قمرالواحة كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 9221 نقاط : 12107 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 14/04/2010 العمر : 53
| موضوع: رد: عن مصر نقول ونقول..... الثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 14:14 | |
| أستمر معكم في قراءة ما تم نشرة عن يوميات الحرب في الموقع الذي يحمل نفس الاسم على الانترنت بحيث أتدخل للشرح عندما أشعر بغموض الاصطلاحات العسكرية ومعاني مضمونها : يوم 9 أكتوبر • تم تصفية جميع حصون العدو في سيناء عدا حصن واحد في طريق بورسعيد - رمانه - العريش الساحلي . • انسحبت قوات العدو الى خط المضايق ( المضايق على مسافة 30 كيلومتر من القناة تقريباً ) في سيناء بعد سقوط خط الدفاع الأول وخط الدفاع الثاني . • دارت معركة بحرية عنيفة أسفرت عن إغراق 5 لنشات إسرائيلية ( سنتكلم عنها بالتفصيل ان شاء الله) كما تقدمت القوات المصرية 15 كم في عمق سيناء . ( لم تتجاوز القوات المصرية هذه المسافة رغم امكانية ذلك لتبقي دائما تحت مظلة الدفاع الجوي ) • قامت قوات العدو بقصف دمشق للرد على فشلها المتوالي منذ 6 أكتوبر في الجبهتين المصرية والسورية برغم تأكيد مصر وسوريا انهما لن توسعان نطاق الحرب إلى التجمعات السكانية . • قررت أمريكا تزويد إسرائيل بكافة الأسلحة والمعدات بما يعوض ما فقدته وإرسال الطائرات والمدرعات وقطع الغيار والخبراء الذين يساهمون في تركيب هذه الأسلحة . • طلبت أمريكا من الأردن عدم التدخل في القتال وفعلا رفض الملك حسين دخول الحرب ورفض طلب سعودي بالسماح لفرقة سعودية متمركزة في الأردن بالمشاركة في الحرب . 10-13 أكتوبر • سميت هذه الأيام بالوقفة التعبوية حيث أمهلت القوات المصرية نفسها عدة أيام لإعادة تنظيم صفوفها لكن قوات العدو استغلت هذه الأيام أيضا في تلقى الإمدادات الأمريكية حيث فتحت واشنطن جسرا جويا مباشرا بين قواتها والجبهة المصرية في العريش . • أرسل العراق يوم 10 أكتوبر الفرقة الثالثة المدرعة التي وصلت الجبهة السورية يوم 12 اكتو بر كما أرسل الأردن لواء مدرع لسوريا ( وذلك استجابة لطلبات أمريكية تجنبا لفتح جبهة قتال جديدة على ضفة نهر الأردن ) . • حاولت روسيا يوم 12 أكتوبر عرض وقف لطلاق النار بناء على طلب من سوريا لكن الرئيس السادات رفض هذا الطلب نظراً للنصر الملحوظ الذي حققته القوات المصرية . • خلال هذه الأيام نقل الجسر الجوي بين واشنطن والجبهة أسلحة ومعدات خاصة لم تستخدم من قبل على متن 228 طائرة نفذت 569 طلعة جوية كما قامت طائرة استطلاع أمريكية بالطيران على ارتفاع 25 كم ( أى فوق سقف مظلة الدفاع الجوي بحيث لا تصل اليها الصواريخ) فوق بور سعيد والسويس ثم مطارات البحر الأحمر ثم قنا حتى وصلت إلى الدلتا فى رحلة استطلاعيه أبلغت تقاريرها لإسرائيل . و هنا أقول ما هو معنى الوقفة التعبوية ، فبعد مرور عدة ايام من المعارك يلزم القوات ان تقف لمهله قليلة تلتقط انفاسها ، وتعيد تنظيم نفسها ، وتستعوض خسائرها من الرجال والمعدات ، وتستكمل ذخائرها وتمويناتها ثم اخيرا تدرس و تعيد التخطيط و اعادة توزيع القوات للمرحلة القادمة بناء على ماتم تنفيذه على الواقع في المرحلة السابقة ...... اذا تم عمل ذلك على مستوي الحجم الكبير من القوات يسمي بالوقفة التعبوية . أضيف أيضا فأقول رأي شخصي ..... تقول يوميات الحرب أن العراق أرسل الفرقة الثالثة المدرعة الى سوريا ..... أعتقد أن ما قامت به هذه فرقة هو ما لفت نظر أمريكا واسرائيل الى خطورة وجود جار لدول المواجهة ويليها مباشرة وأن هذا الجار قوي وقادر على أرسال قوات مدربة و جيدة التسليح لدول المواجهة فيمكنه بذلك أن يقلب موازين القوى ..... و لتقييم ذلك ...ولنرى حجم ما فعلته هذه الفرقة يجب أن نتكلم قليلا وبمنتهى البساطة عن بعض تكتيكات المدرعات ... فنقول بإذن الله ...... أن الجيوش عموما والمدرعات خاصة اذا تحركت لمسافت كبيرة فيحبذ أن يكون تحركها راكبه ، أى انها يجب ان تنقل محمولة ولا تتحرك المدرعات على جنازيرها ، ورغم هذا فإنها بمجرد الوصول الى ميدان القتال فيجب ان تأخذ الوقفة التعبوية التي تكلمنا عنها لتنظم صفوفها و تستطلع الجبهة وتعيد دراسة الخطة وتنتظم القوات في التشكيل القتالي الذي ستحارب به ...... طيب ماذا حدث مع الفرقة الثالثة المدرعة العراقية ، هذه الفرقة لم يتم نقلها محمولة .... بل سافرت من العراق الى جبهة القتال في سوريا على جنازيرها .... بما يمثل ذلك منتهي الارهاق للمعدات والبشر، وعندما وصلت لميدان المعركة لم تقف هذه الوقفة التعبوية بل تحولت من تشكيل السير الى تشكيل القتال مباشرة أثناء حركتها ودخلت المعركة على الفور حيث كانت سوريا تعاني من ضغط مركز و رهيب من القوات الاسرائيلية ..... وبغض النظر عن نتائج المعركة التي اختلف المحللون في تقييمها فمن قائل انتصرت و من قائل انهزمت من قائل تعادلت ..... أقول ان ما حدث لفت انتباه امريكا و اسرائيل لخطورة وجود هذه القوات في المنطقة التي يخططوا لبسط نفوذهم عليها ..... فماذا فعلوا ...(وأعيد أن هذا رأي شخصي جدا )..... كما فعلت أمريكا مع عبد الناصر بأن استغلت مناصرته لثورة اليمن وبدء ارسال قوات مصرية صغيرة لا يزيد عددها عن 150 جندي الى هناك ووضعت حيز التنفيذ خطتها التي اسمتها ( عرف الديك ) – و ترمز بهذا الاسم الى عبدالناصر شخصيا – فحفرت لمصر بئر عميق ابتلع ميزانيتها مما ادى الى تدهور الاقتصاد ....و ابتلع رجالها حيث بلغ عدد من قتل في اليمن على مدار 5 سنوات الى ما يزيد عن ( 250.000 )ربع مليون جندي ، ثم اضطرار مصر الى تغيير نوعية التسليح والتدريب ليتلائم مع القتال في منطقة الجبال في اليمن وليس الصحراء في سيناء في مواجهة اسرائيل . وفي النهاية جر مصر الى الحرب في يونيه عام 1967 جرا بالخديعة والوعود الكاذبة بأن اسرائيل لن تبدأ الحرب ما لم تبدأها مصر ، وعود كاذبة من الاتحاد السوفييتي قبل امريكا ، فكانت الهزيمة وما اطلق عليه نكسة 1967م . فماذا حدث مع العراق ، لقد استغلت امريكا اطماع صدام حسين ومهدت له لغزو إيران والحرب معها ، بهدف استنفاذ اقتصاد الدولتين والقضاء على قواتهما المسلحة .... ولما لم تأتي هذه الخطة بالنتيجة المرجوة ، أعطته امريكا الضوء الاخضر لغزو الكويت ........ حتى وصلنا الى ما نحن فيه الان . | |
|
قمرالواحة كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 9221 نقاط : 12107 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 14/04/2010 العمر : 53
| موضوع: رد: عن مصر نقول ونقول..... الثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 14:15 | |
| على هامش المذكرات بسم الله الرحمن الرحيم الأحمدي أبو سليمان شاب من عمق مصر ، فاتح البشرة ... أزرق العينين ... شعره أصفر خشن .... متوسط الطول متناسق الجسم ،، دمث الخلق طيب كنسيم الحقول في فجر الربيع .... لم يكن من الزملاء البارزين في الدفعة ... يعني كان طالب عادي ملهوش غير في المذاكرة رغم ما اشتهر عن الطلبة غير السكندريين من انهم مقطعين السمكة وديلها في الاسكندرية لكنه لم يكن يحمل هذه الصفات .... تخرج معنا بدون رسوب وكان ترتيبه في النصف الاول من الدفعة . بعد تخرجه التحق بلواء لنشات الطوربيد ......( هذه الزوارق لم تعد موجودة في القوات البحرية الأن و استبدلت الطوربيدات بالصواريخ ) ولكن وقتها كان لهذا السلاح شنه ورنه .... فقد كان لها دور عظيم في حرب 1956 ( العدوان الثلاثي ) فقد اصابت اثنين من اكبر السفن الحربية الفرنسية ( الطراد جان دارك واحدى المدمرات ...... لا ادري كيف اضع صور هذه السفن .... ولكن ببساطة الطراد سفينه حربية كبيرة تأتي الثالثة في ترتيب الحجم وكبر عيار التلسيح بعد حاملة الطائرات والبارجة .... طاقم الطراد يصل الى 1500 ضابط وجندي .... ويصل قطر ماسورة مدافعة الى 9 بوصة .. أي 22.86 سم بمعنى اخر يستطيع طفل صغير ان ينفذ من خلالها .) لكن كان يعيب هذه الزوارق انها يجب ان تقترب الى مسافة صغيرة من هدفها مما يعرضها لنيران مدافع العدو لفترة كبيرة ... التحق فتانا بزوارق الطوربيد وكان من مميزات هذه الوحدات الصغيرة ان الضابط فيها يرتقي بسرعة في الوظائف ، ويتولى القيادة وهو مازال في رتبة صغيرة ( نقيب حديث أو ملازم اول قديم ) فطاقم اللانش لايزيد عن ثلاث ضباط ..... وكانت فترة ما بعد التخرج كلها عمليات وتدريب متواصل ومعركة حقيقية .... تعطي للضابط الموهوب الفرصة في اظهار مواهبه القيادية .... فكانت هذه فرصة فتانا في اظهار روح القيادة والمهارة في تنفيذ عمله .... وبسرعة وبمجرد ان ترقينا الى رتبة الملازم اول بعد سنتين من التخرج ، ترشح الاحمدي ليكون الضابط الاول للنش .... وكان سجله كله الامتياز في كل شئ . وجاء يوم 29/12/1969 يوم نوة عيد الميلاد ..... الاسكندرانية يعرفوها كويس .... وجائت المعلومات بأن الاسرائليين سرقوا الزوارق التي كانوا يصنعوها في فرنسا ( بعلم ومساعدة الفرنسيين أم بدون ..... الله أعلم ولكن في رأيي الشخصي انه لايمكن أن يكون بدون ) سرقوها من ميناء شيربورج ويبحروا بها عبر البحر المتوسط مستغلين فرصة توقيت النوه حتي لا نخرج عليهم ..... ولكن نظرنا لأهمية المخاطر التي ستنجم عن انضمام هذه الوحدات الى البحرية الاسرائيلية وما حملته معلومات المخابرات عن الكيفية التي ستقوم بها اسرئيل بتسليح هذه الزوارق و نوعيةالعمليات المنتظر ان تقوم بها كان ولابد ان نفعل شئ حتى نمنع انضمام الزوارق للقوات البحرية الاسرائيلية ، قررت البحرية المصرية اعتراض هذه الزوارق اثناء ابحارها عبر المتوسط بالرغم من مخاطر النوه . خرجنا اذاً للبحر وكان الجو رائع والريح والبحر ساكن ... ولكن كان سكون ماقبل العاصفة ... ففي منتصف الليل زمجر البحر وصفرت الرياح وانقلب الحال الى جو عاصف بالتدريج على اللنش كان الاحمدي هو المسئول عن سلامة الوحدة وتأمينها ضد اخطار الطقس الرديئ .... أبحر اللنش وأحتل مكانه في تشكيل الابحار محافظاً على موقعة منفذا للأوامر الصادرة اليه رغم ردأة الطقس بدون تقصير وكان الأحمدي هو المسئول عن ذلك حتى هذه اللحظة ..... ثم أخذت الأمواج في الارتفاع والرياح في الهبوب بسرعة كبيرة تزيد وتزيد ..... وانقلب الحال وأصبح اللنش ...... هذه الوحدة الصغيرة للغاية بالنسبة لغيرها وبالنسبة للبحر كالريشة في مهب الريح ...... لا والله ان وصف الريشة في مهب الريح لا يمكن ان يعبر عن هذه الحالة . كن اللنش في لحظة هو طائرة ورقية قذفها صبى لأعلى ... بس هنا القذف كان الى عزم الرياح الغاضبة فيكاد ينقلب قبل ان يقع على الماء مصطدما بها بقوة يكاد تفتت اوصالة ...... وفي لحظة كالغواصة تغطيه الموجات تلو الموجات ولا يستطيع ان يخرج برأسه الى الهواء ليتنفس ... مثل الغريق تجذبه الامواج الى الاسفل ويحاول ان يخرج بأنفه ليستنشق الهواء ... فإذا خرج كان لاهثا لاتكاد انفاسه تتردد قبل أن تقذفه موجة كالطائرة الورقية أو تنقلب عليه موجة وتغطية ويصبح مثل من يغرق .... وكان الرجال كلهم مستنفرين الحواس فالموقف لا يتحمل التأخير في الدفاع ضد الاخطار ... كالحريق أو الكسر أو الخلع ...... واذا ببلاغ يأتي من اللذين يعملون في باطن اللنش ...... اللنش يصطدم بصرخة ..... أى صخرة .... مستحيل البحر هنا عميق والمنطقة خالية من أى عوائق ملاحية .... لا لا لا بالتأكيد اللنش يصطدم بصخرة ... ..