واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
مرحبا بكم في واحة الأرواح
واحة الأرواح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

واحة الأرواح

أحمد الهاشمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولeahmea@yahoo.com

 

  مقالة الشعر يكتب بيانه

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمود أسد
كبار الشخصياتvip
كبار الشخصياتvip
محمود أسد


عدد المساهمات : 188
نقاط : 566
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/08/2010
العمر : 73

         مقالة  الشعر يكتب بيانه Empty
مُساهمةموضوع: مقالة الشعر يكتب بيانه            مقالة  الشعر يكتب بيانه Icon_minitimeالثلاثاء 19 أكتوبر 2010 - 14:02



وجـع الشّعـر فـي بيانـه
محمـود أسد
سوريا حلب
mahmoudasad953@gmajl.com

الشعرُ منبتُ الحبِّ و الخير و الجمال ، نسغ السموِّ إلى العالم الأرحب و الأصفى هو مركبٌ لجزر العشق و الدهشةِ اللافتة الساحرة و هو سفينة تبحرُ بنا إلى بحيرات الإبداعِ ، و يرسو بنا على مرافئ الصفاء و الجمال . هو قادرٌ أن يفعل فعلَهُ العجيبَ بنا ، يملك مفاتيح الدهشة ، و يثيرُ لواعج النفس … يقتحم المجهول منها ، يقوى على همومنا ، يشاغبُ برشاقةٍ ، و يوقِع بين الشعراء و بين الآخرين … و يشعل نار الفتنة بين الشاعر و نفسِه الطامحة … هو عصيٌّ حينا فيمتنع و يأبى ، و طيّعٌ حيناً آخر تراه بين يديك كحمامة وديعةٍ ، أو سحابة ظليلة ماطرة . يُطِلُّ عليك رتيباً لدرجة السأم حيناً ، و ينبعث ناشزاً شقيّاً في أحيان أخرى.
إنَّهُ طقسٌ متقلِّبٌ ، و كائنٌ غيرُ مستقرّ ، هو رؤيةٌ و صورةٌ لافتة ، و مضامين موحية ، تخصب في الذاكرة و النفس فتعطيك إبداعاً عصيّاً ، يصْعُبُ إمساكُه أو اللحاق به . هو فتاةٌ متقلبةُ الأهواء ، يصعثبُ علينا حلٌ لغزها تلوِّحُ إليك بنظراتها و مفاتنها ، فتأسُرُ ألبابَكَ ابتسامتُها و غَنجُها تهمس، لك بطرف لحظها فسرعان ما تجدُ نفسك أسيرَ غوايتها فتحاول مجاراتها و لا تستطيع إدراكها ، فتقع أسيرَ حسنِها و هواها .
هو معك و ليس معك … يتراءى من بين شفاهك فتسكبه شهداً عذباً . يقاطعك في خطاكَ و شهقلتِك و تراه ضالاًّ شارداً كغزالٍ برِّيِّ في صحراءَ موحشة و حيناً تراه فتى شقيّاً مشاغباً يصعب عليك فهمُ سلوكِهِ و إمساكُهُ و الأخذُ به … هو كلُّ هذا .. هو كيمياء الإبداع تُشكِّلُ بين الحروف و النقاط و الكلمات و بين الكلمة و شقيقتها ، و بين الصورة و دلالتها و ألوانها . هو كيمياء الروحِ الشفّافة الخفيَّة التي تبعث النهوض في الجسد الراقد ، و هو مركب يحمل ما لذَّ و طابَ من توابل الحياة و بهاراتها ، يجلب لك سحرَ البيان و دهشة التعبير و التشكيل ، و يرسو بك حيثُ الأمانُ و الحبُّ و الدواء . أمواج البحر تتكسَّرُ أمام طاقاته و اندفاعه . و أسماك القرش تُروّض أمام نظراته و رؤاه فتنزع أسنانها و تقترب منه عن رضا و قناعة لذلك يصعب على الشاعر و المتابع الحصيفِ أن يمسِك بخيوطِهِ ، و أن يُلِمَّ بما يخفيه ، فلا يقدر على إعادة صياغته ، هو فوق التقليد و فوق التقعُّر اللغوي و التكلّف الثقيل .
الشعر مجموعةُ أطياف ملوّنة تتحِدُ في طيف واحد ، و هو جداولُ من الإشعاعاتِ المرسلةِ كضفائرِ الأنثى الحسناء تأتيك في إشعاع متألق ، هوَ مَلكاتٌ و مواهِبُ تختلفُ لتشكّل مملكة البيان الناصع هو باعثٌ على الإلهام و الإيحاء ، طيفُه يداهمك أينما كنت . و ما زال عالماً من السحر الحلال ، يحرِّضُك بصُمِّ حجارته من الكلمات ، و يداعبك ملاطفاً بعذب معانيه و روعة موسيقاه … تحتار في فكِّ ألغازِهِ و تحليل نسغِهِ . يدعوك إلى مائدة الأسئلة المحيِّرة يحرمك من لذّة النوم فيهرب بك إلى لذّة الوصالِ و التأمُّلِ و الحكمة … يتركك على أبوابه الواسعة تبحث عن وسيلة تسعفك في فكِّ ألغازه و رموزه و صوره . و إذا ما عجزت استسلمْتَ للقطيعة و حلّتِ الجفوة بينكما . هذه الجملُ الهاربة من خندقِ الأملِ و الألمِ تسعى معك لإعادة جماليّةِ الشعرِ و بهائِهِ و تعقيمهِ . تسعى لتُكلِّلَ عرش الشعرِ سيِّد الفنونِ الإنسانية بما يملكه من مقوِّمات . هي إشارات تسعى لامتطاء بعض مراكبه كي ترجع له هيبته و وقاره ، و كي تعيد تنصيبه على عرشِ مملكته الجميلة ، تحاول الإمساك بمجاديفه و قراءة أسطر مرافئه ، تأمل باللجوء إلى فلك الصفاءِ الشعري ليستحمَّ من درن الملوّثات التي وفدت إليه و حطَّتْ فوق كاهله.
