء .
إعراب أدوات الشرط يطلق كثير من النحاة على ما اختلطت فيه الحروف بالأسماء اسم " الأدوات " ما دامت كلها في باب واحد ، وعملها واحد ، وذلك تجاوزا ، لكي لا يقول البعض هذه حروف ، وتلك أسماء إلا في حالة التفصيل ، فاستعملوا لها مسمى وسطا يجمع بين الحرفية ، والاسمية . وإليك تفصيل القول في إعراب تلك الأدوات .
أولا ـ إنْ ، وإذما : حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب . 188 ـ نحو قوله تعالى : { قل إن تخفوا ما في أنفسكم أو تبدوه يعلمه الله }1 . وقوله تعالى : { إن تأمنه بقنطار يؤده إليك }2 . ونحو : إذ ما تفعل يعلمه الله .
ثانيا ـ من ، وما ، ومهما : أسماء شرط مبنية ، كل منها في محل : 1 ـ رفع مبتدأ ، إذا كان فعل الشرط متعديا ، واستوفى مفعوله . 189 ـ نحو قوله تعالى : { من يعمل سوءا يجز به }3 . وقوله تعالى : ومن يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم }4 . 190 ـ وقوله تعالى : { ما أصابك من حسنة فمن الله }5 . 191 ـ قال تعالى : ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين )6 . فمن ، وما ، ومهما في الآيات السابقة جاء كل منها مبدأ ، وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر . أو كان فعل الشرط لازما لا يتعدى إلى مفعول . نحو : من يجتهد ينجح . مهما تعش تسمع بما لا تسمع . ــــــــــــــــ 1 ـ 29 آل عمران . 2 ـ 75 آل عمران . 3 ـ 123 النساء . 4 ـ 63 التوبة . 5 ـ 79 النساء . 6 ـ 132 الأعراف .
ومنه قوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }1 . وقوله تعالى : { من كفر فعليه كفره }2 . فـ " من " في المثالين والآيتين السابقتين في محل رفع مبتدأ ، لأن أفعال الشرط التي تليها لازمة ، وجملتي الفعل والجواب في محل رفع خبر . أو كان فعل الشرط ناقصا استوفى اسمه وخبره . 193 ـ نحو قوله تعالى : { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا }3 . وقوله تعالى : { من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك }4 . وقوله تعالى : { من كان يريد تواب الدنيا فعند الله تواب الدنيا والآخرة }5 . وقوله تعالى : { وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم }6 . فـ " من " في الآيات السابقة جاءت في محل رفع مبتدأ ، لأن فعل الشرط كان الناقصة وقد استوفى اسمه ، وخبره . 2 ـ وتأتي في محل نصب مفعول به ، إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله . نحو : من تجامل أجامله . وما تزرع اليوم تحصد غدا . ومهما تفعل يعلمه الله . 194 ـ ومنه قوله تعالى : { من يهد الله فهو المهتدي }7 . وقوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له }8 . وقوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بأحسن منها }9 . 195 ـ وقوله تعالى : { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله }10. ـــــــــــــــــ 1 ـ 160 الأنعام . 2 ـ 44 الروم . 3 ـ 75 مريم . 4 ـ 97 البقرة 0 5 ـ 134 النساء . 6 ـ 136 الأنعام . 7 ـ 178 الأعراف . 8 ـ 186 الأعراف . 9 ـ 106 البقرة . 10 ـ 5 الحشر .
فـ " من وما ومهما " في الأمثلة ، والآيات السابقة جاء كل منها في محل نصب مفعول به ، لأن أفعال الشرط متعدية ، ولم تستوف مفاعيلها . 3 ـ وتأتي في محل نصب خبر إذا كان فعل الشرط ناقصا ، ولم يستوف خبره . نحو : مهما يكن عملك فأنت ملوم . فـ " مهما " في محل نصب خبر يكن . 4 ـ تأتي " ما ، ومهما " في محل نصب مفعول مطلق ، إذا دلتا على حدث . نحو : مهما تسر فلن تبلغ المكان بسهولة . والتقدير : أي سير تسر .
ثالثا ـ متى وأيان : اسمان مبنيان ، الأول على السكون ، والثاني على الفتح في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط . نحو : متى تأتينا نستقبلك . وأيان تطع الله يساعدك . متى : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان لفعل الشرط . 31 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم : متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا وقول الآخر : متى تزره تلق من عرفه ما شئت من طيب ومن عطر وقول الآخر : وأحلم عن خلِّي وأعلم أنه متى أجزه حلما عن الجهل يندم
رابعا ـ أنَّى ، وأين وأينما ، وحيثما : وتعرب أسماء مبنية ، أنى مبنية على السكون وأين ، وأينما ، وحيثما مبنيات على الفتح ، وجميعها في محل نصب على الظرفية المكانية لفعل الشرط . و" ما " في أينما ، وحثما زائدة . نحو : أين تسافر يسهل الله أمرك . وأينما تقم تجد أصدقاء . ونحو : أنى تدع الله تره سميعا . وحيثما تستقم يقدر لك الله نجاحا . 196 ـ ومنه قوله تعالى : {أينما يوجّهّه لا يأت بخير }1 . ومنه قوله تعالى : { أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا }2 . وقوله تعالى : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }3 . خامسا ـ كيفما : اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط و " ما " زائدة . نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك . فـ " كيف " اسم شرط مبني على الفتح ، في محل نصب حال من فاعل فعل الشرط وهو الضمير المقدر " أنت " ، لأن فعل الشرط تام . وتأتي خبرا في محل نصب لفعل الشرط إذا كان ناقصا . نحو : كيفما يكن المرء يكن قرينه . سادسا ـ أي : اسم شرط معرب ، لإضافتها إلى الاسم المفرد ، وتعرب حسب موقعها من الجملة على النحو التالي : 1 ـ مبتدأ ، إذا كان فعل لشرط متعديا ، واستوفى مفعوله . نحو : أيُّ مال تدخره في صغرك ينفعك في كبرك . 2 ـ وتأتي مبتدأ ، إذا كان فعل الشرط لازما لا يحتاج إلى مفعول به . نحو : أيُّ طالب يجتهد يتفوق في الامتحان . 3 ـ وتعرب مفعولا به إذا كان فعل الشرط متعديا ولم يستوف مفعوله . نحو : أيَّ كتاب تقرأ تستفد منه . ومنه قوله تعالى : { أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى }4 . 4 ـ وتعرب حالا من فاعل فعل الشرط . نحو : أيا تجلس أجلس بجوارك . فـ " أيا " حال من الضمير المستتر في " تجلس " . وكون " أي " تضاف إلى الأسماء المفردة ، فهي تضاف إلى العاقل . ــــــــــــــــ
1 ـ 76 النحل . 2ـ 61 الأحزاب . 3 ـ 150 البقرة . 4 ـ 110 الإسراء .
نحو : أي طالب يجتهد يتفوق . وتضاف إلى غير العاقل . نحو : أي كتاب تقرأه ينمِ ثقافتك . وتضاف إلى المصدر ، فتعرب مفعولا مطلقا . نحو : أي ادخار تدخره يدعم مستقبلك . وتضاف إلى الزمان ، أو المكان ، فتعرب مفعولا فيه . نحو : أي ساعة تحضر تجدني في انتظارك . ونحو : أي بلد تسافر تجد أصدقاء .
جواز ووجوب الحذف في فعل الشرط وجوابه
أولا ـ جواز حذف فعل الشرط : يجوز حذف فعل الشرط في المواضع التالية : 1 ـ إذا وقع بعد " إن " المدغمة بـ " لا " النافية . نحو : قل خيرا وإلا فاصمت . والتقدير : قل خيرا وإن لا تقل فاصمت . ومنه قول الشاعر : فطلقها فلست لها بكفء وإلا يعل مفرقك الحسام والتقدير : وإن لا تطلقها يعل ... إلخ . 2 ـ يجوز حذف فعل الشرط وأداته إذا دل عليه دليل ، والدليل هو سياق الآيات الكريمة . كقوله تعالى : { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم }1 . والتقدير : إن افتخرتم ( أو ما في معناه ) بقتلهم فلم تقتلوهم ، وقوله : " ولكن الله قتلهم " يستدل به على المحذوف . ـــــــــ 1 ـ 17 الأنفال .
وقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } 1 . فالجواب في الآية السابقة : يحببكم الله ، وحذف الشرط مع الأداة ، والتقدير : فإن تتبعوني . والدليل قوله : " فاتبعوني " المذكورة في الآية . 3 ـ ويجوز حذف الشرط بدون الأداة إذا وقع بعد " من " المتلوة بـ لا النافية . نحو : من أكرمك فأكرمه ومن لا فدعه . والتقدير : ومن لا يكرمك فدعه .
ثانيا ـ جواز حذف جواب الشرط . يجوز حذف جواب الشرط إذا وجد ما يحل محله ويدل عليه . نحو قوله تعالى : { فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فأتيهم بآية }2 . والتقدير : فابتغ ، أو افعل . ومنه قوله تعالى : { كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم }3 . الجواب محذوف ، والتقدير : لارتعدتم . وقد دل عليه قوله تعالى : لترون الجحيم . وقوله تعالى : { أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة }4 . حذف جواب الشرط في أسلوب الشرط الثاني من الجزء الثاني من الآية وهو قوله : { ولو كنتم في بروج مشيدة } . والتقدير : يدركم الموت ، ودل عليه جواب الشرط في قوله { أينما تكونوا يدركم الموت } . فكان حذف جواب الشرط في الجزء الثاني من الآية لدلالة جواب الشرط في الجزء الأول من الآية عليه .
ثالثا ـ وجوب حذف جواب الشرط : يجب حذف جواب الشرط في المواضع التالية : ــــــــــــــــــ 1 ـ 31 الأعراف . 2 ـ 35 الأنعام . 3 ـ 5 ، 6 التكاثر . 4 ـ 78 النساء .
1 ـ إذا كان جواب الشرط ماضيا واكتنفه ما يدل على الجواب المحذوف . نحو : أنت ـ إن كتبت الدرس ـ مجتهد . التقدير : إن كتبت الدرس فأنت مجتهد . فوجب حذف جواب الشرط لدلالة الضمير المنفصل " أنت " عليه ، ولكونه جاء سابقا لفعل الشرط الدال على الزمن الماضي . 2 ـ إذا تقدم جواب الشرط قسم دال عليه . نحو قوله تعالى : { ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين }1 . تم حذف جواب الشرط من الآية ، لأن القسم أحق بالجواب منه ، فالقسم إذا سبق الشرط كان الجواب له دون الشرط ، لأن جواب الشرط خبر يجوز فيه التصديق ، والتكذيب ، في حين جواب القسم لا يحتمل إلا الصدق ، لذلك كان أولى من الشرط بالجواب . والتقدير : إن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين . فيكون حينئذ الجواب للشرط . والدليل على أن الآية قد سبق فيها القسم الشرط ، أن اللام المتصلة بأداة الشرط لام القسم الموطئة له ، والتقدير : والله لئن اتبعت ... الآية . 3 ـ يجب حذف جواب الشرط ، إذا كان فعل الشرط ماضيا ، وتقدم ما يدل على الجواب المحذوف . نحو : أنت تستحق الجائزة إن تفوقت . والتقدير : إن تفوقت فأنت تستحق الجائزة . فحذف الجواب لوجود القرينة الدالة عليه ، والتي سبقت فعل الشرط الماضي الزمن . ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي قتادة الحارث بن ربعي عن الرسول الكريم . . . الحديث " أن رجلا قال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي ؟ ـــــــــــ 1 ـ 37 الرعد .
فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر " . والتقدير : أكفر عنك خطاياك .
جواز حذف فعل الشرط وجواب الشرط معا : يجوز حذف فعل الشرط وجوابه معا ، وإبقاء الأداة فقط إذا دل عليه دليل . نحو : من ساعدك فساعده وإلا فلا . فقد حذف فعل الشرط وجوابه . والتقدير : وإن لم يساعدك فلا تساعده . ومنه قول الشاعر : قالت بنات العم يا سلمى وإن كانــــ فقيرا معدما ، قالت : وإن الشاهد قوله : وإن كان فقيرا معدما ارتضي به . فانحذف الفعل والجواب معا .
اجتماع الشرط والقسم في جملة واحدة : 1 ـ إذا تقدم الشرط على القسم في جملة واحدة ، فالجواب للشرط من باب أولى ، وهذا هو الصحيح . نحو : إن تحضر إلينا ــ والله ــ نكرمك . فالجواب : نكرمك ، يكون للشرط مجزوما . 2 ـ ويكون الجواب للشرط إذا تأخر عن القسم ، ولكن تقدم عليها مبتدأ ، يكون الشرط والقسم خبرا له . نحو : أنت والله إن تجتهد تتفوق . فالجواب : تتفوق ، جاء جوابا للشرط رغم تقدم القسم عليه ، والدليل على مجيئه جوابا للشرط جزمه بأداة الشرط ، والعلة في مجيئه جوابا للشرط دون القسم تقدم المبتدأ " أنت " على القسم والشرط ، والجملة من القسم والشرط في محل رفع خبر . ومنه : العلم والله إن أحسن استغلاله تسعد بثمرته البشرية . 3 ـ إذا تقدم القسم على الشرط ولم يسبقهما مبتدأ يخبر عنه بجملتي القسم والشرط معا كان الجواب للقسم . نحو : والله إن تدرس لتنجحن إن شاء الله . الجواب : لتنجحن ، جاء جوابا للقسم دون الشرط ، والدليل اتصال الفعل بلام القسم ، وتوكيده بالنون ، ولو كان جوابا للشرط لكان مجزوما . ومنه قوله تعالى : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن }1 . الجواب : ليخرجن ، جاء جوابا للقسم دون الشرط ، والدليل : اتصاله بلام القسم ، وتوكيده بالنون . وقوله تعالى : { قال تالله إن كدت لَتُردِين }1 . وقوله تعالى : { وإذ تأذَّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم }2 . وقوله تعالى : { قالوا لئن لم تنته يا نوح لنكونن من المرجومين }3 .
اقتران جواب الشرط بالفاء
ذكرنا سابقا أن الشرط هو تعليق لفعل الشرط ، وجملة جوابه ، كما يتوقف الجواب على الشرط ، وأن فعل الشرط أساس في وجود الجواب . لذلك لا بد أن يتوفر في الجملة الشرطية ركنين أساسين هامين هما : فعل الشرط ، وجواب الشرط ، ولكل منهما صور قد تأتي مختلفة في الجملة الشرطية ، ولكن مع اختلاف الصور ينبغي أن يكون فيها الجواب بصورة خاصة صالحا لأن يكون جوابا للشرط . وهذه الصور هي : 1 ـ قد يأتي فعل الشرط مضارعا ، وجوابه مضارعا . نحو : من يدرس ينجح . ومنه قوله تعالى : { ومن يغلل يأت بما غل }4 . ـــــــــــ 1 ـ 53 النور .
يلاحظ أرقام الآيات الأربعة التي حذفت . وقوله تعالى : { إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين }1 . . وقله تعالى : { من يعمل سوءا يجز به }2 . 2 ـ وقد يأتي فعل الشرط مضارعا وفعله ماضيا . نحو قوله تعالى : { لو نشأ لجعلناه حطاما }3 . وقوله تعالى : { فأينما تولوا فثم وجه الله }4 . 3 ـ قد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه ماضيا . نحو : إن ادخرتم ادخرتم لمستقبلكم . ومنه قوله تعالى : { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم }5 . وقوله تعالى : { إن شاء جعل لكم خيرا }6 . 4 ـ وقد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا . نحو : حيثما أقمت تجد أصدقاء . ومنه قوله تعالى : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه }7 . وقوله تعالى : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم }8 . يتضح من هذا العرض السريع لصور فعل الشرط وجوابه ، أن جواب الشرط ـ وهو موضع حديثنا ـ قد جاء أفعالا ، إما مضارعة ، وإما ماضية ، وأن هذه الأفعال تصلح دائما أن تكون جوابا للشرط ، للأسباب الآتية : 1 ـ إنها أفعال مشتقة غير جامدة . 2 ـ لم تكن أفعالا طلبية ، أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما . ـــــــــــــــــ 1 ـ 100 آل عمران . 2 ـ 123 النساء . 3 ـ 65 الواقعة . 4 ـ 115 البقرة . 5 ـ 7 الإسراء . 6 ـ 10 الفرقان . 7 ـ 20 الشورى . 8 ـ 15 هود .
3 ـ لم تكن أفعالا منفية بما ، أو لن . 4 ـ لم تكن أفعالا مسبوقة ببعض الحروف التي تخرجها عن مجال عملها الصحيح ، كالسين ، وسوف ، ولن . 5 ـ لم تكن جملا اسمية . وبعد هذه التوطئة الضرورية نعود إلى موضوعنا الأساس ، وهو اقتران جواب الشرط بالفاء ، بعد أن عرفنا متي يكون جواب الشرط صالحا للشرط ، ومتى لا يكون صالحا له . وعندما لا يكون جواب الشرط صالحا لأن يكون جوابا للشرط ، وتدخل عليه الأداة وتجزمه يجب اقترانه بالفاء ما عدا الأفعال الماضية التي لم يرد ذكرها في القائمة السابقة ، وحينئذ تكون جملة جواب الشرط بما فيها الفاء في محل جزم بأداة الشرط الجازمة ، والفاء حرف يدل على السببية ، ووظيفتها الربط بين الشرط وجوابه . وإليك أخي الدارس بعض الأمثلة والشواهد على اقتران جواب الشرط بالفاء : ــ 1 ـ يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جواب الشرط جملة اسمية . نحو : إن تدرس فالنجاح حليفك . ومنه قوله تعالى : { من يهد الله فهو المهتدي }1 . وقوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله خير منها }2 . وقوله تعالى : { وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون }3 . وقوله تعالى : { إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل }4 . وقوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له }5 . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 178 الأعراف . 2 ـ 89 النمل . 3 ـ 39 الروم . 4 ـ 37 النحل . 5 ـ 186 الأعراف .
ومنه قول الشاعر : إن كان عادكمُ عيد فربَّ فتى بالشوق قد عاده من ذكركم حزن الشاهد : فربَّ ، وقد دخلت الفاء عليها باعتبارها حرف شبيه بالزائد لا يدخل إلا على الأسماء . 2 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها جامد ، والفعل الجامد هو مان دائما على صورة الماضي ، فلا يؤخذ منه مضارع ، ولا أمر ، ومنه : نعم ، وبئس ، وعسى ، وليس . نحو : إن تحضر فنعم بحضورك . ومنه قوله تعالى : { إن تبدوا الصدقات فنعما هي }1 . وقوله تعالى : { فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين }2 وقوله تعالى : { فإن أكرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا }3 . وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء }4 . 3 ــ إذا كان الجواب جملة فعلية طلبية ، أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما . نحو : متى تقرأ القرآن فاقرأه بتدبر . ونحو : إن ترد الأجر فلا تهمل العمل . ونحو : أيان نزرك فهل تكن موجودا ؟ ومنه قوله تعالى:{ من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء }5 . وقوله تعالى : { يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه }6 . وقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني }7 . ــــــــــــــــــ
1 ـ 271 البقرة . 2 ـ 67 القصص . 3 ـ 19 النساء . 4 ـ 28 آل عمران . 5 ـ 178 الأعراف . 6 ـ 41 المائدة . 7 ـ 31 آل عمران .
وقوله تعالى : { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا }1 . وقوله تعالى : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول }2 . ومثال النهي : من يتوانى عن فعل الخير فلا تنتظر له نجاحا . ومنه قوله تعالى : { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني }3 . ومثال الاستفهام : متى تسافر فهل تأخذ معك متاعا . ومنه قوله تعالى : { وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده }4 . 4 ـ إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها منفي بـ " ما ، أو لن ، أو لا " . نحو : من يرد أن يتعرف على الدين فما يعوزه الدليل . ومنه قوله تعالى : { إن توليتم فما سألتكم من أجر }5 . وقوله تعالى : { ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا }6 . وقوله تعالى : { إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير }7 . ونحو : من يعتذر فلن نقبل عذره . ومنه قوله تعالى : { ومن يضلل فلن تجد له أولياء من دونه }8 . وقوله تعالى : { ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا }9 . وقوله تعالى : { ومن يضلل فلن يجد له وليا مرشدا }10 . وقوله تعالى : { إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم }11 . ونحو : من يقصر فلا يلومنَّ إلا نفسه . ـــــــــــــــــــــ 1 ـ 75 مريم . 2 ـ 59 النساء . 3 ـ 76 الكهف . 4 ـ 160 آل عمران . 5 ـ 72 يونس . 6 ـ 80 النساء . 7 ـ 63 هود . 8 ـ 97 الإسراء . 9 ـ 144 آل عمران . 10 ـ 17 الكهف . 11 ـ 80 التوبة .
ومنه قوله تعالى : { من يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا }1 . وقوله تعالى : { فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره }2 . وقوله تعالى : { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى }3 . وقوله تعالى : { ومن كفر فلا يحزنك كفره }4 . وقوله تعالى : { فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله }5 . 5 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية مسبوقة بـ " قد ، أو السين ، أو سوف " . نحو : من يتفوق فقد يفوز بالجائزة . ومنه قوله تعالى : { ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما }6 . وقوله تعالى : { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح }7 . وقوله تعالى : { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما }8 . وقوله تعالى : { من يطع الرسول فقد أطاع الله }9 . ومثال السين : من يفعل الخير فسيجده عن الله . ومنه قوله تعالى : { ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما }10 . وقوله تعالى : { فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا فسيدخلهم في رحمة من }11 . ومثال سوف : متى تفز فسوف تنال جائزة . ومنه قوله تعالى : { وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله }12 . وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا }13 . وقوله تعالى : { فإن استقر مكانه فسوف تراني }14 . ـــــــــــــــ 1 ـ 13 الجن . 2 ـ 230 البقرة . 3 ـ 123 طه . 4 ـ 23 لقمان . 5 ـ 136 الأنفال . 6 ـ 48 النساء . 7 ـ 19 الأنفال . 8 ـ 4 التحريم . 9 ـ 80 النساء . 10 ـ 10 الفتح . 11 ـ 175 النساء . 12 ـ 28 التوبة . 13 ـ 30 النساء . 14 ـ 143 الأعراف .
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:17
فوائد وتنبيهات 1 ـ يجب أن تكون جملة فعل الشرط جملة فعلية ، ولا يصح أن تكون غير ذلك . نحو : من يفعلْ ... ، إن تدرسْ ... ، ما تعملْ ... ، متى تسافرْ ... أين تقمْ . أما جملة جواب الشرط فالصحيح أن تكون فعلية ، ولكنها قد تأتي جملة اسمية ، وعندئذ لا تصلح أن تكون جوابا للشرط واقعا عليها عمل الأداة ، بل تكون الجملة والفاء المقترنة بها في محل جزم جواب الشرط ، وذلك كما مر معنا في مواضع اقتران جواب الشرط بالفاء . 2 ـ إذا جاء فعل الشرط ، أو جوابه ماضيا فإن عمل أداة الشرط لا يقع عليه مباشرة كما هو الحال في جواب الشرط الجملة الاسمية ، ولكن عمل الأداة فيه يكون تقديريا . أي : تكون جملة جواب الشرط في محل جزم . 3 ـ إذا جاء بعد جواب الشرط المجزوم فعل مضارع مقرون بالفاء ، أو مسبوق بالواو ، جاز فيه الجزم عطفا على الجواب ، وجاز فيه الرفع على الاستئناف ، كما جاز فيه النصب على إضمار " أنْ " المصدرية الناصبة . نحو : إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان فيفرح بك والداك . فيجوز في " فيفرح " الأوجه الثلاثة التي ذكرنا سابقا . ومنه قوله تعالى : { وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء }1 . ومثال العطف بالواو : متى تحضر نكرمك وتقم عندنا يوما أو بعض يوم . ويقال هذا في الفعل المضارع المتوسط بين الشرط وجوابه ، واتصلت به الفاء ، أو الواو . نحو : من يجتهد فيسر به والداه ينجح . أو : من يجتهد ويسر به والداه ينجح . فيجوز في الفعل " فيسر " الجزم عطفا على فعل الشرط ، أو النصب بأن المصدرية المضمرة وجوبا بعد فاء السببية ، أو الرفع على الاستئناف . ـــــــــــ 1 ـ 284 البقرة .
4 ـ يجوز أن تحل " إذا " الفجائية محل " فاء " السببية في الربط بين جملتي فعل الشرط وجوابه ، ولا يتأتى ذلك إلا بالشروط الآتية : أ ـ أن يكون جواب الشرط جملة اسمية . ب ـ ألا تكون الجملة الاسمية منفية ، أو مؤكدة بـ " أنَّ " المشبهة بالفعل . ومثال حلول " إذا " الفجائية محل الفاء قوله تعالى : { فلما نجاهم إذا هم يبغون }1 ومنه قوله تعالى : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون }2 . وقوله تعالى : { فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون }3 . فجواب الشرط في الشواهد السابقة عبارة عن جملة اسمية غير منفية ، ولم تسبقها أنَّ المشبهة بالفعل لذلك جاز أن تحل " إذا " الفجائية محل " الفاء " . 5 ـ تعرب جملة جواب الشرط الواقعة بعد أدوات الشرط الظرفية ، في محل جر مضاف إليه . أما جملة جواب الشرط فلا محل لها من الإعراب ، إلا إذا اتصلت بالفاء فتعرب في محل جزم بأداة الشرط . 6 ـ إذا جاء فعلي شرط متواليين بأداتيهما ، وبدون عاطف للثاني على الأول ، فإن جواب الشرط للأداة الأولى . كقوله تعالى : ( إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم )4 . ومنه قول الشاعر : بلا نسبة . إن تستغيثوا بنا ، إن تُذعروا تجدوا منا معاقل عزٍّ زانها كرم فالجواب " تجدوا " ، وهو جواب للشرط الأول : أن تستغيثوا ، لأنه صاحب الصدارة في الكلام ، وهو أولى بالجواب من الشرط الثاني ، ولأن الشرط الثاني : إمَّا جاء به الشاعر للتوكيد ، أو ليبين سبب الاستغاثة وهو الذعر . ـــــــــــــــ 1 ـ 23 يونس . 2 ـ 36 الروم . 3 ـ 48 الروم . 4 ـ 34 هود .
أما إذا كان التوالي بين فعلى الشرط بحرف " الواو " ، أو بـ " أو " ، أو بـ " الفاء " يكون القول كالتالي : أ ـ إذا عطف فعل شرط بأداته على فعل شرط آخر بأداته ، وكان حرف العطف هو " الواو " ، يكون الجواب للفعلين معا ، لأن الواو تفيد الجمع . نحو : من يستيقظ مبكرا ومن يؤد واجبه بنشاط يفز بالأجر . ب ـ إذا كان العطف بينهما بـ " أو " ، الجواب لأحدهما ، لأن أو تفيد التخيير . نحو : إن تشترك في إعداد الصحيفة ، أو إن تتفوق في الامتحان تنل جائزة . فالجواب : تنل جائزة ، يكون لأي الفعلين شئت . ج ـ وإذا كان التوالي عطفا بحرف " الفاء " يكون جواب الشرط للفعل الثاني ، لأن الفاء تفيد مع العطف الترتيب . نحو : متى تبذل جهدك ، فإن تجتهد تنجح في الامتحان . فالجواب : تنجح ، يكون جوابا لفعل الشرط الثاني ، لأن الفاء تفيد الترتيب . 7 ـ لقد ذكر كثير من النحاة أن " كيف " أداة شرط جازمة بشرط اقترانها بـ " ما " الزائدة كما أوضحنا سابقا ، وقد ذكرها البعض بأنها شرطية غير جازمة ، ويأتي الفعل بعدها مرفوعا شرطا وجوابا إذا كان مضارعا ، ولكن أكثر كتب النحو القديمة لم تذكر أن " كيف " سواء اتصل بها " ما " أم لم تتصل أنها من أدوات الشرط مطلقا جازمة ، أو غير جازمة . ونذكر على سبيل المثال بعضا من أقوال النحاة : لم يذكرها ابن الحاجب ضمن أدوات الشرط ، وإنما اكتفى بالتعليق عليها بقوله : " والكوفيون يجيزون جزم الشرط والجواب بكيف وكيفما قياسا ، ولا يجيزه البصريون إلا شذوذا " (1) . ويقول سيبويه وكثير : " يجازي بها معنى لا عملا ، ويجب أن يكون فعليها متفقّي اللفظ والمعنى . نحو : كيف تصنع أصنع . ولا يجوز كيف تجلس أذهب . باتفاق . ــــــــــ 1 ــ الكافية لابن الحاجب ج2 ، ص 117 .
ويستطرد سيبويه فيقول : سألت الخليل عن قوله : كيف تصنع أصنع ـ بجزم الفعلين ـ فقال : هي مستكرهة وليست من حروف الجزاء ، مخرجها مخرج المجازاة يعني في نحو قولهم : كيف تكون أكون لأن فيها معنى العموم الذي يعتبر في كلمات الشرط " (1) . وفي شرح المفصل لم يذكرها ابن يعش في باب أدوات الشرط (2) . ولم يذكرها ابن هشام في قطر الندى (3) ، ولا في شذور الذهب (4) . كما لم يذكرها شراح الألفية على كثرتهم انظر (5 ، 6 ، 7 ، 8 ) . ولم يذكرها أيضا ابن معط في ألفيته (9) . ولم يذكرها الخليل بن أحمد في مفصله ضمن الجوازم (10) . ونقول وبالله التوفيق : إن " كيف " إذا اتصل بها " ما " الزائدة يمكن التفريق بينها وبين " كيف " الاستفهامية الحالية ، وحينئذ تؤدي عمل أدوات الشرط من تعليق الجواب على الشرط ، سواء أكانت عاملة الجزم في الفعل المضارع ، أم لم تعمل لأفادتها معنى العموم والمجازاة ، والله أعلم . ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج3 ص 60 الطبعة الثالثة 1983 تحيق وشرح عبد السلام هارون . وانظر همع الهوامع للسيوطي ج2 ص453 . 2 ــ شرح المفصل لبن يعش ج7 ، ص 40 . 3 ـ قطر الندى لابن هشام ص 85 . 4 ــ شذور الذهب لابن هشام ص 334 . 5 ــ شرح الأشموني ج3 ، ص 583 . 6 ــ شرح ابن الناظم ص 693 . 7 ــ شرح ابن عقيل ج2 ، ص 365 . 8 ــ أوضح المسالك على شرح الألفية ج3 ، ص 189 . 9 ـ انظر ألفية ابن معط ج 1 ص 319 . 10 ـ انظر المفصل للخليل بن أحمد الفراهيدي ص 252 .
نماذج من الإعراب
177 ـ قال تعالى : ( إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ) 17 التغابن . إن : حرف شرط جازم لفعلين ، مبني على اسكون لا محل له من الإعراب . تقرضوا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن ، وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل . الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة . قرضا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، حسنا : صفة منصوبة لـ " قرضا " . يضاعفه : يضاعق فعل مضارع مجزوم بإن جواب الشرط وجزاؤه ، وعلامة جزمه السكون ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . لكم : جار ومجرور متعلقان بيضاعف .
178 ـ قال تعالى : { ومن يؤمن بالله يهد قلبه } 11 التغابن ومن : الواو حرف عطف ، من أسم شرط جازم لفعلين ، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . يؤمن : فعل مضارع مجزوم بمن فعل الشرط وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، بالله جار ومجرور متعلقان بيؤمن . يهد : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، قلبه : مفعول به ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من " .
179 ـ قال تعالى : { إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم } 31 النساء . إن : حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب . تجتنبوا : فعل مضارع مجزوم بإن فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل كبائر : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . تنهون : فعل مضارع من الأفعال الخمسة مبني للمجهول ، مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعله . عنه : جار ومجرور متعلقان بتنهون . وجملة تنهون وما في حيزها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . نكفر : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن يعود على الله . عنكم : جار ومجرور متعلقان بنكفر . سيئاتكم : مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم ، وهو مضاف والكاف في محل جر مضاف إلية ، والميم علامة الجمع . وجملة إن تجتنبوا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة ، لأنه كلام مسوق للدعوة إلى اجتناب كبائر الله .
180 ـ قال تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله } 200 الأعراف . وإما : الواو حرف عطف ، وإن شرطية جازمة أدغمت نونها بما الزائدة . ينزغنك : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، وهو في محل جزم فعل الشرط ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به . من الشيطان : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، لأنه كان في الأصل صفة لـ " نزغ " ، ونزغ : فاعل . نزغ : فاعل مرفوع بالضمة . فاستعذ : الفاء رابطة لجواب الشرط حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، واستعذ فعل أمر مبني على السكون في محل جزم جواب الشرط ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . بالله : جار ومجرور متعلقان باستعذ . وجملة الشرط وما في حيزها معطوفة على ما قبلها .
181 ـ قال تعالى : إلاّ تنفروا يعذبكم الله عذابا أليما ) 39 التوبة . إلا : إن حرف شرط جازم ، ولا نافية لاعمل لها . تنفروا : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . يعذبكم : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود على الله ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . عذابا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، وأليما صفة منصوبة .
25 ـ قال الشاعر : وإنك إذما تأتِ ما أنت آمر به تُلفِ مَن إياه تأمر آتيا وإنك : إن حرف توكيد ونصب ، والكاف اسمه . إذما : حرف شرط جازم لفعلين ، فعل الشرط وجوابه . تأت : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ، تقديره : أنت . ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لتأت . أنت : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . آمر : خبر . به : جار ومجرور متعلقان بآمر . والجملة من المبتدأ وخبر لا محل لها من الإعراب صلة " ما " الموصولة . تلف : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت لتلف . من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول . إياه : ضمير منفصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم على عامله " تأمر " . تأمر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . وجملة : تأمر وما في حيزها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . آتيا : مفعول به ثان لتلف . الشاهد : " إذ ما تأت ... تلف " حيث جزم بإذما فعلين . الأول فعل الشرط : تأت ، والثاني جواب الشرط : تلف .
182 ـ قال تعالى :{ من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها } 85 النساء . من : اسم شرط جازم لفعلين ، مبني على السكون ، في محل رفع مبتدأ . يشفع : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون . والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا ، تقديره : هو يعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم . شفاعة : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، وحسنة صفة منصوبة . يكن : فعل مضارع ناقص ، جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وحذفت الواو للتخفيف له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكن مقدما . نصيب : اسم يكن مرفوع بالضمة . منها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لنصيب . وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من " . وجملة من وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية لأنها مسوقة لبيان أن للرسول صلى الله عليه وسلم يدا في تحريض المؤمنين على القتال والجهاد .
183 ـ قال تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها } 106 البقرة . ما : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للنسخ ننسخ : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون . والفاعل ضمير مستتر وجوبا ، تقديره : نحن ، يعود على الله . من آية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لاسم الشرط " ما " ، وما ليست معرفة ، فلا يجوز أن تكون شبه الجملة حالا منها . والتقدير : أي شيء ننسخ من الآيات ، فهو مفرد وقعت موقع الجمع ، وهذا مطرد بعد الشرط لما فيه من معنى العموم . وأجاز بعضهم أن تكون " من آية " في موضع نصب على التمييز ، والمميز " ما " ، وليس ذلك بغريب ، وأعربها ابن هشام في موضع نصب على الحال ، ويصح ذلك . أو ننسها : أو حرف عطف ، وننسها معطوف علة ننسخ ، وقد سهلت الهمزة في " ننسها " فلم يظهر السكون ، والأصل " نُنسِئها " ، أي : نرجئها . والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن ، يعود على الله ، والضمير المتصل في " ننسها " في محل نصب مفعول به . نأت : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن ، يعود على الله . بخير : جار ومجرور متعلقان بنأت . منها : جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل " خير " .
184 ـ قال تعالى :{ وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين } 132 الأعراف . وقالوا : الواو حرف عطف ، قالوا فعل وفاعل . مهما : اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ . تأتنا : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به. به : جار ومجرور متعلقان بتأتنا . من آيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . لتسحرنا : اللام حرف تعليل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وتسحرنا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام التعليل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على الرسول ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . ولام التعليل الجارة ، والمصدر المؤول المجرور متعلقان بتأتنا . بها : جار ومجرور متعلقان بتسحرنا . فما : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وما نافية حجازية تعمل عمل ليس ، ونحن : ضمير منفصل في محل رفع اسم ما ، ولك : جار ومجرور متعلقان بمؤمنين . بمؤمنين : الباء حرف جر زائد ، ومؤمنين مجرور لفظا منصوب محلا ، لأنه خبر " ما " والجملة في محل جزم جواب الشرط . وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما .
26 ـ قال الطفيل الغنوي : نبئــت أن أبا شـــُتيم يدَّعي مهما يعش يسمع بما لم يُسمعِ نبئت : نُبيء فعل مضارع مبني للمجهول ، والتاء في محل رفع نائب فاعل . أن أبا : أن حرف توكيد ونصب ، وأبا سمها منصوب بالألف ، لأنه من الأسماء الخمسة ، وأبا مضاف ، وشتيم مضاف إليه مجرور بالكسرة . يدعي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . والجملة الفعلية في محل رفع خبر أنّ ، والمصدر المؤول من " أن واسمها وخبرها " سدت مسد مفعولي نبيء . مهما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . يعش : فعل الشرط مجزوم بالسكون وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . يسمع : جواب الشرط مجزوم بالسكون ، فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . بما : الباء حرف جر ، وما اسم موصول في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بيسمع . لم حرف جزم ونفي وقلب ، يسمع : فعل مضارع مبني للمجهول ، مجزوم وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لمناسبة الروي ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . وجملة لم يسمع لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما .
27 ـ قال سحيم بن وثيل الرياحي : أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني أنا : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . ابن : خبر مرفوع بالضمة . جلا : ـ أفضل ما قيل فيه من الأعاريب ـ أنه فعل ماض ، وفاعلة ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، وله مفعول به محذوف ، وتقدير الكلام : أنا ابن رجل جلا الأمور ، وجملة جلا وما في حيزها في محل جر صفة لموصوف محذوف مجرور بالإضافة كما هو ظاهر في التقدير السابق . وطلاع : الواو حرف عطف ، طلاع معطوف على الخبر " ابن " ، وطلاع مضاف ، والثنايا مضاف إليه . متى : اسم شرط جازم مبني على السكون ، يفيد الزمان في محل نصب بـ " تعرفوني " . أضع : فعل الشرط مجزوم بالسكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . العمامة : مفعول به منصوب بالفتحة . تعرفوني : جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به . والشاهد الأساسي في البيت قوله : " جلا " والذي يزعم بعض النحاة أنه ممنوع من الصرف للعلمية ومشابهة الفعل ، وهو ليس موضوعنا الآن ، وشاهدنا هو اسم الشرط متى .
28 ـ قال الشاعر : متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد متى : اسم شرط جازم لفعلين ، مبني على السكون يفيد الزمان في محل نصب بجوابه " تجد " . تأته : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به . تعشو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . والجملة في محل نصب حال من الضمير المستتر في فعل الشرط . إلى ضوء : جار ومجرور متعلقان بـ " تعشو " ، وضوء مضاف ، وناره : مضاف إليه ، ونار مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . تجد : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . خير : مفعول به أول لـ " تجد " ، وخير مضاف ، ونار مضاف إليه مجرور . عندها : عند ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . خير : مبتدأ مؤخر ، وخير مضاف ، وموقد مضاف إليه . وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول به ثان لـ " تجد " . الشاهد : قوله : متى تأته … تجد ــ إلخ . حيث جزم بـ " متى " فعلين ، الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه .
29 ـ قال الشاعر : أيان نُؤمِنك تأمن غيرنا ، وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حَذِرا أيان : اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية . نُؤمِنك : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به . تأمن : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . غيرنا : مفعول به منصوب ، وغير مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وإذا : الواو حرف عطف ، إذا ظرف زمان متضمن معنى الشرط ، مبنيي على السكون في محل نصب . لم : حرف نفي وجزم وقلب ، تدرك : فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . الأمن : مفعول به منصوب بالفتحة ، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها . منا : جار ومجرور متعلقان بتدرك . لم : حرف نفي وجزم وقلب . تزل فعل مضارع ناقص مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . حذرا : خبر تزل منصوب بالفتحة . وجملة " تزل حذرا " جواب إذا . الشاهد : " أيان نؤمنك تأمن ــ إلخ " حيث جزم بـ " أيان " فعلين هما : نأمنك فعل الشرط ، والثاني : تأمن جواب الشرط وجزاؤه .
30 ـ قال الشاعر : خليلــيَّ أنَّى تأتيانــيَ تأتـيا أخا غير ما يُرضِيكم لا يحاول خليليّ : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالياء ، لأنه مثنى ، وهو مضاف ، وياء المتكلم المدغمة في ياء التثنية في محل جر مضاف إليه . أنّى : اسم شرط جازم متضمن معنى الظرف ، مبني على السكون في محل نصب بجوابه " تأتيا ". تأتياني : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وألف الاثنين في محل رفع فاعله ، والنون حرف وقاية مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به . تأتيا : جواب الشرط مجزوم بحذف النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعله . أخا : مفعول به منصوب بالفتحة . غير : مفعول به منصوب تقدم على عامله وهو " يحاول " ، وغير مضاف ، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . يرضيكما : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على ما الموصولة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة : يرضيكما ، لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . لا : نافية لا عمل لها ، يحاول : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، يعود على " أخا " وجملة لا يحاول في محل نصب صفة لـ " أخا " . الشاهد قوله : " أنّى تأتياني تأتيا " ، حيث جزم بـ " أنّى " فعلين ، الأول تأتياني فعل الشرط ، والثاني تأتيا جواب الشرط وجزاؤه .
185 ـ قال تعالى : { أينما تكونوا يدركّم الموت } 78 النساء . أينما : اسم شرط جازم ، مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية ، متعلق بمحذوف في محل نصب خبر تكونوا المقدم ، إذا كانت " تكونوا " ناقصة ، أو جواب الشرط إذا كانت تامة ، وتكونوا فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل ، أو اسم تكونوا . يدركم : يدرك جواب الشرط مجزوم ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . الموت : فاعل يدرك مرفوع بالضمة . وجملة يدركم لا لمحل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لخطاب واليهود .
186 ـ قال تعالى : ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) 144 البقرة . وحيثما : الواو حرف استئناف ، وحيثما أسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية المكانية ، متعلق بمحذوف في محل نصب خبر كنتم المقدم . كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون ، والضمير المتصل في محل رفع اسمها . والجملة في محل جزم فعل الشرط . والقياس أن تكون في محل جر بإضافة الظرف إليها لولا المانع وهو كونها من عوامل الأفعال . فولوا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وولوا فعل أمر مبني على حذف النون ، واو في محل رفع فاعل ، والجملة في محل جزم جواب الشرط . وجوهكم : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، ووجوه مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . شطره : ظرف زمان متعلق بولوا ، وشطر مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
187 ـ قال تعالى : ( أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) 110 الإسراء . أيا ما : أيا اسم شرط جازم مفعول به منصوب بالفتحة مقدم للفعل تدعو ، وما زائدة للإبهام المؤكد . تدعوا : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . فله : الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة اسمية ، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . الأسماء : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . الحسنى : صفة مرفوعة بالضمة المقدرة .
188 ـ قال تعالى ( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يحاسبكم به الله ) 29 آل عمران . قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنتم . والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب مسوقة لتكون بيانا لقوله ( ويحذركم الله نفسه ) في الآية التي قبلها . إن تخفوا : إن حرف شرط جازم ، وتخفوا فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به . في صدوركم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول لا محل له من الإعراب ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أو تبدوه : أو حرف عطف ، وتبدوه فعل مجزوم وفاعل ومفعول به ، والجملة معطوفة على تخفوا . يحاسبكم : جواب الشرط مجزوم ، والكاف في محل نصب مفعول به مقدم . به : جار ومجرور متعلقان بيحاسبكم . الله : فاعل مرفوع بالضمة . وجملة الشرط وجوابه في محل نصب مقول القول .
189 ـ قال تعالى : ( من يعمل سوءا يجز به ) 123 النساء . من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . يعمل : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . سوءا : مفعول به منصوب بالفتحة . يجز : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . به : جار ومجرو متعلقان بجز . وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من " . وجملة من وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية ، أو مفسرة .
190 ـ قال تعالى : ( ما أصابك من حسنة فمن الله ) 79 النساء . ما : أسم شرط جاز مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . أصابك : فعل ماض مبني على الفتح ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : أنت . وجملة أصابك في محل جزم فعل الشرط . من حسنة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . فمن الله : الفاء رابطة لجواب الشرط ، من الله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هي من الله . وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " ما " . وجملة ما ، وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية مسوقة لبيان الجواب عن كلام الكفار والرد عليهم .
191 ـ قال تعالى : ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ) 132 الأعراف . وقالوا : الواو حرف عطف ، وقالوا فعل وفاعل . مهما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . تأتنا : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت . به : جار ومجرور متعلقان بتأتنا . من آية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . لتسحرنا : اللام للتعليل ، وتسحر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام التعليل ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . ولام التعليل والمصدر المؤول المجرور بها متعلقان بتأتنا . بها : جار ومجرور متعلقان بتسحرنا . فما : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وما نافية حجازية عاملة . نحن : ضمير منفصل في محل رفع اسم ما . لك : جار ومجرور متعلقان بمؤمنين . بمؤمنين : الباء حرف جر زائد ، ومؤمنين خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا . والجملة في محل جزم جواب الشرط . وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر مهما . وجملة مهما وما في حيزها في محل نصب مقول القول . وجملة قالوا معطوفة على ما قبلها .
192 ـ قال تعالى : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) 160 الأنعام . من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . جاء : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . بالحسنة : جار ومجرور متعلقان بجاء . فله : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . عسر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وعشر مضاف . أمثالها : كضاف إليه ، وأمثال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وقد جاء لفظ عشر مذكرا مراعاة لمعنى المعدود المؤنث دون لفظه والتقدير : فله عشر حسنات أمثالها ، ثم حذف المعدود وأقيمت صفته مقامه ، وبقة العدد على حاله . وجملة مهما وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان أجر العاملين ، والتقيد بالعشرة ، لأنه أقل مراتب التضعيف .
193 ـ قال تعالى : ( قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ) 75 مريم . قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، وسمها ضمير مستتر جوازا تقدير هو يعود على من . في الضلالة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان . فليمدد : الفاء واقعة في جواب الشرط لأنه طلبي أمر ، واللام لام الأمر حرف مبني لا محل له من الإعراب ، ويمدد فعل مضارع مجزوم بلام الأمر ، وعلامة الجزم السكون . له : جار ومجرور متعلقان بيمدد . الرحمن : فاعل مرفوع بالضمة . مدا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة . وجملة الشرط وجوابها في محل رفع خبر " من " . وجملة من وما بعدها في محل نصب مقول القول .
194 ـ قال تعالى : ( من يهد الله فهو المهتدي ) 178 الأعراف . من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم ليهد . يهد : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة . فهو : الفاء واقعة في جواب الشرط ورابطة له ، لأنه جملة اسمية ، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . المهتدي : خبر مرفوع بالضمة المقدرة .