انظروا انه ليس صخرة .... بلاغ من الباش ريس .... الهلب انفلت من الزرجينه وهو الذي يخبط اللنش على جانبه ..... مش ممكن ، لكن هذا الذي حدث انكسرت زرجينه المخطاف ( الهلب ) وتدلى مترين او يزيد وفي هذا الجو اصبح يضرب اللنش في جانبه بقوة ..... الضابط الاول للأبلاغ عن الخسائر .... كان هذا أمر قائد اللنش .... لا توجد خسائر حليا يا افندم ولكن اذا استمر لوضع والمخطاف يضرب الجنب فسيسبب كسر في الجنب واحداث فتحة تعرض اللنش للغرق ..... يتم حصر العطب وتلافي الخسائر ..... أمر من القائد .... لم يكن في هذا الجو طريقة يمكن بها تلافي الخطر ، الا طريقة واحدة .... وهى ان يذهب فرد الى مقدم اللنش ويشغل الونش ويشد المخطاف لأعلى ويبيته مكانه مرة أخرى ويزرجن عليه ويؤمنه ..... ايه ايه ايه ...... بتقول ايه يذهب الى مقدم اللنش .... اد ايه الكلام سهل .... بس ازاى .... مش ممكن بل مستحيل .... أحمدي تعالى لي فوق ... حنتصرف ازاى حتى لو طلبنا الغاء المهمة والعودة للميناء .... على ما نوصل حيكون الهلب كسر الجانب ،،،ضابط اول حتتصرف ازاى ... ايوه يا افندم سأربط نفسي انا والباش ريس بحبل لكل منا ونثبت هذه الاحبال في جسم النش وسوف نزحف الى مقدم اللنش لتثبيت الهلب .... انت ليه يا أحمدي .... أنا اكتر واحد عارف اللنش ده .... طيب لازم اشوفكم بنفسي قبل ما تروحوا ... نزل بطلنا الى باطن اللنش ومعه الباش ريس وارتدى كل منهما لايف جاكت ( سترة نجاة ) واختاروا حبلين متينين وربط كل منهما الحبل حول وسطه ونزل قائد اللنش فتأكد بنفسه من تأمين كل منهما لنفسه بالسترة والحبل وتأكد أن ربطة الحبل متينه .... هاه حتعملوا ايه ؟ ... ايوه يا افندم سنزحف على الكورته ( ارضية السطح ) حتى نصل لى الونش ونشغله ونفك الفرملة ونبدأ في سحب المخطاف الى السطح مرة أخرى ثم نأمن الزجينه والفرمله .... لا انا كمان عاوزكم تزويدوا بزجينتين نقالي تثبتوهم في شئ على السطح والله المستعان ..... هيا تحركوا بعد أن اعطيكم اشارة وسأحاول أن استدير باللنش لأخفف من تأثير الموج والرياح على قدر الامكان ... وصعد القائد الى سطح القيادة .... وبعد ان استأذن في مفارقة تشكيل السفن ... ثم بعد وصول الاذن استدار واتخذ احسن خطوط السير التي تخفف من قوة الريح والامواج ... هيا يا أحمدي انت والباش ريس ربنا معاكم ... وخرج الاثنين من داخل اللنش ليواجهوا العاصفة وجها لوجه ...... وكانا يزحفان جنبا لجنب .... حتى وصلا الى الونش .... واذا بموجة تقذف اللنش الى اعلى فطار في الهواء مثل الطائرة الورق وطار البطلين في الهواء ... ثم سقط اللنش وأصطدم بالماء وسقط الرجلين بعنف على السطح .... يا أحمدي يا أحمدي كلمنى اخبارك ايه ؟ ... انا كويس يا أفندم ،،،، والباش ريس كمان كويس ... الحمد لله وتنفس القائد ....ثم بدأ الرجلين استكمال ما بدءوا .... واذا بموجة رهيبة عالية تلتف من فوق اللنش وتغطيه ، فيغطس اللنش تحتها ... ثم يخرج بأنفه من الماء كمن يلقف في سبيل تنفس الهواء .... الرجالة فين ؟ الرجالة فين ؟ .... اهم يا افندم عايمين بجوار اللنش ويحاولوا الصعود على السطح مرة اخرى .... ياللا يا أحمدي شدوا حيلكم ايوه ايوه ... الحمد لله لقد صعدا الى السطح مرة أخرى ... ها يا أحمدي ... احنا بخير يا افندم متقلقش علينا ... ربنا معاكم ... يا ساتر يارب ... يا ساتر يارب ..... وطار اللنش في الهواء ..... يا ساتر يارب .. يا ساتر يارب .... وغطس اللنش تحت الماء ... والبطلين يكافحان لتنفيذ المهمة ..... الى أن طار اللنش مرة في الهواء ... وبعد ما نزل وسقط الرجلان على سطحة لاحظ القائد ان الباش ريس يزحف ناحية الاحمدي .... فيه ايه ؟..... فيه ايه ؟.... القبطان ايده انكسرت يا افندم ومش قادر يمسك نفسه على الكورته .... ارجعوا ارجعوا يا باش ريس .... الغاء المهمة .... لا يا افندم انا كويس واقدر اكمل ... كان هذا صوت الاحمدي ...متكأد يا أحمدي .... ايوه يا افندم .... يا ساتر يارب ... موجة رهيبة تلف وتجذب اللنش الى الاعماق .... وبمجرد طفو اللنش وخروجه من الماء .... اذا بالرجلين مازالا بالماء ويحاولان السباحة في اتجاه اللنش والشد على الاحبال التى تربطهما باللنش .... يا ساتر يا ساتر .... موجة أخرى ..... وموجة اخرى ... وموجة أخرى ... ايه الرجالة فين ؟.... انا مش شايفهم ... اهم هناك يا افندم هناك فين ؟ ...... الحبال اللى ماسكاهم باللنش انقطعت واهم عايمين هناك بعيد ....أنا مش شايف حاجة اهم يا افندم انا شايفهم..... واستدار القائد باللنش الى الناحية التي اشار اليها الجندي ..... يا ساتر يارب ,,,, وطار اللنش في الهواء ... وعندما سقط واصطدم بالماء كان الرجاله عليه قد فقدوا رؤية البطلين ..... وأخذ قائد اللنش يستدير لليمين ولليسار كالمجنون .... هما فين ؟ هما فين؟ ..... حد شايفهم ..... حد شايف ؟ ......حد شايف . وضاع البطلين .... ابتلعهم الماء والريح والعاصفة .... والغريب كل الغريب أنه لم تظهر لهم جثث حتى يومنا هذا بالرغم من سترات النجاة التى تقدر على حمل اوزانهم ...وكتبت اسمائهما في سجل الشهداء . وهكذا وصلت الينا نحن الاوامر بالبحث في الماء عن زملاء سقطوا في البحر ... ولكن حالة البحر والرياح لم تكن تسمح بأى فعل ايجابي لإنقاذ المفقودين. وكنت هذه قصة استشهاد رجلين ضمن صحبة من الشهداء .... وهكذا استشهد زميلي ودفعتي الأحمدي أبوسليمان .... هذه القصة واقعية وحقيقية الا من بعض التفاصيل الصغيرة . | |
|
قمرالواحة كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 9221 نقاط : 12107 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 14/04/2010 العمر : 53
| موضوع: رد: عن مصر نقول ونقول..... الثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 14:16 | |
| حامد ( هذه القصة حقيقية بنسبة 75% ، وما تم حذفه أو استبداله منها هو بعض الحقائق عن الاعمال التي مازال يستخدمها رجالنا حاليا او قد يستخدمونها مستقبلا لتنفيذ مهامهم وقد نضيق عليهم مجال حركتهم أو نعرضهم لخطر الوقوع في ايادي أعدائنا ). الجزء الأول من هو بطلنا هو احد ابطال فترة الحرب الطويلة التي استمرت بيننا وبين اسرائيل اكثر من 6 سنوات ( منذ النكسة 5/6/1967حتى 6/10/1973 ) ... تخرج في يوليو عام 1965 وحصل على الدورات الحتمية التي يفرض على كل ضابط حديث التخرج من الكلية البحرية الحصول عليها ،،، ورسى به الحال في الصاعقة البحرية ..... وحامد لم يكن طويل وعريض زى رجال الصاعقة اللى بنشوفهم في الافلام ولكنه كان بالتاكيد مفتول العضلات ولكن طوله عادي 172 سم وكان نحيف الجسم ولكن عزيمة قبل القوة مثل الحديد ... بعد التدريب والحصول على دورة الصاعقة ، انتدب حامد للإنضمام لمجموعة العمل خلف خطوط العدو . مين دول .... وايه حكاية العمل خلف خطوط العدو .... ببساطة هم اللذين يكلفون بالقيام بأعمال التخريب وأعمال جمع المعلومات ، ومسرح عملهم خلف خطوط العدو . لذلك يعملوا عادة منفردين كل على حده . لم يكن حامد من اصدقائي ولم اكن اعرف عنه او عن زملاءه واعمالهم البطولية الكثير ، حتى التقينا في دورة الاركان ، وسبحان الله لقد اصبحنا من اقرب الاصدقاء سواء على المستوى الشخصي او على المستوى العائلي . ويحكي لنا حامد عن اول مهمة له خلف خطوط العدو ..... بعد ان انتهيت من فترة التدريب اللازمة استدعيت الى مكتب القائد .... وبعد ان اديت له التحية قال لى اجلس يا فدائي ( هكذا ينادي رجال الصاعقة بعضهم بعض ، فلا مجال هنا للرتب الى في اختيار من يقود من.... ولكن اثناء العمليات كلهم سواء .... فدائي ) ، جلس حامد والتفت اليه القائد واعطاه بعض الاوراق ، كانت خريطة لموقع من مواقع العدو ، فعرف انه قد وقع الاختيار عليه لتنفيذ عملية خلف خطوط العدو . قال له القائد اقرأ هذه الاوراق جيدا و بعدين نتكلم ، قال له بحزم انا جاهز من الان يا افندم ، فقال له القائد عظيم طيب اقرأ الاوراق اولا ، تنحى حامد جانبا في مكتب القائد يدرس الاوراق وكان في وادي والقائد ومن يدخل عليه ومن يتكلم معه في واد آخر .... عندما انتهى من دراسة الاوراق التي معه التفت الى القائد وجلس ساكنا ، ،،، انهى القائد بعض الاعمال ثم قال لحامد ... هاه يا بطل اخبارك ايه ؟ ... رد حامد بحزم جاهز يا افندم .... فقال القائد هذا الموقع به مجموعة القيادة والسيطرة لقوات فرق المشاة الميكانيكية للعدو في سيناء .... مطلوب جمع المعلومات عنه ومراقبته ودراسة ردود افعاله في اوقات واثناء قيلمنا بعمليات معينه لتقييم الموقف .... موجود حاليا زميل لك يقوم بنفس هذه المهمة انت سوف تستلم منه المراقبة وتنفذ الاوامر التي في هذه الاوراق . يايلا يابطل جهز نفسك .... انت من الان في اجازة ثم منتدب لدورة كذا كذا ...... كان يعرف حامد انه لن يكون في اجازة ولا يحزنون وكمان لا دورة ولا يحزنون ولكن عليه ان يقول ذلك للجميع وعلى راسهم والدته واخوته ليخفي عنهم قيامه بهذه المأمورية . أعاد حامد الاوراق التي كانت معه للقائد مرة اخرى بعد ان حفظ ما بها ..... وذلك جزء من التدريب الذي يحصلون عليه .... ان يكون عقله وحده هو مخزن المعلومات يحفظها ويستطيع ان يمليها بالحرف الواحد دون ان يكون معه ورقة واحدة ..... المهم ان حامد رجع الى حجرته واخذ يجتر كل المعلومات التي درسها في الدورات التي حصل عليها . فى البيت قال حامد لوالدته انه ذاهب الى دورة تدريبية وكانوا قد اعتادوا على ذلك بين الحين والاخر ..... جهز حامد ما يلزمه مما يخف حمله . وفي الموعد المحدد وجد القائد في انتظاره ( في مكان بعيد عن الوحده ) وركب معه حامد في سيارته وهو لا يعلم من اين سيبدأ أو اين سيلقى به اذا كان وسيله الذهاب هى لطائرة فقدتدرب على ان يكون مظلي ..... قال له القائد .... نام لك شوية يا حامد محدش عارف حتعرف تنام تاني ولا لأ ..... القى راسه الى الخلف واغمض عينيه وحاول ان ينام ولكن من اين لجفونه النوم .... شعر انهم تركوا العمران وانهم على طريق السفر ولكن الى اين لا يدري ولا يريد .... بعد عدة ساعات وقفت السيارة وسمع القائد يقول له يالا يا حامد انت نمت بجد ولا ايه ؟ انتفض وقال ابدا ياافندم حد برضه يجيله نوم .... قال له انزل واستنى هنا على الشاطئ ... هنا فقط عرف انه على شاطئ البحر الاحمر .... سيجيئ لك من يحملك وكلمة السر هى كذا كذا . ورجع القائد .... فكر حامد .... الراجل ده رايح الشغل بكره وبالتاكيد من غير نوم .... وتذكر انهم كانوا في كثير من الاحيان يتسائلون لماذا يظهر الارهاق على هذا الرجل وتشعر ان عيونه حمراء كأنه لم ينام طوال الليل .... اذا في كل مرة كان بيوصل واحد منا الى مهمته . جلس متكوم في مكانه في سكون تام ، وكانه قطعة من رمال الشاطئ .... مر عليه مايقرب من نصف ساعة وفجأة تنبهت حواسه ان هناك انسان سقترب منه ، وضع يده على خنجره واستعد ... اقرب منه الشبح الذي كان يزحف في الظلام وعندما اقترب منه نطق بكلمة السر ، فرد على حامد بكلمة الرد السرية ،،،، فقال له تعالى ورائي ولا تجعل احد يراك . أسرع حامد خلف الرجل يجري منحني الظهر ، وأحيانا على أربع . كانوا يسيرون في طريق متعرج بين تلال الرمال حتى وصلا الى مكان به مبنى مهدم لا يقوم من جدرانه الا بضع حجر ، ودخل الرجل الىداخل المبنى المتهدم وحامد خلفه ، واشار له أن اثبت واجلس هنا ، وأخرج من جيبه كشاف نور ( بطارية ) صغير يكاد ضوءه لا يرى ، وأشار بنوره الضعيف اشارة معينه . سمع حامد صوت مجداف في الماء فقد كانالظلام يلف المكان ولا يكاد الانسان يرى كف يده ، اشار له الرجل الذي يلف وجهه ولا يكاد حامد ان يميز من ملامحه شيئا ، اشار له ان اتبعني فجرى حامد منحني الظهر خلفه يفعل مثلما يفعل الرجل ، وثب الرجل وحامد من خلفه الى القارب ( الفلوكه ) الصغير . جدف الرجلان بالقارب الى داخل البحر ، بعد فترة وجيزة أراد حامد ان يتبادل معهما التجديف ، فرد عليه الرجل الاخر .. لا يا بطل وفر قوتك للى جاى ربنا معاك ينصرك وينصر بلدنا ، كان واضحا من اللهجة ان الرجل من اهل البحر الصيادين البسطاء . بعد دقائق من التجديف ظهر في الافق شبح بلنص صيد ( سفينة صيد صغيرة الحجم ) اتجه الرجلان اليه ..... اذن هذه هى وسيلة المواصلات الى سيناء الحبيبة وليس بالطائرة ..... وصلوا الى البلنص وكان الوقت في الثلث الاخير من الليل .... فاستغرب حامد ... ان الوقت الباقي من الليل لا يكفيه ان يصل لى البر و يدخل الى مكان آمن في سيناء . فسأل حامد الرجل الأول – أمال حتنزلزني للبر امتى .... الليل بيجري ؟ .... فأجابه ارجل الثاني الذي أتى بالفلوكه والذى يظهر أنه الريس منهما ....- لا ... انت مش حتنزل البر الليلة .... بعدين في اول الليل ولما نحس ان الجو أمان .... وعلى فكره انت طول ما انت معانا على البلنص لازم تبقى بعيد عن الشوف لا سمح الله احنا مفيش فينا خاين كلنا ولاد مصر وحتشوف كده ... لكن انت لا تشبهنا ولا لبسك زينا ... انت لابس اللى يناسب الصحرا واحنا لابسين أهل بحر ... يعنى لو حد لمحك من بعيد حتكون زى البقعة البيضه في التوب الاسود .... وكمان يمكن الوقت يبقى ضيق ومتلحقش تنزل تتدارى ، علشان كده انت طول الوقت في مكانك تحت ومتطلعش على الكورته ( السطح ) أبدأ .... تسائل حامد ... – ليه هو حقعد معاكم اد ايه ؟.... فرد الرجل – ليلة اتنين تلاثه اربعة ... لما نلاقي الجو امان .... المهم قبل القمر ما يطلع وينور البحر ... انت حتنزل على شاطئ سينا والدوريات اليهودي في البحر والبر مليا الدنيا .... اصبر على رزقك يا جدع ..... وقاد الريس ( ولا يعرف حامد اسمه حتى الان ) قاد حامد الى اسفل البلنص حيث يبيت البحارة .... واشار الى فرشه قال لحامد دي فرشتك ما تسبهاش ..... فوجئ حامد بأصوات الرجال تقول له اهلا يابطل .... ولم يكن يتوقع ان يتكلم معه احد منهم لذلك اشار اليهم برأسه عندما دخل ولم يكن يتوقع منهم رد ..... استأنس حامد ورد عليهم اهلا بكم انتم ... دا انتم اللى ابطال ... وضحك الجميع واخذ يتحدث مع الرجاله يسألوه عن مصر واهل مصر .... وفي خلال الحديث سأل من يجلس بجانبه ويتكلم معه اكثرهم ..... اسم الكريم ايه ؟.... فأجابه الرجل اجابه اعادته الى ما هو ذاهب اليه ... قال الرجل _ مالوش لزوم الاسامي ..... لا تسألنا ولا نسألك .... فبتسم حامد في خجل وسأل نفسه ... كيف نسي اول الدروس وفكر ان جو الالفه في وسط هذا الشد العصبي الذى هو فيه جعله يتبسط في التعليمات .... وكويس انه حصل كده هنا علشان ياخد باله ..... واستغرقت الجلسة بعض الوقت ثم بالتوالي نام الجميع بعد ان صلوا الفجر .... حاول حامد النوم ولكنه بقي مستيقظا الى وقت ليس بقصير . استيقظ حامد على من يهمس في اذنه اصحى يابطل الضهر وجب وعلشان تاكل لك لقمه ... قام من مكانه وذهب الى الدورة وتوضأ ... ورجع فوجد الرجاله مستنياه للصلاة فقد ايقظوه اخر واحد ... صلوا الظهر واحضروا له طبق معدني به فول ولقمة عيش ..... اكل حامد وحمد ربه ... وجلس في مكانه يجتر معلوماته عن مهمته وما يجب عليه ان يفعله ... ومر النهار ودخل الليل .. ونزل اليه الريس وقال له جهز نفسك يا بطل اذا كان الجو مناسب نزلناك ... فاستعد ولملم ملابسه على نفسه فلم يكن معه شئ الا بوصلة مفناطيسية صغيرة وجهاز راديو بطاريه صغير ، والباقي في راسه .بعد فترة وجيزة نزل اليه احد الرجال وقال له تاعالى ورايا .... صعد حامد ورائه فاشار له لينزل الى الفلوكه .... نزل الى الفلوكه فوجد الريس ومعه رجل اخر غير الذى جاء معهم ... جدفوا به الى الشاطئ .... فنزل ونزل معه الريس وحضنه وقال له – تحيا مصر .... فرد حامد - مصر في عنيه.... قال الرجل - ايوه تحيا مصر وترجع لنا بالسلامة ..... احنا عاوزينك سالم انت ومصر .... وجرى راجعنا الى الفلوكه بعد ان ترك له حقيبه بها بعض المعلبات والعيش الشمسي المجفف واربع زمزميات ( جراكن ) ماء . انحنى حامد واستدار و جلس على اربع وادر نظره فيما حوله واطمأن بخلو المكان ... وكان يسمع صوت مجداف القارب يبتعد ويبتعد ... مشى حامد الى عمق الارض ولكن نظره الذي اعتاد على الظلام ميز طريق من الرمال عرضه يزيد عن المترين الرمل عليه مسوى وليس به اى اثر ..... يا نهار ابيض ده اللى قالوا لنا عليه .... اليهود عاملينه ويساوونه قبل غروب الشمس كل مساء .... فإذا مر عليه اى شئ حتى لو صرصور فسوف تترك اقدامه علامه تدل على مكان عبوره وبالتالي يصبح من السهل اتقفاء اثره .... طيب بقى ازاى حيعبر هذا الطريق الترابي ..... فهو اعرض من ان يقفز من فوقه الا لو كان بطل في القفز بالزانه ..... الحمد لله لقد قالوا له عن هذا الطريق وقالوا لهم ايضا اذاقابلت هذا الطريق فإعبره ولا تخاف ولكن خفف من اثارك عند العبور ..... نحن سنتولى الباقى ..... ولا تخف ستختفي اثار اقدامك بقدرة القادر .... حمل الشنطه وطوح بها في الهواء ثم القاها فوقعت بعد الرمل ، وكذلك فعل مع جراكن ( زمازم ) الماء وبقي عليه هو ان يعبر فأغمض عينيه ودعا ربه ( انه لايخاف الوقوع في ايدي الاعداء ولكنه يضن ان يقع في ايديهم قبل ان ينفذ مهمته ) ..... خفف من وطئ اقدامه وعبر الرمال وحمع جراكن الماء وشنطة الاكل واسرع بالدخول في الصحراء لبعد عن هذا المكان ..... سار ما يقرب من الساعتين ..... ثم جلس في مكانه ومن نجوم السماء حدد مكانه وبالبوصلة حدد اتجاه الهدف ........ فسار الى هدفه في خطوط متعرجة ...... قال حامد في نفسه لو اكتشف اليهود اثار اقدامه على الرمل فسوف يأتون للقبض عليه خلال الليلة او نهار باكر ..... كان حامد يسير منحنى الظهر بخطوات مسرعة لبعد عن الشاطئ وطريق الرمال اكبر مسافة ممكنه ... وكان يسير في خطوط مستقيمه وخطوط متعرجة وفي منحنيات حتى يضلل من يتبعه ..... قدر حامد ان المسافه بينه وبين هدفه مسيره يوم ونصف .... قبل ان يشقشق الفجر بحث حامد عن مكان يتوارى فيه في ضوء النهار .... وجد جامد حفرة يعتقد انها جحر لحيوان من حيوانات الصحراء .... فأخرج خنجره ونزل فيها مستعد للعراك مع اى شئ قد يكون موجودا داخل الجحر ... ولكن والحمد لله كان الجحر فاضي .... فنزل وجهز المكان بحيث يخفيه عن الاعين في ضوء النهار ... ولم ينسى ان يكون مستعدا بخنجره في يده فقد يعود الحوان ساكن الجحر اثناء اختفاءه فيه . مر النهار بسلام فلا اليهود جم للقبض عليه ولا الحيوان ساكن الجحر رجع ......نام حامد بنصف عين وكل حواسه منتبهه... وعندما اوشك النهار ان يمضى وقبل دخول الليل حدد حامد اتجاه الهدف بواسطة البوصله بعد ان راجع و تأكد من صحة الاتجاهات بها بواسطة الساعة التي في يده مع الشمس . ( كيف يكون ذلك سأشرحه لكم ابنائي بعد انتهاء الحديث عن حامد ) . بعد أن لف الظلام صحراء سيناء خرج حامد من مكانه بعد ان تاكد ان المنطقة حوله خالية من الاحياء بشر او حيوانات .... وبعد أن حفر في الحجر ووضع جركن ماء وبعض المعلبات التي يحملها ... وامن اخفاء الماء والمعلبات حتى لا يخرجها بشر ولا حيوان من مكانها .... وخرج من الجحر ووضع علامة ثابته لا يزبلها ريح ولا ارجل حيوان ليميز الجحر اذا رجع اليه .... ويستطيع اخراج الماء والأكل ... سار حامد طوال الليل بنفس الطريقة في خطوط متعرجة واقواس دوائر ، يستدل بالنجوم وكان غالب الليلى يجري وهو محني الظهر وفي كل بضع دقائق يرقد على الارض ويفتش بعينيه ليتأكد من خلو المكان من البشر ومن الحيوانات ....... استغرق وصول حامد الى هدفه خمسه ليلي بأربع ايام .... يختفى في النهار ويمشي في الليل ... وعل مسافات قدرها وحدد مكانها أنها ستكون في طريق عودته أو لأختفاءه ، دفن ماء وأكل ...... وتذكروا أبنائي اننا قلنا ان تقدير حامد الاولي للوصول الى هدفه بخط مستقيم كان يوم ونصف .... ولكن بالمشى المتعرج وفي منحنيات استغرق خمس ليالي بأربع ايام ..... و تعمد ان يكون وصوله للهدف في اول الليل . دار حامد حول هدفه من بعيد وحدد ملامحة وبنظرة اوليه حدد اماكن الحراسات ... ثم ابتعد ودار ودار حول المكان ببطئ وعينيه في وسط راسه حيث يريد ان يرى علامه محدده على الرمال او على شجرة او على اى شئ ..... حتى ميزت عينيه علامه على صخرة لايميزها الا من يبحث عنها .... كانت العلامة تشير الى اتجاه معين وتحدد له وقت يقد بساعتين من المشى في هذا الاتجاه .... فسار حامد الى ذلك الاتجاه . ** تعالوا ابنائي اشرح لكم كيف تحدد اتجاهك بالنهار بواسطة الشمس وساعة اليد : اذا انت وقفت ووجهك الى الشمس ( ما عدا وقت الزوال ، ووجهت عقرب الساعة الصغير الى اتجاه الشمس ، ثم قسمت الدقائق بين العقرب الصغير والعقرب الكبير الى النصف ..... تخيل ان هناك خط موصل بين نقطة تنصيف الدقائق ومركز الساعة فيكون هو اتجاه الشمال او الجنوب بناء على انك في نصف النهار الاول وتنظر الى الشرق أو في نصف النهار الأخير وتنظر الى الغرب ..... بذلك تكون عرفت الأتجاهات الأربعة ( الشمال والجنوب – الشرق والغرب ) | |
|
قمرالواحة كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 9221 نقاط : 12107 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 14/04/2010 العمر : 53
| موضوع: رد: عن مصر نقول ونقول..... الثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 14:16 | |
| انطلق حامد مسرعاً في الاتجاه الذي تشير اليه العلامة ، وفي هذه المرة كان يجري في خط مستقيم ليسبق الوقت ويصل قبل بزوغ الفجر بوقت كاف ، وحتى اذا لم يجد ما يبحث عنه كان عنده الوقت الكافي ليجد مخبأ الى صباح اليوم التالي . مر من لوقت مايقرب الساعتين وهو يجري بعيون كالصقر تمسح الارض والجو حوله عن اى خطر ، وأيضا عن اىعلامة أخرى معينة يتوقع أن يجدها . وفي الدقائق الأخيرة خفف من سرعته وزاد من التركيز في البحث ظلمة الليل ، حتى ميز نظره العلامة الأخرى في المكان الذي حددته العلامة الأولى ، دار حامد حول نفسه وتأكد أن المنطقة خالية من البشر والحيوانات ثم اقترب من العلامة الثانية والتي كان معناها أنه توجد رسالة مخبأة في حفرة تحت الارض في مكان حددته الاشارة التي في العلامة ، بخفة أزاح حامد الرمل والتراب الذي يغطي وجه الارض الى أحد الجوانب ثم حفر الارض واستخرج قطعتين صغيرتين من أفرع الشجر ، ثم اعاد الرمل الى مكانه ثم غطاه مرة اخري بالرمل والتراب الذي كان على وجه الارض حتى عادت الارض كما كانت وكأن أحداً لم يعبث بها . طيب ...والأن نرجع الى الرسالة أو بمعنى أصح الى قطعتي افرع الشجر ، أه اه ...... معناها ابحث عن شجرتين متجاوتين في المنطقة ، أجال البصر حوله فوقعت عيناه على شجرتين متجاورتين على بعد ، توجه حامد اليهما ووقف يجيل البصر ، فإذا به يسمع من يقول ... أهلا يا فدائي ..... التفت بسرعة فلم تقع عيناه على اى انسان ، وفجأة تحركت قطعة من الحجر وانتصبت قائمة .... فإذا به عادل ..... زميله كان متكوما على بعضه وجالس بلا حراك حتى ان عين حامد لم تميزه الا كقطعة من الحجارة .... اندفع كل منهما الى الاخر بخطوات بطيئة وبحذر ، ثم ارتمى كل منهما في أحضان زميلة ...... الله ..... يا خبر هو انت اللىكنت هنا من يوم ما غبت عنا هناك ... نعم والان دورك يا بطل ..... تعالى بقى نروح حته أمان نتكلم فيها على راحتنا حتى لو النهار طلع علينا !!،،،، سار الرجلين كاعادة كما لو كان كل منهما يمشي على اربع أو يكاد يزحف حتى وصلا الى مكان بعيد عن العدو ، وهناك قاد عادل زميله الى مخبأ لا يكاد يرى من فوق الارض ... في الغالب هو جحر حيوان . جلس الرجال يهمسان ... وأطلع عادل زميلة على كل ما سأل أو لم يسأل عنه بخصوص هذا الموقع للعدو ( الموقع هو مركزللقيادة الميدانية والسيطرة على قوات العدو ) نظام الحراسة وعددها وطرق تبديل الحرس ونظام تبديل الحرس وفترات الاستخدام لكلمة السر الواحده – فترة تغيير كلمة السر بكلمة اخرى – وطرق الدخول والخروج للبشر وللعربات ، والعلامات والاجهزة التي اذا رآها تنصب وتقام يعرف انه يوجد استنفار لدرجة الاستعداد القتالية ( توضيح : تشبه القوات المقاتلة الآله الميكانيكية .. لا تستطيع العمل كل الوقت بكل الطاقة ، ففي حالات الاسترخاء تعمل الآلة بقدرتها الاقتصادية التي تعطى القدر اللازم بأقل استهلاك للقوة ..... فإذا اردنا زيادة الناتج شغلنا الآلة بقوة اكبر شوية ..... وفي الحالات الضرورية تعمل الآلة بكل طاقتها ولكن لفترة محدودة ... ارجو ان اكون قد وضحت الفرق بين عمل القوات في فترات الاسترخاء مثلا 25% - غير عملها اذا زيدت حالة الاستنفار الى 50% - وغير اذا زيدت الى 75% - وفي حالات الاشتباك الفعلي تكون 100% ) . وفي حالة الاستنفار القصوى للإشتباك الفعلي تعمل الوحده لعسكرية بكامل طاقتها وهنا الموضوع في مركز القيادة هو رادارات ووسائل اتصال .... ايضا لم ينسى عادل ان يدل زميله الى الاماكن التي يمكن ان يحصل منها على الماء .... واماكن وانواع الشجر الذي يمكن ان يأكل من اوراقه اوساقه لسد رمق الجوع ..... وقال له هيا نؤمن المكان وننام الى الغد ..... بعد ان صلوا الفجر جماعة وهما جلوس في الحجر وبعد ان تيمموا .... جلسا يعيدان الكلام والشرح ..... وخطر على بال حامد شئ فالتقت الى زميله وقال له الحمد لله على نعمة الاسلام ..... انظرسماحة ديننا .... فلولا سماحة ديننا وسنة نبينا ( اللهم صلى وسلم وبارك عليه ) وارشاده لنا ، ما كنا عرفنا التيمم وفي حالتنا هذه هو نعمة كبيرة وايضا لولا سماحة هذا الدين ما صلينا جلوس ونحن مختبئين في هذا الجحر الضيق . وعندما جن الليل قال عادل لزميله هيا لتعرف كيف ترسل برسالة الى مصر بوصولك سالماً و استعدادك لاستلام العمل ..... تحرك الاثنان مبتعدين في عكس اتجاه مركز عمليات العدو ...و أثناء السير كان عادل يرشد زميلة الى العلامات الدالة على طريقه ... وبعد مايقرب من 3 ساعات قال عادل عليك ان تضع رسالتك هنا ثم تتوجه الى هذا الحجر وتقلبه هكذا .... ثم تسرع بالانصراف راجعاً ...... وبعد ان وضعا رسالتهما وقلبا الحجر ..... واسرعا بالعودة الى مكان لجحر آخر غير الذي باتا فيه ارشد عليه عادل ..... وجلسا بقية الليل يتشاوران حامد يسأل وعادل يجيب ويشرح ، وقد فهم حامد ان الرد على الرسالة التي ارسلاها سوف يكون عن طريق الراديو اعتباراً من مساء باكر ..... ووصى عادل زميلة ان يستخدم نظام الرسائل هذا الافي حالات الضرورة القصوى ..... وبعد الفجر ناما وسكنا في جحرهما الي بداية الليل ..... و تحركا الى الهدف وذهب كل منهما من اتجاه يراقبان ويحفظان كل حركة لقوات العدو عن ظهر قلب و يترجمان ذلك بما تعلما عن العدو من اعمال ..... و عندما انتصف الليل تحرك كل منهما راجعا الى نقطة اللقاء وعندما تعرفا على بعضهما البعض من بعيد ببعض الاشارات المدروسة واسرع حامد خلف زميلة الى مكان للإختباء غير المكانين السابقين .... وهناك بعد ان امنا المكان و انزويا قال عادل لزميلة افتح الرايو نشوف رد القيادة على رسالتنا أمس ..... وجلسا يتناقشان ويتبادلان المعلومات ويفسر كل منهما تصرفات العدو من وجهة نظره .... وبعد فترة انتبها الى كلمة معينه قيلت في الراديو .. ثم تلتها بعض الكلمات عرفا من معناها ان على عادل ان يتأكد من تمام وثوق حامد انه جاهز للإستلام ثم يرجع هو الى مكان محدد تم تحديده بالقرب من ساحل البحر الاحمر وهناك سيجد رسالة في انتظاره ......عرف الزميلان ان هذه آخر ليلة لهما ونهار اليوم التالي هو آخر نهار لهما معاً ...... في نظر حامد انقضى الليل والنهار الذي يليه بسرعة البرق ، اما عادل فكان على العكس . في اول الليل تعانق الرجلان وذهب كل منهما في اتجاه .... حامد الى الهدف ، وعادل الى طريق العودة ..... ولأول مرة منذ ان قابل عادل شعر حامد بالوحشة من وجوده وحده ..... ولكن نفي هذا الاحساس عن ذهنه واندمج في العمل ودفن راسه فيه حتى لا يشعر بغير العمل الذي ارسل للقيام به . إستمرت الايام تمضي وبطلنا يراقب موقع العدو ليل نهار ( بعد أن عرف المنطقة وحفظها عن ظهر قلب ، وعرف ممراتها الظاهر منها و المختفي عن اعين العدو ، و كان في كل مرة يراقب من اتجاه مختلف عن الليلة التي سبقت أو عن اليوم الذي سبق ....حتى كان يوما يقوم بجولة نهارية ..... فسمع همس واصوات خافته .....فتجمد في مكانه وبسرعة البرق أجال النظر فيما حوله ، فلما وجد ان المكان خال فيما حولة اتجه مباشرةً زحفاً بسرعة البرق الى مكان اختباء كان قد عاينه من قبل ...... وانزوى في مكانه ويده على خنجره وكل حواسه مستنفره لأفصى درجة ....... مرت لحظات وتلاشت الاصوات .. اذن هم لم يكتشفوا وجوده ولم يرسلوا من يبحث عنه .... اذن من هؤلاء ...... اطل بطرف عينه من مخبأه ، فلم يجد شيئاً ، وأنصت قلم يسمع شيئاً ...... حشد كل حواسه وخرج من مخبأه بحرص وزحف في الاتجاه الذي اتى منه الصوت ..... فرءا جنديين من جنود العدو يحرقان بعض الاوراق في حفرة ...... وبسرعة خطر على باله ان ينقض عليهما ويذبحهما قبل ان ينتبها أو يدريان ماذا حدث ...... فوضع يده على خنجره وأخرجه من مكانه واستعد للقفز ...... ولكن كلمح البصر خطر على باله وماذا بعد ...... سيكتشف العدو موتهما ... ثم سيبحثون عن من قتلهم .... ويقبضوا عليه .... أو على الاقل سيضطر للأبتعاد وترك الهدف بدون مراقبة ...... وباظت المهمة ... مش كده وبس ده بالأكيد سوف يركز العدو من حراساته وبذلك لن يستطيع احد يأتي بعده من مراقبة هذا الموقع الهام .... أو على الاقل ستصبح المهمة صعبة ..... مش بس كده ده يمكن يعرض زميل له يراقب موقع أحر في مكان أخر لأن يكتشف وقد يقتل ... فهل حياة هؤلاء الاثنين تساوي كل ذلك ....... وهنا تصبب حامد عرقاً وترك خنجره يرجع الى غمده ...... وحمد ربه ان اتنبه قبل ان يفعلها . ولكن حامد انزوى وبقي يراقبهما حتى ظنا انهما انتهيا من حرق الاوراق ..... وأفلا راجعين الى الموقع ....... وانتظر الى ان ابتعدا لمسافة كافية فنزل من مكانه و اخذ يطفئ النار بيديه ورجليه واستطاع انقاذ بعض الاوراق قبل ان تحرق تماماً ..... لم يهتم حامد بقرأة الاوراق و معرفة ما فيها قدر اهتمامه بإنقاذها من الاحتراق ...... جمع حامد الاوراق ورجع الى مكان مخبأه البعيد ... وبعد ان أمن المكان ، جلس يرى مافي هذه الاوراق ..... كانت الاوراق مكتوبه بكود لا يعرفه ...... فقرر ان يرسل هذه الاوراق الى من يعرف كيف يقرأها ..... انتظر حامد حتى دخل الليل .... وأسرع في الطريق الذي ارشده اليه عادل ليرسل بهذه الاوراق الى مصر ...... وصل الى المكان فجلس ساكنا لبرهة يراقب المكان ولما تأكد ان المكان خالي وضع الرسالة في مكانها ثم قلب الحجر كما شرح له عادل و اسرع راجعا الى موقعه فدار حوله دورة سريعة ليتأكد من عدم وجود اى شئ غير عادي ثم رجع الى مكان حفرة حرق الاوراق فوجدها كما تركها ..... فإطمأن وحمد الله انه لم يكتشف شئ مماجرى ..... ولما كان الفجر على وشك الطلوع اسرع الى مخبأ من مخابئه ..... وأمن المكان حتى لا يلفت نظر احد وجلس داخله وعلبه النعاس . استقظ بعد بضع ساعات .... وكان النهار على وشك الانتصاف .... بلل منديله ومسح به شفتيه ووجهه وراسه و وبحذر خرج من مكانه ودار بعينيه حوله والحمد لله تأكد من خلو المكان . مساء اليوم التالي في موعد الإنصات الى رسائل الراديو جلس في جحر بعيد واذنه مع الاصوات الصادرة من الراديو ... ولكن لم تكن هناك اى رساله له ......وتكرر ذلك في اليوم التالي ، وفي اليوم الذي يليه حتى اصبح الفجر على وشك البزوغ .... سمع من ينادي على اسمه الحركي ويقول له راقب المكان جيدا وابلغ فوراً عن اى صناديق معدات تصل الموقع أو اى تركيبات لصواري جديدة . انتهى ..... اسرع حامد بحساب جدول بسيط يحدد فيه لنفسه ساعات مراقبة زيادة عن المعدل وساعات نوم أقل .... وحدد لنفسه الاماكن التي سيأوي اليها للراحة بحيث تكون قريبه على قدر الامكان من الموقع . ثم اغمض عينيه وحاول ان ينام ليرتاح .... ولكن لم يغمض له جفن ...... ما معنى هذه الاشارة .... ضروري فيه معدات جديدة جايه لهذا الموقع .... هل ممكن تكون الاوراق التي ارسلها هل التي دلت على ذلك ..... الحمد لله الحمد لله انني لم اقصر في واجب . استمر حامد في مراقبة الموقع ليل نهار وكان قد مضى عليه مايزيد عن شهر ونصف ..... كان يراقب في اوقات متغيرة من الليل والنهار ، ومن اتجاهات متغيرة ليلاحظ اى تغيير في عدد صواري هوائيات الاجهزة ونوعها وطريقة نصبها في الهواء ...... ثم بعد ما يزيد عن عشرة ايام وكان الوقت ليلاً ، لاحظ حامد انوار خافتة زرقاء كثيرة تتجمع في الميدان الاوسط للموقع ..... هاه هذه بالتأكيد انوار سيارات نقل لمعدات ثقيلة ...... امن حامد نفسه وطريقة التمويه التي يتخفى بها واقترب بحرص وحذر شديدين من الموقع حتى ترامت لأذنيه اصوات جنود العدو وهم يتكلمون بوضوح .... وركز نظره على الاماكن التي كانت تأتي منها الانوار الزرقاء الخافته ،،،، فميز اربع سيارات نقل كبيرة من نوع التريللا وعليها صناديق من مختلف الاحجام ....... إذن هذه هى الشحنة التي عليها العين ..... ودار حامد حول الموقع أكثر من مرة ليتأكد من هذه السيارات ومما تحمله ...... ثم اسرع الخطى الى موقع ارسال الرسائل ...... وصل الى المكان بعد أقل من ساعتين حيث كان تقريباً يجري بكل ما أوتي ....... وضع حامد الرسالة وقلب الحجر ، واسرع عائدا الى مخبأه ليقي نظرة سريعة على ملابسه وطريقة التمويه ثم اسرع الى موقع العدو مرة اخرى ليراقب اخر الاحداث. وجد ان الجنود بدءوا في تنزيل الصناديق من فوق العربات وانهم يرتبونها على الارض في ترتيب وتسلسل معين ،،، تمنى لو استطاع ان يعرف ما تحتويه هذه الصناديق وان يدمرها بنفسه ،،،، بس ازاى انه لا يملك مفجرات او اى معدات اخرى . طيب وايه يعنى المتفجرات موجوده عندهم وسهل انه يعرف مكان تخزينها ، والباقي سهل جدا . لكن حامد كان يعرف انه يعمل طبقاً للأوامر فقط ... وهو لم يكلف بفعل ذلك . رجع حامد الى جحر من التي يختفي فيها ليأخذ بعض الراحة .... وتأكد من تأمين المكان وخلوه ثم راح في نوم نصفه يقظة ....واستمر في اليوم التالي في المراقبة حتى اقترب الليل على الانتهاء .... فرجع الى مكان من اماكن الراحة ،،،، وهناك فتح الراديو وفوجئ في بداية الارسال بمن يتادي عليه ويبلغة بترك الموقع فورا والعودة الى ساحل البحر الاحمر ،،،،على ان يسرع بالأبتعاد عن موقع العدو ..... وتحدد له موعد بعد اربعة ايام في مكان محدد . اسرع حامد بجمع معداته البسيطة وبعض الطعام والماء المتبقي عنده وولى وجهه شطر البحر الاحمر وبدأ في الاسراع بخطاه مبتعدا عن موقع العدو ..... سار حامد ما يقرب من ساعتين ثم فوجئ بأصوات انفجارات تأتي من جهة موقع العدو ، فإلتفت فإذا بسحب سوداء تصعد للسماء من جهة موقع العدو .... عرف حامد ان طاراتنا تقوم بقذف موقع العدو وتدميره . في طريق العودة كان يمر على الاماكن التي دفن فيها الاكل والماء فيستخرجها وتكون زاده الى المكان التالي ..... وفي الموعد المحدد وصل الى المكان المعين على ساحل البحر الاحمر ، وهناك كان لزاماً عليه ان يختبئ حتى ظهرت له العلامة الضوئية المتفق عليها مسبقاً ، برز حامد من مكانه فوجد احد الصيادين في انتظاره وكما كان في رحلة القدوم كان في رحلة العودة مع اختلاف الاشخاص وسفينة الصيد . عند وصول حامد الى ارض الوطن وجد قائده في انتظاره فأخذه بالأحضان وقاده الى السيارة ،،،، وعرف حامد اهمية الاوراق التي ارسلها والبلاغ عن وصول المعدات الذي فعله ..... وتأكد فعلا ان طائراتنا دمرت الموقع ومن فيه و الاهم المعدات الجديدة . وبعد ان وصلوا الى الوحدة قرب الفجر ....... قال له القائد اذهب واستحم وارتدي ملابس نظيفة وتعالى سلم على قبل ان ترجع الى البيت ..... فعل حامد ما غير من شكله الذي رجع به ..... ذقن طويلة وملابس متسخة وجلد لم يعرف الماء منذ شهرين . عندما انتهى ذهب الى مكتب القائد الذي ابلغه ان قائد القوات البحرية يريد ان يراه قبل ان يرجع الى بيته ...... صحب القائد رجانا الى قيادة القوات البحرية والى مكتب القائد الذي قام من مكانه لاستقبال بطلنا وأخذه بالأحضان وهنأه بسلامة العودة بعد ان ادى واجبه كاملا ..... ثم قال له : لك عندنا مفاجأة يا بطل ..... صدق السيد رئيس الجمهورية على منحك نوط الشجاعة العسكري نظير ما قمت به . و علق قائد القوات النوط على صدر بطلنا الذي تمتم انا كنت بأدي واجبي يا افندم . ورجع بطلنا الى منزله والى والدته التي ارتمى في احضانها وهى تمسح على رأسه .......... ونام بعمق . تكررت مأموريات حامد التي من هذا النوع ، وقد حصل خلالها على نوط الشجاعة العسكري مرتين اخرتين ثم على نوط النجمةالعسكرية وهى أعلى وسام عسكري بعد نجمة الشرف العسكرية . كان هذا هو بطلنا حامد . | |
|
قمرالواحة كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 9221 نقاط : 12107 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 14/04/2010 العمر : 53
| موضوع: رد: عن مصر نقول ونقول..... الثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 14:19 | |
| نستكمل مابدأناه
قصه من قصص البطوله المصريه
(عملية تدمير الحفار "كينتنج") في أبيدجان عاصمة ساحل العاج، في 8 مارس 1970
بعد احتلال إسرائيل لسيناء، بدأت في نهب ثرواتها الطبيعية، وأهمها البترول. ومن أجل ذلك اشترت حفاراً بحرياً من كندا، لاستخدامه في البحث والتنقيب عن البترول في مياه خليج السويس. وفي شهر فبراير 1970، صدرت الأوامر إلى قيادة القوات البحرية، لمنع وصول هذا الحفار إلى منطقة خليج السويس، وأن يتم تدميره قبل دخوله حقل البترول المصري "مرجان"، في خليج السويس.
شرعت القوات على الفور في جمع المعلومات المتيسرة عن الحفار، من خلال المخابرات العامة. فاتضح أن الحفار قد وصل فعلاً إلى ميناء داكار بالسنغال على الساحل الغربي لأفريقيا، وسيمكث هناك حوالي ثلاثة أسابيع، لإجراء بعض الإصلاحات.
استدعى قائد القوات البحرية، قائد المجموعة المسند إليها تنفيذ المهمة، وأخطره بالمهمة المنتظرة. وبدأت الخطة بعمل رسم تفصيلي للحفار. وتلخصت الخطة في تقسيم قوة الهجوم، المكونة من سبعة أفراد، إلى مجموعتين، مجموعة مكونة من أربعة أفراد تتوجه إلى باريس، ومجموعة ثانية مكونة من ثلاثة أفراد تتوجه إلى زيورخ، ثم من باريس وزيورخ يحصل كل منهم على تأشيرة دخول إلى السنغال، ثم يتوجهون، بعد ذلك، بطريقة فردية إلى داكار.
وتقرر أن تتم العملية في الليلة التالية. وعند الظهر في اليوم التالي، وبينما كان قائد المجموعة يعد الألغام والمعدات، ويقوم بتلقين الأفراد، علم بخروج الحفار من ميناء داكار مقطوراً بوساطة قاطرة هولندية، إلى جهة غير معلومة. فتأجلت العملية لحين الحصول على معلومات جديدة، وتقرر عودة الأفراد إلى القاهرة، عن طريق زيورخ.
ونشطت أجهزة المخابرات، في تجميع المعلومات عن الحفّار. وبعد عشرة أيام جاءت المعلومات تفيد، أن الحفار لجأ إلى ميناء أبيدجان، في ساحل العاج. وفي اليوم التالي كان الأفراد بمعداتهم وألغامهم في القاهرة، استعداداً للسفر إلى الميناء الجديد وبالأسلوب السابق، وبعد وصول المجموعة إلى أبيدجان، تقرر أن تتم العملية مساء السابع من مارس، ويوافق ليلة الأحد التي يحتفل فيها الأهالي حتى الصباح. وبعد الاستطلاع الدقيق للميناء، تم وضع الخطة التفصيلية لتنفيذ الهجوم على الحفار. وفي منتصف الليل تماماً، بدأ في تجهيز الألغام وتعميرها وضبطها، على أن تنفجر بعد ثلاث ساعات، من نزع تيلة الأمان. كما جرى تجهيز المعدات وأجهزة الغطس. وأستقل أفراد المجموعة سيارة أجرة، أوصلتهم في الرابعة صباحاً إلى منطقة العملية. وغادر الأفراد الشاطيء، واتخذوا خط السير في اتجاه الحفار، حيث وصلوا إليه في الساعة الخامسة. وثبتوا الألغام الأربعة، وعادوا إلى الشاطيء الساعة الخامسة وعشر دقائق.
بعد فترة قصيرة من الراحة، توجهت مجموعة الضفادع إلى الفندق، فجمعوا ما كان لهم من متاع، ثم توجهوا مباشرة إلى المطار، الذي وصلوا إليه في الساعة الثامنة، وهو توقيت انفجار الألغام. وأقلعت الطائرة إلى باريس في الساعة العاشرة والنصف صباحاً. وقبل إقلاع الطائرة من أبيدجان، علم الفريق أن الألغام الأربعة، انفجرت في الحفار، فيما بين الساعة السابعة والنصف والثامنة والنصف.
تعيشى يامصر
وتحيه الى كل مصر يضحى من اجلها | |
|
قمرالواحة كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 9221 نقاط : 12107 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 14/04/2010 العمر : 53
| موضوع: رد: عن مصر نقول ونقول..... الثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 14:20 | |
| محمد نسيم "أسد" المخابرات الاسمر حيانه .. بطولاته ... وأسرار تاريخية 00000000000 هذه الشخصية الفريدة .. اللواء محمد نسيم .. وكيل المخابرات العامة الأسبق بمصر .. ووكيل أول وزارة السياحة المصرية فى نهاية الثمانينات
هذا الرجل الأسطورة المجهول دورا وعظمة لدى الكثرة الغالبة من أبناء مصر .. مصر التى فداها وذاد عن حياضها كأكمل ما يكون الجهاد ..
رحمه الله من فارس .. ورحمه الله من عقلية جبارة ..
من هو .. ؟!!
هو أحد ضباط الجيش المصري الذين انضموا لتنظيم الضباط الأحرار .. وشارك ضمن الصف الثانى من رجال الثورة ..
ومع بدء التفكير فى انشاء جهاز مخابرات مصري فى أوائل عام 1954م .. قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتكليف أحد رجال الثورة وهو فتحى الديب بتولى هذا الأمر فنشأت لجنة تابعة للجيش تقوم بأعمال التجسس والتخابر .. ثم تطور الأمر مع ازياد الحاجة الى جهاز مخابرات محترف على نفس النسق العالمى الذى ظهر فى الحرب العالمية الثانية .. والذى كانت لأجهزة المخابرات الفضل الأول ان لم يكن الوحيد فى انهائها لصالح الحلفاء ..
أسند الرئيس جمال عبد الناصر الأمر اى زكريا محيي الدين وعلى صبري .. ليخرج الى الوجود جهاز المخابرات المصري .. ولكنه ولأنه جهاز ما زال يبحث عن هوية الاحتراف .. لذا تكلف انشاؤه من الجهد والوقت ما يفوق التصور فى وسط أجهزة معادية عملاقة كالموساد الذى تأسس قبل اعلان دولة اسرائيل أساسا وكان رجاله وضباطه من المحترفين الذين خاضوا غمار الحرب العالمية الثانية واكتسبوا الخبرة الطاغية التى افتقد اليها المصريون ..
لكن .. ولأن المقاتل المصري بطبعه كاره للهزيمة والاستسلام ولا يعرف معنى المستحيل .. تمكن الرعيل الأول من الضباط الذين كونوا لبنة الجهاز الأولى من جمع الكثير من المراجع وكتابات الخبراء وعكفوا بصبر مدهش على دراستها واستخلاص ذلك العلم الغزير نحتا فى الصخر ..
وكان هذا الرعيل .. عدد من ضباط القوات المسلحة الشبان من من يمتلكون شجاعة وجسارة المقاتلين مع الذكاء الفطرى ..
ومنهم على سبيل المثال .. فتحى الديب .. وعبد المحسن فائق .. وحسن بلبل .. وعبد العزيز الطورى .. وصلاح نصر وبطلنا .. البكباشي " المقدم " فى ذلك الوقت .. محمد نسيم الفهد الأسمر ..
كان محمد نسيم من ذلك الطراز من الرجال الذى يمتلك قلب أسد كما أطلق عليه رفاقه .. وعقل الثعلب .. وصبر الجمال .. واصرار الأفيال .. كان نادرا بحق .. رحمه الله وطيب ثراه ..
وعندما تولى اللواء صلاح محمد نصر الشهير بصلاح نصر رياسة جهاز المخابرات العامة كان محمد نسيم أحد مديري العمليات بالجهاز ورجل المهام الصعبة ويكفي لبيان مدى سمعته الخرافية أن رئيس الجمهورية كان يتصل به مباشرة فى عدد من العمليات فائقة الحساسية وما أكثرها فى ذلك الوقت ..
وفى بداية الستينيات كان جهاز المخابرات العامة مكتمل البناء .. وخاض العديد من العمليات العملاقة فى تاريخه ضد المخابرات الاسرائيلية والأمريكية .. وللحق .. فان انشاء الجهاز على صورته تلك .. كان لجهود رجاله وادارة صلاح نصر رئيس الجهاز على الرغم من انحرافه فيما بعد نتيجة للسلطة المطلقة التى تمتع بها فى ظل حماية المشير عبد الحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية وقائد الجيش المصري وبطل فضيحة النكسة المريرة ..
وكانت أولى عمليات محمد نسيم التى أكسبته سمعته الرهيبة بين رفاقه .. اعادة تأهيل العميل المصري الأشهر " رفعت الجمال " الشهير باسم " رأفت الهجان "
كان رفعت الجمال قد سافرالى اسرائيل فى منتصف الخمسينيات واستقر بها بعد أن نجح فى زرعه رجل المخابرات العتيد اللواء " عبد المحسن فائق " المعروف باسم " محسن ممتاز فى المسلسل الشهير الذى حكى قصتة .. ومنذ أن تم زرعه فى اسرائيل وحتى بداية الستينيات لم تستفد منه المخابرات المصرية شيئا الا المعلومات التى أرسلها فى حرب العدوان الثلاثي .. وللحق فلم يكن هذا تقصيرا من رفعت الجمال .. أو معلمه عبد المحسن فائق .. بل كانت الظروف أقوى منهما لضعف الامكانيات التدريبية التى تلاقاها رفعت وكان جهاز المخابرات لم يزل وليدا فى ذلك الوقت ..
وعلم المخابرات تطور تطورا مدهشا وسريعا عبر السنوات الخمس التى أمضاها رفعت فى اسرائيل فكانت الحاجة ماسة الى رجل مخابرات من طراز فذ يتمكن أولا من السيطرة على رفعت الجمال صاحب الشخصية شديدة العناد ويقوم بملئ الفراغ الذى تركه اللواء عبد المحسن فائق فى أعماقه .. وذلك حتى يتمكن من اقناعه بمواصلة التدريب والعمل ..
وكان ضابط الحالة الذى تولى عملية الجمال هو عبد العزيز الطورى الشهير باسم " عزيز الجبالى " .. وبعد دراسة عميقة لشخصية رفعت .. ومع استحالة عودة اللواء عبد المحسن فائق من مقر عمله فى الولايات المتحدة فى ذلك الوقت .. لم يجد عبد العزيز الطورى الا قلب الأسد محمد نسيم المعروف بصرامته وشخصيته القوية ونبوغه الفائق وهو النموذج المماثل لعبد المحسن فائق ..
وتم اللقاء بين قلب الأسد وبين رفعت .. ولم تمض ساعات على لقائهما الا وكان محمد نسيم وهو بالمناسبة الشهير باسم " نديم هاشم " فى مسلسل " رأفت الهجان .. وقام بدورة باقتدار بالغ الفنان المصري نبيل الحلفاوى فى واحد من أعظم أدواره على الاطلاق لا سيما وأن نبيل الحلفاوى كان يشبه اللواء محمد نسيم فى الشكل والأداء الى درجة مذهلة ..
لم تمض ساعات على اللقاء بين العملاقين رفعت ونسيم .. الا وكان نسيم قد ألقي بغياهب شخصيته الفريدة فى وجه المتمرد النابغة رفعت الجمال ..
وكان رفعت الجمال قد أبصر بعيونه عبر المعايشة لليهود . كيفية التقدم المدهش هم فى مجال الأمن .. وكان فى أمس الحاجة الى من يريه تفوق بلاده .. وقد كان .. تمكن نسيم عبر التدريبات المكثفة من اقناع رفعت بمدى التقدم المدهش الذى أحرزه المصريون على الاسرائيليين فى المواجهات المباشرة بينهما ..
وبعد أسبوعين من التدريب المستمر والشاق ..
خرج رفعت الجمال فى مستوى ضابط حالة وهو المستوى الأعلى لأى عميل مدنى فى نظم المخابرات .. ووقع تحت الاشراف المباشر لعبد العزيز الطورى وللتدريب على يد محمد نسيم لتكتسب مصر كما رهيبا من المعلومات باغة السرية التى أرسلها رفعت لا سيما بعد تمكنه من بسط علاقاته ونفوذه فى مجتمع تل أبيب بتعليمات نسيم عبر شركة " سي تورز " والمعروفة باسم " ماجى تورز "
وفى قلب تل أبيب واصل نجم المجتمع الاسرائيلي " جاك بيتون " وهو الاسم المستعار لرفعت الجمال وهو الاسم الذى عرف فى المسلسل بـ " دافيد شارل سمحون " .. وبلغت علاقاته حدا جعله صديقا شخصيا للجنرال موشي ديان وجولدا مائير رئيسة الوزارة الشهيرة ..
كل هذا بفضل نبوغ رفعت الشخصي .. وبراعة معلمه الفذ " محمد نسيم " .. ومن قبل هذا وذاك النصرة الالهية لأناس نصروا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
الصدمة ..
كانت نكسة 67 .. مدمرة فى آثارها الى حد رهيب على العالم العربي أجمع .. الا أنها كانت ذات تأثير صاعق على الأسود الرابضة فى عرين المخابرات العامة المصرية الكائن فى حى حدائق القبة بالقاهرة الواقع خلف قصر القبة الشهير .. ولكى تتأملوا الأثر وتقدروه ..
يكفي أن تعلموا أن مصر كلها ذاقت الهزيمة الا هذا الجهاز كان هو المنتصر على أى مقياس منطقي ..
فقد تكفل رجاله ونجومه وعلى رأسهم رفعت الجمال بمعرفة كل التفاصيل الدقيقة والخرائط لخطة الحرب العسكرية فى 67 .. وقاموا بارسالها الى قيادتهم السياسية المغيبة .. ليفاجئ الأبطال بالنكسة وهم الذين كادوا يعطون قياداتهم أسماء الجنود والقادة من العدو اسما اسما لو طلبوا اليهم ذلك ..
ولكن لعوامل كثيرة .. ليس هذا مكانها وقعت الواقعة وانهزمت مصر هزيمة ساحقة كادت تعبر بها حافة اليأس لولا توفيق الله والارادة الفولاذية التى قدت من الصخر ..
وبدأت معارك الاستنزاف .. وتزلزلت القوات الاسرائيلية بكم العمليات الصادمة التى انتقت عيون أسلحة ورجال العدو مع المعلومات الغزيرة التى تولاها الرجال فى المخابرات العامة .. وذلك بعد تطهير الجهاز من قياداته المنحرفة ..
وتولى محمد نسيم وأمين هويدى مسئولية اعادة الأمور الى نصابها فى جهاز المخابرات العامة عقب النكسة ..
وأرسل عبد الناصر الذى كاد الندم يقتله .. الى محمد نسيم .. وتواعدا بالحديث وتقاسما الهم سويا ليتذكر عبد الناصر مدى قدرة الأسد الرابض أمامه وذكره باحدى عملياته التى لاقت شهرة واسعة على الرغم من سرية أعمال المخابرات فى العادة ..
عملية عبد الحميد السراج ..ولكن ما هى تفاصيل تلك العملية ..
عملية عبد الحميد السراج ..
على عبد الحميد السراج .. ضابط جيش سورى .. معروف جدا .. فهو أحد الضباط الوطنيين النوابغ فى سوريا والذى نأى بنفسه عن كم الانقلابات الرهيبة التى تتابعت فى سوريا على يد حسنى الزعيم .. وأدب الشيشيكلى .. وسامى الحناوى .. ومصطفي حمدون .. وغيرهم من نجوم انقلابات سوريا العسكرية فى الفترة التى أعقبت التحرير على يد شكرى القويتلى ..
وبدأ ظهور عبد الحميد السراج عقب التزامه بالخط الوطنى .. قبيل الوحدة مع سوريا .. ولمع اسمه فى مصر عند عبد الناصر نفسه عقب قيامه باسداء جميل العمر الى مصر كلها .. وهو الجميل الذى لم تنسه له مصر وقيادتها ..
فعبد الحميد السراج هو رجل المخابرات العسكرية السورى الذى تولى تدمير خطوط أنابيب البترول الممتدة من العراق عبر سوريا الى سواحل البحر المتوسط لتصب فى الناقلات البريطانية لتغذية احتياجات بريطانيا من البترول ... وكانت هذه العملية أثناء تعرض مصر للعدوان الثلاثي .. ليصبح تدمير خطوط أنابيب البترول الشعرة التى قصمت ظهر البعير وكان البعير هنا هو أنتونى ايدن رئيس الحكومة البريطانية والذى قدم استقالته عقب فشل عدوان السويس عام 56 ..
وكان طبيعيا مع بدء الوحدة المصرية السورية عام 1959م .. أن يلمع نجم عبد الحميد السراج أكثر وأكثر فتدرج فى السلطة حتى ولاه عبد الناصر نيابة القسم الشمالى وهو سوريا ليصبح نائبا لرئيس الجمهورية السورية ومع العلاقة الوثيقة التى جمعته بعبد الناصر خاصة بعد عملية أنابيب البترول وأيضا كشفه للمؤامرة التى استهدفت حياة عبد الناصر أثناء زيارته لسوريا عقب الوحدة ..
من هذا كله تمكن عبد الحميد السراج من السيطرة ليس فقط على الأمن الداخلى كوزير للداخلية فى الاقليم الشمالى وتولى نيابة الرياسة بل سيطر أيضا على المخابرات وأجهزة الاقتصاد والتنظيم السياسي الوحيد وهو الاتحاد الاشتراكى ليصبح عبد الحميد السراج أقوى رجل فى سوريا بأكملها ..
ولأن السلطة المطلقة مفسدة فى كل الأحوال .. فقد تغلبت أجواء السلطة على نقاء السراج .. لتتدهور الأمر أكثر وأكثر خاصة بعد فشل الوحدة المصرية السورية عام 1961 م .. وأتت نهاية عبد الحميد السراج على يد الانقلاب الذى أطاح به من قمة الحكم السورى .. عندما غفل عن ضابط الجيش السورى ومدير مكتب عبد الحكيم عامر الذى كان يتولى الرياسة فى الاقليم الشمالى للوحدة وكان هذا الضابط هو عبد الكريم النحلاوى .. والذى استهان به السراج فتمكن النحلاوى من قيادة تنظيم سري فى الجيشش ضده وأطاح به وطرد عبد الحكيم عامر من سوريا فى فضيحة مدوية .. ليتم اعتقال السراج فى أبشع المعتقلات السورية وهو " سجن المزة " وكان وقع الصدمة مدمرا على عبد الناصر ..
الا أنه سلم بالأمر الواقع ونفض موضوع الوحدة مؤقتا وألقي بصره على مصير السراج المظلم فى أيدى خصومه المتعدديبن ..
فالسراج كان له أعداء فى القوات المسلحة السورية وهى منفذة الانقلاب عليه .. وله عداوات رهيبة فى لبنان نتيجة لتدخله فى الشأن اللبنانى عندما اقتضت الظروف ذلك وله عداء قديم وثأر رهيب عند أصحاب مؤامرة اغتيال عبد الناصر ..
اضافة الى عداء تقليدى من الموساد والمخابرات الأمريكية ورجالهما بلبنان ..
فلك عزيزى القارئ أن تتخيل كيفية المصيدة التى وقع فيها السراج .. ولك أن تتخيل أكثر .. كيف يمكن تحقيق المستحيل وانقاذه منها ..
أرسل عبد الناصر الى محمد نسيم وكلفه بانقاذ السراج مهما كان الثمن ..
وكلمة مهما كان الثمن فى عرف العمل المخابراتى تعنى أنه لا مستحيل ..
وسافر نسيم منفردا الى لبنان لهذا الغرض .. وفى تلك اللحظة كان السراج يهرب من سجن المزة الرهيب بمعاونة عدد من ضباط الجيش الذين كانوا لا يزالون على ولائهم للسراج .. وانتقل فيما يشبه المعجزة وعبر رحلة شاقة ووعرة الى لبنان ليلقي خبر هروبه قد سبقه الى لبنان وعشرات الذئاب الجائعة فى انتظاره ..
وكشف الموساد وجود نسيم فى لبنان .. وكذلك كشفه اللبنانيون .. وغيرهم ..
وتعرض فى تلك المهمة فقط لتسع محاولات اغتيال نجا منها جميعا كان آخرها عن طريق وضع قنبلة فى أنبوب العادم بسيارته وكانت تلك المحاولة غير قابلة للفشل لأن تلغيم السيارات كان من المعروف أنه يكون عن طريق تلغيم المقعد أو المحرك أو جسم السيارة السفلى ..
أما وضع القنبلة فى أنبوب العادم فهو الابتكار غير قابل للكشف .. ومع ذلك فقد اكتشفها نسيم .. وفشلت المحاولة .. بل ونجح فى الخروج بالسراج من لبنان الى مصر وللأسف الشديد فكيفية الخروج ما زالت قيد السرية الى يومنا هذا .. ونال السراج مكانه فى مصر آمنا مطمئنا ..
تذكر عبد الناصر قصة هذه العملية وهو يتحدث الى نسيم .. وكان نسيم يتساءل عن سبب استدعائه ليقول له عبد الناصر أنه رقد طريح الفراش بعد اعلان اسرائيل عن بدء عمليات التنقيب عن البترول فى سيناء فى اشارة واضحة الى أن سيناء قد أصبحت اسرائيلية لتذل القيادة المصرية ..
وبرقت عينا نسيم غضبا .. وعاجله عبد الناصر وهو يقول له فى مرارة .. " الحفار يا نسيم " ..
فنهض نسيم واقفا .. وقال له فى حزم " أمرك يا سيادة الرئيس " .. وبدأت عملية الحج ..
عملية الحج :الحفار كيتنج"
كانت واقعة نية اسرائيل التنقيب عن البترول فى سيناء كما سبق القول نية سياسية لا اقتصادية .. وقد بعثت الى احدى الشركات الكندية لاستقدام أحد أكبر الحفارات فى العالم لاستخدامه فى التنقيب وهو الحفار " كينتج " ..
وقد خططت اسرائيل بدقة لهذه العملية .. وقامت عمدا باستيراد هذا الحفار الكندى والذى تجره قاطرة هولندية وعليه بحار بريطانى .. لكى تعجز مصر عن ضرب الحفار بالطيران عند اقترابه من البحر الأحمر .. لأن مصر اذا غامرت بضرب الحفار علانية فمعنى هذا أنها استعدت عليها ثلاث دول كبري على الأقل ..
ولأنها تعلم تماما أن المخابرات العامة لن تترك الحفار .. فقد احتاطت للأمر وقامت بتأمين الخطوط الملاحية للحفار القادم عبر المحيط الأطلنطى الى رأس الرجاء الصالح ثم البحر الأحمر .. وقامت بانتقاء خطوط سير ملاحية بالغة السرية وغير مألوفة .. كما جند الموساد رجاله وأجهزته بمعاونة المخابرات المركزية الأمريكية لمصاحبة الرحلة وحماية الحفار ..
لكن من قال ان المصريين يعرفون المستحيل ..
شكل محمد نسيم فريق عمل من أفضل رجال المخابرات العامة وخبراء الملاحة وضباط القوات البحرية .. لتبدأ عمليه الحج .. وكان سبب تسميتها مزامنه أحداثها لموسم الحج وقام محمد نسيم بتجنيد عملاء المخابرات العامة فى الدول التى سيمر الحفار عبر سواحلها وأعطى أوامر بضرورة التفرغ لهذه العملية .. وقام باستقدام فريق من أكفأ رجال الضفادع البشرية التابع للبحرية المصرية .. حيث استقرت الخطة على زرع متفجرات شديدة التدمير فى قلب البريمة الرئيسية للحفار لابطال مفعوله .. وبدأت لعبة القط والفأر بين نسيم ورجال الموساد ..