لا تدَّعي الوصاية الطائفية أو السياسية و لا تناصِرُ شكلاً على شكلٍ ، تؤمن بحرِّية الإبداع المدعِّم بالزائقة و الغيرةِ . تقدِّر الإبداع الباعثَ فينا قيمَ الجمالِ و الخيرِ ، و تقلِّم أظافرَ بعض القصائد المتمرِّدة على الجمالِ و الأعراف و الذائقة و الخير .
لا تدَّعي حزباً أدبيّاً أو سياسياً ، تقول لك : نحن أطياف في طيف ، لن ننصِّب أنفسنا دركيّاً قاسياً لا نملك العصا الغليظة ، و لا نؤمن بالزنزانةِ كعقوبة للتأديب لن نضع الغشاوة أمام بصرنا و بصيرتنا فنصادر الآراء ، و نكفِّر المبدعين من الشعراءِ لا نسعى إلى بناء جنّةٍ و نارٍ نُدْخل إليهما من نشاء . الشعر الجميل السامي الذي يرتقي إلى الأسمى و الأنقى هو غايتنا ، و حاجتنا ماسَّةٌ إلى رؤية نقديةٍ صائبة موضوعية ، و إلى ذائقةٍ سليمة ، تقدِر على الفرز و الإقناع دون تشنُّجٍ ، نختلف إيجاباً و لا نرسِّخ القطيعة . الإبداعُ الحقُّ مبنيٌّ على الاختلاف و التميُّز و لكنه اختلاف الحكيم و الشاعر البارع الواثق من ملكاته و أدواته . نحن أطياف اختلفت في قضايا الشعر و اجتمعت على حبِّهِ و اتفَّقتْ على ضرورة تنظيم جداولِهِ ، و إعادةِ لملمةِ حبَّاته ، حسنُ النوايا و العفويَّةُ الناضجةُ جمَّعانا علَّنا نصنع شيئاً جميلاً للشعر الجميل علَّنا نطرحُ أسئلةً و نجيب عليها ، علَّنا نعيدُ الشعرَ و الشعراءَ المتلقين إلى الخميلة الجميلة .
إنَّ المشهد الثقافي بشكل عام و المشهدَ الشعريَّ بشكلٍ خاص يعاني من ضيقٍ النوافذِ و اتساع فتحات الأبواب ذائقةُ الشعر بدَتْ جريحة و منزوية فهناك طلاسم و إلغاء و تكفير و شلل ، الشعر توجعه القطيعة و تؤلمه الادِّعاءات . فرَوْضُ الشعرِ لم يكنْ و لن يكون في يومٍ ما على درجة واحدة من الخصوبة و الخضرة و العطاء و ليسَ بقادر على استقطاب الجميع . توقَّفَ الكثيرون عن التغريد و التحليق و امتنع بعضُهم عن إبداء الرأي ، و انفضَّ الحضورُ فأضحت المراكز و الملتقيات شبه فارغة و لم يسعَ أحدٌ لدراسة الحالةِ و معرفةِ الداءِ و العلاج حُرِمَ عشَّاقُ الشعرِ من نعمةِ الشعرِ و الحوارِ و التأمل ، و ذاق الشعرُ مرارةَ الهجرِ فكثرت الأسئلة في النفس و غابَ السؤال العلنيُّ الجريء.
نعم ، الشعرُ في ورطةٍ قلْ في أزمة . فموائدُهُ خواءٌ ، و لذيذها نادرٌ . و ضيوفُها يعُدَّون على أصابع الكفين فقد تخلَّينا عن الأبهى و الأنقى و الأرحب عادَيْنا الذائقة الرفيعة و الحسَّ الدافئ و رحلْنا إلى مرافئ بعيدة و عجيبة ، و نحنُ لا نعرِفُ أغوارها. استسلمنا إلى لصوصِ البحرِ و التهويمات ، فثُقِبَتْ مراكبنا و رحْنا نغوصُ في بحارٍ غريبةٍ و نحن لا نعرف فنَّ العوم فجاءَنا شعرٌ بلا هوِّيَّةٍ و لا حسٍّ . جاءَنا بالتالفِ من المفردات و المبرقع من الجمل تحدَّى سياق الجملة العربية الشعرية الأنيقة فتقَّطعَتْ أواصره ، و بدا لقيطاً ، راح يبني عرشَهُ علبى أرضٍ إسفنجيَّةٍ . جدرانهُ من القطن ، و سقْفُهُ غربالٌ واسعُ الثقوب جاءَ بأمزجةٍ صداميةٍ فغاب عنّا صفاء الشعريَّة و عفويَّتُها و صنْعَتُها المتْقَنَةُ.
هذه الصورة تبدو مأساويّةً و تراجيديّةً ، ونكبَتْ بها مملكة الشعر و عادَتْ بحاجةٍ إلى غرفِ الإنعاشِ و إكسير الحياة .
الشعرُ الحقيقيُّ على مختلفِ أشكالِهِ و أصنافِهِ أقوى من هذه الهلوساتِ ، و أبلغُ من هذا الشَّطَطِ الصافع للذوق و الشاعر الحقُّ يبحث عن نوافذ يطلُّ منها على عشّاقه و يستمدُّ منها الرمقَ و الهواء و النورَ … الشاعر الحقُّ يعرف مالَهُ و ما عليه و يدرك ماهِيَة الشعرِ الحقيقي ، يعي تجربته يخدمُها و يطوِّرها يمدُّ الجسورَ ، يؤمن بتعدُّد الأطياف التي تشكل اللوحة الأبهى ، يؤمن بقدرة النص على تجاوز الآخرين و يؤمن بفتنة النص الآسرةِ .
هي دعوة لغربلة الإبداعِ و نخله . دعوةٌ لإبعاد الطفيليِّ الشاذّ …
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الهاشمي
مدير عام
مدير عام
أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 10896
نقاط : 13569
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 03/04/2010