195 ـ قال تعالى : ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة ) 5 الحشر ما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لقطعتم . قطعتم : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء في محل رفع فاعل ، والميم علامة الجمع ، والجملة في محل جزم فعل الشرط . من لينة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال . أو تركتموها : الواو حرف عطف ، وتركتموها معطوف على قطعتم ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . قائمة : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . على أصولها : جار ومجرور متعلقان بقائمة .
196 ـ قال تعالى : ( أينما يوجههُّ لا يأت بخير ) 76 النحل أينما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية ، متعلق بفعل الشرط حسب القاعدة ، وقيل بجوابه ، والمسألة خلافية . يوجهه : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون ، الضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو . لا يأت : لا نافية لا عمل لها ، ويأت جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . بخير : جار ومجرور متعلقان بيأت .
31 ـ ومنه قول الشاعر : متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا متى : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل ظرف زمان متعلق بجوابه " يكونوا " ، وهو مضاف . ننقل : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : نحن ، والجملة في محل جر مضاف إليه . إلى قوم : جار ومجرور متعلقان بننقل . رحانا : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، ورحى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . يكونوا : فعل مضارع ناقص جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع اسمها . في اللقاء : جار ومجرور متعلقان بيكونوا . لها : جار ومجرور متعلقان بطحينا . طحينا : خبر يكون منصوب بالفتحة . وجملة يكونوا وما بعدها لا محل لها من الإعراب جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء .
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:18
الفصل الخامس أسماء الأفعال وأسماء الأصوات
تعريف اسم الفعل : لفظ ناب عن الفعل ، في معناه واستعماله ، غير متأثر بالعوامل الداخلة على الفعل ، مفيدا للكثرة والتوكيد . نحو : شتان محمد وعلى . شتان ما بين الثريا والثرى . صه عن بذيء الكلام . وآه ممن يعترضون سبيل الإصلاح . أقسامه : ينقسم اسم الفعل إلى ثلاثة أقسام : أ ـ اسم فعل مرتجل . ب ـ اسم فعل منقول . ج ـ اسم فعل معدول . أولا ـ اسم الفعل المرتجل : هو كل كلمة وضعت من أول أمرها " اسم فعل " . نحو : هيهات ، وأف ، وصه ، ومه . ثانيا : اسم الفعل المنقول : وهو ما استعمل في غير اسم الفعل ، ثم نقل إليه ، ويكون النقل عن الآتي : 1 ـ عن الجار والمجرور .مثل : " عليك " بمعنى " إلزم " . نحو : أتينا عليك . فالجار والمجرور " عليك " نقلت إلى اسم فعل أمر بمعنى " إلزم " . ومنه : عليك بكذا . أي : تمسك به . 32 ـ ومنه قول الشاعر : ألكني ياعيين إليك قولا سأهديه إليك إليك عني الشاهد : قوله : " إليك عني " ، فإليك وهي في الأصل جار ومجرور نقلت إلى اسم الفعل بمعنى : ابتعد ، وتنح . ومنه قول الآخر : عليك نفسك هذبها فمن ملكت قياده النفس عاش الدهر مذموما الشاهد قوله : عليك نفسك حيث نقل الجار والمجرور إلى معنى اسم الفعل " إلزم ". 2 ـ عن الظرف : مثل : أمامك بمعنى " تقدم " . نحو : الأمل فسيح أمامك . فـ " أمامك " ظرف مكان ، كما يستعمل اسم فعل أمر بمعنى " تقدم " . ومنه : وراءك بمعنى " تأخر " ، ودونك بمعنى " خذ " . نحو : دونك الكتاب . 3 ـ عن المصدر : نحو : رويدك أخاك . بمعنى " أمهله " . فـ " رويدك " مصدر منقول إلى اسم الفعل . ومنه : " بله " الجدال . بمعنى : " اترك " الجدال . و" بله " في الأصل مصدر فعل مهمل مرادف " لدع ، واترك " (1) . فإذا جر ما بعد " رويد ، و بله " كانت مصادر ، وإذا نصب ما بعدها كانت أسماء أفعال ، وكذلك الحال في كل اسم فعل أصله مصدر . 4 ـ عن حرف تنبيه : مثل " ها " . نحو : ها الكتاب . أي : خذه . فـ " ها " من الأصوات المسمى بها الفعل في الأمر ، ومسماه " خذ " و " تناول " ، ونحوهما . ومنهم من يجعله ثنائيا . مثل " صه ، ومه . وتلحقه " كاف " الخطاب . فيقال : هاك يا رجل . وهاكما يا رجلان . وهاكم يا رجال (2) . وهذه الأنواع الأربعة السابقة الذكر لا تكون إلا سماعية ، لأنه لا قاعدة لها ينقاس عليها . ثالثا ـ اسم الفعل المعدول : 1 ـ يعدل عن الفعل . نحو : تراك وحذار ، فهما معدولان عن اترك واحذر ، وهذا النوع قياسي لأنه يبنى على صيغة " فَعالِ " من كل فعل ثلاثي مجرد تام متصرف (3) . نحو : ضراب ، ونزال . ــــــــــــــــــــ 1 ـ أوضح المسالك لابن هشام ج3 ص119 . 2 ـ شرح المفصل لابن يعيش ج4 ص43 . 3 ـ شرح ابن عقيل ج2 ص303 .
وشذ مجيئه من مزيد الثلاثي مثل : دراك بمعنى أدرك ، وبدار بمعنى بادر (1) . وقال ابن الناظم : " وشذ صوغه من الرباعي كـ " قرقار " بمعنى قرقر ، وقاس عليه الأخفش " (2) . 2 ـ يعدل اسم الفعل عن مصدر علم . كـ : فُجَّار ، وبُدَّاد . ولا تبنى إلا إذا اجتمع فيها ما اجتمع في " نزال ، وتراك " من التعريف والتأنيث والعدل ، فهي محمولة عليه في البناء ، لأنها على لفظه ، ومشابهة له . 3 ـ أن يعدل عن صفة . نحو : يا فساق ، ويا خبات . وأصلها : يا فاسقة ، ويا خبيثة . وإنما عدل إلى " فَعال " لضرب من المبالغة في الفسق والخبث . 4 ـ أما القسم الرابع من أقسام " فَعال " ، وهو ضرب من المرتجل ، لأنه لم يكن قبل العلمية بإزاء حقيقة معدولا ، ثم نقل إلى العلمية . والفرق بين هذا النوع ، والذي قبله أن هذا النوع مقطوع النظر فيه عن معنى الوصفية ، والذي قبله الوصفية فيه مرادة . ومن ذلك : حَزامِ بالبناء على الكسر . وهو اسم من أسماء النساء معدول عن حازمة علما … )3 . 33 ـ ومنه قول لجيم بن صعب : إذا قالت حَذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حَذامِ
أنواع اسم الفعل من حيث الزمن : 1 ـ اسم الفعل الماضي : وهو كل اسم فعل يدل على الفعل الماضي ، ولا يقبل علامة من علاماته ، ــــــــــــ 1 ـ القواعد الأساسية لأحمد الهاشمي ص333 . 2 ـ شرح ابن الناظم ص611 . 3 ـ شرح المفصل لابن يعش ج4 ص50 ـ 62 بتصرف .
كتاء الفاعل ، أو تاء التأنيث . نحو : هيهات بمعنى بَعُدَ . تقول : هيهات أن تدوم سيطرة الظالم . 34 ـ ومنه قول الأحوص : تذكرت أياما مضين من الصّبِي فهيهات هيهات إليك رجوعها وإذا وقعت بعد اسم الفعل الماضي " لام " تكون اللام زائدة . 197 ـ نحو قوله تعالى : { هيهات هيهات لما توعدون }1 . ومنه : بطآن بمعنى أبطأ ، وسرعان بمعنى أسرع ، وشتان بمعنى بَعُدَ . وقد تزاد " ما " بعد شتان . نحو : شتان ما خالد ومحمد . وقد تزاد " ما بين " . نحو : شتان ما بين المجد والكسول . وجاز عدم زيادتها (2) ومنه قول ربيع الرقي : لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد سليم والأغر بن حاتم يقول ابن يعش : " وكان الأصمعي ينكر هذا الوجه ، ويأباه ، وحجته أن شتان ناب عن فعل تقديره : تفرق وتباعد وهو من الأفعال التي تقتضي فاعلين ، لأن التفرق لا يحصل من واحد ، والقياس لا يأباه من جهة المعنى ، لأنه إذا تباعد ما بينهما ، فقد تباعد كل واحد منهما من الآخر " (3) . 2 ـ اسم الفعل المضارع : هو اسم الفعل الدال على المضارع ، ولا يقبل علامة من علاماته ، كـ " لم " الجازمة ، " والسين ، وسوف " . نحو : " أف " بمعنى " أتضجر " . 198 ـ ومنه قوله تعالى : { فلا تقل لهما أف ولا تنرهما }4 . ومنه : " آهٍ " ، و " أواه " بمعنى " أتوجع " . نحو : آه ممن يهملون واجباتهم . ــــــــــــ 1 ـ 36 المؤمنون . 2 ـ التذكرة في قواعد اللغة العربية لمحمد الباشا ص102 . 3 ـ شرح المفصل ج4 ص38 . 4 ـ 23 الإسراء .
35 ـ ومنه قول الشاعر : فأوْهِ لذكراها إذا ما ذكرتها ومن بُعْدِ أرض بيننا وسماء الشاهد : كلمة " أوه " بسكون الواو ، وكسر الهاء ، وهي اسم فعل بمعنى الفعل المضارع : " أتوجع " . ومن أسماء الأفعال الدالة على المضارع : بجل ، وقد ، وقط ، وهي بمعنى : يكفي ، وقد تزاد الفاء في أول قط لتزيين اللفظ فتصبح " فقط " ، كما تزاد " الكاف " في آخر " قد " ، و " قط " فتصبح " قدك " ، و " قطك " ، وقد تزاد ياء المتكلم على " قد " فتصبح " قدي " . ومن أسماء المضارعة أيضا : بخَّ ، وبحْ ، وبدْ ، وبَهْ ، وكلها بمعنى " أتعجب " ، أو " أمدح " . وهذه نادرة الاستعمال . ومنها : " زه " بمعنى " استحسن " . ومنها : " أو " ، و " واها " ، و " وَيْ " بمعنى " أتلهف " . وقد تزاد الكاف على " وي " فتصبح " ويك " ، وبعضهم جعلها مختصر ويلك (1) ، ومعناها " التحريض " . 199 ـ قوله تعالى : ( ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر )2 . نحو قوله تعالى : { ويكأنه لا يفلح الكافرون }3 . 36 ـ ومنه قول عنترة : ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدمِ
3 ـ اسم فعل الأمر : وهو الذي يدل على معنى فعل الأمر ، ولا يقبل علامة من علاماته ، كياء المخاطبة ، أو نون التوكيد . ــــــــــ 1 ـ التذكرة في قواعد اللغة لمحمد الباشا ص102 . 2 ، 3 ـ 82 القصص .
ومنه : آمين بمعنى استمع ، و إيه بمعنى زد ، وصه بمعنى اسكت ، ومه بمعنى كف ، وحي بمعنى أقبل ، ورويد بمعنى أمهل ، وتيد بمعنى رويد أيضا ، وهلم بمعنى أحضر ، وهات بمعنى أعطي ، وها بمعنى خذ ، وحيّهل بمعنى أئتي ، وبله بمعنى دع ، وتراك بمعنى اترك ، ومناع بمعنى امنع ، وأمثلتها على التوالي : قوله تعالى : { ولا الضالين )1 ، آمين . وإيه من حديثك الطريف . وصه عن بذيء القول . وتماديت في الأذى فمه ، وحي على الصلاة . ومنه : إليك بمعنى اعتزل ، وأمامك بمعنى تقدم ، وعندك ، ولديك ، ودونك ، وهاك ، وها ، وهي بمعنى خذ ، ووراءك بمعنى تأخر ، ومكانك بمعنى اثبت . والكاف في " عندك " وما بعدها من أسماء الأفعال تكون مجرورة بالإضافة ، أو بحرف الجر . وعليّ الأمر بمعنى أقبل عليه ، وإليّ بمعنى عجل ، ومنه : إليّ الأمر . أي " عجل به . وإليّ بالأمر : أي : عجل به . ومنه : هيّأ ، وهيت بمعنى أسرع . وهات بمعنى أعطنيه ، ومنه قوله تعالى : ( قل هاتوا برهانكم )2 . ومنه : حيَّهل بمعنى أئت . نحو : حيهل الأمر أي : أئته . و " حيهل " مركب من حي وهل وفيه لغات منها البناء على الفتح بدون تنوين ، والفتح مع التنوين ، وحيهلا بالألف . فمثال التعدي بنفسه قول النابغة الجعدي ، 37 ـ ويقال لمزاحم بن الحارث العقيلي : بحيهلاً يزجون كل مطية أمام المطايا سيرها المتقاذفِ وتعال بمعنى أقبل ، وحذار بمعنى احذر . ـــــــــ 1 ـ 7 الفاتحة . 2 ـ 111 البقرة .
38 ـ ومنه قول الشاعر : هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي وهيّك وهيا بمعنى أسرع ، ومنه قول الراجز : " فقد دجا الليل فهيا هيا "
استعمال أسماء الأفعال : تستعمل أسماء الأفعال بصورة واحدة للمفرد والمثنى والجمع ، مع التذكير والتأنيث ، ما عدا اسم الفعل المتصل بكاف الخطاب . نحو : صه أيها الولد . أو أيتها البنت . وصه أيها الولدان . أو أيتها البنتان . وصه أيها الأولاد . أو أيتها الفتيات . أما إذا كان اسم الفعل متصلا بالكاف ، طابقت الكاف المخاطب . فتقول : إليك الكتاب . وإليكِ الكتاب . وإليكما الكتاب . وإليكم الكتاب . وإليكن الكتاب .
عمل أسماء الأفعال : تعمل أسماء الأفعال عمل الأفعال التي نابت عنها ، فترفع الفاعل ظاهرا ، أو مضمرا . مثال الفاعل الظاهر : شتان خالدٌ ومحمدٌ . ومنه قولهم : هيهات الأمل إذا لم يسعده العمل . ومنه قول الشاعر : هيهات هيهات العقيق ومن به وهيهات خل بالعقيق نواصله ومثال الفاعل المضمر قولهم : نزال ، وصه ، ومه . ففي أسماء الأفعال السابقة ضمائر مستترة . ومنها اسكت ، واكفف . وجميع أسماء الأفعال السابقة جاءت بمعنى أفعال لازمة . أما إذا كانت أسماء الأفعال بمعنى أفعال متعدية فهي حينئذ ترفع فاعلا ، وتنصب مفعولا به . نحو : دراك محمدا . أي : أدركه . وضراب عليا . أي : اضربه . فالفاعل في دراك ، وضراب ضمير مستتر . أما " محمد ، وعلي " فهما مفعولان بهما . كما يتعدى اسم الفعل بنفسة كما مر سابقا . 39 ـ ومنه قول كعب بن مالك الأنصاري : تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكفَّ كأنها لم تخلق يتعدى أيضا بالباء (1) . نحو : حيَّهل بخليل . ومنه في الحديث " إذا ذكر الصالحون فحيهلاً بعمر . ويجب تأخير معمول اسم الفعل ، ولا يستوي مع الفعل في تقديم معموله عليه . فنقول : دراك محمدا . كما نقول : أدْرك محمدا . ونقول : محمدا أدرك . ولا نقول : محمدا دراك (2) . أسماء الأفعال بين التعريف والتنكير : تكون أسماء الأفعال من قبل المعنى أفعالا ، ومن قبل اللفظ أسماء ، جعل لها تعريف وتنكير . وعلامة المعرفة منها تجرده من التنوين ، وعلامة النكرة منها استعماله منونا . وقد ألزم النحاة بعض أسماء الأفعال التعريف كـ : نزال ، وبله ، وآمين . وألزموا بعضها التنكير كـ : كواها وويها . وقد استعملوا بعضها معرفة ونكرة . فما نونوه قصدوا تنكيره كقولهم : صهٍ ، وأفٍ ، وما لم ينونوه قصدوا تعريفه كصهْ ، وأفْ بلا تنوين (3) . ــــــــــــــــ 1 ـ شرح ابن الناظم ص613 . 2 ـ الكافية في النحو لابن الحاجب ج2 ص68 ، واوضح المسالك ج3 ص120 . 3 ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني ج3 ص207 بتصرف .
وهذه بعض أسماء الأفعال للفائدة : آمين : اسم فعل أمر بمعنى استجب ، وتأتي بعد الدعاء ، كما بعد قوله تعالى : ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )1 فنقول آمين . ومنه قول ابن زيدون : غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا بأن تغص فقال الدهر آمينا . ومنه قول عمر بن أبي ربيعة : يا رب لا تسلبني حبها أبدا ويرحم الله عبدا قال آمينا أمامك : اسم فعل أمر بمعنى تقدم ، نحو أمامك أيها المجاهد . آه : اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، ويبنى على الكسر بدون تنوين نحو : آهِ ، أو على الكسر مع التنوين فنقول : آهٍ من الظلم ، ومنه قول الشاعر بلا نسبة : آه من تياك آها تركت قلبي متاها أوه : اسم فعل مضارع بمعنى أشكو وأتألم مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . ومنه قول المتنبي : أوه لمن لا أرى محاسنها وأصل واها وأوه مرآها إيه : اسم فعل أمر مبني على السكون وقد ينون بمعنى استمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل : إيه. ومنه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أنشد شعرا لأمية بن أبي الصلت ، فقال عند كل بيت : أي . وينون إيه عند الوصل فتقول : إيهٍ حدثنا . وقد جاء به ذو الرمة موصولا غير منون خلافا للقاعدة ، وقد خطأه فيه الأصمعي نحو : وقفنا فقلنا : إيهِ عن أم سالم وما بال تكليم الديار البلاقع ـــــــــ 1 ـ 7 الفاتحة .
إيْها : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى كف واسكت ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : إيها عن الكذب . بخ : اسم فعل أمر بمعنى استحسن ، ويستعمل غالبا مكرورا منونا بالكسر ، وتكراره للمبالغة ، والأصل فيه البناء على السكون ، أما إذا وصل بما بعده كان التنوين فيه حسن . مثال مجيئه غير منون قول الأعشى : بين الأشج وبين قيس باذخ بخْ بخ لوالده وللمولود ومثال مجيئه منونا قول الشاعر بلا نسبة : روافده أكرم الرافدات بخٍ بخٍ لبحر خضم بدار : اسم فعل أمر معدول بمعنى أسرع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : بدار أيها الطالب . بطآن : اسم فعل ماض بمعنى أبطأ ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو . تراك : اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى اترك ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ومنه قول أحد شعراء هذيل : تراكها من أبل تراكها أما ترى الخيل لدى أوراكها رويد: اسم فعل أمر بمعنى أمهل ، وذلك إذا اتصل بالكاف ، أو تلاه اسم منصوب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، وهو حينئذ غي منون . نحو : رويدك في العمل ، ورويد محمدا ، ورويدك زيدا . أي أمهله . وزيدا مفعول به لرويدك . ومنه قول مالك بن خالد الهزلي : رويدا عليا جد ما ثدي أمهم إلينا ولكن ودهم متماين دراك : اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى أدرك ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : دراك أخاك . دونك : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى خذ ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : دونك الكتاب . ومنه قول صبية لأمها بلا نسبة : " دونكها يا أم لا أطيقها " . شتان : اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى افتراق وتباعد ، ولا بد له من فاعل ، نحو : شتان زيد وعمر . ومنه قول لقيط بن زرارة : شتان هذا والعناق والنوم والمشرب البارد في ظل الدم وقد تزاد ما بعده ، وتكون قبل الفاعل . نحو : شتان ما محمد وعلي . ومنه قول الأعشى ميمون : شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر . صه : اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى اسكت ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت : نحو : صه يا ولد . وهو من أسماء الأفعال اللازمة ، ويكون مع غيره من أسماء الأفعال التي تستعمل للمفرد نحو : صه يا محمد ، وللتثنية نحو : صه يا ولدان ، وللجمع نحو : وصه يا أولاد . وللمذكر ، وللمؤنث نحو : صه يا فاطمة . عليك : عليك اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى الزم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، نحو : قوله تعال : ( عليكم أنفسكم )(1) . ومنه قول الشاعر بلا نسبة : عليك بالصدق في كل الأمور ولا تكذب فاقبح ما يزري بك الكذب عندك : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى خذ ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . نحو : عندك القلم ، أي : خذه . قد : اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى يكفي : نحو : قد محمدا ريالا . ــــــــــ 1 ـ 19 الحاقة .
قط : اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى يكفي . نحو : قطني ما فعلت ، أي يكفيني ما فعلت . مه : اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى اكفف ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ها : اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى خذ . ومنه قوله تعالى : ( هاؤم اقرؤوا كتابية )1 . وقد تلحقه كاف الخطاب ، نحو : هاك القلم ، وهاكما ، وهاك بالكسر للمؤنثة ، وهاكن . وفي التثنية تقول : هاؤما ، وفي الجمع هاؤم ، ولجماعة الإناث هاؤن . هات : اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى أعط ، ويقال فعل أمر جامد . ومنه قوله تعالى : ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )2 . ومنه قول امرئ القيس : إذا قلت هاتي ناوليني تمايلت على هضيم الكشح ريا المخلخل هيت : اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى أسرع وأقبل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . وهو للمفرد والمثنى والجمع تأنيثا وتذكيرا . نحو قوله تعالى : ( وقالت هيت لك )3 . واه : اسم فعل مضارع مبني على الفتح بمعنى أعجب وأتلهف ، وينون واه بالنصب فتقول : واهاً لفلان . ومنه قول أبي النجم العجلي : واها لريا ثم واها واها يا ليت عيناها لنا وفاها وشكان : اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى ما أسرع . ــــــــــ 1 ـ 108 المائدة . 2 ـ 111 البقرة . 3 ـ 23 يوسف .
أسماء الأصوات
تعريفها : الفاظ تشبه أسماء الأفعال في دلالتها على المقصود بدون مساعدة . وكلها سماعية ، ولا تعمل في غيرها ، وليس لها محل من الإعراب ، ولم تجعل أسماء أفعال ، لأنها لم تحمل ضمائر ، ولم تقع في شيء من تراكيب الكلام .
أقسامها : تنقسم أسماء الأصوات إلى قسمين : 1 ـ قسم يخاطب ما لا يعقل من الحيوانات ، أو صغار الآدميين . نحو : " هلا " لزجر الفرس ، و " عدس " لزجر البغل ، و " هس " لزجر الغنم ، و" كخ " لزجر الطفل . 2 ـ قسم يحاكى به صوت : نحو : طق ، وغاق لصوت الغراب ، وقب لصوت وقع السيف ، وطيخ للضاحك ، وطاق لصوت الضرب ، وخاز ياز لصوت الذباب . وجميع أسماء الأصوات تكون أسماء ، لامتناع كونها حروفا من قبل الاكتفاء بها ، وامتناع كونها أفعالا من قبل أنها لا تدل على الحدث والزمن .
حكم أسماء الأفعال وأسماء الأصوات : جميع أسماء الأفعال ، وأسماء الأصوات تكون مبنية ، إلا ما وقع منها متمكنا ، فيجوز فيه الإعراب والبناء . 40 ـ كقول الشاعر : دعاهن رِدْفي فارعوين لصوته كما رُعْت بالجوت الضماء الصواديا الشاهد : : بالجوت " فقد رويت بالكسر على أنها اسم فعل معرب ، وبالفتح على أنها اسم فعل مبني .
وإليك بعض أسماء الأصوات ومعانيها للفائدة : أح : اسم صوت الساعل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب . آخ : اسم صوت للموجوع مبني على حركة آخره ، لا محل له من الإعراب . آها : اسم صوت الضحك مبني على السكون لا محل له من الإعراب . بس : اسم صوت لدعاء الغنم والأبل مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وغالبا ما يكون مكررا فتقول : بس بس . سأ : اسم صوت للحمار يورد به ، أو يزجر ، وهو من أسماء الأصوات التي تشبه اسم الفعل ، لأنه يخاطب به ما لا يعقل من الحيوان ، أو صغار الإنسان . طق : اسم صوت لحكاية سقوط الحجارة بعضها على بعض . يقال طقطقت الحجارة إذا جاء صوتها طق طق . عدس : اسم صوت لزجر البغل . كقول الشاعر : عدس ما لعباد عليك إمارة أمنت وهذا تحملين طليق غاق : اسم صوت للغراب مبني على السكون . قب : اسم صوت لوقع السيف ، مبني على السكون . ها ها : اسم صوت لزجر الكلب ، أو حضه على ملاحقة فريسته . ومنه قول أبي نواس : تراه في الحضر إذا ما هابه يكاد أن يخرج من إهابه هئ هئ : اسم صوت تدعى به الإبل للعلف . وهأ هأ : اسم صوت لزجر الإبل . هه : اسم صوت للتذكرة والوعيد . هيه هيه : اسم صوت للزجر والاستزادة من محدثك أثناء الحديث . وع : اسم صوت لابن آوى .
نماذج من الإعراب
32 ـ قال النابغة الذبياني : ألكني يا عيين إليك قولا سأهديه إليك ، إليك عني ألكني : فعل أمر مبني على السكون بمعنى بلِّغ ، وأصله إمّا : ألئكني ، فحولت كسرة الهمزة إلى اللام ، وأسقطت الهمزة ، أو أألكني فحذفت الهمزة الثانية تخفيفا (1) ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به . يا عيين : يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وعيين منادى مرخَّم حذف من آخره التاء ، إذ أصله عيينة ، مبني على الضم لأنه علم مفرد ، ويجوز بناؤه على الفتح وهي حركة الحرف الذي قبل التاء المحذوفة " راجع في ذلك الترخيم " . إليك : اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب بمعنى خذ ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على عيين . قولا : مفعول به منصوب بالفتحة لاسم الفعل إليك . سأهديه : السين حرف استقبال ، وأهدي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به . إليك : جار ومجرور متعلقان بسأهديه . إليك : أسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب بمعنى تنح أو ابتعد . غني : جار ومجرور متعلقان بإليك الأخير . الشاهد قوله : إليك قولا ، وإليك عني ، فالأول اسم فعل أمر بمعنى خذ ، والثاني بمعنى ابتعد . ــــــــــــــ انظر لسان العرب ج 10 ص 394 .
33 ـ قال الشاعر : إذا قالت حَذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حَذامِ إذا قالت : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه ، قالت فعل ماض ، والتاء للتأنيث . حذام : فاعل قالت مبني على الكسر في محل رفع . والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها . فصدقوها : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وصدقوها فعل أمر مبني على حذف النون وفاعله ومفعوله ، وجملة صدقوها لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم . فإن القول : الفاء للتعليل ، وإن حرف توكيد ونصب ، والقول اسمها منصوب . ما : اسم موصول مبني في محل رفع خبر إن . قالت حذام : قال فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، وحرام فاعل . والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة ما ، والعائد ضمير منصوب بقال ، والتقدير : فإن القول هو الذي قالته حذام . الشاهد قوله : " حذام " فإنه أسم فعل مبني على الكسر على لغة أهل الحجاز .
34 ـ قال الشاعر : تذكرت أياما مضين من الصّبِي فهيهاتَِ هيهاتٍ إليك رجوعها تذكرت : فعل وفاعل . أياما : مفعول به منصوب . مضين : مضى فعل ماض مبني على السكون ، ونون النسوة في محل رفع فاعله ، والجملة في محل نصب صفة " لأياما " . من الصبي : جار ومجرور متعلقان بمضين . فهيهات : الفاء استئنافية ، وهيهات اسم فعل ماض بمعنى بعد ، مبني على الفتح وهي لغة أهل الحجاز ، وبالبناء على الكسر لغة أسد وتميم . هيهات : توكيد لفظي . إليك : جرار ومجرور متعلقان برجوعها ، أو في محل نصب مفعول به لرجوع . رجوعها : فاعل هيهات الأولى ، ورجوع مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله .
197 ـ قال تعالى : ( هيهات هيهات لما توعدون ) 36 المؤمنون . هيهات : اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى بعد ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقدير هو . هيهات : توكيد لفظي للأولى . ويلاحظ في هيهات لغات كثيرة اشهرها الفتح من غير تنوين كما ذكرنا ، وهو مبني لوقوعه موقع المبني ، أو لشبه الحرف ، وهيهاتا بالفتح والتنوين ، وبالضم والتنوين فتقول : هيهاتٌ ، وهيهاتٍ بالكسر والتنوين ، وهيهاتِ بالكسر من غير تنوين ، وهيهات ْ بإسكان التاء ، وغيرها كثير . لما : اللام حرف جر زائد ، وما اسم موصول في محل رفع فاعل لهيهات ، وفي محل جر على اللفظ بحرف الجر الزائد . ويجوز في " ما " أن تكون مصدرية ، والمصدر المؤول منها ومن الفعل توعدون في محل رفع فاعل لهيهات . توعدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب على الوجه الأول .
198 ـ قال تعالى : ( فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ) 23 الإسراء . فلا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ولا ناهية . تقل : فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . لهما : جار ومجرور متعلقا بتقل . أف : اسم فعل مضارع مبني على الكسر مع التنوين ، وتشديد الفاء ، وضم الهمزة ، وهي لغة من لغات كثيرة في اسم الفعل " أف " وبها قراءة حفص ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . ولا : الواو حرف عطف ، ولا ناهية . تنهرهما : فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل صمير مستتر وجوبا تقديره : أنت ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به . وجملة تنهرهما معطوفة على ما قبلها . وسنذكر بعض هذه اللغات الأخرى في " أف " للفائدة : 1 ـ همزة أف إما أن تكون مضمومة ، أو مفتوحة ، أو مكسورة . 2 ـ فإن كانت الهمزة مضمومة فحاصل ضبطها أنها إما مجردة عن اللواحق ، أو ملحقة بزائد . 3 ـ والمجردة إما أن يكون آخرها ساكنا أو متحركا . والمتحركة إما أن تكون مشددة ، أو مخففة مع التنوين أو عدمه ، والساكنة إما مشددة ، أو مخففة . 4 ـ واللواحق لها من الزوائد إما هاء السكت ، أو حرف المد ، فإن كان هاء السكت فالفاء مثلثة مشددة ، وإن كان حرف مد ، فهو إما واو أو ياء أو ألف ، والفاء فيهن مشددة ، والألف إما مفخمة ، أو بالإمالة المحضة ، أو بين بين . 4 ـ وإن كانت الهمزة مكسورة فالفاء مثلثة مخففة مع التنوين ، وعدمه ، أو فتح الفاء وكسرها بالتشديد مع التنوين وعدمه وغيرها من اللغات التي تجاوزت الأربعين .
35 ـ قال الشاعر : فأوهِْ لذكراها إذا ما ذكرتها ومن بُعد أرض بيننا وسماء فأوه : الفاء واقعة في جواب الشرط ، وأوه اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع ، مبني على السكون ، كما يجوز بنائه على الكسر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا . لذكراها : جار ومجرور متعلقان بأوه ، وذكرى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . إذا ما ذكرتها : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط ، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه ، وما مصدرية حينية ، وذكرتها فعل وفاعل ومفعول به ، والمصدر المؤول من ما والفعل في تأويل مصدر مجرور بالإضافة لإذا ، وجواب الشرط محذوف دلت عليه القرينة في أول الكلام وهو قوله : فأوه لذكراها . والتقدير : إذا ما ذكرنها فأوه لذكراها . ومن بُعد أرض : الواو حرف عطف ، ومن بعد جار ومجرور متعلقان متعلقان بأوه ، وبعد مضاف ، وأرض مضاف إليه مجرور . بيننا : بين ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف حال من سماء ، حيث كان في الأصل صفة له فلما تقدم عليه أعرب حالا على القاعدة ، وبين مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وسماء : الواو حرف عطف ، وسماء معطوف على أرض مجرور مثلها . الشاهد قوله : فأوه ، حيث يبنى على السكون ، والكسر .
199 ـ قال تعالى : ( ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ) 82 القصص . ويكأن : وي اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى أتعجب ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والكاف حرف جر يفيد التعليل وليس التشبيه ، وأنّ حرف توكيد ونصب " مشبه بالفعل " ، وهي وما بعدها في محل جر بالكاف ، وشبه الجملة متعلق بـ " وي " . الله : لفظ الجلالة اسم أن منصوب بالفتحة . يبسط : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو . الرزق : مفعول به منصوب بالفتحة . وجملة يبسط في محل رفع خبر أن . لمن : جار ومجرور متعلقا بيبسط . يشاء : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو . وجملة يشاء لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . من عباده : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الفاعل . ويقدر : الواو حرف عطف ، ويقدر معطوف على ما قبله .
36 ـ قال الشاعر : ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر اقدم ولقد شفى : الواو حرف قسم ، والمقسم به محذوف تقديره الله ، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره : أقسم ، واللام واقعة في جواب القسم ، وقد حرف تحقيق ، وشفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر . نفسي : مفعول به ، والياء في محل جر مضاف إليه . وابرأ سقمها : الواو حرف عطف ، وأبرأ معطوف على شفى ، وسقمها مفعول به ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . قيل الفوارس : فاعل يطلبه كل من الفعلين شفى وأبرأ على التنازع ، فالبصريون يجعلونه فاعل للفعل أبرأ لقربه منه ، ويجعلون فاعل الفعل شفى ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، ويختار الكوفيون العكس . وقيل مضاف ، والفوارس مضاف إليه . ويك : اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى نعجب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :نحن ، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب . عنتر : منادى مرخم مبني على الضم ، ويجوز بنائه على الفتح ، وحرف النداء محذوف ، والتقدير : ياعنتر ، والجملة الندائية في محل نصب مقول القول للمصدر قيل . اقدم : فعل أمر مبني علي السكون وحرك بالكسر لموافقة الروي ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت ، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول أيضا . وجملة لقد شفى جواب القسم لا محل لها من الإعراب . والقسم وجوابه لا محل له من الإعراب كلام مستأنف .
37 ـ قال الشاعر : بحيهلاً يزجون كل مطية أمام المطايا سيرها المتقاذفِ بحيهلا : جار ومجرور قصد به لفظه لحكايته ، وشبه الجملة متعلق بيزجون . يزجون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . كل مطية : كل مفعول به ، وهو مضاف ، ومطية مضاف إليه . أمام المطايا : أمام ظرف مكان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والمطايا مضاف إليه ، والظرف مع متعلقه في محل جر صفة لمطية . سيرها : مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . المتقاذف : خبر مرفوع . وقد ذكر البغدادي في خزانته إعرابا أجود من السابق فقال : أن يكون سيرها فاعلا للظرف لاعتماد الظرف على الموصوف ، والمتقاذف صفة لسير .
38 ـ قال الشاعر : هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي هي الدنيا : ضمير الشأن مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ أول ، والدنيا مبتدأ ثان مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر . تقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على الدنيا . والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، والمبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول . بملء فيها : جار ومجرور متعلقان بتقول ، وملء مضاف ، وفيها مضاف إليه مجرور بالياء ، وفي مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . حذار : اسم فعل أمر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ، تقديره : أنت . حذار : توكيد لفظي لحذار الأولى . من بطشي : جار ومجرور متعلقان بحذار ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . وفتكي : الواو حرف عطف ، وفتكي معطوف على ما قبله . وجملة : حذار وما في حيزها في محل نصب مفعول به مقول القول .
39 ـ قال الشاعر : تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكفَّ كأنها لم تخلق تذر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي يعود إلى الحرب . الجماجم : مفعول به منصوب . ضاحيا : حال منصوبة من الجماجم . هاماتها : فاعل لضاحيا لأنه اسم فاعل يعمل عمل فعله ضحى ، وهامات مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . بله الأكفَّ : بله على رواية نصب الأكف اسم فعل أمر بمعنى دع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والأكف مفعول به منصوب بالفتحة ، " وهذا هو الشاهد المطلوب " . وعلى رواية الجر ، فبله مصدر مضاف إلى الأكف ، والأكف مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وعلى رواية الرفع ، فبله بمعنى كيف للاستفهام التعجبي مبنية على الفتح في محل رفع خبر مقدم ، والأكف مبتدأ مؤخر مرفوع . كأنها : الكاف حر جر للتشبيه ، وأن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . لم تخلق : لم حرف نفي وجزم وقلب ، وتخلق فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لموافقة الروي ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي . والجملة الفعلية في محل رفع خبر أن . الشاهد قوله " بله " حيث جاء اسم فعل فنصب المفعول به ، كما جاء مصدرا ، وبمعنى " كيف " .
40 ـ قال الشاعر : دعاهن ردفي فارعوين لصوته كما رعت بالجوت الضماء الصواديا دعاهن : دعا فعل ماض ، مبني على الفتح المقدر على الألف ، ونون النسوة في محل نصب مفعول به . ردفي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الفاء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وردف مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه . فارعوين : الفاء عاطفة ، وارعوى فعل ماض ، ونون النسوة في محل رفع فاعله . لصوته : جار ومجرور متعلقان بارعوين . كما رعت : الكاف للتشبيه ، وما مصدرية ، ورعت فعل وفاعل ، والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالكاف ، والجار والمجرور متعلقان بارعوين . بالجوت : جار ومجرور متعلقان برعت . الظماء : مفعول به لرعت . الصواديا : صفة منصوبة للظماء . الشاهد قوله : بالجوت ، حيث دخلت أل التعريف على على اسم الصوت ، وهو " جوت " .
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:19
الجزء الثالث الباب الأول
المبتـــدأ
تعريفه : اسم مرفوع يبتدأ به الكلام ، ويقع في أول الجملة غالبا ، مجرد من العوامل اللفظية ، أو مسبوق بنفي ، أو استفهام ، مستغن بمرفوعه في إفادة المعنى ، وإتمام الجملة . نحو : محمد مبتسم . 1 ـ ومنه قوله تعالى { والله واسع عليم }1 . ومثال المسبوق بنفي : ما قادم الضيف ، ومثال المسبوق باستفهام : أ ناجح عليُّ . 2 ـ ومنه قوله تعالى { أ راغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم }2 . 1 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة : أمنجز أنتم وعدا وثقت به أم اقتفيتم جميعا نهج عرقوب حكمه : المبتدأ مرفوع دائما ، إلا إذا سبق بحرف جر زائد أو شبيه بالزائد ، فيجر لفظا ، ويرفع محلا . نحو : بحسبك درهم . 3 ـ ونحو قوله تعالى : { وما من إله إلا الله }3 . ونحو : " يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة " . أقسامه : ينقسم المبتدأ إلى قسمين : 1 ـ مبتدأ صريح ، ويشتمل على الاسم الظاهر ، كما في الأمثلة السابقة . أو الضمير . نحو : أنت مخلص ، وهو مجتهد . ومنه قوله تعالى : ( وهم يصرخون فيها )4 . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 261 البقرة . 2 ـ 26 مريم . 3 ـ 62 آل عمران . 4 ـ 37 فاطر .
وقوله تعالى : ( أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )1 . 2 ـ مبتدأ مؤول من أن والفعل . نحو : أن تتحدوا أرهب لعدوكم . 4 ـ ومنه قوله تعالى { وأن تصوموا خير لكم }2 . وقوله تعالى : ( وان تعفوا أقرب للتقوى )3 والتقدير : اتحادكم أرهب لعدوكم ، وصيامكم خير لكم .
أنواع المبتدأ : ينقسم المبتدأ بالنسبة لأخذه خبرا إلى نوعين : 1 ـ مبتدأ له خبر . نحو : الحكمة ضالة المؤمن . الحكمة : مبتدأ ، وضالة : خبر . ومنه قوله تعالى : ( أولئك لهم جنات عدن )4 . 2 ـ مبتدأ ليس له خبر ، ولكن له مرفوع يسد مسد الخبر . نحو : أنائم الطفل ، وما محمود البخل . ومنه قوله تعالى : ( أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم )5 . نائم : مبتدأ ، والطفل : فاعل سد مسد الخبر . ومحمود : مبتدأ ، والبخل : نائب فاعل سد مسد الخبر . ومنه قول : عبيدة بن الأبرص : أعاقر مثلُ ذات رحم أو غانم مثل من يخيب ــــــــــــــ 1 ـ 286 البقرة . 2 ـ 184 البقرة . 3 ـ 237 البقرة . 4 ـ 31 الكهف . 5 ـ 46 مريم .
ما يتفق فيه النوعان : 1 ـ مجردان من العوامل اللفظية . 2 ـ العامل فيهما معنوي ، وهو الابتداء . ما يختلفان فيه : 1 ـ المبتدأ صاحب الخبر : إما أن يكون اسما صريحا ، أو مصدرا مؤولا بالصريح ، ولا يكون المبتدأ الذي لا خبر له في تأويل الاسم ، بل لا بد أن يكون صفة مشبهة بالفعل : كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة باسم الفاعل . 2 ــ المبتدأ صاحب الخبر : لا يعتمد على شيء ، أما المبتدأ الذي لا خبر له فلابد أن يعتمد على نفي ، أو استفهام كما مثلنا سابقا . ومنه قوله تعالى : ( ولا مولود هو جاز عن والده شيئا )1 . ومنه قوله تعالى : ( أ قريب ما توعدون )2 . فمولود مبتدأ نكرة وسوغ الابتداء به اعتماده على نفي ، وجاز نائب فاعل سد مسد الخبر ، أو مبتدأ مؤخر ، ومولود خبر مقدم ، وقيل مولود مبتدأ ، وجاز خبره .
وجوه الإعراب في الاسم المرفوع بعد المبتدأ الذي لا خبر له : في الاسم الواقع بعد المبتدأ المعتمد على نفي ، أو استفهام ، والذي اكتفى بمرفوعه ثلاثة أوجه من الإعراب : ـ 1 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا وتاليه مفردا . نحو : أ مسافر الرجل ، وما محبوب الكسول . وجاز أن يكون منه قوله تعالى : ( أحق هو )3 . ـــــــــــ 1 ـ 33 لقمان 2 ـ 25 الجن . 3 ـ 53 يونس .
على اعتبار أن " حق " مصدر بمعنى اسم الفاعل ثابت ، فيكون حق مبتدأ ، وهو فاعل ، ويجوز أن يكون " حق " خبر مقدم ، وهو مبدأ مؤخر . جاز فيه وجهان : أ ـ أن يكون الوصف مبتدأ وما بعده فاعلا ، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر . ويكون الفاعل بعد اسم الفاعل ، ونائب الفاعل بعد اسم المفعول . فمسافر مبتدأ ، والرجل فاعل سد مسد الخبر . ومحبوب مبتدأ ، والكسول نائب فاعل سد مسد الخبر . ب ـ كما يجوز أن يكون الوصف المشتق خبرا مقدما وتاليه مبتدأ مؤخرا . فمسافر : خبر مقدم ، والرجل : مبتدأ مؤخر . 2 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا ، وتاليه مثنى ، أو جمعا ، وجب أن يكون الوصف مبتدأ ، وتاليه فاعلا ، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر . نحو : ما مهمل الطالبان ، وما محبوب المقصرون . مهمل : مبتدأ ، والطالبان : فاعل سد مسد الخبر . ومحبوب : مبتدأ ، والمقصرون : نائب فاعل سد مسد الخبر . 3 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة : أ قاطن قوم سلمى أو نووا ضعنا أن يضعنوا فعجيب عيش من قطنا الشاهد في البيت قوله " أ قاطن قوم " إذ اكتفى بالفاعل " قوم " عن الخبر ؛ لكون المبتدأ " قاطن " وصفا معتمدا على الاستفهام . ومثلما رفعت الصفة المشتقة الواقعة مبتدأ ، والمعتمدة على استفهام أو نفي اسما ظاهرا كما في البيت السابق ، فإنها ترفع الضمير الظاهر أيضا . 4 ـ نحو قول الشاعر : خليليّ ما وافٍ بعهدي أنتما إذا لم تكونا لي على من أقاطع فإن رفعت الصفة الضمير المستتر فهي ليست من هذا الباب ، وإنما هي خبر عما قبلها . نحو : محمد لا مجتهد ولا مؤدب . ففاعل كل من مجتهد ومؤدب ضمير مستتر تقديره : هو . وإن اكتفت بمرفوعها الظاهر فهي خبر مقدم ، وما بعد المرفوع مبتدأ مؤخر . نحو : ما مسافر والداه أحمد . مسافر خبر مقدم ، ووالداه فاعل لمسافر ، وأحمد مبتدأ مؤخر . 3 ـ إذا كان الوصف المشتق مثنى ، أو جمعا وتاليه مثنى ، أو جمعا ، وجب أن يكون الوصف خبرا مقدما ، وتاليه مبتدأ مؤخرا . نحو : أ مسافران الضيفان ، وما مقصرون المجتهدون . مسافران : خبر مقدم ، والضيفان : مبتدأ مؤخر .
تعدد المبتدأ : يجوز تعدد المبتدأ وخبره واحد . نحو : صديقك والده أمنيته تحقيقها أن يشفى ابنه .
تعريف المبتدأ وتنكيره : الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة كما مر معنا في جميع الأمثلة ، ما عدا المعتمدة على نفى ، أو استفهام . غير أنه يجوز الابتداء بالنكرة إذا أفادت معنى ، وقد قسم النحاة النكرة التي تفيد معنى إلى قسمين : ـ أولا ـ النكرة التي تفيد الخصوص وهى : 1 ـ النكرة الموصوفة بوصف مذكور ، أو مقدر ، أو معنوي . 5 ـ مثال الأول قوله تعالى : { ولعبد مؤمن خير من مشرك )1 . وقوله تعالى : ( ولأمة مؤمنة خير من مشركة )2 . 6 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم }3 . وقوله تعالى : ( ظلمات بعضها فوق بعض )4 . ومثال الثالث : رجيل عندنا . والتقدير في المثال الثالث : وطائفة من غيركم ، وفي الرابع : ظلمات متراكمة وفي المثال الخامس : رجل وضيع . فالتصغير في المثال الخامس فيه معنى الوصف ودلالته . 2 ـ نكرة مضافة لفظا . نحو : خمس صلوات كتبهن الله على العباد . 3 ـ أن يتعلق بها معمول . نحو : أمر بمعرف صدقة ، ورغبة في الخير خير . فسوغ الابتداء " بأمر " وهي نكرة كونه تعلق بها الجار والمجرور " بمعروف " ثانيا ـ النكرة التي تفيد العموم : ـ 1 ـ أن يكون المبتدأ نفسه صيغة عموم . نحو : من يقم أقم معه ، ومنه قوله تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )5 . 7 ـ ومنه قوله تعالى : { كل له قانتون }6 . 8 ـ وقوله تعالى : { كل يعمل على شاكلته }7 . 2 ـ أن يقع المبتدأ النكرة في سياق النفي ، أو الاستفهام . نحو : ما رجل في الدار ، وهل أحد قادم . 9 ـ ومنه قوله تعالى { أ إله مع الله }8 . ـــــــــــ 1 ، 2ـ 221 البقرة . 3 ـ 154 آل عمرن . 4 ـ 154 آل عمران . 5 ـ 7 الزلزلة . 6 ـ 116 البقرة . 7 ـ 84 الإسراء . 8 ـ 60 النمل .
ومن النكرات التي يسوغ الابتداء بها أيضا : ـ 1 ـ أن يكون المبتدأ نكرة ، ولا مسوغ للابتداء به ، إلا أن يتقدم عليه خبر شبه جملة ، جار ومجرور ، أو ظرف . في المدرسة زائرون . 10 ـ ومنه قوله تعالى : { لكل أجل كتاب }1 . ونحو : حول البئر أشجار . 11 ـ ومنه قوله تعالى : { وفوق كل ذي علم عليم }2 . أو يتقدم عليه خبر جملة . نحو : صافحك صديقه رجل . 5 ـ ومنه قول طرفة بن العبد : لخولة أطلال ببرقة تهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد / * ومنه قول زهير : لهم راح وراووق ومسك تُعلّ بهم جلودهُمُ وماء 2 ـ أن تكون النكرة معطوفة على معرفة . نحو : محمد ورجل عندنا . 3 ـ أو يعطف عليها بمعرفة . نحو : رجل ويوسف في المنزل . 4 ـ أن يعطف عليها بنكرة مخصصة . نحو : رجل وامرأة طويلة واقفان . 5 ـ أو تعطف على نكرة موصوفة . نحو : تميمي ورجل في المنزل . 12 ـ نحو قوله تعالى : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى }3 . 6 ـ أن تأتي النكرة جوابا لمن يسأل : من عندك ؟ فتقول : صديق . التقدير : صديق عندي . 7 ـ أن يقصد بها التنويع ، والتفصيل . نحو : يوم لك ويوم عليك . 6 ـ ومنه قول النمر بن تولب : فيوم علينا ويوم لنا ويوم نُساء ويوم نُسَر ومنه قول امرئ القيس : فأقبلت زحفا على الركبتين فثوب لبست وثوب أجر ــــــــــــــ 1 ـ 38 الرعد . 2 ـ 76 يوسف . 3 ـ 263 البقرة .
الشاهد في البيتين " يوم علينا ، ويوم لنا ، وثوب لبست ، وثوب أجر " وكل منها وقع مبتدأ وخبر ، وسوغ الابتداء بالنكرات السابقة أنها أفادت التنويع . 8 ـ أن تفيد الدعاء . 13 ـ نحو قوله تعالى : { سلام على آل يسن }1 . ومنه قوله تعالى : ( وويل للمشركين )2 . وقوله تعالى : ( ويل لكل همزة لمزة )3 . 7 ـ ومنه قول عنترة : فويل لكسرى إن حللت بأرضه وويل لجيش الفرس حين أُعَجعِج 9 ـ أن تكون عاملة فيما بعدها رفعا ونصبا وجرا . نحو : مهذب خلقه محبوب . وإكرام ضيفا واجب . وإخلاص في العمل شرف . فـ " مهذب ، وإكرام ، وإخلاص " كل منها وقع مبتدأ ، وسوغ الابتداء به مع أنه نكرة أن عمل فيما بعده ، فمهذب عملت الرفع في " خلقه " ، وإكرام عملت النصب في " ضيفا " ، وإخلاص عملت ـ كما يتوهم بعض النحاة ـ في شبه الجملة " في العمل " والصواب عندي أن كلمة " إخلاص " لم تعمل في شبه الجملة ، وإنما شبه الجملة تعلق بها ، والله أعلم . 10 ـ أن تكون من الألفاظ التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط . نحو : من يزرع الخير يجنِ ثماره . 14 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم }4 . والاستفهام نحو : من زارنا ؟ 15 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن أظلم ممن كتم شهادة }5 . 8 ـ ومنه قول زهير : ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغن عته ويذمم ــــــــــــــــ 1 ـ 130 الصافات . 2 ـ 6 فصلت . 3 ـ 1 الهمزة . 4 ـ 23 الجن . 5 ـ 140 البقرة .
وما التعجبية نحو : ما أجمل السماء . 9 ـ ومنه قول الشاعر : بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربى وما أجمل المصطاف والمتربعا وكم الخبرية نحو : كم حسنةٍ لك . 1 ـ ومنه قول الفرزدق : كم عمة لك يا جرير وخالة فدحاء قد ملكت عليّ عشاري فكم خبرية ، وتمييزها محذوف ، وعمة مبتدأ ، وجملت ملكت في محل رفع خبر . ومنه قول عنترة : كم ليلة سرت في البيداء منفردا والليلُ للغرب قد مالت كواكبه أو كأين الخبرية . 16 ـ نحو قوله تعالى : { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير }1 . أو أضيف المبتدأ النكرة إلى ما له الصدارة . نحو : قلم من هذا ؟ 11 ـ أن تقع في أول جملة الحال المرتبطة بالواو ، أو بدونها . نحو : خرجت من المنزل وأنواره مضاءة . 2 ـ ومنه قول الشاعر* : سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا محياك أخفى ضوءه كل شارق ومثال الثاني : 3 ـ قول الشاعر* : الذئب يطرقها في الدهر واحدة وكل يوم تراني مُدية بيدي الشاهد في البيت الأول " ونجم قد أضاء " فنجم مبتدأ ، وقد أضاء في محل رفع خبره ، والجملة في محل نصب حال ، والرابط الواو . والشاهد في البيت الثاني " مدية بيدي " مدية مبتدأ ، وبيدي في محل رفع خبره ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير في تراني . 12 ـ أن تقع بعد لولا . نحو : لولا رجل لهلك أخوك . ـــــــــــــ 1 ـ 146 آل عمران .
4 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة : لولا اصطباري لأودى كل ذي مقة لما استقلت مطاياهن للضعن الشاهد " اصطبار " حيث وقعت مبتدأ ، وهي نكرة ، ومسوغ الابتداء بها وقوعها بعد لولا ، وخبرها محذوف وجوبا تقديره : كائن ، أو موجود . ومنه قول الفرزدق : ولولا حياء زدت رأسك هزمةً إذا سُبِرتْ ظلتْ جوانبها تغلي 13 ـ أن تقع بعد إذا الفجائية . نحو : وصلت فإذا صديق ينتظرني . 14 ـ إذا اتصل بالنكرة ما له الصدارة : كلام الابتداء: نحو : لعملٌ خيرٌ من قول . ومنه قوله تعالى ( ولدار الآخرة خير )1 . ـ ومنه قول عنترة : ولَلموت خير للفتى من حياته إذا لم يثب للأمر إلا بقائدِ 15 ـ إذا أريد بها حقيقة الجنس ، وعموم أفراده . نحو : إنسان خير من بهيمة ، وعالم خير من زاهد ، وثمرة خير من جرادة . 16 ـ أن تكون النكرة خلفا من موصوف . نحو : أعمى استعان بأعمى ، وضعيف استجار بعاجز ، والتقدير : رجل أعمى ، ورجل ضعيف . 17 ـ أن يكون ثبوت الخبر لها من خوارق العادة . نحو : شجرة سجدت . 18 ـ أن تكون محصورة . نحو : ما طالب إلا ناجح . وإنما طالب ناجح . 19 ـ أن تكون في معنى المحصور بشرط وجود قرينة تهيئ لذلك . نحو : حادث دعاك لقطع الرحلة . أي : ما دعاك لقطع الرحلة حادث . ونحو : شر هر ذا ناب . وشيء جاء بك . والتقدير : ما أهر ذا ناب إلا شر . وما جاء بك إلا شيء . ـــــــــــــ 1 ـ 109 يوسف .
وقدّر أيضا : شر عظيم أهر ذا ناب . وشيء عظيم جاء بك . 19 ـ أن تكون مبهمة مقصودا إبهامها لغرض يريده المتكلم . نحو : زائر عندنا . ـ ومنه قول امرئ القيس : مُرَسّعةٌ بين أَرساغه به عسَم يبتغي أرنبا 20 ـ أن تقع بعد فاء الجزاء . نحو قولهم : إن ذهب عير فعير في الرباط .
العامل في المبتدأ : اختلف النحاة حول العامل في المبتدأ ، ولكن الراجح هو : الابتداء . أي : أن العامل فيه معنوي كونه مجردا عن العوامل اللفظية غير الزائدة ، وشبه الزائدة .
وجوب تقديم المبتدأ : يجب تقديم المبتدأ في ستة مواضع : 1 ـ أن يكون من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط والاستفهام وما التعجبية ، وكم الخبرية . نحو : من يقرأ الشعر ينم ثروته اللغوية . ومنه قوله تعالى : ( من يفعل ذلك يلق أثاما )1 . ومنه قول زهير : ومن لم يزد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم ومثال الاستفهام : من مسافر غدا ؟ ومنه قوله تعالى : ( من أنصاري إلى الله )2 . وقوله تعالى : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )3 . ـــــــــــــ 1 ـ 68 الفرقان . 2 ـ 52 آل عمران . 3 ـ 114 البقرة .
وقوله تعالى : ( فما خطبكم أيها المرسلون )1 . ومنه قول المتنبي : وما الفرقُ ما بين الأنام وبينَه إذا حَذِر المحذورَ واستصعبَ الصعبا ومثال ما التعجبية : ما أجمل الربيع . ومنه قول جرير : فما أبصر النارَ التي وضحت له وراء جُفاف الطير إلا تماريا ومثال كم الخبرية : كم من كتب قرأت . ومنه قوله تعالى : ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة )2 . ومنه قول المتنبي : وكم ذنبٍ مُوَلِّدُهُ دلالٌ وكم بُعدٍ مُولِّدُه اقترابُ وقوله أيضا : كم زورةٌٍ لك في الأعراب خافيةٌٍ أدهى وقد رقدوا من زورة الذيبِ 2 ـ أن يكون المبتدأ مشبها باسم الشرط . نحو : الذي يفوزُ فله جائزة . ومنه قوله تعالى ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم )3 . وقوله تعالى : ( فأما الزبد فيذهب جفاء )4 . وقوله تعالى : ( من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين )5 . 3 ـ أن يضاف إلى اسم له صدر الكلام . نحو : كراسة كم طالب صححت ؟ ــــــــــــ
1 ـ 57 الحجر 2 ـ 149 البقرة . 3 ـ 26 البقرة . 4 ـ 17 الرعد . 5 ـ 76 آل عمران
ونحو : ومدير أي مدرسة صافحت ؟ ونحو : عمل من أعجبك ؟ 4 ـ إذا كان الخبر جملة فعليه فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ . نحو : أنت تعبث بمقتنياتي . ومحمد يلعب الكرة . ومنه قوله تعالى : ( الله يستهزئ بهم )1 . وقوله تعالى : ( قل الله يهدي للحق ) 2 . وقوله تعالى : ( أو من كان ميتا فأحييناه ) 3 . 5 ـ أن يكون مقترنا بلا الابتداء " أو ما تعرف بلام التوكيد " . نحو : لأنت أفضل من أخيك . ومنه قوله تعالى : ( وللدار الآخرة خير للذين يتقون ) 4 . وقوله تعالى : ( ولذكر الله أكبر ) 5 . وقوله تعالى : ( وللآخرة خير لك من الأولى ) 6 . ومنه قول زهير : ولأنت أوصلُ ما علمتُ به لشوابك الأرحام والصِّهر 6 ـ أن يكون كل من المبتدأ والخبر معرفة ، أو نكرة وليس هناك قرينة تعين أحدهما فيتقدم المبتدأ خشية التباس الخبر به . نحو : أبوك محمد . إن أردت الإخبار الأب . ونحو : محمد أبوك . إن أردت الإخبار عن محمد . ــــــــــــ
1 ـ 15 البقرة . 2 ـ 35 يونس . 3 ـ 122 الأنعام . 4 ـ 32 الأنعام 5 ـ 45 العنكبوت . 6 ـ 4 الضحى .
فإن وجدت القرينة التي تميز المبتدأ عن الخبر ، جاز التقديم والتأخير . نحو : أبناء مدرستنا أبناؤنا . بتقديم المبتدأ . وأبناؤنا أبناء مدرستنا . بتقديم الخبر . وسواء تقدم المبتدأ ، أو الخبر فالدلالة واحدة . ومنه قول الشاعر : بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد 7 ـ أن يكون المبتدأ محصورا في الخبر بما وإلا ، أو بإنما . نحو : ما الصدق إلا فضيلة . وإنما أنت مهذب . 25 ـ ومنه قوله تعالى : ( ما المسيح بن مريم إلا رسول ) 1 . وقوله تعالى : ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) 2 . وقوله تعالى : ( وما محمد إلا رسول ) 3 . وقوله تعالى : ( إنما نحن مصلحون )4 . وقوله تعالى : ( قل إنما هو إله واحد ) 5 . وقله تعالى : ( إنما أنت نذير ) 6 .
وجوب حذف المبتدأ : يحذف المبتدأ وجوبا في أربعة مواضع : ـ 1 ـ النعت المقطوع إلى الرفع لإفادة المدح ، أو الذم ، أو الترحم . نحو : مررت بزيدٍ الكريمُ . والتقدير : هو الكريم . ـــــــــــ
1 ـ 75 المائدة . 2 ـ 185 آل عمران . 3 ـ 144 آل عمران . 4 ـ 11 البقرة . 5 ـ 19 الأنعام . 6 ـ 12 هود .
ونحو : ابتعد عن اللئيم الخبيث ُ . والتقدير : هو الخبيث . ونحو : تصدقت على الفقير المسكينُ . والتقدير : هو المسكين . 2 ـ إن دل عليه جواب القسم . نحو : في ذمتي لأقولن الصدق . والتقدير : في ذمتي عهد . ومنه قول الشاعر : في عنقي لأسدين يدا لكل ذي حاجة يرجيها 3 ـ إن كان الخبر مصدرا ناب عن فعله . نحو : صبر جميل . وسمع وطاعة . والتقدير : صبري صبر جمل ، وأمري سمع وطاعة . ونحو قوله تعالى : ( فصبر جمل والله المستعان على ما تصفون ) 1 . وقوله تعالى : ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ) 2 . ومنه قول الشاعر : شكا إليّ جملي طول السرى صبر جميل فكلانا مبتلى 4 ـ إن كان الخبر مخصوصا بالمدح أو الذم ، بعد نعم وبئس مؤخرا عنهما . نحو : نعم الطالب محمد ، وبئس الطالب الكسول . فمحمد والكسول خبران حذف مبتدأ كل منهما . والتقدير ، هو محمد ، وهو الكسول . ويجوز أن يكون الخبر الجملة الفعلية المقدمة والمخصوص بالمدح أو الذم هو المبتدأ المؤخر . 27 ـ ومنه قوله تعالى : ( إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي )3 . يجوز في " هي " الرفع على الابتداء ، والجملة قبلها في محل رفع خبر مقدم ، ويجوز أن تكون " هي " في محل رفع خبر والمبتدأ محذوف ، تقديره : فنعما الصدقات هي . ـــــــــــ 1 ـ 18 ـ يوسف 2 ـ 196 آل عمران . 3 ـ 271 البقرة .
ومنه قول الشاعر : فنعم صديق المرء من كان عونه وبئس امرؤ لا يعين على الدهر ومنه قول عنترة : ونعم فوارس الهيجاء قومي إذا علَقوا الأعنةَ بالبَنان ويكثر حذف المبتدأ في المواضع التالية : 1 ـ بعد القول . نحو قوله تعالى : ( ويقولون طاعة ) 1 . والتقدير : أمرنا طاعة ، أو : منا طاعة . وقوله تعالى : ( قالوا أضغات أحلام ) 2 . والتقدير : هي أضغات . وقوله تعالى : ( وقالت عجوز عقيم ) 3 . التقدير : أنا عجوز . 2 ـ يكتر حذفه بعد فاء الجزاء . نحو قوله تعالى : ( وإن يخالطوهم فإخوانكم ) 4 . أي : فهم إخوانكم . وقوله تعالى : ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم ) 5 . أي : فهو لأنفسكم . وقوله تعالى : ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ) 6 . أي : فالإساءة لها . 3 ـ ويكثر حذف المبتدأ بعد ما الخبر صفة له في المعنى . ــــــــــــ 1 ـ 81 النساء . 2 ـ 44 يوسف . 3 ـ 29 الذاريات . 4 ـ 220 البقرة . 5 ـ 272 البقرة . 6 ـ 7 الإسراء .
30 ـ نحو قوله تعالى : ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) 1 .
صم خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : هم صم . وقوله تعالى : ( بديع السموات والأرض ) 2 . في قراءة الرفع : خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : هو بديع . وقرئ بالنصب ، والجر . وقوله تعالى : ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) 3 . عالم : خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : هو عالم . وقيل : عالم مبتدأ خبره الكبير . ومنه قول امرئ القيس : مهفهفة بيضاء غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل / * التقدير : هي مهفهفة . ومنه قول طرفة بن العبد : كريم يرّوي نفسه في حياته ستعلم إن مُتنا غدا أيّنا الصدي التقدير : هو كريم . 4 ـ ويحذف المبتدأ بعد بل . 31 ـ نحو قوله تعالى : ( بل عباد مكرمون ) 4 . فعباد خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هم هباد .
جواز حذف المبتدأ : ـ 1 ـ يحذف المبتدأ جوازا في جواب من سأل : كيف محمد ؟ تقول : بخير . التقدير : هو بخير . ــــــــــــ
1 ـ 18 البقرة . 2 ـ 117 البقرة . 3 ـ 9 الرعد . 4 ـ 26 الأنبياء .
ومنه قوله تعالى : ( وما أدراك ما هي . نار حامية ) 1 . نار : خبر لمبتدأ محذوف في جواب السؤال . التقدير : هي نار . وقوله تعالى : ( إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ) 2 . متاع : خبر لمبتدأ محذوف وهو جواب لسؤال ، والتقدير : ذلك متاع . وقوله تعالى : ( وما أدراك ما الحطمة . نار الله الموقدة ) 3 . نار الله : خبر لمبتدأ محذوف في جواب السؤال ، أي : هي نار الله . وقد ذكر ابن هشام في المغني أن المبتدأ يكثر حذفه في جواب الاستفهام . (4) 2 ـ إذا كان في الجملة ما يشير إليه . نحو قوله تعالى : ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ) 5 . فلنفسه : في محل رفع خبر ، والضمير في محل جر بالإضافة ، والمبتدأ محذوف ، وكذلك قوله : من أساء فعليها . والتقدير : من عمل صالحا فعمله لنفسه ، ومن أساء فإساءته عليها . حذف المبتدأ والخبر معا : يجوز أن يحذف المبتدأ والخبر معا إذا دل عليهما دليل . نحو : الذين فازوا في مسابقة الإلقاء لهم جوائز ، والذين ساهموا أيضا . والمحذوف : لهم جوائز . وهو مبتدأ وخبر ، أي والذين ساهموا أيضا لهم جوائز . ونحو قوله تعالى : ( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن أرتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ) 6 . ــــــــــــ
1 ـ 10 ، 11 القارعة . 2 ـ 69 ، 70 يونس . 3 ـ 5 ، 6 الهمزة . 4 ـ انظر المغني ج2 ص 629 . 5 ـ 46 فصلت . 6 ـ 4 الطلاق .
والتقدير : واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر . فانحذفت جملة كاملة مكونة من المبتدأ والخبر . 2 ـ ويحذفان في الجواب بنعم عن سؤال . كأن تسأل : أأنت مسافر ؟ فتقول : نعم ، أي : نعم أنا مسافر ، فحذفت جملة أنا مسافر المكونة من المبتدأ " أنا " والخبر " مسافر " .
نماذج من الإعراب
1 ـ قال تعالى { والله واسع عليم } 261 البقرة . والله : الواو حرف عطف ، الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة . واسع : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة . عليم : خبر ثان مرفوع بالضمة الظاهرة . والجملة معطوفة على ما قبلها .
2 ــ قال تعالى : ( أ راغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم ) 26 مريم أ راغب : الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، راغب مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره . أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل سد مسد الخبر ، ويجوز فيه أن يكون مبتدأ وراغب خبر مقدم . عن آلهتي : جار ومجرور متعلقان براغب ، وآلهة مضاف ، والياء ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر مضاف إليه . يا إبراهيم : يا حرف نداء ، إبراهيم منادى علم مبني على الضم في محل نصب .
3 ـ قال تعالى : { وما من إله إلا الله } 62 آل عمران . وما : الواو استئنافية ، وما نافية لا عمل لها . من إله : من حرف جر زائد ، إله اسم مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ . إلا : أداة حصر لا عمل لها . الله : لفظ الجلالة خبر مرفوع بالضمة . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة . ويجوز أن نعتبر الخبر محذوفا تقديره : لنا ، أي : وما من إله لنا . ويكون " الله " في هذه الحالة بدل من " إله " مرفوع على المحل . وهذا ليس موضعه وذكرناه للفائدة .
4 ـ قال تعالى { وأن تصوموا خير لكم }184 البقرة . وأن : الواو للاستئناف بغرض تقرير الأفضلية ، أن حرف مصدري ونصب . تصوموا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . والمصدر المؤول بالصريح في محل رفع مبتدأ تقديره : صيامكم . خير : خبر مرفوع بالضمة . لكم : جار ومجرور متعلقان بخير .
5 ـ قال تعالى : { ولعبد مؤمن خير من مشرك } 221 البقرة . ولعبد : اللام لام الابتداء حرف مني لا محل له من الإعراب ، وعبد مبتدأ مرفوع بالضمة . مؤمن : صفة مرفوعة بالضمة . خير : خبر مرفوع بالضمة . من مشرك : جار ومجرور متعلقان بخير .
6 ـ قال تعالى : { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم } 154 آل عمران . وطائفة : الواو حرف استئناف ، طائفة مبتدأ مرفوع بالضمة ، وسوغ الابتداء بها مع تنكيرها صفتها المحذوفة ، دل عليها ما قبلها ، والتقدير : من غيركم . قد همتهم : قد حرف تحقيق مبني على السكون ، همتهم فعل ماض ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والهاء ضمير متصل مبنى على الضم في محل نصب مفعول به . أنفسهم : فاعل مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل رفع خبر . وجملة طائفة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
7 ـ قال تعالى : { كل له قانتون ) 116 البقرة . كل : مبتدأ مرفوع بالضمة . له : جار ومجرور متعلقان بقانتون . قانتون : خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .
8 ـ قال تعالى : { كل يعمل على شاكلته } 84 الإسراء . كل : مبتدأ مرفوع بالضمة . يعمل : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . على شاكلته : جار ومجرور متعلقان بيعمل ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ .
9 ـ قال تعالى : ( أ إله مع الله ) 60 النمل . أ إله : الهمزة للاستفهام حرف مبني لا محل له من الإعراب ، إله مبتدأ مرفوع . مع الله : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر .
10 ـ قال تعالى : { لكل أجل كتاب } 38 الرعد . لكل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وكل مضاف . أجل : مضاف إليه مجرور بالكسرة . كتاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
11 ـ قال تعالى : { وفوق كل ذي علم عليم } 76 يوسف . وفوق : الواو للاستئناف ، فوق ظرف مكان منصوب بالفتحة وشبه الجملة متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف . كل ذي : كل مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وهو مضاف ، ذي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، وذي مضاف . علم : مضاف إليه مجرور بالكسرة . عليم : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
12 ـ قال تعالى : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى } 263 البقرة . قول : مبتدأ مرفوع بالضمة . معروف : صفة مرفوعة بالضمة . ومغفرة : الواو حرف عطف ، مغفرة معطوفة على قول مرفوعة بالضمة . خير : خبر مرفوع بالضمة . من صدقة : جار ومجرور متعلقان بخير . يتبعها : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والهاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به . أذى : فاعل مرفوع بالضمة ، وجملة يتبعها في محل جر صفة لصدقة .
13 ـ قال تعالى : { سلام على آل يسن } 130 الصافات . سلام : مبتدأ مرفوع بالضمة ( وسوغ الابتداء بها أنها أفادت الدعاء ) . على آل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ، وآل مضاف . ياسين : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسر لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة .
1 ـ قال الشاعر : كم عمة لك يا جرير وخالة فدحاء قد ملكت عليّ عشاري كم : يجوز فيها أن تكون خبرية ، وأن تكون استفهامية . عمة : يجوز فيها الجر على اعتبار أن كم خبرية في محل رفع مبتدأ ، وخبره جملة ملكت ، وعمة تمييزها مفرد مجرور بالإضافة . وأما النصب على اعتبار أن كم استفهامية في محل رفع مبتدأ ، وخبره جملت ملكت أيضا ، وعمة تمييز كم الاستفهامية منصوب بالفتحة . أما الرفع فعلى اعتبار أن كم خبرية ، أو استفهامية قي محل نصب على الظرفية متعلق بملكت ، أو مفعول مطلق عامله ملكت ، وعلى هذين الوجهين تكون " عمة " مبتدأ مرفوع بالضمة ، وجملة ملكت في محل رفع خبر . وتمييز كم على هذا الوجه محذوف فإن جعلناها خبرية يقدر تمييزها مجرورا ، وأن جعلناها استفهامية يقدر تمييزها منصوبا . لك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لعمة . يا جرير ك يا حرف نداء ، وجرير منادى علم مبني على الضم في محل نصب . خالة : معطوفة على عمة ولها حالات إعرابها . فدعاء : صفة لخالة لها إعراباتها السابقة . وقد حذف صفة لعمة مماثلة لها كما حذف صفة لخالة مماثلة لصفة عمة ، والتقدير قبل الحذفين : كم عمة لك فدعاء ، وكم خالة لك فدعاء . الشاهد قوله : كم عمة . فعلى رواية الرفع جاءت مبتدأ مع أنها نكرة ، وسوغ الابتداء بها وقوعها بعد كم الخبرية . وقد ذكر أحد المعربين أن الذي سوغ الابتداء بعمة وهي نكرة ، أنها جاءت موصوفة بالجار والمجرور " لك " ن وبفدحاء المحذوف الذي يرشد إليه وصف خالة به ، وليس بكم الخبرية ، وأرى أن كلا من كم الخبرية ، والوصف المذكور والوصف المحذوف كانا مسوغين للابتداء بها والله أعلم .
14 ـ الإعراب : قال تعالى : { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم } 23 الجن . ومن : الواو للاستئناف ، من اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . يعص : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فسه جوازا تقديره : هو . الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة . ورسوله : الواو حرف عطف ، رسول معطوف على ما قبله منصوب ، وهو مضاف ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه . وجملة " يعص الله ورسوله " في محل رفع خبر . فإن : الفاء رابطه لجواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وإنَّ حرف توكيد ونصب ( حرف مشبه بالفعل ) مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن . نار جهنم : نار اسم إن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، وجهنم مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث .
15 ـ قال تعالى : ومن أظلم ممن كتم شهادة } 140 البقرة . ومن : الواو حرف استئناف ، من اسم استفهام يفيد النفي مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . أظلم : خبر مرفوع بالضمة . ممن : مِن حرف جر ، مَن اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بأظلم ، ويصح في من أن تكون نكرة موصوفة فتدبر . كتم : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . شهادة : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . أما المفعول الأول فمحذوف ، والتقدير : كتم الناسَ شهادةً . وجملة " ومن أظلم ... " لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
16 ـ قال تعالى : ( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير } 146 آل عمران . وكأين : الواو للاستئناف ، كأين كناية عددية تفيد الإخبار عن الكثرة ، مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ . من نبي : من حرف جر زائد ، نبي اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه تمييز ، ومنع ظهور الفتحة اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . قاتل : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على نبي {1} . وجملة " قاتل ... " في محل رفع خبر كأين . معه : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . والجملة الفعلية " كتم ... " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . ربيون : مبتدأ مؤخر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . وجملة " معه ربيون " في محل نصب حال من الضمير في قاتل . ــــــــــــــــ 1 ـ ذكر بعض المعربين أن فاعل قاتل يصح أن يكون ربيون و " معه " متعلق بالفعل قبله ، وجملة " قاتل " في محل جر صفة لنبي . انظر إعراب القرآن الكريم للعكبري ج1 ص152 . وإعراب القرآن الكريم وبيانه م2 ج4 ص67 . وكلا الوجهين جيد . وجملة " كأين ... " لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
2 ـ قال الشاعر : سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا محياك أخفى ضوءه كل شارق سرينا : سرى فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين ، والنا ضمير متصل في محل رفع فاعل . ونجم : الواو واو الحال ، نجم مبتدأ مرفوع بالضمة . قد أضاء : قد حرف تحقيق ، أضاء فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . يعود على النجم . والجملة في محل رفع خبر المبتدأ ، وجملة " نجم ... إلخ " في محل نصب حال . فمذ : اسم زمان مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . بدا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر . محياك : محيا فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه . وجملة " بدا ... إلخ " في مجل جر بإضافة مذ إليها ، وقيل مضافة إلى زمن محذوف ، والزمن المحذوف مضاف إلى الجملة . فيه تكلف . أخفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر . ضوءه : فاعل مرفوع بالضمة ، وضوء مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . كل : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . شارق : مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة " أخفى ... إلخ " في محل رفع خبر المبتدأ " مذ " .
3 ـ قال الشاعر : الذئب يطرقها في الدهر واحدة وكل يوم تراني مدية بيدي الذئب : مبتدأ مرفوع بالضمة . يطرقها : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة " يطرقها " في محل رفع خبر . في الدهر : جار ومجرور متعلقان بيطرقها . واحدة : ظرف زمان منصوب بالفتحة ، والتقدير : مرة واحدة ، أو صفة لمصدر محذوف ، والتقدير : طرقة واحدة {1} . وكل يوم : كل منصوب على الظرفية الزمانية ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، ويوم مضاف إليه مجرور بالكسرة ، ونصب كل على الظرفية بسبب إضافة للظرف ، وشبه الجملة متعلق بالفعل " تراني " الآتي . تراني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . مدية : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، وأجازوا فيه النصب على الحال ، والتقدير : جاعلا مدية بيدي . بيدي : جار ومجرور في محل رفع خبر . وجملة " مدية بيدي " في محل نصب حال ، ولم تقترن بالواو وهو موضع الشاهد ، والضمير في " بيدي " قد أغنى عن الواو . وأجاز بض المعربين أن تكون جملة " مدية بيدي " في محل رفع بدل اشتمال من الضمير في " تراني " ، والتقدير : ترى مدية بيدي . ـــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر شرح شواهد المغني للسيوطي ج2 ص864 .
4 ـ قال الشاعر : لولا اصطبار لأودى كل ذي مقة لمَّا استقلت مطاياهن للضعن لولا : حرف امتناع لوجود ، أي : ( امتناع الجواب لوجود الشرط ) مبني على السكون لا محل له من الإعراب . اصطبار : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، وخبره محذوف وجوبا تقديره : موجود . لأودى : اللام واقعة في جواب لولا ، أودى فعل ماض مبني على الفتح . كل : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . ذي : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، وذي مضاف . مقة : مضاف إليه مجرور بالكسرة . لمَّا : ظرف بمعنى حين مبني على السكون في محل نصب متعلق بأودى ، وهو مضاف . استقلت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة . مطاياهن : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، والجملة في محل جر بالإضافة للما . للضعن : جار ومجرو متعلقان باستقلت .
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:19
الخبــــر عرفنا أن الجملة الاسمية تتكون من جزأين لتعطي دلالة تمكن السامع من القبول المنطقي بها ، وقد سمى النحاة الجزء الأول من هذه الجملة المبتدأ ، لأنه هو الجزء الذي يبدأ به المتكلم الجملة المطروحة ، ويسمى الجزء الثاني الخبر ، لأنه يخبر عن حال المبتدأ ، وبه تتم الفائدة . وغالبا ما يكون الخبر اسما ، وهذا الاسم ينبغي أن يكون صفة مشتقة ، والصفات المشتقة هي " اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، واسم التفضيل " نحو : محمد فاضل ، وعلي محبوب . 17 ـ ومنه قوله تعالى : ( الله مولاكم )1 . وأنت حسن الوجه ، وأحمد أكرم من أخيه . ومنه قوله تعالى : ( والله بما تعلمون بصير )2 . وقوله تعالى : ( ربكم أعلم بما في نفوسكم ) 3 . ومنه قول الشاعر : وذاك أحزمهم رأيا إذا نبأ من الحوادث عادى الناس أو طرقاأحكام الخبر : للخبر أحكام تدل عليه ، وقد جمعها النحويون في سبعة أحكام نذكرها على النحو التالي : 1 ـ يجب فيه الرفع . والعامل في الخبر الرفع هو المبتدأ ، وليس الابتداء ، ولا بالمبتدأ والابتداء ، ولا بتبادل العمل بين المبتدأ والخبر كما يذكر الكوفيون . ـــــــــــــ1 ـ 150 آل عمران . 2 ـ 156 آل عمران . 3 ـ 25 الإسراء . نحو : أنت كريم . فكريم خبر مرفوع وعامل الرفع فيه هو المبتدأ فقط . ومنه قوله تعالى : ( والصلح خير )1 . وقوله تعالى : ( وأنت على كل شيء شهيد )2 . ومنه قول الفرزدق : هو المُبتنِي بالسيف والمال ما غلا إذا قام في يوم الحَبان نخيلها2 ـ الأصل فيه أن يكون نكرة مشتقة كما ذكرنا سابقا . نحو : محمد فاضل . ومنه قوله تعالى ( والله على كل شيء قدير )3 . ومنه قول الفرزدق : جبلي أعز إذا الحروب تكشفت مما بنى لك والداك وأفضلوقوله أيضا : الضاربون إذا الكتيبة أحجمت والنازلون غداة كل نزال وقد يأتي الخبر جامدا غير مؤول بالمشتق . نحو : هذه شجرة . وهذا كرسي . وذاك حجر . والخبر الجامد لا يرفع الضمير المستتر لأنه فارغ منه ، ولا الضمير البارز ، ولا الاسم الظاهر الواقع بعده ، وكذلك الخبر الذي لم يكن وصفا مشتقا كما أوضحنا سابقا ، أو كان مشتقا وغير وصف كأسماء الزمان ، أو المكان .نحو : السفر مطلع الفجر . مكة مهبط الوحي .ومنه قول الشاعر بلا نسبة : ترتع ما رتعتْ حتى إذا ادَّكرتْ فإنما هي إقبال وإدبار فالشاهد قوله " إقبال ، وإدبار ، وهما كلمتان مشتقتان وقع كل منهما خبرا ، غيرـــــــــــــ 1 ـ 138 النساء . 2 ـ 117 المائدة . 3 ـ 120 المائدة . أنهما ليسا من الصفات المشتقة التي تعمل عمل فعلها ، وإنما هما اسما مكان لذلك لم يعملا في الضمير المستتر فيهما . وقد يأتي جامدا مؤولا بالمشتق . نحو : القائد أسد . أي شجاع . ومحمد فلسطيني . أي منتسب إلى فلسطين . 3 ـ أن يكون مطابقا للمبتدأ في إفراده وتثنيته وجمعه . نحو : الطالب متفوق . الطالبان متفوقان . الطلاب متفوقون . 18 ـ ومنه قوله تعالى : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) 1 . ومنه قوله تعالى : ( أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) 2 . وتذكيره وتأنيثه .ونحو : الولد مؤدب . والفتاة مؤدبة . ومنه قوله تعالى : ( تلك الجنة أزلفت للمتقين )3 .4 ـ جواز حذفه إن دل عليه دليل ، وسنذكر ذلك بالتفصيل في موضعه . 5 ـ وجوب حذفه ، وسنذكره في موضعه أيضا . 6 ـ جواز تعدده ، والمبتدأ واحد . نحو : محمد ذكي فطن . ونحو : أحمد شاعر خطيب كاتب . 19 ـ ومنه قوله تعالى : ( هو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد )4.وقوله تعالى : ( كلا إنها لظى نزاعة للشوى ) 5 .وقوله تعالى : ( والله عزيز ذو انتقام )6 .ــــــــــــــ1 ـ 2 البقرة . 2 ـ 82 البقرة . 3 ـ 13 التكوير . 4 ـ 14 البروج .5 ـ 15 ، 16 المعارج . 6 ـ 95 المائدة . وقوله تعالى : ( هو الله الخالق البارئ المصور )1 . ومنه قول زهير : وصاحبي وردة نهد مراكلها جرداء لا فَحَج فيها ولا صكك7 ـ الأصل فيه التقديم على المبتدأ ، ولكن قد يتقدم عليه جوازا ، أو وجوبا ، وسنفصل القول في موضعه . أنواع الخبر : ينقسم الخبر إلى ثلاثة أنواع هي : أولا ـ الخبر المفرد . وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة ، وإنما يكون كلمة واحدة سواء دلت على واحد ، أو اثنان ، أو جمع . بمعنى أن يكون الخبر مطابقا للمبتدأ في التذكير والتأنيث ، والإفراد والتثنية والجمع ، كما بينا سابقا في أحكام الخبر . نحو : القمر منير . والطالبة مؤدبة . فيلاحظ من المثال الأول أن المبتدأ مفرد مذكر ، وكذلك الخبر جاء مفردا مذكرا أيضا . نحو قوله تعالى : ( كل شيء هالك ) 2 .5 ـ ومنه قول لبيد : وهم ربيع للمجاور فيهم والمرملات إذا تطاول عامها وهم : مبتدأ مفرد مذكر . وربيع : خبر مفرد مذكر . وفي المثال الثاني جاء كلاهما مفردا مؤنثا . ومنه قوله تعالى : ( تلك آيات القرآن ) 3 . ومنه قوله تعالى ( والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) 4 . ونحو : محمد قادم . واللاعبان ماهران . والمعلمون مخلصون . ــــــــــــ 1 ـ 24 الحشر . 2 ـ 88 القصص . 3 ـ 1 النمل . 4 ـ 3 النور . ونلاحظ من الأمثلة الثلاثة السابقة التطابق بين المبتدأ والخبر من حيث الإفراد كما في المثال الأول ، والتثنية كما في المثال الثاني ، والجمع كما في المثال الثالث . نحو قوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب ) 1 .وقوله تعالى : ( وهذا ذكر مبارك ) 2 .6 ـ ومنه قول طرفة : أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاشٌ كرأس الحية المتوقدأنا الرجل : مبتدأ وخبر مفرد . ومع المثنى قوله تعالى : ( هذان خصمان ) 3 .ومنه قول الفرزدق : هما جبلا الله اللذان ذراهما مع النجم في أعلى السماء المُحَلِّقومثال الجمع قوله تعالى : ( وأولئك هم المفلحون ) 4 . ومنه قول الفرزدق : هم الأكرمون الأكثرون ولم يزل لهم مُنكِرُ النكراءِ للحق عارف ويجب في الخبر المفرد المشتق أن يتحمل ضميرا مستترا وجوبا يعود على المبتدأ ليربط بينهما ارتباطا معنويا . نحو : الشمس محجوبة ، والجو بارد ، والسماء ملبدة بالغيوم . نجد أن كلا من الأخبار السابقة وهي : محجوبة ، وبارد ، وملبدة ، جاءت أخبارا مفردة ، وهي أوصاف مشتقة ، وكل منها اشتمل على ضمير مستتر يعود على المبتدأ ليربطه بالخبر ربطا معنويا إذ التقدير فيها : محجوبة هي ، وبارد هو ، وملبدة هي . ــــــــــــــ 1 ـ 115 البقرة . 2 ـ 50 الأنبياء .3 ـ 19 الحج . 4 ـ 104 آل عمران . كما يعمل الخبر المشتق في الضمير البارز ، أو الاسم الظاهر بعده . نحو : محمد مسافر هو إلى القاهرة . ونحو : الوردة عطرة رائحتها . ووالدي رحيم قلبه . فنجد أن الأخبار السابقة وهي على التوالي : مسافر ، وعطرة ، ورحيم ، بعضها رفع ضميرا بارزا كما في مسافر ، وبعضها رفع اسما ظاهرا كما في عطرة ، ورحيم . ويرى النحاة أن الخبر المشتق إذا جرى على غير ما هو له ، وأمن اللبس جاز استتارة الضمير فيه كما يجوز إظهاره ، وهذا ما عبروا عنه بقولهم : الخبر الجاري على غير صاحبه .الشاب الشيخ مساعده هو . ونحو : الطفل الأم مرضعته هي . فالشاب مبتدأ أول ، والشيخ مبتدأ ثان ، ومساعد خبر المبتدأ الثاني ، مع أن معنى هذا الخبر وهو المساعدة واقع على المبتدأ الأول ، لأن الشاب هو المساعد ، أي المنسوب له المساعد دون المبتدأ الثاني . وإن لم يؤمن اللبس وجب إبراز الضمير ، وهو ما عبروا عنه بقولهم : إذا كان الوصف الواقع خبرا يصلح أن يكون جاريا على من هو له ، وعلى غير من هو له ، فيقع اللبس في المراد ، مع عدم توافر القرينة الدالة على أحدهما ، أي على المبتدأ الأول ، أو على المبتدأ الثاني ، وجب إبراز الضمير . نحو : المعلم الطالب مكرمه . فالمعلم مبتدأ أول ، والطالب مبتدأ ثان ، ومكرم خبر المبتدأ الثاني ، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول . فإذا أردنا أن نحكم على الطالب بأنه مكرم المعلم ، فسيكون الخبر جاريا على من هو له ، وإذا أردنا الحكم على أن المعلم هو المكرم للطالب فسيكون الخبر جاريا على غير من هو له . ولكوننا لم نستطع الحكم على أي المبتدأين يعود الخبر لعدم وجود القرينة الدالة على أحدهما ، وهذا ما يعرف بحالة اللبس ، وجب استثارة الضمير ، ليكون عدم ظهوره دليلا عودة الخبر المفرد على من هو له ، وهو المبتدأ الثاني ، أي أن يكون مكرم عائدا على الطالب . أما إذا عاد الخبر المفرد على المبتدأ الأول ، أي على المعلم ، وهو جريانه على غير من هو له وجب إبراز الضمير فنقول : المعلم الطالب مكرمه هو . فالضمير " هو " عائد على المعلم . لوجود اللبس ، وكذلك الحال إذا أمن اللبس . نحو : طفل فاطمة مرضعته هي . غير أن الكوفيين يجيزون الأمرين ، أي : إظهار الضمير وإخفائه إن أمن اللبس ، نحو : المعلم عائشة مكرمها هو . بإبراز الضمير " هو " . أو : المعلم عائشة مكرمها . بدون إظهار الضمير " هو " . ويوجبون إظهاره عند اللبس فقط .نحو : المعلم الطالب مكرمه هو . وعند عدم اللبس لا يبرزونه 7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة : قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت بكنه ذلك عدنان وقحطان الشاهد فيه قوله " قومي ذرا المجد بانوها " حيث جاء بخبر المبتدأ مشتقا وهو قوله : " بانوها " ولم يبرز الضمير ، مع أن الخبر المشتق غير جار على من هو له في المعنى ، ولو أراد إبراز الضمير لقال : بانوها هم .وعدم إبراز الضمير هنا عائد لعدم وجود اللبس . ثانيا ـ الخبر الجملة : يأتي خبر المبتدأ جملة ، إما اسمية ، وإما فعليه . 1 ـ الاسمية نحو : الثوب لونه ناصع ، والحديقة أشجارها خضراء . فالثوب مبتدأ أول ، ولون مبتدأ ثان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه ، وناصع خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني ، وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط الضمير المتصل بالمبتدأ الثاني ، أي الضمير المتصل بكلمة " لونه " ، وهو ضمير بارز . 20 ـ ومنه قوله تعالى : ( أولئك مأواهم جهنم )1 . وقوله تعالى : ( وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض )2 . وقوله تعالى : ( الله لا إله إلا هو )3 . وقوله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض )4 . 8 ـ ومنه قول عبيد بن الأبرص : عيناك دمعهما سَروب كأن شأنيهما شَعِيبعيناك : مبتدأ أول مرفوع بالألف ، دمعهما : مبتدأ ثان ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه ، وهو الرابط . سروب : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول . ومنه قول زهير : وجار البيت والرجل المنادي أمام الحي عَقدُهُما سواءُ2 ـ الفعلية نحو : العمل الطيب يرفع قدر صاحبه . والأطفال يلعبون في الحديقة . ــــــــــــ 1 ـ 121 النساء . 2 ـ 75 الأنفال .3 ـ 255 البقرة . 4 ـ 71 التوبة . العمل مبتدأ ، والطيب صفة ، ويرفع فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، وقدر مفعول به ، وصاحبه مضاف إليه ، وصاحب مضاف والضمير المتصل بصاحبه في محل جر مضاف إليه ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ، والرابط الضمير المستتر هو . 21 ـ ومنه قوله تعالى : ( أولئك ينالهم نصيب من الكتاب )1 . وقوله تعالى : ( الله يبسط الرزق لمن يشاء )2 . وقوله تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم )3 . وقوله تعالى : ( كلتا الجنتين آتت أكلها )4 . 9 ـ 9 ـ ومنه قول لبيد : إن يفزعوا تُلق المغافر عندهم والسن يلمع كالكواكب لامهاوالسن : الواو للحال ، والسن مبتدأ . ويلمع فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر . 10 ـ ومنه قول عنترة : والخيل تقتحم الغبار عوابسا من بين شيظمة وأجرد شيظمالخيل : مبتدأ . تقتحم : فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر . الرابط في الجملة الواقعة خبرا : ولا بد في الجملة الواقعة خبرا أن تشتمل على رابط يربط بينها وبين المبتدأ الأول حتى يستساغ التعبير ، ولا يكون الكلام مفككا ، ويكون الرابط واحدا مما يأتي :ــــــــــــ 1 ـ 37 الأعراف 2 ـ 26 الرعد . 3 ـ 78 النحل . 4 ـ 33 الكهف . 1 ـ الضمير : وهو إما بارز كما في أمثلة الجملة الاسمية ، أو مستتر كما في أمثلة الجملة الفعلية التي سبق ذكرها ، وقد يكون مقدرا . نحو : التمر الكيلة بدينار . والقمح الكيس بخمسين ريالا . 22 ـ ومنه قوله تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )1 . والتقدير : هي مأواه . التمر مبتدأ ، والكيلة مبتدأ ثان ، وبدينار جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط هو الضمير المحذوف ، وتقديره : التمر الكيلة منه بدينار . 2 ـ قد يكون الرابط اسم إشارة . نحو : عملك هذا مشرّف . عملك مبتدأ أول ، ومضاف إليه ، هذا مبتدأ ثان ، ومشرف خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط اسم الإشارة . ومنه قوله تعالى : ( ولباس التقوى ذلك خير )2 . في قراءة الرفع للباس .وقوله تعالى : ( والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار )3 . 3 ـ وقد يكون بإعادة المبتدأ بلفظه ومعناه بقصد التفخيم ، أو التهويل ، أو التحقير . نحو : الأمانة ما الأمانة . والإخلاص ما الإخلاص . 23ـ وبغرض التفخيم قوله تعالى : ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) 4 . ومنه بغرض التهويل قوله تعالى : ( القارعة ما القارعة )5 . ــــــــــــ 1 ـ 29 النازعات . 2 ـ 26 الأعراف .3 ـ 40 الأعراف . 4 ـ 8 الواقعة .5 ـ 1 القارعة . وقوله تعالى : ( الحاقة ما الحاقة )1 . ونحو : الكاذب من الكاذب . ومنه بغرض التحقير قوله تعالى : ( وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة ) 2 . وقد تكون الإعادة بالمعنى فقط . نحو : السيف ما المهند . والأسد ما الغضنفر . 4 ـ أو بإعادة المبتدأ بلفظ أعم منه . نحو : الأمانة نعم العمل . والخيانة بئس الرذيلة . فالعمل يعم الأمانة وغيرها ، فالأمانة داخلة في عموم العمل ، والعموم واضح من " أل " الدالة على الجنس . ومنه قول ابن ميادة : ألا ليت شعري هل إلى أم جحدر سبيل ؟ فأما الصبر عنها فلا صبرالشاهد فيه قوله : " فأما الصبر فلا صبر " فالرابط بين جملة الخبر والمبتدأ قد يكون عموم الخبر بحيث يصدق على المبتدأ وغيره . 5 ـ أن يقع بعد جملة الخبر الخالية من الرابط جملة أخرى معطوفة عليها بالواو ، أو بالفاء ، أو بثم ، مع اشتمال الجملة المعطوفة على ضمير يعود على المبتدأ الأول ، فيكتفى في الجملتين بالضمير الرابط الذي في الجملة الثانية . فمثال الجملة المعطوفة بالواو : الأولاد بدأت الدراسة واستعدوا لها . ونحو : العمال بدأ العمل وأنجزوه . ومثال المعطوفة بالفاء : الطالب تهيأت أسباب الدراسة فأقبل بكل حماس . ومثال المعطوفة بثم : الحفل بدأت التلاوة ثم توالت فقراته . ــــــــــــ1 ـ 1 الحاقة . 2 ـ 9 الواقعة . 6 ـ أن يقع بعد الجملة الواقعة خبرا ، والخالية من الرابط أداة شرط حذف جوابه لدلالة الخبر عليه ، وبقي فعل الشرط مشتملا على ضمير يعود على المبتدأ . نحو : المدير يقف الطلاب إن حضر . ونحو : المدرب يتهيأ اللاعبون متى يصل . فإن كانت الجملة الواقعة خبرا هي نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج إلى رابط ، لأنها ليست أجنبية عنه كي تحتاج إلى ما يربطها به . نحو : هم رجال مجاهدون . ونحو : نطقي الله حسبي . هم : ضمير الشأن في محل رفع مبتدأ أول ، ورجال مبتدأ ثان ، ومجاهدون خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، ولا حاجة إلى رابط ، لأن الجملة المنطوق بها هي عين المبتدأ الأول . ومنه قوله تعالى : ( قل هو الله أحد )1 . 24 ـ وقوله تعالى : ( فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا )2 . وبالإضافة إلى توافر شرط الرابط في الجملة الواقعة خبرا ، أجمع النحاة على توافر شرطين آخرين هما : 1 ـ ألاّ تكون الجملة ندائية . فلا يجوز أن نقول : خالد يا أكرم الناس . على أن تكون جملة يا أكرم الناس خبرا عن خالد . 2 ـ ألاّ تكون الجملة الواقعة خبرا مبدوءة بأحد الأحرف التالية : لكن ، وبل ، وحتى . وأضاف تعلب شرطا رابعا ، هو : ألاّ تكون الجملة الخبرية جملة قسمية . وأضاف ابن الأنباري شرطا خامسا ، هو : ألاّ تكون إنشائة . والمجمع عليه عند جمهور النحويين صحة وقوع القسمية خبرا عن المبتدأ . ـــــــــــ 1 ـ 1 الإخلاص . 2 ـ 97 الأنبياء . نحو : علي والله إن زرته ليكرمنك . كما أن الصحيح عندهم أيضا جواز وقوع الإنشائية خبرا للمبتدأ . نحو : محمد أكرمه . واللص احبسه . ثالثا ـ الخبر شبه الجملة : هو ما ليس بمفرد ولا جملة . وإنما هو جار ومجرور أو ظرف بنوعيه . 1 ـ الخبر الجار والمجرور . نحو : الكتاب في الحقيبة ، والعلم في الصدور ، والماء في الإبريق . 25 ـ ومنه قوله تعالى : (الحمد لله رب العالمين )1 . وقوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب )2 . وقوله تعالى : ( ذلك الفضل من الله )3 . 11 ـ ومنه قول عنترة : عهدي به مَدَّ النهار كأنما خُضب البَنان ورأسه بالعِظْلِمعهدي : مبتدأ . به : جار ومجرور في محل رفع خبر . 2 ـ الخبر الظرف وينقسم إلى نوعين : خبر طرف المكان . نحو : الجنة تحت أقدام الأمهات . والطائر فوق الغصن . والقائد بين جنوده . 26 ـ ومنه قوله تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب )4 . ومنه قوله تعالى : ( والله عنده حسن التواب )5 . ومنه قول عبدة بن الأبرص : واهية أو معين ممعن من هضبة دونها لُهُوبـــــــــــــ 1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 115 البقرة .3 ـ 70 النساء . 4 ـ 59 الأنعام . 5 ـ 195 آل عمران . دونها : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه . لهوب : مبتدأ مؤخر . 12 ـ وقول الحارث بن حلزة : ومع الجون جونِ آل بني الأو سِ عنودٌ كأنها دفواءمع الجون : مع ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والجون مضاف إليه . عنود : مبتدأ مؤخر . ومنه قول زهير : وخلفها سائق يحدو إذا خشيت منه اللحاق تمُدُّ الصُّلبَ والعنقاوخبر ظرف زمان . نحو : الرحلة يومَ الخميس . والصيام غدا . والسفر بعد أسبوع . ومنه قول الفرزدق . ويوماك يومٌ ما تُوازى نُجوُمُهُ كريهٌ ويوم ماطر من عطائكاويوماك : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى ، ويوم خبر مرفوع بالضمة . ويخبر بظرف المكان عن أسماء المعاني ، وأسماء الذوات ، أي عن الأسماء المحسوسة . مثال النوع الأول : الصدق فوق كل اعتبار . والأمانة فضيلة . ومثال النوع الثاني : الطائر فوق الشجرة .ونحو : الجنة تحت ظلال السيوف . 27 ـ ومنه قوله تعالى : ( الركب أسفل منكم )1 . وقوله تعالى : ( ومن عنده علم الكتاب ) 2 . ومنه قول الفرزدق : بَجِيلةُ عند الشمس أو هي فوقها وإذ هي كالشمس المضيئة يُطرِقُ ــــــــــــ 1 ـ 42 الأنفال . 2 ـ 43 الرعد . بجيلة : اسم قبيلة ، مبتدأ مرفوع بالضمة بدون تنوين لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، عند الشمس : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، وهو مضاف ، والشمس مضاف غليه . أما ظرف الزمان فلا يخبر به إلا عن أسماء المعاني . نحو : العطلة يومَ الجمعة . والسفر بعدَ أسبوع . وإذا حصلت الفائدة بالإخبار بها عن أسماء الذوات فيجوز ذلك . نحو : الليلةَ الهلال . واليومَ أمر . وغدا خمر . ويشترط في الخبر شبه الجملة جارا ومجرورا ، أو ظرفا بنوعيه أن يكون تاما بمعنى أن يحصل بالإخبار به فائدة بمجرد ذكره ، ويكمل به المعنى المطلوب مع غير إخفاء ولا لبس كما في جميع الأمثلة السابقة .ولا يصلح للخبر شبه الجملة ما كان ناقصا . نحو : الرجل غدا . ومحمدا الليلة . وأحمد بك ، أو لك ، وما شابه ذلك ، لنه لم تتم به الفائدة التي يحسن السكوت عليها كما جاء في تعريف حد الخبر . وجوب تقديم الخبر : يجب تقديم الخبر على المبتدأ في المواضع التالية : 1 ـ إذا كان المبتدأ نكرة محضة غير مفيدة وأخبر عنها بالجار والمجرور ، أو الظرف . نحو : في المدرسة معلمون . ونحو : عندنا ضيف . ويوم الخميس رحلة . 28 ـ ومنه قوله تعالى : ( وعلى أبصارهم غشاوة ) 1 .وقوله تعالى : ( ولكم في القصاص حياة ) 2 . ـــــــــــ 1 ـ 7 البقرة . 2 ـ 179 البقرة . وقوله تعالى : ( لهم في الدنيا خزي ) 1 . 13 ـ ومنه قول الشاعر : وفي الناس إن رثت حبالك واصل وفي الأرض عن دار القلى متحول29 ـ ونحو قوله تعالى : ( ولدينا مزيد ) 2 .وقوله تعالى : ( وفوق كل ذي علم عليم ) 3 . وقوله تعالى : ( بينهما برزخ ) 4 . ومنه قول الشاعر : عندي اصطبار وشكوى عند فاتنتي فهل بأعجب من هذا امرؤ سمعاوالعلة في وجوب تقديم الخبر في هذا الموضع لأن تأخيره يوهم أنه صفة ، وأن الخبر منتظر . وإن كانت النكرة مفيدة جاز التقديم والتأخير . نحو : صديق قديم عندنا . فعندما وصفت النكرة اتضح أن الظرف هو الخبر .ومنه قوله تعالى ( وأجل مسمى عنده ) 5 . 2 ـ إذا كان الخبر استفهام ، أو مضافا إلى استفهام ، لأن الاستفهام مما له الصدارة في الكلام . نحو : كيف حالك . وابن من هذا . وأي ساعة السفر . 30 ـ ومنه قوله تعالى : ( أين شركائي ) 6 . وقوله تعالى : ( أسحر هذا ) 7 . وقوله تعالى : ( متى هذا الوعد ) 8 . ـــــــــــــ1 ـ 41 المائدة .2 ـ 35 ق . 3 ـ 76 يوسف . 4 ـ 20 الرحمن . 5 ـ 5 الأنعام . 6 ـ 62 القصص . 7 ـ 77 يونس . 8 ـ 51 الإسراء . 3 ـ إذا اتصل بالمبتدأ ضمير يعود على شيء من الخبر . نحو : في المدرسة طلابها . وفي الحديقة أطفالها . 31 ـ ومنه قوله تعالى : ( أم على قلوب أقفالها ) 1 . 14 ـ وقول الشاعر : أهابك إجلالا وما بك قدرة عليّ ولكن ملء عين حبيبهاووجب تقديم الخبر هنا ، لأنه لو تأخر لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة . 4 ـ أن يحصر الخبر في المبتدأ بما وإلا ، أو بإنما . نحو : ما فائز إلا محمد . وإنما فائز محمد . 32 ـ ومنه قوله تعالى : ( ما على الرسول إلا البلاغ )2 . وقوله تعالى : ( فإنما على رسولنا البلاغ المبين ) 3 . ومعنى الحصر هنا أن الفوز في المثالين منحصر في محمد ، وليست صفة الفوز إلا له . وكذلك في الآية فالخبر وهو خالق منحصر في الله . ومن المواضع التي يجب فيها تأخير الخبر الآتي : 1 ـ ما ورد مسموعا . نحو : راكب الناقة طَلِيحان . بمعنى متعبان . (4)وأصله راكب الناقة ، والناقة طليحان . وهو كل مبتدأ مضاف ، أخبر عنه بخبر مطابق في التثنية أو الجمع للمضاف مع المضاف إليه من غير عطف شيء ظاهر على المبتدأ . أي : من غير ظهور عاطف ولا معطوف . ومنه : منسق الحديقة جميلان . أي : منسق الحديقة والحديقة جميلان . فالمعطوف على المبتدأ محذوف لوضوح المعنى ، والخبر واجب التأخير . ــــــــــــــ 1 ـ 24 محمد . 2 ـ 99 المائدة . 3 ـ 12 التغابن . 4 ـ النحو الوافي ج1 ص 497 وما بعدها بتصرف . 2 ـ أن يكون الخبر مقرونا بالفاء . نحو : من يساعدني فمخلص . فإن تقدم الخبر وجب حذف الفاء . 3 ـ أن يكون الخبر مقرونا بالباء الزائدة . نحو : ما كسول بناجح . وما شريف بخائن . 4 ـ أن يكون الخبر طلبا . نحو : الضعيف ساعده ، والمحتاج أعطه . 5 ـ أن يكون الأخبار عن مذ ومنذ بجعلهما مبتدأين معرفتين في المعنى . نحو : ما رأيتك مذ أسبوعان . وما سافرت منذ عامان . أي زمن انقطاع الرؤية أسبوعان . 6 ـ الخبر عن ضمير الشأن الواقع مبتدأ . 33 ـ نحو قوله تعالى : ( قل هو الله أحد )1 . 7 ـ خبر المبتدأ إذا كان هذا الخبر جملة هي عين المبدأ في المعنى . نحو : قولي : حسبي الله . وحديثي : العلم مفيد . 8 ـ خبر اسم الإشارة المبدوء بها التنبيه بشرط ألا يفصل بين الهاء واسم الإشارة فاصل . نحو : هذا كتبك . وهذه حقيبتك . وفيه خلاف بين النحويين بأنه لا يجب تأخير الخبر ، وإنما يستحب تقديم المبتدأ في مثل هذه الحالة . 9 ـ خبر المبتدأ الذي للدعاء وقد أشرنا له في موضعه عند الابتداء بالنكرة . نحو قوله تعالى : ( سلام على آل ياسين ) 2 . وقوله تعالى : ( ويل للمطففين )3 . 10 ـ الخبر المتعدد لمبتدأ واحد ويؤدي تعدده معنى واحدا . نحو : الليمون حامض حلو . أي : متوسط بينهما . والرجل طويل قصير . أي : متوسط بين الأمرين . ـــــــــــــ1 ـ 1 الإخلاص . 2 ـ 130 الصافات . 3 ـ 1 المطففين . 11 ـ خبر المبتدأ التالي " أمّا " الشرطية التفصيلية . نحو : أمّا محمد فشاعر . وأمّا أحمد فكاتب . 12 ـ خبر المبتدأ المفصول عن خبره بضمير الفصل . نحو : الأسطورة هي حكاية شعبية . وكاتم الشهادة هو شيطان أخرس . 13 ـ خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ ضمير المتكلم ، أو المخاطب ، وأخبر عنه باسم الموصول ، مع وقوعه بعد الضمير مباشرة مطابقا له في الخطاب ، أو التكلم . نحو : أنا الذي فعلت كذا ، وأنتما اللذان رفعتما شعار الحرية . ونحن الذين نقوم ببناء الوطن . ومنه قول المتنبي : أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم 14 ـ ويجب تقديم الخبر في باب ما يسمى : " الإخبار عن الذي " . نحو : الذي فاز بالجائزة محمد . والذي تفوق في السباق إبراهيم . 15 ـ خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ ضمير المخاطب ، أو المتكلم ، وخبره معرف بـ " أل " التعريف ، وبعدها ضمير مطابق للمبتدأ في الخطاب والتكلم . نحو : أنت العالم تنير طريق الهدى . وأنا المتعلم أبحث عن سبل العلم . 16 ـ إذا كان الخبر جملة فعلية ماضوية ، والمبتدأ ما التعجبية . نحو : ما أعظم القائدَ أن يتقدم الصفوف . وما أجمل القمر يبدد ظلمة الليل . جواز التقديم والتأخير :1 ـ يجوز تقديم المبتدأ وتأخير الخبر بعد أمّا الشرطية التفصيلية التوكيدية . 15 ـ نحو قول الشاعر بلا نسبة : عندي اصطبار وأمّا أنني جزع يوم النوى فلوجد كاد يبرينيفقد قدم المبتدأ وهو المصدر المؤول من أن ومعموليها " أنني جزع " على الخبر الذي هو الجار والمجرور " فلوجد " بعد أمّا الشرطية ، وجاز هذا التقديم لأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة ، وإن المكسورة الهمزة لفظا ، ولأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة المؤكدة والتي بمعنى لعل معنى . وحصل أمن اللبس لأن " أمّا " الشرطية لا يقع بعدها " إن " المكسورة الهمزة ، ولا " أن " المفتوحة التي بمعنى لعل ، فإذا ما وقع بعدها " أن " المفتوحة الهمزة فهي أنَّ المؤكدة الناصبة للاسم . 2 ـ ويجوز تقديم أو تأخير أحدهما على الآخر في مخصوص نعن ، أو بئس . نحو : نعم الرجل محمد . وبئس العمل الخيانة . فمحمد كما ذكرنا سابقا يجوز فيها أن تكون مبتدأ مؤخرا ، والجملة الفعلية قبلها خبر مقدم ، ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا ، ومحمد خبره .فإن تقدم المخصوص على الفعل أعرب مبتدأ ، والجملة خبرا مؤخرا ، لذا جاز التقديم والتأخير فيهما . حذف الخبر : أولا ـ جواز الحذف : يجوز حذف الخبر إن دل عليه دليل وذلك في موضعين : 1 ـ بعد إذا الفجائية : نحو : وصلت فإذا المطر . وخرجت فإذا الأسد . والتقدير : فإذا المطر منهمر . وإذا الأسد حاضر . 2 ـ إذا دل عليه دليل ملحوظ ، وذلك بعد السؤال . تقول : من غائب ؟ فيقال في الجواب : عليّ . والتقدير : عليّ غائب . وقد يكون الدليل غير ملحوظ ، وإنما يدرك من السياق16 ـ نحو قول الشاعر : نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلففنحن : مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : راضون . أي : نحن بما عندنا راضون . 3 ـ إذا عطفت جملة اسمية على جملة أخرى خبرها غير محذوف . نحو : محمد مجتهد وأحمد . والتقدير : وأحمد مجتهد . فحف الخبر لدلالة ما قبله عليه . 34 ـ ومنه قوله تعالى : ( أكلها دائم وظلها )1 . والتقدير : وظلها كذلك . ثانيا ـ وجوب الحذف : يجب حذف الخبر في المواضع التالية : 1 ـ إذا كان المبتدأ اسما صريحا في القسم . نحو : أيمن الله لأفعلن الخير . والتقدير : أيمن الله قسمي . ونحو : لعمرك لأشهدن الحق . والتقدير : لعمرك قسمي . 35 ـ ومنه قوله تعالى : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) 2 . 17 ـ ومنه قول معن بن أوس : لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوجل على أيِّنا تعدو المنية أولُومنه قول زهير : لَعَمْرُكَ والخطوبُ مُغيِّراتٌ وفي طول المعاشرة التّقاليومنه قول امريء القيس : لعمرك ما أمري عليّ بغُمّةٍ نهاري ولا ليلي عليّ بسرمدفكلمة " لعمرك " في الأبيات الثلاثة السابقة مبتدآت حذفت أخبارها . والتقدير : لعمرك قسمي . فإن كان المبتدأ غير صريح في القسم ، بمعنى أنه يستعمل للقسم ولغيره ، جاز حذف الخبر وإثباته . نحو : عهد الله لتصدقن بما عندي .ونحو : عهد الله عليّ لأتصدقن بما عندي . ففي المثال الأول حذف الخبر ، وفي الثاني أثبته وهو : عليّ الجار والمجرور .ـــــــــــــ 1 ـ 3 الرعد . 2 ـ 72 الحجر . 2 ـ أن يدل الخبر على صفة مطلقة . بمعنى أن تكون الصفة دالة على وجود أو " كون " عام فتقدر بمعنى كائن أو موجود ، أو مستقر أو حاصل . وذلك في موضعين : أ ـ أن يتعلق بها جار ومجرور ، أو ظرف . نحو : الماء في الإبريق . والكتاب فوق المكتب . ومنه قوله تعالى : ( الحمد لله ) 1 . ومنه قول جرير : لنا قيس عليك وأيَ يوم إذا ما احمرَ أجنحة العُقابوقوله أيضا : منا عتيبةُ فانظر من تُعِدّ له والحارثان ومنّا الردفُ عتّابُوقوله تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب ) 2 . ومنه قول المتنبي : وبين الفرع والقدمين نورٌ يقود بلا أزِمَّتها النياقاب ـ أن يقع المبتدأ بعد لولا ، أو لوما . نحو : لولا الله لصدمت السيارة الطفل . ونحو : لوما خالد لما حضرت . 36 ـ ومنه قوله تعالى : ( ولولا نعمة ربك لكنت من المحضرين ) 3 . 18 ـ ومنه قول جرير : لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار ـــــــــــ 1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 59 الأنعام . 3 ـ 57 الصافات . ومنه قول زهير : ولولا عَسْبُهُ لرددتموه وشر مَنِيحَة عَسْبٌ مُعارفإن كانت الصفة مقيدة أي دالة على كون خاص ، كالمشي والركوب والقعود والأكل والشرب ونحوها ، وجب ذكر الخبر إن لم يدل عليه دليل . نحو : لولا العدو سالمنا ما سلم . ونحو : والطالب يعمل واجباته في منزله . ونحو : الطيور مغردة فوق الأغصان . فإن دل عليه دليل جاز حذفه وذكره . نحو : لولا مساعدوه لفشل . أو لولا مساعدوه قدموا له العون لفشل . ونحو : الأطفال في المدرسة . أو الأطفال موجودون في المدرسة . 3 ـ أن يكون المبتدأ مصدرا ، أو اسم تفضيل مضافا إلى مصدر ، وبعدهما حال لا تصلح أن تكون خبرا ، وإنما تصلح أن تسد مسد الخبر في الدلالة عليه . مثال النوع الأول : تشجيعي الطالب متفوقا . والتقدير : تشجيعي الطالب حاصل عند تفوقه . ومنه قوله تعالى : ( إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ) 1 .كلمته : مبتدأ ، وألقاها حال سدت مسد الخبر ، والعامل فيها معنى : كلمته . والتقدير : كأنه قال : منشؤه ومبتدعه . ويجوز أن يكون العامل فيها " إذا كان "المحذوفتين ، فإذا ظرف للكلمة ، وكان تامة ، و" ألقاها " حال من فاعل كان . وهو مثل قولهم : ضربي زيدا قائما . ومثال الثاني : أفضل صلاة العبد خاشعا .والتقدير : أفضل صلاة العبد عند خشوعه . ولا فرق أن يكون اسم التفضيل مضافا إلى مصدر صريح ، كما في الأمثلة السابقة ، أو مؤول . نحو : أفضل ما تساعد المحتاج مستترا . ـــــــــــ 1 ـ 171 النساء . والتقدير : أفضل مساعدتك المحتاج عند الاستتارة . كذلك لا فرق بين الحال المفردة كما ذكرنا ، والحال الجملة . نحو : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . ومنه قول الشاعر وقد اجتمعت فيه الحال بنوعيها : خير اقترابي من المولى حليف رضاً وشر بعدي عنه وهو غضبان فالحال في جميع الأمثلة السابقة دالة على الخبر المحذوف وهو حاصل ، وقد سدت مسده ، ولكنها لم تصلح لأن تكون خبرا مباشرا لمباينتها للمبتدأ ، لأنه لا تتم بها الفائدة لو جعلناها خبرا . نحو قولنا : تشجيعي الطالب متفوقٌ . أمّا إن صح الإخبار بها لعدم مباينتها للمبتدأ وجب رفعها . نحو : تشجيعك المتفوق واجب . وعقابك المهمل شديد . 4 ـ أن يقع الخبر بعد واو تعين أن تكون بمعنى " مع " . نحو : كل رجل وعمله . وكل طالب وزميله . والتقدير ، متلازمان ، أو مقرونان . 37 ـ ومنه قوله تعالى : ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عيه بقانتين ) 1 . قال الزمخشري : يجوز أن تكون " الواو" بمعنى " مع " مثلها في قولهم : كل رجل وضيعته . فلما جاز السكوت على " كل رجل وضيعته " جاز أن يسكت على قوله : " إنكم وما تعبدون " ، لن قوله " وما تعبدون " ساد مسد الخبر ، لأن معناه : إنكم مع ما تعبدون . ويقول العكبري : " وما تعبدون " الواو عاطفة ، ويضعف أن تكون بمعنى " مع " إذ لا فعل هنا . وفي الكشاف يجوز أن تكون الواو بمعنى " مع " مثلها قولهم : كل رجل وضيعته . فإن لم يتعين كون الواو بمعنى " مع " جاز إثبات الخبر . ــــــــــــ 1 ـ 161 ، 162 الصافات . كقول الشاعر : تمنوا لي الموت الذي يشعب الفتى وكل امرئ والموت يلتقيان فوائد وتنبيهات : 1 ـ يأتي المبتدأ معرفة وهو الأصل والخبر نكرة . نحو : محمد فاضل . وقد يأتي المبتدأ معرفة ، والخبر معرفة أيضا . نحو : الله ربنا ، ومحمد نبينا . الله : مبتدأ ، وربنا خبر ، وهو معرف بالإضافة . ومنه قوله تعالى : ( والسابقون السابقون )1 . السابقون : مبتدأ ، والسابقون الثانية خبره نحو قولهم : أنت أنت . ويجوز أن تكون الثانية توكيدا للأولى ، ولكن يدعم الوجه الأول قول أبي النجم العجلي : " أنا أبو النجم وشعري شعري " وهو رأي سيبويه أيضا على تعظيم الأمر وتفخيمه . (2) 2 ـ ويجوز تقديم المبتدأ إذا كان مصدرا مرفوعا . نحو : سلام عليكم . ومنه قوله تعالى : ( وويل للكافرين من عذاب شديد ) 3 . وقوله تعالى : ( فقال سلام عليكم ) 4 . ــــــــــ 1 ـ 56 الواقعة . 2 ـ انظر البحر المحيط لأبي حيان ج8 ، ص 205 ، وانظر إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ، ص 133 . 3 ـ 2 إبراهيم . 4 ـ 51 النحل . وقوله تعالى : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) 1 . 3 ـ تعدد الخبر : الأصل في خبر المبتدأ أن يكون واحدا ، ولكنه قد يتعدد في بعض الأحيان فيكون للمبتدأ الواحدة أكثر من خبر . نحو : محمد شاعر كاتب قاص . محمد : مبتدأ . وشاعر وكاتب وقاص ، كل منها جاء خبرا للمبتدأ . ومنه قوله تعالى : ( هو الغفور الودود ذو العرش المجيد ) 2 . هو : مبتدأ ، والغفور ، والودود ، وذو العرش كلها أخبار للمبتدأ " هو " ومنه قوله تعالى : ( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا غله إلا هو ) 3 . ومنه قوله تعالى : ( ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم ) 4 . ومنه قول الأعشى : غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحِلغراء ، وفرعاء ، ومصقول كلها أخبار لمبتدأ محذوف تقديره : هي . ومنه قول الآخر بلا نسبة : من يك ذا بت فهذا بتي مُقيِّظ مصيِّف مشتِّي 19 ـ وقول حميد بن ثور الهلالي : ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المنايا فهو يقظان نائم . وكما يتعدد الخبر المفرد يتعدد الخبر الجملة وشبه الجملة ، وقد يكون مختلطا . فتعدد المفرد انظره فيما سبق .وتعدد الجملة نحو : الصيف نهاره طويل ليله قصير . وتعدد شبه الجملة نحو : الكتاب أمامك قربك . ـــــــــــ1 ـ 79 البقرة . 2 ـ 14 البروج .3 ـ 62 غافر . 4 ـ 6 السجدة . ومثال المختلط : هذا طائر يغرد . فطائر خبر أول مفرد ، ويغرد خبر ثان جملة فعليه . 4 ـ يصح الإخبار عن النكرة بالمعرفة . نحو قوله تعالى : ( وإن تعجب فعجب قولهم )1 . فعجب خبر مقدم ، ولا بد فيه من تقدير صفة ، لأنه لا يتمكن المعنى فلا بد من تقييده ، والتقدير : فعجب غريب ، وإذا قدرنا أن " عجب " موصوف جاز أن يعرب مبتدأ ، لأنه نكرة وسوغ الابتداء بها الوصف المقدر ، وقولهم خبر معرف بالإضافة . ومنه قوله تعالى : ( أم من هذا الذي هو جند لكم )2 . 5 ـ يكثر حذف الخبر إذا كان معادلا . 38 ـ نحو قوله تعالى : ( فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) 3 . وقوله تعالى : ( أم من هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما ) 4 . فمن في الآية الأول مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : أشد . وفي الثانية : مقابله محذوف لفهم المعنى والتقدير : أهذا القانت خير أم الكافر . 6 ـ اقتران الخبر بالفاء إذا تضمن المبتدأ معنى الشرط جاز دخول الفاء على خبره ، وذلك بالشروط التالية : 1 ـ أن يكون المبتدأ دالا على الإبهام والعموم كالأسماء الموصولة ، أو النكرة . أن يكون الخبر مترتبا على هذه الجملة لكي يشبه جواب الشرط المترتب على فعل الشرط . ــــــــــــ1 ـ 5 الرعد . 2 ـ 20 الملك .3 ـ 11 الصافات . 4 ـ 9 الزمر . ويكون الاقتران واجبا إذا وقع المبتدأ بعد أما الشرطية : نحو : أمّا خالد فمؤدب . وأمّا علي فمجتهد . ويكون الاقتران جائزا إذا دل المبتدأ على إبهام ، أو عموم كاسم الموصول ، والنكرة الموصوفة .أ ـ الاسم الموصول إذا كانت الصلة فعلا ، أو ظرفا . نحو : الذي يعمل بإخلاص فله مكافأة . ونحو : من في الملعب فعليه جزاء .ومنه قوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم )1 . ب ـ النكرة الموصوفة إذا كانت الصفة فعلا ، أو ظرفا أيضا . نحو : طالب يجتهد فناجح . ونحو : ما تقرؤون من علم فللفائدة . ونحو : ما بنا من قصور فمن أنفسنا . ومنه قوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله )2 . 7 ـ مراعاة مطابقة الخبر للمبتدأ . ذكرنا أن من أحكام الخبر أن يكون مطابقا للمبتدأ ، ولكن وردت بعض الآيات القرآنية قد توهم بعض الدارسين أنها مخالفة لهذا الحكم ، أعني عدم المطابقة ، غير أنه إذا ما أمعنا فيها النظر نجد المطابقة قائمة بين المبتدأ وخبره . 1 ـ من حيث الإفراد والتثنية والجمع : أ ـ إفراد المبتدأ لفظا وجمع الخبر : نحو قوله تعالى : ( تلك أمانيهم )3 . ــــــــــــ1 ـ 274 البقرة . 2 ـ 53 النحل .3 ـ 111 البقرة . فتلك مبتدأ مفرد ، وأمانيهم خبر جمع تكسير مفرده أمنية . والتخريج على النحو التالي : أفرد المبتدأ لفظا ، لأنه كناية عن المقالة ، والمقالة مصدر يصلح للقليل والكثير ، فأريد بها الكثير باعتبار القائلين ، ولذلك جمع الخبر ، فتمت المطابقة من حيث المعنى في الجمع . ب ـ جمع المبتدأ وإفراد الخبر على المعنى : نحو قوله تعالى : ( هن أم الكتاب )1 . هن : ضمير جماعة النسوة مبتدأ ، وأم خبر مفرد .التخريج : أن جميع الآيات بمنزلة آية واحدة ، فأفرد الخبر على المعنى . ويجوز أن يكون المعنى : كل منهن أم الكتاب ، نحو قوله تعالى : ( فاجلدوهم ثمانين جلدة )2 . أي : فاجلدوا كل واحد منهم . 2 ـ من حيث التذكير والتأنيث : يجب مطابقة الخبر للمبتدأ من حيث التذكير والتأنيث ، ولكن قد نرى في بعض الآيات مخالفة ، وهذه المخالفة لها تخريج لتتم المطابقة .نحو قوله تعالى : ( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي )3 . هذا : اسم إشارة للمفرد المذكر في محل رفع مبتدأ . ربي : خبر مفرد مذكر . غير أن " هذا " عائد على الشمس ، والشمس مؤنث مجازي ، وهنا عدم المطابقة بين المبتدأ العائد على مؤنث ن وبين الخبر المذكر .التخريج : جاء المبتدأ مذكرا مع أنه عائد على مؤنث على اعتبار وجود حذف ،والتقدير : هذا المرئي . ـــــــــــ 1 ـ 7 آل عمران . 2 ـ 4 النور . 3 ـ 78 الأنعام . وقيل أن الشمس هنا بمعنى الضياء ، والضياء مذكر فتمت المطابقة . وقيل جعل المبتدأ مثل الخبر ـ أي متطابقان في التذكير ـ لكونهما عبارة عن شيء واحد نحو قولنا : ما جاءت حاجتك . وكان اختيار هذه الطريقة لصيانة الرب عن شبهة التأنيث ، فقالوا في صفة الله : علام الغيوب ، ولم يقولوا علامة ، وإن كان علامة أبلغ ، وذلك احترازا من علامة التأنيث . ومنه قوله تعالى : ( فذانك برهانان من ربك )1 . فذانك : مبتدأ ، وهو اسم إشارة للمثنى المذكر ، ولكنه جاء هنا إشارة إلى العصا واليد وهما مؤنثان . والتخريج : أن تذكيره جاء ليطابق تذكير الخبر . 8 ـ إذا كان ظرف الزمان نكرة ، وأخبر به عن المصدر فإنه يجوز فيه الرفع ، والنصب ، سواء كان الحدث مستغرقا للزمان ، أو غير مستغرق . (2)نحو قوله تعالى : ( الحج أشهر معلومات )3 . فالحج مبتدأ ، وأشهر خبر ، وفي أحدهما محذوف مقدر ، فإن قدرت في المبتدأ قلت اشهر الحج ، وإن قدرت في الخبر قلت : حج أشهر . 9 ـ الخبر الجار والمجرور ، والخبر الظرف بنوعيه ، في الحقيقة ليس هو الخبر ، وإنما هو متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، وتقدير المحذوف : كائن ، أو مستقر ، والضمير المستتر فيه انتقل إلى الجار والمجرور ، أو الظرف . كقول جميل بثينة : فإن يك جثماني بأرض سواكم فإن فؤادي عندك الدهرَ أجمعُالشاهد فيه قوله : " أجمع " بالرفع ، وهو من ألفاظ التوكيد المعنوي ، ولكنه لا يصلح أن ـــــــــــــ1 ـ 32 القصص . 2 ـ دراسات لأسلوب القرآن الكريم للسيخ عبد الخالق عظيمة القسم الثالث ج1 ص245 .3 ـ 197 البقرة . يكون توكيدا لأي من فؤادي ، أو عندك ، أو الدهر لأن كل واحد منها منصوب ، والمرفوع لا يصلح أن يكون توكيدا للمنصوب ، ولا يصلح أن يكون توكيدا لمحذوف ، لأن التوكيد ينافي الحذف ، فلم يبق إلا أن يكون توكيدا لضمير مستكن في الظرف الواقع متعلقه خبرا ، لأن هذا الضمير مرفوع على الفاعلية ، فدل ذلك على أن الضمير الذي كان مستكنا في المتعلق الواقع خبرا قد انتقل من هذا المتعلق إلى الظرف فاستكن فيه . 10 ـ ذكرنا في موضعه أن ظرف الزمان يصلح أن يقع خبرا عن المبتدأ المعنى فقط ، ونضيف أن يكون ذلك مشروطا ، وهذا الشرط هو تحقيق الإفادة ، بمعنى أن يكون الزمن خاصا . نحو : الحفل ليلة الخميس . والسفر يوم الجمعة . والعطلة بعد ظهر الأربعاء . وألا يكون الزمن عامَّا لعدم الإفادة . نحو : السفر حينا . والرحلة دهرا . كما أن ظرف الزمان لا يصلح أن يكون خبرا عن الذات " الشيء المحسوس " إلا قليلا ، وذلك حين تتم الفائدة ، ولتمام الفائدة شروط هي : أ ـ أن يتخصص ظرف الزمان بنعت . نحو : نحن في يوم شديد الحرارة . أو يتخصص بعلمية . نحو : نحن في رمضان . أو بإضافة . نحو : نحن في يوم الجمعة .وفي هذه الصور يجب جر ظرف الزمان بحرف الجر " في " . ولا يعرب في حالة رفعه ، أو جره ظرفا ، ولا يسمى ظرفا اصطلاحا ، لأن هذه التسمية الاصطلاحية مقصورة على الظرف عندما يكون منصوبا على الظرفية فقط . ب ـ أن يكون المبتدأ الذات مما يتجدد ، بمعنى أن يظهر في بحض الأحيان دون بعضها ، فيكون شبيها بالمبتدأ المعنى ، وفي هذه الحالة يجوز نصب الظرف ، أو جره بفي ، وفي حالة الجر لا يعتبر ظرفا كما ذكرنا سابقا . نحو : العنب شهور الصيف ، أو في شهور الصيف . ونحو : والبلح شهور الشتاء ، أو في شهور الشتاء . ج ـ أن يكون المبتدأ الذات صالحا لتقدير مضاف قبله تدل عليه القرائن ، بحيث يكون ذلك المضاف أمرا معنويا مناسبا . نحو : المدرسة صباحا . والبيت عصرا . والتقدير : عمل المدرسة صباحا ، وملازمة البيت عصرا . 11 ـ حالات إعراب ظرف الزمان الواقع خبرا : أ ـ إن وقع ظرف الزمان خبرا عن معنى ليس للزمان جاز رفعه ونصبه وجره بفي ، ويكون المرفوع هو الخبر مباشرة ، ويكون المنصوب ، أو المجرور مع حرف الجر الأصلي في محل رفع خبر . نحو : العطلة أسبوعٌ ، أو أسبوعاً ، أو في أسبوع . والتقدير : زمن العطلة . . . والأحسن الرفع مباشرة إن كان الزمان نكرة والمبتدأ معنى . نحو : السفر يومٌ . ب ـ إن كان ظرف الزمان من أسماء الشهور ووقع خبرا عن مبتدأ هو معنى وزمان ، تعين رفع الخبر . نحو : شهر الصوم رمضان . وأول العام الهجري المحرم . ج ـ وإن لم يكن الخبر الظرف من أسماء الشهور ، ولكن لفظ المبتدأ يتضمن ـ في معناه عملا ـ جاز الرفع والنصب . نحو : العيد اليوم . والجمعة اليوم . والسبت اليوم . وذلك لتضمنها معنى العود والجمع والقطع . ومنه قولنا : اليوم يومك . لتضمنه معنى : شأنك الذي تذكر به . د ـ وإن كان الظرف للمكان ووقع خبرا عن ذات ، أو معنى ، وكان متصرفا ، ـ والظرف المتصرف هو ما يترك النصب على الظرفية إلى الحالات الإعرابية الأخرى غير الجر بالحرف كالرفع مبتدأ ، أو فاعلا ، أو نائب فاعل ، أو مفعولا به ـ جاز رفعه ونصبه . نحو : الرجال جانب ، أو جانبا . والنساء جانب ، أو جانبا . برفع جانبا ونصبها . ونحو : المسجد أمامك . والحديقة خلفك . برفع أمامك ، أو خلفك ، أو نصبهما . ومثال وقوعه عن معنى : العلم ناحيتك ، والعمل ناحيتك . برفع ، أو نصب ناحية . 12 ـ إذا كان الخبر جملة معناها هو معنى المبتدأ نحو : قولي : السلام عليكم . ونحو : حديثي : احذروا العملاء . يجوز في إعراب الخبر الجملة إعرابان : الأول : أن نعرب الجملة مفصلة ، فنقول : السلام مبتدأ ثان ، وعليكم متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية في محل رفع الخبر الأول . والثاني : أن نعرب الجملة أعرابا مجملا ، أي كأنها كلمة واحد دون أن نغير من ضبطها ، ونقول هي خبر مرفوع بضمة مقدرة على آخره لأجل الحكاية ، ويكون الخبر في هذه الحالة من قبيل الخبر المفرد . (1) وهذا ما يعرف بالجملة المحكية . وقد تكون الحكاية في المبتدأ فيكون جملة والخبر مفردا يتضمن معناها .كأن يسأل سائل دلني على آية قرآنية فتجيب : ( قل هو الله أحد ) آية قرآنية . فالآية كلها من مطلعها إلى منتهاها مبدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية ، وكلمة " آية " خبر المبتدأ . وقد مر معنا مثل هذا الإعراب في إعراب العلم المركب تركيبا إسناديا : كتأبطشرا ، وشاب قرناها ، وسر من رأى فتدبره . ــــــــــــ 1 ـ النحو الوافي ج1 ص472 . نحو : تأبط شرا شاعر جاهلي . ونحو : سر من رأى مدينة عراقية . 12 ـ يصح عطف الخبر المفرد على الخبر الجار والمجرور . نحو قوله تعالى : ( فهي كالحجارة أو اشد قسوة ) 1 . 13 ـ يصح أن تقع جملة القسم خبرا . نحو قوله تعالى : ( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ) 2 . لأكفرن جواب القسم المحذوف ، والقسم وجوابه خبر عن المبتدأ " الذين " . ومنه قوله تعالى : ( ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله )3 . ومنه قول الشاعر : جشأت فقلت الذي خشيت ليأتين وإذا أتاك فلات حين مناص وفي ذلك رد على ثعلب الذي زعم أن الجملة القسمية لا تكون خبرا . 14 ـ تقع جملة التشبيه خبرا . نحو قوله تعالى : ( الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها ) 4 . الذين مبتدأ ، وجملة التشبيه " كأن لم .. " في محل رفع خبر .وأجاز العكبري أن تكون جملة التشبيه في محل نصب حال ن والخبر جملة كذبوا ، وإذا كان الأمر كذلك فأين صلة الموصول ؟ وإن كانت جملة كذبوا هي صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ن فكيف تكون في نفس الوقت في محل رفع خبر ؟ والذي أراه أن جملة التشبيه تأتي صلة في الوقت الذي لا يكون فيه اسم الموصول مبتدأ .ــــــــــــــ1 ـ 74 البقرة . 2 ـ 195 آل عمران . 3 ـ 60 الحج . 4 ـ 92 الأعراف . كما في قول الشاعر : ألا أيهذا المنزل ا
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:20
تابع الخبــــر 20 ـ فمثال النفي قول النابغة الذبياني : وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيّت جوابا وما بالربع من أحد الشاهد قوله : من أحد . من حرف جر زائد ، وأحد مبتدأ مؤخر مرفوع محلا مجرور لفظا . ومنه قوله تعالى : ( هل لنا من شفعاء ) 2 .أما الكوفيون والأخفش فيقولون بزيادة " من " دون شروط . وتدخل " ربَّ " على المبتدأ إذا كان نكرة موصوفة ، وهذا الوصف قد يكون مفردا ، وقد يكون جملة اسمية ، أو فعلية ، وقد يكون مذكورا ، وقد يكون مقدرا معنويا . مثال دخولها على المبتدأ الموصوف بمفرد قول امريء القيس : ألا رب يوم صالح لك منهما ولا سيما يوم بدارة جلجلومثال دخولها على المبتدأ الموصوف بجملة فعليه قول سويد اليشكري : رب من أنضجت غيظا قلبه قد تمني لي موتا لم يُطَع ــــــــــ1 ـ 3 فاطر . 2 ـ 53 الأعراف . ومثال دخولها على المبتدأ الموصوف بجملة اسمية قول لبيد : " يا رب هيجا هي خير من دمعة " ومثال دخولها على المبتدأ النكرة التي حذفت صفتها قول هند بنت عتبة : يا ربّ قائلة غدا يا لهف أم معاويهْ يا ربّ باكية غدا في الباكيات وباكه19 ـ إذا جاء الاسم المفضل الواقع بعد لا سيما مرفوعا فهو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره : هو . نحو : أحب قراءة الكتب ولا سيما كتبُ الأدب . والتقدير : ولا مثل التي هي كتب الأدب . 20 ـ بعض المبتدآت تتضمن معنى الشرط فيقترن خبرها بالفاء ، وتعرف هذه الفاء بالفاء الفصيحة وهي زائدة ، وذلك إذا كان المبتدأ نكرة عامة . (1) نحو : كل خير يصيبنا فمن الله ، وكل شر يصيبنا فمن أنفسنا . وكذلك كان المبتدأ نكرة موصوفة ، أو اسما موصولا صلته جملة فعلية ، أو ظرف ، أو اسما موصوفا بالاسم الموصول ، أو بالجملة الفعلية ، أو الظرف ، أو الجار والمجرور فإنه يجوز زيادة الفاء في خبره .فالموصول الذي صلة جملة فعليه نحو قوله تعالى : ( وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله ) 2 . وقوله تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) 3 . ومثال الموصوف بالجار والمجرور فقوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله )4. ومثال الموصوف بالاسم الموصول قوله تعالى : ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح )5 . ــــــــــــــ1 ـ راجعها في باب أدوات الشرط الجازمة لفعلين ، وقلنا : تسمى بالفصيحة ، لأنها تفسح عن شرط مقدر .2 ـ 166 آل عمران . 3 ـ 134 البقرة . 4 ـ 53 النحل . 5 ـ 60 النور . ومما تجدر الإشارة إليه أن كل مبتدأ تضمن معنى الشرط ، أو لمح في معناه ولو إشارة بعيدة إلى معنى الشرط جاز في خبره الاقتران بالفاء . نحو قول زينب بنت الطرية : يسرّك مظلوما ويرضيك ظالما وكل الذي حمَّلتَه فهو ظالم . وقد زيدت الفاء في كل أخبار المبتدآت التي فيها معنى الشرط .نقوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار وسرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ) 1 . وقوله تعالى : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) 2 . ولا تحذف الفاء الزائدة من أخبار تلك المبتدآت إلا إذا دخل عليها أحد النواسخ ، ما عدا " إنَّ وأن ، ولكن " فتبقى الفاء في أخبارها . نحو قوله تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ) 3 . ومنه قول الشاعر : فو الله ما فارقتكم قاليا لكم ولكنَّ ما يُقضي فسوف يكون21 ـ يكون المبتدأ في أول الجمل التالية : الجملة الابتدائية . نحو : العلم نور . الجملة الحالية . نحو : وصلت وصديقي ينتظر . الجملة النعتية . نحو : رأيت لاعبا قدمه لا تخطئ الهدف .قدمه : مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لرجلا . الجملة الخبرية . نحو : الظلم مرتعه وخيم . جملة صلة الموصول . نحو : التقيت بالذي أبوه فاضل . ــــــــــــ1 ـ 274 . 2 ـ 38 المائدة . 3 ـ 38 البقرة . نماذج من الإعراب 17 ـ قال تعالى : ( الله مولاكم ) . الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة . مولاكم : خبر مرفوع بالضمة ، ومولى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . 18 ـ قال تعالى : ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ) 1 . الم : كلمة أريد لفظها دون معناها في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هذه الم . وقال العكبير في موضعها ثلاثة أوجه : 1 ـ الجر على القسم ، وحرف القسم محذوف ، وبقي عمله . 2 ـ النصب ، وفيه وجهان : أ ـ وذلك على تقدير حذف القسم نحو قولك : الله لأفعلن ، والتقدير : التزمت الله . ب ـ مفعول به لفعل محذوف تقديره : أتل الم . 3 ـ الرفع على أنها مبتدأ وما بعدها خبر (1) . ذلك " ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد والكاف حرف حطاب مبني على الفتح . الكتاب : خبر لاسم الإشارة ، وهو أولى من جعله بدلا منها ، لأنه قصد به الإخبار بأنه الكتاب المقدس المستحق الاسم تدعيما للتحدي ن والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، على أنه يجوز جعل الكتاب بدلا من اسم الإشارة ، فتكون جملة لا ريب فيه خبرا لاسم الإشارة . ــــــــــــ1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص 10 ، وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي . لا ريب فيه : لا نافية للجنس ، وريب اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وفيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا . وجملة لا ريب فيه في محل رفع خبر ذلك على الوجه الثاني ، أو في محل نصب حال من الكتاب على الوجه الأول . 19 ـ قال تعالى : ( وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد ) .وهو : الواو حرف عطف ن وهو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ . الغفور : خبر مرفوع بالضمة ، وما بعدها أخبار أيضا . 5 ـ ومنه قول لبيد : وهُمُ ربيع للمجاور فيهُمُ والمرملات إذا تطاول عامها وهم : الواو حرف عطف ، وهم ضمير منفصل مبني على السكون ، في محل رفع مبتدأ ، وحرك بالضم لضرورة الشعر . ربيع : خبر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية عطف على ما قبلها في البيت السابق لا محل لها من الإعراب مثلها . للمجاور : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لربيع . فيهم : جار ومجرور متعلقان بمجاور ، والميم علامة الجمع وحركت بالضم لضرورة الشعر .والمرملات : الواو حرف عطف ، والمرملات عطف على المجاور مجرور مثله . إذا : ظرف متعلق بالمرملات مبني على السكون في محل نصب . تطاول : فعل ماض مبني على الفتح . عامها : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها . 6 ـ ومنه قول طرفة : أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاشٌ كرأس الحية المتوقدأنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .الرجل : الرجل خير مرفوع بالضمة . الضرب ك صفة للرجل مرفوعة بالضمة . الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ثانية . تعرفونه : تعرفون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والهاء ضمير الغائب المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة تعرفونه لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . خشاش : مبتدأ ثان للضمير أنا . كرأس : جار ومجرور متعلقان بخشاش ، لنه بمعنى سريع ، أو متعلقان بمحذوف صفة لخشاش ، ورأس مضاف ، الحية : مضاف إليه مجرور بالكسرة . المتوقد : صفة مجرورة لرأس . 7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة : قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت بكنه ذلك عدنان وقحطان قومي : مبدأ أول مرفوع بالضمة المقدرة قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وقوم مضاف ن وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه . ذرا المجد : ذرا مبتدأ ثان مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، وذرا مضاف ، والمجد مضاف إليه مجرور بالكسرة . بانوها : بانو خبر المبتدأ الثاني ، وبانو مضاف ن والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة المبتدأ والخبر في محل رفع خبر المبتدأ الأول . وقد : الواو واو الحال ، وقد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب . علمت : علم فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث . بكنه : جار ومجرور متعلقان بعلمت ، وكنه مضاف ، ذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون ، في محل جر مضاف إليه ، واللام للبعد ، والكاف للخطاب . عدنان : فاعل علمت مرفوع بالضمة . وقحطان معطوف عليه . 20 ـ قال تعالى : ( أولئك مأواهم جهنم ) . أولئك : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ . مأواهم : مبتدأ ثان ن ومأوى مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . جهنم : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط الضمير . 8 ـ ومنه قول عبيد بن الأبرص : عيناك دمعهما سَروب كأن شأنيهما شَعِيبعيناك : مبتدأ أول مرفوع بالألف ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه . دمعهما : دمع مبتدأ ثان مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . سرب : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة . وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول . وجملة عيناك وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب . كأن : حرف ناسخ من أخوات إن يفيد التشبيه مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . شأنيهما : اسم كأن منصوب بالياء لنه مثنى ، وحذفت النون للإضافة ، وشأني مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والميم والألف دلالة على التثنية . شعيب : خبر كأن مرفوع بالضمة . وجملة كأن واسمها وخبرها في محل رفع خبر ثان للمبتدأ الأول . 21 ـ قال تعالى : ( أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ) . أولئك : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ . ينالهم : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة ينالهم في محل رفع خبر . نصيبهم : فاعل مرفوع بالضمة ، ونصيب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . من العذاب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خال من نصيب . 9 ـ ومنه قول لبيد : إن يفزعوا تُلق المغافر عندهم والسن يلمع كالكواكب لامهاإن يفزعوا : إن حرف شرط جازم ، يفزعوا فعل مضارع مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل .والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية ، وقيل لأنها جملة شرط غير ظرفي . تلق : بالبناء للمجهول أو للمعلوم فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة . المغافر : نائب فاعل مرفوع بالضمة على اعتبار الفعل مبني للمجهول كما هي رواية البيت عندنا ، أو مفعول به على رواية البناء للمعلوم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . عندهم : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل تلق ، وهو مضاف ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه . وجملة تلق وما في حيزها لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط لفم يقترن بالفاء ، ولا بإذا الفجائية . والسن : الواو حرف عطف ، السن معطوف على المغافر ، فيجوز في الرفع والنصب مثله . يلمع : فعل مضارع مرفوع بالضمة . كالكواكب : جار ومجرور متعلقان بيلمع . لامها : فاعل يلمع مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة يلمع ، وما في حيزها في محل نصب حال من واو الجماعة في يفزعوا والرابط الضمير العائد بدوره على الواو ، والتقدير لام جماعتها . ويجوز أن تكون الجملة حالا من السن ، والعائد هو الضمير أيضا ، ويكون عائدا عليها للملابسة . 10 ـ ومنه قول عنترة : والخيل تقتحم الخَبار عوابسا من بين شيظمة وأجرد شيظموالخيل : الواو للاستئناف ، الخيل مبتدأ مرفوع بالضمة .تقتحم : فعل مضارع مرفوع بالضمة ن والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الخيل . الغبار : مفعول به منصوب بالفتحة .والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ زوجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب استئنافية .عوابسا : حال منصوب بالفتحة ونون لضرورة الشعر لأنه في الأصل ممنوع من الصرف . من بين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من فاعل تقتحم المستتر ، ومن هنا تفسيرية وتوضيحية له ، وبين مضاف ، شيظمة : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وهو صفة لموصوف مجرور . وأجرد : معطوف على شيظمة مجرور ، وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف صفة على وزن أفعل ن وهو وصف لموصوف محذوف أيضا . شيظم : صفة ثانية لموصوف محذوف . 22 ـ قال تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )1 .وأما : الواو حرف عطف ، والجملة معطوفة على ما قبلها ، أما حرف تفصيل وجوابها مقترن بالفاء وجوبا . اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . خاف : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . مقام : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، وربه مضاف إليه ، ورب ، مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة أمّا معطوفة على ما قبلها . ونهى النفس عن الهوى : عطف على ما قبلها . فإن : الفاء واقعة في جواب أمّأ ، وإن حرف توكيد ونصب . الجنة : اسم إن منصوب بالفتحة . هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . المأوى : خبر المبتدأ هي ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر إن ، والرابط الضمير المستتر ، والتقدير : هي المأوى . وقيل : هي مأواه ، والألف واللام عوض عن المحذوف (1) 23ـ قال تعالى : ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) . فأصحاب : الفاء عاطفة تفريعية للشروع في تفصيل وشرح أحوال الأزواج الثلاثة ، وأصحاب مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والميمنة مضاف إليه مجرور بالكسرة . ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثان ، والمقصود بالاستفهام التعظيم .ــــــــــ1 ـ مشكل إعراب القرآن ج2 ص 799 . وجملة فأصحاب معطوفة على ما قبلها . أصحاب الميمنة : أصحاب خبر المبتدأ الثاني ، وهو مضاف ، والميمنة مضاف إليه مجرور . وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط هو التكرار الذي أغنى عن الضمير . 24 ـ قال تعالى : ( فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ) . فإذا : الفاء رابطة ، وإذا فجائية ، ودخلت الفاء عليها لتقويتها على وصل الجواب بالشرط بغرض التوكيد . هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . شاخصة أبصار : شاخصة خبر هي ، وأبصار فاعل لاسم الفاعل شاخصة ، وأبصار مضاف ، والذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه .كفروا : فعل وفاعل ن والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . 25 ـ قال تعالى : ( الحمد لله رب العالمين ) . الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة . لله : جار ومجرور بحرف جر زائد وهو اللام ، لأن الأصل " الله " بلامين ، ثم دخلت لام الملك ، وتسمى أيضا لام التحقيق ، بمعنى استق الله الحمد ، والثانية دخلت مع الألف واللام للتعريف ، والثالثة لام سنخية كما يذكر ابن خالويه ، لأن الأصل " لاه " (1) ،وكون اللام حرف جر زائد فالله مجرور لفظا مرفوع محلا على الخبرية . رب : صفة لله ، أو بدل منه ، ورب مضاف ، العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم . وذكر مكي القيسي أنه يجوز في " رب العالمين " النصب على النداء ، والتقدير : يا رب العالمين ، ويجوز رفعه على الخبرية ، والتقدير : هو رب العالمين (2) . وأجاز العكبري في " رب " النصب على المفعولية بفعل محذوف تقديره : أعني ، وعندي الجر على البدلية أو الوصفية هو خير الوجوه المذكورة وأقواها ، وأقربها إلى المعنى والمنطق وقد أكد هذا الإعراب ابن خالويه وغيره من المعربين (3) . 11 ـ ومنه قول عنترة : عهدي به مَدَّ النهار كأنما خُضب البَنان ورأسه بالعِظْلِم عهدي : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، من إضافة المصدر لفاعله . به : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ . وجوز بعض المعربين أن شبه الجملة متعلق بالمصدر عهدي على أنهما في موضع ــــــــــــ1 ـ إعراب ثلاثين سورة ص 21 .2 ـ مشكل إعراب القرآن ج1 ص 68 . 3 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن ص 21 . المفعول به ، وخبر المبتدأ محذوف لسد الجملة الآتية الواقعة حالا مسده (1) .مد النهار : مد ظرف زمان بدل من شبه الجملة " به " كما حكى التبريزي ، ولم يعلقه بالمصدر لئلا يفصل بينه وبين متعلقه بأجنبي وهو الخبر ، على نحو قوله تعالى : ( إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر ) حيث لم يعلق الظرف بالمصدر السابق . ويرى بعض المعربين المعاصرين أن " مد " متعلق بالمصدر . ومد مضاف ، والنهار مضاف إليه . كأنما : كافة ومكفوفة . خضب : فعل ماض مبني للمجهول . البنان : نائب فاعل مرفوع بالضمة . ورأسه : الواو عاطفة ، ورأس عطف على البنان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . بالعظلم : جار ومجرور متعلقان بالفعل خضب . وجملة كأنما خصب في محل نصب حال من الضمير المجرورمحلا بالباء ، والعامل فيه المصدر ، والرابط الضمير فقط ، وهذه الحال سادة مسد الخبر كما ذكرنا سابقا .والجملة الاسمية : عهدي وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية ، وذلك بالإعراض عما قبل البيت . 26 ـ قال تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب ) . وعنده : الواو حرف استئناف ، وعنده ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم / وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف غليه . مفاتح الغيب : مفاتح مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والغيب مضاف إليه مجرور . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .ــــــــــــ1 ـ انظر فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال معلقة عنترة ص 98 . 12 ـ وقول الحارث بن حلزة : ومع الجَوْن جَوْنِ آل بني الأو سِ عنودٌ كأنها دفواءومع الجون : الواو حرف استئناف ، ومع ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، ومع مضاف ، والجون مضاف إليه مجرور بالكسرة . جون آل : جون بدل من الجون الأولى مجرورة وعلامة جرها الكسرة ، وهو بدل كل من كل ، وجون مضاف ، وآل مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وآل مضاف ،بني الأوس : بني مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف ، والأوس مضاف إليه مجرور بالكسرة . عنود : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية من الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر لا محل لها من الإعراب مستأنفة . كأنها : كأم حرف مشبه بالفعل من أخوات كان يفيد التشبه ن والضمير المتصل في محل نصب اسمها . دفواء : خبر :كأن مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية في محل رفع صفة لعنود . 27 ـ ومنه قوله تعالى : ( والركب أسفل منكم ) . والركب : الواو واو الحال ، والركب مبتدأ مرفوع بالضمة .أسفلَ : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر تقديره : استقر ، أو مستقر ، وقال ابن هشام في المغني لا يترجح تقدير اسما ولا فعلا ، ولكن بحسب المعنى ، وقال ابن مالك متعلق بكائن ، أو استقر . .منكم : جار ومجرور متعلقان بأسفل لأنه في الأصل أسم تفضيل استعمل صفة لمكان محذوف أقيم مقامه . والجملة الاسمية في محل نصب خال .28 ـ قال تعالى : ( وعلى أبصارهم غشاوة ) .وعلى أبصارهم : الواو حرف استئناف ، على أبصارهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وأبصار مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ,غشاوة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . 13 ـ ومنه قول الشاعر : وفي الناس إن رثت حبالك واصل وفي الأرض عن دار القلى متحولوفي الناس : الواو حسب ما قبلها ، في الناس جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . إن رثت : حرف شرط جازم لفعلين ، رثت فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، وهو في محل جزم فعل الشرط . حبالك : حبال فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .واصل : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . وجواب الشرط محذوف دل عليه قوله : في الناس واصل إن رثت حبالك .وفي الأرض : الواو حرف عطف ، في الأرض جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . عن دار القلى : جار ومجرور متعلقان بمتحول الآتي ، ودار مضاف ، والقلى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر . متحول : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .والجملة الاسمية عطف على ما قبلها . 29 ـ قال تعالى : ( ولدينا مزيد ) .ولدينا : الواو حرف عطف ، لدينا ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .مزيد مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة عطف على ما قبلها . 30 ـ ومنه قوله تعالى : ( أين شركائي ) .أين : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . شركائي : مبتدأ مؤخر ، وشركاء مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضافإليه . 31 ـ قال تعالى : ( أم على قلوب أقفالها ) . أم : منقطعة بمعنى بل ، والهمزة للتسجيل عليهم بأن قلوبهم مغلقة . على قلوب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . أقفالها : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وأقفال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . 14 ـ وقول الشاعر : أهابك إجلالا وما بك قدرة عليّ ولكن ملء عينٍ حبيبها أهابك : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . إجلالا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة . وما بك : الواو للحال ، وما نافية تميمية لا عمل لها ، وبك جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .قدرة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . عليّ : جار ومجرور متعلقان بقدرة ، أو بمحذوف نعت لها . ولكن : الواو للاستئناف ، ولكن حرف استدراك مبني على السكون لا عمل له . ملء عينٍ : ملء خبر مقدم مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وعين مضاف إليه .حبيبها : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة لكن وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية . 32 ـ قال تعالى : ( ما على الرسول إلا البلاغ ) . ما : نافية لا عمل لها .على الرسول : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . إلا : أداة حصر ل لا عمل لها . البلاغ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . 33 ـ قال تعالى : ( قل هو الله أحد ) . قل : فعل أمر وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت ، يعود على محمد . وفي إعراب : " هو الله أحد " وجوه نذكرها : 1 ـ هو : ضمير الشأن مبتدأ ، لأنه موضع تعظيم ، كأنه قيل الشأن هو وهو أن الله واحد لا ثاني له ، والله مبتدأ ثان ، وأحد خبره ، والجملة في محل رفع خبر هو مفسرة له ولا رابط فيها لأن حكمها حكم المفرد (1) . 2 ـ هو : ضمير عائد على ما يفهم من السياق ، والله مبتدأ ، وأحد خبره . 3 ـ وهو في محل رفع مبتدأ ، والله خبره . أحد : بدل من لفظ الجلالة . ويجوز أن يكون بدلا من قوله : هو الله ، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا للضمير هو . وقال أبن خالويه : هو في محل رفع مبتدأ ، والله خبره ، وأحد بدل من الله (2)وقال صاحب مشكل إعراب القرآن : هو : ابتداء ، وهو إضمار الحديث أو الخبر أو الأمر . الله : مبتدأ ثان . أحد : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة خبر عن المبتدأ هو ، والتقدير : قل يا محمد : الحديث الحق الله أحد (3) . 15 ـ نحو قول الشاعر بلا نسبة : عندي اصطبار وأمّا أنني جزع يوم النوى فلوجد كاد يبرينيعندي : ظرف متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . اصطبار : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . وأمّا : الواو للاستئناف ، وأمّا حرف شرط وتفصيل وتوكيد . أنني : أنني أن حرف توكيد ونص ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل في محل نصب اسمها .جزع : خبر أن مرفوع بالضمة . والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل رفع مبتدأ .وجملة أمّا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية . يوم النوى : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بجزع ، وهو مضاف ، والنوى مضاف إليه مجرور بالكسرة . ــــــــــ1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص 297 .2 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن ص 228 .3 ـ مشكل أعراب القرآن ج2 ص 852 . فلوجد : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ولوجد جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ المؤول من أن ومعموليها . كاد : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره هو . يبريني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والنون حرف وقاية ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والجملة الفعلية في محل نصب خبر كاد . وجملة كاد في محل جر صفة لوجد . 16 ـ نحو قول الشاعر : نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف نحن : ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ ن وخبره محذوف دل عليه ما بعده ، والتقدير : نحن راضون . بما : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف . عندنا : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة المجرورة محلا بالباء ، وعند مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .وأنت : الواو حرف عطف ن وأنت ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ . بما : جار ومجرور متعلقان براض الآتي . عندك : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة ، وعند مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . راض : خبر أنت مرفوع بالضمة المقدرة على آخرة منع من ظهورها تنوين العوض ، والجملة عطف على ما قبلها . والرأي مختلف : الواو للاستئناف ، والرأي مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، ومختلف خبره مرفوع بالضمة ، والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية . 34 ـ قال تعالى : ( أكلها دائم وظلها ) .أكلها : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . دائم : خبر مرفوع بالضمة . وظلها : الو حرف عطف ، وظل مبتدأ ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والخبر محذوف دل عليه ما قبله أي : دائم . 35 ـ قال تعالى : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) . لعمرك : اللام لام الابتداء ، وعمر مبتدأ مرفوع بالضمة حذف خبرة وجوبا ، تقديره قسمي ، والكاف في محل جر مضاف إليه . إنهم : إن واسمها في محل نصب . لفي سكرتهم : اللام المزحلقة ، في حرف جر ، وسكرتهم اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بيعمهون ، وسكرة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . يعمهون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن . وجملة إنهم وما في حيزها لا محل لها من الإعراب جواب القسم . وجملة لعمرك وما في حيزها لا محل لها من الإعراب اعتراضية . 17 ـ ومنه قول معن بن أوس : لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوجل على أيِّنا تعدو المنية أولُلعمرك : اللام لام الابتداء ، وعمر مبتدأ مرفوع بالضمة ، وخبره محذوف وجوبا تقديره : قسمي ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . ما أدري : ما نافية لا عمل لها ، وأدري فعل وضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا . وإني : الواو واو الحال ، وإن واسمها في محل نصب . لأوجل : اللام هي المزحلقة ، وأوجل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن . على أيّنا : على حرف جر ، وأي اسم مجرور بعلى والجار والمجرور متعلقان بتعدو الآتي ، وأي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . تعدو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل . المنية : فاعل تعدو مرفوع بالضمة ، والجملة في محل نصب مفعول به لأدري . أولُ : ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب ، وعامله تعدو . 36 ـ قال تعالى : ( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ) .ولولا : الواو حرف عطف ، ولولا حرف امتناع لوجود . نعمة ربي : نعمة مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، وربي مضاف إليه مجرور .والخبر محذوف وجوبا بعد لولا ، والتقدير : موجودة . لكنت : اللام واقعة في جواب لولا ، وكنت : كان الناسخة ، واسمها ضمير متصل في محل رفع . من المحضرين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان . 18 ـ ومنه قول جرير : لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزارلولا : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط . الحياء : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وخبره محذوف وجوبا تقديره : موجود . والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب . لهاجني : اللام واقعة في جواب الشرط ، هاج فعل ماض مبني على الفتح ، والنون للوقاية : والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به . استعبار : فاعل مرفوع بالضمة . وجملة هاجني استعبار لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم . ولزرت : الواو حرف عطف ، ولزرت اللام مؤكدة لللام الواقعة في جواب الشرط وزرت فعل وفاعل ، والجملة عطف على ما قبلها . قبرك : مفعول به منصوب بالفتحة ، وقبر مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . والحبيب يزار : الواو للاستئناف ، والحبيب مبتدأ مرفوع بالضمة .يزار : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والجملة الفعلي’ في محل رفع خبر المبتدأ . وجملة الحبيب يزار لا محل لها من الإعراب استئنافية . 37 ـ قال تعالى : ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عيه بقانتين ) . فإنكم : الفاء تعليلية ، وإن واسمها ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وما تعبدون : الواو واو المعية ، وما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول معه ن وقد سدت مسد خبر إن : والمعنى : إنكم وآلهتكم قرناء لا تزالون تعبدونها . تعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل . ما أنتم : ما نافية حجازية تعمل عمل ليس ، وأنتم ضمير منفصل في محل رفع اسمها . عليه : جار ومجرور متعلقان بقانتين . بقانتين : الباء حرف جر زائد ن وقانتين خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا . ورجح الزمخشري والبيضاوي أن تكون ما معطوفة على اسم إن ، وجملة ما أنتم في محل رفع خبر إن . 19 ـ وقول حميد بن ثور الهلالي : ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المنايا فهو يقظان نائم . ينام : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . بإحدى : جار ومجرور متعلقان بينام ، وإحدى مضاف ، مقلتيه : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، ومقلتي مضاف ، والضمير المتصل في محل جرمضاف إليه ، وحذفت النون للإضافة . ويتقي : الواو حرف عطف ، يتقي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .والجملة معطوفة على جملة ينام .بأخرى : جار ومجرور متعلقان بيتقي وعلامة حرها كسرة مقدرة على الألف .المنايا : مفعول به ليتقي منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .فهو : الفاء إما زائدة ، أو للاستئناف ، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .يقظان : خبر مرفوع بالضمة ، ونائم ، أو هاجع ـ كما هو في بعض الروايات ، لأن القصيدة التي منها البيت عينية ـ خبر ثان . 38 ـ قال تعالى : ( فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) . فاستفتهم : يجوز أن تكون الفاء هي الفصيحة ن ويجوز أن تكون عاطفة المعقبة ، واستفتهم فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت . أهم : الهمزة للاستفهام ، وهم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . أشد : خبر مرفوع بالضمة . خلقا : تمييز منصوب بالفتحة . أم من : أم حرف عطف مبني على السكون ، ومن اسم موصول مبني على السكون في محل رفع عطفا على هم . خلقنا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . 39 ـ قال تعالى : ( هل من خالق غير الله ) .هل : حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب . من خالق : من حرف جر زائد ، وخالق مبتدأ ، مجرور لفظا مرفوع محلا . غير الله : غير صفة لخالق على اللفظ أو على المحل ، أو منصوب على الاستثناء ، وخبر خالق محذوف : والتقدير : لكم ، ويجوز أن تكون جملة يرزقكم في محل رفع خبر لخالق ، كما يجوز أن تكون منصوبة على الحال ، أو صفة لخالق على اللفظ أو المحل . 20 ـ فمثال النفي قول النابغة الذبياني : وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيّت جوابا وما بالربع من أحد وقفت : فعل وفاعل . فيها : جار ومجرور متعلقان بوقفت . أصيلا : ظرف زمان منصوب بالفتحة ، والعامل فيه وقفت . كي أسائلها : كي : حرف مصدري ونصب ، وأسائلها فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . عيّت : عيّ فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي . جوابا : مفعول مطلق لفعل محذوف ، والتقدير ن عيت عن أن تجيب جوابا . وما : الواو للحال ، وما نافية لا عمل لها . بالربع : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . من أحد : من حرف جر زائد ، وأحد مبتدأ مؤخر مجرور لفظا مرفوع محلا . وجملة المبتدأ المؤخر ، وخبره المقدم في محل نصب حال .
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:21
اسم كان وأخواتها تعريفه : هو كل مبتدأ تدخل عليه كان ، أو إحدى أخواتها . حكمه : الرفع دائما . نحو : كان الجو صحوا . فـ " الجو " اسم كان مرفوع بالضمة ، و " صحوا " خبرها منصوب بالفتحة . 40 ـ ومنه قوله تعالى : { وكان الله بكل شيء مخيطا }1 . وقوله تعالى : { كان أكثرهم مشركين }2 .
تعريف كان وأخواتها : تعرف كان وأخواتها بأنها ناسخة ، ويقصد بالنواسخ لغة : إزالة الشيء ، ونسخه . واصطلاحا : ما يدخل على الجملة الاسمية من الأفعال فيرفع المبتدأ ، ويسمى اسمه ، وينصب الخبر ويسمى خبره ، وهي بذلك تحدث تغييرا في الاسم ، وفي حركة إعرابه . وتعرف أيضا بالأفعال الناقصة ؛ لأن كل منها يدل على معنى ناقص لا يتم بالمرفوع كالفاعل ، بل لا بد من المنصوب {3} . أقسام كان وأخواتها من حيث شروط العمل . تنقسم كان وأخواتها إلى قسمين : الأول : ما يرفع المبتدأ بلا شروط وهي : ـ كان ـ ظل ـ بات ـ أضحى ـ أصبح ـ أمسى ـ صار ـ ليس
تنبيه : هناك أمور عامة تشترك فيها جميع الأفعال الناسخة يجب مراعاتها منها : 1 ـ يشترط في عملها أن يتأخر اسمها عنها . 2 ـ ألا يكون خبرها إنشائيا . ـــــــــــــــــ 1 ـ 126 النساء . 2 ـ 42 العنكبوت . 3 ـ انظر التسهيل لابن مالك ص52 .
3 ـ ألا يكون خبرها جملة فعلية فعلها ماض ، ماعدا " كان " فيجوز معها ذلك . 4 ـ لا يصح حذف معموليها معا ، ولا حذف أحدهما ، إلا مع “ ليس “ فيجوز حذف خبرها ، وكذلك “ كان “ فيجوز في بعض أساليبها أنواع من الحذف سنذكرها لاحقا . الثاني : ما يرفع المبتدأ بشروط ، وينقسم إلى قسمين . 1 ـ ما يشترط في عمله أن يسبقه نفي ، أو شبهه وهي : زال ـ برح ـ فتئ ـ انفك ويكون النفي إما لفظا . نحو : ما زال العمل مستمرا . 41 ـ ومنه قوله تعالى : { فما زلتم في شك }1 . أو تقديرا .42 ـ نحو قوله تعالى : { تالله تفتؤ تذكر يوسف }2 . ولا يقاس حذف النفي إلا بعد القسم كما في الآية السابقة ، وما ورد منه في أشعار العرب محذوفا بدون الاعتماد على القسم فهو شاذ . ومنه قول الشاعر : فقلت يمين الله أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي وشبه النفي : النهي . نحو : لا تزل قائما . 19 ـ ومنه قول الشاعر : صاح شمر ولا تزل ذاكر المو ت فنسيانه ضلال مبين الشاهد في البيت قوله : لا تزل فقد سبقت “ تزل “ بلا الناهية الجازمة ، وهي تفيد شبه النفي . ومن شبه النفي الدعاء . نحو : لايزال الله محسنا إليك . تنبيه : ويرجع اشتراط النفي ، وشبهه في عمل الأفعال السابقة ؛ لأن الجملة الداخلة عليها تلك الأفعال مقصود بها الإثباث ، وهذه الأفعال معناها النفي ، فإذا نفيت انقلبت إثباثا ؛ لأن نفي النفي إثباث . ــــــــــــــــ 1 ـ 34 غافر . 2 ـ 85 يوسف .
ويصح أن يكون النفي بالحرف كما مثلنا سابقا ، أو بغيره كالفعل الموضوع للنفي" ليس " ، أو بالاسم المتضمن معنى النفي كـ " غير " ، فتدبر .
ما يشترط في عمله أن تسبقه " ما " المصدرية الظرفية وهو الفعل " دام " . 43 ـ نحو قوله تعالى : { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا }1 . فـ " ما " مصدرية ظرفية ؛ لأنها تقدر مع فعلها بالمصدر ، وهو الدوام ، وتفيد الظرف وهو المدة ، التقدير : مدة دوامي حيا . تنبيه : هناك أفعال جاءت بمعنى " صار " ، وأخذت حكمها من رفع المبتدأ ، ونصب الخبر وهي : آض ـ رجع ـ عاد ـ استحال ـ ارتد ـ تحول ـ غدا ـ راح ـ انقلب ـ تبدل . وقد يكون منها : قعد ، وجاء . 44 ـ نحو قوله تعالى : { فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا }2 45 ـ وقوله تعالى : { انقلبتم على أعقابكم }3 . 20 ـ ومنه قول كعب بن زهير : قطعت إذا ما الآل آض كأنه سيوف تنحى ساعة ثم تلتقي ومنه قول أعرابي : " أرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة " . ونحو : غدا الرجل راحلا ، ونحو : راح محمد راكبا . وغيرها من الأمثلة التي استشهد بها النحويون على اعتبار أن هذه الأفعال ناسخة ، تعمل عمل “ صار “ ، ومتضمنة لمعناها ، وإذا لم تتضمن معناها فهي تامة {4} . والخلاصة : إن اعتبار هذه الأفعال من أخوات كان فيه نوع من التكلف ، وكدالذهن ، ــــــــــــــــ 1 ـ 31 مريم . 2 ـ 96 يوسف . 3 ـ 144 آل عمران . 4 ـ انظر الكافية للرضي ج2 ص292 ، وشرح المفصل لابن يعش ج7 ص90 .
لأنها حين تعمل عملها تحتاج إلى تأويل ، وما ورد منها عاملا النصب فيما بعد الاسم كان مؤولا ، فهي بذلك لا تكون إلا تامة تكتفي بمرفوعها ، وما جاء بعدها منصوبا فهو حال . فـ " صبرا ، وعلى أعقابكم " في الآيتين السابقتين ، الأول حال منصوبة من الضمير في ارتد ، والمعنى : أنه رجع إلى حالته الأولى من سلامة البصر {1} . وكذلك " على أعقابكم " فهو كتعلق بمحذوف حال من الضمير المتصل في انقلبتم . أما الشاهد في البيت فقوله : " آض كأنه سيوف " ، فـ " آض " في البيت تحتمل الوجهين وهما : الصيرورة ، والرجوع ، غير أن غلبة الصيرورة عليها بائنة فأعملت عمل صار ، وكان اسمها ضمير مستتر ، وخبرها " كأنه سيوف " . ومنه حديث سمرة في الكسوف " إن الشمس اسودت حتى آضت كأنها تنومة " . قال أبو عبيد : آضت أي : صارت ورجعت {2} . أما الشاهد قي قول الأعرابي : " قعدت كأنها حربة " فجعلوا قعدت بمعنى صارت ، وليس بمعنى جلست ، وبذلك رفع الاسم وهو الضمير المستتر العائد على الشفرة ، وجملة كأنه حربة في محل رفع خبره .
أنواع كان وأخواتها من حيث التمام والنقصان . كان وأخواتها على نوعين : ــ الأول ما يكون تاما ، وناقصا . والثاني : ما لا يكون إلا ناقصا . فالفعل التام هو : ما يكتفي بمرفوعه ، ويكون بمعنى وجد ، أو حصل . 46 ـ نحو قوله تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة }3 . ــــــــــــــــــــــــ 1 ـ روح المعاني ج13 ص54 ، والبحر المحيط ج5 ص346 ، والعكبري ج2 ص59 . 2 ـ لسان العرب ج7 ص116 مادة أيض . 3 ـ 280 البقرة .
فـ " كان " في الآية السابقة تامة لأنها بمعنى وجد ، و " ذو " فاعله مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة . والأفعال التي تستعمل تامة ، وناقصة هي : ــ كان ، أمسى ، أصبح ، أضحى ، ظل ، صار ، بات ، مادام ، ما برح ، ما انفك . وهذه أمثلة لبعض الأفعال في حالتي النقصان ، والتمام . الأفعال الناقصة الأفعال التامة ـــــــ ــــــــ 1 ـ أمسى القمر بدرا . قال تعالى : { فسبحان الله حين تمسون }1 . 2 ـ قال تعالى : { أصبح فؤاد أم موسى فارغا }2 . قال تعالى : { وحين تصبحون } 3 . 3 ـ قال تعالى : { وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا }4. لو ظلت الحرب لأدت إلى الفناء . 4 ـ صار العنب زبيبا . قال تعالى : { ألا إلى الله تصير الأمور }5 . 5 ـ ما دام الأمر معلقا . قال تعالى : { خالدين فيها ما دامت السموات والأرض }5 . 6 ـ ما مبرح المسلمون يجاهدون في سبيل الله . قال تعالى : { فلن أبرح الأرض }7 . 7 ـ ما انفك الطالب مواظب على درسه . انفكت عقدة الحبل .
معاني تلك الأفعال في حالتي النقصان والتمام : المعنى في حالة النقصان المعنى في حالة التمام ـــــــــــ ــــــــــــ كان : تفيد اتصاف الاسم بالخبر في الزمن الماضي . بمعنى وجد ، أو حصل . أمسى : اتصاف الاسم بالخبر في المساء . دخل في المساء . أصبح : اتصاف الاسم بالخبر في الصباح . دخل في الصباح . أضحى : اتصاف الاسم بالخبر في الضحى . دخل في الضحى . ـــــــــــــــــــــــ 1 ـ 17 الروم . 2 ـ 10 القصص . 3 ـ 17 الروم . 4 ـ 58 النحل . 5 ـ 53 الشورى . 6 ـ 107 هود . 7 ـ 80 يوسف .
ظل : اتصاف الاسم بالخبر في النهار . بمعنى بقي . صار : تحول الاسم من صفة إلى صفة . رجع ، أو انتقل . بات : اتصاف الاسم بالخبر في الليل . دخل في الليل . ما دام : بيان مدة اتصاف الاسم بالخبر . بمعنى بقي . ما برح : تفيد الاستمرار . ذهب ، أو فارق . ما انفك : تفيد الاستمرار . انحل ، أو انفصل .
تنبيه : يكون اتصاف اسم كان بخبرها في الزمن الماضي نحو : كان البحر هادئا . وقد يكون مستمرا ، 47 ـ نحو قوله تعالى : { وكان الله غفورا رحيما }1 . الثاني : ما لا يكون إلا ناقصا . الفعل الناقص لا يكتفي بمرفوعه ، بل يحتاج إلى متمم وهو الخبر ، وهذا النوع من الأفعال هو : فتئ : نحو : ما فتئ المؤمن ذاكرا ربه . 48 ـ ليس : نحو قوله تعالى : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها }2 . زال التي مضارعها يزال : 49 ـ نحو قوله تعالى : { لا يزالون مختلفين }3 . أم زال التي مضارعها يزول فتأتي تامة ، ولا تكون ناقصة . نحو : زالت الشمس . وهي حينئذ بمعنى تحرك ، أو ذهب ، أو ابتعد . 21 ـ ومنه قول كعب ابن زهير : زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل فـ " زال " في البيت تامة بمعنى " انتقل " ، وفاعل زالوا " واو الجماعة " ، وفاعل فما زال " أنكاس " . وتأتي زال التامة بمعنى " ميز " . ـــــــــــــــــــــــ 1 ـ 152 النساء . 2 ـ 189 البقرة . 3 ـ 118 هود .
نحو : زال الراعي غنمه من غنم أخيه . ومضارعها في هذه الحالة " يزيل " . ومن معانيها : نحى ، وأبعد . وهي باختصار تفيد : الذهاب ، والانتقال .
تنبيه : قد تأتي " كان " زائدة بخلاف أنها تامة ، أو ناقصة ، وفي هذه الحالة لا عمل لها ، وتكون زيادتها في المواضع التالية : 1 ـ بين المبتدأ والخبر . نحو : زيد كان قائم . فـ " زيد " مبتدأ مرفوع ، و” كان “ زائدة لا عمل لها ، و " قائم " خبر مرفوع بالضمة . 2 ـ بين الفعل ومعموله . نحو : لم أر كان مثلك . وما صادقت كان غيرك . أر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . كان : زائدة لا عمل لها . مثلك : مفعول به ، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه . 3 ـ بين الصلة والموصول . نحو : وصل الذي كان أوعدك . 4 ـ بين الصفة والموصوف . نحو : التقيت بصديق كان مسافرٍ . 22 ـ ومنه قول الشاعر* : وماؤكم العذب الذي لو شربته شفاء لنفس كان طال اعتلالها فجملة " طال اعتلالها " في محل جر صفة ، وقد جاءت كان زائدة لا عمل لها . 5 ـ بين الجار والمجرور . 23 ـ كقول الشاعر* : سراة بني أبي بكر تسامى على كان المسومة العراب 6 ـ بين ما التعجبية وفعل التعجب . نحو : ما كان أكرمك . ما كان : تعجبية مبتدأ ، وكان : زائدة لا عمل لها . ــــــــــــــ *الشاهدان بلا نسبة .
أكرمك : فعل ماض ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود على ما ، والجملة في محل رفع خبر ما . تنبيه : لا تكون زيادة " كان " إلا بصيغة الماضي . كان وأخواتها من حيث الجمود والتصرف . تنقسم كان وأخواتها من حيث الجمود والتصرف إلى قسمين : ـ 1 ـ قسم جامد لا يتصرف مطلقا ، ولا يكون إلا في صيغة الماضي وهو : ما دام الناقصة ، وليس . أما دام التامة فيؤخذ منها المضارع ، والأمر . نحو : مثال المضارع " يدوم " : لا يدوم إلا وجه الله . ومثال الأمر " دم " دم في عملك حتى حين . 2 ـ قسم متصرف ، وينقسم بدوره إلى نوعين : ـ أ ـ ما يتصرف تصرفا ناقصا ، فلا يؤخذ منه إلا الماضي والمضارع واسم الفاعل . وهو : زال ، فتئ ، برح ، وانفك . مثال ماضي زال ، 50 ـ قوله تعالى : { فما زالت تلك دعواهم }1 . ومثال المضارع ، 51 ـ قوله تعالى : { ولا يزال الذين كفروا في مرية منه }2 . ومثال اسم الفاعل ، 24 ـ قول الحسين بن مطير الأسدي : قضى الله يا أسماء أن لست زائرا أُحِبُّك حتى يُغمِض الجفنَ مُغمَضُ الشاهد في البيت قوله : زائرا ، فهو اسم فاعل من زال الناقصة ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، وجملة أحبك في محل نصب خبره {3} . ومضارع فتئ : يفتأ . نحو قوله تعالى : { تالله تفتؤ تذكر يوسف }4 . واسم الفاعل : فاتئ . 52 ـ نحو : ما فاتئ المصلي قائما . ومضارع برح : يبرح . 53 ـ نحو قوله تعالى : { لن نبرح عليه عاكفين }5 . ـــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 15 الأنبياء . 2 ـ 55 الحج . 3 ـ انظر حاشية الصبان على شرح الأشموني ج1 ص232 . 4 ـ 85 يوسف . 5 ـ 91 طه .
واسم الفاعل : بارح . نحو : ما بارح محمد مسافرا . ومضارع انفك : ينفك . نحو : لا تنفك الحرب قائمة . واسم الفاعل : منفك . نحو : ما منفكة جهود السلام متعثرة . تنبيه : ربما يدور في ذهن القارئ سؤل حول اسم الفاعل من الفعل الناقص عندما يقع مبتدأ ، فيسأل : أين خبره ؟ وجواب ذلك هو : مرفوع اسم الفاعل . فإذا قلنا : ما بارح محمد مسافرا . نعرب " بارح " مبتدأ ، وخبره : محمد . وفي نفس الوقت نعرب " محمد " : اسم بارح ، وخبره : مسافرا . فإذا قلت : كيف يكون مرفوع اسم الفاعل الناقص هو خبره في نفس الوقت ، مع أنه لا يتم المعنى به . الجواب : نقول إنه لا يمنع مانع أن يكون مرفوع اسم الفاعل الناقص هو خبره في نفس الوقت . أما عدم تمام المعنى به ، فلم يكن حاصلا من الخبر ، وإنما من نقصان المبتدأ ، فهو اسم فاعل لفعل ناقص {1} ، والله أعلم . ب ـ ما يتصرف تصرفا تاما ، وهو بقية أخوات " كان " . مثال المضارع ، 54 ـ قوله تعالى : { ويكون الرسول عليكم شهيدا }2 . ومثال الأمر قوله تعالى : { كونوا قوامين بالقسط }3 . واسم الفاعل : محمد كائن أخاك . 25 ـ ومنه قول الشاعر* : وما كل ما يبدي البشاشة كائنا أخاك إذا لم تلفه لك منجدا الشاهد قوله " كائنا " فهو اسم فاعل من كان الناقصة عمل عملها فرفع اسما تقديره : هو ، ونصب الخبر : أخاك . والمصدر من كان : كون . نحو : سنلتقي غدا كونك موافقا . ـــــــــــــــــــــــــ 4 ـ انظر حاشية الصبا على شرح الأشموني ج1 ص232 . 2 ـ 143 البقرة . 3 ـ 135 النساء . * الشاهد بلا نسبة .
26 ـ ومنه قول الشاعر* : ببذل وحل ساد في قومه الفتى وكونك إياه عليك يسير الشاهد قوله : كونك إياه ، فـ " كون " مصدر من كان الناقصة رفع اسما وهو : الضمير المتصل في " كونك " ، ونصب خبرا وهو : إياه . وقس على ذلك بقية أخوات “ كان “ التامة .
حكم اسم كان وأخواتها ، وخبرهن من حيث التقديم والتأخير . أولا ـ حكم الاسم : لا يجوز تقديم اسم كان وأخواتها عليها ؛ لأنه بمنزلة الفاعل من الفعل ، فإذا تقدم الفاعل على فعله أصبح مبتدأ . نحو : محمد قام . وكذلك إذا تقدم الاسم على الفعل الناسخ أصبح مبتدأ . نحو : أحمد كان مسافرا ، وعليّ أصبح متفوقا .
ثانيا ـ حكم الخبر من حيث التقديم والتأخير . لخبر الأفعال الناسخة ست حالات : ـ 1 ـ وجوب التأخير عن الاسم : أ ـ إذا كانا متساويين في التعريف وخشي اللبس بينهما . نحو : كان محمد صديقي ، وأصبح يوسف جاري . فإذا قدمنا خبر كان ، أو إحدى أخواتها في هذه الحالة على الاسم صار الخبر هو الاسم ، والاسم هو الخبر لذا وجب التأخير . ب ـ يجب التأخير إذا كان الخبر مقصورا على المبتدأ بـ " إلا " المنفية ، أو بإنما . 55 ـ نحو : ما كان القائد إلا صديقا لجنوده . ونحو : إنما كان القائد صديقا لجنوده . 2 ـ وجوب التقديم على الاسم ليس غير ، وذلك إذا كان في الاسم ضمير يعود على بعض الخبر شبه الجملة ، مع وجود ما يمنع تقدم الاسم على الحرف المصدري 56 ـ " أن " . نحو : سرني أن يكون في المنزل أصحابه . ـــــــــــ * الشاهد بلا نسبة .
فلا يصح أن نقول : سرني أن يكون أصحابه في المنزل . لئلا يعود الضمير على متأخر لفظا ورتبة . كما لا يصح تقديم الاسم على " أن " لئلا يلزم تقديم معمول الصلة على الموصول {1} .
3 ـ أ ـ جواز تقديم الخبر على الاسم ، وذلك إذا أمن اللبس بأن كان الخبر نكرة والاسم معرفة . 57 ـ نحو قوله تعالى { وكان حقا علينا نصر المؤمنين }2 . فـ " حقا " خبر كان تقدم على اسمها " نصر " المعرف بالإضافة .
ب ـ جواز تقديم الخبر على الفعل الناسخ واسمه . 58 ـ نحو : مبالغا كان محمد في حديثه . وعلة التقديم يرجع إلى : جواز تقديم معمول الخبر على العامل . 59 ـ كما في قوله تعالى : { وأنفسهم كانوا يظلمون }3 . فـ " يظلمون " في محل نصب خبر كان ، وأنفسهم مفعول به ليظلمون ، وقد تقدم المفعول به على كان العاملة النصب في الخبر “ يظلمون “ فمن باب أولى أن يتقدم الخبر على الفعل الناسخ .
4 ـ يجب تقديم الخبر على الفعل الناسخ واسمه ؛ إذا كان الخبر من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الاستفهام ، والشرط ، وكم الخبرية . نحو : أين كان والدك ، ومن كان يحترمك فاحترمه ، 60 ـ وكم طالب كان رسوبه بسبب الإهمال . ويستثنى في هذه الحالة من الأفعال الناقصة " ليس " ؛ لأن خبرها لا يجوز أن يسبقها على الوجه الصحيح . ــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل ج1 ص202 الهامش . 2 ـ 47 الروم . 3 ـ 177 الأعراف .
5 ـ وجوب التقدم على الفعل ، واسمه ، أو التوسط بينهما ، وذلك إذا كان الاسم متصلا بضمير يعود على بعض الخبر ، ولم يكن ثمة ما يمنع من التقدم على الفعل . نحو : كان في الحديقة زوارها ، وأمسى خادمَ فاطمة زوجها . بنصب " خادم " على أنه خبر أمسى مقدم عليها .
6 ـ ويمتنع تقدم الخبر على الفعل واسمه ، غير أنه يجوز التوسط بينهما ، أو التأخر عنهما ؛ وذلك إذا كان الفعل مسبوقا بأداة لها الصدارة في الكلام ، ولا يجوز الفصل بين الأداة ، وبين الفعل . نحو : هل صار العجين خبزا ؟ فلا يجوز تقدم الخبر على " هل " ؛ لأن لها الصدارة ، فلا يصح أن نقول : خبزا هل صار العجين ، ولا على " كان " لئلا نفصل بين هل والفعل ، فلا يصح أن نقول : هل خبزا صار العجين ؟ ولكن يجوز أن نقول : هل صار خبزا العجين . بعدم وجود المانع من التوسط . تنبيه : يستثنى من الأحكام السابقة أخبار : مادام ، وما زال ، وما فتئ ، وما برح ، وما انفك ، و" ليس " في بعض الحالات .
أحكام أخبار : ما دام وما زال ، وأخواتها ، وليس . 1 ـ حكم خبر ما دام : أ ـ منع بعض النحاة تقدم خبر ما دام على اسمها ، فلا يصح أن نقول : امتنعت من الحضور ما دام حاضرا محمد . والصحيح جواز التقديم ، والشاهد على ذلك 27، ـ قول الشاعر* : لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته بادِّكار الموت والهرم الشاهد قوله : مادامت منغصة لذاته . حيث قدم خبر ما دام وهو " منغصة " على اسمها وهو " لذاته " . وفي ذلك نظر لأنه يجوز في اسم ما دامت الإضمار ، والتقدير : ما دامت هي يعود على الذات الآتية ، وإن كان الضمير قد عاد على متأخر ، وليس في ذلك ما ينكره أحد ، فقد ورد في 61 ـ قوله تعالى : { فأوجس في نفسه خيفة موسى }1 . فالضمير في " نفسه " عائد على موسى المتأخر عنه . وبذلك تكون " منغصة " خبر ما دام مؤخرا على اسمها ، و " لذاته " نائب فاعل لاسم المفعول " منغصة " ، وعليه لا شاهد في البيت على جواز تقديم خبر ما دام على اسمها وهو مذهب ابن معط .
ب ـ يمتنع تقديم خبر ما دام عليها ، فلا يجوز أن نقول : سأنتظرك قادما ما دمت . ولن أصحبك موجودا ما دام أخوك . واجاز البعض التقديم على " ما " وحدها . فنقول : لن أصحبك ما موجودا دام أخوك ، وفيه تكلف .
2 ـ حكم خبر الأفعال المسبوقة بـ " ما " النافية : ما زال وأخواتها . لا يجوز تقدم الخبر على هذه الأفعال ، إذ لا يصح أن نقول : منهمرا ما زال المطر . بنصب " منهمرا " على أنه خبر ما زال . غير أن بعضهم أجاز التقديم ؛ إذا كان النفي بغير " ما " ، كأن يكون بـ " لم " وسواها . نحو : قائما لم يزل محمد . وفيه نظر ؛ لأن أغلب النحاة على منعه .
3 ـ حكم خبر ليس : أ ـ اختلف كثير من النحاة على منع تقدم خبر ليس على اسمها ، ولم يجيزوا ذلك ، فلا نقول : ليس موجودا محمد ، وليس مسافرا علي . والصحيح الجواز فقد ورد في ، 62 ـ قوله تعالى : { ليس البر أن تولوا وجوهكم }2 . بنصب البر على أنها خبر ليس مقدم ، واسمها المصدر المؤول من أن والفعل تولوا ، والتقدير : ليس البر تولية وجوهكم .
ــــــــــــ 1 ـ 67 طه . 2 ـ 177 البقرة .
28 ـ ومنه قول السموءل بن عدياء : سلي ـ إن جهلت ـ الناس عنا وعنهم فليس سواء عالم وجهول فـ " سواء " خبر ليس مقدم ، و " عالم " اسمها مؤخر . ب ـ كما اختلفوا حول تقدم خبرها عليها ، وعلى اسمها ، وقال أكثرهم بالمنع ، فلا يصح أن نقول : قائما ليس زيد . وأجازه البعض على اعتبار جواز تقديم معمول الخبر على الفعل الناسخ كما ذكرنا سابقا ، واستدلوا 63 ـ بقوله تعالى : { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم }1 . فـ " يوم يأتيهم " معمول الخبر " مصروفا " تقدم على ليس ، ولا يتقدم المعمول إلا حيث يتقدم العامل ، وهو من باب أولى ، وفيه خلاف ، والله أعلم .
مواطن حذف كان . 1 ـ تحذف كان وجوبا دون اسمها وخبرها بالشروط الآتية : ــ أن تقع " كان " صلة لأن المصدرية ، ويعوض عنها بـ " ما " الزائدة مع دغمها بـ " أن " . نحو : أمّا أنت مسافرا سافرت . 29 ـ ومنه قول عباس بن مرداس : أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع الشاهد في البيت قوله : أمّا أنت ذا نفر فـ " أمّا " هي " أن " المصدرية المدغمة في " ما " الزائدة النائبة عن كان المحذوفة . أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم كان المحذوفة . ذا نفر : ذا خبر كان ، وذا مضاف ، ونفر مضاف إليه . والتقدير : أن كنت ذا نفر ، ويصح أن نقول : أمّا محمد مقيما أقمتُ . 2 ـ يجوز حذفها مع اسمها دون خبرها بعد " إن ، و لو " الشرطيتين . ـــــــــــ 1 ـ 8 هود .
64 ـ نحو قول الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ " الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر " . والتقدير : إن كان عملهم خيرا فجزاؤهم خير ، وإن كان عملهم شرا فجزاؤهم شر . 65 ـ ونحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " التمس ولو خاتما من حديد " . ومنه : أعطني ولو ريالا . والتقدير : ولو كان الذي تلتمسه خاتما من حديد . 30 ـ ومنه قول النعمان بن المنذر ملك الحيرة : قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا فما اعتذارك من قول إذا قيل الشاهد في البيت : إن صدقا وإن كذبا . فـ " صدقا " خبر لكان المحذوفة مع اسمها بعد " إن " الشرطية ، والتقدير : إن كان المقول صدقا ، وإن كان المقول كذبا .
3 ـ ويجوز حذفها مع معموليها بلا عوض ، وذلك بعد " إن " الشرطية . جوابا لمن يسأل . هل ستسافر برا وإن كان الجو ممطرا ، فتجيب : نعم وإن . التقدير : وإن كان الجو ممطرا . 31 ـ ومنه قول عمر بن أبي ربيعة : قالت بنات العم يا سلمى وإن كان فقيرا معدما قالت وإن فالشاهد قوله : " قالت وإن " فحذف كان واسمها وخبرها بعد " إن " الشرطية ، ولم يعوض عنهم ، والتقدير : وإن كان هو فقيرا .
4 ـ تحذف نون كان بالشروط الآتية : أ ـ أن تكون فعلا مضارعا . ب ـ أن يكون المضارع مجزوما . ج ـ ألا يقع بعد نونها ساكن . د ـ ألا يقع بعد الفعل المضارع ضمير متصل . نحو قوله تعالى : { ولم يك من المشركين }1 . ــــــــــ 1 ـ 120 النحل .
وقوله تعالى : { ولم أك بغيا }1 . ومنه قول الحطيئة : 32 ـ ألم أك جاركم ويكون بيني وبينكم المودة والإخاء تنبيه : 1 ـ يجوز اتصال الباء الزائدة بخبر كان . نحو : ما كان أخوك بمهمل . ونحو : لا تكن بمستعجل . وفي هذه الحالة لا بد أن تسبق كان بنفي ، أو شبهه ، كما مثلنا . 2 ـ يجوز اتصال الباء الزائدة بخبر ليس . نحو : ليس الفوز ببعيد . 66 ـ ومنه قوله تعالى : { أليس الله بأحكم الحاكمين }2 . ــــــــــــــ 1 ـ 20 مريم . 2 ـ 8 التين
نماذج من الإعراب
40 ـ قال تعالى : { وكان الله بكل شيء محيطا } . وكان : الواو حرف عطف ، كان فعل ماض ناقص ، ويجوز أن تكون الواو استئنافية . الله : لفظ الجلالة اسم كان مرفوع . بكل شيء : بكل جار ومجرور متعلقان بـ " محيطا " وكل مضاف ، وشيء مضاف إليه مجرور بالكسرة . محيطا : خبر كان منصوب بالفتحة . وجملة " كان ... إلخ " معطوفة على ما قبلها ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
41 ـ قال تعالى : { فما زلتم في شك } . فما : الفاء حرف عطف ، وما نافية لا عمل لها . زلتم : زال فعل ماض ناقص مبني على السكون ؛ لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتصل في محل رفع اسمه . في شك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر زال . والجملة معطوفة على ما قبلها .
42 ـ قال تعالى : { تالله تفتؤ تذكر يوسف } . تالله : التاء حرف جر يفيد القسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولفظ الجلالة اسم مجرور بالكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بـ " تفتؤ " . تفتؤ : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة ، وأصله لا تفتأ ، فحذف حرف النفي الذي هو شرط في عمل هذا الفعل وما شابهه من الفعل " زال " وأخواتها ، وقد سد القسم مسد النفي ؛ لأن القسم إذا لم يؤكد الفعل بعده باللام والنون فهو نفي {1} ، وإذا أكد باللام والنون فهو إثبات ، والقسم هنا لم يؤكد الفعل بعده باللام بالنون ، لذلك اعتبر القسم نفيا ، والفعل في أصله يفيد النفي ، ونفي النفي إثبات ، وهذا هو الغرض من سبق هذه الأفعال بحرف النفي . واسم تفتؤ ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت يعود على والد يوسف . تذكر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على والد يوسف أيضا . يوسف : مفعول به منصوب بالفتحة ، وجملة " تذكر يوسف " في محل نصب خبر تفتؤ . وتقدير الآية : نقسم بالله تعالى لا تزال ذاكرا يوسف متفجعا عليه . والشاهد في الآية تقدير النفي بعد القسم .
19 ـ قال الشاعر : صاح شمر ولا تزل ذاكرا المو ت فنسيانه ضلال مبين صاح : منادى مرخم بحرف نداء محذوف ، وترخيمه شاذ ؛ لأنه نكرة ، إذ لا يرخم مما ليس آخره تاء إلا العلم . شمر : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت يعود على صاح . ولا تزل : الواو حرف عطف ، ولا ناهية ، تزل فعل مضارع ناقص مجزوم بحرف النهي ، وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ذاكر الموت : ذاكرا خبر تزل منصوب بالفتحة ، وذاكر مضاف ، والموت مضاف إليه مجرور بالكسرة . ـــــــــــــــــــ 1 ـ انظر روح المعاني للألوسي ج13 ص41 .
فنسيانه : الفاء حرف دال على التعليل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، نسيان مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . ضلال : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة . مبين : صفة مرفوعة بالضمة ، وجملة لا تزل معطوفة على ما قبلها .
43 ـ قال تعالى : { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا } . وأوصاني : الواو حرف عطف ، أوصى فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو يعود على الله ، والنون للوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به . بالصلاة : جار ومجرور متعلقان بأوصاني . والزكاة : الواو حرف عطف ، الزكاة معطوف على ما قبله . ما دمت : ما مصدرية تفيد الظرف حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، دام فعل ماض انقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتصل في محل رفع اسم دام . حيا : خبر ما دام منصوب بالفتحة .
44 ـ قال تعالى : { فلمّا أن جاء البشير ألقاه على ظهره فارتد بصيرا } . فلما : الفاء حرف عطف ، لما ظرفيه بمعنى " حين " متضمنة معنى الشرط غير جازمة ، مبنية على السكون في محل نصب ، وامتناع عملها الجزم لاختصاصها بالدخول على الأفعال الماضية {1} . ــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ــ انظر المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ص377 للمؤلف .
أن جاء : أن حرف مصدري ونصب ، جاء فعل ماض مبني على الفتح ، والتقدير : حين مجيء البشير . البشير : فاعل مرفوع بالضمة . ألقاه : ألقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على البشير ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . على وجهه : جار ومجرور متعلقان بالفعل ألقى ، والضمير المتصل بوجه في محل جر مضاف إليه . فارتد : الفاء تفيد السببية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، ارتد فعل ماض تام مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على والد يوسف . بصيرا : حال منصوبة من الضمير المستتر في ارتد . وجملة " لما " ... إلخ معطوفة على ما قبلها .
45 ـ قال تعالى : { انقلبتم على أعقابكم } . انقلبتم : انقلب فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتحرك مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والميم علامة الجمع ، وجملة " انقلبتم " في محل جزم جواب الشرط . على أعقابكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الضمير في " انقلبتم " ، والكاف ضمير في محل جر مضاف إليه .
20 ـ قال الشاعر : قطعت إذا ما الآل آض كأنه سيوف تنحى ساعة ثم تلتقي قطعت : فعل وفاعل . إذا ما : لفظ مركب من إذا الشرطية ، وما الزائدة . الآل : مبتدأ مرفوع بالضمة باعتبار الفعل بعده ناقص بمعنى صار ، ولو كان الفعل تاما لأعربنا " الآل " فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده . آض : فعل ماض ناقص بمعنى صار مبني على الفتح ، ـ وهو مكان الشاهد ـ واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على " الآل " . كأنه : كأن حرف مشبه بالفعل ناصب لاسمه رافع لخبره ، والضمير المتصل في محل نصب اسمه . سيوف : خبر كأن مرفوع بالضمة . وجملة " كأنه سيوف " في محل نصب خبر آض باعتبارها ناقصة بمعنى صار . وجملة " آض " في محل رفع خبر المبتدأ " الآل " . تنحى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على سيوف . ساعة : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " تنحى " . ثم : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب . تلتقي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على السيوف ، وجملة تلتقي معطوفة على جملة تنحى . تنبيه : إذا اعتبرنا آض بمعنى رجع فلا شاهد في البيت ، ويكون الضمير المقدر فيها فاعلا ، والآل قبلها فاعل لفعل محذوف كما ذكرنا سابقا ، وتكون جملة كأنه في محل نصب حال من الضمير في آض . والله أعلم .
46 ـ قال تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة . وإن كان : الواو للاستئناف ، إن شرطية جازمة ، كان فعل ماض تام مبني على الفتح . ذو : فاعل كان مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف . عسرة : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وجملة كان في محل جزم فعل الشرط . فنظرة : الفاء واقعة في جواب الشرط ، نظرة خبر لمبتدأ محذوف وتقدير الكلام : فالحكم نظرة . والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط . إلى ميسرة : جار ومجرور متعلقان بنظرة ، أو بمحذوف صفة لها . وجملة " وإن كان " ... إلخ لا محل لها من الإعراب استئنافية ، ويجوز فيها العطف إذا اعتبرنا الواو عاطفة .
47 ـ قال تعالى : { وكان الله غفورا رحيما } . وكان : الواو للاستئناف ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح . الله : لفظ الجلالة اسم كان مرفوع بالضمة . غفورا : خبر كان منصوب بالفتحة . رحيما : خبر ثان لكان منصوب بالفتحة . وجملة كان ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
48 ـ قال تعالى : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } . وليس : الواو للاستئناف ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح . البر : اسم ليس مرفوع بالضمة . بأن : الباء حرف جر صلة " زائد " ، أن حرف مصدري ونصب . تأتوا : فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، واو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل . وأن المصدرية والفعل في تأويل مصدر صريح في محل جر لفظا بحرف الجر الزائد ، ومنصوب محلا خبر ليس ، والتقدير : ليس البر آتيان البيوت . البيوت : مفعول به منصوب بالفتحة . من ظهورها : جار ومجرور متعلقان بالفعل تأتوا ، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . وجملة ليس البر ... إلخ معطوفة على ما قبلها .
49 ـ قال تعالى : { لا يزالون مختلفين } . لا يزالون : لا نافية لا عمل لها ، يزالون فعل مضارع ناقص مرفوع بثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع اسمه . مختلفين : خبر يزال منصوب بالياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم .
21 ـ قال الشاعر : زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل زالوا : زال فعل ماض تام مبني على الضم ؛ لاتصاله بواو الجماعة ، وهي في محل رفع فاعلة . فما زال : الفاء لتزيين اللفظ حرف مبني على الفتح لا عمل له ، وما نافية لا عمل لها ، زال فعل ماض تام مبني على الفتح . أنكاس : فاعل مرفوع بالضمة . ولا كشف : الواو عاطفة ، ولا نافية لا عمل لها ، وكشف معطوف على أنكاس . عند اللقاء : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بزال ، وهو مضاف ، واللقاء مضاف إليه مجرور بالكسرة . ولا ميل معازيل : الجملة معطوفة على كشف ، ويصح ويصح أن يلحق العطف " ميل " فقط ، وتكون معازيل صفة لميل مرفوعة مثلها .
22 ـ قال الشاعر : وماؤكما العذب الذي لو شربته شفاء لنفس كان طال اعتلالها وماؤكما : الواو حسب ما قبلها حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وماء مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم والألف علامة التثنية . العذب : صفة مرفوعة بالضمة . الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر . لو شربته : لو حرف امتناع لامتناع " امتناع الجواب لامتناع الشرط " مبني على السكون لا محل له من الإعراب ؛ وهي غير جازمة . شربته فعل وفاعل ومفعول به . وجملة " شربته " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . شفاء " مفعول لأجله منصوب بالفتحة . لنفس : جار ومجرور متعلقان بشفاء . كان : زائدة لا عمل لها . طال اعتلالها : طال فعل ماض مبني على الفتح ، واعتلالها فاعل مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وجملة " اعتلالها " في محل جر صفة " لنفس " فصل بينهما " كان "
23 ـ قال الشاعر : سراة بني أبي بكر تسامى على كان المسومة العراب سراة : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . بني أبي بكر : بني مضاف إليه مجرور بالياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وبني مضاف ، وأبي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، وأبي مضاف ، وبكر مضاف إليه مجرور بالكسرة . تسامى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على جياد ، والجملة في محل رفع خبر . على : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب . كان : زائدة لا عمل لها . المسومة : اسم مجرور بعلى ، وشبه الجملة متعلق بـ " تسامى " . العراب : صفة مجرورة لمسومة .
50 ـ قال تعالى : { فما زالت تلك دعواهم } . فما : الفاء حرف استئناف ، ما نافية لا عمل لها ، زال فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث الساكنة . تلك : اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع اسم زال . دعواهم : خبر زال منصوب بالفتحة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه . وجملة " ما زالت ... إلخ " لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
51 ـ قال تعالى : { ولا يزال الذين كفروا في مرية منه } . ولا يزال : الواو حسب ما قبلها ، أو استئنافية ، لا نافية ، يزال فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة . الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع اسم يزال . كفروا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . في مرية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يزال . من : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف ، والتقدير : يشكون منه .
24 ـ قال الشاعر : قضى الله يا أسماء أن لست زائلا أحبك حتى يغمض الجفن مغمض قضى الله : قضى فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر ، ولفظ الجلالة فاعل . يا أسماء : يا حرف نداء مبني على السكون ، أسماء منادى علم مبني على الضم في محل نصب . أن : مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : أنه . لست : فعل ماض ناقص مبني على السكون ، واسمه ضمير متصل فيه في محل رفع ، وجملة " أن لست " في محل نصب مفعول به لقضى ، والتقدير : قضى الله بعدم زوالي . زائلا : خبر ليس منصوب بالفتحة ، وجملة " لست زائلا " في محل رفع خبر أن . واسم زائل محذوف تقديره : أنا ، في محل رفع ؛ لأن زائل اسم فاعل من زال يعمل عملها . أحبك : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به . وجملة " أحبك " في محل نصب خبر زائل . حتى يغمض : حتى حرف جر وغاية ، يغمض فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحتى والتقدير : حتى إغماض الجفن . الجفن : مفعول به تقدم على فاعله منصوب بالفتحة . مغمض : فاعل مؤخر مرفوع بالضمة . 52 ـ ما فاتئ المصلي قائما . ما فاتئ : ما نافية لا عمل لها ، فاتئ مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو اسم فاعل من الفعل الناقص فتئ ويعمل عمله . المصلي : اسم فاتئ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل . قائما : خبر فاتئ منصوب بالفتحة . وقيل اسم فاتئ محذوف وتقدير : هو ، والمصلي خبره ، وفي ذلك خلاف ، والوجه الأول أحسن ، وأقرب إلى المنطق .
53 ـ قال تعالى : { لن نبرح عليه عاكفين } . لن نبرح : لن حرف نفي ونصب ، نبرح فعل مضارع ناقص منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن . عليه : جار ومجرور متعلقان بعاكفين . عاكفين : خبر نبرح منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم .
54 ـ قال تعالى : { ويكون الرسول عليكم شهيدا } . ويكون : الواو حرف عطف ، يكون فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة . الرسول : اسم يكون مرفوع بالضمة . عليكم : جار ومجرور متعلقان بـ " شهيدا " . شهيدا : خبر يكون منصوب .
25 ـ قال الشاعر : وما كل من يبدي البشاشة كائنا أخاك إذا لم تلفه لك منجدا وما كل : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية تعمل عمل ليس ، كل اسمها مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه . يبدي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على من . وجملة " يبدي ... " لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . البشاشة : مفعول به منصوب بالفتحة . كائنا : اسم فاعل من كان الناقصة ، خبر ما منصوب بالفتحة ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود إلى كل . أخاك : خبر كائن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل لجر مضاف إليه . إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان منصوب بالفتحة المقدرة ، تضمن معنى الشرط . لم تلفه : لم حرف نفي وجزم وقلب ، تلفه فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به أول . لك : جار ومجرور متعلقان بـ " منجدا " . منجدا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة لتلفي .
26 ـ قال الشاعر : ببذل وحلم ساد في قومه الفتى وكونك إياه عليك يسير ببذل : جار ومجرور متعلقان بساد الآتي . وحلم : الواو عاطفة ، حلم معطوف على ما قبله مجرور بالكسرة . ساد في قومه : ساد فعل ماض مبني على الفتح ، في قومه جار ومجرور متعلقان بساد ، وقوم مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . الفتى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر . وكونك : الواو للاستئناف ، كون مصدر من كان الناقصة مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، وهو أيضا في محل رفع اسم " كون " . إياه : ضمير منفصل في محل نصب خبر كون . عليك : جار ومجرور متعلقان بيسير . يسير : خبر المبتدأ " كون " مرفوع بالضمة الظاهرة . وجملة " كون " وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
55 ـ ما كان القائد إلا صديقا لجنوده . ما كان : ما نافية لا عمل لها ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح . القائد : اسم كان مرفوع بالضمة . إلا صديقا : إلا أداة حصر لا عمل لها ، صديقا خبر كان منصوب بالفتحة . لجنوده : جار ومجرور متعلقان بـ " صديقا " وجنود مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
56 ـ سرني أن يكون في المنزل أصحابه . سرني : سر فعل ماض مبني على الفتح ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به . أن يكون : أن حرف مصدري ونصب ، يكون فعل مضارع ناقص منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة ، والمصدر المؤول بالصريح في محل رفع فاعل " سر " ، والتقدير : سرني كون أصحاب المنزل فيه . في المنزل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكون تقدم على اسمها . أصحابه : اسم يكون مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وتقدم الخبر على اسمه لاشتمال الاسم على ضمير يعود على الخبر ، فلو تقدم الاسم لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة .
57 ـ قال تعالى : { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } . وكان : الواو حسب ما قبلها ( تلاحظ ) ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح . حقا : خبر كان تقدم على اسمها ، منصوب بالفتحة الظاهرة . علينا : جار ومجرور متعلقان بـ " حقا " . نصر المؤمنين : نصر اسم كان مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، المؤمنين مضاف إليه مجرور بالياء .
58 ـ مبالغا كان محمد في حديثه . مبالغا : خبر كان تقدم عليها منصوب بالفتحة . كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح . محمد : اسم كان مرفوع بالضمة . في حديثه : جار ومجرور متعلقان بـ " مبالغا " ، وحديث مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
59 ـ قال تعالى : { وأنفسهم كان يظلمون } وأنفسهم : الواو حرف عطف ، أنفسهم مفعول به مقدم ليظلمون ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . كانوا : كان فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها . يظلمون : فعل مضارع من الأفعال الخمسة مرفوع بثبوث النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، وجملة " يظلمون " في محل نصب خبر كان . وجملة " أنفسهم " ... إلخ معطوفة على ما قبلها .
60 ـ كم طالب كان رسوبه بسبب الإهمال . كم : خبرية مبنية على السكون في محل نصب خبر كان مقدم عليها ، وكم مضاف ، وطالب تمييز مجرور بالإضافة . كان رسوبه : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، ورسوبه اسم كان مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . بسبب الإهمال : بسبب جار ومجرور متعلقان بـ " رسوب " ، وسبب مضاف ، والإهمال مضاف إليه مجرور .
27 ـ قال الشاعر : لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته بادكار الموت والهرم . لا طيب : لا نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، طيب اسمه مبني على الفتح في محل نصب . للعيش : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، ويجوز أن يكون تعلق الجار والمجرور بـ " طيب " ، وخبر " لا " محذوف . ما دامت : ما مصدرية تفيد الظرف ، دامت فعل ماض ناقص ، والتاء للتأنيث الساكنة . منغصة : خبر ما دام مقدم على اسمها منصوب بالفتحة . لذاته : اسم مادام مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . بادكار : جار ومجرور متعلقان بـ " منغصة " وهو مضاف . الموت : مضاف إليه مجرور بالكسرة . والهرم : الواو عاطفة ، الهرم معطوف على الموت مجرور بالكسرة .
61 ـ قال تعالى : { فأوجس في نفسه خيفة موسى } . فأوجس : الفاء للاستئناف ، أوجس فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر . في نفسه : جار ومجرور متعلقان بـ " أوجس " ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه يعود على موسى . خيفة : حال منصوبة بالفتحة . موسى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .
62 ـ قال تعالى : { ليس البر أن تولوا وجوهكم } . ليس : فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح ، وجمدت لكونها جاءت بصيغة الماضي ، ومعناها نفي الحال ، فلم يتكلف لها بناء آخر فاستعملت على لفظ واحد ، كما أنها خالفت الأفعال بوضعها للنفي والسلب ، ولم تضع الأفعال لنفي وسلب المعنى ، لذلك أنزلت منزلة الحرف ، فجمدت ، ولم تتصرف ، والدليل على فاعليتها اتصالها بالضمائر المرفوعة بها . البر : خبر ليس مقدما علي اسمها منصوب بالفتحة . أن تولوا : أن حرف مصدري ونصب ، تولوا فعل مضارع من الأفعال الخمسة منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع اسم ليس مؤخر ، ويجوز في " البر " أن يكون اسم ليس ، والمصدر خبرها وذلك في إحدى القراءات . وجوهكم : مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل لفي محل جر مضاف إليه .
28 ـ قال الشاعر : سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم فليس سواء عالم وجهول سلي : فعل أمر مبني على حذف النون ، وياء المخاطبة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعله . إن جهلت : إن حرف شرط جازم ، جهلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع فاعل . وجملة " جهلت " في محل جزم فعل الشرط ، وجواب الشرط محذوف يل عليه سياق الكلام ، والتقدير : إن جهلت فاسألي . الناس : مفعول به منصوب بالفتحة . عنا وعنهم : عنا جار ومجرور متعلقان بـ " سلي " ، وعنهم الواو حرف عطف ، عنهم جار ومجرور معطوف على ما قبله . فليس : الفاء حرف دال على التعليل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح سواء : خبر ليس مقدم عليها منصوب بالفتحة الظاهرة . عالم : اسم ليس مؤخر عن الخبر مرفوع بالضمة . وجهول : الواو حرف عطف ، جهول معطوف على ما قبله .
63 ـ قال تعالى : { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم } . ألا يوم : ألا حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة لأنه مفعول به تقدم على عامله " مصروف " ، وقيل هو ظرف ، والعامل فيه محذوف ، ويوم مضاف . يأتيهم : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء تتقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على العذاب ، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . وجملة : يأتيهم : في محل جر مضاف إليه ليوم . ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على العذاب أيضا . مصروفا : خبر ليس منصوب بالفتحة . عنهم : جار ومجرور متعلقان بـ " مص
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:21
ما يعمل عمل ليس من الحروف
أولا : ما النافية .
تنقسم " ما " النافية إلى قسمين : ـ 1 ـ ما النافية التي لا عمل لها ، ودخولها على الجملة لا يؤثر فيها ، وتعرف بالتميمية ، وسبب عدم عملها ؛ أنها أهملت إهمال ليس عند الكوفيين ، ولا يختص دخولها على الأسماء ، وإنما تدخل على الأسماء والأفعال على حد سواء ، لذلك أهملها التميميون . مثال دخولها على الأسماء : ما أخوك قائم ، وما عمرو مسافر . فأخوك مبتدأ ، وقائم خبره . ولم يرد ذكرها في القرآن الكريم مع الأسماء . وقد كثر ذكرها مع الأفعال الماضية والمضارعة . مثال دخولها على الأفعال الماضية ، 67 ـ قوله تعالى : { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين }1 . وقوله تعالى : { ما اتبعوا قبلتك }2 . وقوله تعالى : { وما كان من المشركين }3 . ومثال دخولها على الأفعال المضارعة قوله تعالى : { وما يعلمنا من أحد }4 . وقوله تعالى : { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج }5 . وقوله تعالى : { ما يأكلون في بطونهم إلا النار }6 . ـــــــــــــ 1 ـ 16 البقرة . 2 ـ 145 البقرة . 53 ـ 67 آل عمران . 4 ـ 105 البقرة . 6 ـ المائدة . 6 ـ 174 البقرة .
2 ـ ما النافية العاملة ، والتي يختص دخولها بالأسماء ، وتعمل عمل ليس ؛ لأنها تشبهها في نفي الحال عند الجمهور وتعرف بالحجازية . 68 ـ نحو قوله تعالى : { ما هذا بشر }1 . وقوله تعالى : { ما هن أمهاتهم }2 .
شروط عملها : تعمل ما النافية بشروط هي : ـ 1 ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . إذ لا يصح أن نقول : ما مسافرا محمد . 2 ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها . فلا يصح أن نقول : ما عمله محمد مشكورا ، وما يوم الجمعة محمد قادما ، وما عند السفر عليّ منتظرا . 3 ـ الا تقترن بـ " إن " الزائدة . فلا يجوز أن نقول : ما إن محمد مسافرا . 4 ـ ألا ينتقض النفي بإلا ، فإذا انتقض بطل عمل " ما " . نحو قوله تعالى : { وما محمد إلا رسول }3 . وقوله تعالى : { ما أنتم إلا بشر مثلنا }4 . فـ " محمد " مبتدأ ، و " رسول " خبر . 5 ـ ألا تتكرر . ومن الأمثلة التي استوفت فيها " ما " الشروط السابقة قولهم : ما رجلٌ أكرمَ من حاتم ، وما محمد أشجعَ من علي . ومنه قوله تعالى : { ما منكم من أحد عنا حاجزين }5 . 33 ـ ومنه قول الشاعر : ما الحسن في وجه الفتى شرفا له إذا لم يكن في فعله والخلائق وقول الآخر : أبناؤها متكنفون أباهم حنقوا الصدور وما هم أولادها الشاهد في الآية قوله تعالى : { من أحد عنه حاجزين } من : حرف جر زائد ، وأحد : اسم ما في محل رفع ، وحاجزين : خبرها منصوب . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 31 يوسف . 2 ـ 2 المجادلة . 3 ـ 144 آل عمران . 4 ـ 15 ياسين . 5 ـ 47 الحاقة .
والشاهد في البيتين : " ما الحسن شرفا " ، و " وما هم أولادها " . فـ " الحسن " في الشاهد الأول ، والضمير المنفصل " هم " في الشاهد الثاني كل منهما وقع اسما لما النافية العاملة مرفوعا بها ، و" شرفا " ، و " أولادها " خبراها منصوبان بها .
تنبيهات وفوائد : 1 ـ يكثر اتصال خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس بالباء الزائدة . 69 ـ كقوله تعالى : { وما ربك بظلام للعبيد }1. وقوله تعالى : { وما هم بمؤمنين }2 . وقوله تعالى : { وما صاحبكم بمجنون }3 . 34 ـ ومنه قول امرئ القيس : ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ الشاهد في البيت " بأمثل " فالباء زائدة ، وأمثل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحرمة حرف الجر الزائد . 2 ـ ذكرنا سابقا أنه يمتنع تقديم خبر " ما " العاملة على اسمها إذا كان الخبر اسما ظاهرا ، غير أنه يجوز التقديم إذا كان الخبر شبه جملة . 35 ـ كقول عبد الله بن كعب الحميري : وما لي شيء منكما غير أنني أمني الصدى ظليكما فأطيل الشاهد : وما لي شيء ، حيث قدم خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس على اسمها " شيء " ، وفيه خلاف بين النحاة ، فمنهم من أبطل عملها ، وجعل " لي " في محل رفع خبر مقدم ، و " شيء " مبتدأ مؤخر . 3 ــ من شروط عمل ما عدم زيادة " إن " بعدها ، غير أنه يجوز زيادة غيرها من الأحرف كم الجارة . 70 ـ نحو قوله تعالى : { فما منكم من أحد عنه حاجزين }4 . ـــــــــــــ 1 ـ 46 فصلت . 2 ـ 8 البقرة . 3 ـ 22 التكوير . 4 ـ 47 الحاقة .
ومنه قول الشاعر : لا ينسينك الأسى تأسيا فما من حِمام أحدٌ معتصما الشاهد في الآية قوله تعالى : فما منكم من أحد ، حيث جيء بـ " من " الجارة بعد " ما " . والشاهد في البيت قول الشاعر : ما من حمام ، حيث قدم معمول الخبر " معتصما " وهو الشبه الجملة الجار والمجرور على اسمها ، وجاءت من الجارة بعد " ما " العاملة . 4 ـ إذا وقعت " بل ولكن " بعد " ما " النافية العاملة ، وجب رفع ما بعدها على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، باعتبار بل ولكن ابتدائيتين ، وليستا عاطفتين ؛ لأن " ما " لا تعمل في الموجب ، وإنما تعمل في المنفي . نحو : ما محمد مسافرا بل مقيم ، وما زيد مهملا لكن مجتهد . وعلة عدم إعمالها بعد بل ولكن أن " ما " تقتضي العمل في المنفي ، و " بل ولكن " في هذه الحالة يقتضيان الإيجاب . فإذا عطف على معمولي " ما " بحرف يقتضي النفي ، ولا يقتضي الإيجاب كـ " الواو " مثلا جاز النصب . نحو : ما سعيد كسولا ولا مهملا . وجاز الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف . نحو : ما سعيد كسولا ولا مهملٌ {1} .
ثانيا ـ " لا " النافية ، وهي إما عاملة ، أو غير عاملة . 1 ـ " لا " النافية العاملة عمل ليس ، وتعرف بلا الحجازية أيضا ، وهي لنفي الوحدة ، وتعمل بالشروط الآتية ، وإن كان عملها عمل " ليس " على قلة . أ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين . نحو : لا رجل مسافرا . ب ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . فلا يجوز أن نقول : لا رجلا مسافر . ج ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها إلا إذا كان شبه جملة . ـــــــــــــــ 1 ـ جامع الدروس العربية ج2 ص293 .
نحو : لا في الدار أحد موجودا . د ـ ألا يكون خبرها محصورا بإلا ، فلا تقول : لا طالب إلا متفوقا . هـ ـ ألا تتكرر ، لأن نفي النفي إثبات ، وهي لا تعما إلا في النفي . ومما سبق نجد أن الشروط المتوفرة في عمل " ما " هي نفس الشروط المطلوبة في عمل " لا " ، ما عدا شرط عدم زيادة " إن " فإنها لا تزاد بعد " لا " أصلا . ومن الأمثلة التي استوفيت فيها الشروط قولنا : لا رجلٌ أفضلَ من رجل . 36 ـ ومنه قول الشاعر* : تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا الشاهد : فلا شيء باقيا . لا : نافية تعمل عمل ليس ، وشيء : اسمها مرفوع ، وباقيا : خبرها منصوب . ومنه قول الآخر* : إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا ومنه قول المتنبي : نصرتك إذ لا صاحبٌ غيرَ خاذل فبؤت حصنا بالكماة حصينا 37 ـ والغالب في خبرها الحذف كقول سعيد بن مالك : من صد عن نيرانها فأنا ابن قيس لا براح الشاهد : لا براح ، فلا نافية عاملة عمل ليس ، وبراح اسمها مرفوع ، وخبرها محذوف تقديره : لا براح لي . 2 ـ " لا " النافية غير العاملة ، وهي لا تختص بالدخول على الأسماء ، وإنما تدخل على الأسماء ،والأفعال ، كما هو الحال في " ما " غير العاملة . فإذا دخلت على الأسماء بقيت الجملة بعدها مبتدأ وخبرا . 71 ـ نحو قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 . ـــــــــ 1 ـ 47 الصافات .
وقوله تعالى : { لا بيع فيه ولا خلال }1 . وقوله تعالى : { لا الشمس ينبغي ان تدرك القمر }2 . ويشترط فيها التكرار إذا وليها نعت . نحو قوله تعالى : { زيتونة لا شرقية ولا غربية }3 . 72 ـ وقوله تعالى : { لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث }4 . ومثال دخولها على الأفعال قوله تعالى : { فلا صدق ولا صلى }5 . وقوله تعالى { لا يعزب عنه مثقال ذرة }6 . وقوله تعالى : { فلا أقسم بمواقع النجوم }7 . ــــــــــــ 1 ـ 31 إبراهيم . 2 ـ 40 ياسين . 3 ـ 35 النور . 4 ـ 71 البقرة . 5 ـ 31 القيامة . 6 ـ 3 سبأ . 7 ـ 75 الواقعة .
فوائد وتنبيهات
1 ـ تعمل " لا " عمل ليس بقلة وندرة كما ذكرنا آنفا ، ولم يرد عملها في القرآن ، ولم يسمع إلا في الشعر كم مثلنا سابقا في موضعه . 38 ـ وقد يكون منه قول الراعي النميري ، ـ والغالب ألا يكون ـ وسنوضحه في الإعراب : وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل وذلك إذا جعلنا " ناقة " اسما لـ " لا " ، و " لي " متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لها . أما قوله تعالى : { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }1 . فالاختيار عند النحويين الرفع والتنوين على الابتداء {2} . و " عليهم " متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ " خوف " ، و " لا " لا عمل لها ، وعلتهم في ذلك قوله تعالى : ولا هم يحزنون ، أن ما بعد " لا " معرفة ، و " لا " لا تعمل إلا في النكرة ، فحملوا الأول على الثاني . أي حملوا قوله تعالى : لا خوف عليهم ، على قوله تعالى : ولا هم يحزنون . وبعضهم أجاز أن تكون " لا " عاملة عمل ليس ، وجعل " خوف " اسمها وشبه الجملة في محل نصب خبرها ، وعلة من أجاز ذلك أنه لا يشترط في عملها أن يكون اسمها وخبره نكرتين ، فقد ذكر ابن جني أنه لا يشترط في عملها هذا الشرط . فقد يأتي اسمها معرفة ، وخبرها نكرة ، واستشهد على ذلك بقول النابغة الجعدي : وحلت سواد القلب لا أنا باغيا سواها ولا عن حبها متراخيا ومنه قول المتنبي : إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 38 البقرة . 2 ـ انظر أحكام القرآن الكريم للقرطبي ج1 ص329 ، وروح المعاني للألوسي ج1 ص240 .
وعلى ذلك حملت الآية السابقة : ولا هم يحزنون . والشاهد في بيتي الجعدى والمتنبي : ولا أنا باغيا ، و : فلا الحمد مكسوبا . حيث عملت " لا " عمل ليس ، واسمها ضمير ، والضمير أعرف المعارف ، وكذلك كلمة " الحمد " فهي معرفة بأل . و" باغيا ومكسوبا " خبران لها منصوبان . وقد يرجع السبب في ندرة عمل " لا " عمل " ليس " بأن شبه " لا " بليس ضعيف ؛ لأن " لا " للنفي مطلقا ، و " ليس " لنفي الحال ليس غير . 2 ـ يجوز في " لا " التي لنفي الوحدة أن تكون لنفي الجنس إذا أريد بها نفي الجميع نفيا عاما ، ولا يستثنى من أفراد جنسها أحد . ونفرق بين النوعين من " لا " بالقرينة الدالة على إحداها . فإذ قلنا لا رجلٌ مسافراً . برفع المبتدأ ، ونصب الخبر كانت " لا " لنفي الوحدة ، والتفي في هذه الحالة ليس عاما ، فهو لم يستغرق جميع أفراد جنسها ، بل يكون واحدا أو أكثر ، وكأننا قلنا : ليس رجلٌ مسافراً ، بل رجلان أم ثلاثة . وإذا قلنا : لا رجلَ مسافرٌ ولا امرأةً . بنصب المبتدأ ورفع الخبر كان النفي مستغرقا جميع أفراد الجنس المنفي ، وفي هذه الحالة يكون التركيب خاطئا . إذ لا يصح أن نقول : لا رجلَ مسافر ولا امرأة ، بل رجلان ؛ لأن المنفي وقع على الجميع ، فلا يستثني منهم أحد . وقد قرئ قوله تعالى : { لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة }1 . بالرفع والنصب على الحالتين باعتبار أن " لا " تكون لنفي الوحدة ، وتكون لنفي الجنس إذا وجدت القرينة . 3 ــ ويجوز في " لا " النافية للوحدة أن تهمل وما بعدها يعرب مبتدأ وخبرا ، وفي هذه الحالة يستوجب فيها التكرار . نحو قوله تعالى : { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }2 . ـــــــــــــ 1 ـ 254 البقرة . 2 ـ 38 البقرة .
وقوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 . 4 ـ لا يتغير عمل " لا " التي للوحدة إذا دخل عليها همزة الاستفهام . نقول : ألا رجل محسنا إلى للفقير ، ألا طالب فائزا في المسابقة . 5 ـ يجوز اتصال خبرها بـ " الباء " الزائدة كقول سودة بن قارب : وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلا عن سواد بن قارب الشاهد : بمغن ، فقد زيد الباء قبل خبر لا . 6 ـ ينبغي أن نلاحظ أن معظم الشواهد التي عملت فيها " لا " عمل " ليس " افتقد فيها شرط التكرار كما هو الحال في الأبيات رقم : أ ، ب ، ج ، د .
ثالثا ـ لات . هي " لا " النافية زيدت عليها تاء لتأنيث اللفظ ، الغرض من زيادتها المبالغة . وتعمل " لا " عمل " ليس " في بعض المواضع ، ولم تتمكن تمكنها ، ولم تستعمل إلا ومضمر فيها ؛ لأنها كـ " ليس " في المخاطبة ، والإخبار عن الغائب . ويشترط في عملها الشروط الآتية : ـ 1 ـ أن يكون اسمها وخبرها بلفظ " الحين " . 2 ـ أن يحذف اسمها ، أو خبرها ، والغالب حذف اسمها . 73 ـ نحو قوله تعالى : { ولات حين مناص }2 . والتقير : ولات الحينُ حينَ مناص . أي : ليس الحين حين مهرب . 39 ـ ومنه قول قول الشاعر* : ندم الغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم الشاهد : ولات ساعة . فقد عملت ساعة في الخبر ؛ لأنه ظرف زمان ، ولكنه ليس بلفظ الحين . ـــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 47 الصافات . 2 ـ 3 ص . * لرجل من طي ، ويقال لمحمد بن عيسى بن طلحة ، أو مهلل بن مالك الكناني .
ومنه قول الأعشى : لات هنَّا ذكرى جبيرة أو من جاء منها بطائف الأهوال الشاهد : لات هنَّا . وهنَّا ظرف زمان بمعنى " الحين " ، وقد عملت فيه لات النصب خبرا لها .
تنبيهات وفوائد
1 ـ لقد وردي بعض ألفاظ الزمان غير لفظة " حين " بعد " لا " ، ولكنها جاءت مجرورة ، وهذا شاذ في كلام العرب ، لأن ما عليه جمهور النحاة أن تعمل لات عمل ليس فترفع الاسم ، وهو في الغالب ما يكون محذوفا ، وتنصب الخبر ويكون أيضا من ألفاظ الزمان . فما سمع عنهم مجرورا من ألفاظ الزمان بعد " لا " كان الجر بحرف الجر " من " المضمر ، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان {1} . وقال البعض إن الجر بـ " لات " لغة من لغات الغرب ، وإن كان ذلك لم يذكره النحاة كما ذكروا الحروف التي جر بها العرب لغة ، وهي : لعل ، ومتى ، ولولا وغيرها . ومن الشواهد على مجيء اسم الزمان مجرورا بعد لات ، 40 ـ قول المنذر بن حرملة * : طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء الشاهد : ولات أوان . بجر أوان وتنوينها ، أي : ليس الجر جر بناء . فإذا كان الكسر كسر بناء فلا شاهد في البيت . ومنه ـ ولكن ليس بلفظ الزمان ـ قول المتنبي : لقد تصبرت حتى لات مصطبرٍ ولآن أقحم حتى لات مقتحمِ ـــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر الحروف العاملة في القرآن الكريم لهادي عطية الهلالي ص551 . * وقيل لأبي زيد الطائي .
الشاهد : لات مصطبرٍ ، ولات مقتحمِ . حيث جر الشاعر اللفظين بعد لات . والجر كما ذكرنا : إما على إضمار حرف الجر " من " ، وهو الوحه الحسن ، أو على لغة بعض القبائل . 2 ـ وإذا دخلت " لات " في بعض الأحايين على ألفاظ غير زمانية أهمل عملها ، ورفعت تلك الألفاظ إما على الابتداء ، أو الفاعلية . كقول شمردل الليثي : لهفي عليك للهفة من خائف يبغي جَوَارك حين لات مجيرُ الشاهد : لات مجير . برفع مجير ؛ لأنها لفظة غير زمانية جاءت بعد لات ، مما أبطل عملها ورفع ما بعدها على الوجهين اللذين ثم ذكرهما . والتقدير : لات له مجير ، أو لات يحصل مجير . 3 ــ لقد التزم النحاة حذف اسم لات ؛ لأن التاء فيها صارت كالفاصل بينها وبين جملتها ، فلم تقو على العمل في معمولين ، ومن ثم أوجبوا أن يكون معمولها بلفظ واحد هو " لفظ الزمان " ليدل بالثابت منها على المحذوف {1} . 4 ـ يرى بعض النحاة إهمال لات مطلقا ، وإذا وجد الاسم بعدها منصوبا فهو مفعول به لفعل محذوف تقديره : لات أرى حين مناص ، وإذا وجد مرفوعا فهو مبتدا وخبره محذوف ، والتقدير : لات حينُ مناص كائن لهم . والله أعلم .
رابعا ـ إن : حرف نفي يعمل عمل ليس بقلة وندرة ، ولا يشترط في اسمها وخبرها أن يكونا نكرتين . نحو : إن معلمٌ حاضراً . بل جاز في اسمها التعريف ، وفي خبرها التنكير . نحو : أن محمدٌ قائماً . وتعمل " إن " بشرط حفظ النفي والترتيب ، 74 ـ نحو : إن أحدٌ خيراً من أحد . ــــــــــــــــــــــــ 1 ــ انظر كتاب الجمانة في شرح الخزانة للشيخ ناصيف اليازجي ج2 ص188 .
وحفظ النفي لا يكون إلا بعدم انتقاض خبرها بإلا ، فإن انتقض أهملت . 75 ـ نحو قوله تعالى : { إن هذا إلا ملك كريم }1 . وقوله تعالى : { إن هذا إلا أساطير الأولين }2 . وأما حفظ الترتيب ألا تقدم خبرها ، أو معموله على اسمها . فلا يصح أن نقول : إن موجودا أخوك ، ولا : إن عمله خالد مشكورا .
فوائد وتنبيهات
1 ـ ذكر النحويون أن " إن " تعمل عمل ليس بقلة وندرة ، بل أن جمهور النحاة على عدم إعمالها إلا القليل منهم ، وهي بذلك تكون للنفي فقط ، وتدخل على الجمل الاسمية ، والفعلية مثلها مثل " ما " الميمية . نحو : إن محمد ٌ مجتهدٌ . برفع المبتدأ ، والخبر . ومنه قوله تعالى : { إن أنت إلا نذير }3 . وقوله تعالى : { إن نحن إلا بشر مثلكم }4 . وقوله تعالى : { إن في صدورهم إلا كبر }5 . والموجب لإبطال عملها في هذه الآيات ، وما شابهها هو انتقاض نفيها بإلا . ومثال دخولها على الجمل الفعلية ، 76 ـ قوله تعالى : { إن أردنا إلا الحسنى }6 . وقوله تعالى : { إن يقولون إلا كذبا }7 . 2 ـ وكما ينتقض نفي " إن " النافية غير العاملة بحصر خبرها بـ " إلا "ينتقض أيضا بـ " لمَّا " المشددة . نحو قوله تعالى : { وإن كل نفس لمَّا عليها حافظ }8 . وقوله تعالى : { وإن كل لمَّا جميع لدينا محضرون }9 . ـــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 31 يوسف . 2 ـ 18 النمل . 3 ـ 23 فاطر . 4 ـ 11 إبراهيم . 5 ـ 56 غافر . 6 ـ 107 التوبة . 7 ـ 15 الكهف . 8 ـ 4 الطارق . 9 ـ 32 يونس .
غير أنه ورد النفي بها مع إهمالها دون نقض الخبر بـ " إلا " ، أو " لمَّا . نحو قوله تعالى : إن عندكم من سلطان }1 . وقوله تعالى : { وإن أدري أقريب أم بعيد }2 . فـ " إن " في الآيتين غير عاملة مع أنها دخلت في الآية الأولى على الجملة الاسمية .
نماذج من الإعراب " ما " النافية
67 ـ قال تعالى : { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين } . فما ربحت : الفاء حرف عطف مع التعقيب ، ما نافية لا عمل لها ، ربحت فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة . تجارتهم : تجارة فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة : ربحت .. إلخ معطوفة على ما قبلها . وما كانوا : الواو عاطفة ، وما نافية لا عمل لها ، كان فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها . مهتدين : خبر كان منصوب بالياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم . وجملة : ما كانوا ... إلخ معطوفة على ماقبلها .
68 ـ قال تعالى : { ما هذا بشرا } . ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب يعمل عمل ليس . هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفه اسم ما . بشرا : خبر ما منصوب . ـــــــــــــــ 1 ـ 68 يونس . 2 ـ 109 الأنبياء .
33 ـ قال الشاعر : ما الحسن في وجه الفتى شرفا له إذا لم يكن في فعله والخلائق ما الحسن : ما نافية تعمل عمل ليس ، والحسن اسمها مرفوع بالضمة . في وجه : جار ومجرور متعلقان بالحسن ، ووجه مضاف . الفتى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر . شرفا له : شرفا خبر ما منصوب بالفتحة ، له جار ومجرور متعلقان بـ " شرفا " . إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط . لم يكن : لم حرف نفي وجزم وقلب ، يكن فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الحسن . في فعله : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكن ، وفعل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والخلائق : الواو حرف عطف ، الخلائق معطوف على فعل مجرور بالكسرة .
69 ـ قال تعالى : { وما ربك بظلام للعبيد } . وما ربك : الواو حرف عطف ، ما نافية عاملة ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وربك اسمها مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه . بظلام : الباء حرف جر زائد ، ظلام خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . للعبيد : جار ومجرور متعلقا بـ " ظلام " .
34 ـ قال الشاعر : ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل ألا : حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب . أيها : منادي نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب بياء النداء المحذوفة ، وها حرف تنبيه لا محل له من الإعراب . الليل : بدل مرفوع بالضمة لأن الليل اسم جنس جامد ، أو عطف بيان ، ولا يصح أن يكون صفة لأنه غير مشتق . ويعربه البعض بالنصب تبعا لمحل " أي " ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الإتباع اللفظية وهي الضمة . واتبعت ضمة البناء ـ مع أنها لاتتبع ـ لكونها عارضة فأشبهت ضمة الإعراب . والأحسن الرفع على البدلية ، أو عطف البيان ، وهو رأي أكثر النحاة . الطويل : صفة مرفوعة بالضمة . ألا انجلي : ألا حرف5 تنبيه مؤكد للأول ، انجلي فعل أمر مبني على حذف حرف العلة هو " الياء " أما الياء التابثة في آخر الفعل فهي مزيدة لإشباع كسرة اللام . ومن الشواهد على ثبوت الحرف الشبيه بالحرف المحذوف من أخر الفعل المعتل الآخر في حالتي البناء ، أو الجزم قوله تعالى : { سنقرئك فلا تنسى }1 . فلا ناهية تجزم الفعل المضارع ، وتنسى فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف حرف العلة الألف ، والألف المتلصة بالفعل صلة لفتحة السين . ومنه في الكسر قول الشاعر : ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد فالياء في " يأتيك " المجزوم بلم صلة لكسرة التاء في الفعل ، فكان مقتضى القياس حذفها ولنها ثبتت لضرورة الشعر {2} . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 6 الأعلى . 2 ـ انظر فتح الكريم المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال ص106 للدرة .
وفاعل انجلي ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . والجملة الفعلية مع الجملة الندائية في محل نصب مقول القول في البيت السابق . بصبح : جار ومجرور متعلقان بالفعل انجلي . وما الإصباح : الواو للحال ، ما نافية عاملة ، الإصباح اسمها مرفوع بالضمة . منك : جار ومجرور متعلقان بأمثل . بأمثل : الباء حرف جر زائد ، أمثل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . وصرف لضرورة الشعر ، والأصل فيه الجر بالفتحة لمنعه من الصرف لأنه وصف على وزن أفعل ، وجملة : وما الإصباح ... إلخ في محل نصب حال من فاعل انجلي ، والرابط الواو ، والضمير المجرور في قوله " منك " .
35 ـ قال الشاعر : وما لي شيء منكما غير أنني أمني الصدى ظليكما فأطيل وما لي : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية عاملة عمل ليس ، لي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ما مقدم على اسمها ، وفيه نظر . شيء : اسم ما مؤخر مرفوع بالضمة . تنبيه : بعض النحاة لم يجز إعمال " ما " في مثل هذه الحالة ، لتقدم خبرها على اسمها ؛ لأن من شروط عملها عدم تقدم الخبر على الاسم ، وأجازه البعض إذا كان شبه جملة كما هو الحال في هذا البيت ، وهو موضع الشاهد . منكما : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف . غير : يجوز فيها النصب على الاستثناء ، أو الرفع على البدلية من شيء إذا اعتبرنا أنها مستثنى ، وجملة الاستثناء تامة منفية ، وغير مضاف . أنني : أن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . أمني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . الصدى : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر . وجملة أمني في محل رفع خبر " أنني " . وجملة أنني وما في حيزها في محل جر بالإضافة لغير . ظليكما : ظلي منصوبة على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى . والتقدير : من ظلي ، وظل مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، وما علامة التثنية . ولا يصح إعراب " ظليكما " مفعولا به ؛ لأن الفعل " أمني " لا يتعدى لمفعولين . فأطيل : الفاء للتعليل ، أطيل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .
70 ـ قال تعالى : { فما منكم من أحد عنه حاجزين } . فما : الفاء تفيد التعليل ، ما نافية عاملة عمل ليس عند من أجاز الفصل بينها وبين اسمها بمن الزائدة ، والفصل بشبه الجملة بينها وبين اسمها أيضا . منكم : جار ومجرور متعلقان إما : بمحذوف في محل نصب حال من " أحد " القادم لأنه تقدم عليه ، ولو تأخر لأعرب صفة له ، وهذا هو الشائع في نعت النكرة إذا تقدم عليها {1} ، وقيل : إنه متعلق بـ " حاجزين " . وقيل : إن " منكم " يجوز أن تتعلق بمحذوف خبر " ما " {2} . والذي نراه أن " منكم " متعلقة بمحذوف حال من أحد ، ولو تأخرت عنها لكانت صفة لها . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر روح المعاني للألوسي ج29 ص54 . 2 ـ انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج18 ص 277 .
من أحد : من حرف جر زائد ، أحد اسم ما مجرور لفظا مرفوع محلا بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . عنه : جار ومجرور متعلقان بحاجزين . حاجزين : خبر ما منصوب بالياء ، وهو الوجه الأحسن ، وفي بعض الوجوه صفة لأحد على المحل باعتبار " منكم " هي الخبر كما بينا سابقا .
نماذج من الإعراب على " لا " النافية
71 ـ قال تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون } . لا فيها : لا نافية لا عمل لها ، فيها جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . غول : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . ولا هم : الواو حرف عطف ، لا نافية لا عمل لها ، هم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . عنها : جار ومجرور متعلقان بينزفون . ينزفون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله . والجملة الفعلية في محل رفع خبر هم . والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها . وأجاز البعض إعمال " لا " عمل ليس باعتبار عدم اشتراط التنكير في اسمها وخبرها .
72 ـ قال تعالى : { لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث } . لا ذلول : لا نافية لا عمل لها ، ذلول صفة لبقرة مرفوعة بالضمة الظاهرة . تثير الأرض : تثير فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على البقرة ، الأرض مفعول به منصوب بالفتحة ، وجملة تثير الأرض في محل رفع صفة ثانية لبقرة . والمقصود نفي إثارتها للأرض . ولا تسقي الحرث : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي . وجملة تسقي الحرث : معطوفة على ما قبلها " صفة لبقرة أيضا " .
36 ـ قال الشاعر : تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا تعز : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . فلا شيء : الفاء للاستئناف ، لا نافية تعمل عمل ليس ، شيء اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره . على الأرض : جار ومجرور متعلقا بـ " واقيا " . باقيا : خبر لا منصوب بالفتحة ، وجمله لا شيء ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . ولا وزر : الواو حرف عطف ، لا نافية عاملة ، وزر اسمها مرفوع . مما : من حرف جر ، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بـ " واقيا " . قضى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر . الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة . واقيا : خبر لا منصوب بالفتحة ، وجملة : قضى الله ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وجملة : ولا وزر معطوفة على جملة فلا شيء لا محل لها من الإعراب .
37 ـ قال الشاعر : من صد عن نيرانها فأنا ابن قيس لا براح من صد : من اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، صد فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة : صد ... إلخ في محل رفع خبر . عن نيرانها : جار ومجرور متعلقان بصد ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وهو عائد على الحرب . فأنا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، أنا ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . ابن قيس : ابن خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وقيس مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وجملة : فأنا ... إلخ في محل جزم جواب الشرط . لا براح : لا نافية تعمل عمل ليس ، براح اسمها مرفوع بالضمة ، وخبرها محذوف تقديره : لا براح لي . ويجوز في جملة : لا براح أن تكون مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، والتقدير : أنا ابن قيس الذي عرفت بالشجاعة فلا يحتاج إلى بيان . ويجوز أن تكون حالا مؤكدة من الضمير " أنا " ، والتقدير : أنا ابن قيس ثابتا في الحرب {1} .
38 ـ قال الشاعر : وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل وما صرمتك : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية لا عمل لها ، صرمتك فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير في محل رفع فاعل ، والكاف في محل نصب مفعول به . ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر حاشية الصبان على شرح الأشموني ج1 ص254 ، وخزانة الأدب للبغدادي ج1 ص467 وما بعدها .
حتى قلت : حتى حرف جر وغاية ، قلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرم ، والضمير في محل رفع فاعل ، والجملة في محل جر بحتى . معلنة : حال منصوبة بالفتحة من الضمير في " قلت " . لا ناقة : لا نافية لا عمل لها ، وعلة عدم إعمالها أنها مكررة ، والبعض أجاز عملها ، ناقة : على الوجه الأول مبتدأ مرفوع بالضمة ،وهو الوجه الأحسن ؛ لأن ناقة في هذا الموضع وقعت جوابا لمن قال : ألك في هذا ناقة أو جمل ، فقيل له : لا ناقة لي في هذا ولا جمل ، فجرى ما بعد " لا " في الجواب مجراه في السؤال {1} . لي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لناقة . في هذا : في حرف جر ، وهذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بكسرة مقدرة منع من ظهورها حركة البناء الأصلية ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لناقة على الوجه الأول وهو الأحسن والأكثر ، فتدبر . ولا جمل : الواو حرف عطف ، لا نافية لتوكيد النفي ، جمل مبتدأ مرفوع ، وخبر محذوف تقديره : ولا جمل لي ، والجملة معطوفة على ما قبلها . وجملة : لا ناقة لي ... إلخ في محل نصب مقول القول . ـــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج1 ص354 هامش ، وشرح المفصل ج2 ص110 ، وحاشية الصبان على شرح الأشموني ج2 ص11 .
نماذج من الإعراب على " لات "
73 ـ قال تعالى : { ولات حين مناص } . ولات : الواو للحال ، لات حرف نفي مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، تعمل عمل ليس ، واسمها محذوف تقديره : لات الحين . حين : اسم زمان خبر ليس منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . مناص : مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة : لات ... إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة في الفعل " نادوا " قبلها ، والعائد مقدر ، وإن لم يلزم ، والتقدير : ونادوا ولات الحين حين مناصهم .
39 ـ قال الشاعر : ندم البغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم ندم البغاة : فعل ماض مبني على الفتح ، والبغاة فاعل مرفوع بالضمة . ولات : الواو للحال ، لات نافية عاملة ، واسمها محذوف تقديره : ولات الساعة ، ساعة : خبر لات منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . مندم : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، والجملة من : لات ... إلخ في محل نصب حال ، والتقدير : ندم البغاة ، والحال أن الوقت ليس وقت الندم . والبغي : الواو للاستئناف ، البغي مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة . مرتع مبتغيه : مرتع مبتدأ ثان مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، مبتغيه مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، ومبتغي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وخيم : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة ، والرابط الضمير في مبتغيه . وحملة : والبغي ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
40 ـ قال الشاعر : طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء طلبوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل . صلحنا : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . ولات : الواو واو الحال ، لات حرف نفي يعما عمل ليس ، واسمه محذوف . أوان : اسم زمان مبني على الكسر في محل نصب خبرلات ، وعلى ذلك لا شاهد في البيت سوى إعمال لات . أما إذا اعتبرنا كسر اوان هو تنوين جر ، وهو موضع الشاهد كما ذكرنا في المتن تكون لات غير عاملة ، وأوان اسم مجرور بحرف جر مقدر ، والتقدير : من أوان ، أو مجرور في لغة بعض القبائل ، والجر بالحرف أحسن ، أو بلات نفسها ، وهو مذهب الفراء ، حيث يقول : إن " لات " لا تعمل النفي ، وإنما هي حرف جر . وذكر أيضا أن " أوان " بالفتح ، والتقدير : ولات أوانَ طلبوا . فحذفت الجملة وبني " أوان " على السكون ، أو على الكسر ، ثم أبدل التنوين من المضاف إليه ، كما في " يومئذٍ " ، ولكن ذلك مردود ، لأن أوان تضاف إلى مفرد كما في قول رشيد بن رميض : " هذا أوان اشد فاشتدي زيم " . وقال بعضهم : إنه تنوين الضرورة ، كأن تقول يا محمدٌ . وخلاصة القول : أن " أوان " مجرورة إما بحرف الجر " من " ، والتقدير : من أوانٍ ، أو بلات نفسها ، أو هي لغة بعض القبائل ، وفي جميع الحالات " لات " غير عاملة . وقد أوضحنا ذلك للفائدة فتدبر أخي الدارس . فأجبنا : الفاء حرف عطف ، أجاب فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب " نا " المتكلمين ، والنا ضمير متصل مبنى على السكون في محل رفع فاعل . أن ليس : أن تفسيرية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه محذوف تقديره : ليس الحين . حين بقاء : حين خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، وبقاء مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة : فأجبنا ... إلخ معطوفة على ما قبلها . وجملة : ولات ... إلخ في محل نصب حال .
نماذج من الإعراب على " إن "
74 ـ إن أحد خيرا من أحد . إن : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، يعمل عمل ليس . أحد : اسم أن مرفوع بالضمة الظاهرة . خيرا : خبر إن منصوب بالفتحة الظاهرة . من أحد : جار ومجرور متعلقان بخير .
75 ـ قال تعالى : { إن هذا إلا ملك كريم } . إن هذا : إن نافية لا عمل لها ، هذا اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حرمة الباء الأصلية . إلا ملك : إلا أداة حصر لا عمل لها ، ملك خبر مرفوع بالضمة . كريم : صفة مرفوعة بالضمة .
76 ـ قال تعالى : { إن أردنا إلا الحسنى } . إن نافية لا عمل لها ، أردنا فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بن الفاعلين ، ونا ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعله . إلا الحسنى ك إلا أداة حصر ، الحسنى مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:22
أفعال المقاربة والرجاء والشروع
هي : كاد وأخواتها من الأفعال الناقصة ، التي تعمل عمل كان ، فترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر ويسمى خبرها .
أقسامها : تنقسم كاد وأخواتها ثلاثة أقسام . الأول : ما دل على المقاربة ، وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب . وهذه الأفعال سميت بأفعال المقاربة ؛ لأنها تدل على قرب وقوع الخبر . نحو : كاد الوقت يقطعنا . وأشك الماء أن يغيض . وكرب المطر يهطل .
الثاني : ما دل على الرجاء ، وهي : عسى ، وحرى ، واخلولق . وسميت بأفعال الرجاء لأنها تفيد تمني وقوع الخبر . نحو قوله تعالى : { عسى ربكم أن يرحمكم }1 . 77 ـ وقوله تعالى ك { عسى الله أن يأتي بالفتح }2 . 41 ـ ومنه قول هدبة بن خشرم : عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب ونحو : حرى المسافر أن يعود . ونحو : اخلولق المهمل أن يجتهد .
الثالث : ما دل على الشروع ، وهي : جعل ، وأخد ، وأنشأ ، وشرع ، وطفق ، وعلق ، وهبَّ ، وبدأ ، وابتدأ ، وقام ، وانبرى . وتل هذه الأفعال على البدء في الخبر " العمل " . ويلحق بها كل فعل تضمن معناها ، ودل على البدء في العمل ، ولا يرفع فاعلا . نحو : شرع المهندسون يخططون الملعب ، وأخذ العمال يضعون حجر الأساس . ونحو : بدأ الناس يتسابقون في الاحتفال به ، وجعل اللاعبون يتدربون بنشاط . أحكامها : ينطبق على كاد وأخواتها ما ينطبق على كان وأخواتها من أحكام . ــــــــــ 1 ـ 8 الإسراء . 2 ـ 52 المائدة .
خبر كاد وأخواتها : ـ يختلف خبر كاد وأخواتها عن خبر كان وأخواتها ؛ لأن خبر كاد لا يكون إلا جملة فعلية فعلها مضارع مسند إلى ضمير يعود إلى اسمها ، وبعضها يقترن بأن المصدرية ، وبعضها يمتنع اقترانه ، وسنوضح ذلك في موضعه . تنقسم كاد وأخواتها من حيث اقتران أخبارها بأن إلى ثلاثة أقسام : ـ 1 ـ أفعال تقترن أخبارها بـ " أن " كثيرا ، وهي : حرى ، واخلولق . نحو : حرى المسافر أن يعود ، واخلولق المطر أن يسقط . 2 ـ أفعال يجوز اقترانها بـ " أن " . وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب ، وعسى . فأوشك ، وعسى الغالب في أخبرها الاقتران بـ " أن " . نحو : أوشك الغيم أن ينقشع . ومنه قول الشاعر* : لو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا ومنه قول جرير : إذا جهل الشقي ولم يقدر ببعض الأمر أوشك أن يصابا 78 ـ ونحو قوله تعالى : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل }1 . ومنه قول الشاعر* : عسى الله بعد الناي أن يصقب النوى ويُجمع شملٌ بعهدها وسرورُ ويقل اقترانها بـ " أن " . نحو : عسى فرج يأتي يه الله . ومنه قول هدبة بن الخشرم : عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب ونحو : أوشك المتسابق أن يفوز . أما كاد وكرب فالغالب فيهما عدم الاقتران بـ " أن " . ــــــــــــــــ * الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 22 القصص . * الشاهد بلا نسبة .
نحو : كاد اللاعب يسقط على الأرض . ومنه قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }1 . وقوله تعالى : { وكادوا يقتلونني }2 . ومثال اقتران خبر كاد بأن وهو قليل ، 43 ـ قول أبي زيد الطائي : كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود ومثال عدم اقتران خبر كرب بأن : كرب الوقت ينصرم . 44 ـ ومنه قول الشاعر* : كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب ومثال اقتران خبرها بأن قولهم : " كاد الفقر أن يكون كفرا " . 45 ـ ومنه قول الشاعر* : سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما وقد كربت أعناقها أن تقطعا 3 ـ ما يمتنع اقتران خبره ب " أن " . تمتنع أخبار جميع أفعال الشروع الاقتران بأن ، وعلة عدم الاقتران أن المقصود من هذه الأفعال وقوع الخبر في الحال ، و " أن " للاستقبال ، فيحصل التناقض باقتران أخبار تلك الأفعال بها . ما ينصرف من هذه الأفعال وما لا ينصرف من المعروف أن جميع أفعال المقاربة والرجاء والشروع أفعال جامدة لا تتصرف ، فلم يسلم منها إلا صيغة الماضي فقط ماعدا : كاد وأوشك . فأنهما يتصرفان ، فيأخذ منهما الفعل الماضي كما في جميع الأمثلة السابقة ، وكذلك المضارع والأمر ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ن والمصدر . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 20 البقرة . 2 ـ 150 الأعراف . * الشاهد بلا نسبة . * الشاهد بلا نسبة . * الشاهد بلا نسبة .
مثال الماضي من كاد قوله تعالى : { كاد ليظلنا عن آلهتنا }1 . والمضارع قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }2 . ومنه قول أبي يزيد الأسلمي : سريع إلى الهيجا شاك سلاحه فما إن يكاد قرنه يتنفس واسم الفاعل : كائد . 46 ـ كقول الشاعر* : أموت أسى يوم الرجاء وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد واسم المفعول والمصدر منها : مكود ، وكودا ، ومكادا ، ومكادة ، وكيدا {3} . وأوشك المضارع منها : يوشك ، 47 ـ كقول أمية بن الصلت : يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها والمصدر : موشك ، 48 ـ كقول كثير عزة : فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي أما المصدر ، واسم المفعول فهما : إيشاك ، ومُوشَك ، بضم الميم ، وفتح الشين ، واسم الفعل وشكان مثل سرعان ، وقليل استعمال هذه المشتقات ، بل ندر ولم أقف لها على شواهد في كتب النحو ، ومعاجم اللغة ، ماعدا اسم الفعل ، وهو بمنى أسرع كما ذكرت سابقا . خصائص عسى واخلولق وأوشك . تختص عسى واخلولق وأوشك من بين أخوات " كاد " بخصائص معينة هي : 1 ـ تأتي هذه الأفعال تامة تكتفي بفاعلها إذا تلاها المصدر المؤول من أن والفعل دون أن يفصل بينها وبين المصدر فاصل ، ويكون المصدر هو الفاعل . نحو : عسى أن تحضر الليلة . واخلولق أن تشارك في الحفل ، وأوشك أن نسافر . ــــــــــــــــــ 1 ـ 42 الفرقان . 2 ـ 20 البقرة . * الشاهد بلا نسبة . 3 ـ انظر اللسان ج3 ص382 مادة : كود ، وكيد .
80 ـ ومنه قوله تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم }1 . وقوله تعالى : { فعسى أن يكون من المفلحين }2 . وقوله تعالى : { عسى أن يكون قريبا }3 . وقوله تعالى : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }4 . 2 ـ وإن تقدم هذه الأفعال اسم ، وكانت مسندة إليه في المعنى . نحو : الطالب عسى أن يتفوق ، والمريض أوشك أن يشفى . توجه الإعراب في هذه الأفعال وجهين مختلفين أحدهما حسن ، والثاني أحسن . أ ـ فالوجه الحسن غير أنه ضعيف وهو : أن تحوي هذه الأفعال ضميرا مستترا ، أو ظاهرا يعود على الاسم قبلها فتكون بذلك ناقصة ، والضمير اسمها والمصدر المؤول بالصريح في محل نصب خبرها ، ويظهر الضمير في التثنية ، والجمع ، والتأنيث . 81 ـ نحو : الطالبان عسيا أن يتفوقا . والمسافرون أوشكوا أن يعودوا ، والممرضة اخلولقت أن تعتني بالمرضى . والطبيبات أوشكن أن ينتهين من إجراء الجراحة للمريض . ب ـ أما الوجه الثاني الأحسن ، والأفصح ، والأقوى هو : أن تخلو هذه الأفعال من الضمير المستتر ، أو الظاهر الذي يعود على الاسم قبلها ، فتكون تامة ، والمصدر المؤول بالصريح بعدها في محل رفع فاعل ، وبه نزل القرآن الكريم . 82 ـ نحو قوله تعالى : { لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن }5 . ولو كانت " عسى " في الآية ناقصة لبرز فيها الضمير . نحو : عسوا أن يكونوا ، وعسين أن يكن . 3 ـ وإذا تأخر الاسم إلى ما بعد الفعل الواقع بعد عسى ، وأختاها ، وكان في موقع ـــــــــــــــــ 1 ـ 216 البقرة . 2 ـ 67 القصص . 3 ـ 51 الإسراء . 4 ـ 79 الإسراء . 5 ـ 11 الحجرات .
الفاعل . 84 ـ نحو : عسى أن يغفر لي ربي ، وأوشك أن يشفى المريض ، واخلولق أن يثمر العمل . صح فيه ثلاثة أوجه كلها حسنة هي : أ ـ أن يعرب الاسم فاعلا للفعل قبله ، ويكون المصدر المؤول بالصريح من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى ، أو أختاها . ب ـ أو يعرب الاسم اسما لعسى ، ويكون المصدر في محل نصب خبر لها . ج ـ ويصح أن يكون الاسم مبتدأ مؤخر ، وجملة " عسى " ... إلخ في محل رفع خبر مقدم سواء أكانت " عسى " ، أو أختاها ناقصتين ، أم تامتين .
فوائد وتنبيهات : 1 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير نصب ، نحو عساه يعود ، وعسال تفوز . بقيت على عملها في رفع الاسم ونصب الخبر ، غير أن الأحسن أن تكون في هذا الموقع حرفا مشبها بالفعل تفيد الترجي كـ " لعل " ، ويعرب الضمير اسما لها في محل نصب ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، ومن قال بعملها على بابها جعل الضمير المتصل بها في محل نصب خبرها ، والمصدر في محل رفع اسمها بعكس الإسناد . وجعل البعض أن الضمائر أسماؤها من باب إنابة ضمير النصب عن ضمير الرفع ، والمصدر خبرها ، وأرى في هذا كثير تكلف . 2 ـ إذا اتصل بـ " عسى " ضمير رفع للمتكلم ، أو المخاطب ، أو الغائبات ، نحو : عسيتُ ، وعسيتَ ، وعسين ، وعسيتم . جاز في سينها الفتح والكسر ، والفتح أشهر . وقد قرئت الآيات التالية بالفتح والكسر . قال تعالى : { قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا }1 . ــــــــــــــ 1 ـ 246 البقرة .
وقوله تعالى : { هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض }1 . 3 ـ يمتنع أن يعرب الاسم الظاهر في مثل قولنا 84 ـ : أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة ، أو عسى أن يكافئ المعلم الفائز . يمتنع أن يعرب مبتدأ مؤخرا ، أو اسما لعسى ، لئلا يفصل بين صلة " أن " وهما الفعل " يتأخر ، ويكافئ " وبين معموليها وهما في الجملة الأولى الجار والمجرور " عن المدرسة " ، وفي الجملة الثانية المفعول به " الفائز " ، بأجنبي وهو " محمد " في الجملة الأولى ، و " المعلم " في الجملة الثانية . 4 ـ قال بعض النحاة بحرفية " عسى " ، ذلك لجمودها ، وعدم تصرفها من جهة ، ولدلالتها من جهة أخرى . فأما من حيث الجمود ، فلا يؤخذ منها إلا صيغة الماضي ، وليس لها مضارع ، أو أمر ، أو اسم فاعل ، وغيره من المشتقات ، وأما الدلالة فقالوا : إنها بمعنى " لعل " ، ودليلهم على ذلك اتصالها بضمائر النصب كما مثلنا سابقا ، 49 ـ ومنه قول الشاعر : فقلت عساها نار كأس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها غير أن القول بحرفيتها مردود لاتصالها بضمائر الرفع كما في الآيات السابقة ، وهي تشبه في ذلك " ليس " ، وإن كانت الأخيرة لا تتصل بضمائر النصب . 5 ــ احتار النحاة حول خبر " كاد " وأخواتها مما يستوجب اقترانه بـ " أن " المصدرية ، أيكون الخبر المصدر المؤول ، أم الفعل فقط ، وقد ذهب بعضهم إلى أن " أن " ليست المصدرية التي تسبك مع فعلها بمصدر ؛ لئلا يكون الخبر مفردا ، وليلا يخبر بالمعنى عن اسم ذات . ورضي البعض بمصدرية " أن " على أن يقدر مضاف محذوف فبل المصدر . نحو : عسى الغيم أن يتبدد . نقول : عسى الغيم ذا تبدد . وأوشك الطفل أن يتكلم . نقول : أوشك الطفل ذا تكلم . ـــــــــــ 1 ـ 22 محمد . نماذج من الإعراب
77 ـ قال تعالى : { عسى الله أن يأتي بالفتح } . عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر . الله لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع بالضمة . أن يأتي : أن حرف مصدري ونصب مبني على السكون ، يأتي : فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة . والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر عسى . بالفتح : جار ومجرور متعلقان بـ " يأتي " .
41 ـ قال الشاعر : عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب عسى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح . الكرب : اسم عسى مرفوع بالضمة الظاهرة . الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة للكرب . أمسيت : أمسى فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمه . فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر أمسى . وجملة أمسيت لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد الضمير في " فيه " . يكون : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الكرب . وراءه : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . فرج : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية في محل نصب خبر يكون ، وجملة يكون وما في حيزها في محل نصب خبر عسى . قريب : صفة لفرج مرفوعة بالضمة الظاهرة . الشاهد في البيت قوله : يكون ، فهو خبر عسى غير مقرون بـ " بأن " المصدرية .
42 ـ قال الشاعر : ولو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا ولو سئل : الواو استئنافية ، لو : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط ، وسئل فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح . الناس : نائب فاعل مرفوع بالضمة . التراب : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . لأوشكوا : اللام واقعة في جواب الشرط ، أوشكوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك . إذا قيل : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب متعلق بـ " يملوا " ، وقيل : فعل ماض مبني للمجهول . هاتوا : فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعله ، ومفعوله محذوف . أن يميلوا : أن حرف مصدري ونصب ، يميلوا فعل مضارع منصوب بـ " أن " وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر أوشك . ويمنعوا : الواو حرف عطف ، يمنعوا فعل ماض مبني على الضم ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها . وجملة هاتوا ... إلخ في محل رفع نائب فاعل لـ " قيل " . وجملة قيل ... إلخ في محل جر بالإضافة لـ " إذا " . وجملة أوشكوا لا محل لها من الإعراب جواب " لو " . وجملة لو سئل ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . الشاهد في البيت قوله : أن يملوا ، فقد اقترن خبر أوشك بأن المصدرية .
78 ـ قال تعالى : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل } عسى : فعل ماض ناقص جامد مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر . ربي : اسم عسى مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء ، ورب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه . أن : حرف مصدري ونصب . يهديني : يهدي فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى . سواء : مفعول به ثان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف . السبيل : مضاف إليه مجرور بالكسرة . الشاهد قوله : أن يهديني ، فقد اقترن خبر عسى بأن المصدرية .
79 ـ قال تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم } يكاد فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة . البرق : اسم يكاد مرفوع بالضمة الظاهرة . يخطف : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على البرق . أبصارهم : مفعول به منصوب بالفتحة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة يخطف أبصارهم في محل نصب خبر يكاد . الشاهد : عدم اقتران خبر يكاد بـ " أن " المصدرية ، وهو الفعل : يعطف .
43 ـ قال الشاعر : كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود كادت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة . النفس : اسم كاد مرفوع بالضمة الظاهرة . أن تفيض : أن حرف مصدري ونصب ، تفيض فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على النفس . والمصدر المؤول في محل نصب خبر كاد . عليه : جار ومجرور متعلقان بتفيض . إذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بتفيض . غدا : فعل ماض ناقص بمعنى صار ، مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . حشو ريطة : حشو : خبر إذا منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، ربطة مضاف إليه مجرور بالكسرة . وبرود : الواو حرف عطف ، وبرود معطوف على ريطة . وجملة غدا ... إلخ في محل جر بالإضافة لإذا . وجملة كادت النفس ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية . الشاهد قوله : أن تفيض ، فقد جاء خبر كاد مقترنا بأن .
44 ـ قال الشاعر : كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب كرب القلب : كرب : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، القلب اسمه مرفوع بالضمة . من جواه : جار ومجرور متعلقان بيذوب ، والضمير المتصل بجوى في محل جر بالإضافة . يذوب : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على القلب ، والجملة في محل نصب خبر كرب . حين : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بيذوب . قال : فعل ماض مبني على الفتح . الوشاة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . والجملة في محل جر بالإضافة لحين . هند غضوب : هند مبتدأ مرفوع بالضمة ، وغضوب خبره مرفوع بالضمة . والجملة في محل نصب مقول القول . الشاهد : يذوب فقد تجرد خبر كرب من أن المصدرية .
45 ـ قال الشاعر : سقاها ذوو الأحلام سجلا على الضما وقد كربت أعناقها أن تقطعا سقاها : سقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به مقدم . ذوو الأحلام : فاعل سقى مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وذوو أصله ذوون حذفت نونه للإضافة لأنها عوض عن التنوين في الاسم المفرد وهو مضاف ، والأحلام مضاف إليه مجرور بالكسرة . سجلا : مفعول به ثان لسقى منصوب بالفتحة . على الضما : جار ومجرور متعلقان بسقى . وقد كربت : الواو للحال ، قد حرف تحقيق مبني على السكون ، كربت فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التانيث الساكنة . أعناقها : اسم كرب مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أن تقطعا : أن حرف مصدري ونصب ، تقطع فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والألف للإطلاق ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود على الأعناق . وجملة أن تقطعا مصدر مؤول في محل نصب خبر كرب . الشاهد قوله : أن تقطعا فقد جاء خبر كرب مقرونا بأن المصدرية وهو قليل .
46 ـ قال الشاعر : أموت أسى يوم الرجام وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد أموت : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، يعود على القائل . أسى : مفعول لأجله منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، ويجوز أن يكون حالا من فاعل أموت بتقدير : آسيا . يوم الرجاء : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأموت ، وهو مضاف ، والرجاء مضاف إليه مجرور بالكسرة . وإنني : الواو واو الحال ، إن حرف توكيد ونصب ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل في محا نصب اسم إن . يقينا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة لفعل محذوف تقديره : أوقن يقينا . لرهن : اللام لام الابتداء المزحلقة " تعرف باللام المزحلقة " وهي حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له سوى التوكيد ، ورهن خبر إن منصوب بالفتحة ، وجملة إن ومعموليها في محل نصب حال من فاعل أموت . بالذي : الباء حرف جر ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق برهن . أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر . كائد : خبر مرفوع بالضمة ، وجملة أنا كائد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد ضمير محذوف في محل نصب بفعل محذوف ، والجملة من الفعل المحذوف وفاعله ومفعوله في محل نصب خب كائد ؛ لأنها اسم فاعل تعمل عمل فعلها الناقص ، واسمها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، يعود على الشاعر . الشاهد قوله : كائد ، وهو اسم فاعل استعمله الشاعر استعمال كاد ، فرفع اسما ، ونصب خبرا ، وكلاهما محذوف .
47 ـ قال الشاعر : يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها يوشك : فعل مصارع ناقص مرفوع بالضمة . من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع اسم أوشك . فر : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . من منيته : جار ومجرور متعلقان بفر ، ومنية مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . في بعض : جار ومجرور متعلقان بيوافقها الآتي ، وهو مضاف . غراته : مضاف غليه مجرور بالكسرة ، وغرات مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . يوافقها : يوافق فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة يوافقها في محل نصب خبر يوشك . الشاهد قوله : يوافقها ، فهو فعل مضارع مجرد من أن المصدرية في محل نصب خبر يوشك .
48 ـ قال الشاعر : فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي فإنك : الفاء حسب ما قبلها ، إن حرف توكيد ونصب ، والكاف ضمير متصل في محل نصب اسمها . موشك : خبر إن مرفوع ، وهو اسم فاعل من الفعل الناقص أوشك ، ويعمل عمله ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت . ألا تراها : أن حرف مصدري ونصب ، ولا نافية لا عمل لها ، وأدغم الحرفان معا . ترى فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر موشك . وتعدو : الواو للاستئناف ، تعدو فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل . دون غاضرةَ : دون ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بتعدو ، وهو مضاف ، وغاضرة مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث . العوادي : فاعل تعدو مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل . وجملة تعدو ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
80 ـ قال تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم } وعسى : الواو استئنافية ، عسى فعل ماض جامد تام يفيد الترجي مبني على الفتح . أن تكرهوا : أن حرف مصدري ونصب ، تكرهوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . والمصدر المؤول في محل رفع فاعل عسى . شيئا : مفعول به منصوب بالفتحة . وهو : الواو للحال ، هو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . خير : خبر مرفوع بالضمة . لكم : جار ومجرور متعلقان بخير . وجملة وهو خير في محل نصب حال من " شيئا " وهو نكرة لأن المعنى يقتضيه ، ويجوز أن يكون في محل نصب صفة ، وصوغ دخول الواو لما كانت صورة الجملة هنا كصورتها إذا كانت حالا 1. وجملة عسى وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
81 ـ الطالبان عسيا أن يتفوقا . الطالبان : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى . عسيا : فعل ماض ناقص ، وألف الاثنين في محل رفع اسمه . أن يتفوقا : أن حرف مصدري ونصب ، يتفوقا فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والألف في محل رفع فاعله ، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى . وجملة عسى ومعموليها في محل رفع خبر المبتدأ .
82 ـ قال تعالى : { لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم } لا يسخر : لا حرف نهي وجزم ، يسخر فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون . ــــــــــــــــــــ 1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص92 العكبري .
قوم : فاعل مرفوع بالضمة . والجملة لا محل لها من الإعراب جواب النداء في أول الآية . من قوم : جار ومجرور متعلقان بيسخر . عسى : فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح ، ويجوز فيه أن يكون تاما ، وهو الأحسن ، وعلى الوجه الأول اسمه ضمير الشأن مستتر فيه جوازا تقديره : هم . أن تكونوا : أن حرف مصدري ونصب ، تكونوا فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع اسمه . خير : خبر يكون منصوب بالفتحة . والجملة في محل نصب خبر عسى على الوجه الأول ، ويجوز أن تكون في محل رفع فاعل عسى على الوجه الثاني ، وهو الأحسن ، وموضع الشاهد ، والدليل على ذلك عدم بروز الضمير في عسى . منهم : جار ومجرور متعلقان بخير . وجملة عسى ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
83 ـ عسى أن يغفر لي ربي . عسى : فعل ماض جامد تام مبني على الفتح . أن يغفر : أن حرف مصدري ونصب ، يغفر فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة . لي : جار ومجرور متعلقان بيغفر . ربي : فاعل ليغفر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء . والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى . " هذا من وجه " . ويجوز في " ربي " أن تكون اسما لعسى إذا اعتبرنا الفعل ناقصا ، ويكون المصدر المؤول في محل نصب خبره ، وفاعل يغفر ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، كما يجوز في " ربي " أن يرفع على الابتداء ، وجملة عسى في محل رفع خبر مقدم ، وفاعل يغفر ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . وفي هذه الحالة يصح في " عسى " أن تكون تامة أو ناقصة . وهذا هو الوجه الثالث ، وكلها حسنة .
84 ـ أوشك أن يتأخر محمد عن المدرسة . أوشك : فعل ماض مبني على الفتح يجوز فيه التمام ، والنقصان . فإذا اعتبرناه تاما كان المصدر المؤول في محل رفع فاعل . وإذا اعتبرناه ناقصا كان اسمه ضميرا مستترا فيه جوازا تقديره : هو . والوجه الأول أحسن كما بينا سابقا . أن يتأخر : أن حرف مصدري ونصب ، يتأخر فعل مضارع منصوب بـ " أن " ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل لـ " أوشك " ، كما يجوز فيه أن يكون في محل نصب خبر . والوجه الأول أحسن . محمد : فاعل ليتأخر مرفوع بالضمة . عن المدرسة : جار ومجرور متعلقان بيتأخر .
49 ـ قال الشاعر : فقلت عساها نار كاس وعلها تشكَّى فآتي نحوها فأزورها فقلت : الفاء حسب ما قبلها ، قلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، وهو التاء ، والتاء في محل رفع فاعل . عساها : عسى حرف ترج يعمل عمل " إن " والضمير المتصل في محل نصب اسمه . نار كأس : نار خبر عسى مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وكأس مضاف إليه مجرور بالكسرة . وهذا هو الوجه الأحسن في إعراب " عسى " إذا اتصلت بضمير الغائب . وأجاز البعض أن تكون عسى على بابها من رفع الاسم ونصب الخبر ، وهو ضعيف في هذا الموضع . وقد بينا ذلك في موضعه . وعلها : الواو حرف عطف ، عل حرف مشبه بالفعل يفيد الترجي ، والضمير المتصل في محل نصب اسمه . و " عل " لغة في " لعل " . تشكى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي ، وجملة تشكى في محل رفع خبر عل . فآتي : الفاء جوابية واقعة في جواب الترجي ، آتي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا . نحوها : نحو ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بـ " آتي " ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . فأزورها : الفاء استئنافية ، أزورها فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل بالفعل في محل نصب مفعول به . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة . الشاهد قوله : عساها ، فعسى حرف تعليل بمعنى لعل لاتصاله بضمير الغائب .
شجرة الدر كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 4808 نقاط : 6181 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/05/2010 العمر : 55
موضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:23
الباب الثاني خبر إن وأخواتها " الأحرف الناسخة " تعريفه : هو كل خبر لمبتدأ تدخل عليه " إن " أو إحدى أخواتها ، وتعمل فيه الرفع نحو : إن العمل واجب ، ونحو قوله تعالى : { إن الساعة آتية }1 . إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل . الساعة : اسم إن منصوب بالفتحة . آتية : خبر إن مرفوع بالضمة .
علة تسمية " إن " وأخواتها حروفا مشبهة بالفعل . تشبه " إن " وأخواتها الفعل شبها لفظيا ، ومعنويا ، وتتمثل أوجه الشبه في الآتي : ـ 1 ـ أن جميع هذه الحروف على وزن الفعل . 2 ـ هذه الحروف مبنية على الفتح كما هو الحال في الفعل الماضي . 3 ـ يوجد فيها معنى الفعل ، فمعنى " إنَّ " و " أنَّ " حققتُ ، ومعنى " كأن " شبهتُ ، ومعنى " لكن " استدركتُ ، ومعنى " ليت " تمنيتُ ، ومعنى " لعل " ترجيتُ . 4 ـ تتصل الضمائر بهذه الحروف كما تتصل بالفعل . فنقول : إنه ، كما نقول : ضربه ، وإنني كما نقول : صافحني . بالإضافة إلى أن هذه الحروف لا تتصرف ، وبعض الأفعال لا يتصرف أيضا . كـ " ليس ، وعسى ، ونعم ، وبئس " . 5 ـ هذه الحروف تختص بالأسماء ، وكذلك الأفعال مختصة بها أيضا . فتعمل هذه الحروف في الجملة الاسمية من نصب للاسم ورفع للخبر ، كما يفعل الفعل من رفعه للفاعل ، ونصبه للمفعول به . ــــــــ 1 ـ 15 طه .
6 ـ تتصل بها نون الوقاية ، كما أنها تتصل بالفعل . نحو : إنني ، وليتني ، وكأنني . ونقول في الفعل : أكرمني ، وكافأني ، وأعطاني . عدد الأحرف المشبهة بالفعل . الأحرف المشبهة بالفعل ستة أحرف على الوجه الصحيح ، وقد جعلها بعض النحاة خمسة باعتبار أن " إنَّ " ، و " أنَّ " حرف واحد ، والصحيح أن كلا منهما حرف . ولكل حرف من هذه الأحرف معنى خاص به .
أولا ـ إنَّ وأنَّ : يفيدان التوكيد . 85 ـ نحو قوله تعالى : { وإنَّ ربك لذو مغفرة للناس }1 . وقوله تعالى : { اعلموا أنَّ الله شديد العقاب }2 . 50 ـ ومنه قول الفرزدق : إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أغز وأطول
ثانيا ـ كأن : تفيد التشبيه . نحو : كأن عليا أسد . ونحو قوله تعالى : { كأن في أذنيه وقرا }3 . 86 ـ وقوله تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }4 . 51 ـ ومنه قول لبيد : حُفِزت وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها
ثالثا ـ لكنَّ : تفيد الاستدراك والتوكيد . نحو : أخوك عالم لكنه بخيل . وقوله تعالى : { إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون }5 . 87 ـ وقوله تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد }6 . ومنه قول عمرو بن كلثوم : نسمى ظالمينا وما ظلمنا ولكنَّا سنبدأ ظالمينا ــــــــــــــــ 1 ـ 6 الرعد . 2 ـ 98 المائدة . 3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 65 الصافات . 5 ـ 243 البقرة . 6 ـ 253 البقرة .
ومثال مجيئها للتوكيد قولنا : لو اجتهدت لفزت ولكنَّك لم تجتهد فلم تفز . ونحو : لو زارني محمد لأكرمته ولكنَّه لم يزرني .
رابعا ـ ليت : تفيد التمني ، وهو طلب ما لا طمع فيه . نحو : ليت الجو دافئ . 88 ـ ونحو قوله تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }1 . وقوله تعالى : { يا ليت قومي يعلمون }2 . ومنه قول الفرزدق : ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
خامسا ـ لعل : تفيد الترجي ، وهو توقع الأمر المحبوب . نحو : لعل الله يرحمنا . ومنه قوله تعالى : { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى }3 . وقد ذكر النحاة أنها تفيد التعليل أيضا ، فتكون بمعنى " كي " . 89 ـ نحو قوله تعالى : { إنَّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }4 . وقوله تعالى : { لعلكم ترحمون }5 . والمعنى في الآيتين : لكي تعلموا معانيه ، وكي ترحموا . وتفيد الإشفاق نحو : لعل المريض مشرف على نهايته . ونه قوله تعالى : { لعلنا نتبع السحرة }6 ، وقوله تعالى : { لعل الساعة قريب }7 .
عمل الحروف الناسخة . تعمل الحروف المشبه بالفعل " الناسخة " النصب في الاسم ويسمى اسمها ، والرفع في الخبر ، ويسمى خبرها ، ولكن بشروط هي : ـ 1 ـ ألا يكون اسمها مما له الصدارة في الكلام . 2 ـ ألا تتصل بـ " ما " الكافة . ـــــــــــــــ 1 ـ 40 النبأ . 2 ـ 26 يسن . 3 ـ 44 طه . 4 ـ 2 يوسف . 5 ـ 155 الأنعام . 6 ـ 40 الشعراء 7 ـ 17 الشورى .
أولا ـ ألا يكون اسم تلك الحروف من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام ، كأسماء الاستفهام ، والشرط : من ، ما ، مهما ، كيف ، كيفما ، أين ، أينما ، متى ... إلخ . ثانيا ــ اتصال " ما " الكافة بـ " إن " وأخواتها . من شروط عمل " إن " وأخواتها ألا تتصل بها " ما " الحرفية الزائدة ، فإذا اتصلت بها كفتها عن العمل ، وزال اختصاصها في الدخول على الجمل الاسمية ، وتصبح صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية كانت أم فعلية ، ما عدا " ليت " فإنه يجوز فيها إذا اتصلت بها " ما " أن تعمل في الجملة الاسمية ، أو لا تعمل . نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنما الأعمال بالنيات " . ومنه قوله تعالى : { إنما هو إله واحد }1 . وقوله تعالى : { إنما نحن مصلحون } 2 . وقوله تعالى : { إنما يأكلون في بطونهم نارا }3 . وقوله تعالى : { وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة }4 . وقوله تعالى : { فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم }5 . وقوله تعالى : { كأنما يساقون إلى الموت }6 . 52 ـ ومنه قول الشاعر : وكأنما نظرت بعيني شادنٍ رشأ من الغزلان ليس بتوأم ونحو : لعلما المريضُ يشفى ، ولعلما ينظر في الأمر . ونحو : الجو دافئ لكنما الأمطارُ غزيرةٌ . أما " ليت " فيجوز في " ما " أن تكفها عن العمل ، أو لا تكفها كما ذكرنا آنفا . 53 ـ نحو قول الشاعر : قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد ـــــــــــــ 1 ـ 19 الأنعام . 2 ـ 11 البقرة . 3 ـ 10 النساء . 4 ـ 28 الأنفال . 5 ـ 49 المائدة . 6 ـ 6 الأنفال .
فيجوز في قولها " هذا الحمام " أن يكون اسم الإشارة في محل نصب اسم ليت ، والحمام خبر ليت مرفوع ، ويجوز أن يكون " هذا " في محل رفع مبتدأ ، والحمام خبره .
أنواع خبر الأحرف المشبهة بالفعل " الأحرف الناسخة " . يأتي خبر الأحرف الناسخة مثل خبر المبتدأ ، وهو على ثلاثة أنواع : ـ 1 ـ خبر مفرد : وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة . نحو : محمد مجتهد ، والطالبان فائزان ، والمعلمون قادمون . 90 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله غفور رحيم }1 . وقوله تعالى : { إنكم متبعون }2 . وقوله تعالى : { إن المنافقين كاذبون }3 . وقوله تعالى : { ولكن الله ذو فضل على العالمين }4 . وقوله تعالى : { كأنها كوكب دري }5 . فالخبر في الأمثلة السابقة جاء مفردا سواء أكان بلفظ الواحد ، أم المثنى ، أم الجمع . 2 ـ جملة بنوعيها : أ ـ جملة اسمية . نحو : إن الحديقة أشجارها باسقة ، ولعل العمال عملهم مثمر . 91 ـ ونحو قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة من الله }6 . وقوله تعالى : { ألم يعلم أن الله له ملك السموات والأرض }7 . ب ـ جملة فعلية : نحو قوله تعالى : { إن الأبرار يشربون من كاس مزاجها كافورا }8 . وقوله تعالى : { لعلكم تفلحون }9 . ــــــــــــــــــــ 1 ـ 173 البقرة . 2 ـ 52 الشعراء . 3 ـ 1 المنافقون . 4 ـ 251 البقرة . 5 ـ 35 النور . 6 ـ 218 البقرة . 7 ـ 40 المائدة . 8 ـ 5 الإنسان 9 ـ 77 الحج .
92 ـ وقوله تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء }1 . وقوله تعالى : { ياليتني قدمت لحياتي }2 . وقوله تعالى : { كأنهم إلى نصب يوفضون }3 . 3 ـ شبه جملة بنوعيها : أ ـ جار ومجرور . نحو : إن الكتاب في الحقيبة . 93 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن للمتقين لحسن وآب }4 . وقوله تعالى : { إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء }5 . ب ـ ظرف مكان . نحو : ليتك عندي فأكرمك . 94 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله مع الصابرين }6 . وقوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا }7 . ج ـ طرف زمان . 95 ـ نحو : لعل السفر يوم الخميس . وفي الخبر شبه الجملة نقدر محذوفا سوار أكان مفردا ككائن ، أو مستقر ، أو موجود ، أم كان جملة ككان ، أو استقر ، أو وجد ، أو يكون .
حكم خبر تلك الحروف ومعموله من حيث التقدم ، والتأخر عنها . لا يجوز تقدم خبر الحروف الناسخة عليها ، ولا على اسمها ، ولا يجوز تقدم الاسم عليها . إذ لا يصح أن نقول : مسافر إن محمد ، ولا : إن مسافر محمدا . ولا : محمدا إن مسافر . ولكن إذا كان الخبر شبه جملة لزم تقديمه على اسمها وجوبا إذا كان في الاسم ضمير يعود ــــــــــــــــ 1 ـ 6 الحشر . 2 ـ 24 الفجر . 3 ـ 42 المعارج . 4 ـ 49 ص . 5 ـ 73 آل عمران . 6 ـ 153 البقرة . 7 ـ 5 الشرح .
على بعض الخبر . 96 ـ نحو : لعل في المصنع أصحابه . فإذا لم يتصل الاسم بضمير جاز التقديم والتأخير . نحو : لعل محمد في انتظارك ، ولعل في انتظارك محمد . وإن خالد عندنا ، وإن عندنا خالد . 97 ـ ومنه قوله تعالى : { إن فيها قوما جبارين }1 . وقوله تعالى : { إن في ذلك لآية للمؤمنين }2 . وقوله تعالى : { إن لدينا أنكالا وجحيما }3 . وأما معمول الخبر فلا يجوز تقديمه على الاسم . فلا يصح أن نقول : إن كتابك محمدا آخذ . غير أن بعض النحاة أجاز تقديم معمول الخبر على الاسم إذا كان المعمل شبه جملة . نحو : إن في المدرسة عليا موجود . 54 ـ ومنه قول جميل بن معمر : فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جمُّ بلابله الشاهد في البيت قوله : فإن بحبها أخاك مصاب ، فقدم معمول الخبر " بحبها " على اسمها " أخاك " . أما تقدم المعمول على الخبر فكثير . نحو قوله تعالى : { إن الله بما تعملون بصير }4 . 98 ـ وقوله تعالى : { إن الله على كل شيء قدير }5 .
حكم حذف الحرف الناسخ ، وحذف أحد معموليه ، أو حذف الحرف ومعموليه .
1 ـ لا يصح حذف الحرف الناسخ وبقاء معموليه . إذ لا يصح أن نقول : محمدا مجتهد . بنصب محمد على اعتبار أنه اسم " إن " المحذوفة ، ومجتهد خبرها ــــــــــــــــ 1 ـ 22 المائدة . 2 ـ 77 الحجر . 3 ـ 12 المزمل . 4 ـ 110 البقرة . 5 ـ 20 البقرة .
مرفوع ، لعدم وجود القرينة على حذفه . غير أنه جاز حذفه مع معموليه لدلالة القرينة عليه . 99 ـ كما في قوله تعلى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 . والتقدير : تزعمون أنهم شركائي . 2 ـ يجب حذف خبرها في موضعين : أ ـ بعد قولهم ليت شعري . نحو : ليت شعري هل يعود الغائب . والتقدير : ليتني أشعر بعودته . ونلاحظ أنه لا بد أن يلي تعبير " ليت شعري " استفهام اسما أو حرفا . 55 ـ ومنه قول جميل : ياليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد الشاهد قوله : ليت شعري هل أبيتن ليلة . فقد حذف خبر ليت وجوبا ، والتقدير : ليتني أشعر بمبيتي ليلة . وجملة الاستفهام في محل نصب مفعول به لشعري باعتباره مصدرا . ومنه قول امرئ القيس : ألا ليت شعري كيف حادتُ وصلها وكيف تراني وُصلة المتغيبِ
2 ـ أن يكون في الكلام شبه جملة ظرف ، أو جار ومجرور . وعندئذ يكون شبه الجملة متعلقا بمحذوف خبر واجب الحذف تقديره : كائن ، أو موجود . نحو : إن الأمر في يدك ، ولعل محمدا عندنا . فالتقدير : كائن في يدك ، وموجود عندنا . ويجوز حذف الخبر إذا دل عليه دليل . كما في قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }2 . ـــــــــــــ 1 ـ 62 القصص . 2 ـ 25 الحج .
الشاهد في الآية قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون } . حيث حذف خبر " إن " جوازا لدلالة جواب الشرط عليه ، وهو قوله تعالى : { نذقه من عذاب أليم } . والتقدير : إن الذين كفروا نذقهم من عذاب أليم . 100 ـ وقوله تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لمّا جاءهم وإنه لكتاب عزيز }1 . الشاهد قوله : إن الذين كفروا بالذكر ، ثم حذف الخبر ، وتقديره : معاندون ، أو معذبون .
تعدد خبر " إن " وأخواتها . يجوز تعدد خبر إن ، أو إحدى أخواتها كما هو الحال في تعدد خبر المبتدأ . فنقول : إن الطالب مجتهد مؤدب . 101 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله عليم خبير }2 ، وقوله تعالى : { إن الله عليم حكيم }3.
اقتران اللام في خبرها ، واسمها المؤخر . يقترن خبر " إن " دون أخواتها باللام لتوكيد مضمون الجملة ، لهذا زحلقوها في باب " إن " عن صدر الجملة كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين ، وهي لتخليص المضارع للحال أيضا {4} . نحو قوله تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون }5 . وقوله تعالى : { وإن ربك ليحكم بينهم }6 . 102 ـ وقوله تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }7 . ــــــــــــــــ 1 ـ 41 فصلت . 2 ـ 34 لقمان . 3 ـ 28 التوبة . 4 ـ انظر اللامات للزجاجي ص64 ، والحروف العاملة في القرآن الكريم ص139 . 5 ـ 1 المنافقون . 6 ـ 124 النحل . 7 ـ 13 يوسف .
ويشترط في اقتران اللام بخبر " إن " الآتي : ـ 1 ـ ألا يكون الخبر منفيا ؛ لأن اللام لتأكيد الإثبات وهو ضد النفي . 2 ـ ألا يكون الخبر ماضيا متصرفا غير مقرون بقد . فلا نقول : إن محمدا لقام . أما إذا كان الخبر فعلا ماضيا متصرفا مقرونا بقد جاز اقترانه باللام . نحو : إن عليا لقد كان مجتهدا . ويجوز اقتران اللام بالفعل الماضي إذا كان جامدا ، كنعم وبئس . نحو : إن أخاك لنعم الرجل . وإذا كان الخبر اسما ، أو فعلا مضارعا فلا شروط لاقترانه باللام . ويجوز دخول اللام على خبر إن بالشروط السابقة . نخو : إن الطالب لَكتابَك آخذ . وإن المعلم لأخاك مكافئ . ولم يرد منه شيء في القرآن الكريم . وقد دخلت اللام على ضمير الفصل . نحو قوله تعالى : { وإن الله لهو العزيز الحكيم }1 . وقوله تعالى : { إن هذا لهو الفضل المبين }2 . وتقترن لام الابتداء باسم " إن " شريطة تأخيره عن الخبر كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين كما هو الحال في الخبر . نحو : إن في الصدق لمنجاة ، وإن في الصدق لخيرا . ومنه قوله تعالى : { إن في ذلك لآية لكم }3 . وقوله تعالى : { وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب }4 . ـــــــــــــ 1 ـ 62 آل عمران . 2 ـ 16 النمل . 3 ـ 248 البقرة . 4 ـ 78 آل عمران .
كسر همزة " إن " وفتحها . تكسر همزة إن وجوبا في كل موضع يمتنع فيه تأويلها مع اسمها ، وخبرها بمصدر ، ذلك في المواضع التالية : ـ 1 ـ في ابتداء الكلام حقيقة ، أو حكما " أي الواقعة بعد ألا الاستفتاحية . مثال الأول قوله تعالى : { إ نّا أعطيناك الكوثر }1 . وقوله تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم }2 . ومثال الثاني قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم }3 . وقوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 . وفي ابتداء جملة " إن " الواقعة بعد النداء . كقوله تعالى : { قالوا يا أيها العزيز إن له أبا } 5 . 2 ـ في صدر جملة الصلة . نحو : انتصر الذي إنه مخلص ، وجاء الذي إنه عاقل، ومنه قوله تعالى : { وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة }6 . 3 ـ بعد القول . نحو قوله تعالى : { وقال إني معكم }7 . وقوله تعالى : { قال إني عبد الله }8 . ويشترط في القول أن يراد به معنى الحكاية . أما إذا أريد به معنى الظن فتحت همزة " إن " . 4 ـ أن تقع في صدر الجملة المستأنفة . نحو : يحسبون أني مقصر في عملي إنهم لمخطئون ، وزعم أحمد أنه متفوق إنه لكاذب . ـــــــــــــ 1 ـ 1 الكوثر . 2 ـ 32 البقرة . 3 ـ 62 يونس . 4 ـ 6 العلق . 5 ـ 78 يوسف . 6 ـ 76 القصص . 7 ـ 12 المائدة . 8 ـ 30 مريم
5 ـ في جواب القسم ، ويكثر في ذلك اقتران خبرها باللام . نحو : والله إنك لصادق . ومنه قوله تعالى : { ويحلفون بالله إنهم لمعكم }1 . وقوله تعالى : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون }2 . وقوله تعالى : { والعصر إن الإنسان لفي خسر }3 . 6 ـ إذا اتصل خبرها بلام الابتداء ، ولو سبقها فعل من أخوات ظن . أي " جاءت بعد فعل قلبي علق باللام " نحو : علمت إن أخاك لمحسن . ومنه قوله تعالى : { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون }4 . وقوله تعالى : { قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون }5 . وقوله تعالى : { والله يعلم إنهم لكاذبون }6 . ومنه قول الشاعر : ألم تر إني وابن أسود ليلة لنسري إلى نارين يعلو سناها وقد كسرت الهمزة في الشواهد السابقة ونظائرها ؛ لأن اللام إذا وليت الظن والعلم علقت الفعل عن العمل {7} . فالفعل علم في الآيات السابقة لم يعمل في إن ومعموليها لاتصال خبرها بلام الابتداء ، لذا كسرت همزتها ، فإن ومعموليها في هذا الموضع لم تؤول بمصدر كما هو الحال عند فتح همزتها . والشاهد في البيت قوله : ألم تر إني ... لنسري . حيث كسرة همزة " إن " بع الفعل القلبي " تر " الذي علق عن العمل لاتصال خبر إن بلام الابتداء المزحلقة . 7 ـ أن تقع في صدر جملة الحال مقرونة بالواو ، أو غير مقرونة . مثال الأول : زرته وإني لذو أمل في شفائه . ـــــــــــــــــ 1 ـ 56 التوبة . 2 ـ 40 المعارج . 3 ـ 2 العصر . 4 ـ 158 الصافات . 5 ـ 33 الأنعام . 6 ـ 42 التوبة . 7 ـ الأصول في النحو لبن السراج ج1 ص263 .
ومنه قوله تعالى : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون }1 . ومثال النوع الثاني قوله تعالى : { إلا إنهم ليأكلون الطعام }2 . 8 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الخبر عن اسم ذات . نحو : الرجل إنه قادم . ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم }3 . 9 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الصفة لما قبلها . نحو : جاء طالب إنه مهذب . وهذا قول إنه حق . 10 ـ أن تقع في محل نصب خبر لكان . نحو : كان الرجل إنه مسافر . 11 ـ أن تقع بعد كلاّ . نحو قوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 . وقوله تعالى : { كلا إنها كلمة هو قائلها }5 . 12 ـ أن تقع بعد إذ . نحو : وصلت إذ إن أباك يستقل العربة . 13 ـ أن تقع بعد حتى الابتدائية . نحو : غادر الطلاب المدرسة حتى إن المدرسين غادروها . 14 ـ أن تقع بعد حيث . نحو : جلست حيث إنك جالس . والبعض أجاز فتحها . ـــــــــــــــ 1 ـ 5 الأنفال . 2 ـ 20 الفرقان . 3 ـ 17 الحج . 4 ـ 6 العلق . 5 ـ 100 المؤمنون .
فتح همزة " أن " . يجب فتح همزة " أن " في كل موضع يصح تأويلها مع معموليها بالمصدر المؤول بالصريح . وتؤول أن مع اسمها وخبرها في المواضع التالية : ــ 1 ـ إذا جاءت مع معموليها في موضع الفاعل . نحو : أعجبني أنك مجتهد . والتقدير : أعجبني اجتهادك . ومنه قوله تعالى : { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب }1 . وقوله تعالى : { فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه }2 . 2 ـ في موضع نائب الفاعل . نحو : يخيل لي أن السماء صحو . ومنه قوله تعالى : { قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن }3 . 3 ـ في موضع المفعول به . نحو : ألا تعلم أن البعوض ناقل للعدوى . ومنه قوله تعالى : { وظن أهلها أنهم قادرون عليها }4 . وقوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }5 . وقوله تعالى : { فعلموا أن الحق لله }6 . ويشترط في خبرها عدم اقترانه بلام التوكيد كما أوضحنا سابقا ، وإلا كسرت همزتها . 4 ــ في موضع المبتدأ . نحو : في اعتقادي أنك مسافر . ومنه قوله تعالى : { ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة }7 . 5 ــ في موضع الخبر عن اسم معنى . نحو : حسبك أنك مجتهد . اعتقادي أن التجارة رابحة . ــــــــــــــــــ 1 ـ 51 العنكبوت . 2 ـ 114 التوبة . 3 ـ 1 الجن . 4 ـ 24 يونس . 5 ـ 18 آل عمران . 6 ـ 75 القصص . 7 ـ 39 فصلت .
6 ـ أو في موضع الخبر لـ " إن " التي جاء اسمها اسم معنى . إن رأيي أنك متواضع . 7 ـ أن تقع بعد القول المتضمن معنى الظن . نحو : أتقول أنك مسافر ؟ 8 ـ في موضع المجرور بحر الجر . نحو : كافأتك لأنك مجتهد . ومنه قوله تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق }1 . 9 ـ إذا وقعت أن ومعموليها بعد لو ، ولولا . نحو : احترمك ولو أنك أصغر مني . ومنه قوله تعالى : { ولو أنهم صبروا }2 . وقوله تعالى : { فلولا أنه كان من المسبحين }3 . 10 ـ أن يكون المصدر تابعا لواحدة مما سبق . فمثال العطف قوله تعالى : { وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }4 . وقوله تعالى : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم }5 . ومثال البدل قوله تعالى : { فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا }6 . فالمصر المؤول بدل اشتمال من طعامه ، والتقدير : إلى أنعامنا في طعامه . ومنه قوله تعالى : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم }7 .
جواز الفتح والكسر . يجوز فتح همزة " أن " وكسرها في المواضع التي يجوز فيها تأويل " إن " ومعموليها بمصدر مؤول ، أو عدم تأويلها ، ذلك في المواضع التالية : ـ 1 ـ بعد فاء الجزاء . نحو : من يأتني فإنه مكرم . ومنه قوله تعالى { من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم }8 . ــــــــــــــــ 1 ـ 30 لقمان . 2 ـ 5 الحجرات . 3 ـ 143 الصافات . 4 ـ 119 طه . 5 ـ 24 ، 25 عبس . 6 ـ 7 الأنفال . 7 ـ 7 الأنفال . 8 ـ 54 الأنعام .
فقد قرئت الآية : { فإنه غفور رحيم } بالوجهين ، أي بكسر همزة " إن " وفتحها . فاحتمال الكسر على جعل ما بعد فاء الجزاء جملة تامة ، والتقدير : فهو غفور . واحتمال الفتح على تقدير " أن " ومعموليها مصدرا مؤولا في موضع المبتدأ ، والخبر محذوف ، أو خبر والمبتدأ محذوف {1} . والتقدير : فغفرانه حاصل ، أو فجزاؤه حاصل . 2 ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا إن المطر منهمر . جواز الكسر على عدم التأويل ، والتقدير : فإذا المطر منهمر . والفتح على جعل " أن " ومعموليها في موضع الرفع على الابتداء ، وإذا في محل رفع خبره إذا اعتبرناها ظرفا ، أو الخبر محذوف على اعتبار إذا الفجائية حرفا ، والتقدير : انهمار المطر حاصل . ومنه قول الشاعر : وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا إذا أنه عبد القفا واللهازم الشاهد قوله : إذا أنه . فرواية الكسر على معنى فإذا هو عبد القفا ، وهذا الوجه أحسن ؛ لأنه لا يحتاج إلى تقدير . أما رواية الفتح فعلى اعتبار " أن " ومعموليها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف . 3 ـ بعد لا جرم ، وفتح الهمزة أشهر . نحو قوله تعالى : { لا جرم أن لهم النار}2 . فأن مع معموليها في تأويل مصر مؤول في محل رفع فاعل إذا اعتبرنا جرم فعل ماض بمعنى " حق " ، والتقدير : حق حصول النار لهم ، أو بمعنى " لابُدَّ " فتكون لا نافية للجنس ، وأن ومعموليها فى تأويل مصدر مجرور بمن ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا ، والتقدير : لابد من حصول النار لهم . أو على المفعولية إذا اعتبرنا جرم بمعنى كسب ، وفاعلها ضمير مستتر ، ــــــــــــــــ 1 ـ انظر الجنى الداني للمرادي ص . 2 ـ 62 النحل . 3 ـ 23 النحل .
والتقدير : كسب لهم كفرهم . وفي حالة الكسر تكون " لا جرم " قسما ، وكسرت الهمزة لوقوعها في جواب القسم . ومنه قوله تعالى : { لا جرم أن الله يعلم ما يسرون }1 . 4 ـ إذا وقعت بعد الواو التالية " هذا " ، أو " ذا " . نحو قوله تعالى : { ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين }2 . فذلكم خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : الأمر ذلك ، والأمر أن الله موهن ... إلخ . وهذا وجه الفتح في همزة " أن " . أما توجيه الكسر فعلى عطف " إن " مع معموليها على الجملة المتقدمة المحذوف أحد جزئيها . 5 ـ جواز الأمرين في مقام التعليل ، والكسر أبلغ . نحو : اطلب العلم إنه سبيل النجاح . ومنه قوله تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين }3 . وقوله تعالى : { ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير }4 . فالفتح على كون " أن " ومعموليها في محل مصدر مؤول مجرور بلام التعليل ، والتقير : لأنه سبيل النجاح . والكسر على أن التعليل حاصل بجملة " إن " ومعموليها . أي أنها جملة استئنافية . 6 ـ بعد حتى الجارة ، أو العاطفة . نحو : بذلت جهدك حتى أنك لم تنِ . ووقفت معه حتى أنك لم تقصر . وعرفت مزاياك حتى أنك فاضل . فالفتح على اعتبار " حتى " جارة ، أو عاطفة . والكسر على اعتبارها ابتدائية . 7 ـ جواز الأمرين بعد القسم إذا لم يتصل خبر " إن " باللام ، وذكر فعل القسم قبلها . نحو : أقسمت إن محمدا مسافر ، وأقسمت أن محمدا مسافر . ـــــــــــــــــ 1 ـ 23 النحل . 2 ـ 18 الأنفال . 3 ـ 168 البقرة . 4 ـ 20 البقرة .
أما إذا ذكر فعل القسم ، أم لم يذكر ، واتصل الخبر باللام وجب كسر الهمزة . نحو : أقسمت إنك لمخلص ، والله إنك لمخلص . وكذلك يجب الكسر إذا خذف فعل القسم ، ولم يتصل الخبر باللام . نحو قوله تعالى : { حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة }1 . ومنه قول الشاعر : أو تحلفي بربك العلي أني أبو ذيالك الصبي الشاهد قوله : أني ، فهمزة " إن " في هذا البيت تروى بالكسر على جعلها جوابا للقسم ، كما أنها تروى بالفتح على اعتبارها مفعولا به بعد حذف حرف الجر . والتقدير : على أني أبو ذيالك الصبي . 8 ـ أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه . نحو قوله تعالى : { إن لك لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }2 . فجواز الكسر يكون على الاستئناف ، أو العطف على جملة " إن " الأولى . وأما جواز الفتح فيكون بالعطف على " أن لا يجوع " . والله أعلم . ــــــــــــ 1 ـ 1 ، 2 الزخرف . 2 ـ 118 ـ 119 طه .
تخفيف نون " إنَّ " وأخواتها .
1 ـ تخفيف نون " إنَّ " : إذا خففت نون " إنَّ " المشددة ، القياس فيها ألا تعمل إنْ تلاها فعل . 103 ـ نحو قوله تعالى : { وإنْ وجدنا أكثرهم لفاسقين }1 . وقوله تعالى : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم }2 . وقوله تعالى : { وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله }3 . والذي يليها من الأفعال لا يكون إلا ناسخا كما هو واضح من الشواهد السابقة . غير أنه إذا تلاها اسم جاز فيها الإعمال ، والإهمال ، والإهمال أحسن . فمثال الإعمال : إنْ محمدا لمسافر ، ولم يسمع في كلام العرب من غير الشعر . ومنه قوله تعالى في قراءة من قرأ " إن ولما " 104 ـ مخففتين : { وإن كلا لما يوفينهم ربك أعمالهم }4 . وحجة من يراها عاملة يقول : أن الحرف بمنزلة الفعل إذا حذف من شيء لم يغير عمله . ومثال إهمالها قوله تعالى : { وإن كل لما جميع لدينا محضرون }5 . ووجب عند تخفيفها ، وإهمالها اقتران خبرها باللام المفتوحة المعروفة باللام الفارقة للتفريق بينها وبن " إنْ " النافية العاملة عمل ليس . كما في الآية السابقة ، ومنه قوله تعالى : { وإن كل نفس لما عليها حافظ }6 . وقد يستغنى عن اللام الفارقة ، إذا تضمن الكلام قرينة ، إما لفظية : كقول الشاعر* : إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة وإن هو لم يعدم خلاف معاند ـــــــــــــــــــــ * الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 102 الأعراف . 2 ـ 51 القلم . 3 ـ 143 البقرة . 4 ـ 111 هود . 5 ـ 32 يس . 6 ـ 4 الطارق .
الشاهد قوله : لا يخفى ، ولم يعدم ، حيث وقع الفعل المنفي في محل رفع خبر غير مقترن باللام ؛ لأن اللام تفيد التوكيد ، ولا يصح دخول التأكيد على الخبر المنفي . ومثال القرينة المعنوية : قول الطرماح بن حكيم : أنا ابن أباة الضيم من آل مالك وإن مالك كانت كرام المعادن فإن المخففة في قوله : وإن مالك ، لا يعقل أن تكون نافية ، إذ إن غرض الشاعر أن يتمدح بقومه ويذكر مآترهم ، فالمعنى قرينة دالة على أن " إن " مخففة من الثقيلة ، وليست " إن " النافية ، ذلك لا يلزم اقتران خبرها باللام الفارقة ، ولو قرنه بها لكان التقدير : وإن مالك لكانت . 2 ـ أنَّ : إذا خففت نون " أن " المفتوحة الهمزة ، وجب إبقاء عملها كما لو كانت ثقيلة ، ولكن يشترط في اسمها أن يكون ضمير الشأن المحذوف ، أما خبرها فيجب أن يكون جملة بنوعيها . لإذا كانت الجملة اسمية مسبوقة بجزء أساسي ، وجب أن يكون المصدر المؤول من أن ومعموليها مكملا للجزء السابق . 105 ـ نحو قوله تعالى : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }1 . فـ " أن " مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه ، والجملة الاسمية بعدها مكونة من مبتدأ وخبر في محل رفع خبر " أنْ " ، ولا فاصل بين الجملة ، وان ، كما أن " أن ْ " مع اسمها المحذوف وخبرها الجملة مكملة لما قبلها في المعنى . أما إذا كانت الجملة التالية لـ " إنْ " جملة فعلية وجب أن يكون فعلها دالا على اليقين والقطع الجازم . 106 ـ كقوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }2 . وكذلك إذا خففت ، وتلاها فعل متصرف لا يفيد الدعاء وجب اقتران الفعل بفاصل ليفصل بين " أن " ، وخبرها . ويكون الفاصل واحدا مما يأتي : ـ ـــــــــــــــ 1 ـ 10 يونس . 2 ـ 20 المزمل .
1 ـ السين ، أو سوف . نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }1 . ونحو : حسب أن سوف تحضر مبكرا . 2 ـ قد . نحو قوله تعالى : { ونعلم أن قد صدقتنا }2 . وقوله تعالى : { ليعلم أن قد أبلغوا }3 . 3 ـ لا أو لن أو لم . نحو قوله تعالى : { أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا }4 . وقوله تعالى : { أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه }5 . وقوله تعالى : { أيحسب أن لم يره أحد }6 . 4 ـ لو : نحو قوله تعالى : { وأن لو استقاموا على الطريقة }7 . 5 ـ ربَّ . 56 ـ كقول الشاعر* : تيقنت أنْ رُبَّ امرئ خيل خائنا أمين ، وخوان يخال أمينا وقد أتي بالفاصل في الشواهد السابقة للتأكيد على أنَّ " أنْ " المفتوحة الهمزة الساكنة النون هي المخففة من الثقيلة ، وليست " أنْ " المصدرية الناصبة للفعل المضارع . فإن كان الخبر جملة اسمية تفيد الدعاء ، أو فعلية فعلها جامد فلا يحتاج إلى فاصل بينه وبين " أن " . نحو قوله تعالى { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }8 . نحو قوله تعالى : { فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين }9 . في قراءة الرفع وتخفيف " أنَّ " . 57 ـ ومنه قول الأعشى : في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 20 المزمل . 2 ـ 113 المائدة . 3 ـ 28 الجن . 4 ـ 89 طه . 5 ـ 3 القيامة . 6 ـ 7 البلد . 7 ـ 16 الجن . * الشاهد بلا نسبة . 8 ـ 10 يونس . 9 ـ 44 الأعراف .
ومثال الخبر الواقع فعلا جامدا قوله تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }1 . وقوله تعالى : { وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم }2 .
3 ـ كأنَّ . حكمها في التخفيف كحكم " أنَّ " يجب إعمالها ، ووجب أن يكون اسمها ضمير الشأن المحذوف . غير أن كثيرا من النحاة لم يشترط أن يكون اسمها ضميرا ، وأنه يذكر في الكلام أكثر من ذكر اسم " أن " ، واستدلوا على ذلك ، 58 ـ بقول الشاعر* : ويوما توافينا بوجه مقسَّم كأن ظبية تعطوا إلى وارق السلم فـ " كأنْ " مخففة من الثقيلة ، وظبية في رواية النصب اسمها ، وخبرها محذوف . وأما على رواية الرفع تكون ظبية خبر كأن ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنه ظبية . وهذا هو الوجه الأحسن فيما دل عليه الكلام من أن حكمها في العمل كحكم أنْ ، و " أنْ " تعمل مخففة واسمها ضمير الشأن المحذوف دائما . ومنه قول الشاعر* : وصدر مشرق النحر كأن تدييه حقان ويروى " تدييه " و " تدياه " بروايتى النصب والرفع كما في البيت السابق . وعندما تخفف " كأنَّ " يصح دخولها على الجمل بنوعيها اسمية كانت ، أم فعلية . فمثال الأول : كأن أسد أقبل نحونا . ومنه الشواهد السابقة ، وهي لا تحتاج إلى فاصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا . وإذا دخلت على الجملة الفعلية وجب الفصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا ، ويكون الفصل إما بـ " قد " ، أو بـ " لم " . ــــــــــــــــ 1 ـ 39 النجم . 2 ـ 185 الأعراف . * لباغث بن صريم . وللمزيد انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية ج2 ص 397 . * الشاهد بلا نسبة في مصادره .
59 ـ مثال الأول قول النابغة الذبياني : أفد الترحل غير أن ركابنا لما نزل برحالنا وكأن قدِ التقدير : وكأن قد زالت ، فحذفت الجملة الواقعة خبرا لـ " كأن " بعد أ، فصل بينها بـ " قد " . ومنه قول الآخر* : لا يهولنك اصطلاء لظى الحر ب فمحذورها كأن قد ألما 107 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { كأنْ لم يدعنا إلى ضر مسه }1 . وقوله تعالى : { كأن لم تغن بالأمس }2 . وقوله تعالى : { ولى مستكبرا كأن لم يسمعها }3 . وقد فصل بين " كأنْ " والجملة الواقعة خبرا لها لئلا يلتبس بينها وبين أن المصدرية الداخلة عليها كاف التشبيه .
4 ـ لكنَّ . إذا خففت نون " لكنَّ " وجب إهمالها ، وبطل عملها بالإجماع ، إلا يونس ، والأخفش قالا بإعمالها . وعند تخفيفها يزول اختصاصها بالجمل الاسمية ، وتكون صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية وفعلية . وهي حينئذ إما عاطفة كـ " بل " ، أو حرف ابتداء . 108 ـ نحو قوله تعالى : { لكنِ الله يشهد بما أنزل إليك }4 . وقوله تعالى : { لكنِ الظالمون اليوم في ضلال مبين }5 . ـــــــــــــــــ * الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 12 يونس . 2 ـ 24 يونس . 3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 166 النساء . 5 ـ 38 مريم .
ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى : { ولكنْ كانوا أنفسهم يظلمون }1 . وعن الكسائي أن المختار عند العرب تشديد النون إذا اقترنت " لكنِّ " بالواو . نحو قوله تعالى : { ولكنَّ الظالمين بآيات الله يجحدون }2 . وتخفيفها إذا لم تقترن بها . نحو قوله تعالى : { لكنِ الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا }3 . وقوله تعالى : { لكنِ الذين اتقوا ربهم }4 . وعللوا ذلك بأن المخففة تكون عاطفة كما ذكرنا سابقا ، فلا تحتاج إلى واو معها مثلها مثل " بل " فإذا سبقتها الواو ، وهو قليل انتقل العطف إلى الواو ، وتكون " لكن " ابتدائية مهملة لا عمل لها تفيد الاستدراك ليس غير . ـــــــــــــــــــ 1 ـ 70 التوبة . 2 ـ 33 الأنعام . 3 ـ 88 التوبة . 4 ـ 198 آل عمران .
تنبيهات وفوائد 1 ـ ذكرنا أن " إنَّ " و " أنَّ " يفيدان التوكيد كما هو عند جمهور النحاة ، غير أن بعضهم جعلها للتأكيد ، والتحقيق ، وبعضهم جعلها للثبات والدوام {1} . كما تفيد " أنَّ " معنى الترجي فتكون بمعنى " لعل " . نحو قوله تعالى { وما يشعركم أنها إذا جاءت لايؤمنون }2 . في قراءة فتح الهمزة ، أي : لعلها إذا جاءت . وقد نقل لها هذا المعنى سيبويه عن الخليل ، ومنه قولهم : أأت السوق أنك تشتري لنا شيئا . أي لعلك تشتري {3} . 2 ـ أورد النحاة لـ " كأن " معانيَ غير التشبيه ، فمنهم من جعلها للتحقيق واستدل على ذلك بقول عمر بن أبي ربيعة * : كأني حين أمي لا تكلمني ذو بغية يشتهي ما ليس موجودا ومنهم من قال إنها تفيد الشك ، فقالوا إن كان خبرها اسما جامدا كانت للتشبيه ، وإن كان مشتقا كانت للشك بمنزلة " ظن " ، أما إذا كان خبرها فعلا . نحو : كأنَّ زيدا قام ، أو جملة اسمية . نحو : كأن خالدا أبوه قائم . أو وصفا مشتقا . نحو : كأن محمدا قائم . فهي للظن والحسبان . كما ذكروا أنها تكون للتقريب . نحو : كأن الشتاء مقبل . والمعنى على تقريب إقبال الشتاء ، وهو مذهب الكوفيين {4} . 3 ـ أورد النحاة لـ " لعل " معاني كثيرة غير التي ذكرناها آنفا منها : ـــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ شرح المفصل ج8 ص59 ، وكتاب معاني الحروف للرماني ص110 . 2 ـ 109 الأنعام . 3 ـ الكتاب جا ص462 ، والجنى الداني ص417 . * وفي اللسان ليزيد بن الحكم ، ويروى عجز البيت : متيم يشتهي ما ليس موجودا . 4 ـ الجنى الداني ص572 وما بعدها .
أ ـ تكون للاستفهام . نحو قولك للرجل : لعلك شتمتني ؟ تريد هل تشتمني ؟ فيقول : لا أو نعم 1 . ب ـ وتكون للشك بمنزلة " عسى " . نحو : لعل أخاك في المدرسة . تريد : عسى أخوك في المدرسة . ومنه قوله تعالى { لعلي أبلغ الأسباب }2 . وتقدير المعنى : عسى أبلغ الأسباب . 4 ـ إذا كانت " ما " الداخلة على " إنَّ " وأخواتها اسما موصولا ، نحو : إن ما تفعله مثمر . ومنه قوله تعالى : { إن ما تدعون لآت }3 . وقوله تعالى : { لا جرم إنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا }4 . أو " ما " المصدرية ، نحو : إن ما عملت مثمر . أي : إن عملك مثمر . فإن عملها يبقى قائما ، وتكتب " ما " مفصولة عنهن ، وإن وردت في بعض آيات القرآن متصلة بهن . 5 ـ الغالب عند النحاة ، بل ما هو عليه الجمهور عدم جواز حذف اسم " إن " وأخواتها إلا إذا كانت مخففة ، وكان المحذوف ضمير الشأن . غير أن قلة منهم أجازوا حذفه في غير حال التخفيف ، ولا يقتصر الحذف عندهم على الشعر ، بل سمع في فصيح الكلام إذا دلت عليه القرينة ، وقلما كان المحذوف غير ضمير الشأن 5 . وعليه يحمل قول الرسول الكريم : " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " . لا على زيادة " من " . خلافا للكسائي . ومن الذين قالوا بحذفه الخليل ، وأبو حيان ، واستشهدوا بقول الفرزدق : فلو كنت ضبيَّا عرفت قرابتي ولكنَّ زنجيُّ عظيم المشافر الشاهد قوله : ولكن زنجي ، برفع زنجي على أنه خبر لكنَّ ، واسمها محذوف . ـــــــــــــــ 1 ـ الأزهية للهروي ص217 . 2 ـ 36 غافر . 3 ـ 134 الأنعام . 4 ـ 43 غافر . 5 ـ تسهيل الفوائد لابن مالك ص62 .
إلا أن البيت فيه تخريج غير ذلك ، فقدره سيبويه بقوله : ولكن زنجيا عظيم المشافر لا يعرف قرابتي 1. 6 ـ يجوز زيادة الباء في خبر " أنَّ " إذا اشتملت الجملة فيما قبل " أنَّ " على نفي . نحو قوله تعالى : { أوَ لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعْيَ بخلقهن بقادر على أن يحيى الموتى }2 . والتقدير كأنه قيل : أو ليس الله بقادر ، فنزلت " أنَّ " منزلة ليس ، وليس إذا سبقا النفي جاز اقتران خبرها بـ " الباء " الزائدة . 7 ـ إذا وقعت " أنْ " المخففة من الثقيلة بعد فعل يفيد العلم ، واليقين ، لا يشك في أنها المخففة العاملة عمل " أنَّ " ، والمضارع بعدها مرفوع . نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }3 . ولا يجوز أن تكون " أنْ " الناصبة للفعل . أما إذا سبقها فعل يدل على الظن الراجح جاز فيها أن تكون مخففة تعمل عمل " أنَّ " والمضارع بعدها مرفوع ، وجاز أن تكون المصدرية الناصبة والمضارع بعدها منصوب ، ومنه في قراءة النصب قوله تعالى : { وحسبوا أن لا تكون فتنة }4 . وقرئ برفع " تكون " على اعتبار أن " أنْ " مخففة من الثقيلة . والعلة في نصب الفعل بعد " أن " إذا سبقها الظن أن " أن " المصدرية الناصبة للفعل المضارع تستعمل في مقام الرجاء ، والطمع فيما بعدها ، فلا يناسبها اليقين {5} . 8 ـ يجوز في الاسم المعطوف على اسم " إنَّ " وأخواتها الرفع ، والنصب ، وهو مذهب أهل البصرة ، والخليل وسيبويه ، ومما ورد فيه الاسم مرفوعا قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى }6 . ـــــــــــــــــــ 1 ـ الكتاب ج1 ص282 . 2 ـ 33 الأحقاف . 3 ـ 20 المزمل . 4 ـ 71 المائدة . 5 ـ جامع الدروس العربية ج2 ص342 . 6 ـ 69 المائدة .
وقوله تعالى : { يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله }1 . وكان الرفع عند سيبويه حملا على الابتداء في الآية الأولى . أما في الثانية فرفعت كلمة " رسوله " عطفا على الضمير المستتر في الخبر ، أو على محل اسم " أن " ، أو هو مبتدأ حذف خبره ، والتقدير : ورسوله بريء ، وهو أحسن الوجوه ؛ لأنه في الوجه الأول قد فصل بين المتعاطفين بفاصل وهو الجار والمجرور ، وإن كان قد جرى مجرى التوكيد ، والثاني غير جائز عند المحققين أن نعطف على المحل {2} . ومثال ما جاء منصوبا قوله تعالى : { ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر }3 . قرئت " البحرُ " بالرفع والنصب ، فالرفع على الاستئناف بالواو ، أو رده على محل اسم " إن " قبل دخولها عليه . وحجة من نصبه أنه عطفه على اسم إن . ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين }4 . بنصب الصابئين عطفا على اسم إن . وقال بعض النحاة إنّ الرفع في الاسم المعطوف على اسم إنّ وأخواتها يكون أجود بعد " إنّ ، وأنّ ، ولكن " واستدلوا على ذلك بمجيء الاسم مرفوعا في قوله تعالى : { أن الله بريء من المشركين ورسوله }5 . وأن النصب بعد اسم وخبر " كأن ، ولعل ، وليت " أجود . وقد ذكر السيوطي أن العطف على اسم " إن " وأخواتها قبل الخبر لم يجز فيه إلا النصب ، ثم عقب بقوله : وجوزوا الرفع 6 . ــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 3 التوبة . 2 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص11 . 3 ـ 27 لقمان . 4 ـ 62 البقرة . 5 ـ 3 التوبة . 6 ـ الحروف العاملة في القرآن الكريم ص143 .
نماذج من الإعراب
85 ـ قال تعالى : { وإن ربك لذو مغفرة للناس } وإن : الواو حرف استئناف ، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل . ربك : رب اسم إن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه . لذو مغفرة : اللام هي اللام المزحلقة ، ذو خبر إن مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وذو مضاف ، ومغفرة مضاف إليه مجرور بالكسرة . للناس : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة من مغفرة .
50 ـ قال الشاعر : إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول إن الذي : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم إن . سمك السماء : سمك فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، السماء مفعول به منصوب بالفتحة . وجملة سمك ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . بنى لنا : بنى فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . لنا جار ومجرور متعلقان ببنى . وجملة بنى ... إلخ في محل رفع خبر إن . بيتا : مفعول به منصوب بالفتحة . دعائمه : مبتدأ مرفوع بالضمة ، ودعائم مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . أعز وأطول : أغز خبر مرفوع بالضمة ، والواو حرف عطف ، وأطول معطوف على أعز . والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لبيت .
86 ـ قال تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين } طلعها : طلع مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . كأنه : كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . رؤوس الشياطين : رؤوس خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والشياطين مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة كأنه ... إلخ في محل رفع خبر المبتدأ طلع .
51 ـ قال الشاعر : حُفزتْ وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها حفزت : فعل ماض مبني للمجهول ، مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى الضعن . والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب . وزايلها : الواو حرف عطف ، زايلها فعل ماض مبني على الفتح ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . السراب : فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة معطوفة على ما قبلها . كأنها : كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها . أجزاع : خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، بيشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث . وجملة كأنها ... إلخ في محل نصب حال من الضمير في زايلها . أثلها : بدل مرفوع من أجزاع بيشة ، وأثل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . ورضامها : الواو حرف عطف ، رضام معطوف على أثل ، وهو مضاف ، والضمير المتصل برضام في محل جر مضاف إليه .
87 ـ قال تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد } ولو شاء : الواو حرف استئناف ، لو حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع ، أي امتناع الجواب لامتناع الشرط ، شاء فعل ماض مبني على الفتح ، الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، والمفعول به محذوف تقديره : عدم اقتتالهم . ما اقتتلوا : ما نافية لا عمل لها ، اقتتلوا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب لو . وجملة شاء ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . ولكن : الواو عاطفة ، وقيل استئنافية ، لكن حرف مشبه بالفعل . الله : لفظ الجلالة اسم لكن منصوب بالفتحة . يفعل : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة . ما يريد : ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، يريد فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . وجملة يريد ... إلخ لا محل لها صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره : يريده . وجملة يفعل ... إلخ في محل رفع خبر لكن ، وجملة لكن ... إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب أيضا .
88 ـ قال تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا } ويقول الكافر : الواو عاطفة ، يقول فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والكافر فاعله . يا ليتني : يا حرف نداء ،والمنادى محذوف ، ويجوز أن يكون حرف تنبيه لعدم وجود المنادى ، ليتني : ليت حرف تمني ونصب مشبه بالفعل من أخوات إن ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسم ليت . كنت : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسم كان . ترابا : خبر كان منصوب بالفتحة . وجملة كنت ... إلخ في محل رفع خبر ليت . وجملة يا ليتني ... إلخ في محل نصب مقول القول .
89 ـ قال تعالى : { إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون } إنا : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والنا ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إن . أنزلناه : أنزل فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين ، ونا الفاعلين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به . وجملة أنزلناه ... إلخ في محل رفع خبر إن . قرآنا : حال منصوبة بالفتحة من المفعول به ، وقد جاز مجيء الجامد حالا وهو غير مؤول بالمشتق ؛ لأنه موصوف . ويجوز أن يكون " قرآنا " بدلا من الضمير الغائب في أنزلناه . عربيا : صفة لقرآن منصوبة بالفتحة . لعلكم : لعل حرف ترجي ونصب مشبه بالفعل ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم لعل ، والميم علامة الجمع . تعقلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة تعقلون في محل رفع خبر لعل . وجملة إنا أنزلناه ... إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب . وجملة لعلكم ... إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
52 ـ قال الشاعر : وكأنما نظرت بعيني شادن رشأ من الغزلان ليس بتوءم وكأنما : الواو حسب ما قبلها ، كأن حرف مشبه بافعل ، وما زائدة كافة . نظرت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي . بعيني : جار ومجرور ، وعلامة الجر الي
أحمد الهاشمي مدير عام
عدد المساهمات : 10896 نقاط : 13569 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
موضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 22:49
جزاك الله خيرا مديرتنا لاقديرة
شجرة الدر
بارك الله لك
موسوعة رائعة شاملة
تثبت للاهمية
مع تحياتي
زينب بابان مشرفة عامة
عدد المساهمات : 10543 نقاط : 16309 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 04/05/2010 العمر : 53
موضوع: رد: موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية ....... الخميس 14 أكتوبر 2010 - 14:22
الله يبارك فيك شجرة الدر
امنياتي اليك بالموفقية والنجاح والتالق الدائم
محبتي وتقديري
موسوعة النحو والإعراب ... موسوعة هامة جدا للمهتمين باللغة العربية .......