وهناك .. فى أبيدجان الميناء الشهير لدولة ساحل العاج .. كان الحفار قد ألقي مراسيه بأمان للراحة .. وعلى الفور وبناء على الاستنتاجات المسبقة بعقله الفذ الذى أدرك أن أبيدجان هى الميناء المثالى الذى سيرسو عنده الحفار .. قام بحمل المتفجرات بنفسه ودار بها عبر أوربا وساحل افريقيا الشمالى وحط رحاله فى أبيدجان ولا أحد يعرف كيف تمكن من عبور مطارات خمس أو ست دول وهو يحمل هذه المتفجرات ..
وكان فريق العمل أبطال البحرية قد سلك طريقا مماثلا عبر عدة عواصم أوربية حتى أبيدجان .. وفى فجر يوم العملية وصل الفوج الأول من الضفادع البشرية .. وبينما الكل فى انتظار الفوج الثانى علم محمد نسيم من مصادره فى أبيدجان أن الحفار فى طريقه لمغادرة ساحل العاج صباح اليوم التالى .. ليطير عقل محمد نسيم .. ويتخذ قراره بتنفيذ العملية بنصف الفريق فحسب .. وكان الحل السريع أن يكتفي نسيم بزرع المتفجرات تحت البريمة الرئيسية وأحد الأعمدة فحسب بديلا عن الخطة الرئيسية بتفجير البريمة والأعمدة الثلاثة
وفى الفجر .. تسلل الأبطال تحت اشراف نسيم الى موقع الحفار وخلال ساعة واحدة كانت المتفجرات فى أماكنها .. ومضبوطة التوقيت على السابعة صباحا .. وخلال هذه الفترة أشرف نسيم بسرعة فائقة على سفر مجموعة العمل خارج ساحل العاج واستقبال المجموعة التى كان مقررا وصولها فى الصباح لتحط فى أبيدجان بطريقة الترانزيت وتكمل رحلتها خارج أبيدجان ..
وبقي نسيم وحده ينتظر نتيجة العملية .. ومن شرفة فندقه المطل على البحر أخذ يعد الدقائق والثوانى التى تمضي ببطء قاتل .. حتى التقا عقربا الساعة عند السابعة صباحا ليتعالى دوى الانفجارات من قلب البحر .. ويصبح الحفار أثرا بعد عين فى الانفجار الذى هز أبيدجان ..
لكنه كان كالموسيقي الكلاسيكية فى أذنى نسيم ...
والذى تأمل الحفار المحطم .. لترتسم ابتسامة نصر مشرقة ومألوفة على الوجه الأسمر الصارم ..
وبعدها توجه نسيم الى أحدى مكاتب البريد ليرسل تلغرافا الى جمال عبد الناصر يقول له كلمتين فحسب " مبروك الحج "
هذا هو محمد نسيم أو نديم هاشم كما عرفه المشاهدون العرب فى المسلسل التليفزيونى الشهير " رأفت الهجان " والذى كتب قصته الأديب الراحل صالح مرسي وأخرجه المخرج يحيي العلمى .. لتنفجر الحماسة فى الشعوب العربية من المحيط الى الخليج اعجابا بهؤلاء الأبطال الذين قدموا لأوطانهم أسمى معانى الفداء ولم ينتظروا حتى مجرد كلمة شكر ..
أسود المخابرات العامة المصرية الأفذاذ .. العاملون فى صمت .. النائمون فى قلب الخطر .. رواد العظمة ..
ونجمهم رجل المستحيل محمد نسيم الذى اتخذ دوره الى جوار زملائه فى حرب أكتوبر ليتمكن جهاز المخابرات العامة من احاطة ترتيبات الحرب بالسرية الكاملة حتى ساعة الصفر القاتلة للعدو ..
لتخرج المراجع العالمية معترفة بانتصار المخابرات العامة المصرية على جهاز المخابرات الأمريكى والسوفياتى والاسرائيلي والبريطانى ..
عندما يترجل الفارس
ومع بداية الثمانينيات .. وبعد عشرات العمليات الناجحة وشهرة واسعة .. نالها الفهد الأسمر المصري اللواء محمد نسيم .. اعتزل البطل العمل السري ليخرج من جهاز المخابرات الى وظيفة مدنية كوكيل لوزارة السياحة المصرية .. وفى عام 1998م ..
أسلم الفارس البطل .. روحه وجاد بأنفاسه الأخيرة بعد رحلة مثمرة فى محراب البطولة تتوارى الى جوارها صفحات التاريخ خجلا ..
وتقدم جنازة البطل كبار رجال الدولة .. والعامة فى ميدان التحريرالذى يقع فيه مسجد عمر مكرم الذى خرج منه جثمان البطل ..
وتساءل العامة فى فضول .. وهم يلقون نظرة على اللافته التى يحملها الجنود فى مقدمة الجنازة وتحمل اسم البطل
| |
|
قمرالواحة كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 9221 نقاط : 12107 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 14/04/2010 العمر : 53
| موضوع: رد: عن مصر نقول ونقول..... الثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 14:23 | |
| من الشخصيات المصريه التى قهرت المستحيل د/ طه حسين 0000000000 من هو طه حسين ؟ أديب و ناقد وروائي مصري كبير لقّب بعميد الأدب العربي وقد بلغت شهرته الآفاق لأن طه حسين فقد البصر فيما كان عمره 3 سنة ومع ذلك استطاع أن يؤلف مئات الكتب ويقدم للأدب العربي المناهج والدروس والمدارس التي سار عليها الكثيرون بعده .. وبالرغم من فقدانه لبصره في سن مبكرة إلا أنه واصل تعليمه إلى أن حصل على الدكتوراه وبلغ من المواصل ما بلغ حيث عيّن عميداً لكلّية الآداب، جامعة القاهرة، رئيس مؤقّت لجامعة فاروق الأول، وهو أول مدير لجامعة رية ، قرّر مجانية التعليم الثانوي في مصر ، أنشأ جامعة عين شمس ، وكان عضواً بالمجمع اللغوي ورئيسه منذ 1963م حتى وفاته ، وهو مدير دار الكاتب المصري ، كان عضواً في المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ومقرّر للجنة الترجمة به منذ انشائه. كان طه حسين داعياً قوياً إلى التجديد وذو إحساس وطني مرهف ، عاشقاً لمصــر ومدركاً لانتمائه للأمة العربية ، ومقدّراً لانتماء البشر جميعاً للإنسانية ، وعاش معلماً ومحاضراً ويكتب النقد والوصف والتراجم والأدب والمقالة والقصة وهو صاحب مدرسة ومنهج في النقد خاصة ، وفي أدبه نوافذ على الآداب العالمية وخاصة اليوناني والفرنسي وفي نفس الوقت هو بعيد التأثر بهما . نال طه حسين الدكتوراه الفخرية في كثير من البلاد الأجنبية منها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وأوسمة من لبنان وتونس والمغرب. ومن مصر منح قلادة النيل التي لا تمنح إلاّ لرؤساء الدول ، وكان قد حصل على أول جائزة تقديرية في الأدب ومنح جائزة الدولة عن كتابه : على هامش السيرة، وجائزة الآداب، وكان أول من منح جائزة الدولة التقديرية في الآداب، كما منح أيضاً وسام «ليجيون دونير Légion d'honneur» من فرنسا ومنح من هيئة الأمم المتحدة جائزة حقوق الإنسان وتلقاها قبل وفاته بيوم واحد. قام بجمع المخطوطات المصرية من مختلف نواحي العالم وفي إدارة خاصة في الجامعة ونشر عدد من هذه المخطوطات نشراً علمياً كما مهّد لقيام المنظّمة العربية للتربية والعلوم والثقافة ، وعند قيام هذه المنظّمة أنهى عمله بالجامعة العربية. مولده ونشأته : ولد الأديب العربي الكبير طه حسين فى الرابع عشر من شهر نوفمبر عام 1889 ، وعاش طفولته المبكرة في تلك البقعة الصغيرة التي تقع على بعد كيلو متر واحد من مغاغة بمحافظة المنيا في وسط صعيد مصر ( عزبة الكيلو ) وكان طه حسين قد فقد بصره وعمره ثلاثة سنوات وكانت هذه العاهة هى السبب فى الكشف مبكرا عن ملكات طه حسين ، فقد استطاع تكوين صورة حية فى مخيلته عن كل فرد من افراد عائلته اعتمادا على حركة وصوت كل منهم ، بل كانت السبب المباشر فى الكشف عن عزيمته بعد ان قرر التغلب على عاهته بإطلاق العنان لخياله الى آفاق بعيدة قد لا يبلغها المبصرين . كان والده حسين علي موظفاً في شركة السكر وانجب ثلاثة عشر ولداً كان سابعهم في الترتيب "طه" الذي اصابه رمد فعالجه الحلاق علاجاً ذهب بعينيه (كما يقول هو عن نفسه في كتاب "الايام") فكان طه حسين قد فقد بصره بسبب ( الجهل والتخلف ) فكانت كلمات صديق والده بعد ذلك بأن طه لا يصلح إلاّ ان يكون مقرئا للقرآن عند المقابر ويتصدق عليه الناس، جعلته يصاب بصدمة عنيفة، ويشعر بألم دفين داخله، ربما هذا ما رسب ما يمكن تسميته الاكتئاب. فقد كان طفلاً انطوائياً، لا يتكلم مع أحد ولا يشاطر أحداً اللعب. كان دائماً جاداً، حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنوات، واصر على ان يحضر الدروس التي تلقى في القرية، حتى برز بين أقرانه من المبصرين بحفظه وادراكه لما يلقى عليهم من دروس. انصرف في طفولته المبكرة إلى الاستماع إلى القصص والأحاديث وانضم إلى رفاق أبيه في ندوة العصر في فناء البيت يستمع إلى آيات القرآن وقصص الغزوات والفتوح وأخبار عنتر والظاهر بيبرس وأخبار الأنبياء والنسّاك الصالحين ويحفظ القرآن في كتّاب القرية ومن ثم أتقن التجويد فنشأ على خلفية واضحة وجلية وثقافة كبيرة ومتميزة في التاريخ العربي الإسلامي القديم وبين يديه القرآن الكريم الذي أتم حفظه كاملاً قبل أن يكمل عشر سنوات من عمره !
الالتحاق بجامعة الأزهر : بدأت رحلته الكبرى عندما غادر القاهرة متوجها الى الازهر طلباً للعلم وهو في قرابة الرابعة عشر من عمره ، وفي عام 1908 بدأت ملامح شخصية طه حسين المتمردة في الظهور حيث بدأ يتبرم بمحاضرات معظم شيوخ الازهر الاتباعيين فاقتصر على حضور بعضها فقط مثل درس الشيخ بخيت ودروس الادب ولذلك لم يقتصر اهتمامه على تعليم الأزهر وحسب فقد اتجه للأدب فحفظ مقالات الحريري وطائفة من خطب الإمام ومقامات بديع الزمان الهمزاني واتفق هو والشيخ المرصفي في بغضهما لشيوخ الأزهر وحبّهما الراسخ لحرية خالصة وأخذ عن المرصفي حبه للنقد وحريته. كوّن هو وصاحبيه أحمد حسن الزيات ومحمود الزناتي جماعة ذاع نقدها للأزهر وفضّلوا الكتب القديمة على الكتب الأزهرية ويقرأون دواوين الشعر وتتلمذ حينها على يد الإمام محمد عبده الذي علمه التمرد على طرائق الاتباعيين من مشايخ الأزهر إلى أن انتهى به الحال إلى وداع الأزهر ليبدأ مرحلة أخرى من حياته فقد تم طرده من الأزهر بسبب كثرة انتقاداته ولم يعد إليها إلاّ بواسطة من أحد كبار الشيوخ ! دخول الجامعة المصرية : في العام ذاته فتحت الجامعة المصرية أبوابها ، فترك الأزهر والتحق بها وسمع دروس احمد زكي (باشا) في الحضارة الاسلامية واحمد كمال (باشا) في الحضارة المصرية القديمة ودروس الجغرافيا والتاريخ واللغات السامية والفلك والادب والفلسفة على يدأساتذة مصريين وأجانب فكان دخوله للجامعة المصرية بداية مرحلة جديدة في تلقي العلوم وتثقيف النفس وتوضيح الرؤية وتحديد الهدف ! انتهى طه حسين فى هذه الفترة من اعداد رسالته للحصول على درجة الدكتوراه ( وكانت عن أبي العلاء ) ، ونوقشت الرسالة فى الخامس عشر من شهر مايو 1914 ليحصل بها على أول درجة دكتوراه تمنحها الجامعة المصرية لأحد طلابها والتى احدثت عند طبعها فى كتاب ضجة هائلة ومواقف متعارضة وصلت إلى حد مطالبة أحد النواب فى البرلمان بحرمان طه حسين من درجته الجامعية لأنه ألف كتابا فيه الكثير من علامات التنوير فقالوا أن ما فيه كان ( الإلحاد والكفر ) علماً بأنه كان أول كتاب قدم الى الجامعة المصرية واول رسالة دكتوراه منحتها الجامعة المصرية لأحد طلابها . لم يكتف طه حسين حينذاك بتدخل سعد زغلول رئيس الجمعية التشريعية بالبرلمان آنذاك لاقناع هذا النائب بالعدول عن مطالبه بل رد على خصومه وقتها بقوة وبشجاعة في أن كل ما كتبوه عنــه لم يجد فيه شيئا يستحق الرد عليه كما وصفهم حينها بانهم يلجأون إلى طرق معوجة فى الفهم ومناهج قديمــة فى التفكير !! دفعه طموحه واجتهاده لاتمام دراساته العليا في باريس ، وبالرغم من اعتراضات مجلس البعثات الكثيرة ، الا انه اعاد تقديم طلبه ثلاث مرات ، ونجح في نهاية المطاف في الحصول على الموافقة ليرحل نحو تحقيق حلم جديد هو الحصول على الدكتوراه من فرنسا ( بلاد الخواجات ) . رحلته إلى باريس : اذا كانت الرحلة الاولى ذات الاثر العميق في حياة طه حسين وفكره وهي انتقاله من قريته المنسية في صعيد مصر الى القاهرة ... فإن الرحلة الاخرى الاكثر تأثيراً وكانت الى فرنسا في عام 1914 حيث التحق هناك بجامعة ( مونبلييه ) لكي يبعد عن باريس أحد ميادين الحرب العالمية الاولى في ذلك الوقت ... وهناك في مونبلييه درس اللغة الفرنسية وعلم النفس والادب والتاريخ ولأسباب مالية أعادت الجامعة المصرية مبعوثيها في العام التالي 1915 ولكن في نهاية العام عاد طه حسين الى بعثته ولكن الى باريس هذه المرة حيث التحق بكلية الاداب بجامعة باريس وتلقى دروسه في التاريخ ثم في الاجتماع حيث أعد رسالة اخرى على يد عالم الاجتماع الشهير "اميل دوركايم" وكانت عن موضوع "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون" حيث اكملها مع "بوجليه" بعد وفاة دوركايم وناقشها وحصل بها على درجة الدكتوراه في عام 1919م ثم حصل في العام ذاته على دبلوم الدراسات العليا في اللغة اللاتينية . قصته مع سوزان شريكة حياته : تعرف الدكتور طه حسين على السيدة سوزان عندما كانت تقرأ مقطعا من شعر رايسين فأحب نغمات صوتها وعشق طريقة إلقائها وتعلق قلبه بهذا الطائر الأجنبي الذى حط فى في أعشاش قلبه الحزينة متذكرا قول بشار بن برد والاذن تعشق قبل العين أحيانا .. لقد كان حب عميد الأدب العربى لهذه الفتاة الفرنسية بمثابة التزاوج الروحى بين ضفتى المتوسط ومحاكاة حضارة الشرق مع الغرب ، كما أشار إلى هذا الحب الكاتب الفرنسى الكبير روبيرت لاندرى حيث قال وذات يوم بينما طه حسين فى مقعده فى قاعة المحاضرات فى جامعة السوربون سمع صوتا جميلا يرن فى اذنيه صوت صبيه حنون تقول له بعذوبة : إنى أستطيع أن أساعدك فى استذكار الدروس، وكانت صاحبة الصوت ما هي إلا ( سوزان ) الطالبة الفرنسية المنحدرة من عائلة كاثوليكية وقد ظلت مترددة فترة طويلة قبل ان توافق على الزواج من طه حسين الرجل المسلم، وذلك بعد ان استطاع أحد أعمامها أن يقنعها وكان ذلك العم قسيسا وقد قال لها : مع هذا الرجل يمكن ان تثقى بانه سيظل معك إلى الأبد وسوف تسعدى ابدا « فتزوجته فى التاسع من اغسطس1917 وفعلاً ربما تعيش المراة مع رجل أعمى أحبها بقلبه قبل أن يراها بعينيه أجمل واسعد أيامها بدلاً من أن تتزوج رجل لديه عينين يرى بهما كل نساء الدنيا فيهفو قلبه لتلك وتتعلق روحه بأخرى .. فكيف وهي تتزوج من دكتور وأديب ورجل لديه الإصرار على قهر الإعاقة التي ولدت لتكون سبباً في دخوله التاريخ الأدبي من أوسع أبوابه ! ولان السيدة سوزان كان لها الأثر العظيم فى حياته بعد ذلك ، فقد قال الدكتور طه حسين عن يوم لقائه بها ( كأنه تلك الشمس التى اقبلت فى ذلك اليوم من ايام الربيع فجلت عن المدينة ما كان قد اطبق عليها من ذلك السحاب الذى كان بعضه يركب بعضا والذى كان يعصف ويقصف حتى ملأ المدينة أو كاد يملؤها اشفاقا وروعا واذ المدينة تصبح كلها اشراقا ونوراً ) . هذا الشاب الذي جاء من قريته فقيراً، كان يتناثر الأكل على ملابسه عندما يأكل، وكان هندامه يعرف كيف يعتني به، فجاءت سوزان التي غيرت حياته كاملة، وأصبح ممتناً لها، حتى عندما كانت نائمة أشار إليها وقال لابنته : إن هذه المرأة جعلت من أبيك إنسانا آخر! وتقول سوزان في كتابها بأن طه حسين كان يعاني من نوبات كآبة، فعندما تأتي هذه النوبات، ينعزل ولا يقابل أحداً، ولا يتكلم ولا يأكل، وكانت زوجته تعرف بحكم معرفتها من بلدها بأن هذا يسمى اكتئاباً، لكنها خشيت من طه ان يعالج من هذا الاكتئاب حتى لا تجرحه، حيث كان شديد الحساسية بسبب اعاقته البصرية، فلم ترد ان تزيد الأمر عليه. كانت تقول بأن نوبات الاكتئاب، أو كما كانت تسميها بأنه سيقط في بئر عميق لا يستطيع أحداً الوصول إليه.. إذا يتعزل العالم، ولا يعود يرغب في أي شيء مهما كان، حتى أبنائه رغم حبه الجارف لهم كان يتجنبهم ويعيش عزلة تامة، منقطعاً عن كل ما حوله. وتقول زوجته بأن لو كان هناك شيء يساعده على ان يتخلص من هذه النوبات فلا شك بأن إنتاجه سوف يكون أفضل وأكثر ! عودته إلى مصر والأزمات في انتظاره : في عام 1919 عاد طه حسين الى مصر فعين استاذاً للتاريخ اليوناني والروماني واستمر كذلك حتى عام 1925 حيث تحولت الجامعة المصرية في ذلك العام الى جامعة حكومية وعين طه حسين استاذا لتاريخ الأدب العربى بكلية الآداب . رغم تمرده على الكثير من آراء أساتذته الا ان معركة طه حسين الاولى والكبرى من اجل التنوير واحترام العقل تفجرت في عام 1926 عندما اصدر كتابه "في الشعر الجاهلي" الذي احدث ضجة هائلة بدأت سياسية قبل ان تكون ادبية ، كما رفعت دعوى قضائية ضد طه حسين فأمرت النيابة بسحب الكتاب من منافذ البيع واوقفت توزيعه... ونشبت معارك حامية الوطيس على صفحات الصحف بين مؤيدين ومعارضين لهذا الكتاب. وفي عام 1928 وقبل ان تهدأ ضجة كتاب الشعر الجاهلي بشكل نهائي تفجرت الضجة الثانية بتعيينه عميداً لكلية الآداب الامر الذي اثار ازمة سياسية اخرى انتهت بالاتفاق مع طه حسين على الاستقالة فاشترط ان يعين اولاً .. وبالفعل عين ليوم واحد ثم قدم الاستقالة في المساء وأعيد "ميشو" الفرنسي عميداً لكلية الآداب، ولكن مع انتهاء عمادة ميشو عام 1930 اختارت الكلية طه حسين عميداً لها ووافق على ذلك وزير المعارف الذي لم يستمر في منصبه سوى يومين بعد هذه الموافقة وطلب منه الاستقالة. وفي عام 1932 حدثت الازمة الكبرى في مجرى حياة طه حسين... ففي شباط 1932 كانت الحكومة ترغب في منح الدكتوراه الفخرية من كلية الآداب لبعض السياسيين... فرفض طه حسين حفاظاً على مكانة الدرجة العلمية، مما اضطر الحكومة الى اللجوء لكلية الحقوق ... ورداً على ذلك قرر وزير المعارف نقل طه حسين الى ديوان الوزارة فرفض العمل وتابع الحملة في الصحف والجامعة كما رفض تسوية الازمة الا بعد اعادته الى عمله وتدخل رئيس الوزراء فأحاله الى التقاعد في 29 آذار 1932 فلزم بيته ومارس الكتابة في بعض الصحف الى ان اشترى امتياز جريدة "الوادي" وتولى الاشراف على تحريرها، ثم عاد الى الجامعة في نهاية عام 1934 وبعدها بعامين عاد عميداً لكلية الاداب واستمر حتى عام 1939 عندما انتدب مراقباً للثقافة في وزارة المعارف حتى عام .1942 ولأن حياته الوظيفية كانت دائماً جزءاً من الحياة السياسية في مصر صعوداً وهبوطاً فقد كان تسلم حزب الوفد للحكم في 4 شباط 1942 ايذاناً بتغير آخر في حياته الوظيفية حيث انتدبه نجيب الهلالي وزير المعارف آنذاك مستشاراً فنياً له ثم مديراً لجامعة الاسكندرية حتى احيل على التقاعد في 16 تشرين الاول 1944 واستمر كذلك حتى 13 حزيران 1950 عندما عين لاول مرة وزيراً للمعارف في الحكومة الوفدية التي استمرت حتى 26 حزيران 1952 وهو يوم احراق القاهرة حيث تم حل الحكومة. وكانت تلك آخر المهام الحكومية التي تولاها طه حسين حيث انصرف بعد ذلك وحتى وفاته الى الانتاج الفكري والنشاط في العديد من المجامع العلمية التي كان عضواً بها داخل مصر وخارجها ، وظل طه حسين على جذريته بعد أن انصرف إلى الإنتاج الفكري, وظل يكتب في عهد الثورة المصرية, إلى أن توفي عبد الناصر, وقامت حرب أكتوبر التي توفي بعد قيامها في 28 أكتوبر من عام 1973 . رائعة الايام : إن تحفة (الأيام) التي صاغ فصولها كتابة وحقيقة الدكتور طه حسين لها أثر إبداعي من آثار العواصف التي أثارها كتابه (في الشعر الجاهلي), فقد بدأ في كتابتها بعد حوالي عام من بداية العاصفة, كما لو كان يستعين على الحاضر بالماضي الذي يدفع إلى المستقبل ، ويبدو أن حدة الهجوم عليه دفعته إلى استبطان حياة الصبا القاسية, ووضعها موضع المساءلة, ليستمد من معجزته الخاصة التي قاوم بها العمى والجهل في الماضي القدرة على مواجهة عواصف الحاضر. وقد نشر عميد الأدب العربي طه حسين الجزء الاول من الايام في مقالات متتالية في اعداد الهلال عام 1926 ، وهو يُعد من نتاج ذات المرحلة التي كتب خلالها ( في الشعر الجاهلي ) وتميزت هذه الفترة من حياة الاديب الكبير - رحمه الله - بسخطه الواضح على تقاليد مجتمعه وعادات أبناء وطنه فكان إنتاج الايام سيرة ذاتية تعبر عن سخط كاتبها بواقعه الاجتماعي ، خاصة بعد ان عرف الحياة في مجتمع غربي متطور بينما كان انتماء طه حسين للريف المصري، وكان لمروره بحياة قاسية في وسط تسوده الخرافة والأساطير والتقاليد والتي كانت سببا في إفقاده بصره، بالإضافة إلى سلطة المؤسسات التقليدية (الكتاب، الأزهر)، فكانت كل هذه العوامل ولدت في نفسه شعورا بالمرارة وإحساسا عميقا بالتخلف وإصراراً أكبر على الدعوة إلى التجديد والتطوير وعدم التقليد والاتباع الخاطىء الذي لا يوجد إلا في عقول وقلوب الضعفاء والجهلة من الناس ! ويقول أحد الكتاب في وصف الايام : كانت (الأيام) طرازًا فريدًا من السيرة التي تستجلي بها الأنا حياتها في الماضي لتستقطر منها ما تقاوم به تحديات الحاضر, حالمة بالمستقبل الواعد الذي يخلو من عقبات الماضي وتحديات الحاضر على السواء. والعلاقة بين الماضي المستعاد في هذه السيرة الذاتية والحاضر الذي يحدد اتجاه فعل الاستعادة أشبه بالعلاقة بين الأصل والمرآة, الأصل الذي هو حاضر متوتر يبحث عن توازنه بتذكر ماضيه, فيستدعيه إلى وعي الكتابة كي يتطلع فيه كما تتطلع الذات إلى نفسها في مرآة, باحثة عن لحظة من لحظات اكتمال المعرفية الذاتية التي تستعيد بها توازنها في الحاضر الذي أضرّ بها .. ونتيجة ذلك الغوص عميقًا في ماضي الذات بما يجعل الخاص سبيلا إلى العام, والذاتي طريقًا إلى الإنساني, والمحلي وجهًا آخر من العالمي, فالإبداع الأصيل في (الأيام) ينطوي على معنى الأمثولة الذاتية التي تتحول إلى مثال حي لقدرة الإنسان على صنع المعجزة التي تحرره من قيود الضرورة والتخلف والجهل والظلم, بحثًا عن أفق واعد من الحرية والتقدم والعلم والعدل. وهي القيم التي تجسّدها (الأيام) إبداعًا خالصًا في لغة تتميز بثرائها الأسلوبي النادر الذي جعل منها علامة فريدة من علامات الأدب العربي الحديث. بعض مؤلفات طه حسين : ترك طه حسين حين غادر هذه الحياة أكثر من ثلاثمائة وثمانين كتاباً من الكتب القيمة ونذكر لكم بعض مؤلفات طه حسين : الأيام ، الوعد الحق ، المعذبون في الأرض ، في الشعر الجاهلي ، كلمات ، نقد وإصلاح ، من الادب التمثيلي اليوناني ، طه حسين والمغرب العربي ، دعاء الكروان ، حديث الأربعاء ، صوت أبي العلاء ، من بعيد ، على هامش السيرة ، في الصيف ، ذكرى أبي العلاء ، فلسفة ابن خلدون الاجتماعية ، الديمقراطية في الإسلام . | |
|
أحمد الهاشمي مدير عام
عدد المساهمات : 10896 نقاط : 13569 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
| موضوع: رد: عن مصر نقول ونقول..... الأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 1:17 | |
| رائع قمر الواحة
بارك الله لك
اتابع جميع موضوعاتك
وموسعاتك الهمة
لك تحياتي وتقديري
مع تحفظي على طه حسين
وهو من لايستحق الاشادة
ولاحتى الاسم الذي يسمى به
مشكورة
بوركتِ
| |
|
قمرالواحة كبار الشخصياتvip
عدد المساهمات : 9221 نقاط : 12107 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 14/04/2010 العمر : 53
| موضوع: رد: عن مصر نقول ونقول..... الأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 15:48 | |
| اشكرك استاذى احمد لمرورك الطيب
دومت بخير وسعاده | |
|