         مقالة  الشعر يكتب بيانه Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة الشعر يكتب بيانه            مقالة  الشعر يكتب بيانه Icon_minitimeالأربعاء 20 أكتوبر 2010 - 4:06

نعم سيدي

عندك الف حق

ما احوجنا لتنقية القلوب والضمائر

حتى نصيب من الصفاء ما يجعل قلوبنا اقرب للمحبة

دُمت مبدعاً

لروحك الياسمين

وودي وتقديري لك

وخالص تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جهاد أحمد الهاشمي
إدارة
إدارة
جهاد أحمد الهاشمي


عدد المساهمات : 636
نقاط : 679
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 27/06/2010

         مقالة  الشعر يكتب بيانه Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالة الشعر يكتب بيانه            مقالة  الشعر يكتب بيانه Icon_minitimeالثلاثاء 14 ديسمبر 2010 - 2:26

العم القدير الاستاذ محمود اسد لك مني اجمل تحيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقالة الشعر يكتب بيانه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  مقالة --الابحار في عالم الشعر --
» قصيدة أحزاني تعلن العصيان= مقالة القدس بؤرة الشعر السوري المعاصر
» تامر كردوس يكتب
»  بعيدا عن الحساسية مقالة
»  مقالة (( حلب في شعر أبنائها المعاصرين))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
واحة الأرواح  :: أقسام الكتاب و الأدباء و الشعراء :: واحة الأديب الأستاذ..(((محمود أسد)))-
انتقل الى: